خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-84-1
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٣٩١

الصالح (١) : وفيه دلالة على حسن حال يونس بن ظبيان ، ولكن علماء الرجال بالغوا في ذمّه ونسبوه إلى الكذب ، والوضع ، والتهمة ، والغلوّ ، ووضع الحديث ، ونقلوا عن الرضا عليه‌السلام أنّه لعنه وقال : أما إنّ يونس بن ظبيان مع أبي الخطاب في أشدّ العذاب (٢).

فلو خليت الأخبار ونفسها لحكمت بوثاقته ، ولكن أخبار الذمّ مؤيدة بفتوى أساطين علم الرجال ، فلذا توقّفت فيه (٣) ، انتهى.

قلت : وأخبار المدح أيضاً مؤيّدة بعمل الشيوخ المعاصرين له الأعرفين بحاله من الكشي الساكن في أقصى بلاد خراسان ، والغضائري المتأخر عنه بقرون ، وبقول الصدوق في الزيارة التي هو راويها أنّها أصح الزيارات رواية (٤) ، والمراد بالصحة وثاقة الرواة هنا قطعاً وإن قلنا بأعميّة الاصطلاح.

وقال الأُستاذ في التعليقة : روى الثقة الجليل علي بن محمّد الخزاز في كتابه الكفاية عنه النص على الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام عن الصادق عليه‌السلام (٥). ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غالياً ، ثم ذكر خبر التوحيد الذي أشرنا إليه ، ثم قال : ويظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه فلاحظ ، ومضى في صدر الرسالة هنا كلام

__________________

(١) في حاشية الأصل : المولى محمّد صالح شارح الكافي.

(٢) شرح الكافي للمازندراني ٦ : ١٦٣ ، ١٦٤.

(٣) تكملة الرجال ٢ : ٦٢٩.

(٤) انظر الفقيه ٢ : ٣٦١ في ذيل الحديث ١٦١٥.

(٥) كفاية الأثر : ٢٥٥.

٢٤١

يناسب المقام فراجع (١).

وأغرب أبو علي في رجاله فقال في مقام ردّ كلام أُستاذه أقول : بعد إطباق المشايخ على ضعفه مضافاً إلى ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقّف أصلاً.

وما ذكره عن الكفاية إلى القدح أقرب من المدح لأنّه رحمه‌الله صنّف الكتاب المذكور في إثبات الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام من طريق المخالفين ، ولذا تراه ينقل فيها عن العامّة ، والزيدية ، والواقفيّة ، ونظائرهم ، على أنّ عدم غلوّه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعاً أصلاً ، وكذا ما في التوحيد (٢) ، فإنّه بعد سلامة سنده ربّما يدلّ على سلامته وقتاً ما. إلى آخره (٣).

قلت : ما ذكره كذب صريح وافتراء محض ، والظاهر أنّه ما رأى الكفاية في عمره وما اطّلع على غرض مؤلّفه أصلاً ، وأراد إبطال حق بحدس أخطأ فيه ، فإنه رحمه‌الله صنّفه لضعفاء الشيعة ، وجلّ مشايخه من شيوخ الشيعة ، وقد يدخل في بعض الأسانيد بعض المخالفين ككثير من أحاديث كتب الصدوق وغيره.

قال رحمه‌الله في صدر الكتاب : أمّا بعد فإنّ الذي دعاني إلى جمع هذه الأخبار في النصوص على الأئمّة الأبرار عليهم‌السلام انّي وجدت قوماً من ضعفاء الشيعة ومتوسطيهم في العلم ، متحيرين في ذلك ومتعجزين ،

__________________

(١) تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٣٧٧.

(٢) التوحيد / للصدوق : ٩٩ / ٧.

(٣) منتهى المقال : ٣٣٥.

٢٤٢

يشكون فرط اعتراض الشبهة (١) عليهم وزمرات المعتزلة تلبيساً وتمويهاً عاضدتهم عليه حتى آل الأمر بهم إلى أن جحدوا أمر النصوص عليهم من جهة يقطع العذر بها ، وزعموا أنّ ورود هذه الأخبار من النصوص عليهم من جهة لا يقطع بمثلها العذر ، حتى أفرط بعضهم وزعم : أنّ ليس لها من الصحابة أثر ولا عن أخبار العترة ، فلمّا رأيت ذلك كذلك ألزمت نفسي الاستقصاء في هذا الباب. إلى آخره (٢).

ومشايخه في هذا الكتاب : الصدوق ، وقد أكثر من النقل عنه ، وعن أخيه الحسين ، وأبو المفضل الشيباني ، ومحمّد بن وهبان ، وابن عياش أحمد بن محمّد الجوهري ، وأضرابهم.

ومع الغضائري كيف يكون الخبر أقرب إلى القدح؟! فإنّ يونس أمّا إمامي أو غال ، ولم يحتمل أحد في حقّه العاميّة.

والخبر الصحيح معارض بصحيح البزنطي المقدّم عليه من وجوه ، وقد عرفت ما في إطباق المشايخ (٣) ، وعرفت أنّ مقتضى الخبرين كونه خطابيّاً في عهد أبي الخطاب ، وقد قتل في أوائل الدولة العباسية ، وبعض أخبار المدح في عهد المنصور ؛ إذْ الصادق عليه‌السلام لم يقدم إلى العراق إلاّ في عهده ، وقد عرفت أنّه عامل معه في الحيرة والنجف معاملته مع خواصّه.

__________________

(١) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (السنّة نسخة بدل)

(٢) كفاية الأثر : ٧.

(٣) راجع كلام صاحب منتهى المقال المتقدّم. وانظر أيضاً مناقشة النوري قدس‌سره لكلامه.

٢٤٣

وكيف كان فلا بد لنا من نقل الخبر ، فانّ فيه من الدلالة على علوّ مقام يونس ما لا يخفى على الناقد ، مضافاً إلى فوائد اخرى وإنْ خرجنا به عن وضع الكتاب.

قال رحمه‌الله في أول باب ما جاء عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) مما يوافق هذه الأخبار ونصّه على ابنه موسى عليه‌السلام : حدّثنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبو محمّد هارون بن موسى ، قال : حدثني محمّد بن همام ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني عمر بن علي العبدي ، عن داود بن كثير الرقي ، عن يونس بن ظبيان ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) فقلت : يا ابن رسول الله انّي دخلت على مالك وأصحابه وعنده جماعة يتكلمون في الله عزّ وجلّ فسمعت بعضهم يقول : إنّ لله تعالى وجهاً كالوجوه ، وبعضهم يقول : له يدان ، واحتجوا بقول الله سبحانه (بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ) (١) وبعضهم يقول : هو الشاب من أبناء ثلاثين سنة ، فما عندك في هذا؟

قال : وكان متكئاً فاستوى جالساً وقال : اللهم عفوك عفوك عفوك ، ثمّ قال : يا يونس من زعم أنّ لله وجهاً كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أنّ لله جوارحاً كالمخلوقين فهو كافر بالله ، فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عمّا يصفه المشبهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه ، وقوله : (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ) (٢) ، فاليد القدرة كقوله

__________________

(١) ص الآية : ٧٥.

(٢) ص الآية : ٧٥.

٢٤٤

تعالى : (أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ) (١).

فمن زعم أنّ الله في شيء أو على شيء ، أو يتحول من شيء إلى شيء ، أو يخلو منه شيء ، أو يشغل به شيء ، فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ، ولا يشبه بالناس ، ولا يخلو منه مكان ، ولا يستقل (٢) به مكان ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، ذلك الله ربّنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبّه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين ، ومن أحبّه بغير هذه الصفة فالله منه بريء ونحن من براء.

ثم قال عليه‌السلام : إنّ أولي الألباب عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حبّ الله ، فإنّ حبّ الله إذا ورثه القلب استضاء به القلب وأسرع إليه اللطف ، فإذا نزل اللطف صار من أهل الفوائد ، فإذا صار من (٣) أهل الفوائد تكلّم بالحكمة ، فإذا تكلّم بالحكمة صار من أهل الفطنة ، فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة ، فإذا عمل بها في القدرة عرف الإطباق السبعة ، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكر بلطف (٤) وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ربّه في قلبه ، وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون ، إنّ الحكماء قد ورثوا الحكمة بالصمت ، وإنّ العلماء ورثوا العلم بالطلب ، وإنّ

__________________

(١) الأنفال الآية : ٦٢.

(٢) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (يشغل نسخة بدل)

(٣) في حاشية الأصل : « في » نسخة بدل في الموضعين. وفوق الكلمة في متن الحجرية (في الموضع الأول فقط) : « في نسخة بدل ».

(٤) في حاشية الأصل والحجرية : (فكره لطف نسخة بدل)

٢٤٥

الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة ، فمن أخذه بهذه السيرة (١) إمّا أن يسفل وإمّا أن يرفع ، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع إذا لم يرع حقّ الله ولم يعمل بما أمر به ، فهذه صفة من لم يعرف الله حقّ معرفته ولم يحبّه حقّ محبته ، فلا يغرّنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وكلامهم وعلومهم فإنّهم حمر مستنفرة (٢) (٣).

ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنّا ورثناه وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ، فقلت : يا ابن رسول الله فكلّ من أهل البيت ورث ما ورثت (٤) من كان من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السّلام)؟ فقال : ما ورثه إلاّ الأئمّة الاثني عشر ، قلت : سمّهم لي يا ابن رسول الله؟ قال : أوّلهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وبعده الحسن والحسين ، وبعده علي بن الحسين ، وبعده محمّد بن علي ، ثمّ أنا ، وبعدي موسى ولدي ، وبعد موسى علي ابنه ، وبعد علي محمّد ابنه ، وبعد محمّد عليّ ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، وبعد الحسن الحجّة عليهم‌السلام ، اصطفانا الله وطهرنا وأتانا ما لم يؤت أحداً من العالمين.

ثم قلت : يا ابن رسول الله إنّ عبد الله بن سعيد دخل عليك بالأمس فسألك عمّا سألتك فأجبته بخلاف هذا ، فقال : يا يونس كلّ امرئ وما يحتمله ولكلّ وقت حديثه وانّك لأهل لما سألت ، فاكتم هذا الأمر إلاّ عن

__________________

(١) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (المسيرة نسخة بدل)

(٢) إشارة إلى الآية ٥٠ من سورة المدثر.

(٣) كفاية الأثر : ٢٥٥ ٢٥٨.

(٤) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (كما ورثتم نسخة بدل)

٢٤٦

أهله والسلام (١).

قال أبو محمّد (٢) : وحدّثني أبو العباس بن عقدة ، قال : حدثني الحميري ، قال : حدثنا محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن الحسن (٣) ابن (٤) أخت شعيب العقرقوفي ، عن خاله شعيب ، قال : كنت عند الصادق عليه‌السلام إذ دخل يونس فسأله. وذكر الحديث ، إلاّ انّه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس : إذا أردت العلم الصحيح فعندنا فنحن أهل الذكر الذين قال الله عزّ وجلّ : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٥) (٦).

تأمّل في هذا الخبر الذي رواه الأجلاّء وما فيه من جلالة قدر يونس ، وما في الكشي انه قال لبنت أبي الخطاب ما قال (٧)؟! وإلى قول أبي علي : من أنّه إلى القدح أقرب (٨)؟!

[٣٢٢٢] يونس بن علي العطّار :

أو البيطار ، في النجاشي : قريب الأمر ، له كتاب المزار ، عنه : حميد (٩).

__________________

(١) كفاية الأثر : ٢٥٨ ٢٥٩.

(٢) في حاشية الأصل : يعني التلعكبري.

(٣) في المصدر : (الحسين) بدل (الحسن)

(٤) في المصدر : (عن) بدل (ابن)

(٥) النحل الآية ٤٣.

(٦) كفاية الأثر : ٢٥٩ ٢٦٠.

(٧) انظر رجال الكشي ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٤.

(٨) انظر منتهى المقال : ٣٣٥.

(٩) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢٠٩.

٢٤٧

وفي الوجيزة : ممدوح (١).

[٣٢٢٣] يونس بن عمّار الصَّيْرفي :

التغلبي ، كوفي ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٢). هو أخو إسحاق الجليل ، صاحب كتاب معتمد في المشيخة (٣) ، أوضحنا وثاقته في شرحها في (شنو) (٤) فلاحظ.

[٣٢٢٤] يونس النّساء (٥) :

روى عنه : صالح بن عقبة ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٦).

تمّ باب الأسماء.

__________________

(١) الوجيزة (للمجلسي) : ٦٠.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٣) الفقيه ٤ : ٧٤ ، من المشيخة.

(٤) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة : ٣٨٧ ، الطريق رقم : [٣٥٦].

(٥) في المصدر : (النسائي) ، ومثله في : منهج المقال : ٣٨٠ ، ومجمع الرجال ٦ : ٣٠٨ ، وتنقيح المقال : ٣٨٠ ، ومعجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٣٩.

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٤٧.

٢٤٨

باب الكنى :

[٣٢٢٥] أبو إبراهيم البصري :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (١).

[٣٢٢٦] أبو إبراهيم العِجْلي :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٢).

[٣٢٢٧] أبو إبراهيم الموصلي :

عنه : ابن أبي نصر ، في الكافي ، في باب الكون والمكان (٣).

[٣٢٢٨] أبو أراكة البجلي :

عدّه البرقي في رجاله (٤) من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام من اليمن ، وكذا في آخر الخلاصة (٥).

وفي الوجيزة : رأيت في بعض الكتب مدحه (٦).

وروى المفيد في الأمالي : عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٠ / ٢٧.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٩ / ٢٦.

(٣) أُصول الكافي ١ : ٧١ / ٨ ، وفيه : ابن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي. وفي هامش المصدر : في بعض النسخ « عن أبي إبراهيم الموصلي ». وأُنظر معجم رجال الحديث ٢١ : ٧ ، في ترجمة أبو إبراهيم ، ولاحظ الاختلاف المذكور في سند الحديث.

(٤) رجال البرقي : ٦.

(٥) رجال العلاّمة : ١٩٤.

(٦) الوجيزة (للمجلسي) : ٦٠ ، وفيها : أبو راكد ، وفي بعض الكتب مدحه.

٢٤٩

عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي معاذ السّدي ، عن أبي أراكة ، قال : صلّيت خلف أمير المؤمنين عليه‌السلام الفجر في مسجدكم هذا على يمينه وكان عليه عليه‌السلام كآبة ، ومكث حتّى طلعت الشّمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح وليس هو على ما هو اليوم ، ثمّ أقبل على النّاس فقال : أما والله لقد كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم يكابدون هذا اللّيل ، يراوحون بين جباههم وركبهم ، كأنّ زفير النّار في آذانهم ، فإذا أصبحوا أصبحوا غبراً صفراً ، بين أعينهم شبه ركب المعزى ، فإذا ذُكر الله مادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم ، قال : ثمّ نهض وهو يقول : فكأنّما بات القوم غافلين ، ثمّ لم ير مفتراً حتى كان من أمر ابن ملجم لعنه الله ما كان (١). وهذا الخبر موجود في الكافي (٢) والنهج (٣) وغيرهما.

وروى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد : عن محمّد بن سنان ، عن أبي عمّار صاحب الأكسية (٤) ، عن البريدي (٥) ، عن أبي أراكة ، قال : سمعت عليّاً عليه‌السلام يقول : إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا عن المنطق ، وأنّهم لفصحاء ، عقلاء الباء ، نبلاء ، يستبقون إليه بالأعمال الزّاكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له القليل ، يرون أنفسهم أنّهم شرار ،

__________________

(١) أمالي المفيد : ١٩٦ / ٣٠ ، بتفاوت يسير.

(٢) أُصول الكافي ٢ : ١٨٥ / ٢٢ ، مع اختلاف في السند والمتن.

(٣) نهج البلاغة (شرح ابن أبي الحديد) ٧ : ٧٧ خطبة رقم ٩٦ مع اختلاف يسير.

(٤) في المصدر : (بيّاع الأكيسة)

(٥) في المصدر : (الزيدي)

٢٥٠

وأنّهم لأكياس أبرار (١).

هذا ومن أولاده وذريّته أجلاّء ثقات ، وآل أبي أراكة بيت كبير من بيوت الشيعة ، أشار إليه النجاشي في ترجمة علي بن شجرة بن ميمون بن أبي أراكة (٢).

[٣٢٢٩] أبو إسحاق الجُرْجاني :

عنه : عثمان بن عيسى ، في الروضة بعد حديث نوح عليه‌السلام (٣).

[٣٢٣٠] أبو إسماعيل البصري :

له كتاب في الفهرست يرويه عنه : ابن أبي عمير (٤).

[٣٢٣١] أبو الأعز النَّخّاس :

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه (٥) ، يرويه الصدوق ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن أبي عمير ، عنه (٦).

وعنه : علي بن الحكم ، في الكافي ، في باب أبوال الدواب وأرواثها (٧).

__________________

(١) كتاب الزهد : ٥ / ٦.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٠.

(٣) الكافي ٨ : ٢٧١ / ٤٠٠.

(٤) فهرست الشيخ : ١٨٨ / ٨٥٤.

(٥) في حاشية الأصل : (قد نسينا في شرح المشيخة ذكر هذا الطريق وشرحه). منه قدس‌سره.

(٦) الفقيه ٤ : ١٥ ، من المشيخة.

(٧) الكافي ٣ : ٥٨ / ١٠.

٢٥١

[٣٢٣٢] أبو بُرْدَة بن رجا :

عنه : صفوان بن يحيى ، في التهذيب ، في باب الزيادات بعد باب الأنفال (١) ، وفي باب أحكام الأرضين (٢).

[٣٢٣٣] أبو بكر بن حَزْم الأنصاري :

عدّه البرقي في رجاله (٣) من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام من اليمن ، فقول ابن داود : عربي من خواصه عليه‌السلام (٤) في محلّه ، والمعترض عليه لم يراجع رجال البرقي ، بل وآخر الخلاصة (٥).

[٣٢٣٤] أبو بكر القنّاني :

زاهد ، من أصحاب العياشي ، كذا في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام (٦) ، وفي الوجيزة : ممدوح (٧).

وقد مرّ أنّ الحق استظهار الوثاقة من هذه الكلمة فراجع.

[٣٢٣٥] أبو بلال الأشعري :

صاحب كتاب في الفهرست (٨) والنجاشي ، يرويه عنه إبراهيم بن سليمان ، وظاهرهما الإماميّة ، وفي النجاشي : مُقِلّ (٩). وفيه ظهور في

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٤ : ١٤٦ / ٤٠٦.

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ١٥٥ / ٦٨٦.

(٣) رجال البرقي : ٦.

(٤) رجال ابن داود : ٢١٥ / ١٠.

(٥) رجال العلاّمة : ١٩٤ ، وأُنظر : منتهى المقال : ٣٣٨.

(٦) رجال الشيخ : ٥٢٠ / ١٩.

(٧) الوجيزة (للمجلسي) : ٦١.

(٨) فهرست (الشيخ) : ١٩١ / ٨٦٧.

(٩) رجال النجاشي : ٤٥٤ / ١٢٣٠.

٢٥٢

انحصار الطعن فيه فلا تغفل.

[٣٢٣٦] أبو بلال المكّي :

في الكافي : عن العدّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي (١) البلاد ، عن أبي بلال المكّي ، قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلّي على قدر ذراعين من البيت ، فقلت له : ما رأيت أحداً من أهل بيتك يصلّي بحيال الميزاب؟ فقال : هذا مصلّى شبر وشبير ابني هارون (٢).

وعن محمّد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمّد ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : حدثني أبو البلال المكّي ، قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام طاف بالبيت ثمّ صلّى فيما بين الباب والحجر الأسود ركعتين ، فقلت له : ما رأيت أحداً منكم صلّى في هذا الموضع؟ فقال : هذا المكان الذي تيب على آدم عليه‌السلام (٣).

وفي التهذيب بإسناده : عن محمّد بن أبي الصهبان ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : حدثني أبو بلال المكّي ، قال : رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام بعرفة أتى بخمسين نواة ، فكان يصلّي بقل هو الله أحد ، وصلّى مائة ركعة بقل هو الله أحد ، وختمها بآية الكرسي ، فقلت له : جعلت فداك ما رأيت أحداً منكم صلّى هذه الصلاة هاهنا؟ فقال : ما شهد

__________________

(١) في الأصل : (أبي) لم ترد.

(٢) الكافي ٤ : ٢١٤ / ٩.

(٣) الكافي ٤ : ١٩٤ / ٥.

٢٥٣

هذا الموضع نبيّ ولا وصي نبيّ إلاّ صلّى هذه الصلاة (١).

وهذه الأخبار الصحاح التي رواها المشايخ تنبئ عن إماميّته وحسن حاله وملازمته له عليه‌السلام.

[٣٢٣٧] أبو جُحيفة بضم الجيم وهب بن عبد الله :

السؤالي (٢) ، عدّه البرقي في رجاله (٣) من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام من مضر ، وكذا في آخر الخلاصة (٤).

[٣٢٣٨] أبو جرير الرواسي :

عنه : الحسن بن محبوب ، في الكافي ، في باب السجود والتسبيح والدعاء فيه (٥) ، وفي التهذيب ، في باب كيفية الصلاة من أبواب الزيادات (٦).

[٣٢٣٩] أبو جُنْد بن عمرو :

الذي عقر الجمل ، كذا في رجال الشيخ (٧) ، وفي شرح الأخبار بإسناده : عن عون بن عبد الله ، عن أبيه كاتب علي عليه‌السلام ، في حديث طويل انّه عدّ من كان معه عليه‌السلام من المهاجرين والأنصار الذين بشّرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنّة ومن التابعين ومن أفاضل العرب. إلى أنْ قال :

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٧٩ / ١٦٩٧.

(٢) كذا في الأصل ، وفي الحجرية : (السيوالي) ، وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (السرائي) ، وفي المصدر : (السوائي)

(٣) رجال البرقي : ٥.

(٤) رجال العلاّمة : ١٩٣ ، وفيه : (السواني)

(٥) الكافي ٣ : ٣٢٣ / ١٠.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠٠ / ١٢٠٩.

(٧) رجال الشيخ : ٦٤ / ٢٣.

٢٥٤

وعمرو بن حارثة (١) ، وهو الذي عقر الجمل يوم الجمل ، يكنى أبا حبّة ، قتل بالخزرة (٢) (٣).

وذكره ابن داود في القسم الأول إلاّ أنّ فيه أبو جندب بن عبد (٤) والله العالم.

[٣٢٤٠] أبو الجَوْشاء :

صاحب راية أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم خرج من الكوفة إلى صفين كذا في رجال الشيخ (٥) ، وفي البلغة : ممدوح (٦).

[٣٢٤١] أبو حبيب الأسدي :

عنه : جعفر بن بشير ، في التهذيب ، في باب الأحداث الموجبة للطهارة (٧) ، وفي الإستبصار ، في باب الرعاف (٨).

[٣٢٤٢] أبو حبيب ناجية :

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه ، يرويه عنه المثنى الحنّاط (٩).

__________________

(١) في المصدر : (عمرو بن عزية)

(٢) في المصدر : (في الجزيرة)

(٣) شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ٢ : ١٦ ، ٢٩ / ٤٠٦.

(٤) رجال ابن داود : ٢١٦ / ١٩ ، وفيه : (أبو جند بن عبدي)

(٥) رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٠.

(٦) بلغة المحدثين : ٤٣٥ / ٥.

(٧) تهذيب الأحكام ١ : ١٤ / ٣٠.

(٨) الاستبصار ١ : ٨٥ / ٢٦٩.

(٩) الفقيه ٤ : ٦٢ ، من المشيخة.

٢٥٥

[٣٢٤٣] أبو حبيب النباجي :

له كتاب ، روى عنه ابن مسكان في النجاشي (١) واحتُمِلَ اتحاده مع سابقه (٢) ، وفي الفقيه في باب الإباق : ابن أبي عمير ، عن أبي حبيب ، عن محمّد بن مسلم (٣).

[٣٢٤٤] أبو الحجاج :

روى عنه : عثمان بن عيسى ، من أصحاب الباقر عليه‌السلام في رجال الشيخ (٤).

[٣٢٤٥] أبو الحسن الأحْمَسي :

عنه : جعفر بن بشير ، في الكافي ، في باب لبس الحرير (٥) ، وعبد الله ابن سنان (٦) ، وعلي بن الحكم (٧).

[٣٢٤٦] أبو الحسن الأزْدي :

عمرو بن شداد ، عنه : الفقيه ثعلبة ، في الفقيه (٨) ، والتهذيب. في كتاب الوصية (٩). والظاهر أنّه الساباطي الذي يروي عنه ثعلبة ، فيه (١٠) ، وفي باب

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥٨ / ١٢٥١.

(٢) راجع منتهى المقال : ٣٤٠.

(٣) الفقيه ٣ : ٨٨ / ٣٣٠.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٢ / ٢٣.

(٥) الكافي ٦ : ٤٥٥ / ١٣.

(٦) الكافي ٥ : ٦٣ / ١.

(٧) الكافي ٤ : ٣٤٥ / ٥.

(٨) الفقيه ٤ : ١٥٠ / ٥٢٠.

(٩) تهذيب الأحكام ٩ : ١٨٧ / ٧٥٣ ، وفيه : (عمر) بدل (عمرو)

(١٠) لقد سبق المصنف قدس‌سره بهذا الاستظهار المحقق الأردبيلي ، راجع جامع الرواة ٢ : ٣٧٥ ، ٣٧٦ في ترجمة (أبو الحسن الأزدي) ، و (أبو الحسن الساباطي)

٢٥٦

النهي عن بيع الذهب والفضة (١) ، وفي التهذيب ، في باب بيع الواحد بالاثنين (٢).

[٣٢٤٧] أبو الحسن الأصبهاني :

عنه : يونس بن عبد الرّحمن ، في الكافي ، في باب الكتمان (٣) ، وفي باب الوصيّة (٤).

[٣٢٤٨] أبو الحسن الأنْباري :

عنه : ابن أبي عمير ، في الكافي ، في باب التحميد والتمجيد (٥).

[٣٢٤٩] أبو الحسن الحَذّاء :

عنه : ابن أبي عمير ، في الكافي ، في باب كراهية قذف من ليس على الإسلام (٦) ، وفي التهذيب ، في باب الحدّ في الفرية والسب (٧).

[٣٢٥٠] أبو الحسن الدلال :

أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن إسماعيل ، عنه ، في الكافي ، في باب تربيع القبر (٨).

__________________

(١) الرواية في الاستبصار ٣ : ٩٤ / ٣٢١ ، وفيه : (أبي الحسين) بدل (أبي الحسن)

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ١٠٠ / ٤٣١.

(٣) أُصول الكافي ٢ : ١٧٨ / ١٢.

(٤) أُصول الكافي ٢ : ٢٧٤ / ٣ ، في باب النميمة.

(٥) أُصول الكافي ٢ : ٣٦٥ / ٣.

(٦) الكافي ٧ : ٢٤٠ / ٣.

(٧) تهذيب الأحكام ١٠ : ٧٥ / ٢٨٨.

(٨) الكافي ٣ : ٢٠١ / ١١.

٢٥٧

[٣٢٥١] أبو الحسن البغدادي :

السورائي ، البزّاز ، يظهر من النجاشي في ترجمة فضالة كونه من المشايخ المعتمدين (١).

[٣٢٥٢] أبو الحسن الشّامي :

عنه : الحسن بن محبوب ، في التهذيب ، في باب الحدّ في الفرية والسب (٢).

[٣٢٥٣] أبو الحسن اللّيْثِيّ :

هو جلبة (٣) بن عياض.

[٣٢٥٤] أبو الحسن الموصلي :

عنه : أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، في الكافي في باب الكون والمكان (٤) ، وفي باب إبطال الرؤية (٥) ، وفي الجامع ، وكثيراً (٦).

[٣٢٥٥] أبو الحسن النهدي :

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه (٧) ، ويروي عنه من الأجلاّء :

__________________

(١) انظر رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٥٠.

(٢) تهذيب الأحكام ١٠ : ٦٩ / ٢٥٨ ، وفيه : أبو الحسن السائي.

(٣) في الحجرية : حلية بالحاء المهملة ثم اللام والياء المثناة من تحت وما في الأصل موافق لما في : جامع الرواة ١ : ١٦٤ ، ومنتهى المقال : ٣٤١ وغيرهما.

(٤) أُصول الكافي ١ : ٧٠ / ٥.

(٥) أُصول الكافي ١ : ٧٦ / ٦.

(٦) كذا العبارة في الأصل والحجرية ، وراجع جامع الرواة ٢ : ٣٧٧.

(٧) الفقيه ٤ : ١٠٢ ، من المشيخة.

٢٥٨

الوشاء (١) ، ومحمد بن علي بن محبوب (٢) ، وموسى بن الحسن (٣).

[٣٢٥٦] أبو الحسين بن المهلوس :

في النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الرّحمن بن قبة : سمعت أبا الحسين بن المهلوس العلوي الموسويّ (رضى الله عنه) يقول في مجلس الرضيّ أبي الحسن محمّد بن الحسين بن موسى ، وهناك شيخنا أبو عبد الله محمّد ابن محمّد بن النعمان رحمهم‌الله أجمعين : سمعت. إلى آخره (٤).

وظاهره كما في التعليقة كونه ممّن يعتمد عليه (٥).

[٣٢٥٧] أبو حيّة طارق بن شهاب :

الأحمسي ، عدّه البرقي في رجاله من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام من اليمن (٦) ، وكذا في آخر الخلاصة (٧).

[٣٢٥٨] أبو خالد الزباليّ : (٨)

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٠٢ ، من المشيخة.

(٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٣١٣ / ١٢٧١.

(٣) الكافي ٣ : ١١٩ / ١.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٥ ٣٧٦ / ١٠٢٣.

(٥) انظر تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٣٨٨.

(٦) رجال البرقي : ٦.

(٧) رجال العلاّمة : ١٩٤ ، وفيه : عدّ أبا حية ، وعطف عليه طارق بن شهاب وهو صريح في التعدد.

(٨) في حاشية الحجرية : وفي دلائل أبي جعفر الطبري [دلائل الإمامة : ١٦٨] مسنداً عن أبي خالد الزبالي قال : مرّ بي أبو الحسن عليه‌السلام يريد بغداد زمن المهدي أيّام كان أخذ محمد بن عبد الله فنزل في هاتين القبتين في يوم شديد البرد وفي سنة مجدبة لا يقدر على عود يستوقد به تلك السنة وأنا يومئذ أرى رأي الزّيدية أدين الله بذلك.

٢٥٩

__________________

فقال لي : يا أبا خالد ائتنا بحطب نستوقد ، قلت : والله ما أعرف في المنزل عوداً واحداً. فقال : كلاّ جد في هذا الفج فإنّك تلقى أعرابياً معه حملان فاشتريهما منه ولا تماكسه.

فركبت حماري وانطلقت نحو الفج الذي وصف لي فإذا أعرابي معه حملان حطب ، فاشتريتهما منه وأتيته ، فاستوقدوا منه يومهم ، وأتيته بظرف مما عندنا يطعم منه ، ثمّ قال : يا أبا خالد انظر خفاف الغلمان ونعالهم فأصلحها حتى نقدم عليك يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا.

قال أبو خالد : وكتبت تاريخ ذلك اليوم وليس همّي غير هذه الأيّام ، فلما كان يوم الميعاد ركبت حماري وسرت أميالاً ونزلت فقعدت عند الجبل أفكر في نفسي وأقول : والله إنْ وافاني هذا اليوم الذي قال لي علمت أنّه الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه ، لا يسع الناس جهله.

فقعدت حتى أمسيت وأردت الانصراف فإذا أنا براكب مقبل فأشرت إليه فأقبل ، وسلم فرددت عليه‌السلام ، فقلت : ورآك أحد؟ فقال : نعم قطار فيه نحو من عشرين يشبهون أهل المدينة ، قال : فما لبثت أن ارتفع القطار ، فركبت حماري وتوجهت نحو القطار فإذا هو يهتف بي يا أبا خالد هل وفيناك بما وعدناك؟

قلت : قد والله قد كنت آيست من قدومك حتى أخبرني بذلك راكب ، فحمدت الله على ذلك وعلمت إنك هو ، قال : ما فعلت القبتان اللتّان كنا نزلنا فيهما؟ قلت : جعلت فداك تذهب إليهما ، وانطلقت معه حتى نزل القبتين فأتيناه بغداء فتغدى ، فقال : ما حال خفاف الغلمان ونعالهم؟ قلت : أصلحتهما ، فأتيته بها فسر بذلك.

فقال : يا أبا خالد زودنا من هذه الفسقارات التي بالمدينة فإنا لا نقدر فيها على هذه الأشياء التي تجدونها عندكم.

قال : فلم يبق شيء إلاّ زودته منه ففرح ، وقال : سلني حاجتك ، وكان معه محمّد أخوه قلت : جعلت فداك أخبرك بما كنت فيه وأدين الله به إلى أنْ وقعت إليك وقدمت عليّ فسألتني الحطب فأخبرتك بما أخبرتك فأخبرتني بالأعرابي ، ثمّ قلت لي : إنّي موافيك يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا ، كما قلت لم ينقص ولم يزد يوماً واحداً ، فقلت : إنّك الإمام الذي فرض الله طاعته ؛ لا يسع الناس جهلك ، فحمدت الله لذلك ، فقال : يا أبا خالد من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة

٢٦٠