خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

النجاشي (١) والخلاصة (٢) ، وصاحب الكتاب في الفهرست (٣) ، والنجاشي (٤) ، ويروي عنه الحسن بن محمّد بن سماعة (٥) ، وعبد الله بن جبلة (٦) ، وابن المغيرة (٧) ، ويظهر من باب الغدوّ الى عرفات من التهذيب رواية ابن أبي عمير عنه (٨).

وأمّا الشيباني أخو زرارة فلا كتاب له ، بل ولا ذكرت له رواية في الكتب الأربعة فالخبر صحيح.

[٢٤٨] رمح ـ وإلى عيسى بن عبد الله الهاشمي : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد ابن أبي عبد الله ، عن عيسى بن عبد الله بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام.

المحمّدون الثلاثة من أجلاّء الثقات وكذا الرابع ـ وهو محمّد بن عبد الله ابن زرارة على الأصح ـ لوجوه :

أ ـ قول علي بن الريّان الثقة في حقّه : كان والله محمّد بن عبد الله أصدق عندي لهجة من احمد بن الحسن بن فضّال ، فإنّه رجل فاضل ديّن ، كما هو

__________________

(١) رجال النجاشي ٢٩٦ / ٨٠٣.

(٢) رجال العلامة ١٢٣ / ٥ ، وفيه : الجريزي ، بالزاء المعجمة ، وهو اشتباه ، والصواب : ضم الجيم والرائين المهملتين ، كما في النجاشي ٢٩٦ / ٨٠٣ ورجال الشيخ ٢٥٨ / ٥٧١ ورجال ابن داود ١٤٨ / ١١٦٤ ، فلاحظ.

(٣) فهرست الشيخ ١١٦ / ٥٠٩.

(٤) رجال النجاشي ٢٩٦ / ٨٠٣.

(٥) فهرست الشيخ ١١٧ / ٥١٠.

(٦) رجال النجاشي ٢٩٦ / ٨٠٢.

(٧) الفقيه ٤ : ١١٢ ، من المشيخة.

(٨) تهذيب الأحكام ٥ : ١٨٥ / ٦١٦.

٦١

مذكور في ترجمة الحسن بن فضّال ، وقد مرّ وثاقة أحمد في (رلز) (١) فمحمّد أوثق منه.

ب ـ رواية البزنطي عنه كما في مشتركات الكاظمي قال : روي الشيخ في الصحيح عن البزنطي ، عن محمّد بن عبد الله ، فقال ملا محمّد تقي ـ رحمه‌الله ـ في شرح الفقيه : وكأنّه ابن زرارة الثقة لكثرة رواية البزنطي عنه (٢) ، انتهى.

وفيه نظر ، إذ ليس في الكتب الأربعة رواية البزنطي عنه أصلا ، نعم في التهذيب في باب فضل زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام رواية علي بن الحسن ابن علي بن فضّال ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن البزنطي.

وفي آخر الخبر : قال علي بن الحسن بن فضّال : قال لي محمّد بن عبد الله : لقد تردّدت إلى أحمد بن محمّد انا وأبوك والحسن بن جهم أكثر من خمسين مرّة وسمعناه منه.

وأمّا العكس فلم يوجد في خبر ، كما يظهر من الجامع (٣) ، فضلا عن الكثرة.

ج ـ ترحّم الامام عليه‌السلام بعد موته ، ففي التهذيب بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال ، قال : مات محمّد بن عبد الله بن زرارة فأوصى الى أخي أحمد ، وكان خلّف دارا ، وكان أمره بجميع تركته أن تباع ويحمل ثمنها إلى أبي الحسن عليه‌السلام فباعها ، فاعترض فيها ابن أخت له وابن عمّ له (٤)

__________________

(١) تقدم في الرقم : ٢٣٧.

(٢) مشتركات الكاظمي المسمى بـ (هداية المحدثين) : ٢٤٢.

(٣) جامع الرواة ١ : ٦٠.

(٤) الاعتراض ظاهرا من ابن الأخت فقط ، بلحاظ قوله : فأصلحنا أمره ـ وبقرينة قوله ـ الآتي ـ : وابن أخت له عرض فأصلحنا أمره ، فلاحظ.

٦٢

فأصلحنا أمره بثلثه الدنانير ، وكتب إليه أحمد بن الحسن ، ودفع الشيء بحضرتي إلى أيّوب بن نوح وأخبره أنه جميع ما خلّف ، وابن عمّ له ، وابن أخت له عرض فأصلحنا أمره بثلثه الدنانير (١) فكتب : قد وصل ذلك ، وترحّم على الميت ، وقرأت الجواب (٢).

د ـ كثرة رواية الأجلاّء عنه ، وفيهم : علي بن الحسن بن فضّال (٣) شيخ بني فضّال ووجههم الذين أمروا عليهم‌السلام بأخذ رواياتهم ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع (٤) ، وعلي بن أسباط (٥) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي

__________________

(١) في المصدر ـ وبكلا الموضعين ـ : بثلاثة دنانير ، ومثله ما في الاستبصار ٤ : ١٢٣ / ٤٦٨ ، وهو الصحيح ، فلاحظ.

وقد جاء في حاشية المتن من الأصل تعليقا على الخبر ما يأتي :

« قال بعض المحققين : وظني ان قيمة الدار كان ثلثها دنانير ، والثلثان اما عروض أو دراهم ، فلما اعترض الوارثان في الوصية وكان اعتراضهما في موضعه ، لأنه أوصى بكل التركة وليس له أكثر من الثلث ، أرضاهما الوصي وأصلحهما ، وكتب بذلك اليه عليه‌السلام.

وأغرب صاحب الوافي في شرح الخبر ، فقال بعد ذكر بيان اعتراضهما عبارته عن شهودهما [شهادتهما] بيع الدار وجهاز الميت وإعانتهما الوصي في ذلك وإصلاح امره كناية عن تجهيزه ، ويكون سكوتهما عن الدعوى مع إعانتهما في أمر الوصية دليلا على تنفيذهما الوصية للإمام عليه‌السلام.

وعليه : ينبغي ان يحمل صدر الحديث وذيله أيضا مع ان البقية في الذيل تحتمل كونهما أقل من الثلث ، ويحتمل الذيل أيضا فقد الوارث ، انتهى.

ولا ربط لجميع ما ذكره بمتن الخبر ، والعجب انه قال ـ بعد ذلك ـ : ولا حاجة الى تأويلات التهذيبين مع كونهما في غاية البعد ، انتهى.

والمقام لا يقتضي أزيد من ذلك ». « منه قدس‌سره ».

(٢) تهذيب الأحكام ٩ : ١٩٥ / ٧٨٥.

(٣) الاستبصار ٣ : ٢٧٤ / ٩٧٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٦٩ / ١٤٩٦.

(٥) تهذيب الأحكام ٨ : ٢٣٠ / ٨٣١.

٦٣

الخطاب (١) ، واحمد بن الحسن بن فضّال كما في باب الخلع من التهذيب مرّتين (٢) ، ومحمّد بن أحمد الكوفي (٣) ولقبه حمدان.

هـ ـ ما نقله السيد المحقق في المنهج (٤) والتلخيص (٥) من ان العلامة وثق رواية هو في طريقها ، وقال الشارح التقي : ووثقه بعض المعاصرين (٦) ، وفي وجيزة ولده : ثقة (٧).

ومن جميع ذلك يظهر أنه لا مجال للتأمّل في وثاقته ، فالسند صحيح.

وامّا عيسى فاعلم أنّه قد ورد في الأسانيد التعبير عنه بعناوين متعددة ، ففي بعضها : عيسى بن عبد الله الهاشمي ، وفي بعضها : عيسى بن عبد الله العمري ، وفي بعضها : العلوي ، وفي بعضها : القرشي ، والظاهر أنّ الكلّ تعبير عن شخص واحد.

وفي النجاشي : عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام له كتاب يرويه جماعة ، أخبرنا أبو الحسن بن الجندي ، قال : حدثنا أبو علي بن همام ، قال : حدثنا محمّد بن احمد بن خاقان النهدي ، قال : حدثنا أبو سمينة ، عن عيسى بكتابه ، وقد جمع أبو بكر محمّد بن سالم الجعابي روايات عيسى عن آبائه ، أخبرنا محمّد بن عثمان ، عنه (٨).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ١ : ٤٥ / ١٢٦.

(٢) تهذيب الأحكام ٨ : ١٠٠ / ٣٣٨ و١٠٢ / ٣٤٤.

(٣) تهذيب الأحكام ٣ : ٣١٨ / ٩٨٦.

(٤) منهج المقال للاسترابادي : ١٠٤ و١٠٥ ، في ترجمة الحسن بن علي بن فضّال ، ولا تصريح في كلامه.

(٥) التلخيص للاسترابادي : ورقة : ٢٢٣ / آ.

(٦) روضة المتقين ١٤ : ٢١٦.

(٧) الوجيزة للمجلسي : ٤٨.

(٨) رجال النجاشي ٢٩٥ / ٧٩٩.

٦٤

وفي الفهرست : عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام له كتاب ، أخبرنا به أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن احمد بن أبي عبد الله ، عن النوفلي ومحمّد بن علي الكوفي ، عن عيسى بن عبد الله (١).

وفيه ـ بفاصلة خمس تراجم ـ : عيسى بن عبد الله الهاشمي ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن احمد ابن هلال ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي (٢).

وهكذا فعل في رجاله ، فقال في أصحاب الصادق (عليه‌السلام) : عيسى بن عبد الله ابن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣) ثم بفاصلة بضع عشر أسامي : عيسى الهاشمي (٤).

وظاهر الكتابين تعدّدهما ، ولكن صريح الميرزا (٥) وظاهر التفريشي اتحادهما (٦) ، وبه جزم الفاضل الخبير في جامع الرواة (٧) ، وهو الحقّ لعدم ذكر النجاشي (٨) غير واحد ، ولو كان آخر وهو صاحب كتاب لذكره ، ويشهد لذلك أنّ البرقي في رجاله (٩) لم يذكر في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام غير واحد ، وكذا ابن شهرآشوب في المعالم (١٠) ـ مع تبعيّته للفهرست وبنائه على

__________________

(١) فهرست الشيخ ١١٦ / ٥١٧.

(٢) فهرست الشيخ ١١٧ / ٥٢٣.

(٣) رجال الشيخ ٢٥٧ / ٥٥٤.

(٤) رجال الشيخ ٢٥٨ / ٥٧٢.

(٥) منهج المقال ٢٥٦ ـ ٢٥٧.

(٦) نقد الرجال ٢٦٢ / ٣٢.

(٧) جامع الرواة ١ : ٦٥٣.

(٨) رجال النجاشي ٢٩٥ / ٧٩٩ ـ وقد تقدم ـ.

(٩) رجال البرقي : ٣٠.

(١٠) معالم العلماء ٨٧ / ٥٩٨.

٦٥

استدراك ما فات من الفهرست من المؤلّفات ـ ما ذكر غير واحد.

وحينئذ نقول : أنّ ما في النجاشي والفهرست من سلسلة النسب موجود في الاخبار مذكور في الأنساب.

ففي الكافي في باب إثبات الإمامة في الأعقاب : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : إن كان كون ـ ولا أراني الله ـ فبمن ائتم؟ فأومى الى ابنه موسى ، قال : قلت : فإن حدث بموسى عليه‌السلام حدث فبمن ائتم؟ قال : بولده ، قلت : فإن حدث بولده حدث وترك أخا كبيرا أو ابنا صغيرا فبمن ائتم؟ قال : بولده ، ثم واحدا فواحدا ، وفي نسخة الصفواني : هكذا ابدا (١).

وقد سقط محمّد بعد عبد الله في السند من النساخ كما يظهر من باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه‌السلام فإنه ـ رحمه‌الله ـ روى الخبر المذكور فيه هكذا : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن أبي عبد الله عليه‌السلام وساق الخبر على نسخة الصفواني ، وزاد في آخره : قلت : فان لم أعرفه ولم اعرف موضعه؟ قال : تقول : اللهم إني أتولّى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي ، فإن ذلك يجزيك ان شاء الله (٢).

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٣٠٩ / ٧ ، والصفواني : من تلاميذ ثقة الإسلام الكليني ، وهو محمد بن احمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال يعرف بالصفواني ، انظر رجال النجاشي ٣٩٣ / ١٠٥٠ والعبارة : وفي نسخة الصفواني. فهي ليست من أصل المصدر ، وان وجدت فيه ، والظاهر كونها من زيادات النساخ ، فلاحظ.

(٢) أصول الكافي ١ : ٢٤٦ / ٧.

٦٦

ومن هذا الخبر الشريف يظهر جلالة قدره ، وتورّعه ، وشدّة احتياطه في أمور الدين.

ويقرب منه ما رواه الصفار في البصائر (١) ، والشيخ المفيد في الاختصاص ، واللفظ للثاني : عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم ، عن الحسن بن علي ، قال : دخلت انا ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي ، قال أبو الصخر : وأظنّه من ولد عمر بن علي عليه‌السلام وكان أبو طاهر نازلا في دار الصيديين فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسّح ، فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ، ثم ابتدأنا فقال : معكما احد؟ فقلنا : لا ـ ثم التفت يمينا وشمالا هل يرى أحدا ـ ثم قال : أخبرني أبي عن جدّي أنّه كان مع أبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام بمنى وهو يرمي الجمرات ، وأن أبا جعفر عليه‌السلام رمي الجمار فاستتمّها فبقي في يديه بقيّة ، فعدّ خمس حصيات فرمى ثنتين في ناحية وثلاثا في ناحية.

فقلت له : أخبرني جعلت فداك ، ما هذا؟ فقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه احد قطّ ، انا رأيتك رميت بحصاك ثم رميت بخمس بعد ذلك ثلاثا في ناحية وثنتين في ناحية.

قال : نعم ، إنّه إذا كان كلّ موسم أخرجا الفاسقين غضّين طريّين فصلبا هاهنا لا يراهما إلاّ إمام عدل ، فرميت الأول بثنتين والآخر بثلاث لان الآخر أخبث من الأول (٢).

ومنه يظهر أنّ أباه عبد الله وجدّه محمّد أيضا كانا من الرواة أيضا ، وتقدم

__________________

(١) بصائر الدرجات ٣٠٦ / ٨.

(٢) الاختصاص : ٢٧٧ ، باختلاف يسير.

٦٧

قول النجاشي : وقد سمع الجعابي روايات عيسى عن آبائه.

وفي التهذيب في باب الأحداث الموجبة للطهارة (١) ، وفي باب الكفاءة في النكاح (٢) ، وفي باب الأذان والإقامة من أبواب الزيادات (٣) ، وفي باب الصلاة المرغّب فيها (٤) ، وفي باب دخول الحمّام (٥) هكذا : محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي عليه‌السلام.

وفي أصحاب الصادق من رجال الشيخ : عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام مدني (٦) ، وفي أصحاب علي بن الحسين عليهما‌السلام : المدني الهاشمي (٧) ، وفي الكافي في باب أن أول ما خلق الله من الأرضين موضع البيت بإسناده : عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٨) ومثله في باب الإشارة والنص على أبي جعفر عليه‌السلام (٩).

وفي عمدة الطالب في ترجمة عمر بن علي عليه‌السلام الملقب بالاطرف : أعقب من رجل واحد ، وهو ابنه محمّد ، وهو أعقب من أربعة رجال : عبد الله ، وعبيد الله ، وعمر ، وأمّهم خديجة بنت زين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام ـ الى ان قال ـ وأمّا عبد الله بن محمّد بن الأطراف ـ وفي

__________________

(١) تهذيب الأحكام ١ : ٢٥ / ٦٤.

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٩٤ / ١٥٧٨.

(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٨٢ / ١١٢١.

(٤) تهذيب الأحكام ٣ : ٣٠٩ / ٩٨٥.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٣٧٧ / ١١٦٦.

(٦) رجال الشيخ ٢٢٣ / ٧.

(٧) رجال الشيخ ٩٧ / ١٧.

(٨) الكافي ٤ : ١٨٩ / ٤.

(٩) أصول الكافي ٢ : ٢٤٣ / ٢.

٦٨

ولده البيت والعدد فاعقب من أربعة رجال : احمد ، ومحمّد ، وعيسى المبارك ، ويحيى الصالح ـ الى ان قال ـ وأمّا عيسى المبارك بن عبد الله وكان سيّدا شريفا روى الحديث ، انتهى (١).

ولعيسى أخ اسمه احمد مذكور في الرواة ، ففي أصحاب الصادق عليه‌السلام احمد ابن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام الهاشمي المدني ، أسند عنه (٢).

وله أيضا ابن اسمه محمّد منهم ، ففي الكافي في باب أن الأئمة عليهم‌السلام لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون الاّ بعهد من الله عزّ وجلّ : احمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن احمد بن محمّد ، عن أبي الحسن الكناني ، عن جعفر بن نجيح الكندي ، عن محمّد بن احمد بن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ أنزل على نبيّه كتابا قبل وفاته فقال : يا محمّد ، هذه وصيّتك الى النجبة من أهلك.

فقال : وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال : علي بن أبي طالب وولده عليهم‌السلام وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أمير المؤمنين عليه‌السلام وأمره أن يفكّ خاتما منه ويعمل بما فيه ، ففكّ أمير المؤمنين عليه‌السلام خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفع الى ابنه الحسن عليه‌السلام ففكّ خاتما وعمل بما فيه.

ثم دفعه الى الحسين عليه‌السلام ففكّ خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة ، فلا شهادة لهم الاّ معك ، واشر نفسك لله عزّ وجلّ ، ففعل.

__________________

(١) عمدة الطالب : ٣٦٢ ـ ٣٦٧.

(٢) رجال الشيخ ١٤٢ / ١.

٦٩

ثم دفعه الى علي بن الحسين عليهما‌السلام فوجد فيه أن أطرق واصمت والزم منزلك وأعبد ربّك حتى يأتيك اليقين ، ففعل.

ثم دفعه الى محمّد بن علي عليهما‌السلام ففكّ خاتما فوجد فيه : حدّث الناس وافتهم ولا تخافنّ الاّ الله عزّ وجلّ فإنه لا سبيل لأحد عليك.

ثم دفعه الى ابنه جعفر عليه‌السلام ففكّ خاتما فوجد فيه : حدّث الناس وافتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آبائك الصالحين ، ولا تخافنّ الاّ الله عزّ وجلّ وأنت في حرز وأمان.

ثم دفعه الى ابنه موسى عليه‌السلام وكذلك يدفعه موسى عليه‌السلام الى الذي بعده ، ثم كذلك الى قيام المهدي عليه‌السلام (١).

ومن جميع ما ذكرنا ظهر أنّ عيسى بن عبد الله الهاشمي هو من ولد عمر الاطرف ابن أمير المؤمنين عليه‌السلام وأنه أباه وجده وأخاه وابن أخيه من عمد الرواة الذين اخرج رواياتهم نقّاد الأحاديث مثل ثقة الإسلام وغيره ، وأنّهم من أهل الفضل والورع كما لا يخفى على من تأمّل في رواياتهم وأسئلتهم.

وأبو طاهر عيسى المبارك عماد هذا البيت الرفيع ، ويستظهر حسن حاله وعلوّ مقامه من أمور :

أ ـ ذكره النجاشي (٢) مع كتابه في كتاب وضع لذكر مؤلّفي أصحابنا ومؤلّفاتهم كما مرّ في ترجمته.

ب ـ ذكره في الفهرست (٣) كذلك.

ج ـ الأخبار المذكورة فإنه يظهر منها علوّ مقامه وقربه منهم وكشفهم له أسرارهم.

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٢٨٠ / ٢.

(٢) رجال النجاشي ٢٩٥ / ٧٩٩.

(٣) فهرست الشيخ ١١٧ / ٥١٣.

٧٠

د ـ ما مرّ عن العمدة (١).

هـ ـ رواية الأجلاّء عنه والثقات مثل : عبد الرحمن بن أبي نجران (٢) ، ومحمّد بن عبد الله بن زرارة (٣) ، والسكوني (٤) ، والنوفلي (٥) ، وأصرم بن خوشب (٦) وان كان عاميّا.

وعدّ الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة (٧) ، والعجب أنّ أبا علي لم يجعل له في كتابه المنتهى ترجمة ، وعدّه من المجاهيل مع ذكره جماعة لم يذكر في حقّهم الاّ قولهم : أسند عنه.

هذا وأمّا النسب الذي ساقه الصدوق لعيسى (٨) فغير معهود في كتب الأنساب ، فإنّهم لم يذكروا لعليّ بن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين عليهما‌السلام المعروف بعليّ الأصغر ابنا اسمه عبد الله ، بل صرّحوا بأنه أعقب من ثلاثة رجال : القاسم ، وعمر الشجري ، وأبو محمّد الحسن ، ولم أقف في ولدهم من اسمه عيسى ، ولم ير أيضا في أسانيد الأحاديث ، ولا أشار إليه أيضا أحد من ائمة الرجال ، فلا ريب انه من سهو القلم أو من زيادة النساخ.

وفي شرح المشيخة بعد ذكر ما في النجاشي والفهرست : والظاهر انّهما واحد وان ذكره الشيخ مرّتين ، وأنّ ذلك في كتابه لكثير ، وفي النسب مخالفة مع

__________________

(١) عمدة الطالب ٣٦٧.

(٢) أصول الكافي ١ : ٢٢٦ / ٥.

(٣) تهذيب الأحكام ١ : ٢٥ / ٦٤.

(٤) ذكر روايته في جامع الرواة ١ : ٦٥٣ نقلا عن الإستبصار إلاّ ان فيه ٣ : ١٩١ / ١ باب تزويج المرأة في نفاسها رواية النوفلي عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي فتأمّل.

(٥) فهرست الشيخ ١١٦ / ٥٠٧.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٤٣ / ١٥٤٤.

(٧) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة.

(٨) الفقيه ٤ : ٩٣ ، من المشيخة.

٧١

ما ذكره المصنّف فيمكن ان يكونا اثنين أو وقع السهو من أحدهما ، انتهى (١).

واحتمال التعدّد فاسد جدّا ، والسهو من الصدوق قطعا.

[٢٤٩] رمط ـ وإلى عيسى بن يونس : احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن حمّاد بن عثمان ، عنه.

السند صحيح بما مرّ في (يا) (٢) و(يد) (٣) و(كو) (٤) وحمّاد من أصحاب الإجماع ، فالخبر صحيح موضوعا أو حكما.

وعيسى صاحب كتاب في أصحاب الكاظم عليه‌السلام (٥) مذكور في أصحاب الصادق عليه‌السلام (٦) وقد مرّ غير مرّة انّ ذكره فيه من أمارات الوثاقة فلاحظ.

[٢٥٠] رن ـ وإلى العيص بن القاسم : محمد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن العيص بن قاسم (٧).

رجال السند من أجلاّء الطائفة ، والعيص من عيونهم ، فالخبر صحيح بالاتفاق.

[٢٥١] رنا ـ وإلى غياث بن إبراهيم : أبوه رضي‌الله‌عنه ، عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢١٦.

(٢) تقدم برقم : ١١.

(٣) تقدم برقم : ١٤.

(٤) تقدم برقم : ٢٦.

(٥) رجال الشيخ ٣٥٥ / ٢٧.

(٦) رجال الشيخ ٢٥٨ / ٥٧٩.

(٧) الفقيه ٤ : ٤٢ ، من المشيخة.

٧٢

وعن محمّد بن يحيى الخزاز جميعا ، عنه (١).

السند كسابقه في أعلى درجة الصحة ، وامّا غياث فالكلام فيه في موضعين :

الأول : في وثاقته ، ويدلّ عليها أمور :

أ ـ تصريح النجاشي ، قال : غياث بن إبراهيم التميمي الأسدي ، بصري سكن الكوفة ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام له كتاب مبوّب في الحلال والحرام يرويه جماعة (٢) ، وتبعه [في] الخلاصة (٣) في التوثيق.

ب ـ رواية ابن أبي عمير عنه ، كما في التهذيب في باب ان مع الأبوين لا يرث الجدّ والجدّة (٤) ، وفي باب ميراث من علا من الآباء (٥) ، وفي معاني الاخبار كما يأتي (٦).

ج ـ رواية جماعة من الأجلاّء وفيهم : بنو فضّال وأصحاب الإجماع وأضرابهم مثل : الحسن بن علي بن فضّال (٧) ، وعبد الله بن المغيرة (٨) ، ومحمّد بن يحيى الخزاز (٩) ، والحسن بن موسى الخشاب (١٠) ، وعبد الله بن

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٩٠ ، من المشيخة.

(٢) رجال النجاشي ٣٠٥ / ٨٣٣.

(٣) رجال العلامة ٢٤٥ / ١.

(٤) لم نجد في التهذيب بابا بهذا العنوان ، ووجدناه في الاستبصار ٤ : ١٦٣ / ٦٢٠.

(٥) تهذيب الأحكام ٩ : ٣١٣ / ١١٢٦.

(٦) معاني الاخبار ٩٠ / ٤ ، وسيأتي في صحيفة : ٩٠٦.

(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٩٣ / ٤٠٦ الموجود في الفقيه في باب الظهار [٣ : ٣٤٥ / ٢٦٥٥] وفي التهذيب في باب الزيادات في القضايا والأحكام [٦ : ٢٩٣ / ٨١٤] وفي الاستبصار في باب فيمن يجبر الرجل على نفقته [٣ : ٤٤ / ١٤٧] : ابن فضال عن غياث ، وحمله على علي غير بعيد. « منه قدس‌سره ».

(٨) تهذيب الأحكام ١ : ٤٢٣ / ١٣٣٩.

(٩) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٩٨ / ١٢٠٢.

(١٠) تهذيب الأحكام ٤ : ١٩٥ / ٥٥٩.

٧٣

سنان (١) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (٢) ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع (٣) ، ومحمّد بن يحيى الخثعمي (٤) ، وابن بقاح (٥) ، والحكم بن أيمن (٦) ، ومحمّد بن خالد (٧) ، ومحمّد بن عيسى الأشعري (٨) ـ والد احمد ـ والنوفلي (٩).

د ـ قول الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام : غياث بن إبراهيم أبو محمّد التميمي الأسدي ، أسند عنه ، وروى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام (١٠).

بناء على قراءة الكلمة بالمعلوم ورجوع الضمير الى ابن عقدة فيكون الرجل ممّن ذكره ابن عقدة في رجاله الموضوع لذكر ثقات أصحاب الصادق عليه‌السلام وهم أربعة آلاف ، وله شواهد مذكورة في محلّه.

الثاني : في مذهبه ، فاعلم انّ النجاشي (١١) ذكره من غير تعرّض لمذهبه ، وهو من الرواة المعروفين ، ويبعد عدم اطلاعه على انحرافه ، والذي عليه المحققون وعرف من ديدنه أنّ عدم التعرض دليل على إماميّته عنده ، وكذا في الفهرست (١٢) ذكره وذكر كتابه والطريق اليه ولم يشر الى طعن فيه ، وكذا في من

__________________

(١) أصول الكافي ٢ : ١٥٠ / ٦.

(٢) تهذيب الأحكام ٨ : ٣١٩ / ١١٨٦.

(٣) الفقيه ٤ : ٩٠ ، من المشيخة.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٥٦ / ٦٧١.

(٥) الاستبصار ٣ : ٢٥٧ / ٩٢١.

(٦) تهذيب الأحكام ٧ : ١٤٠ / ٦١٩.

(٧) الكافي ٦ : ٧ / ٧.

(٨) لم نظفر بروايته عنه.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٥ / ١٩٤.

(١٠) رجال الشيخ ٢٧٠ / ١٦.

(١١) رجال النجاشي ٣٠٥ / ٨٣٣.

(١٢) فهرست الشيخ ١٢٣ / ٥٤٩.

٧٤

لم يرو عنهم عليهم‌السلام من رجاله (١).

وفي معالم ابن شهرآشوب : غياث بن إبراهيم له كتاب يسمّى الجامعة ، ومقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢) وصريح النجاشي وأصحاب الصادق عليه‌السلام (٣) ومن لم يرو عنهم عليهم‌السلام من رجال الشيخ (٤) انه تميمي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام ولكن في أصحاب الباقر عليه‌السلام من رجال الشيخ : غياث بن إبراهيم بتري (٥).

وظنّ العلامة وحدتهما فقال في الخلاصة في ترجمة التميمي : ثقة ، روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام وكان بتريّا (٦) ، ونقله عنه المحقق الشيخ محمّد في شرح الاستبصار ثم قال : الظاهر أنّ الأصل في ذلك ما نقله الكشي عن حمدويه عن بعض أشياخه انه كان كذلك ، والجارح غير معلوم ، الاّ ان الشيخ صرّح بكونه بتريا ، ويحتمل ان يكون قول الشيخ مستنده ما قال الكشي الاّ ان الجزم به غير معلوم.

ثم قال : لم نقف على ما نقله شيخنا ـ يعني صاحب المدارك ـ عن الكشي ، وشيخنا أيّده الله ـ يعني الآميرزا محمّد صاحب الرجال ـ لم ينقل ذلك عن الكشي في رجاله ، وفي فوائده على الاستبصار ما يقتضي عدم وقوفه على ذلك ، حيث قال : ورواية الكشي على ما نقله شيخنا ـ رحمه‌الله ـ انتهى (٧).

__________________

(١) رجال الشيخ ٤٨٨ / ٢.

(٢) معالم العلماء ٨٩ / ٦٢٤.

(٣) رجال الشيخ ٢٧٠ / ١٦.

(٤) رجال الشيخ ٤٨٨ / ٢.

(٥) رجال الشيخ ١٣٢ / ١.

(٦) رجال العلامة ٢٤٥ / ١.

(٧) شرح الاستبصار للشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني : مخطوط وهو قيد التحقيق في مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ فرع مشهد.

٧٥

وأيّد بعضهم ما ذكروه بما نقله الزمخشري في ربيع الأبرار (١) ، وابن الأثير في جامع الأصول (٢) ، والشهيد في شرح الدراية (٣) ، من أنّه وضع حديث الطائر للمهدي ، وفي ما ذكروه نظر من وجوه :

الأول : ان البتري من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، والتميمي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام ولم يذكره أحد في أصحاب الباقر عليه‌السلام ولم يرو رواية له عنه عليه‌السلام فهو غيره ، وفي رجال البرقي : غياث بن إبراهيم النخعي عربي كوفي (٤) ، والتميمي بصري.

الثاني : أن الصدوق روى في معاني الاخبار : عن احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهم‌السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة؟ قال : أنا والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حوضه (٥).

ورواه أبو محمّد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة فقال : حدثنا محمّد ابن أبي عمير رضي‌الله‌عنه عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله (عليه

__________________

(١) ربيع الأبرار ٣ : ٢٠٥.

(٢) جامع الأصول ١ : ١٣٧.

(٣) الدراية للشهيد الثاني : ٥٦.

(٤) رجال البرقي : ٤٢.

(٥) معاني الأخبار ٩٠ / ٤.

٧٦

السلام) (١) ، وساق مثله.

وأنت خبير بان البتريّة من عمد فرق الزيدية الذين لا يعتقدون امامة الثمانية من التسعة ، ولا ادري معتقدهم في التاسع ، والخبر صحيح ولا يحتمل نقله من الزيديّة.

الثالث : أنّ ما نقله صاحب المدارك (٢) عن الكشي اشتباه قطعا ، إذ ليس ما نقله موجودا في النسخ ، وصرّح جماعة بعدم عثورهم عليه فيه ، واحتمال وجوده في أصل الكشي وعثوره على نسخته معلوم الفساد ، أنه لم ينقل عنه احد قبله الى قريب من طبقة ابن شهرآشوب ولا بعده الى عصرنا ، ولعلّ العبارة في ترجمة غير غياث.

وفي رجال أبي علي : وعن حاشية الشهيد على الخلاصة : نقل الكشي كونه بتريا بطريق مرسل ، ولا يبعد ان يكون المصنّف أخذ ذلك عنه كما لا يخفى على المتأمّل (٣) ، انتهى.

قلت : قد رأيت تصريح الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام بكونه كذلك ، على ان الرواية المرسلة على ما مرّ نقله عن الشيخ محمّد ونقله الفاضل الشيخ عبد النبيّ أيضا حمدويه عن بعض أشياخه والاعتماد على مثل ذلك غير عزيز ، فقول الشيخ محمّد : والجارح غير معلوم ليس بمكانه ، إذ لا شكّ في كون بعض أشياخه من العلماء الإماميّة والفقهاء الاثني عشرية ، ولذا جزم المحقق في المعتبر على ما نقل عنه في بحث الجماعة بكونه بتريّا (٤) (٥) ، انتهى.

__________________

(١) الغيبة للفضل بن شاذان : لم نعثر عليه فيه.

(٢) مدارك الاحكام : ٣٦١.

(٣) شرح أبي علي على الخلاصة : غير موجود لدينا.

(٤) المعتبر ٢ : ٤٢٢.

(٥) منتهى المقال : ٢٤٣.

٧٧

وفيه أوّلا : أنّا لم نجد ذلك في حواشي الشهيد على الخلاصة ، ولا نقله مع اعتناء ائمة هذا الفن بنقل تحقيقاته ، فلم يتحقق أصله حتى يصير أصلا لكلام غيره.

وثانيا : أن الشيخ ما ذكر ذلك في أصحاب الصادق عليه‌السلام ابدا ، وقد ذكر ذلك في أصحاب الباقر عليه‌السلام (١) ، ولا قرينة للاتحاد الاّ الاشتراك في الاسم والأب ، ويفسده ما أوضحناه ، فراجع.

وثالثا : أن في قوله : والاعتماد. الى آخره ، من وجوه الفساد ما لا يخفى ، وأي عالم كفّر من ظاهره الايمان بكلام غير معلوم النسبة الى غير معلوم الحال ، فانّ ظاهر النجاشي (٢) ، وخبر العيون (٣) ايمانه ، والبتريّة : كفرة يجري عليهم بعض أحكام الإسلام.

ورابعا : قوله : إذ لا شك. إلى آخره ، فإن الكشي كثيرا ما يعوّل في الجرح والتعديل على غير الإماميّة ، فلاحظ.

الرابع : أن نسبة حكاية وضع حديث الطير اليه معلوم الفساد.

امّا أوّلا : ففي التعليقة بعد ذكر الحكاية ، أقول : وسيجيء في وهب بن وهب انه نقل خبرا للمنصور في جواز الرهن على الطير فلذا سمّوه كذابا (٤) ، والعجب انّ أبا علي نقل في رجاله تمام عبارة التعليقة وأسقط هذا الكلام من آخره ، ولعلّه لمنافاته لما رجّحه ، ويظهر منه أنه وقع الاشتباه في الراوي والسامع ، وتعدّد الوضع بعيد غايته.

__________________

(١) رجال الشيخ ١٣٢ / ١.

(٢) رجال النجاشي ٣٠٥ / ٨٣٣.

(٣) خبر العيون : اشتباه ، والصواب : خبر المعاني ، اي معاني الاخبار كما تقدم ، فلاحظ.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٦.

٧٨

وامّا ثانيا : فالظاهر أن الشهيد أخذ القصّة من كتبهم (١) ، والموجود في جامع الأصول هكذا : ومن الواضعين جماعة وضعوا الحديث تقرّبا الى الملوك ، مثل : غياث بن إبراهيم ، دخل على المهدي بن المنصور وكان تعجبه الحمامة الطّيارة الواردة من الأماكن البعيدة ، فروى حديثا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : لا سبق إلاّ في خفّ أو حافر أو نصل أو جناح ، قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم ، فلمّا خرج قال المهدي : اشهد أنّ قفاه قفا كذّاب على رسول الله ، ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : جناح ، ولكن هذا تقرّب إلينا ، وأمر بذبحها ، وقال : انا حملته على ذلك (٢).

وكون غياث المذكور هو التميمي الأسدي مبني على الاتحاد ، وفيه ما تقدم ، فلعلّه النخعي ، ومعه لا تأييد فيه ، مضافا الى معارضته لما ذكر الدميري في حياة الحيوان ، قال : وذكر أنّ الرشيد كان يعجبه الحمام واللعب به فاهدى له حمام وعنده أبو البختري وهب القاضي ، فروى له بسنده عن أبي هريرة أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا سبق إلاّ في خف أو حافر أو جناح ، فزاد : أو جناح ، وهي لفظة وضعها للرشيد فأعطاه جائزة سنيّة ، فلمّا خرج قال الرشيد : تا الله لقد علمت انه كذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمر بالحمام فذبح ، فقيل له : وما ذنب الحمام؟ قال : من اجله كذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فترك العلماء حديث أبي البختري لذلك وغيره من موضوعاته ، فلم يكتبوا حديثه الى ان نقل عن بعضهم أن الواضع غياث بن إبراهيم وضعه للمهدي لا للرشيد (٣).

لكن في شرح التقي المجلسي في كتاب القضاء ـ بعد نقل الخبر الصادقي ـ :

__________________

(١) شرح الدراية للشهيد : ٥٦.

(٢) جامع الأصول ١ : ١٣٧.

(٣) حياة الحيوان ١ : ٢٦٠.

٧٩

أن الملائكة تحضر الرهان في الخف والحافر والريش ، والظاهر أن تغيير الأسلوب للتقيّة ، كما ذكر في حياة الحيوان : أن وهب بن وهب القاضي ادخل الريش في الخبر عند المنصور وأعطاه مالا جليلا ، ثم قال بعد ذهاب وهب : اشهد أنّ لحيته لحية كذّاب ، وما افترى هذا الخبر الاّ لرضاي ، ونقل عن حفص ابن غياث أيضا للمهدي ، بمثل وهب (١) ، انتهى.

ولم أجد ما نقله في الكتاب المذكور فلاحظ.

وامّا ثالثا : فلأنّ البتريّة لا تنافي الوثاقة كأخواتها من المذاهب الباطلة ، وأمّا الوضع والكذب خصوصا في أمور الدين لجلب الحطام فلا يجتمع معها ، وقد عرفت نصّ النجاشي والخلاصة عليها ، ورواية ابن أبي عمير ، وابن فضال ، وابن مغيرة ، وغيرهم من الأجلة عنه ، فلو كان هو الواضع خبرا لا يكاد يخفى على أهل عصره لكان روايتهم عنه وهنا فيهم وإزراء بهم ، فالأمر دائر بين تكذيب أصل القصة لعدم ورودها من طريق الأصحاب ، وكثرة وجودها في الكتب غير نافعة بعد انتهائها الى من لا اعتماد على منقولاته ، أو كون الواضع وهب للمنصور أو للرشيد ، أو كونه غياث النخعي.

فتلخص أنّه لا معارض لما في النجاشي وغيره ممّا تقدم لعدم صحّة ما نسب إلى الكشي ، وعدم معلوميّة اتحاد ما في أصحاب الباقر عليه‌السلام لما في أصحاب الصادق عليه‌السلام بل الشواهد قائمة على عدمه ، فالحقّ عدّ خبره من الصحاح وفاقا لصاحب المدارك ، والشيخ البهائي كما نقله المحقق البحراني في حاشية البلغة (٢).

__________________

(١) روضة المتقين ١٠ : ١٦٥ وفيه :

وقال الصادق عليه‌السلام : ان الملائكة لتنفر عن الرهان وتلعن صاحبه ، ما خلا الحافر والخف والريش والنصل.

(٢) حاشية البلغة للبحراني : غير موجود لدينا.

٨٠