خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

وفي التعليقة : قال جدّي : احتمل بعض الأصحاب أن يكون متعددا ويكون الثقة غير بتريّ ، والظاهر وحدتهما ، انتهى (١).

ولم يبيّن وجه الظهور ، بل سامح في شرح المشيخة في النقل بما يقضي منه العجب ، فإنه بعد ما نقل ما في النجاشي والفهرست قال : أبو محمّد أسند عنه ، بتري من أصحاب الباقر والصادق ومن لم يرو عنهم عليهم‌السلام من رجال الشيخ (٢) (٣).

وقد عرفت انه ليس في أصحاب الباقر عليه‌السلام : أبو محمّد أسند عنه ، ولا في أصحاب الصادق ومن لم يرو عنهم عليهم‌السلام بتريّ (٤) ولعلّه لفهم الاتّحاد ، وهذا غير جائز في أمثال هذا المقام والله العاصم.

[٢٥٢] رنب ـ وإلى فضالة بن أيوب : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عنه.

وعن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين ابن سعيد ، عنه (٥).

السند الأول صحيح بالاتفاق.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٦.

(٢) روضة المتقين ١٤ : ٢١٧.

(٣) في المصدر : (والكاظم عليهم‌السلام من رجال الشيخ) مكان : (ومن لم يرو عنهم من رجال الشيخ) ، وما في الأصل : موافق لرجال الشيخ لعدم ذكره في أصحاب الكاظم عليه‌السلام منه ، وذكره في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام : ٤٨٨ / ٢.

(٤) أقول : وردت بتريته في رجال الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام وورد قوله : أبو محمد ، أسند عنه في أصحاب الصادق عليه‌السلام وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام أيضا ، فلاحظ.

(٥) الفقيه ٤ : ١١٨ ، من المشيخة.

٨١

وكذا الثاني على الأصح بما مر في (يج) في ترجمة ابن ابان (١).

وفضالة من أجلاّء الثقات ومن أصحاب الإجماع.

[٢٥٣] رنج ـ وإلى الفضل بن أبي قرّة : أبوه ومحمّد بن موسى بن المتوكل (٢) ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن الفضل بن أبي قرّة السمندي الكوفي (٣).

شريف ضعيف في النجاشي والغضائري (٤) ، الاّ ان في النجاشي : له كتاب يرويه جماعة (٥) ، وفي الفهرست من غير تضعيف : له كتاب أخبرنا به جماعة (٦). إلى آخره.

وظاهرها : اعتبار كتابه ، بل الإماميّة ، والظاهر أن النجاشي تبع الغضائري ، وسبب تضعيفه يؤول غالبا الى الغلوّ والارتفاع ، وضعفه ظاهر ، فالسند لا يقصر عن الحسن.

وامّا الفضل ففي النجاشي : روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام لم يكن بذاك ، له كتاب يرويه جماعة (٧). إلى آخره.

قوله : لم يكن بذاك ، أي في كمال الثقة ، وفي رواية الجماعة كتابه إشارة إلى الوثاقة.

__________________

(١) تقدم برقم : ١٣.

(٢) اضافة : (ومحمد بن موسى بن المتوكل) غير موجودة في المطبوع من المصدر ، ولعلها في بعض نسخه الخطية في عصر المصنف.

(٣) الفقيه ٤ : ٨١ ، من المشيخة ، ولم يرد فيه : الكوفي.

(٤) انظر مجمع الرجال ٣ : ١٩٠ ، ولم نقف على نسبة التضعيف الى الغضائري في رجال العلامة : ٢٢٩ / ٣ ، ولا في رجال ابن داود : ٣٤٩ / ٢٣٢.

(٥) رجال النجاشي ١٩٥ / ٥٢٢ ، من غير تضعيفه.

(٦) فهرست الشيخ ١٢٥ / ٥٥٦.

(٧) رجال النجاشي ٣٠٨ / ٨٤٢.

٨٢

وفي الفهرست : له كتاب ، أخبرنا جماعة (١). إلى آخره ، ولكن في الخلاصة : ضعيف لم يكن بذاك (٢) ، وفي التعليقة (٣) : تضعيف الخلاصة من الغضائري ، كما في النقد (٤) ، وهو ضعيف.

قلت : ويحتمل ان يكون من طغيان القلم فان الجمع بين الكلمتين يحتاج الى تكلّف ، ويظهر من الاخبار أيضا تشيّعه ، ففي باب المكاسب من الفقيه : عنه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : هؤلاء يقولون أن كسب المعلّم سحت؟ فقال : كذبوا أعداء الله ، انّما أرادوا ان لا يعلّموا أولادهم القرآن ، لو أن رجلا أعطى المعلم دية ولده كان للمعلم مباحا حلالا (٥).

فالخبر قوي وفاقا للشارح مع ان ظاهر النجاشي والصدوق اعتبار كتابه.

[٢٥٤] رند ـ وإلى الفضل بن شاذان ، من العلل التي ذكرها عن الرضا (عليه‌السلام) : عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان النيسابوري ، عن الرضا عليه‌السلام (٦).

أوضحنا وثاقة الأول في (قصح) (٧) ، ووثاقة الثاني في (رج) (٨) ، فالخبر صحيح على الأصح.

ولمّا كان الكتاب المذكور كثير الحاجة في الفروع فلا بأس بذكر بعض

__________________

(١) فهرست الشيخ ١٢٥ / ٥٥٦.

(٢) رجال العلامة ٢٤٦ / ٢.

(٣) تعليقة البهبهاني : ٢٥٩.

(٤) نقد الرجال ٢٦٥ / ١.

(٥) الفقيه ٣ : ٩٩ / ٣٨٤.

(٦) الفقيه ٤ : ٥٣ ، من المشيخة.

(٧) تقدم برقم : ١٩٨.

(٨) تقدم برقم : ٢٠٣.

٨٣

الشواهد لصحّة الخبر المنقول عنه ، فنقول : قال الصدوق في العلل (١) والعيون (٢) : حدثني عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبو الحسن عليّ بن محمّد ابن قتيبة النيسابوري ، قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان.

وحدثنا الحاكم أبو جعفر محمّد بن نعيم بن شاذان رحمه‌الله ، عن عمّه أبي عبد الله محمّد بن شاذان ، قال : قال الفضل بن شاذان. إلى آخره.

وبين المذكور في العلل والعيون اختلاف كثير بالزيادة والنقصان.

وفي النجاشي بعد ذكر كتبه التي منها العلل : أخبرنا أبو العباس بن نوح ، قال : حدثنا احمد بن جعفر ، قال : حدثنا احمد بن إدريس بن احمد ، قال : حدثنا علي بن احمد بن قتيبة النيسابوري عنه بكتبه (٣).

وفي الفهرست أيضا ذكر كتبه ، وعدّ منها العلل ، ثم قال : أخبرنا برواياته وبكتبه هذه المفيد أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن احمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل.

ورواها محمّد بن علي بن الحسين ، عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل (٤).

فظهر انه يروي عن ابن قتيبة : عبد الواحد ، واحمد بن إدريس ، وتقدم أيضا أنّه يروي عنه ، أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي المرعشي ، وأبو عمرو الكشي ، ويروي : عن الفضل ابن قتيبة ، وعلي بن شاذان ، وأبو عبد الله محمّد

__________________

(١) علل الشرائع ٢٥١ / ٩.

(٢) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٩٩ / ١.

(٣) رجال النجاشي ٣٠٧ / ٨٤٠.

(٤) فهرست الشيخ ١٢٤ / ٥٥٢.

٨٤

ابن شاذان وكيل الناحية كما صرّح به السيد علي بن طاوس في ربيع الشيعة (١) والشيخ الطبرسي في إعلام الورى : ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه‌السلام ، وفيه التوقيع : وامّا محمّد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شيعتنا أهل البيت (٢).

ومحمّد بن إسماعيل المردد بين النيسابوري ـ كما هو الأظهر عندنا ـ والبرمكي ـ كما عليه جماعة ـ وهو الواسطة بينه وبين ثقة الإسلام (٣) ، والظاهر انه الواسطة في جميع [كتابه (٤) اليه (٥)] (٦) ، وانّما هي لعدم البناء على العلم بالوجادة على ما مرّ شرحه في أوّل الفائدة الثالثة (٧) مع ان الطريق في المشيخة والفهرست صحيح على المصطلح فلا مجال للوسوسة.

[٢٥٥] رنه ـ وإلى الفضل بن عبد الملك : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد ابن عثمان ، عن الفضل بن عبد الملك المعروف بابي العباس البقباق الكوفي (٨).

رجال السند من شيوخ العصابة ، وأبو العباس ثقة عدّ من عيونها ، فالخبر صحيح بالاتفاق.

__________________

(١) ربيع الشيعة : غير موجود لدينا.

(٢) اعلام الورى : ٤٦٦.

(٣) أي : الواسطة بين الفضل بن شاذان والكليني هو محمد بن إسماعيل.

(٤) أي : كتاب الكليني المعروف بالكافي.

(٥) الضمير يعود للفضل بن شاذان.

(٦) العبارة في الأصل : (كتبه إليه إلى الواسطة) ، وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى ، وهو المقصود بعينه لرواية الكليني عن الفضل بتوسط محمد بن إسماعيل أكثر من سبعمائة وستين موردا في كتابه الكافي. انظر معجم رجال الحديث ١٥ : ٨٩ / ١٠٢٣٨.

(٧) تقدم في الفائدة الثالثة ، صحيفة : ٣٧٤.

(٨) الفقيه ٤ : ٢٤ ، من المشيخة.

٨٥

[٢٥٦] رنو ـ وإلى الفضيل بن عثمان الأعور : محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان الأعور المرادي الكوفي (١).

السند صحيح بما مرّ في (لا) (٢) ، وابن عثمان هو أبو محمّد الأعور الصائغ الأنباري ابن أخت علي بن ميمون المعروف بابي الأكراد ، ولكن في النجاشي الفضل ثقة ثقة (٣) ، وفي الاخبار أيضا كذلك ، ولا ريب في الاتحاد وفاقا لأكثر من وقفنا على كلامهم.

ويروي عنه صفوان بن يحيى (٤) ، وفضالة بن أيوب (٥) ، وعلي بن النعمان (٦) ، وسيف بن عميرة (٧) ، والحسن بن محمّد بن سماعة (٨) ، ومحمّد بن خالد الطيالسي (٩) ، وعلي بن الحكم (١٠) ، ومحمّد بن عيسى (١١) ، وغيرهم ، فالخبر صحيح.

[٢٥٧] رنز ـ وإلى الفضيل بن يسار : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٢٤ ، من المشيخة.

(٢) تقدم برقم : ٣١.

(٣) رجال النجاشي ٣٠٨ / ٨٤١.

(٤) فهرست الشيخ ١٢٦ / ٥٥٧.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٥٨ / ١٦٢.

(٦) الكافي ٤ : ٧٧ / ٥ وفيه : الفضل بن عثمان.

(٧) لم نقف على روايته عنه.

(٨) فهرست الشيخ ١٢٦ / ٥٥٨.

(٩) تهذيب الأحكام ٦ : ١١٥ / ٢٠٣.

(١٠) كامل الزيارات : ٣١ / ١٦.

(١١) لمن نقف على روايته عنه.

٨٦

أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل بن يسار.

وهو كوفي مولى لبني نهد ، انتقل من الكوفة إلى البصرة ، وكان أبو جعفر عليه‌السلام إذا رآه قال : بشّر المخبتين.

وذكر ربعيّ بن عبد الله عن غاسل الفضيل بن يسار انه قال : انّي لا غسل الفضيل وانّ يده لتسبقني الى عورته ، قال : فخبرت بهذا أبا عبد الله عليه‌السلام فقال : رحم الله الفضيل بن يسار هو منّا أهل البيت (١).

السند صحيح عندنا بما مرّ في (يه) (٢) و(لب) (٣) ، وعلى المشهور من ضعف السند بجهالة علي بن الحسين يمكن الحكم بصحّته أيضا بوجوه :

أ ـ أن الشيخ يروي عن الفضيل بن يسار بإسناده الصحيح عن احمد ابن محمّد بن عيسى ، عن حمّاد ، عن حريز ، عنه ، كما في باب فضل الصلاة من أبواب الزيادات (٤).

وبإسناده الصحيح عن الحسين بن سعيد ، عن حريز بن عبد الله ، عنه ، كما في باب المواقيت منها (٥) ، وفي باب وقت الزكاة وفيه : الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عنه ، وهو الأصح (٦).

وبإسناده الصحيح عن علي بن مهزيار ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عنه ، في باب كيفيّة الصلاة منها (٧) ، وباب ما يجوز الصلاة فيه من

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٣٢ ، من المشيخة.

(٢) تقدم برقم : ١٥.

(٣) تقدم برقم : ٣٢.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٤٠ / ٩٥١.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥٥ / ١٠١٢.

(٦) تهذيب الأحكام ٤ : ٤١ / ١٠٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٣٢ / ١٣٧٠.

٨٧

اللباس منها (١) ، والطرق الى حمّاد كثيرة صحيحة كما مرّ (٢).

وصرّح في النجاشي أنّ له كتابا يرو عنه حمّاد بن عيسى (٣).

ب ـ أنّ طريق الصدوق الى ابن أبي عمير صحيح ، فيكون الى الفضيل أيضا صحيحا.

ج ـ أنّ طرق الصدوق إلى أحمد كثيرة فيها صحيح وغيره ، فلا يضرّ جهالة السعدآبادي.

وامّا الفضيل فهو من أصحاب الإجماع موصوف بالوثاقة والجلالة والعينيّة (٤) ، وروى الكشي (٥) الخبرين مسندا (٦) مع زيادة ، وأحاديث أخرى في مدحه ، وجلالة قدره ، وأن الأرض تسكن اليه (٧) ، من غير ذكر معارض ، وهو غريب.

[٢٥٨] رنح ـ وإلى القاسم بن بريد : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن احمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن القاسم بن بريد بن معاوية العجلي (٨).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٧٩ / ١٥٧٩.

(٢) تقدم برقم : ٩٧.

(٣) انظر رجال النجاشي ٣٠٩ / ٨٤٦.

(٤) كما في رجال النجاشي ـ وقد تقدم ـ ورجال الشيخ : ١٣٢ / ١ ورجال ابن داود : ١٥٣ / ١٢٠٦ ورجال العلامة : ١٣٢ / ١.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٤٧٢ / ٣٧٧ ، ٢ : ٤٧٣ / ٣٨١.

(٦) الأول : ما قاله الامام الباقر عليه‌السلام في حقه ، والثاني : ما قاله ربعي بن عبد الله عن غاسل الفضيل ، وقد تقدم عن مشيخة الفقيه ، فلاحظ.

(٧) رجال الكشي ٢ : ٤٧٣ / ٣٧٨ و٣٧٩ و٣٨٠ و٣٨٢.

(٨) الفقيه ٤ : ١٢٨ ، من المشيخة.

٨٨

السند صحيح عندنا بما مر ، ضعيف عند جماعة بالثاني ، أو مع الرابع أو مع الخامس أو بالتفريق ، ويرفع مع ضعف أصله بأنّ النجاشي قال : القاسم ثقة روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، له كتاب يرويه فضالة بن أيّوب (١) ، انتهى.

وقد مر صحّة طريقه الى فضالة عند الكلّ فطريقه الى القاسم صحيح (٢).

[٢٥٩] رنط ـ وإلى القاسم بن سليمان : محمّد بن الحسن ، عن محمّد ابن الحسن الصفار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عنه (٣).

السند صحيح على الأصح من وثاقة ابن عيسى كما مرّ.

وامّا القاسم فلم يوثقوه صريحا ، لكنّ الحق وثاقته لوجوه :

أ ـ أن النجاشي صرّح كما هنا أنّ له كتابا رواه النضر بن سويد (٤) ، والنضر من الذين قالوا في حقّهم : صحيح الحديث (٥) ، وقد أوضحنا في الفائدة السابقة أنّ هذه الكلمة على الإطلاق من غير اضافة الى كتاب أو احاديث معهودة دالّة على وثاقته ووثاقة من يروي عنه (٦).

وقال المدقق الشيخ محمّد في شرح الاستبصار بعد ذكر حديث سنده : محمّد بن احمد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن النضر بن سويد ،

__________________

(١) رجال النجاشي ٣١٣ / ٨٥٧.

(٢) تقدم برقم : ٢٥٢.

(٣) الفقيه ٤ : ٧٩ ، من المشيخة.

(٤) رجال النجاشي ٣١٤ / ٨٥٨.

(٥) انظر رجال النجاشي ٤٢٧ / ١١٤٧.

(٦) تقدم في الفائدة الرابعة ، صحيفة : ٥٣٤.

٨٩

عن عمرو بن شمر ، عن جابر ،. إلى آخره. وذكر حال رجاله إجمالا قال : الاّ أنّ ضعف الحديث بعمرو بن شمر يغني عن تحقيق الحال.

فان قلت : إذا قال النجاشي : أن النضر بن سويد صحيح الحديث (١) ، وصحّ اليه الطريق ـ بناء على سلامة محمّد بن عيسى ـ علم صحّة الحديث للعلم الشرعي بأنّه من حديثه ، وذلك كاف في الصحّة.

قلت : الذي نفيناه الصحّة الاصطلاحية ، وما ذكرته لا يخلو من وجه غير أنّ الرواية تحتمل أن تكون ليست من أحاديثه ، بل من مرويّاته ، وكونه صحيح الحديث محتمل لأن يراد به أحاديثه الخاصّة كالأصول ، وفي هذا نظر ، لان الظاهر خلاف ذلك ، (٢) انتهى.

فإذا كان الظاهر خلافه فالمراد مطلق مرويّاته ، والحكم بصحّتها مع عدم معلوميّتها وحصرها عند النجاشي قطعا ، فلا يمكن ان يكون وجه الصحة القرائن الخارجية لأنّها تلاحظ بالنسبة إلى آحاد الأحاديث ، وهو في المقام غير ممكن ، فلا بدّ ان يكون الوجه الامارات الداخليّة ، وهي الوثاقة والعدالة ، فلولا وثاقة كلّ من يروي عنه وهكذا الى آخر رجال السند لا يمكن الحكم بصحة أحاديثه ، وهذا أمر ممكن ولو من جهة اخباره ، ويأتي ان شاء الله تعالى في شرح حال أصحاب الإجماع ما ينبغي ان يلاحظ (٣).

ب ـ رواية الأجلاّء عنه واكثارهم ذلك وفيهم من أصحاب الإجماع حمّاد وهو ابن عثمان في التهذيب في باب البينات (٤) ، وفي الكافي في باب شهادة

__________________

(١) رجال النجاشي ٤٢٧ / ١١٤٧.

(٢) شرح الاستبصار للشيخ محمد : مخطوط.

(٣) انظر : التفصيل في الفائدة السابعة.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٤٦ / ٦٢٠.

٩٠

القاذف (١) ، وفي الاستبصار في باب مقدار الدية (٢) ، وغيره ، ويونس بن عبد الرحمن في باب ميراث من علا من الآباء في موضعين (٣) ، وفي الكافي في باب ابن أخ وجدّ (٤) ، والحسين بن سعيد (٥) ، والنضر بن سويد (٦) ، ولم ينقل في الكتب الأربعة رواية أحد عنه غير هؤلاء.

ج ـ ما في شرح التقيّ أن له أصلا (٧) ، ونقله عن الفهرست (٨) ، وعليه فيدخل في الجماعة الذين وصفهم المفيد بما فوق الوثاقة ـ كما مرّ غير مرّة ـ ولكنّي لم أجده في نسختين عندي ، ولا نقله احد ، وهو أعرف بما قال ، ولعلّه من اختلاف النسخ ، وكيف كان ففيما مرّ كفاية.

[٢٦٠] رس ـ وإلى القاسم بن عروة : أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن سعدان بن مسلم ، عنه (٩).

في النجاشي (١٠) والخلاصة (١١) : هارون بن مسلم ثقة وجه ، وصحّح في الخلاصة الطريق المذكور (١٢) والطريق إلى مسعدة بن زياد (١٣) والى مسعدة بن

__________________

(١) الكافي ٧ : ٣٩٧ / ٢.

(٢) الاستبصار ٤ : ٢٦١ / ٩٨١.

(٣) الاستبصار ٤ : ١٦٠ / ٦٠٧.

(٤) الكافي ٧ : ١١٣ / ٢.

(٥) فهرست الشيخ ١٧١ / ٧٥٠.

(٦) الكافي ٦ : ٢٠٥ / ١٦.

(٧) روضة المتقين ١٤ : ٢٢٧.

(٨) فهرست الشيخ ١٢٧ / ٥٧٨ ، وفيه : له كتاب.

(٩) الفقيه ٤ : ٨٥ ، من المشيخة.

(١٠) رجال النجاشي ٤٣٨ / ١١٨٠.

(١١) رجال العلامة ١٨٠ / ٥.

(١٢) رجال العلامة ٢٧٩ ، من الفائدة الثامنة.

(١٣) رجال العلامة ٢٨١ ، من الفائدة الثامنة.

٩١

صدقة (١) وهو فيهما (٢).

ويروي عنه : سعد بن عبد الله (٣) ، والحميري (٤) ، والحسن بن علي ابن فضّال (٥) ، وأبو عبد الله محمّد بن أبي القاسم (٦) ، ومحمّد بن علي بن محبوب (٧) ، ومحمّد بن احمد بن يحيى (٨) ، وإبراهيم بن هاشم (٩) ، وعلي بن الحسن بن فضّال (١٠) ، واحمد بن الحسن بن فضّال (١١) ، وسهل بن زياد (١٢) ، وعمران بن موسى (١٣) ، واحمد بن يوسف (١٤) ، وهؤلاء وجوه الطائفة في تلك الطبقة ، فلا بد وأن يعدّ هارون من الأجلاّء ، ومرّ في (ح) وثاقة سعدان (١٥) ، فالسند صحيح.

وامّا القاسم فمذكور في النجاشي (١٦) والفهرست (١٧) مع كتابه ،

__________________

(١) رجال العلامة ٢٧٧ ، من الفائدة الثامنة.

(٢) انظر الفقيه ٤ : ٣٠ و١١١ ، من المشيخة.

(٣) رجال النجاشي ٤٣٨ / ١١٨٠.

(٤) فهرست الشيخ ١٧٦ / ٧٦٣.

(٥) الكافي ٨ : ٧٩ / ٣٥ ، من الروضة.

(٦) فهرست الشيخ ١٧٦ / ٧٦٣.

(٧) الاستبصار ١ : ٥١ / ١٤٧.

(٨) تهذيب الأحكام ٧ : ١٨٤ / ٨١٣.

(٩) الاستبصار ٣ : ١٩٤ / ٧٠٢.

(١٠) تهذيب الأحكام ٤ : ٤١ / ١٠٤.

(١١) الاستبصار ٣ : ٢٢٦ / ٨١٩.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢ : ١٢٢ / ٤٦٣.

(١٣) أصول الكافي ١ : ٣٣١ / ٢.

(١٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٩ / ١٥٦.

(١٥) تقدم برقم : ٨.

(١٦) رجال النجاشي ٣١٤ / ٨٦٠.

(١٧) فهرست الشيخ ١٢٧ / ٥٦٦.

٩٢

والطريق اليه من غير توثيق ، وتشهد لوثاقته أمارات :

أ ـ ما في أصحاب الصادق عليه‌السلام من رجال الشيخ : القاسم بن عروة أبو محمّد مولى أبي أيّوب المكّيّ ، وكان أبو أيوب من موالي المنصور ، له كتاب (١) ، فهو ممّن ذكرهم ابن عقدة في كتابه الذي ذكر فيه أربعة آلاف من أصحابه عليه‌السلام ووثقهم ، ومرّ ، ويأتي (٢) ـ ان شاء الله ـ شرحه.

ب ـ رواية ابن أبي عمير عنه ، كما في الكافي في باب الرجل يحلّ جاريته لأخيه (٣) ، وفي باب شهادة المماليك (٤) ، وفي الفقيه في باب ما يجب فيه الدية ونصف الدية (٥) ، وفي التهذيب في باب الاثنين إذا قتلا واحدا (٦).

ج ـ رواية أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي عنه ، كما في التهذيب في باب أوقات الصلاة (٧).

وهما لا يرويان الاّ عن ثقة.

د ـ رواية النضر بن سويد كما في النجاشي في طريقه الى كتابه (٨) ، وقد مرّ انّ روايته عن أحد من أمارات الوثاقة (٩).

هـ ـ رواية الأجلّة عنه غير هؤلاء وهم : عبيد الله بن احمد بن نهيك (١٠) ،

__________________

(١) رجال الشيخ ٢٧٦ / ٥١ ، وليس فيه : أبو محمد ، وان كان كذلك.

(٢) تقدم في الفائدة ، صحيفة : وسيأتي في الفائد.

(٣) الكافي ٥ : ٤٧٠ / ١٦.

(٤) الكافي ٧ : ٣٩٠ / ٣.

(٥) الفقيه ٤ : ٩٩ / ١٠.

(٦) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢١٨ / ٨٥٨.

(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٨ / ٧٨.

(٨) رجال النجاشي ٣١٥ / ٨٦٠.

(٩) تقدم في الرقم : ٢٥٩.

(١٠) رجال النجاشي ٣١٥ / ٨٦٠.

٩٣

والحسين بن سعيد (١) ، ومحمّد بن خالد (٢) ، وابنه احمد (٣) ، والحسن بن فضّال (٤) ، ومحمّد بن عيسى (٥) ، ومحمّد بن عبد الله بن زرارة (٦) ، وعلي بن مهزيار (٧).

و ـ حكم العلامة في الخلاصة بصحّة هذا الطريق (٨). [ومن] كلّ ذلك ـ مع عد الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة (٩) ـ فالأقوى كون الخبر صحيحا.

[٢٦١] رسا ـ وإلى القاسم بن يحيى : أبوه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن احمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم ، جميعا عنه (١٠).

السند المنشعب إلى ثمانية (١١) كلّها صحيحة على الأصح من وثاقة ابن

__________________

(١) فهرست الشيخ ١٢٧ / ٥٦٦.

(٢) فهرست الشيخ ١٢٧ / ٥٦٦.

(٣) رجال الشيخ ٤٩٠ / ٨.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥٧ / ١٠٢١.

(٥) الاستبصار ٣ : ٢٥٣ / ٩٠٧.

(٦) تهذيب الأحكام ٩ : ٣٦٧ / ١٣١٣.

(٧) أصول الكافي ٢ : ٢٠٩ / ٢٠.

(٨) رجال العلامة : ٢٧٩ ، من الفائدة الثامنة.

(٩) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة.

(١٠) الفقيه ٤ : ٩٠ ، من المشيخة.

(١١) هذا وانشعاب السند كما يلي :

أ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

ب ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه.

ج ـ أبوه ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

د ـ أبوه ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه.

هـ ـ محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

و ـ محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه.

ز ـ محمّد بن الحسن ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه.

ح ـ محمّد بن الحسن ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه.

٩٤

هاشم ، ومر حسن حال القاسم القريب من الوثاقة في (عج) (١) ، فالخبر صحيح ، أو حسن كالصحيح.

[٢٦٢] رسب ـ وإلى كردويه الهمداني : أبوه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه (٢).

السند صحيح ، وكردويه غير مذكور ، ولكن تشهد لوثاقته رواية ابن أبي عمير عنه ، بل إكثاره منها كما يظهر من التهذيب في باب تطهير المياه (٣) ، وباب كيفيّة الصلاة (٤) ، وباب تفصيل ما تقدم ذكره في الصلاة (٥) ، وباب وجوب الفصل بين ركعتي الشفع والوتر من الاستبصار (٦) ، وباب كيفيّة قضاء صلاة النوافل والوتر منه (٧) ، وباب البئر تقع فيها العذرة اليابسة من التهذيب (٨) ، فالخبر صحيح على الأصح.

[٢٦٣] رسج ـ والى كليب الأسدي : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن فضالة بن أيوب ، عن كليب بن معاوية الأسدي الصيداوي (٩).

__________________

(١) تقدم برقم : ٧٣.

(٢) الفقيه ٤ : ٧ ، من المشيخة.

(٣) تهذيب الأحكام ١ : ٢٤١ / ٦٥٨.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ : ١٢٩ / ٤٩٦.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ : ١٦٥ / ٦٤٥.

(٦) الاستبصار ١ : ٣٤٩ / ١٣١٧.

(٧) الاستبصار ١ : ٢٩٣ / ١٠٧٩.

(٨) تهذيب الأحكام ١ : ٤١٣ / ١٣٠٠.

(٩) الفقيه ٤ : ٥٢ و١٢١ ، من المشيخة.

٩٥

رجال السند من الأجلاّء حتى محمّد كما مرّ في (لب) (١).

وامّا كليب فلم يوثقوه صريحا ، ولكن يدل على وثاقته أمور :

أ ـ رواية صفوان عنه كما في الفهرست (٢) ويأتي عن الكشي (٣).

ب ـ رواية ابن أبي عمير عنه ، كما فيه أيضا ، فإنه ذكر لكتابة طريقين ينتهيان إليهما (٤) ، فدلالته على الوثاقة أظهر ، وفي الكافي في باب ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرّم كلّ مسكر (٥) روايتهما عنه.

ج ـ ما ورد فيه من المدح ، ففي الكشي : عن علي بن إسماعيل ، عن حمّاد ابن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي أسامة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ عندنا رجلا يسمى كليبا فلا يجيء عنكم شيء إلاّ قال : أنا أسلّم ، فسمّيناه كليبا بتسليمه؟ فترحم عليه أبو عبد الله عليه‌السلام ، وقال : أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا ، فقال : هو والله الإخبات قول الله عزّ وجلّ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) (٦) (٧).

ورواه ثقة الإسلام في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن زيد الشحّام ، عنه عليه‌السلام ، مثله (٨).

ورواه سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات (٩) كما في منتخب حسن بن

__________________

(١) تقدم برقم : ٣٢.

(٢) فهرست الشيخ ١٢٨ / ٥٧١.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٦٣٠ / ١٢٧.

(٤) فهرست الشيخ ١٢٨ / ٥٧١.

(٥) الكافي ٦ : ٤١١ / ١٧.

(٦) هود ١١ : ٢٣.

(٧) رجال الكشي ٢ : ٦٣٠ / ٦٢٧.

(٨) أصول الكافي ١ : ٣٢١ / ٣.

(٩) بصائر الدرجات : ٥٤٥ / ٢٨.

٩٦

سليمان ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، الى آخر المتن والسند ، وفيه : عن أبي أسامة زيد الشحّام (١).

ورواه العياشي في تفسيره عن أبي أسامة مثله (٢).

وبعد وجود الخبر في هذه الكتب المعتبرة ، ووجود حمّاد في السند ، لا محلّ لقول العلامة في الخلاصة بعد ذكر الخبر : وفي الأول الحسين بن المختار وهو واقفي (٣) ، مع انّا أوضحنا عدم وقفه في (ص) (٤) بما لا مزيد عليه.

وفي الكشي : عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن كليب بن معاوية الأسدي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : والله انكم لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينوني بورع واجتهاد ، فو الله ما يتقبّل إلاّ لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينوني بورع واجتهاد ، فو الله ما يتقبّل الاّ منكم ، فاتقوا الله وكفّوا ألسنتكم ، وصلّوا في مساجدهم (٥) ، فإذا تميّز القوم فتميّزوا (٦).

ورواه عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ المفيد ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن كليب الأسدي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : اما والله ، انّكم لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، عليكم بالصلاة والعبادة ، عليكم بالورع (٧).

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٧٥.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ١٤٣ / ١٥.

(٣) رجال العلامة ١٣٥ / ٤.

(٤) تقدم برقم : ٩٠.

(٥) نسخة بدل : مساجدكم « منه قدس‌سره ».

(٦) رجال الكشي ٢ : ٦٣١ / ٦٢٨.

(٧) بشارة المصطفى : ١٤٣ ، مع اختلاف يسير.

٩٧

ورواه أيضا عنه ، عن عمّه محمّد ، عن أبيه الحسن ، عن عمّه الصدوق ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم ابن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عنه ، مثله (١).

وأنت خبير بأن صفوان ويونس من أصحاب الإجماع ، والحكم بصحّة الخبر الذي صحّ صدوره عنهما ، يقتضي الحكم بصحّة صدوره عن الامام عليه‌السلام ولو كان فيه ما ينفع الراوي ، فقول العلامة في الخلاصة : والثاني شهادة لنفسه فنحن في تعديله من المتوقّفين (٢) ، في غير محلّه ، وظاهره تسليم دلالتهما عليه.

وفي الكشي : روى عن محمّد بن المعلى النّيلي ، عن حسين بن حمّاد الخزّاز ، عن كليب قال : قال رجل لأبي عبد الله عليه‌السلام : ايحب الرجل الرجل ولم يره؟ قال : ها هو ذا أنا أحبّ كليب الصيداوي ولم أره.

وهو كليب بن معاوية الصيداوي الأسدي والصّيدا بطن من بني اسد (٣).

والظاهر ـ كما صرّح به المولى عنايت الله ـ أنّ هذه الترجمة من الشيخ الطوسي ـ رحمه‌الله ـ (٤) ، فتكون الأخبار الثلاثة مختارة له.

د ـ رواية جماعة من الأجلّة عنه ، وفيهم من أصحاب الإجماع : يونس ابن عبد الرحمن كما عرفت ، وفضالة وهو في الطريق ، وفي التهذيب (٥) متفردا ، ومع القاسم بن محمّد الجوهري في مواضع عديدة (٦) ، والقاسم (٧) ، ومحمّد بن

__________________

(١) بشارة المصطفى : ١٤٣.

(٢) رجال العلامة ١٣٥ / ٤.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٦٣١ / ٦٢٩.

(٤) مجمع الرجال ٥ : ٧٢.

(٥) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢١٥ / ٨٤٨.

(٦) الفقيه ٤ : ٧٠ / ٢١٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٨ : ٢٤١ / ٨٧٠.

٩٨

سنان (١) وعلي بن الحكم (٢) ، واحمد بن عائذ (٣).

فمن لم يطمئن من هذه الامارات بوثاقته ـ مع عدم وجود معارض لها أصلا ـ فلا بأس بعدّه من أهل الوسواس ، مضافا الى عدّ الصدوق (٤) كتابه من الكتب المعتمدة ، وقول النجاشي : له كتاب رواه جماعة (٥) ، فالخبر صحيح على الأصح ، ومرّ لكتابة طريق آخر في (قفح) (٦).

[٢٦٤] رسد ـ وإلى مالك الجهني : أبوه ، عن علي بن موسى بن جعفر الكميذاني ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي محمّد مالك بن أعين الجهني ، وهو عربي كوفي ، وليس هو من موالي سنسن (٧).

علي بن موسى داخل في العدّة التي يروي عنهم ثقة الإسلام عن احمد ابن محمّد بن عيسى (٨) ، وكفى في جلالته مضافا الى كونه من مشايخ الإجازة رواية الكليني وعلي بن بابويه عنه ، والجليل أبو جعفر بن أبي زاهر الأشعري القمي الذي كان محمّد بن يحيى العطار من أخصّ أصحابه ، كما في الكافي في باب جهات علوم الأئمة عليهم‌السلام (٩).

__________________

(١) أصول الكافي ٢ : ١٤٠ / ٢.

(٢) الكافي ٦ : ٥٠ / ٨.

(٣) الكافي ٥ : ٧٩ / ١١.

(٤) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة.

(٥) رجال النجاشي ٣١٨ / ٨٧١.

(٦) تقدم برقم : ١٨٨.

(٧) الفقيه ٤ : ٣١ ، من المشيخة.

(٨) انظر رجال العلامة : ٢٧٢ ، من الفائدة الثالثة.

(٩) أصول الكافي ١ : ٢٠٧ / ٢.

٩٩

وأوضحنا وثاقة عمرو بن أبي المقدام في (رلد) (١) مضافا الى وجود ابن محبوب في السند ، فالخبر صحيح.

وامّا مالك فذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه‌السلام (٢) ، وقال : مات في حياة أبي عبد الله عليه‌السلام ، ثم في أصحاب الصادق عليه‌السلام (٣) ، وذكره الكشي أيضا (٤) ، ولم يوثقوه ، ويمكن استظهار وثاقته من أمور :

أ ـ رواية بن أبي عمير عنه ، كما صرّح به الأستاذ الأكبر في التعليقة (٥).

ب ـ رواية أصحاب الإجماع عنه كيونس بن عبد الرحمن في الكافي في باب البداء (٦) ، وبريد بن معاوية فيه في باب لباس المعصفر من كتاب الزي والتجمل (٧) ، وعبد الله بن مسكان فيه في باب البداء (٨) ، وفي باب أبوال الدواب (٩) ، وفي الروضة (١٠) ، وفي التهذيب في باب صفة الوضوء (١١) ، وفي باب تطهير الثياب من أبواب الزيادات (١٢) ، وفي باب أحكام السهو في الصلاة (١٣).

ج ـ رواية جملة من شيوخ الطائفة عنه سوى المذكورين كالفقيه ثعلبة بن

__________________

(١) تقدم برقم : ٢٣٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٣٥ / ١١.

(٣) رجال الشيخ ٣٠٨ / ٤٥٦.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٤٧٨ / ٣٨٨.

(٥) تعليقة البهبهاني : ٢٧١ ، ولم نظفر بروايته عنه في الكتب الأربعة.

(٦) أصول الكافي ١ : ١١٥ / ١٢.

(٧) الكافي ٦ : ٤٤٧ / ٧.

(٨) أصول الكافي ١ : ١١٤ / ٥.

(٩) الكافي ٣ : ٥٨ / ٧.

(١٠) الكافي ٨ : ١٤٦ / ١٢٢ ، من الروضة.

(١١) تهذيب الأحكام ١ : ٧٨ / ١٩٨.

(١٢) تهذيب الأحكام ١ : ٤٢٠ / ١٣٢٨.

(١٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٠١ / ٧٨٨.

١٠٠