خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

الطواف (١) ، ولا يروي إلاّ عن ثقة ، ويروي عنه عبد الله بن مسكان (٢) ، وعاصم ابن حميد (٣) ، وأبو المعزى (٤) فرمي السند بالضعف كما في المنتقى (٥) ضعيف جدا ، مع انّه غير مضرّ لعدم منعه عن حصول الظنّ بوثاقته أو صدقه أو بالخبر الصادر عنه ، وهو كاف ، نعم على مذاق صاحبه من كون التزكية من باب الشهادة فلا ينفع في المقام.

وأمّا الدلالة فهي ظاهرة ، فإن مرجع قوله عليه‌السلام : إذا. إلى انه إذا كان الآتي بالوقت عمر بن حنظلة فلا يكذب علينا بالمجهول ، اي : لا مجال لنقل الكذب علينا فيه مع كونه الناقل عنّا ، وهذا يدلّ على علوّ مقامه وجلالة قدره ووثاقته ومقبولية اخباره عند الأصحاب بحيث يتبيّن من روايته كذب ما روي على خلافه.

ولعلّه لهذا فهم الشهيد الثاني من الخبر وثاقته (٦) ، وكذا المحقق ولده الاّ انّه ناقش في السند (٧) ، وكذا المدقق ولده الشيخ محمّد في شرح الاستبصار.

وأمّا على القراءة بالمعلوم فربّما نوقش فيها بأنّه قال عليه‌السلام : لا يكذب علينا. لا مطلقا ، وبأن عدم الكذب أخصّ من الكفّ عن المعاصي بل وجود الملكة المانعة ، ولأنه كان متهما عند السائل فسأل الإمام عمّا رواه ، ولو كان الوثوق به حاصلا لما كان الى السؤال حاجة ، لأنّ قوله [عليه‌السلام] : لا

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٢٥٥ / ١٢٣٥.

(٢) الكافي ٤ : ٢٣٦ / ٢٠.

(٣) تهذيب الأحكام ٣ : ٣٣٣ / ١٠٤٣.

(٤) الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٣.

(٥) منتقى الجمان ١ : ١٩.

(٦) الدراية : ٤٤.

(٧) منتقى الجمان : ١ / ٩١.

٤١

يكذب علينا ، بمعنى : لا ينبغي وقوع ذلك منه ، مثل قولك : فلان لا يخوننا ولا يؤذينا ، يقال في مقام دفع شرّه ونحو ذلك.

قال السيد المحقق صدر الدين العاملي ـ بعد نقل هذه الوجوه ـ : وفي نظري انّ هذه كلّها كلمات ضعيفة ، انتهى ، وفي التعليقة : مع ان دلالة الحديث على الذم أظهر (١).

وقال أبو علي ـ بعد نقله ـ : والأمر كذلك بناء على بناء الفعل للفاعل (٢) ، ولعلّ وجهه بعض الوجوه المتقدمة ، أو ما أشار إليه في التكملة : بان التنوين في « إذا » للتعويض كما اتفق عليه النحاة ، مثل : حينئذ ، أي : لا يكذب في ذلك الذي رواه لكم ، فلا يدلّ على انتفاء أصل المكذب عنه ، وانه لا يكذب أصلا.

ولعل لهذا قال الصالح (٣) ما يدلّ على مدحه ، فان المدح في الجملة ولو كان بالنسبة إلى خصوص تلك الواقعة حاصل قطعا ، وفيه نظر ، فان نفي الفعل المتعدي يفيد العموم كما حقّق الأصوليون ولا يخصّصه المورد فالرواية من جهة المتن دالّة ، انتهى (٤).

ويؤيّده أن الكلام لا يحتمل الاختصاص فانّ قول الراوي : أتانا عنك بوقت. في الإجمال بمنزلة قوله : أتانا عنك بخبر ، ولم ينقل عنه شيئا يحتمل الصدق والكذب فلا محلّ للاختصاص ، نعم لو كان هذا الكلام بعد ذكره تفصيل وقت المغرب والعشاء لكان لاحتمال الاختصاص مجال.

__________________

(١) تعليقة البهبهاني ضمن (منهج المقال) : ٢٤٩.

(٢) رجال أبي علي : ٢٣٧.

(٣) علّم في حاشية الأصل بأنه : المولى محمد صالح المازندراني.

(٤) التكملة للكاظمي ٢ : ٢٣١.

٤٢

د ـ توثيق الشهيد إيّاه (١). ويشكل بأنه وثقه من الخبر المذكور كما صرّح به ولده صاحب المعالم (٢).

وقال المحقق البحراني في حاشية البلغة : قال السند المسند السيد محمّد قدس‌سره : أنّه ـ يعني الشهيد ـ قال في فوائده على الخلاصة : عمر بن حنظلة غير مذكور بجرح ولا تعديل ولكن الأقوى عندي انّه ثقة لقول الصادق عليه‌السلام في حديث الوقت : إذا لا يكذب علينا ، انتهى (٣).

فإذا ضعف المستند سندا أو دلالة فلا يحتج بكلامه ، وهذا كلام متين ، الاّ انّ في التعليقة نقلا عن سبطه المحقق الشيخ محمّد قال : وجدت له في الروضة حاشية على عمر بن حنظلة حاصلها أن التوثيق من الخبر ، ثم ضرب (٤) على ذلك وجعل عوضها : من محلّ آخر ، انتهى (٥) وحينئذ فلا مانع من الأخذ بقوله.

هـ ـ ما أشار إليه في التكملة بقوله : وبكثرة رواياته لاخبار الأئمة عليهم‌السلام فإنّ هذا دالّ على علوّ المرتبة والمنزلة عندهم عليهم‌السلام لقول الصادق عليه‌السلام في المستفيض : اعرفوا منازل الرجال منّا بقدر رواياتهم عنّا (٦).

وما فيها أيضا قال : وبقبول الأصحاب رواياته على كثرتها ، فإنّه لم يرد

__________________

(١) الدراية : ٤٤.

(٢) منتقى الجمان ١ : ١٩.

(٣) حاشية البلغة : لم تقع بأيدينا.

(٤) للضرب أنواع ، أجودها أن يمد الضارب خطأ واضحا فوق الكلام الذي يريد إبطاله بحيث لا يخفي حروفه بل يكون ما تحته واضحا ممكن القراءة. انظر : مقباس الهداية ٣ : ٢١٥.

(٥) تعليقة البهبهاني ضمن (منهج المقال) : ٢٤٩.

(٦) انظر أصول الكافي ١ : ٤٠ / ١٣.

٤٣

شيء من رواياته وبعدم القدح فيه مع انّه نصب أعينهم ، انتهى (١).

وكفاه شاهدا الخبر الشريف المنعوت بمقبولة عمر بن حنظلة الذي رواه المشايخ الثلاثة (٢) وصار أصلا عند الأصحاب في كثير من أحكام الاجتهاد ، وكون المجتهد العارف بالأحكام منصوبا من قبلهم عليهم‌السلام وجملة من مسائل القضاء وكثير من المطالب المتعلّقة بباب التعادل من الأصول ، ومنه يعلم أيضا علوّ مقامه في العلم وحسن نظره وتعمّقه في المسائل الدينيّة.

ز ـ جملة من الروايات : ففي بصائر الصفار عنه قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أظنّ انّ لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قلت : فإنّ لي إليك حاجة ، قال : وما هي؟ قلت : تعلّمني الاسم الأعظم ، قال : أتطيقه؟ قلت : نعم ، قال : فادخل البيت.

قال : فدخلت (٣) فوضع أبو جعفر عليه‌السلام يده على الأرض فأظلم البيت فارتعدت فرائض عمر ، فقال : ما تقول ، أعلّمك؟ قال : فقلت : لا ، فرفع يده فرجع البيت كما كان (٤).

قال في التكملة : هذا خبر محفوف بقرائن الصدق فيكون حجّة ، فان الخبر المحفوف بالقرائن وان ضعف يكون حجّة بالاتفاق ، بل أقوى من الصحيح الخالي عن القرائن ، انتهى (٥).

وقد تلقاه أرباب المؤلفات بالقبول ، وذكروه في أبواب المعاجز والفضائل

__________________

(١) التكملة للكاظمي ٢ : ٢٣١.

(٢) يريد به الخبر المشهور الذي رواه عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام بشأن عدم جواز الترافع الى حكام الجور. انظر أصول الكافي ١ : ٥٤ / ١٠.

(٣) في المصدر : فدخل البيت ، وما في الأصل لا يغير المعنى.

(٤) بصائر الدرجات ٢٣٠ / ١ ، باختلاف يسير.

(٥) التكملة للكاظمي ٢ : ٢٣٢.

٤٤

من غير نكير.

وفي الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يا عمر ، لا تحملوا على شيعتنا وارفقوا بهم فانّ الناس لا يحتملون ما تحملون (١).

وفيه أيضا دلالة على جلالته ، ووجود الخبر في الكافي كاف في صحّته واعتباره كما مرّ (٢).

وفي العوالم ، نقلا عن اعلام الدين للديلمي : من كتاب الحسين بن سعيد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لعمر بن حنظلة : يا أبا صخر ، أنتم والله على ديني ودين آبائي ، وقال : والله لنشفعن (٣) ثلاث مرات حتى يقول عدوّنا : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ. وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (٤) (٥).

وفي الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبان ، عن إسماعيل الجعفي ، عن عمر بن حنظلة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : القنوت يوم الجمعة؟ فقال : أنت رسولي إليهم في هذا ، الخبر (٦).

ووجود يونس في السند يمنع من ضرر كونه شهادة لنفسه ، مضافا الى وجوده في الكافي ، فانقدح بحمد الله تعالى انّ عمر ثقة جليل ، والخبر صحيح.

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣٣٤ / ٥٢٢.

(٢) هذا الكلام ـ منه رحمه‌الله ـ مبني على أساس الاعتقاد بقطعية صدور احاديث الكافي عنهم عليهم‌السلام ، فلاحظ.

(٣) في الأصل والمصدر : لتشفعن ، بالتاء ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق.

(٤) الشعراء ٢٦ : ١٠١ ـ ١٠٢.

(٥) اعلام الدين : ٤٤٩ ، ولم يقع بأيدينا كتاب العوالم.

(٦) الكافي ٣ : ٤٢٧ / ٣.

٤٥

[٢٤٣] رمج ـ وإلى عمر (١) بن القيس الماصر : أبوه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان وغيره ، عنه (٢).

السند صحيح عندنا كما مرّ ولكن عمر بتريّ لعين ، ليس فيه ما يورث الوثوق بخبره غير عدّ الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة (٣).

[٢٤٤] رمد ـ وإلى عمر بن يزيد : أبوه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عنه.

وأبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن أبيه عمر بن يزيد.

وأبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن عباس ، عنه (٤).

رجال السند الأول من عيون الطائفة.

وامّا الثاني فابن عبد الحميد هو ابن سالم العطار ، ثقة في النجاشي على الأصح (٥) ، ويروي عنه : الصفار (٦) ، والحميري (٧) ، وسعد بن عبد الله (٨) ،

__________________

(١) ذكره الشيخ في رجاله ١٣١ / ٦٨ باسم (عمرو) بالواو ، وجمع العلامة في رجاله ٢٤٠ / ١ وكذا ابن داود ٢٦٤ / ٣٧٣ بين الاسمين ـ بالواو ، وعدمه ـ وفي المصدر كالأصل ، فلاحظ.

(٢) الفقيه ٤ : ١١٣ ، من المشيخة.

(٣) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة.

(٤) الفقيه ٤ : ٨ ـ ٩ ، من المشيخة.

(٥) رجال النجاشي ٣٣٩ / ٩٠٦.

(٦) فهرست الشيخ ١٤٠ / ٥٩٦.

(٧) رجال النجاشي ٣٣٩ / ٩٠٦.

(٨) كامل الزيارات ٥٩ / ٢.

٤٦

ومحمّد بن احمد بن يحيى (١) ، ولم يستثن من نوادره ، ومحمّد بن علي بن محبوب (٢) ، وموسى بن الحسن بن عامر الأشعري (٣) ، وعلي بن الحسن بن فضّال (٤) ، وسهل بن زياد (٥) ، ومحمّد بن جعفر الكوفي (٦) ، وعلي بن محمّد (٧) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (٨) ، وعبد الله بن محمّد بن عيسى الأشعري (٩) ، ومحمّد بن خالد البرقي (١٠) ، وابنه احمد (١١) ، وعلي بن مهزيار (١٢) ، وابن أبي عمير ـ كما في التهذيب في باب مستحق الفطرة (١٣) ـ وعمران ابن موسى (١٤) ، ومحمّد بن عيسى (١٥).

فظهر انّ محمّد بن عبد الحميد من الأجلاء الإثبات وأعاظم الثقات.

ومحمّد بن عمر بن يزيد بياع السابري روى عن أبي الحسن عليه‌السلام له كتاب ، روى عنه محمّد بن عبد الحميد ، كذا في النجاشي (١٦) ، وقريب منه ما

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٤٣ / ٩٦١.

(٢) تهذيب الأحكام ٣ : ٢٦٨ / ٧٦٥.

(٣) تهذيب الأحكام ٣ : ٥٢ / ١٨١.

(٤) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٧١ / ٨١٧.

(٥) الكافي ٨ : ٢٢١ / ٢٧٨ ـ ٢٨١ ، من الروضة.

(٦) الكافي ٧ : ٢٢٩ / ٦ والاستبصار ٤ : ٢٤٥ / ٩٢٩ وتهذيب الأحكام ١٠ : ٤٦٠ / ١١٦.

(٧) الكافي ٥ : ٣٣٦ / ٢.

(٨) الكافي ٧ : ٢٦٠ / ٢.

(٩) تهذيب الأحكام ٨ : ٢٤٨ / ٨٩٩.

(١٠) أصول الكافي ١ : ٣٢٢ / ٥.

(١١) فهرست الشيخ ١٥٣ / ٦٧٥.

(١٢) تهذيب الأحكام ٣ : ٢٥ / ٨٨.

(١٣) تهذيب الأحكام ٤ : ٨٧ / ٢٥٣.

(١٤) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٣١ / ٧٨٢.

(١٥) تهذيب الأحكام ٥ : ٩٤ / ٣١١.

(١٦) رجال النجاشي ٣٦٤ / ٩٨١.

٤٧

في الفهرست (١) ، وهذا المقدار يكفي في حسن حاله.

مضافا الى رواية الجليل موسى بن القاسم عنه (٢) ، وابن أخيه الثقة أحمد ابن الحسين بن عمر (٣) ، والجليل يعقوب بن يزيد (٤) ، والجليل محمّد بن عبد الجبار (٥) فلو ظنّ احد بوثاقته لرواية هؤلاء عنه لم يكن مجازفا.

واخوه الحسين ثقة في رجال الشيخ (٦) والخلاصة (٧) ، ويروي عنه يونس ابن عبد الرحمن في الكافي في باب النرد والشطرنج (٨) بعد كتاب الأشربة ، والحسن بن محبوب فيه في باب اتخاذ الإبل (٩) من كتاب الدواجن ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن (١٠) ، وعلي بن الحكم (١١) ، والقاسم بن محمّد (١٢) ، وسعد ابن عبد الله كما في التهذيب في باب الأذان والإقامة من أبواب الزيادات (١٣) ، واستشكله في الجامع وهو في محلّه فالسند صحيح أو حسن في حكمه (١٤).

وامّا الثالث فمحمّد بن إسماعيل ، هو ابن بزيع الثقة الجليل المعروف.

__________________

(١) فهرست الشيخ ١٤٠ / ٦٠٦.

(٢) تهذيب الأحكام ٥ : ٩٥ / ٣١٢.

(٣) الكافي ٦ : ٣٧٨ / ٣.

(٤) الكافي ٢ : ٣١ / ٩٤.

(٥) التهذيب ٢ : ٣١ / ٩٤.

(٦) رجال الشيخ ٣٧٣ / ٢١.

(٧) رجال العلامة ٤٩ / ٥.

(٨) الكافي ٦ : ٤٣٦ / ١٠.

(٩) الكافي ٦ : ٥٤٣ / ٧.

(١٠) رجال النجاشي ٣٤٨ / ٩٣٩.

(١١) أصول الكافي ١ : ٢٨٧ / ١٠.

(١٢) الكافي ٦ : ٤٨٣ / ٧.

(١٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٨٥ / ١١٣٨.

(١٤) جامع الرواة ١ : ٢٥٠.

٤٨

ومحمّد بن عباس ، هو ابن عيسى أبو عبد الله كما صرّح به في الجامع (١) ثقة في النجاشي (٢) والخلاصة (٣) ، ويروي عنه الأجلاّء ، وروى عنه حميد أصولا كثيرة كما في المعالم (٤).

ومن الغريب ما في شرح التقي ـ رحمه‌الله ـ حيث جعله ممّن لم يذكر (٥) ، مع انّه مذكور في أكثر الكتب ، فالسند صحيح.

وامّا عمر ، فهو أبو الأسود عمر بن محمّد بن يزيد ، وربّما ينسب الى جدّه فيقال : عمر بن يزيد بياع السابري مولى ثقيف ثقة في أصحاب الكاظم عليه‌السلام (٦) والفهرست (٧) ، وفي النجاشي : كوفي ثقة جليل ، احد من كان يفد [في] كلّ سنة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام (٨).

قال الشارح : والمراد بالوفود ، أنّ أهل الكوفة لما لم يمكنهم ملازمة المعصومين عليهم‌السلام كانوا يرسلون الى خدمتهم عليهم‌السلام جماعة لأخذ المسائل ، ويرسلون المكاتيب المشتملة على المسائل ويجيبون عليهم‌السلام مسائلهم ، ولبعث الخمس والزكاة وأمثالهما ، ومنهم عمر بن يزيد ، وهذا مدح عظيم مشتمل على اعتماد المعصومين عليهم‌السلام واعتماد

__________________

(١) جامع الرواة ٢ : ١٣٤.

(٢) رجال النجاشي ٣٤١ / ٩١٦.

(٣) رجال العلامة ١٥٥ / ٩٠.

(٤) معالم العلماء ، لم نظفر على شيء فيه ، والصواب : الإشارة الى (لم) ـ فزيدت بـ (معا) سهوا ـ وهو باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام في رجال الشيخ ٤٩٩ / ٥١٠ ، فلاحظ.

(٥) روضة المتقين ١٤ : ٢١٣.

(٦) رجال الشيخ ٣٥٣ / ٧.

(٧) فهرست الشيخ ١١٣ / ٤٩١

(٨) رجال النجاشي ٢٨٣ / ٧٥١ ، وما بين معقوفتين منه.

٤٩

الأصحاب بثقته (١).

وفي الكشي : « ما روي في عمر بن يزيد بياع السّابري مولى ثقيف ».

حدثني جعفر بن معروف قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا بن يزيد ، أنت والله منّا أهل البيت ، قلت له : جعلت فداك ، من آل محمّد عليهم‌السلام؟! قال : أي والله من أنفسهم ، قلت : من أنفسهم؟! قال أي والله من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) (٣)؟

والاشكال بأنه الراوي فلا ينفعه ما تضمّنه الخبر ، قد مرّ جوابه غير مرّة.

نعم ، قد أشكل فيه بعض المحققين بما رواه في الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام) : انّي والله ما ادري كان أبي عقّ عني أو لا ، قال : فأمرني أبو عبد الله فعققت عن نفسي وانا شيخ (٤).

قال : وعبارة : يا بني ، في عبارة الكشي لا تلائم : وانا شيخ ، لان الشيخ لا يقال له : يا بنيّ ، ويمكن ان يقال أنّ مدّة امامة الصادق عليه‌السلام اربع وثلاثون سنة ، فلعلّ ما في الكشي صدر في ابتداء إمامته وما في الكافي في آخرها ، فنفرض انّ عمره في الرواية الأولى ثلاثون ثم مضى ثلاثون ، لكن ولد الصادق عليه‌السلام سنة ٨٣ ومنها الى مائة وأربعة عشر (٥) : احدى وثلاثون

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢١٣.

(٢) آل عمران ٣ : ٦٨.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٦٢٣ / ٦٠٥.

(٤) الكافي ٦ : ٢٥ / ٣.

(٥) وهي سنة استشهاد الامام الباقر ، وتولى ابنه الصادق ـ عليهما‌السلام ـ أمر الإمامة.

٥٠

فتدبّر ، انتهى.

قلت : في نسختي من الكشي وهي بخط المولى عناية الله صاحب كتاب مجمع الرجال : يا ابن يزيد ، وكذا في نسخة السيد مصطفى كما يظهر من نقده (١) ، وكذا في نسخة السيد الأجلّ الباهر السيد محمّد باقر ـ رحمه‌الله تعالى ـ كما يظهر من رسالته.

وروى الشيخ الطوسي في أماليه عن المفيد ، عن أبي عبد الله الحسين بن احمد بن المغيرة ، عن حيدر بن محمّد السمرقندي ، عن محمّد بن عمرو الكشي ، عن محمّد بن مسعود العياشي ، عن جعفر بن معروف ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا ابن يزيد ، أنت والله منّا أهل البيت. الى آخره (٢).

فظهر ان كلمة : يا بنيّ ، من تصحيف النساخ فسقط الاشكال من أصله ، ومع الغضّ فالإمام بمنزلة الوالد ـ وان كان صغير السن ـ لجميع أتباعه وان كانوا شيوخا ، فلو خاطبهم بالبنوة لما خرج من حدود البلاغة.

وفي تفسير عليّ مسندا ، وفي تفسير العياشي بإسنادهما : عن عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أنتم والله من آل محمّد عليهم‌السلام (٣) (٤).

وساق مثله بزيادة قالها ثلاثا بعد قوله : نعم والله من أنفسهم.

وهذا أظهر بالسياق والاستشهاد بالآية الشريفة.

__________________

(١) نقد الرجال ٢٥٦ / ٦٧.

(٢) آمالي الشيخ الطوسي ١ : ٤٤.

(٣) تفسير القمي ١ : ١٠٥.

(٤) تفسير العياشي ١ : ١٧٧ / ٦١.

٥١

وفي الكافي والتهذيب بإسنادهما (١) : إلى حمّاد بن عثمان ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يشهدني على الشهادة فاعرف خطّي وخاتمي ولا اذكر من الباقي قليلا ولا كثيرا؟ قال : فقال لي :إذا كان صاحبك ثقة ومعك رجل ثقة فاشهد له (٢).

وفيه دلالة على كونه ثقة عنده عليه‌السلام لوضوح اعتبار العدالة في كلّ من الشاهدين ، ولهذا ذهب بعض الأصحاب إلى جواز التعويل على شهادة عدل تكون شهادته مستندة الى خطّه إذا كان معه عدل ويكون المدعي أيضا عادلا ، كذا قيل.

وفي الثاني بإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أكون مع هؤلاء وأنصرف من عندهم عند المغرب فأمرّ بالمساجد فأقيمت الصلاة فإن أنا نزلت معهم لم أتمكن من الأذان والإقامة وافتتاح الصلاة؟ فقال : ائت منزلك وانزع ثيابك فإن أردت أن تتوضّأ فتوضأ وصلّ فإنك في وقت الى ربع الليل (٣).

وفيه دليل على مواظبته على السنن ، وكونه راويا لمدحه غير مضرّ بعد تلقي الأصحاب ما رواه وضبطه وجمعه وتدوينه ، وكون الراوي عنه مثل عبد الله الثبت الثقة.

ويروي عنه من أصحاب الإجماع : ابن أبي عمير (٤) ، وحماد بن عثمان (٥) ،

__________________

(١) الى : ورودها في هذا الموضع صحيحا ، وان كان الأولى ان يقول : عن ، تمشيا مع الاصطلاح المتعارف عليه بخصوص ألفاظ السند.

(٢) الكافي ٧ : ٣٨٢ / ١ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٢٥٦ / ٦٨١.

(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠ / ٩١.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٠٤ / ٨٤٨.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ١٢١ / ٣٢٠.

٥٢

وحماد بن عيسى (١) ، وصفوان بن يحيى (٢) ، وأبان بن عثمان (٣) ، والحسن بن محبوب (٤).

ومن أضرابهم من الأعاظم والثقات : معاوية بن عمّار (٥) ، ومعاوية بن وهب (٦) ، وعمر بن أذينة (٧) ، وحريز (٨) ، وهشام (٩) ، والحسن بن السريّ (١٠) ، ومحمّد بن يونس (١١) ، ومحمّد بن عبد الحميد (١٢) ، ودرست (١٣) ، وربعي (١٤) ، وابن أخيه أحمد بن الحسين (١٥) ، ومحمّد بن عذافر (١٦) ، والحسن بن عطيّة (١٧) ، وإبراهيم بن أبي البلاد (١٨) ، وجميل بن صالح (١٩) ، وابنه الحسين (٢٠) وغيرهم.

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ١٩٣ / ٤٢٠.

(٢) الفقيه ٤ : ٩ ، من المشيخة.

(٣) تهذيب الأحكام ٣ : ١٦٠ / ٣٥٩.

(٤) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٩٠ / ٨٨٢.

(٥) تهذيب الأحكام ٣ : ٧ / ٢١.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٢ / ٦٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٣ : ١١٧ / ٤٤١.

(٨) تهذيب الأحكام ٤ : ٤٣ / ١١٠.

(٩) تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٧ / ١٥٣٣.

(١٠) تهذيب الأحكام ٢ : ٧١ / ٢٦٢.

(١١) تهذيب الأحكام ٢ : ٣١ / ٩٢.

(١٢) رجال النجاشي ٢٨٣ / ٧٥١.

(١٣) الكافي ٣ : ٥١٩ / ٣.

(١٤) تهذيب الأحكام ٣ : ٢٤٥ / ٤٤٣.

(١٥) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٤١ / ١٠٥١.

(١٦) رجال النجاشي ٢٨٣ / ٧٥١.

(١٧) تهذيب الأحكام ٧ : ٦٠ / ٢٥٩.

(١٨) تهذيب الأحكام ٨ : ٢٣٨ / ٨٦٢.

(١٩) تهذيب الأحكام ١ : ١٢٣ / ٣٣٠.

(٢٠) فهرست الشيخ ١١٣ / ٤٩١.

٥٣

ثم لا يخفى ان عمر بن يزيد وان كان مشتركا بين السابري المذكور وبين عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل لا غير ـ كما فصّل في محلّه ـ الاّ انّ المراد به هنا هو السابري كما صرّح به جماعة لرواية صفوان (١) ، وابنه الحسين (٢) ، ومحمّد بن عباس (٣) ، عنه.

مع ان ابن ذبيان أيضا ثقة عندنا لرواية محمّد بن زياد ، وهو ابن أبي عمير عنه ، كما في النجاشي (٤) ، ولا يروي إلاّ عن ثقة ، والحسن بن محبوب (٥) ، بل ذكر في جامع الرواة (٦) رواية عبد الله بن بكير عنه (٧) ، وعبد الله بن المغيرة (٨) ، وعبد الله بن مسكان (٩) ، وأبان بن عثمان (١٠) من أصحاب الإجماع.

ومن شاكلهم من الأجلّة : هشام بن الحكم (١١) ، وعبد الله بن سنان (١٢) ، ومحمّد بن يونس (١٣) ، وإسحاق بن عمّار (١٤) ، ومعاوية بن عمار (١٥) ، ومعاوية بن

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٩ ، من المشيخة.

(٢) فهرست الشيخ ١١٣ / ٤٩١.

(٣) الفقيه ٤ : ٩ ، من المشيخة.

(٤) رجال النجاشي ٢٨٦ / ٧٦٣.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ١٢١ / ٣٢١.

(٦) جامع الرواة ١ : ٦٣٩.

(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٠٦ / ٤٧٣.

(٨) تهذيب الأحكام ١ : ٢٣٥ / ٦٧٩.

(٩) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٥٩.

(١٠) تهذيب الأحكام ٣ : ٦١٠.

(١١) تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٧ / ١٥٣٣.

(١٢) الفقيه ٤ : ١٧٢ / ٦٠١.

(١٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٣١ / ٩٢.

(١٤) الاستبصار ٢ : ٣١٤ / ١١١٣.

(١٥) الاستبصار ١ : ٤١٥ / ١٥٨٨.

٥٤

وهب (١) ، وجعفر بن بشير (٢) ، ومحمّد بن الوليد (٣) ، وعبد الرحمن بن أبي نجران (٤) ، وجماعة أخرى لم تظهر لنا قرينة على التعيين وهو اعرف بما قال.

[٢٤٥] رمه ـ وإلى عمران الحلبي : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عمران الحلبي (٥) ، وكنيته : أبو الفضل.

رجال السند من الأجلاّء

وعمران من ثقات آل أبي شعبة ، فالخبر في أعلى درجة الصحّة.

[٢٤٦] رمو ـ وإلى عيسى بن أبي منصور : محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر ابن بشير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن أبي منصور ، وكنيته : أبو صالح ، وهو كوفي مولى.

وحدثنا محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن أبي يعفور ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور فقال لي : إذا أردت أن تنظر خيارا في الدنيا وخيارا في الآخرة فانظر إليه (٦).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٢ / ٦٣.

(٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٥١ / ١٦٩.

(٣) الاستبصار ٢ : ٢٢٠ / ٧٥٨.

(٤) الكافي ٢ : ٢٧٨ / ٣.

(٥) الفقيه ٤ : ١٠٢ ، من المشيخة.

(٦) الفقيه ٤ : ٨٦ ، من المشيخة.

٥٥

السند صحيح بالاتفاق.

وعيسى ثقة في النجاشي (١) ، وروى في الكشي الخبر المذكور عن الفضل ابن شاذان مكاتبة ، عن ابن أبي عمير. إلى آخره ، وفيه : إذا أردت أن تنظر الى خيار في الدنيا وخيار في الآخرة. الى آخره (٢).

وفيه أيضا : عن محمّد بن نصير ، قال : حدثنا محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن علي ، قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور قال : من أحبّ ابن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر الى هذا (٣).

وفيه : سألت حمدويه بن نصير عن عيسى ، قال : خيّر فاضل هو المعروف بشلقان ، وهو ابن أبي منصور ، واسم أبي منصور : صبيح (٤).

وروى في التهذيب بإسناده : عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحجّاج بن خشّاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن امرأة أوصت اليّ بمال ان يجعل في سبيل الله ، فقيل لها : تحجّ به ، فقالت : اجعله في سبيل الله ، فقالوا لها : فيعطيه آل محمّد عليهم‌السلام قالت : اجعله في سبل الله ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : اجعله في سبيل الله كما أمرت ، قلت : أمرني كيف اجعله؟ قال : اجعله كما أمرتك ، ان الله تعالى يقول : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) (٥).

__________________

(١) رجال النجاشي ٢٩٧ / ٨٠٦.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٢١ / ٦٠٠.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٦٢١ / ٥٩٩.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٢٢ / ٦٠٠.

(٥) البقرة ٢ : ١٨١.

٥٦

أرأيت لو أمرتك ان تعطيه يهوديا كنت تعطيه نصرانيا؟! قال : فمكثت بعد ذلك ثلاث سنين ثم دخلت عليه فقلت له مثل الذي قلت أوّل مرّة ، فسكت هنيهة ، ثم قال : هاتها ، قلت : من أعطيها ، قال : عيسى شلقان (١).

والظاهر أنّ أمره عليه‌السلام بإعطائها عيسى على سبيل الوديعة لكونه وكيلا له عليه‌السلام لا لكونه من فقراء الشيعة كما في الوافي (٢).

وربّما يشير إلى الوكالة ما رواه في الكافي في باب الهجرة : عن مرازم بن الحكيم ، قال : كان عند أبي عبد الله عليه‌السلام رجل من أصحابنا يلقّب شلقان ، وكان قد صيّره في نفقته ، وكان سيء الخلق فهجره ، فقال يوما : يا مرازم تكلّم عيسى؟ فقلت : نعم ، فقال : أصبت ، لا خير في المهاجرة (٣).

بناء على ان المراد من قوله : صيّره. إلى آخره ، اي جعله قيّما عليها متصرّفا فيها ، ويحتمل ان يكون المراد تحمل نفقته وجعله في عياله ، وفي آخر الخبر قرينة

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٩ : ٢٠٣ / ٨١٠.

(٢) الوافي ٣ : ٢١ ، وفي حاشية الأصل ما يأتي :

قال في الوافي : في سبيل الله ـ عند العامة ـ الجهاد ، ولما لم يكن جهادهم مشروعا ، جاز العدول عنه الى فقراء الشيعة ، قاله بعض المحققين.

هذا مخالف لما صرحت به الاخبار من صرف ما أوصي به في سبيل الله الى الثغور ، ولانه اجتهاد في مقابل النص.

ولكون عيسى من الفقراء لم يتعين ، بل يجوز كونه وكيلا للإمام عليه‌السلام ، ثم ما يدريه ان المرأة الموصية كانت من العامّة؟ والذي يظهر لي : ان مرادها ـ بسبيل الله ـ التخيير بين وجوه البر ، بقرينة انها لم تنكر صرفه في الحج ، ولا الى آل محمد عليهم‌السلام ، وانما أنكرت التعيين ، وأصرت الى ما سبقت إليه أولا من التخيير.

وامره عليه‌السلام بإعطائها عيسى يجوز ان يكون على سبيل الوديعة ، انتهى. « منه قدس‌سره ».

(٣) أصول الكافي ٢ : ٢٥٨ / ٤.

٥٧

واضحة على انّ الضمير في هجره راجع الى مرازم لا الى أبي عبد الله عليه‌السلام وهكذا فهمه المولى الصالح في الشرح (١) ، والمولى الخليل في شرحه بالفارسية (٢) ، فما في الوافي من عوده الى أبي عبد الله عليه‌السلام لعلّه اشتباه والله العالم.

ويروي عنه : الحسن بن محبوب (٣) ، وحمّاد بن عثمان (٤) ، وأبان بن عثمان (٥) ، وعبد الله بن مسكان (٦) ، وعمر بن أبان (٧) ، ويونس بن يعقوب (٨).

[٢٤٧] رمز ـ وإلى عيسى بن أعين : أبوه ، عن محمّد بن احمد بن علي ابن الصلت ، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت ، عن عبد الله بن المغيرة ، عنه (٩).

اما محمّد ، فقال الصدوق في كتاب كمال الدين : ورد إلينا من بخاري شيخ ـ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلد قم ـ طالما تمنّيت لقاه واشتقت الى مشاهدته ، لدينه ، وسديد رأيه ، واستقامة طريقته ، وهو الشيخ الديّن أبو سعيد محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن أحمد بن علي بن الصلت ادام الله تعالى توفيقه ، وكان أبي يروي عن جدّه محمّد بن احمد بن علي بن الصلت قدس الله روحه ، ويصف علمه وفضله وزهده وعبادته ، وكان احمد بن محمّد

__________________

(١) شرح الكافي للمولى محمد صالح المازندراني ٩ : ٣٨٩ ، ذيل الحديث الرابع.

(٢) شرح الكافي للمولى خليل بن غازي القزويني ، باللغة الفارسية غير متوفر لدينا.

(٣) تهذيب الأحكام ١٠ : ١١٦ / ٤٦٢.

(٤) الفقيه ٤ : ٨٦ ، من المشيخة.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٢٧٢ / ٨٠١.

(٦) تهذيب الأحكام ٧ : ٥٧ / ٢٤٦.

(٧) أصول الكافي ٢ : ١٣٨ / ٩.

(٨) الكافي ٤ : ٢٧٨ / ٣.

(٩) الفقيه ٤ : ١١٢ ، من المشيخة.

٥٨

ابن عيسى في فضله وجلالته ، يروي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي رضي‌الله‌عنه ، وبقي حتى لقيه محمّد بن الحسن الصفار وروى عنه. إلى آخره (١).

وهذه الأوصاف تستلزم الوثاقة وفوقها مضافا الى كثرة رواية علي (٢) عنه ، وهو المراد من محمّد بن احمد بن علي بعد علي بن الحسين في طريق الشيخ إلى علي (٣) ورواياته عنه.

وبما ذكرنا ظهر ان كلام السيد المحقق الكاظمي في العدّة حيث قال في الطريق المذكور : وهو مجهول بمحمّد بن أحمد ، فإنّه مهمل في غير محلّه (٤) وانّه منه ـ مع طول باعه ـ عجيب ، والظاهر انّه تبع في ذلك السيد الجليل في تلخيص الأقوال (٥) وغيره.

وامّا أبو طالب القمي ـ عبد الله ـ فهو ثقة في أصحاب الرضا عليه‌السلام (٦) ، والنجاشي (٧) ، والخلاصة (٨) ، ويروي عنه من الأجلاّء : أحمد بن

__________________

(١) كمال الدين وإتمام النعمة ١ : ٢ ـ ٣.

(٢) المراد به : علي بن الحسين بن بابويه القمي الذي روى عن محمد بن احمد بن علي بن الصلت ، كما في التهذيب ١ : ٣٣٨ / ٩٨٩ و٣٠٧ / ٨٩١ و٤٥٠ / ١٤٥٨ ، والاستبصار ١ :٢١٢ / ٧٤٩ و١٩٥ / ٦٨٥ و٢٠٠ / ٧٠٦.

(٣) المراد به : علي بن الصلت ، لانه لا يمكن وقوع علي بن الصلت في طريق الشيخ الى علي بن الحسين بن بابويه قطعا ، ولكن الشيخ لم يذكر في مشيختي التهذيب والاستبصار طريقا الى ابن الصلت ، واما طريقه الى كتابه في الفهرست ٩٦ / ٤١٦ لم يذكر فيه علي بن بابويه ، بل وفي جميع طرق الشيخ الى من سمي بعلي ـ حسب ما استقصيناه ـ لم نجد في أحدهما : علي بن الحسين ، عن محمّد بن احمد بن علي ، الا ما رواه في التهذيب والاستبصار كما تقدم ، فلاحظ.

(٤) العدة للكاظمي : ١٦١.

(٥) تلخيص الأقوال : هو الرجال الوسيط للسيد الأسترابادي : ورقة : ١٨٤ / ب.

(٦) رجال الشيخ ٢٨٠ / ١٣.

(٧) رجال النجاشي ٢١٧ / ٥٦٤.

(٨) رجال العلامة ١٠٥ / ١٧.

٥٩

محمّد بن عيسى (١) ، وأحمد بن أبي عبد الله (٢) ، والصفار (٣) ، والحسين بن سعيد (٤) ، وإبراهيم بن هاشم (٥) ، وعلي بن إسماعيل (٦) ، ومحمّد بن عبد الجبار (٧) ، وإبراهيم بن إسحاق (٨) ، وحمدان النهدي (٩) ، وغيرهم.

وفي الكشي : عن العياشي ، عن حمدان النهدي ، عن أبي طالب القمي ، انّه كتب الى أبي جعفر بن الرضا عليهما‌السلام يستأذن ان يرثي أبا الحسن عليه‌السلام فكتب إليه : اندبني واندب أبي.

وعن علي بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن أبي طالب القمي ، قال : كتبت الى أبي جعفر عليه‌السلام أبيات شعر وذكرت فيها أباه ، وسألته أن يأذن لي في أن أقوال فيه ، فقطع الشعر وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس : قد أحسنت فجزاك الله خيرا (١٠).

وابن المغيرة من الأجلّة وأصحاب الإجماع ، فالسند صحيح.

وامّا عيسى ، فالظاهر ـ كما صرّح به جماعة ـ أنّه هو الجريري الثقة في

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥ / ٧٠.

(٢) تهذيب الأحكام ١ : ٢٨٢ / ٨٢٧.

(٣) كمال الدين وإتمام النعمة : ٣ ، من المقدمة.

(٤) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٨١ / ١٥٤٠.

(٥) الاستبصار ٤ : ١٢٩ / ٤٨٧.

(٦) تهذيب الأحكام ٦ : ١٧٥ / ٣٤٨.

(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠ / ٩١.

(٨) الاستبصار ١ : ٤٦٦ / ١٨٠٣.

(٩) رجال الكشي ٢ : ٥٦٧ / ١٠٧٤.

(١٠) رجال الكشي ٢ : ٥١٤ / ٨٣٨ ، مع اختلاف يسير.

٦٠