من وحي الإسلام - ج ٢

الشيخ حسن طراد

من وحي الإسلام - ج ٢

المؤلف:

الشيخ حسن طراد


الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: دار الزهراء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٨
الجزء ١ الجزء ٢

ودوره التربوي او بالاصالة كالمحور الثاني الذي تحدثت فيه حول موضوع ( فلسفة الصيام في الإسلام ).

يأتي دور الحديث حول المحور الثالث الذي سأتحدث فيه حول موضوع المناسبات الدينية والحوادث التاريخية التي حصلت في شهر رمضان المبارك.

بيان الاستقبال الحقيقي المناسب

لشهر الله تعالى

وقبل الشروع بالحديث حول هذه المناسبات المباركة احب تقديم كلمة حول ما جرت العادة عليه من استقبال المسلمين لهذا الشهر المبارك بالاحتفال والتكريم واعلان الزينة في الشوارع العامة ورفع شعارات الترحيب وكلمات التقدير ونحو ذلك من مظاهر الاهتمام والاحترام.

والذي اود التنبيه عليه ولفت النظر عليه في هذه الكلمة هو الاحتفال الواقعي والاحترام الحقيقي الذي يتناسب مع قدسية هذا الشهر العظيم وينطلق في طريق الغاية الكبرى والهدف الاسمى الذي خلق الإنسان من اجله في هذه الدنيا وهو عبادته سبحانه وحده لا شريك له فأقول :

« إن الاحتفال معناه الاحتفاء والتكريم وهذا لا يتحقق الا اذا قام المسلمون بما يجب عليهم في هذا الشهر من تأدية فريضة الصيام المقدسة وتحقيق الغاية الاساسية التي شرعت من اجلها وهي التقوى قال سبحانه :

( يايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (١٨٣) ) (١).

وذلك لان هذا الشهر المبارك يمثل مدرسة تربوية وصحية يتلقى

__________________

(١) سورة البقرة ، آية : ١٨٣.

٨١

الصائمون على مقاعدها الدروس المتنوعة في العقيدة الراسخة والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة.

والمعلم الاول الافضل الذي القى فيها اروع وانفع الدروس هو الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده الأئمة المعصومون عليهم‌السلام وبعدهم العلماء الاجلاء السائرون على نهجهم بالايمان الصادق والعلم النافع والعمل الصالح والخلق الفاضل.

ومن المعلوم ان احترام المدرسة وتقدير المدرس فيها والمدير المشرف عليها لا يتحقق الا بتلقي دروسها على الوجه الافضل مع العمل بها وتطبيقها في مجالاتها المحددة لها والزينة الحقيقية التي تناسب مقام هذه المدرسة هي ان يتجمل طلابها المنتسبون اليها ـ بالتقوى ومكارم الاخلاق فيضمون الى الزينة المادية التي ترفع في الشوارع وعلى ابواب المحلات ـ الزينة المعنوية التي تتمثل بالتجمل بأخلاق الإسلام ومكارمه السامية في الشارع والمحل والمنزل والمدرسة وفي كل مكان وفي جميع الشهور والايام عملا بقول الإمام الصادق عليه‌السلام في وصيته لشيعته : « كونوا زيناً لنا ولا تكون شينا علينا ».

ومن المعلوم ان زينة كل مكان تكون بالنحو الذي يناسبه فزينة الشارع المعنوية تتحقق بحسن التعامل مع المارة بتطبيق نظام السير وعدم التسرع فيه من اجل تلافي الحوادث المدمرة وإفشاء السلام استحبابا ورد التحية وجوبا والتصدق على الفقير المستضعف المتجول لطلب المساعدة وقضاء حاجة من يحتاج الى تحقيق حاجة ما كمساعدة الشخص الذي تعطلت سيارته عن السير لحدوث طارىء عليها او لفقد مادة البنزين منها ونحو ذلك من الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها ابناء المجتمع في طريق انطلاقهم الى اعمالهم وقضاياهم الحياتية والزينة في المحل التجاري تتمثل باتباع الاحكام الشرعية الموجهة للتاجر وذلك بفعل ما يجب او يستحب في المعاملة وترك ما يحرم او يكره فيها والزينة في المدرسة تكون باحترام الطلاب لنظامها والمحافظة

٨٢

على الوقت المحدد للحضور اليها واتقان دروسها لتحصيل المعدل المناسب من النجاح في امتحاناتها وباحترام المعلمين بالقول والفعل.

وبإهتمام الاساتذة بدروس طلابهم ومعاملتهم برفق ورعاية ابوية وذلك لتسود ظاهرة المحبة والاحترام بين الجميع وهكذا تمشي الزينة الرمضانية بمعناها العام لتصل الى المنزل لتطلب من كل واحد من أبناء الأسرة إبداء الزينة الاخلاقية في جو الأسرة الإسلامية باحترام كل واحد من الزوجين للآخر ومعاشرته بالمعروف وبإحترام الابناء ابويهم وبرهما والاحسان اليهما خصوصا في زمن الشيخوخة والهرم عندما يصبح احدهما او كلاهما بحاجة ماسة الى الرعاية والمداراة التامة والعناية الفائقة كما اوصى الله سبحانه في كتابه الكريم والرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام في تعليماتهم التربوية.

وهكذا تمضي الزينة الاخلاقية الى الحقل لتطلب من صاحب العمل الرفق بالعامل واعطائه حقه كاملا واجرته معجلا قبل ان يجف عرقه ـ كما اوصى الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتطلب من العامل ان يتقن عمله ويفي لصاحب العمل بالتزاماته.

وتبرز الزينة في ساحة النضال ايضا باحترام الجنود لقائدهم واخلاصهم لقضيتهم التي يناضلون في سبيلها وبمعاملة القائد لجنوده بالرفق والرعاية الابوية.

وبالتالي : ان الزينة التي يطلب من المسلمين إبداؤها واعلانها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هي زينة التقوى ومكارم الاخلاق التي يفرض في حقهم ان يكونوا متجملين بها قبل دخوله وان يتجملوا بها فيه بعد دخوله اذا كانوا متجردين منها على ان تبقى معهم بعد انصرافه كما هو المتوقع والمطلوب منهم لانها تعتبر النتيجة التي يطلب من الصائمين ان يصلوا اليها ويحصلوا عليها ويصحبوها معهم في كل الشهور والايام كما ينطلق الطلاب الناجحون من مدرستهم بعد انتهاء عامهم الدراسي وهو يحملون في عقولهم العلوم الكثيرة النافعة وفي قلوبهم الحب والاخلاص لمدرستهم واساتذتهم

٨٣

وفي ايديهم الشهادات العالية التي تؤهلهم للقيام بمسؤولية الوظائف المحترمة.

وبذلك تفترق الزينة المعنوية عن المادية التي تعلن في اجواء الشهر المبارك لان الاولى تبقى وتستمر مع اصحابها في كل مكان وزمان ولا تختص بواحد معين منهما والثانية اي الزينة المادية تكون غالبا مختصة بأيام الشهر المبارك وقد تبقى بعدها ولكن الى زمن معين واجل مسمى.

وخلاصة الحديث : ان الاستقبال الحقيقي والاحترام الواقعي لشهر الرحمة والمغفرة يتحقق بالاقبال على صيامه بقلوب عامرة بالايمان والوعي لفلسفته والفوائد الكثيرة المترتبة عليه مع الاحتفاظ بهذه الفوائد بعد تحصيلها منه ويمكن ان يشار اليها بعنوان اجمالي يفيد انها عبارة عن التقوى والعمل الصالح والخلق الفاضل والصحة المادية والمعنوية بمعناها العام.

هذه هي فلسفة الصيام وثمرته اليانعة وحكمته البالغة وزينته الباقية التي تزين كيان الإنسان كله وتبقى معه ملازمة له في كل مكان وزمان.

واما الاستقبال التقليدي الذي يقوم به الكثيرون بتزيين الشوارع والمحلات والمنازل والمدارس والمساجد ونحوها فهو يكون ابتر ناقصا اذا لم يقترن بالاستقبال الحقيقي المعنوي الذي مر بيانه كما ان تلك الزينة المادية تكون ناقصة اذا لم تقترن بالزينة المعنوية التي تتمثل بالتقوى ومكارم الاخلاق ـ حيث تكون مع ذلك الاستقبال التقليدي بمنزلة الصوم الذي لا ينتج لصاحبه الغاية المقصودة منه وهي التقوى والعمل الصالح والخلق الفاضل كما تقدم وقد اشار ابو العلاء الى هذا النوع من الصوم بقوله :

ما الدين صوم يذوب الصائمون له

ولا صلاة ولا صوف على الجسد

وإنما الدين ترك الشـر مطـرحا

ونفضك الصدر من غل ومن حسد

وبقوله ايضا مخاطبا العابد الجاهل بفلسفة العبادة وجوهرها :

صل وصم وطف بمكة ناسكا

سبعين لا سبعا فلست بناسك

٨٤

جهل الديانة من إذا عرضت له

شهواته لم يلف بالمتماسك

وقد اشرت الى مضمون هذه الابيات بمقطوعة شعرية قلت فيها :

يا أيها السـاري وفي افـــكاره

شبه يظن بها الهجين اصيلا

حكم ضميرك في المسائل والتمس

للحق من وحي السماء دليلا

لا يخدعنك مـظهر متــــأنق

يعطيك لونا رائعا مقــبولا

فلربما انكشف الغــطاء ولم تجد

إلا سرابا لا يبل غـــليلا

ليس التدين ان تحـــج لتشتري

لقبا وتدرك بالمظاهر سولا

ليس التدين ان تجوع مــغادرا

بصيامك المشروب والمأكولا

وتؤدي الصــلوات في اوقـاتها

لننال ذكراً بالثناء جــميلا

وتحالف السوداء تسبيـحا بهــا

وتكرر التكبير والتهــليلا

إن التدين ان تـحقق غـــاية

بعث الإله بها النبي رسولا

أن تتبع الحق الصراح ولا ترى

لهداه في هذي الحياة بديلا

٨٥

حول إقامة حفلات الافطار في شهر

رمضان المبارك

ومن العادات المتبعة في شهر رمضان المبارك ـ إقامة حفلات الافطار انطلاقا من الروايات الكثيرة التي تدل على ترتب الثواب العظيم ـ على تفطير الصائمين وهذه عادة محمودة وتقليد مشكور وراجح شرعا وعرفا لما يترتب على اجتماع المؤمنين في المكان الواحد وعلى المائدة الواحدة من فوائد عديدة ابرزها التعارف والتآلف الذي يسود جو الاجتماع ويضم الى ذلك غالبا القاء كلمة او اكثر من وحي المناسبة يشير بها المتكلم غالبا الى ما يترتب على تأدية فريضة الصوم من الفوائد الكثيرة.

كما يطلب من المدعويين المساهمة في انجاز او دعم مشروع خيري ثقافي او صحي او انساني عام ونحو ذلك.

وكان لطلب المساهمة في ذلك اسلوب سابق مرجوح وحدث بعده اسلوب آخر راجح.

اما الاول : فهو الذي كان يعلن فيه عن اسماء المساهمين والمقدار الذي ساهموا به ووجه المرجوحية فيه واضح لانه اولا قد يؤثر على نية المساهم وإخلاصه فيها حيث يتدخل عنصر حب الشهرة والمدح ليكون الدافع لاصل الدفع او لزيادة المدفوع هو الرغبة في المدح والثناء وهذا عين الرياء الذي يبطل النية ويفسد العمل كما يفسد الخل العسل.

٨٦

وثانيا : لان الاعلان عن الاسماء ومقدار المدفوع قد يسبب الاحراج لبعض الاشخاص الذين تعودوا وعودوا اصحاب المناسبة والحاضرين لمناسبة الافطار ـ على ان يدفعوا مقدارا معتدا به ـ واتفق حصول ظروف معاكسة منعتهم من اصل المشاركة في الدفع او من زيادة المبلغ المدفوع ـ وبالاعلان عن الاسماء يعرف عدم مشاركته من عدم ذكر اسمه كما تعرف كمية المدفوع المتواضعة وكلا الامرين صعب عليه لانه تعود ان يعطي كثيرا.

وبذلك يعرف الاسلوب الجديد الراجح ـ وبضدها تتميز الاشياء واذا اردت التصريح به والاعلان عنه فأقول :

« إنه الاسلوب الصامت الساكت الذي يقتصر فيه على توزيع الظروف على الحاضرين ليضع من تسمح له ظروفه بالمساهمة المبلغ المناسب لوضعه الراهن من حيث الزيادة والنقيصة وقد لا يذكر البعض اسمه ايثاراً لصدقة السر الموجبة للمزيد من الاجر.

وبعد الترحيب بهذه العادة المباركة المتبعة في شهر رمضان المبارك احب التنبيه على بعض الامور الراجحة.

منها : ترجيح استيعاب الدعوة لاكبر عدد ممكن من المستضعفين المحرومين لما يترتب على ذلك من الاجر العظيم والثواب الجسيم والوجه في ذلك واضح كما يترجح توزيع ما يفضل من الطعام على اكبر عدد منهم لنفس السبب ويقوى الرجحان في حق المستضعفين من الاقارب والجيران كما يترجح مواساة الجيران في هذا الشهر وغيره وتفقدهم بتقديم بعض الفواكه التي لا تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة بشرائها وكذلك غير الفواكه من الاطعمة الطيبة التي يحرمون منها بسبب غلائها وعجزهم الاقتصادي عن شرائها.

وهذه النصيحة مستوحاة من بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام وهي نابعة من انسانية الإنسان وفطرته السليمة ويأتي الإسلام

٨٧

المبارك لينميها ويقويها لتندفع في طريق الخير والفضيلة نحو هدف الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة.

وذلك باعتبار انه رسالة المحبة والرحمة ومن هذا المنطلق جعل لكل واحد من الجيران حقوقا على جاره من اجل ان تؤدي تأديتها الى تعميق الرابطة الاجتماعية وتحول القرب المادي الحاصل بالجوار والقرب المكاني الى قرب معنوي تتعانق فيه الارواح وتتصافح القلوب وينطلق الجميع في درب المودة والوئام نحو هدف السعادة والسلام ـ وقد وسع الإسلام دائرة حق الجوار لتشمل الكافر مراعاة لاخوته في الإنسان ية وليؤدي الانفتاح عليه والتعامل معه بالحسنى الى ان يعرف الإسلام على حقيقته وانه دين الإنسان ية النبيلة والاخلاق الجميلة الذي انزل الله سبحانه ليكون رحمة للعالمين وبذلك يميل الى هذا الدين العظيم عاطفيا ويقتنع به عقليا ويؤدي به هذا الميل وذلك الاقتناع الى ان يدخل في الإسلام ويخرج الى النور من الظلام كما حصل من ذلك الجار اليهودي الذي كان يعامل الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالاسلوب المؤذي نفسيا وجسميا كلما مر من امام باب داره ـ وعندما توقف عن ذلك فترة من الزمن وعرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمرضه الذي منعه عن ذلك ـ ذهب لعيادته من اجل تأدية حق جواره ـ وكانت هذه البادرة النبيلة من رسول الإسلام وسيد الانام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم موضع اعجاب وتقدير عنده الامر الذي جذبه بسلك الاقتناع بواقعية هذه الرسالة وسماحة تعاليمها الى الدخول فيها والاعتراف بصدق حامل لوائها وناشر ضيائها نبي الهدى والنور والرحمة محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٨٨

حول ايقاظ النائمين للسحور

ومن جملة العادات المتبعة في شهر رمضان المبارك التزام جماعة من المؤمنين وبدافع حسن النية وسلامة القصد ـ والرغبة في الثواب ـ بإيقاظ النائمين لتناول طعام السحور.

وهذه العادة وان كانت راجحة في ذاتها وبلحاظ الغاية الشريفة المقصودة منها الا ان ما يترتب عليها من الانفعال والمضايقة النفسية والصحية بالنسبة الى الكثيرين من الناس ـ يجعل تركها ارجح من القيام بها وذلك لان الاخوان الاعزاء الذين يقومون بمهمة الايقاظ ـ تفرض عليهم هذه المهمة ان يبكروا بها قبل بزوغ الفجر الصادق بمدة طويلة نسبيا من اجل ان يستوعبوا منازل المنطقة الواسعة وهناك اشخاص يكونون نائمين في هذا الوقت وليست لديهم رغبة في الاستيقاظ للسحور اما لعدم صومهم لعذر شرعي او لانهم يتناولون طعامهم قبل نومهم حتى لا يحتاجوا الى الاستيقاظ في آخر الوقت لصعوبة ذلك عليهم او لانهم يصومون بدون سحور اصلا وهكذا ـ فهؤلاء يسبب لهم الايقاظ المبكر ازعاجا وربما إضرارا بصحتهم وخصوصا المريض كما لا يخفى.

لهذا اقدم لإخواني الأعزاء النصيحة والدين النصيحة ـ بترك هذه العادة ليعتمد كل أهل بيت على الوسيلة المنبهة المناسبة لهم وافضل واسهل وسيلة لذلك هي الساعة المنبهة لاصحابها في الوقت الذي يتناسب مع راحتهم ومصلحتهم وانا اطمئن اخواني الاعزاء بأن الله سبحانه الكريم الرحيم يعوض

٨٩

عليهم ويكتب لهم نفس الثواب الذي كانوا متوقعين حصوله لهم بسبب الايقاظ لان الاعمال بالنيات مع ثواب آخر يترتب على رفقهم بإخوانهم المؤمنين ومحافظتهم على راحتهم وصحتهم النفسية والجسمية واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

المناسبات الدينية والحوادث التاريخية الحاصلة

في شهر الله تعالى

بعد الفراغ من الحديث حول المحوريين الاول والثاني من المحاور الثلاثة التي دار الحديث حولها في هذا الكتاب وبعد تحرير الكلمة المناسبة لموضوعه.

يأتي دور الحديث حول المحور الثالث وهو المناسبات الدينية والحوادث التاريخية التي وقعت في شهر الله تعالى وارجح الحديث اولا حول الحوادث التاريخية المتصلة بالشخصيات الإسلامية البارزة التي كانت ولادة بعضها وشهادة البعض منها ووفاة البعض الاخر في هذا الشهر المبارك وهي اربع شخصيات فذة سطع نجمها في سماء المجد والعلى المستمد من المصدر الحقيقي لسمو الدرجة وارتفاع المنزلة وهو الايمان الراسخ والترجمة العملية لهذا الايمان بالتقوى والعمل والصالح.

وسيكون الحديث حول هذه الشخصيات الرسالية مرتبا بحسب تاريخ الحادثة والمناسبة المتعلقة بأية واحدة منها ولذلك يأتي حولها على الترتيب التالي.

أولاً : يقع الكلام حول شخصية بطل التوحيد ورمز الايمان الصادق ابي طالب عم الرسول الاعظم ووالد علي الاكرم مثال الكمال والفضيلة على الرسول والده الروحي وعليه ازكى السلام والتحية وعلى والده العظيم كافل

٩٠

النبي طفلا وناصره والمدافع عنه رسولا ـ رضوان من الله تعالى عليه.

والحديث عن هذه الشخصية الإسلامية الخالدة بمناسبة وفاتها في اوائل هذا الشهر المبارك على ضوء بعض الروايات الواردة في هذا المجال.

وثانياً : يكون الحديث عن شخصية أم المؤمنين وزوج سيد المرسلين وجدة الأئمة المعصومين وذلك بمناسبة وفاتها في أوائل الشهر المذكور الميمون وبعد وفاة ابي طالب بثلاثة ايام على ضوء بعض الروايات.

وثالثاً : يكون الحديث حول شخصية الإمام الحسن الزكي عليه‌السلام بمناسبة ولادته الميمونة في النصف من هذا الشهر.

ورابعا : يقع الحديث حول اعظم شخصية عرفها التاريخ بعد شخصية الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي شخصية أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم علي بن ابي طالب عليه‌السلام وذلك بمناسبة استشهاده في الحادي والعشرين من الشهر المبارك.

٩١

الحديث عن شخصية أبي طالب

والحديث عن الشخصية الاولى يعتبر في الواقع حديثا عن الايمان الفطري الصادق والجهاد المبدئي الصامد والوفاء الإنسان ي النادر وليس وصفي له بذلك من نسيج الخيال وانما هو صدى لصوت الحق الذي حمله نوراً في عقله وايمانا راسخا في قلبه وجهادا مريرا وصبرا جميلا تجمل به وهو يصون الرسالة ويحمي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خطر كل التحديات والاعتداءات التي تعرض لها وعرضت له على ايدي قومه المشركين.

وصبر هذا المؤمن الرسالي ناصر الرسالة وحامي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الاذى وثباته على مبدئه الحق وايمانه الراسخ رغم تلك الضغوطات التي مارسها اعداء الرسالة ضده وضد ابن اخيه الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخصوصا ايام حصاره وحصره مع هذا الرسول العظيم ومن يتصل به من الاعزاء كزوجته الصابرة المضحية خديجة وابنته الطفلة البريئة الطاهرة فاطمة الزهراء ونفسه وابن عمه علي القدر ورمز الوفاء والتضحية والفداء ومن انضم اليهم بدافع الغيرة والحمية الهاشمية ـ من بني هاشم.

أجل : ان صبره على الاذى الشديد العنيد وخصوصا مدة الحصار في الشعب المنسوب اليه والتي بلغت ثلاث سنوات ـ وعدم تنازله عن موقفه وانحرافه عن مبدئه ـ اصدق شاهد على واقعية ايمانه بهذه الرسالة العظيمة وتصديقه لحاملها العظيم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وهناك مقدمات تمهيدية ساهمت في تلقيه الدعوة بالتصديق القلبي

٩٢

الثابت بسرعة وبدون اي تردد وتوقف.

من هذه المقدمات صفاء فطرته التوحيدية التي فطر الله الناس عليها وسلامتها من التلوث بأدناس الشرك الجاهلي وذلك ببركة تولده من أب موحد وهو عبد المطلب المتولد من مؤمن موحد الى آخر جد له يربطه بالاب الاول والجد الاعلى آدم عليه‌السلام وهذا مستفاد من النقل الصحيح المؤيد بالعقل السليم ومضمونه ان النبي المعصوم والإمام المعصوم لا بد ان يهيىء الله لهما الاصلاب الطاهرة والارحام المطهرة وذلك لان الشرك ظلم عظيم وظلام حالك والعصمة نور متألق ولا مجال لان يستقر النور مع الظلام في مكان واحد ـ والعصمة طهارة ونقاء والشرك رجس ونجاسة معنوية ومحال ان يجتمع هذان الضدان في مكان واحد.

وقد فسر قوله تعالى مخاطبا رسوله الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وتقلبك في الساجدين بما ذكرناه من انتقال نور النبوة المعصومة من الاصلاب الطاهرة الى الارحام المطهرة من ادناس الشرك من كلا الطرفين الاب والام وحيث ان الإمام علياً عليه‌السلام ثابت العصمة لدخوله في آية التطهير ولقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه : علي مع الحق والحق مع علي فلا بد ان يكون ابواه موحدين في كل سلسلة نسبه الشريف الى الاب الاول والجد الاعلى كالنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لنفس الوجه.

وعلى ضوء ذلك ذهب المشهور من مفسري الشيعة الى ان المراد بأزر الذي عبر عنه القرآن باسم الاب للنبي ابراهيم عليه‌السلام هو عمه وليس اباه حقيقة واللغة العربية تطلق اسم الاب على العم مجازاً.

ويضاف الى هذه المقدمة الذاتية التي ساهمت في قبول ابي طالب الدعوة الإسلامية وتصديقه لها بسرعة ـ مقدمة اخرى خارجية وهي ما سمعه من علماء اهل الكتاب ـ من ان ابن اخيه محمدا هذا سوف يكون نبياً في المستقبل وذلك لانطباق الاوصاف الموجودة في كتبهم لنبي آخر الزمان عليه ولذلك كان شديد الخوف عليه من اليهود الامر الذي كان يدعوه لبذل اقصى

٩٣

الجهد واخذ كافة الاحتياطات من اجل صون حياته من غدرهم اللئيم.

هذا كله يأتي في سياق المقدمات التمهيدية المساعدة على سرعة التصديق بالدعوة الجديدة المجيدة ـ وهي تسبب الاطمئنان بحصول هذا التصديق وتضعف احتمال عدم تحققه ـ وخصوصا اذا انضمت اليها علامات خارجية فعلية وقولية تؤكد واقعية ايمانه.

٩٤

الشواهد الجلية على إيمان أبي طالب

بالدعوة الإسلامية

أما الفعلية فقد تمثلت بما ذكرناه من تحمله شتى انواع الاذى والمضايقة من قبل المشركين وخصوصا مدة الحصار الصعب كما تمثلت ايضا بقوة حرصه على سلامته من الاعداء الى درجة دعته الى ان ينوم الرسول اول الليل في مكان ظاهر يساعد الاخرين على معرفة مكان نومه ـ وبعد ذلك ينقله الى مكان آخر وينوم مكانه ولده عليا حتى اذا حصل ضرر ووقع خطر يصيب ولده الجسمي دون ولده الروحي الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وبذلك يعرف السبب والوجه في موافقة الإمام علي عليه‌السلام على المبيت في فراش الرسول ليلة الهجرة عندما طلب منه ذلك بأمر من الله تعالى ليكون مبيته مكانه مغطيا لانسحابه من بينهم فلا يعرفوا به الا بعد ذلك.

لان تمرنه على هذه التضحية قبل ذلك جعلها سهلة عليه والباعث الاقوى لاجابته هذا الطلب هو إيمانه الاقوى الذي بعث في نفسه الرغبة في ان يبيع نفسه النفيسة لله سبحانه لينال بذلك شرف الشهادة وقمة السعادة وقد اشار الله سبحانه الى هذا البيع الرابح بقوله :

( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) (١).

__________________

(١) سورة البقرة ، آية : ٢٠٧.

٩٥

وتقديم ولده فداء للرسول والرسالة اقوى دليل واصدق شاهد على قوة ايمانه وثباته على مبدئه كما هو واضح ويؤكد ذلك طلبه من ولده جعفر ان يصلي في جهة اليسار من شخص الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما وجده قائما يصلي وعلي يصلي في الجهة اليمنى وخديجة قائمة تصلي خلفه ـ فهو لم يقتصر على موافقته وسماحه لولده علي بالصلاة مع الرسول بل طلب من ولده الاخر ان يصلي في الجهة الاخرى بقوله : « صل جناح ابن عمك ».

وهناك شواهد خارجية كثيرة تدل على واقعية ايمان هذا البطل التوحيدي الخالد منها ابقاء فاطمة بنت اسد زوجة عمه هذا عنده وعدم فصلها عنه لانها كانت من السابقات الى الإسلام فلو كان غير معترف بالرسالة ومصدق للرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لما جاز إبقاؤها عنده على زوجيتها السابقة كما هو واضح.

هذا حاصل ما ذكرته من الشواهد الفعلية الناطقة بواقعية ايمان شيخ البطحاء ووالد سيد الاوصياء ابي طالب رضوان الله عليه واما الشواهد القولية فكثيرة منها ما هو صادر منه ومنها ما هو صادر من غيره في حقه.

٩٦

الشواهد القولية على إيمان أبي طالب

وخير ما نفتتح به الشواهد القولية أية بينة منطبقة عليه بوضوح وجلاء وهي قوله تعالى :

( والذين ءاووا ونصروا أُولئك هم المؤمنون حقا ) (١).

وذلك لان ابا طالب هو المصداق الاجلى والفرد الاكمل الاعلى لهذه الآية الكريمة لانه كان في طليعة من حضن الرسول وأواه صغيرا وحماه ونصره كبيرا كما هو المعروف عند الجميع في التاريخ الإسلامي وتأتي بعد هذه الآية الكريمة روايات كثيرة ومعتبرة واردة عن اهل البيت عليهم‌السلام وهي تشهد بايمانه وتحكم بفسق من ينكر ذلك بعد وضوح الادلة وجلاء الشواهد الدالة عليه.

من هذه الروايات ما جاء عن أبان بن محمود انه قال للإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك اني قد شككت في إسلام ابي طالب فكتب له عليه‌السلام : « إنك ان لم تقر بإيمان ابي طالب كان مصيرك الى النار ».

وجاء عن الإمام محمد بن علي الباقر انه سئل عما يقوله الناس ان ابا طالب في ضحضاح من نار فقال : لو وضع ايمان ابي طالب في كفه وايمان هذا الخلق في الكفة الاخرى لرجح ايمانه واما الشهادة القولية الصادرة من

__________________

(١) سورة الانفال ، آية : ٧٤.

٩٧

ابي طالب فهي نثرية وشعرية اما الاولى فهي ما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد ان ابا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب وقال لهم :

« لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد واتبعتم امره فاتبعوه واعينوه ترشدوا ».

وروى هذه الوصية ابن الجوزي في تذكرة الخواص والنسائي في الخصائص وصاحب السيرة الحلبية في سيرته (١).

واما الشهادة القولية الشعرية فهي تتمثل بأشعاره التي يعبر بها عن ايمانه برسالة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتصديقه بها من ذلك قوله :

ولقد علمت بأن دين محـمد

من خير أديان البرية ديـنا

والله لن يصلوا اليك بجمعهم

حتى اوسد في التراب دفينا


وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم:

ألم يعلموا أنا وجدنا محمــداً

رسولا كموسى خُط في اول الكتب

وان عليه في العبـاد محـبة

ولا حيف فيمن خصه الله في الحب

وخلاصة القول في ايمان ابي طالب : ان ملاحظة مجموع ما تقدم من الشواهد الفعلية والقولية الصادرة منه مباشرة ومن غيره في حقه مع الآية الكريمة والروايات المعتبرة الناطقة بإيمانه.

أجل : إن ملاحظة مجموع ذلك يوحي بالقطع بواقعية ايمان هذا البطل الايماني الخالد.

ومجرد عدم تصريحه بالشهادتين لو سلم ذلك ـ لا يضر بما ذكرنا من ثبوت ايمانه بالادلة القاطعة والشواهد الواضحة وذلك لاحتمال ان يكون ذلك

__________________

(١) نقل ذلك المرحوم المقدس حجة الإسلام المحقق استاذي الجليل السيد هاشم معروف في كتابه القيم سيرة المصطفى صفحة ٢٠٤ عن كتاب الغدير للأميني ( قده ).

٩٨

لحكمة ومصلحة اقتضته لان اعلان ذلك والتصريح به يسبب المزيد من الضغط عليه وعلى الرسول الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ويبطل دور الوساطة ومحاولة التخفيف من ضغطهم الظالم عليه وعلى الرسالة مع ان شعره المذكور صريح باعترافه وتصديقه بالدعوة الإسلامية المباركة.

ويؤكد ذلك ما روي من ان الله سبحانه اوحى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد وفاة عمه هذا ـ طالبا منه الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة ومعللا له هذا الطلب بموت ناصره الذي كان يحميه ويدفع عنه اعتداء المشركين وقد اخبر الرسول الاعظم بما طرأ عليه من ظلمهم بعد وفاة كافله وحاميه بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما نالت مني قريش الا بعد وفاة عمي ابي طالب.

ويضم الى المؤكد المذكور مؤكد اخر وهو الحزن الشديد الذي هز كيان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اثر وفاة عمه هذا مع وفاة زوجته المؤمنة الوفية المخلصة المضحية في سبيل الرسول والرسالة ـ وهي خديجة بنت خويلد ام سيدة نساء العالمين وجدة الأئمة الطيبين الطاهرين وقد عبر عن عميق حزنه وشدة تألمه لحدوث هاتين المأساتين في عام واحد ـ بتسمية هذا العام بعام الحزن.

ومن الواضح ان النبي المعصوم الذي لا ينطق بلسانه ولا يحزن في قلبه الا اذا كان ذلك النطق صدقا وهذا الحزن لله وفي سبيل الله تعالى كما لا يحب ولا يبغض الا لله وفي الله هذا اوضح دليل واصدق شاهد على توحيد عمه وايمانه الصادق اذ لا يعقل في حقه ان يحزن لوفاة انسان مشرك حتى ولو كان من اقرب الناس اليه وخصوصا اذا كان الحزن عميقا ومعلنا عنه بمدة عام.

هذا هو الواقع الذي اشرق فجره وضاء يبدد ليل الاوهام والشبهات التي اثارها اعداء الرسول والرسالة من بني امية وبني العباس عبر تلك الروايات التي لفقوها زوراً وبهتانا من اجل ان ينالوا من مقام هذا المؤمن الموحد الصلب في ايمانه ـ ابي طالب ( رض ) ونجله الإمام علي عليه‌السلام بطريق غير مباشر ـ لذلك يتوقع من كل انسان حر الضمير سليم الفكر والمنطق ان لا

٩٩

يتأثر بتلك الشبهات الواهية والدعايات المغرضة التي ينبغي ان لا يبقى لها اي وجود في ذهن اي انسان يحترم عقله وينظر بعين البصيرة الصحيحة الى انوار شمس الحقيقة الساطعة التي يغني اشراقها في سماء الوعي والانصاف عن البرهنة وإقامة الدليل والى هذا المعنى اشرت بالابيات التالية:

إن شـع نور الحق في الاذهان

أغنى عـن التـدليل والــبرهان

وأنار درب الصالحات لسالك

يهوى الوصول الى رضا الرحمن

لينال في دنياه مجدا شامـخا

وهناك في الاخرى نـعيم جـنان


وفي نهاية الحديث عن شخصية ابي طالب الفذة احب الاجابة على السؤالين اللذين طرحا في المقدمة وهما لماذا نحتفل بالمناسبات الدينية عامة والرمضانية خاصة وكيف يتحقق هذا الاحتفال ليكون محققا للهدف الرسالي الذي ينبغي ان يكون المقصود والمستهدف من احياء المناسبات واقامة الاحتفالات.

وذلك من اجل ان تكون هذه الاجابة ممهدة لمعرفة كيفية استيحاء الدرس والعبرة من حياة الشخصيات الرسالية الاربع التي تحدثت عن الاولى منها بايجاز وسيتلو الحديث عنها الحديث عن الباقي على الترتيب السابق.

والمراد من المناسبات الدينية معناها العام الشامل للمناسبات التاريخية ونحوها مما يتعلق بالرموز الدينية التي كان لها دور بارز في نصرة الرسالة والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والدفاع عنهما او في تحمل المسؤلية الدينية بكفاءة وثبات لغاية حفظ الرسالة من الضياع والامة من الضلال فأقول :

ان كل باحث واع يطلب منه ان يكون نظره للحوادث التاريخية البارزة وسيرة الشخصيات الاجتماعية اللامعة ـ نظر تأمل وتحليل من اجل ان يستوحي الدروس الواعية الموعية مما يطلع عليه من الحوادث الماضية او يقرأه من سيرة الشخصيات البارزة والمقصود بالدروس الواعية ـ ما يكون منها مصدرا لتحصيل العقيدة الصحيحة ان كان الشخص فاقدا لها ـ او لتقويتها

١٠٠