خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

حمل سيّدي موسى بن جعفر عليهما‌السلام الى هارون ، جاء اليه هشام بن إبراهيم العباسي ، فقال له : يا سيّدي ، قد كتب لي صك الى الفضل بن يونس ، فسأله أن يروّج امري ، قال : فركب إليه أبو الحسن عليه‌السلام فدخل عليه حاجبه وقال : يا سيّدي ، أبو الحسن موسى عليه‌السلام على الباب (١) ، فقال : ان كنت صادقا فأنت حرّ ولك كذا وكذا.

فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتى خرج اليه ، فوقع على قدميه يقبّلهما ، ثم سأله ان يدخل فدخل ، فقال له : اقض حاجة هشام بن إبراهيم فقضاها ، الخبر (٢).

وامّا ما يدلّ على ذمّه فهي أيضا أمور :

أ ـ ما رواه الكشي عن محمّد بن الحسن ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ابن هاشم (٣) ، عن الريان بن الصلت ، قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : إنّ هشام بن إبراهيم العباسي زعم أنّك أحللت له الغناء؟! فقال : كذب الزنديق ، إنّما سألني عنه ، فقلت له : سأل عنه رجل أبا جعفر عليه‌السلام ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : إذا فرق الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟

قال الرجل : مع الباطل ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : قد قضيت (٤).

__________________

هو الصحيح ، والمراد منه هو القمي الثقة صاحب التفسير المشهور باسمه وهو من ابرز مشايخ ثقة الإسلام الكليني ، وقد روى عن محمّد بن سالم وعن الريان بن الصلت المشار لهما في روايتي الكشي ، ولا وجود لعلي بن إبراهيم بن هشام في سائر كتب الرجال ، فلاحظ.

(١) نسخة بدل : بالباب « منه قدس‌سره ».

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩٠ / ٩٥٦.

(٣) في الأصل : هشام وقد تقدم الكلام عنه قبل قليل ، فلاحظ.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٧٩١ / ٩٥٧.

٣٦١

ورواه الصدوق في العيون : عن احمد بن زياد الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الريان ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام يوما بخراسان ، فقلت له : يا سيّدي : إنّ هشام بن إبراهيم العباسي حكم عنك أنّك رخّصت له في استماع الغناء ، فقال : كذب وذكر مثله (١).

ولكن في قرب الاسناد للحميري : حدثني الريان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إنّ العباسي أخبرني أنّك رخّصت في سماع الغناء وساق مع اختلاف يسير (٢).

وفي الكافي : عن العدّة ، عن سهل ، عن علي بن الريان ، عن يونس ، قال : سألت الخراساني (صلوات الله عليه) عن الغناء ، وقلت : أنّ العباسي ذكر عنك أنك ترخص في الغناء وساق ما يقرب منه (٣).

وقال بعض المحققين : أظن أنّ المراد من العباسي : هشام بن إبراهيم المغنّي المشهور ، قلت : ويحتمل أن يكون العباسي لقبا لغيره ، ويكون التصريح في الكشي والعيون بالاسم من المصنّف ظنّا منهما أنّ المراد منه هشام ، المذكور ، ويأتي ما يقرب ذلك.

ب ـ ما رواه الكشي أيضا : عن محمّد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمّد ، قال : حدثني محمّد بن احمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن رجل من أصحابنا ، عن صفوان بن يحيى وابن سنان انّهما سمعا أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لعن الله العباسي فإنه زنديق وصاحبه يونس فإنّهما يقولان بالحسن والحسين (٤).

__________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٤ / ٣٢.

(٢) قرب الاسناد : ١٤٨.

(٣) الكافي ٦ : ٤٣٥ / ٢٥.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٧٩١ / ٩٥٨ ، أقول : والصحيح ان يكون ذيل الرواية : فإنهما يقولان في

٣٦٢

ج ـ ما رواه أيضا عنه ، عن علي ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي طالب ، عن معمّر بن خلاد ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : إنّ العباسي زنديق وكان أبوه زنديقا (١).

د ـ ما رواه عنه بالإسناد عن أبي طالب ، قال : حدثني العباسي إنه قال للرضا عليه‌السلام : [لم] لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين؟ قال : فقال : وأنت أيضا عليّ يا عبّاسي؟ فقال : [نعم] ولتجيبه الى ما سألك ، أو لا لأعطيّنك القاضية ـ يعني السيف ـ قال أبو النضر : سألنا الحسين بن إشكيب عن العباسي هشام بن إبراهيم ، وقلنا له : أكان من ولد العباس؟ قال : لا ، كان من الشيعة فطلبه (هارون) فكتب كتب الزيدية وكتب إثبات امامة العباس ، ثم دسّ الى من يغمز به ، واختفى ، واطّلع السلطان على كتبه ، فقال : هذا عباسي ، فآمنه وخلّى سبيله (٢).

هـ ـ ما رواه الحميري في قرب الاسناد ، عن الريان بن الصلت ، قال : دخلت على العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة ، فقلت : ما لك؟ فقال : سمعت من الرضا عليه‌السلام أشياء احتاج أن اكتبها لا أنساها ، فكتبها ، فما كان بين هذا وبين ان جائني بعد جمعة في وقت الحرّ وذلك بمرو ، فقلت : من أين جئت؟ فقال : من عند هذا ، قلت : من عند المأمون؟ قال : لا ، قلت : من عند الفضل بن سهل؟ قال : لا ، من عند هذا ، فقلت : من

__________________

الحسن والحسين ، وبه جزم السيد الخويي قدس‌سره الشريف وعده محرفا ، معجم رجال الحديث ٩ : ٢٦١ ، والمراد من ذلك : انهما يقولان في إمامة السبطين عليهما‌السلام كما اوله الوحيد البهبهاني واستحسنه المامقاني رضي الله عنهما ، انظر تنقيح المقال ٣ : ٢٩٣.

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٩١ / ٩٥٩.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩١ / ٩٦٠.

٣٦٣

تعني؟ قال : من عند علي بن موسى عليهما‌السلام ، فقلت : ويلك خذلت اي شيء قصّتك؟ فقال : دعني من هذا ، متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا؟! فقلت : ويلك استغفر ربّك ، فقال : جاريتي فلانه اعلم منه ، ثم قال [العباسي] : لو قلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها ، فقلت : أنت رجل ملبوس عليك ، إن من عقد (١) الشيعة انه لو رأوه (٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ، وعليه إزار مصبوغ ، وفي عنقه كرّ (٤) يضرب في هذا العسكر ، لقالوا : ما كان في وقت من الأوقات أطوع لله جلّ وعزّ من هذا الوقت ، وما وسعه غير ذلك (٥) ، فسكت : ثم كان يذكره عندي وقتا بعد وقت.

فدخلت على الرضا عليه‌السلام ، فقلت له : إنّ العباسي يسمعني فيك ويذكرك ، وهو كثيرا ما ينام عندي ويقيل ، فترى أنّي آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ، ثم أقول : مات ميتة فجأة؟ فقال ـ ونفض يديه ثلاث مرات ـ : لا يا ريّان لا يا ريّان لا يا ريّان ، فقلت : إن الفضل بن سهل هو ذا يوجّهني إلى العراق في أمور له ، والعباسي خارج بعدي بأيام إلى العراق ، فترى أن أقول

__________________

(١) أي اعتقادهم في حق الامام عليه‌السلام ، هكذا في حاشية المصدر ، ولم نجد في معاني (عقد) بكتب اللغة الاعتقاد أو العقيدة ، نعم من معانيه المنسجمة مع النص هو : العهد ، وربما يكون اللفظ محرفا والأصل فيه : من عقيدة الشيعة ـ والله العالم ـ.

(٢) أي الإمام عليه‌السلام.

(٣) التصلية غير موجودة في المصدر ، والصحيح ان يقال : عليه‌السلام ، لانصراف التصلية الى الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلاحظ.

(٤) الكر : هو الحبل الذي يصعد به على النخلة ، وقيل : هو حبل السفينة ، وقيل : هو مطلق الحبل. لسان العرب : كرر.

(٥) يريد بهذا : لو أنّ الشيعة رأت الإمام عليه‌السلام على غير ما يألفون منه عادة لما وسعهم إنكاره ، لأنه لا يجوز لأحد إنكار شيء من قوله أو فعله أو تقريره بعد ثبوت عصمته عليه‌السلام.

٣٦٤

لمواليك القميين : أن يخرج منهم عشرون [أو] ثلاثون رجلا كأنّهم قاطعوا طريق أو صعاليك ، فإذا اجتاز بهم قتلوه ، فيقال : قتله الصعاليك ، فسكت فلم يقل لي نعم ولا لا ، فلمّا صرت الى الحوان (١) بعثت فارسا الى زكريا بن آدم [القمي] ، وكتبت [اليه] : انّ هيهنا أمور لا يحتملها الكتاب ، فإن رأيت أن تصير الى مشكوة (٢) في يوم كذا وكذا لأوافينك بها ان شاء الله ، فوافيت وقد سبقني إلى مشكوة فأعلمته الخبر ، وقصصت عليه القصّة وإنه يوافي هذا الموضع يوم كذا وكذا ، فقال : دعني والرجل ، فودّعته وخرجت ، ورجع الرجل الى قم ، وقد وافاها معمّر ، فاستشاره فيما قلت له ، فقال معمّر : لا ندري سكوته أمر أو نهي ، ولم يأمرك بشيء فليس الصواب أن تتعرض له ، فأمسك عن التوجه اليه زكريا ، واجتاز العباسي بالجادّة وسلم منه (٣).

و ـ ما رواه الصدوق في العيون : عن احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن الريان بن الصلت انه قال في حديث : وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخصّ الناس عند الرضا عليه‌السلام من قبل ان يحمل وكان عالما أديبا لسنا ، وكانت أمور الرضا عليه‌السلام تجري من عنده وعلى يده ، وتصير الأموال من النواحي كلّها اليه قبل حمل أبي الحسن عليه‌السلام ، فلمّا حمل أبو الحسن عليه‌السلام اتّصل هشام بن إبراهيم بذي الرئاستين (٤) فقرّبه ذو الرئاستين

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي المصدر : الجواد ، وفي حاشيته : اسم موضع بقرب قم.

(٢) اسم موضع أيضا ، عن حاشية المصدر.

(٣) قرب الاسناد : ١٤٩ ـ ١٥٠ ، وما أثبتناه بين المعقوفات منه ، ما خلا [أو] ، فلاحظ.

(٤) ذو الرئاستين : هو الفضل بن سهل لقبه المأمون العباسي بذلك لتقلده رئاسة الحرب والقلم ـ اي الوزارة وقيادة الجيش ـ انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٤١ / ٥٢٩ والكامل في التاريخ ٦ : ٢٥٧.

٣٦٥

[وأدناه ، فكان ينقل اخبار الرضا عليه‌السلام الي ذي الرئاستين] والمأمون فحظي بذلك عندهما ، وكان لا يخفى عليهما من اخباره شيئا ، فولاّه المأمون حجابة الرضا عليه‌السلام ، فكان لا يصل الى الرضا عليه‌السلام الاّ من أحبّ ، وضيّق على الرضا عليه‌السلام.

فكان من يقصده من مواليه لا يصل اليه ، وكان لا يتكلّم الرضا عليه‌السلام في داره بشيء إلاّ أورده [هشام] على المأمون وذي الرئاستين وجعل المأمون العبّاس ابنه في حجر هشام ، وقال [له] : أدّبه ، فسمّي هشام العباسي لذلك ، قال : وأظهر ذو الرئاستين عداوة شديدة لأبي الحسن عليه‌السلام وحسده على ما كان المأمون يفضّله به ، الخبر (١).

ز ـ ما فيه أيضا قال الصدوق رحمه‌الله : وروي أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه‌السلام ، فقال له : يا بن رسول الله جئتك في سرّ فأخل لي المجلس ، فاخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق ومالا كفّارة له ، وقالا له : انّما جئناك لنقول كلمة حق وصدق ، وقد علمنا أنّ الإمرة أمرتكم والحق حقّكم يا بن رسول الله ، والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا والاّ ينعتق ما نملك والنساء طوالق وعلي ثلاثين حجّة راجلا (٢) [إنا] على أن نقتل المأمون ونخلّص لك الأمر حتى يرجع الحق [لنقول] إليك. فلم يسمع منهما وشتمهما ولعنهما ، وقال لهما : كفرتما النعمة فلا تكون لكما السلامة ولا لي إن رضيت بما قلتما ، فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام علما انّهما أخطئا فقصدا المأمون بعد ان قالا للرضا عليه‌السلام : أردنا بما فعلنا أن نجربك ، فقال لهما الرضا عليه‌السلام : كذبتما فإن قلوبكما على ما اخبرتماني ، إلاّ إنّكما

__________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٥٣ ، وما بين المعقوفات منه.

(٢) كذا في الأصل والمصدر ، والظاهر : وعلينا ثلاثون حجة راجلين.

٣٦٦

لم تجداني كما أردتما ، فلمّا دخلا على المأمون ، قالا : يا أمير المؤمنين أنّا قصدنا الرضا عليه‌السلام وجربناه وأردنا أن نقف على ما يضمره لك فقلنا وقال.

فقال المأمون : وفقتما ، فلمّا خرجا من عند المأمون ، قصده الرضا عليه‌السلام واخليا المجلس وأعلمه ما قالا وامره أن يحفظ نفسه منهما ، فلمّا سمع ذلك من الرضا عليه‌السلام علم انّ الرضا (صلوات الله عليه) هو الصادق (١).

هذه سبعة بسبعة (٢) ، والذي حصل لي بعد التأمّل في هذه الاخبار في المقامين أن هشام بن إبراهيم المشرقي ثقة صاحب كتاب وهو الموجود في الأسانيد ويلقّب بالعباسي ، وهناك هشام بن إبراهيم أخر يلقّب بالعباسي أيضا وهو الذي كان مستقيما أو منافقا ، ثم أظهر النصب والعداوة والتزندق ، وكان من جملة رجال الدولة وأعوان العباسيّة ، والذي يدل على تعدّد العباسي أمور :

أ ـ ان أحدهما مشرقي أي من أهل الشرق والمراد به خراساني وما والاها من أهل ختّل كسكّر في القاموس (٣) وغيره ، بلد بما وراء النهر ، وقد خرج منه جماعة من العلماء والمحدثين ومنهم إبراهيم بن محمّد بن العباس الختلي من مشايخ أبي عمرو الكشي ، والثاني راشدي همداني وهمدان من بلاد الجبل.

ب ـ إنّ وجه تسمية المشرقي بالعباسي انه كتب لنجاة نفسه من هارون كتابا اثبت فيه امامة عباس فنجى منه كما مرّ عن الكشي وإن اشتبه عليه فذكره في ذيل ما ورد في ذم الآخر ، واما الثاني فوجه التسمية تأديبه العباس ابن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٦٧ / ٣٠.

(٢) اي : سبعة أخبار في توثيقه ، وسبعة أخرى في ذمه ، وقد تقدم ذكرها جميعا.

(٣) قال في القاموس المحيط ، (ختله) : والختل بالكسر الكنّ وحجر الأرنب ، وكسكّر : كورة بما وراء النهر ، وضبطها بعضهم بالفتح ، وفي معجم البلدان ، ختل : والختل بالضم كورة ما وراء النهر في تخوم السند ، فلاحظ.

٣٦٧

المأمون (١).

ج ـ عدم تعرّض النجاشي لنقل طعن وذمّ في العباسي الذي صرّح بأنّه المشرقي ، واحتمال عدم وقوفه على ما في الكشي والكافي والعيون وقرب الاسناد فاسد جدّا ، وعدم افراده المذموم بالترجمة لعدم دخوله في الرواة والمحدثين والمؤلّفين ، ولذا قلنا : إنّ الموجود في الأسانيد هو العباسي المشرقي وإنّما الخلط والاشتباه جاء من الكشي ، فقال في العنوان ما روي في هشام بن إبراهيم العباسي من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، فذكر فيه اخبار الذم وبعض اخبار المدح (٢).

وقال في عنوان آخر : ما روي في هشام بن إبراهيم المشرقي من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وذكر فيه قصّة الوثاقة مع أنّه صرّح في ترجمة جعفر بن عيسى ابن يقطين : ان هشام بن إبراهيم الختلي هو المشرقي العباسي (٣) ، فاتّضح ـ بحمد الله تعالى ـ تعدّده ووثاقة المشرقي وعدم المضرّة في الاشتراك في صورة الإطلاق لعدم دخول الزنديق في زمرة الرواة وأرباب الكتب ، مع أنّ الصدوق ذكر الطريق الى صاحب الكتاب المعدود من الكتب المعتمدة (٤) ، هذا ما عندنا.

وامّا الأصحاب فلهم في مقام الجمع بين الطائفتين وجوه :

أ ـ الجمع بين الوثاقة والزندقة والحكم بالاتحاد ، ففي الخلاصة : هشام ابن إبراهيم العباسي بالسين المهملة ، روى الكشي ـ وذكر الخبر الأول والثالث ـ عن الرضا عليه‌السلام انه زنديق ، وقال : قال ابن الغضائري :

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٩١ / ٩٦٠.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩٠ / ٩٥٦.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٧٨٩ / ٩٥٥.

(٤) الفقيه ١ : ٣ ، من مقدمة الكتاب.

٣٦٨

هشام بن إبراهيم العباسي صاحب يونس ، طعن عليه والطعن عندي في مذهبه لا في نفسه (١).

وابن داود ذكر ما في النجاشي في القسم الأول (٢) وما في الغضائري في القسم الثاني ، قال : والطعن عندي في مذهبه لا في ثقته (٣) وتبعهما بعضهم وفيه ـ مضافا الى ما مرّ ـ إنّ الوثاقة تجتمع مع المذاهب الفاسدة ولكن لا تجتمع مع الكذب الصريح ولو بالمعنى الأعمّ وقد مرّ ابتلاؤه بالكذب العمدي في غير واحد من الاخبار.

ب ـ الحكم بالاتحاد وحمل اخبار الذم على التقيّة ، قال التقي المجلسي في الشرح ـ بعد ذكر حديث الغناء ـ والظاهر أنّ هشام لمّا سمع هذا ولم يبالغ عليه‌السلام فيه تقيّة ، فهم أنّه ليس بحرام لان الدنيا كلّها باطل ، وسبّه عليه‌السلام بالزنديق لكونه مشهورا بالتشيّع فكأنّه يدفعه عن نفسه لئلا يصل اليه ضرر ، كما رواه في القويّ عن صفوان ، وذكر الخبر الثاني في الذم ، وبعد قوله عليه‌السلام بالحسن والحسين ، اي بإمامتهما ، ثم الثالث وبعد قوله زنديقا ، اي شيعة باعتقاد العامّة ، ثم الرابع ، وقال في آخره : ولو لم يكن للتقيّة كيف يمكن لمثله ان يقول له عليه‌السلام مثل هذا الكلام ولم يقل له المأمون عليه اللعنة مثل هذا ، وهذا لكونه عليه‌السلام يعلم أنّه شيعة له ، وكان عليه‌السلام يرضى بان يقول له عليه‌السلام أمثال هذا ليدفع عن نفسه

__________________

(١) رجال العلامة : ٢٦٣ / ٣ وفيه : هشام بن إبراهيم العياشي ، بالشين المهملة. وما نقل فيه عن الغضائري ـ وسيأتي ـ بلفظ : العياشي أيضا.

وهذا من أغلاط الطبع قطعا ، لان قوله : (المهملة) قرينة على ارادة السين لا الشين كما هو واضح ، ثم قلب الباء الموحدة الى الياء المثناة من تحت ـ في الموضعين ـ غلط آخر ، فلاحظ.

(٢) رجال ابن داود : ١٩٩ / ١٦٦٧.

(٣) رجال ابن داود : ٢٨٣ / ٥٤٤.

٣٦٩

توهم التشيّع.

ثم ذكر وجه التسمية المشرقي بالعباسي ، وقال : فظهر انه كان يسمّى بهشام وهاشم ، فالخبر [حسن] كالصحيح ، أو ضعيف على الظاهر من هذه الأقوال ، والظاهر من الاخبار وأقاويل الأصحاب ان أمثال هذه اولى ممّا فعل سعيد بن جبير لكن الطبع ارضى ممّا فعله والله يعلم وإن كان الأظهر التخيير وإن كان الأشهر وجوب التقيّة ، انتهى (١).

وظاهر التعليقة تصديقه وإن كان في بعض كلماته إشارة الى ما اخترناه (٢) وكيف كان ففيه ـ مضافا الى التكلّفات البعيدة والتأويلات البشعة وعدم شدّة التقيّة في عصره عليه‌السلام ـ إنّ خبر الريان في قرب الاسناد وقصّته مع زكريا بن آدم غير قابل للحمل على التقيّة صدرا وذيلا ، فلاحظ.

ج ـ ما يظهر من المدقق الشيخ محمّد في شرح الاستبصار وغيره أنّهم ثلاثة ، قال : أقول : ان الذي يفهم من الكشي أن هشام بن إبراهيم المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي ، والنجاشي ـ كما تقدّم ـ قال : هاشم (٣) بن إبراهيم العباسي الذي يقال له المشرقي ، وظاهر الحال أنّه ظنّ الاتحاد ، فيكون هو الزنديق المذكور في روايات الكشي ، والأمر لا يخلو من اشكال ، فقول شيخنا (٤) أيّده الله : فتأمّل ، لا يبعد أن يكون قول النجاشي : الذي يقال له المشرقي ، لا يدلّ على الاتحاد مع المشرقي ، بل المشرقي وصف للرجلين ، ثم ان كلام شيخنا مبني على بعض نسخ النجاشي ، والاّ ففي بعضها : هشام بن إبراهيم العباسي ـ الى ان قال ـ : والذي نظنّ إن النجاشي توهم في أمر الرجل ،

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٩٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٣٦٠.

(٣) نسخة بدل : هشام.

(٤) اي : السيد الآميرزا محمّد الأسترابادي كما في المنهج.

٣٧٠

انتهى (١).

قال صاحب اكليل الرجال : ومقتضى اختلاف ظاهر العنوان أنّ الرجل ثلاثة : هاشم بن إبراهيم العباسي الذي يقال له المشرقي ، وهشام بن إبراهيم العباسي وهو ليس بالمشرقي ، وهشام بن إبراهيم المشرقي هو ليس بالعباسي (٢) ، الى غير ذلك من الكلمات غير المحرّرة التي تشبه بعضها بعضا ، والتعرض لنقلها وما فيها من الخلط والاشتباه يوجب التطويل ، ولا أظن لمن تأمّل فيما اخترناه أن يختار غيره.

[٣٤١] شما ـ وإلى هشام بن الحكم : أبوه ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله والحميري جميعا ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ومحمّد بن أبي عمير جميعا ، عن هشام بن الحكم وكنيته أبو محمّد مولى بني شيبان بياع الكرابيس تحوّل من بغداد إلى الكوفة (٣).

السند ينشعب إلى ثمانية (٤) وكلّها صحيحة ، وهشام عين الطائفة ووجهها

__________________

(١) شرح الاستبصار للشيخ محمّد بن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني : غير موجود لدينا.

أقول : والكلام المنقول عنه وجدناه برمته في تعليقة الشيخ محمّد بن الشيخ حسن نفسه على منهج المقال المخطوط لدينا ٣ : ٤٧٨ ورقة ـ أ ـ.

(٢) اكليل الرجال : غير موجود لدينا.

(٣) الفقيه ٤ : ٢٥ ، من المشيخة.

(٤) أي ثمانية طرق هي :

١ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن الحكم.

٢ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم.

٣ ـ أبوه ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن الحكم.

٤ ـ أبوه ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام

٣٧١

ومتكلّمها وناصرها ، من أرباب الأصول وله نوادر حكايات ولطائف مناظرات تطلب من محالّها.

[٣٤٢] شمب ـ وإلى هشام بن سالم : أبوه ومحمّد بن الحسن بن احمد ابن الوليد رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن طريف وأيوب بن نوح ، عن النضر ابن سويد ، عنه (١).

وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير وعلي ابن الحكم جميعا ، عن هشام بن سالم الجواليقي (٢).

السندان ينشعبان إلى أربعة عشر (٣) كلّها صحيحة على الأصح من وثاقة

__________________

ابن الحكم.

وأربعة طرق اخرى فيها بدل أبوه : محمّد بن الحسن.

(١) الفقيه ٤ : ٨ ، من المشيخة.

(٢) الفقيه ٤ : ٨ ، من المشيخة.

(٣) أما السند الأول :

١ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن النضر بن سويد ، عنه.

٢ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن طريف ، عن النضر بن سويد ، عنه.

٣ ـ أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن النضر بن سويد ، عنه.

٤ ـ أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن النضر بن سويد ، عنه ٥ ـ أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن طريف ، عن النضر بن سويد ، عنه.

٦ ـ أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن النضر بن سويد ، عنه.

وستة طرق أخرى فيها بدل أبوه : محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.

اما السند الثاني :

١ ـ أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم الجواليقي.

٢ ـ أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم الجواليقي.

٣٧٢

ابن هاشم ، وابن سالم ثقة ثقة في النجاشي (١) ، والخلاصة (٢) ، صاحب أصل.

يروي عنه : ابن أبي عمير (٣) ، وصفوان (٤) ، والنضر (٥) ، وابن محبوب (٦) ، ويونس (٧) ، والحسن بن علي (٨) ، والحلبي (٩) ، وجعفر بن بشير (١٠) ، والبزنطي (١١) ، وحمّاد بن عثمان (١٢) ، والحسين بن سعيد (١٣) ، وابن بزيع (١٤) ، وابن جندب (١٥) ، والحجال (١٦) ، وغيرهم من الأجلاّء فهو منهم.

[٣٤٣] شمج ـ وإلى ياسر الخادم : أبوه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ياسر خادم الرضا عليه‌السلام (١٧).

السند صحيح عندنا حسن على المشهور.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٣٤ / ١١٦٥.

(٢) رجال العلامة : ١٧٩ / ٢.

(٣) تهذيب الأحكام ١٠ : ١٦٣ / ٦٥٣.

(٤) الاستبصار ٣ : ٣٧٤ / ١٣٣٦.

(٥) تهذيب الأحكام ٥ : ٣٠٤ / ١٠٣٦.

(٦) الكافي ٨ : ٢٤٣ / ٣٣٧ ، من الروضة.

(٧) تهذيب الأحكام ١٠ : ٩٧ / ٣٧٣.

(٨) تهذيب الأحكام ٥ : ١٣ / ٣٤.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ١٢٢ / ٥٣٣.

(١٠) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٨٢ / ١٥٩٥.

(١١) الكافي ٤ : ٦٩ / ٢.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠٢ / ١٢١٨.

(١٣) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢٠٨ / ٨٢١.

(١٤) الإستبصار ١ : ٤٧٣ / ١٨٢٨.

(١٥) الفقيه ٤ : ٢٤١ / ٧٦٧.

(١٦) رجال الكشي ٢ : ٥٦٥ / ٥٠١.

(١٧) الفقيه ٤ : ٤٨ ، من المشيخة.

٣٧٣

وياسر له مسائل عن الرضا عليه‌السلام ـ ذكره الفهرست (١) ، والنجاشي ـ يرويها عنه احمد بن محمّد البرقي (٢).

ويروي عنه من الأجلّة : علي بن إبراهيم (٣) ، وأبوه (٤) ، والجليل احمد ابن إسحاق الأشعري الوكيل كما في التهذيب في باب كيفيّة الصلاة من أبواب الزيادات (٥) ، ويعقوب بن يزيد (٦) ، واحمد بن عمر الحلال (٧) ، ونوح بن شعيب (٨) ، واحمد بن محمّد (٩) ، وسهل بن زياد (١٠).

وفي الخلاصة : وعن رفاعة بن موسى النخّاس صحيح ، وكذا عن زياد ابن سوقة ، وكذا عن حمّاد بن عثمان ، وكذا عن ياسر الخادم (١١) ، وفي الشرح : فالخبر حسن كالصحيح ، والظاهر أنّه بملاحظة إبراهيم الثقة على الأصح (١٢).

وروى الصدوق في العيون عن أبيه وعلي بن عبد الله الورّاق ، عن سعد ابن عبد الله ، عن علي بن الحسين الخيّاط ، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله ابن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن ياسر الخادم ، عن أبي الحسن

__________________

(١) فهرست الشيخ : ١٨٣ / ٧٩٧.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٨.

(٣) أصول الكافي ١ : ٤٠٩ / ٨.

(٤) الكافي ٦ : ٥١٠ / ١٢.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠٨ / ١٠٥.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٨٣ / ٢٤١.

(٧) تهذيب الأحكام ١٠ : ١٤٨ / ٥٩٠.

(٨) الكافي ٤ : ٢٩٧ / ٨.

(٩) فهرست الشيخ : ١٨٣ / ٧٩٧.

(١٠) الكافي ٦ : ٣٣٤ / ١٠.

(١١) رجال العلامة : ٢٧٨ ، الفائدة الثامنة ، من الخاتمة.

(١٢) روضة المتقين ١٤ : ٢٩٧.

٣٧٤

العسكري عن أبيه ، عن جدّه علي بن موسى الرضا عليهم‌السلام انه كان يلبس ثيابه ممّا يلي يمينه ، وساق الخبر ثم قال : قال مصنّف هذا الكتاب رحمه‌الله ياسر الخادم قد لقي الرضا عليه‌السلام وحديثه عن أبي الحسن العسكري غريب انتهى (١) ، وهذا منه غريب فان علي بن إبراهيم الباقي في سنة سبع وثلاثمائة كما صرّح به في العيون يروي عن ياسر كثيرا فراجع.

[٣٤٤] شمد ـ وإلى ياسين [الضرير] (٢) : أبوه ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ياسين الضرير البصري (٣).

ابن عيسى ثقة في (لا) (٤) فالسند صحيح.

وامّا ياسين الضرير الزيات البصري ففي النجاشي : لقي أبا الحسن موسى عليه‌السلام لما كان بالبصرة وروى عنه وصنّف هذا الكتاب المنسوب اليه ، ثم ذكر الطريق اليه (٥) ، وذكره في الفهرست أيضا مع الكتاب والطريق (٦) ولم يغمزا عليه بشيء.

ويروي عنه احمد بن محمّد بن عيسى المعلوم حاله في التثبّت في النقل كما

__________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣١٥ / ٩١.

(٢) في الأصل : الضريري ، وما أثبتناه هو الصحيح الموافق لما في المصدر وسائر كتب الرجال ، والظاهر انه من اشتباه الناسخ لما سيأتي في الطريق وبعده من ذكره صحيحا ، فلاحظ.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٧ ، من المشيخة.

(٤) تقدم برقم : ٣١.

(٥) رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٧.

(٦) فهرست الشيخ : ١٨٣ / ٧٩٥.

٣٧٥

في الكافي في باب كفّارة ما أصاب المحرم من الطير (١) ، وفي التهذيب في باب الطواف (٢) ، وفي باب فضل التجارة (٣) ، وفي الاستبصار في باب إنه لا ربا بين المسلم وبين أهل الحرب (٤) ، وحريز كما في الكافي في باب ما يهدى الى الكعبة (٥) ، وفي التهذيب في باب الوصيّة المبهمة (٦) ، وفي كثير من الأسانيد روايته عن حريز.

قال في الجامع : وهذا من المواضع التي روى فيها متعاكسا (٧) ، وسعد بن عبد الله في التهذيب في باب كيفيّة الصلاة من أبواب الزيادات (٨) ، وعلي بن إبراهيم ذكره المحقق السيد صدر الدين العاملي ونسبه الى الكافي في باب الرضا بالقضاء ولم أجده فيه (٩) ، ولا يخلو عن غرابة أيضا.

ومن هذه الامارات لا يبعد استظهار الوثاقة أو ما يقرب منها ، فالخبر حسن كما في الشرح ، وفيه : أو قوي كالصحيح على المشهور (١٠).

[٣٤٥] شمه ـ وإلى يحيى بن أبي العلاء : محمّد بن الحسن ، عن [الحسين بن الحسن] (١١) بن ابان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن

__________________

(١) الكافي ٤ : ٣٩٠ / ٧.

(٢) تهذيب الأحكام ٥ : ١٠٨ / ٣٥١.

(٣) تهذيب الأحكام ٧ : ١٧ / ٧٥.

(٤) الاستبصار ٣ : ٧١ / ٢٣٦.

(٥) الكافي ٤ : ٢٤١ / ١.

(٦) تهذيب الأحكام ٩ : ٢١٢ / ٨٤١.

(٧) جامع الرواة ٢ : ٣٢٢ / ٢٢٨٥ ، أقول : في معجم رجال الحديث ٢٠ : ١٢ في ترجمة ياسين الضرير وجوها تنفي هذا التعاكس ، وان ياسين الذي روى عنه حريز هو ليس الضرير ، فراجع.

(٨) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٩٤ / ١١٨٢.

(٩) لم نقف عليه فيه ، ولا في غيره أيضا.

(١٠) روضة المتقين ١٤ : ٢٩٧.

(١١) في الأصل : الحسن بن الحسين ، وما أثبتناه هو الصحيح الموافق لما في المصدر وكتب الرجال ،

٣٧٦

أيوب ، عن ابان بن عثمان ، عنه (١).

أثبتنا وثاقة ابن أبان في (يج) (٢) ، فالسند صحيح.

وامّا يحيى ، ففي النجاشي وتبعه الخلاصة : يحيى بن العلاء (٣) ، والظاهر انه سقط أبي من نسخته ، فان الموجود في غيره والأسانيد : أبي العلاء ، وهو رازي ، وأصله كوفي ، ثقة فيهما ، غير مطعون في غيرهما من رجال الشيخ (٤) ، والفهرست (٥) وغيرهما ، ويروي عنه أبان كثيرا (٦) ، وإسحاق بن عمّار (٧) ، وجعفر بن بشير (٨) ، فالخبر صحيح مع انّ في السند اثنين من أصحاب الإجماع.

[٣٤٦] شمو ـ وإلى يحيى بن أبي عمران : محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ـ وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن ـ (٩).

ومحمّد وابن إبراهيم ثقتان في (لب) (١٠) و(يد) (١١) فالسند صحيح.

__________________

وقد ذكره المصنف ـ رحمه‌الله ـ صحيحا في شرح طريق الصدوق ـ قدس‌سره ـ إلى إبراهيم ابن ميمون في (يج) وسيأتي قريبا مما يقوي وقوع الاشتباه من الناسخ ، فلاحظ.

(١) الفقيه ٤ : ٨٨ ، من المشيخة.

(٢) تقدم برقم : ١٣.

(٣) انظر رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١١٩٨ ورجال العلامة : ١٨٢ / ١١.

(٤) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٧.

(٥) فهرست الشيخ : ١٧٨ / ٧٧٨.

(٦) الفقيه ٤ : ٨٨ ، من المشيخة.

(٧) تهذيب الأحكام ٤ : ٢١٧ / ٦٣٠.

(٨) الكافي ٣ : ١٩٧ / ٢.

(٩) الفقيه ٤ : ٤٤ ، من المشيخة.

(١٠) تقدم برقم : ٣٢.

(١١) تقدم برقم : ١٤.

٣٧٧

وامّا يحيى فغير مذكور إلاّ أنّ في أصحاب الرضا عليه‌السلام والخلاصة : يحيى بن عمران الهمداني يونسي (١) ، والظاهر الاتحاد ، لقوله : يونسي ، أي تلميذه ، ولما رواه في التهذيب في باب كيفيّة الصلاة (٢) ، وفي الاستبصار في باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم : عن علي بن مهزيار ، عن يحيى بن [أبي] (٣) عمران الهمداني ، قال : كتبت الى أبي جعفر عليه‌السلام (٤).

وروي هذا الخبر في الكافي في باب قراءة القرآن من كتاب الصلاة ، عن علي بن مهزيار ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني. إلى آخره (٥) ، فالظاهر ـ وفاقا لصاحب الجامع ـ أنّ لفظة أبي سقطت من قلم النساخ (٦) ، وذكره في الفقيه أيضا في باب ما يصلّى فيه وما لا يصلّى فيه من الثياب (٧) مثل ما في المشيخة.

وكيف كان ، فالخبر صحيح عند القدماء حسن عند المتأخرين ، أو ضعيف.

[٣٤٧] شمز ـ وإلى يحيى [بن حسان] (٨) الأزرق : أبوه ، عن علي ابن إبراهيم بن هشام ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عنه (٩).

__________________

(١) انظر : رجال الشيخ : ٣٩٥ / ٨ ، ورجال العلامة : ١٨١ / ٣.

(٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٦٩ / ٢٥٢.

(٣) ما أثبتناه بين المعقوفين من المصدر ، وهو موافق لسائر كتب الرجال ، وسيأتي التأكيد عليه من المصنف قدس‌سره بعد قليل ، فلاحظ.

(٤) الاستبصار ١ : ٣١١ / ٣.

(٥) الكافي ٣ : ٣١٣ / ٢.

(٦) جامع الرواة ٢ : ٣٣٤.

(٧) الفقيه ١ : ١٧٠ / ٨٠٤.

(٨) هذا من زيادة الأصل على المصدر ، وسيأتي التنبيه عليه من المصنف قدس‌سره فلاحظ.

(٩) الفقيه ٤ : ١١٨ ، من المشيخة.

٣٧٨

السند صحيح عندنا بما مرّ غير مرّة هكذا في الوسائل من ذكر حسان في صدر الكلام (١) ، وفي المشيخة : وما كان فيه عن يحيى الأزرق. إلى آخره.

ويحيى الأزرق متكرّر في الأسانيد ، والمعهود المذكور في التراجم يحيى بن عبد الرحمن الأزرق ، ففي النجاشي : يحيى بن عبد الرحمن الأزرق ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن عليهما‌السلام ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا (٢) ، ثم ذكر طريقه ، وفي الفهرست : يحيى بن عبد الرحمن الزرق ، له كتاب أخبرنا به جماعة. إلى آخره (٣) ، وليس فيهما ذكر لابن حسان.

وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام : يحيى بن عبد الرحمن الأزرق الأنصاري ، مولى ، كوفي (٤) ، ثم ذكر يحيى بن حسان الكوفي ، ثم يحيى بن حسان ، ثم يحيى الأزرق (٥) ، ولا شك أنّ الأخير هو بعينه ابن عبد الرحمن ولم يصف الآخرين بالأزرق ، ثم أنّ الصدوق لم يذكر طريقه الى يحيى بن عبد الرحمن صاحب الكتاب المذكور في النجاشي والفهرست المتكرّر في الأسانيد الذي يروي عنه الأجلّة ، ثم لم نجد خبرا في الأربعة (٦) ـ كما يظهر من المجامع (٧) ـ في سنده يحيى بن حسان الأزرق ، وجميع ذلك يورث الظن القوي وفاقا للفاضل الخبير الأردبيلي بأنّ كلمة حسان من طغيان القلم وان الأصل

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٩ : ٤٣٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١٢٠٠.

(٣) فهرست الشيخ : ١٧٨ / ٧٧٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣٣٣ / ٥.

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٤ / ١٧ و٢٩ و٣٠.

(٦) اي كتب الحديث الأربعة.

(٧) الظاهر : زيادة الميم الأولى سهوا والمراد هو جامع الرواة على ما سيأتي قريبا.

٣٧٩

عبد الرحمن (١) ، وما في الوافي (٢) ، والوسائل (٣) من ذكره في أوّل الكلام من تصرّفهما.

ويروى عنه بعنوان يحيى الأزرق ، أو يحيى بن عبد الرحمن الأزرق : أبان ابن عثمان (٤) ، وحماد بن عثمان (٥) ، وصفوان بن يحيى (٦) ، وعبد الله بن بكير (٧) ، وعلي بن الحسن بن رباط (٨) ، وعلي بن النعمان (٩) ، والقاسم بن إسماعيل القرشي (١٠).

[٣٤٨] شمح ـ والى يحيى بن عباد المكّي : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن محمّد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عنه (١١).

الثاني هو ابن جعفر الثقة في (لو) (١٢) ، والنخعي غير مذكور ، وعمّه هو النوفلي المذكور في (لز) (١٣) والسند ضعيف على المشهور.

ويحيى غير مذكور إلاّ في أصحاب الصادق عليه‌السلام (١٤) ، وفيه :

__________________

(١) جامع الرواة ٢ : ٣٢٧.

(٢) الوافي : لم نعثر عليه فيه.

(٣) وسائل الشيعة ١٩ : ٤٣٢.

(٤) الفقيه ٢ : ٢٦٢ / ١٢٧٥.

(٥) الاستبصار ٢ : ٢٤١ / ٨٤٠.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ١٥٧ / ٥٢٠.

(٧) الاستبصار ٣ : ٢٩١ / ١٠٢٦.

(٨) رجال النجاشي : ٤٤٤ / ١٢٠٠.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٤٥ / ١٤١٣.

(١٠) فهرست الشيخ : ١٧٨ / ٧٧٦.

(١١) الفقيه ٤ : ٢١ ، من المشيخة.

(١٢) تقدم برقم : ٣٦.

(١٣) تقدم برقم : ٣٧.

(١٤) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٣٩.

٣٨٠