خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-84-1
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٣٩١

يحيى ، في التهذيب ، في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس (١) ، وفي الكافي ، في باب اللباس (٢) ، وعيص بن القاسم (٣).

[٣٢١١] يوسف بن أبي القاسم :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٤).

[٣٢١٢] يوسف البزّاز :

أبو يعقوب ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٥). عنه : ابن أبي عمير ، في الكافي ، في باب من وصف عدلاً وعمل بغيره (٦).

[٣٢١٣] يوسف بن الحارث :

في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام : سهل بن الحسن الصفار أخو محمّد ، روى عن يوسف بن الحارث الكميداني ، عن عبد الرّحمن العرزمي كتابه. روى عنه : أخوه محمّد بن الحسن (٧).

وفي التعليقة : ان ذلك يومي إلى معروفيّته ، بل والاعتماد عليه (٨).

قلت : وذكر ذلك في الفهرست أيضاً في ترجمة العرزمي (٩) ، واستظهر رحمه‌الله أنّه الذي يروي عنه محمّد بن يحيى في النوادر ، واستثناه

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٠٨ / ٨١٧.

(٢) الكافي ٦ : ٤٤٢ / ٧.

(٣) الكافي ٦ : ٤٥١ / ٥.

(٤) رجال الشيخ : ٣٢٤ / ٤٨٣٩ (طبع جامعة المدرسين) ، ورجال البرقي : ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٨.

(٦) أُصول الكافي ٢ : ٢٢٧ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ٤٧٥ / ٧ ، وفيه : الكمنداني.

(٨) تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٣٧٦.

(٩) انظر فهرست الشيخ : ١٠٨ / ٤٦١.

٢٢١

القميون (١) ، وظاهر بعضهم المغايرة ، وقد مرّ عدم الاعتناء بهذا الاستثناء ، وبعد التسليم عدم مضرّته.

[٣٢١٤] يوسف بن عبد الرّحمن الكُناسي :

الكوفي ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٢).

[٣٢١٥] يوسف بن يعقوب :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، ذكره مع أخيه قيس كما تقدم (٣) ، وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه (٤). وعنه : أخوه الجليل يونس (٥).

[٣٢١٦] يونس بن أبي إسحاق السبيعي :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٦).

[٣٢١٧] يونس بن أبي يَعْفُور :

روى عنه : يونس بن يعقوب ، واسم أبي يعفور : قيس بن يعفور من بني أشيم ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٧).

__________________

(١) انظر رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٤٨.

(٣) رجال الشيخ : ٢٧٤ / ٢٢ ، وتقدم أخيه في الجزء الثامن صحيفة : ٣٢٧ الطريق رقم : [٢٢٤٣].

(٤) الفقيه ٤ : ١٠٥ ، من المشيخة.

(٥) الكافي ٦ : ٣٨٥ / ٤.

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٨ ، ورجال البرقي : ٣٠.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٠ / ١٦ ، ٣٣٧ / ٧٠ ، في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السّلام) ، ورجال البرقي : ٣٠ في أصحاب الصادق عليه‌السلام

٢٢٢

[٣٢١٨] يونس بن خبّاب :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (١).

[٣٢١٩] يونس الشّيباني :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام (٢) ، يروي محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عنه (٣).

[٣٢٢٠] يونس بن الصباح :

من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، في الكشي ممدوح ، كذا في رجال ابن داود (٤). ونُسب إلى الاشتباه (٥) ، وقد ذكرنا غير مرّة أنّ اختلاف النسخ بالزيادة والنقصان يمنعانا عن نسبة الاشتباه إليه.

[٣٢٢١] يونس بن ظبيان :

المَرْمِيّ في النجاشي (٦) ، والغضائري (٧) ، وغيرهما ، بالضعف والغلوّ والكذب والوضع ، لا أدري كيف يروي عنه شيوخ الطائفة وعيون العصابة!؟ مثل : جميل بن درّاج ، في الكافي ، في باب نقش الخواتيم (٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤١ / ١٨ ، ٣٣٥ / ٧٠ ، في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السّلام) ، ورجال البرقي : ١٣ في أصحاب الباقر عليه‌السلام

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٣ ، ورجال البرقي : ٢٩.

(٣) الكافي ٧ : ٣٤٥ / ١١ ، تهذيب الأحكام ٢ : ٥٧ / ١٩٨.

(٤) رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٤٢ ، ولم نظفر به في رجال الكشي.

(٥) انظر جامع الرواة ٢ : ٣٥٥.

(٦) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢١٠.

(٧) رجال العلاّمة : ٢٦٦ / ٢.

(٨) الكافي ٦ : ٤٧٣ / ٢.

٢٢٣

وصفوان ، وابن أبي عمير ، في التهذيب ، في باب ضروب الحجّ (١) ، وفي الإستبصار ، في باب أنّ التمتع فرض من نأى عن الحرم (٢) ، وعثمان بن عيسى ، في التهذيب ، في باب ثواب الحج (٣).

وعبد الله بن المغيرة عن محمّد بن زياد وهو ابن أبي عمير عنه ، في الكافي في باب النهي عن الجسم والصورة (٤) ، ومنصور بن يونس (٥) ، ومحمّد بن سنان (٦) ، والحسن بن راشد (٧) ، والمفضل بن عمر (٨) ، ومحمّد بن موسى حوراء (٩) ، وصالح بن سعيد (١٠) ، وداود بن كثير الرقّي (١١).

ويدلّ على حسن حاله واستقامته وعلوّ مقامه وعدم غلوّه أخبار كثيرة :

أما في آخر السرائر ممّا استطرفه من جامع البزنطي : وعنه عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن يونس بن ظبيان ،

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٢ / ٩٥.

(٢) الاستبصار ٢ : ١٥٧ / ٥١٣.

(٣) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٢ / ٦١.

(٤) أُصول الكافي ١ : ٨٢ / ٦.

(٥) أُصول الكافي ١ : ٣١٨ / ٣.

(٦) تهذيب الأحكام ٦ : ٤٩ / ١١٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ٥١ / ١١٩.

(٨) أُصول الكافي ١ : ٤٥١ / ٢.

(٩) فهرست الشيخ : ١٨٢ / ٨١٠.

(١٠) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٥ / ٧٤.

(١١) كفاية الأثر : ٢٥٥ ، وعنه المجلسي في البحار ٣ : ٢٨٧ / ٢.

٢٢٤

فقال : رحمه‌الله ، وبنى له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً على الحديث (١). والضمير في عنه راجع إلى صاحب الكتاب يعني البزنطي على ما هو المعهود في كثير من مؤلّفات القدماء ، أو إلى أبي بصير لا إلى سليمان بن خالد ، كما صرّح به المولى عناية الله في مجمع الرجال ، وهذا ظاهر لمن راجع السرائر.

وكيف كان فالخبر صحيح غايته ، واعترف به المولى المذكور إلاّ أنّه قال : ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام الشيخ له (٢). وهذا منه من الغرابة بمكان ، وما رأينا ولا سمعنا أن أحدهم عليهم‌السلام كان يتقي من الغلاة خصوصاً الصادق عليه‌السلام بالنسبة إلى أبي الخطاب وأصحابه على ما زعموا من أنّ يونس منهم.

ورواه الكشي في رجاله : عن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي ، عن الحسن بن علي الزبيدي (٣) ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، مثله. إلاّ أنّه قال بعده : ابن الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح مع ما قد روي في يونس بن ظبيان (٤).

قلت : قد عرفت صحّة الخبر ، وهذا مؤيّده ، وما ذكره غير قابل

__________________

(١) السرائر ٣ : ٥٧٨.

(٢) لم نعثر عليه في مجمع الرجال ، بل الكلام المذكور لعبد النبي الجزائري ، ذكره في ترجمة يونس بن علي القطان ، راجع حاوي الأقوال : ٣٤٧ / ٢١٥٤.

(٣) كذا في الحجرية ، وفي الأصل الكلمة غير واضحة ، وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (الزيتوني نسخة بدل)

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٥.

٢٢٥

للمعارضة كما ستعرف ، ثمّ أنّ ظاهر الخبر بل صريحه أنّه توفي في عهد الصادق عليه‌السلام فلا تغفل.

ب ما في الكشي في ترجمة الفيض قال : ما روي في الفيض بن المختار ، وإن الفيض أول من سمع عن أبي عبد الله عليه‌السلام نصّه على ابنه موسى بن جعفر (عليهما السّلام).

جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (١) ، عن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار. وعنه ، عن علي بن إسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك ، ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها آخرين ، على أن ما أخرج الله منها من شيء كان لي من ذلك النصف (٢) ، أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال : لا بأس به.

فقال له إسماعيل ابنه : يا أبت لم تحفظ؟ قال : فقال : يا بنيّ أو ليس كذلك أعامل أكرتي! إنّي كثيراً ما أقول لك الزمني ولا تغفل ، فقام إسماعيل فخرج ، فقلت : جعلت فداك ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك إذا كنت أفضيت إليه الأشياء من بعدك كما أُفضيت إليك بعد أبيك ، قال : فقال : يا فيض ان إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.

قلت : جعلت فداك ، فقد كنّا لا نشك أن الرحال ستحط إليه من بعدك ، وقد قلت فيه ما قلت ، فان كان ما يخاف وأسأل الله العافية فإلى من؟ قال : فأمسك عني ، فقبّلت ركبته وقلت : ارحم سيدي ، فإنما هي

__________________

(١) في المصدر : التيمي.

(٢) في المصدر زيادة : أو الثلث.

٢٢٦

النار ، انّي والله لو طمعت انّي أموت قبلك لما باليت ، ولكنّي أخاف البقاء بعدك ، فقال لي : مكانك.

ثمّ مال إلى ستر في البيت فرفعه ودخل ثم مكث قليلاً ثمّ صاح يا فيض أدخل! فدخلت ، فإذا هو في المسجد قد صلّى فيه ، وانحرف عن القبلة ، فجلست بين يديه ، فدخل إليه أبو الحسن عليه‌السلام وهو يومئذ خُماسي وفي يده درّة ، فأقعده على فخذه ، فقال له : بأبي أنت وأُمّي ، وما هذه المخفقة بيدك؟ قال : مررت بأخي عليّ وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا فيض إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أُفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى (عليهما السّلام) فائتمن عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً عليه‌السلام وائتمن عليها عليّ الحسن ، وائتمن عليها الحسن الحسين ، وائتمن عليها الحسين علي بن الحسين ، وائتمن عليها علي بن الحسين محمّد بن عليّ (صلوات الله عليهم) ، وائتمنني عليها أبي ، وكانت عندي ، ولقد ائتمنت عليها ابني هذا على حداثته ، وهي عنده ، فعرفت ما أراد ، فقلت له : جعلت فداك زدني.

قال : يا فيض إنّ أبي كان إذا أراد أنْ لا تُردّ له دعوة أقعدني على يمينه ، فدعا وأمّنت فلا ترد له دعوة ، وكذلك أصنع بابني هذا ، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير ، فقلت له : يا سيدي زدني.

فقال : يا فيض إنّ أبي كان إذا سافر وأنا معه فنعس وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته ، فوسّدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم ، وكذلك يصنع بي ابني هذا ، قال : قلت : جعلت فداك

٢٢٧

زدني.

قال : إنّي لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف ، قلت : يا سيدي زدني.

قال : هو صاحبك الذي سألت عنه فأقرّ له بحقّه ، فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله له ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام أما أنّه لم يؤذن له (١) في أمرك منه ، قال : جعلت فداك أخبر به أحداً؟ قال : نعم ، أهلك وولدك ورفقاءك ، وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقاي ، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيراً.

وقال يونس : لا والله حتى أسمع ذلك منه ، وكانت فيه عجلة ، فخرج واتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام وقد سبقني فقال : الأمر كما قال لك فيض ، قال : سمعت وأطعت (٢).

ورواه الشيخ النعماني في كتاب الغيبة : عن محمّد بن همام ، قال : حدثني حُمَيد بن زياد ، قال : حدثنا الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن المِيثمي ، قال : حدثنا أبو نجيح المسمعي ، عن الفيض مثله (٣).

ورواه في الكافي : عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن

__________________

(١) في حاشية الأصل والحجرية : (لي في أول منك نسخة بدل) ، (لي في المرة الأُولى منك نسخة النعماني)

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٤٣ / ٦٦٣.

(٣) الغيبة للنعماني ٢ : ٣٢٤.

٢٢٨

الميثمي ، عن فيض بن المختار ، في حديث طويل في أمر أبي الحسن عليه‌السلام ، حتى قال له أبو عبد الله عليه‌السلام : هو صاحبك الذي سألت عنه. وساق إلى آخر الخبر (١).

وعليه فالخبر صحيح على الأصح من وثاقة الحسن بن الحسين كما مرّ في (رله) (٢) ، وكذا على رواية الكشي (٣) ، والنعماني (٤) ، لأنّ الميثمي ممّن قالوا في حقّه : صحيح الحديث (٥).

وكيف كان فالخبر صريح في عدم اعتقاده بامامة إسماعيل ، واعترافه واعتقاده بامامة الكاظم عليه‌السلام.

ج ما في الكافي : عن العدّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثوير ، قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمرو وأبو سلمة السراج ، جلوساً عند أبي عبد الله عليه‌السلام وكان المتكلم منّا يونس ، وكان أكبرنا سنّاً ، فقال له : جعلت فداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم يعني ولد العباس فما أقول؟ فقال : إذا أُحضرت فذكرتنا فقل : اللهم أرنا الرخاء والسرور ، فإنّك تأتي على ما تريد (٦) ، الخبر.

__________________

(١) أُصول الكافي ١ : ٢٤٦ / ٩.

(٢) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة ٢٨ ، الطريق رقم : [٢٣٥].

(٣) رجال الكشي ٢ : ٦٤٢ / ٦٦٣ ، وكما تقدّم.

(٤) الغيبة للنعماني ٢ : ٣٢٤ / ٢ ، وكما تقدّم.

(٥) رجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩.

(٦) في حاشية الأصل : إلى أن قال جعلت فداك. (وبقيّة الكلمات لم تكن واضحة)

٢٢٩

وهو طويل شريف فيه زيارة حسنة ، فيها جملة من غرائب فضائلهم (١).

ورواه ابن قولويه في كامل الزيارة : عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم (٢) ، مثله سنداً ومتناً.

ورواه الشيخ في التهذيب بسند الكليني وفيه : وكان المتكلم يونس ابن ظبيان ، وكان أكبرنا سناً فقال له : جعلت فداك إذا أردت زيارة الحسين عليه‌السلام كيف أصنع وكيف أقول؟ قال : إذا أتيت أبا عبد الله عليه‌السلام فاغتسل. إلى آخر الزيارة الشريفة ، التي هي أوّل الزيارات في التهذيب (٣).

وقال الصدوق في الفقيه : زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب المقتول بكربلاء (صلوات الله عليهما) ، قال الصادق عليه‌السلام : إذا أتيت. وساق مثل ما في الكافي (٤) والتهذيب (٥) باختلاف يسير في بعض الكلمات ، وقال في آخره : وقد أخرجت في كتاب الزيارات وكتاب مقتل الحسين عليه‌السلام أنواعاً من الزيارات ، واخترت هذه لهذا الكتاب ، لأنّها أصح الزيارات عندي من طريق الرواية ، وفيها بلاغ وكفاية (٦).

__________________

(١) الكافي ٤ : ٥٧٥ / ٢.

(٢) كامل الزيارات : ٨٠ باب ٢٦ الحديث الخامس ، وفيه : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى.

(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٥٤ / ١٣١.

(٤) الكافي ٤ : ٥٧٥ / ٢.

(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٥٤ / ١٣١.

(٦) الفقيه ٢ : ٣٥٨ ٣٦١ / ١٦١٤ ، ١٦١٥.

٢٣٠

وظاهر الصدوق وثاقة يونس وجلالته ، فإن هذه الزيارة البليغة لفظاً ومعنى لا يلقيها الإمام إلاّ لمن كان في أعلى الدرجة من الإيمان فضلاً عن الوثاقة ، ولا يحتمل في حقه حينئذ الغلوّ والخطابية والكذب.

وهذا أيضاً ظاهر أحمد بن محمّد بن أبي نصر في جامعه ، وهو من الأُصول المعروفة ، فإنه نقل الخبر السابق الصريح في حسن عاقبته ووثاقته وأمانته ، ولم يتعرّض لطعن فيه وقال بلا فصل : يونس بن ظبيان قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وهو رمد شديد الرمد ، فاغتممنا لذلك ، ثم أصبحنا من الغد فدخلنا عليه ، فإذا لا رمد بعينه ولا به [قلبة (١)] فقلنا : جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشيء؟ فقال : نعم بما هو العلاج ، فقلنا : ما هو؟ قال : عوذة ، قال : فكتبناها وهي :

أعوذ بعزّة الله وأعوذ بقوّة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بنور الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بجمال الله وأعوذ ببهاء الله وأعوذ بجمع الله قلنا ما جمع الله؟ قال : بكلّ الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بغُفران الله وأعوذ برسول الله وأعوذ بالأئمّة ويسمّي واحداً فواحداً عليهم‌السلام ثمّ قال : على ما يشاء من شرّ ما أحذر (٢) ، اللهم أنت ربّ الطيبين (٣) (٤).

د ما في التهذيب مسنداً : عن يونس بن ظبيان ، قال : أتيت أبا عبد الله عليه‌السلام حين قدم الحيرة ، وذكر حديثاً حدّثناه ، إلاّ أنّه سار معه

__________________

(١) في الأصل والحجرية : (قلبته) ، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر ، وقَلَبة : أي ألم وعلّة ، انظر لسان العرب ١ : ٦٨٧ قلب ـ.

(٢) في الأصل والحجرية تحت الكلمة : أجد في نسخة البحار.

(٣) في الأصل والحجرية فوق الكلمة : المطيعين في نسخة البحار.

(٤) السرائر ٣ : ٥٧٨.

٢٣١

حتى أتينا إلى المكان الذي أراد فقال : يا يونس أقرن دابّتك ، فقرنت بينهما ، ثم رفع يده ودعا دعاءً خفيّاً لم أفهمه ، ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما ، ففعلت كما فعل ، ثم دعا ففهمته وعلّمنيه وقال : يا يونس أتدري أي مكان هذا؟ قلت : جعلت فداك لا والله ، ولكنّي أعلم أنّي في الصحراء ، قال : هذا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام يلتقي هو ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى يوم القيامة ، الدعاء : اللهم لا بد من أمرك ولا بدّ من قدرك ، الدعاء (١).

ورواه السيد عبد الكريم في فرحة الغريّ بسنده إلى الشيخ وقال في آخره : نقلته من خطّ الطوسي في التهذيب ، ثمّ نقله عن مزار الجليل محمّد ابن أحمد بن داود القمّي بسند آخر ينتهي إلى يونس (٢) ، وهذا دعاء معروف موجود في تمام كتب المزار ، تلقّاه الأصحاب بالقبول ، وبه يدفع توهم كونه راويه ، مع أنّ دلالته على إيمانه وحسن ولائه بإقراره واعترافه كاف لما نحن بصدده.

ثمّ في التهذيب (٣) والفرحة (٤) زيارة لأمير المؤمنين عليه‌السلام رواها الشيخ عن شيخه المفيد عن شيخه محمّد بن أحمد بن داود عن ابن عقدة بإسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فتوضأ واغتسل وامش على هنيأتك وقل : الحمد

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٥ / ٧٤.

(٢) فرحة الغري : ٦٦ ، ٦٨.

(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٥ / ٥٣.

(٤) فرحة الغري : ٨٠.

٢٣٢

لله الذي. الزيارة ، وقد تلقاها الأصحاب أيضاً بالقبول.

ونقلها الصدوق في الفقيه (١) من غير اسناد ، ولا يرويها إلاّ مؤمن مستقيم كما لا يخفى على من أمعن النظر فيها ، إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة على إيمانه وإخلاصه واستقامته ، وشفقته عليه‌السلام عليه.

ومع ذلك فانظر إلى ما رواه الكشي في ذمّه ، قال في أول الترجمة : يونس بن ظبيان متّهم غال ، وذكر أنّ عبد الله بن محمّد بن خالد الطيالسي قال : كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت إلياس يحدثنا بأحاديثه إذا مرّ علينا حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي يرويه يونس بن ظبيان حديث العمود فقال : تحدثوا عنّي هذا الحديث لأروي لكم ، ثمّ رواه (٢).

حدثني محمّد بن قولويه القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال حدثني محمّد بن عيسى ، عن يونس قال : سمعت رجلاً من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن يونس بن ظبيان أنه قال : كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي : يا يونس إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني ، وأقم الصلاة لذكري ، فرفعت رأسي فإذا ح (٣).

فغضب أبو الحسن عليه‌السلام غضباً لم يملك نفسه ، ثمّ قال للرجل : أخرج عنّي لعنك الله ، ولعن من حدثك ، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة تتبعها ألف لعنة ، كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنم ، أشهد ما ناداه إلاّ

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٣٥٢.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٥٧ / ٦٧٢.

(٣) كذا في الأصل والحجرية ، وفي المصدر « ج » بالجيم المعجمة بدل (ح) الحاء المهملة وقال الميرداماد في شرحه الحديث المذكور : « ج » كناية عن جبرئيل عليه‌السلام ، انظر : رجال الكشي ٢ : ٦٥٧.

٢٣٣

الشيطان ، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشدّ العذاب مقرونان وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب ، سمعت ذلك من أبي عليه‌السلام.

قال (١) يونس : فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب ، إلاّ عشر خطى حتى صرع مغشيّاً عليه ، وقد قاء برجيعه وحمل ميّتاً ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب بها مثانته حتى قاء برجيعه ، وعجل الله بروحه إلى الهاوية ، وألحقه بصاحبه الذي حدّثه يونس ابن ظبيان ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له (٢).

حدثني أحمد بن علي ، قال : حدثني أبو سعيد الآدمي ، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن حمّاد ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن عمّار بن أبي عتبة (٣) ، قال : هلكت بنت لأبي الخطاب فلما دفنها طلع يونس بن ظبيان في قبرها وقال : السلام عليك يا بنت رسول الله (٤) ، ثم روى خبر المدح الذي مرّ (٥).

والجواب : إمّا عن الخبر الأول فاعلم أولاً أنّ المولى عناية الله زعم في ترتيب رجال الكشي أنّ المراد بحديث العمود فيه هو الذي يأتي في

__________________

(١) في الأصل فوق الكلمة : كذا.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٥٧ / ٦٧٣.

(٣) في المصدر : (عنبسة) بدل (عتبة)

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٤.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٥ ، وراجع خبر المدح المتقدم عن السرائر ورجال الكشي في أول الترجمة.

٢٣٤

الخبر الثاني (١) ، وهو اشتباه عجيب! ناش من قلّة الانس بأحاديث آل محمّد عليهم‌السلام بل المراد به الحديث المعروف : من أنّ الله تعالى جعل لهم عموداً من نور يرون به أعمال العباد ، رواه جمّ غفير من الرواة عنهم عليهم‌السلام منهم يونس بن ظبيان ، وقد رواه عنه جماعة كثيرة (٢) ، ومنهم الوشاء.

فروى الصفار في البصائر : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا أراد الله أن يحبل بإمام اوتي بسبع ورقات من الجنّة فأكلهنّ قبل أن يقع ، فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امّه ، فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والأرض ، وكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣).

وعن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل الهمداني وغيره ، رواه عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أراد الله أن يقبض روح إمام ويخلق من بعده إماماً أنزل قطرة من تحت العرش إلى الأرض ، فيلقيها على ثمرة أو على بقلة ، فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الإمام الذي يخلق الله منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده ، قال : فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب ، ثمّ يصير إلى الرحم فيمكث

__________________

(١) انظر مجمع الرجال ٦ : ٢٩١.

(٢) انظر بصائر الدرجات : ٤٥٦ / ٢ ، ٤٥٧ / ٧.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٥٨ / ٢ ، الأنعام الآية : ١١٥.

٢٣٥

فيها أربعين ليلة ، فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت ، فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) (١) الآية ، فإذا خرج إلى الأرض أُوتي الحكمة ، وزيّن بالعلم والوقار ، وأُلبس الهيبة ، وجعل له مصباح من نور يعرف به الضمير ، ويرى به أعمال العباد (٢).

وعن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن مقاتل ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان مثله (٣).

وعن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل ، مثله بأدنى تفاوت (٤).

ورواه العياشي في تفسيره عن يونس مثله (٥).

وعن عمران بن موسى ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبد السلام بن سالم ، عن الحسين ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الامام يسمع في بطن امّه ، فإذا ولد خطّ على منكبيه خطّ ، ثم قال : هكذا بيده ، فذلك قول الله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) (٦) وجعل له في كلّ قرية عمود من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها (٧).

__________________

(١) الأنعام ٦ : ١١٥.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٥١ / ٤.

(٣) بصائر الدرجات : ٤٥٢ / ٧.

(٤) بصائر الدرجات : ٤٥٣ / ٨ ، وفيه : (أحمد بن عبد الجبار) بدل (محمد بن عبد الجبار)

(٥) تفسير العياشي ١ : ٣٧٤ / ٨٣.

(٦) الأنعام ٦ : ١١٥.

(٧) بصائر الدرجات : ٤٥٦ / ٣.

٢٣٦

وعن عمران بن موسى ، عن أيوب بن نوح ، عن العبّاس بن عامر ، عن الحسين ، مثله (١).

وعن علي بن خالد ، عن أيوب بن نوح ، مثله (٢).

ولهذا الحديث عنه طرق اخرى لا حاجة إلى نقلها بعد نقل هؤلاء الاعلام الموصوفين بكل جميل ، وفيهم مثل : ابن عيسى ، وابن محبوب ، وابن نوح ، وابن أبي نجران ، ولعلّ الوشاء استعظم الحديث أولاً كجملة من الرواة الذين كانوا يتحاشون عن رواية أمثال هذه الأحاديث ، بل كانوا ينسبون راويها إلى الغلوّ والارتفاع ، فلمّا وقف على رواية هؤلاء هانت عليه الرواية ، فعدّ هذا الخبر من أخبار مدحه أولى وأنسب.

وأمّا الخبران الآخران فحاصلهما أنّه كان خطابياً ، ومن أصحاب أبي الخطاب في حياة أبي الخطاب إلى أن مات ، وهذا ممّا يكذّبه الوجدان ، فان خروج أبي الخطاب وهلاكه كان قبل سنة ثمان وثلاثين ومائة بمدّة كما يظهر من الكشي في ترجمة أبي الخطاب في خبر معتبر.

وفيه في الصحيح : عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل بن يزيد (٣) ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال لي : يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم (٤).

والأخبار في هذا المعنى ولعنه ولعن من بقي منهم ولعن من دخل

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٥٧ / ٧.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٥٦ / ٣.

(٣) في المصدر : (بن مزيد) بدل (بن زيد)

(٤) رجال الكشي ٢ : ٥٨٦ / ٥٢٥.

٢٣٧

قلبه رحمة لهم والبراءة منهم والاجتناب عنهم كثيرة ، رواها الذين رووا عن يونس بن ظبيان الفضائل والمعارف والأحكام الدينية كابن أبي عمير ، وصفوان ، وابن محبوب ، وابن المغيرة ، وأمثالهم ، فالخبر المتضمن لخطابيّة يونس قدح في عمل أساطين المذهب ، وشيوخ الطائفة ، بل يظهر للمتتبّع أنّ الصادق عليه‌السلام كان يألف ويستأنس به ، ويخصّه بإلقاء المطالب العالية ، ولم يعهد أنّه عليه‌السلام فعل بخطابي قليلاً مما فعل به.

وفي الكافي بإسناده : عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن زياد ، قال : سمعت يونس بن ظبيان يقول : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقلت له : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً ، الخبر (١).

وابن المغيرة من أصحاب الإجماع فلا يضرّ كونه راوياً ، ويظهر منه أنّه من أهل العلم والفضل والتوحيد ، ولم يكن غالياً ولا مقصّراً.

وفيه : عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قالا : قلنا : جعلنا فداك ، أيكره أنْ يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه واسم أبيه؟ فقال : في خاتمي مكتوب : الله خالق كلّ شيء ، وفي خاتم أبي محمّد بن علي وكان خير محمّدي رأيته بعيني : العزّة لله ، وفي خاتم علي بن الحسين (عليهما السّلام) : الحمد لله العلي العظيم ، وفي خاتم الحسن والحسين (عليهما السّلام) : حسبي الله ، وفي خاتم أمير المؤمنين عليه‌السلام : لله الملك (٢).

__________________

(١) أُصول الكافي ١ : ٨٢ / ٦.

(٢) الكافي ٦ : ٤٧٣ / ٢.

٢٣٨

وفي التهذيب (١) ، وكامل الزيارة (٢) ، مسنداً : عن محمّد بن سنان ، عنه ، عنه عليه‌السلام قال : من زار قبر الحسين عليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجّة مع القائم عليه‌السلام ، الخبر.

والخطابي لا يروي أمثال هذه الأخبار ، فإنه من الإسماعيلية كما أوضحنا ذلك في شرح حال كتاب دعائم الإسلام (٣) ، وذكرنا أنّهم ينكرون الأحكام والشرائع ، وليس منهم رواة في كتب الأحاديث ، بل لا تجد في كتب الرجال راوياً قدحوه بأنّه كان منهم كما طعنوا فيه بأنّه ناووسي ، أو كيساني ، أو واقفي ، أو فطحي ، أو زيدي.

وقد رووا عن يونس كثيراً من الأحكام الفرعية كما لا يخفى على من راجعها ، مؤيّداً ذلك كلّه بما مرّ عن جامع البزنطي (٤) ، وهو من أصحاب الإجماع ، ومن الثلاثة الذين لا يروون إلاّ عن الثقة ، وظاهر الخبر الثاني الذي نقلناه عنه أنّه روى عن يونس ، وأنّى للخبرين والمعارضة لما رواه ، وإن كان فلا بدّ فليعدّا مع أخبار لعن زرارة التي روى أغلبها محمّد بن عيسى.

وممّا يؤيد ذلك كلّه ما رواه الحميري في قرب الإسناد : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال : ما سمعت من

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٤٩ / ١١٣.

(٢) كامل الزيارات : ١٧٢ باب ٧٠ حديث ١٠.

(٣) راجع الجزء الأول من الخاتمة صحيفة : ١٣٩.

(٤) السرائر ٣ : ٥٧٨ (طبعة جامعة المدرسين)

٢٣٩

أشياخك؟ فقلت له : حدّثنا صفوان بن مهران ، عن جدّك عليه‌السلام : أنّه دفن في نجف الكوفة.

ورواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا الخبر (١) ، ولا يخفى أن عدّه البزنطي من المشايخ ، والرواية عنه في محضره عليه‌السلام لا يجتمع مع خبر اللعن المتقدّم ، والخبر مع علوّ سنده في أعلى درجة الصحة.

هذا وقال الكاظمي في التكملة : واعلم أنّ هذا قد ضعّفه أكثر أهل الرجال ، وأورد الكشي (٢) إخباراً في مدحه وذمّه كلّها ضعيفة إلاّ واحداً صحيحاً ، إلاّ أنّ فيه محمّد بن عيسى.

وبخطّ المجلسي : روى ابن إدريس في السرائر عن جامع البزنطي. وساق الخبر ، ثمّ قال : وهذا حديث صحيح (٣) ، لأنّ ابن إدريس أخذه عن جامع البزنطي ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.

ورواه الكشي (٤) بطريق مجهول إلى ابن أبي عمير إلى هشام بن سالم ، فكان خبر المدح أصحّ.

وفي الكافي (٥) حديث دالّ على مدحه أيضاً لا يحضرني الآن ، قال

__________________

(١) قرب الاسناد : ٣٦٧ / ١٣١٥.

(٢) انظر رجال الكشي ٢ : ٦٥٧ / ٦٧٢ ، ٦٧٣ وأيضاً ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٤ ، ٦٧٥.

(٣) حاشية المجلسي على نقد الرجال : ٢٤٩ (مخطوط) ، وانظر السرائر ٣ : ٥٧٨.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٥٨.

(٥) راجع أُصول الكافي ١ : ٢٤٦ ٢٤٧ / ٩.

٢٤٠