خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

الأئمة عليهم‌السلام محدّثون بمنزلة الأنبياء بل قال : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، فتوهموا أنه يقول : إنّهم أنبياء ، فتدبّر ما أقول فإنك تستبعد أولا ، ولكن بعد التدبّر تعلم أنّ ذلك من فضل الله علينا ، انتهى المقصود من كلامه (١) ، وتلقاه في التعليقة بالقبول (٢) ، وقريب منها ما في عدّة السيد المحقق الكاظمي (٣).

وفي التكملة ـ بعد نقل كثير من الاخبار السابقة ـ وهذه الاخبار لا تنافي بينها ، فإنّ الاخبار الأوّل دلّت على أنّ قتل المعلى ابتلاء بما ضيّع حديث أهل البيت عليهم‌السلام ، ومتّفقة على سبق عدالته وثقته وعلوّ شأنه وجلالة قدره ، واختلفت في نهاية امره ، فدلّت صحيحة ابن أبي عمير (٤) على بقاء تلك المنزلة ، لا سيّما قوله : أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا ، فإنّه يدلّ على عدم تغيّر حاله عنده وبقاء منزلته لديه ، وقوله عليه‌السلام في الأخرى (٥) : سلّط عدوّه على وليّه ، ودلّت رواية النعماني (٦) ورواية الصفار (٧) بقوله : (فخالفني) على معصيته واذاعة سرّه.

ولعلّ الى هذا نظر المحقق في المعتبر (٨) فضعّفه ، لكن رواية ابن أبي عمير أصحّ واثبت ، ويؤيّدها تعديل الطوسي له في كتاب الغيبة (٩) ، وروايات الكشي

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٧٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٣٧.

(٣) عدة الكاظمي : ١٦٨.

(٤) تقدمت عن الكافي ٣ : ٩٤ / ٨.

(٥) تقدمت عن روضة الكافي ٨ : ٢٠٤ / ٤٦٩.

(٦) تقدمت عن بصائر الدرجات : ٤٢٣ / ٢.

(٧) تقدمت الإشارة إليها عن غيبة النعماني : ٣٨ / ١٢.

(٨) المعتبر : حكى عنه صاحب التكملة فلم نجده فيه بعد الفحص.

(٩) الغيبة للطوسي : ٢١٠.

٣٢١

الدالة على المدح (١).

وأمّا تضعيف النجاشي (٢) ، والغضائري (٣) فالظاهر منه تضعيفه من أوّل أمره وانه ضعيف في نفسه لا باعتبار هذه الواقعة.

وهذا اتّفقت الاخبار على عدمه ، وهي أقوى من تضعيفهما ، والاخبار التي رواها الكشي في ذمّه (٤) ، كلّها من جهة اذاعة السرّ ، ولم يرد في ذمّه من غير هذا الوجه ، ولئن سلّمنا انه فاسق من هذا الوجه ، فهو متأخر عن رواياته ، فهي مرويّة عنه في حال عدالته على الظاهر ، انتهى (٥).

واعلم أنّ في السند حمّاد بن عيسى فالخبر صحيح أو في حكمه.

[٣١٨] شيح ـ وإلى المعلّى بن محمّد البصري : أبوه ومحمّد بن الحسن وجعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عنه (٦).

السند صحيح بما مرّ في (له) (٧).

وامّا المعلّى فذكره الشيخ في الفهرست (٨) ، وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام (٩) ، وذكر كتبه والطريق إليها ولم يطعن عليه ، ولكن في النجاشي : مضطرب الحديث والمذهب وكتبه قريبة (١٠) ، ثم ذكرها وقال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال :

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٦٧٤ و٦٧٥ / ٧٠٧ و٧٠٨.

(٢) رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٤.

(٣) انظر : مجمع الرجال للقهبائي ٦ : ١١٠.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٧٦ و٦٧٨ / ٧٠٩ و٧١٢.

(٥) تكملة الرجال ٢ : ٥٢٤ ـ ٥٢٦.

(٦) الفقيه ٤ : ١٣٦ ، من المشيخة.

(٧) تقدم برقم : ٣٥.

(٨) فهرست الشيخ : ١٦٥ / ٧٢٢.

(٩) انظر رجال الشيخ : ٥١٥ / ١٣٣.

(١٠) أي بعيدة عما يشينها ، والظاهر قبولها عند النجاشي.

٣٢٢

حدثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن المعلّى (١).

ولا يخفى أن رواية المفيد كتبه ، عن شيخه ابن قولويه ، عن الجليل الحسين الأشعري تنافي الاضطراب في المقامين ، وكذا رواية شيخ القميين محمّد ابن الحسن بن الوليد عنه كما في الفهرست في ترجمة أبان بن عثمان (٢) ، وكذا الحسين بن سعيد كما في التهذيب في باب الزيادات في القضايا والاحكام (٣) ، والثقة الجليل أبو علي الأشعري أحمد بن إدريس كما في الكافي في باب الصبر (٤) ، و [باب] الجلوس في كتاب العشرة (٥) ، وعلي بن إسماعيل الميثمي (٦).

وبعد رواية هؤلاء الأجلّة عنه ـ وفيهم أبو علي الذي قالوا فيه : صحيح الرواية ، وابن الوليد المعلوم حاله في التحرّز عن الضعفاء بل المتهمين ، وإكثار الكليني من الرواية عنه بتوسط أبي بكر الأشعري (٧) ـ يمكن استظهار وثاقته بل جلالته كما نصّ عليه الشارح.

حيث قال : يظهر من كتاب كمال الدين ، والغيبة ، والتوحيد جلالة هذا الرجل ، واعتمد عليه المشايخ العظام ، ولم نطّلع على خبر يدلّ على اضطرابه في الحديث والمذهب كما ذكره بعض الأصحاب ، وعلى ايّ حال فأمره سهل لكونه

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٧.

(٢) فهرست الشيخ : ١٩ / ٦٢.

(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٨٧ / ٧٩٦.

(٤) أصول الكافي ٢ : ٧٦ / ٢٥.

(٥) أصول الكافي ٢ : ٤٨٤ / ٥.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ١١ / ٢٤.

(٧) كذا في الأصل : والصحيح هو : الحسين بن محمّد بن عمران بن أبي بكر ، أبو عبد الله الأشعري ، روى الكليني بتوسطه عن المعلى بن محمّد كثيرا ، انظر : أصول الكافي ٢ : ٤٨٤ / ٥ وغيره من كتاب الحجة.

٣٢٣

من مشايخ الإجازة لكتاب الوشاء غالبا ولغيره قليلا ، انتهى (١).

وأمّا ما في ترجمته في الغضائري كما في الخلاصة (٢) والنقد : أبو محمّد نعرف حديثه وننكره ، روى عن الضعفاء ، ويجوز ان يخرج شاهدا (٣) ، فغير مضر ومع التسليم فغير قابل للمعارضة (٤) وإن كان مؤيّدا بما في النجاشي كما لا يخفى (٥) ، ونقل المحقق البحراني في المعراج عن بعض معاصريه عدّ حديثه صحيحا ، وعدّه من مشايخ الإجازة ، انتهى (٦).

[٣١٩] شيط ـ وإلى معمّر بن خلاّد : محمّد بن موسى بن المتوكل ومحمّد بن علي ماجيلويه واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عنه (٧).

السند صحيح على الأصح من وثاقة ابن هاشم.

وابن خلاّد ثقة في النجاشي (٨) والخلاصة (٩) ، ويروي عنه من الأجلاّء : أحمد بن محمّد بن عيسى (١٠) ، وعلي بن الحسن بن فضّال (١١) ، ومعاوية بن

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٨٠.

(٢) رجال العلامة : ٢٥٩ / ٢.

(٣) نقد الرجال : ٣٤٩ / ٩.

(٤) أي : غير قابل لمعارضة التوثيق الذي نقله عن المجلسي بشأنه آنفا.

(٥) انظر رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٧.

(٦) معراج الكمال (مخطوط) : ورقة ٢٣ / أ.

(٧) الفقيه ٤ : ٧١ ـ ٧٢ ، من المشيخة.

(٨) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨.

(٩) رجال العلامة : ١٦٩ / ١.

(١٠) الاستبصار ٣ : ٢٤١ / ٨٦٢.

(١١) تهذيب الأحكام ٤ : ١٦٣ / ٤٦١.

٣٢٤

حكيم (١) ، واحمد بن أبي عبد الله (٢) ، والصفار (٣) ، وموسى بن عمر (٤).

وفي جامع القزويني (٥) : ومحمّد بن زياد (٦) ، والظاهر انه ابن أبي عمير ، وسهل بن زياد (٧) ، فالخبر صحيح.

[٣٢٠] شك ـ وإلى معمّر بن يحيى : أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حمّاد بن عثمان ، عنه (٨).

السند صحيح بالاتفاق وفيه اثنان من أصحاب الإجماع.

ومعمر بن يحيى ثقة في النجاشي (٩) ، والخلاصة (١٠) ، ويروي عنه سوى حمّاد : ابن أبي عمير (١١) ، وأبان (١٢) ، والبزنطي (١٣) ، وثعلبة بن ميمون (١٤) ،

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ١١ / ٢٣.

(٢) فهرست الشيخ : ١٧٠ / ٧٤٢.

(٣) فهرست الشيخ : ١٧٠ / ٧٤٢.

(٤) الاستبصار ١ : ٣٥٠ / ١٣٢٣.

(٥) جامع الشرائع للقزويني : غير موجود لدينا.

(٦) لم نظفر بروايته عنه لا في كتب الحديث ولا في كتب الرجال ، ولعله محمد بن عيسى بن زياد كما في رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨ ، أو ابن أبي عمير كما استظهره المصنف « قدس‌سره » ، فلاحظ.

(٧) الكافي ٨ : ١٥١ / ١٣٤ ، من الروضة.

(٨) الفقيه ٤ : ٣٠ ، من المشيخة.

(٩) رجال النجاشي : ٤٢٥ / ١١٤١.

(١٠) رجال العلامة : ١٦٩ / ٢.

(١١) الكافي ٧ : ٤٦٢ / ١٥.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٩٢ / ٣٤٣.

(١٣) الكافي ٧ : ٤٦٢ / ١٥.

(١٤) رجال النجاشي : ٤٢٥ / ١١٤١.

٣٢٥

ودرست (١) ، وابن هاشم (٢).

[٣٢١] شكا ـ وإلى أبي جميلة المفضّل بن صالح : أبوه ، عن الحميري ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن احمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عنه (٣).

السند صحيح بالاتفاق.

وأوضحنا وثاقة أبي جميلة في (قكز) (٤) ، فالخبر صحيح ، أو في حكمه لوجود البزنطي فيه.

[٣٢٢] شكب ـ وإلى المفضل بن عمر : محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه ، عن الحسن بن متيل ، عن احمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي الكوفي وهو مولى (٥).

مرّ وثاقة أحمد في (يه) (٦) ، وأبيه في (لب) (٧) ، وابن سنان في (كو) (٨) ، والمفضل في (ل) (٩) بما لا مزيد عليه ، فالخبر صحيح على الأصح عندنا وعند المحققين.

[٣٢٣] شكج ـ وإلى منذر بن جيفر : أبوه رضي‌الله‌عنه ، عن محمّد ابن يحيى العطار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن المغيرة ، عنه (١٠).

__________________

(١) الكافي ٧ : ٧٧ / ٢.

(٢) لم نظفر بروايته عنه لا في كتب الحديث ولا في كتب الرجال.

(٣) الفقيه ٤ : ٤٣ ، من المشيخة.

(٤) تقدم برقم : ١٢٧.

(٥) الفقيه ٤ : ٢٢ ، من المشيخة.

(٦) تقدم برقم : ١٥.

(٧) تقدم برقم : ٣٢.

(٨) تقدم برقم : ٢٦.

(٩) تقدم برقم : ٣٠.

(١٠) الفقيه ٤ : ٩٩ ، من المشيخة.

٣٢٦

السند صحيح لوثاقة ابن هاشم.

وابن جيفر بتقديم الياء كما اتّفقت عليه نسخ الفقيه (١) ، وفي الفهرست وأصحاب الصادق (٢) عليه‌السلام ، أو بتقديم الفاء كما في النجاشي ، وصرّح جماعة بأنّه سهو (٣) ، لم يوثقوه صريحا ، ولكن يروي عنه صفوان كما في الفهرست (٤) ، وعبد الله بن المغيرة (٥) ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع في روضة الكافي (٦) ،

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٨٨٠ ، وتقدم في طريق الصدوق اليه كذلك.

(٢) ظاهر عبارة المصنف ان ما في الفهرست ، ورجال الشيخ موافق لنسخ الفقيه في ضبط اسم (جيفر) ، والأمر ليس كذلك. ففي نسخة خطية من رجال الشيخ (حفير) بالحاء المهملة على ما ذكر في إتقان المقال : ق ٢ / ٢٣٧ ، وفي نسختنا الخطية منه والمطبوعة : ٣١٦ / ٥٩٠ (حيفر) ، وفي نسختنا الخطية من الفهرست : (جيفر) والمطبوعة : ١٧٠ / ٧٤٥ (جفير) وسيأتي مزيد من التوضيح في الهامش الآتي ، فلاحظ.

(٣) اختلف العلماء في ضبط اسم والد المنذر هذا بين (جفير) و(جيفر) حيث ذكر بالعنوان الأول : جفير في رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٩ ، وفهرست الشيخ : ١٧٠ / ٧٤٥ ، ورجال ابن داود : ١٩٢ / ١٦٠١ ، وتلخيص المقال : ٢٥٤ ، ومنتهى المقال : ٣٤٥.

وورد بالعنوان الثاني : جيفر في رجال الشيخ : ٣١٦ / ٥٩٠ ونسخة من الفهرست كما تقدم في الهامش السابق ، ونقد الرجال : ٣٥٤ ، ومجمع الرجال ٦ : ١٤٠ ، وتنقيح المقال ٣ : ٢٤٨ ، ومعجم رجال الحديث ١٨ : ٣٣٣ وفيه ترجيح الثاني على الأول.

قال العلامة الأصفهاني في هامشه على مجمع الرجال ٦ : ١٤٠ نقلا عن حاشية المؤلف على رجال الكشي والنجاشي ما لفظه : تجرأ قلم الكاتب في الفهرست ورجال الشيخ في تقديم الياء المنقطة من تحت نقطتين على الفاء في والد هذا الرجل لشهادة الشيخ أيضا في ترجمته ، وكذا النجاشي ، فارجع وأذعن بما ترى.

وقد استظهر غير واحد ان (جيفر) هو الصحيح لوروده هكذا في الكافي ٢ : ٢٣٥ / ١٨ و٨ : ٣١٣ / ٤٨٨ ، ٣٦٠ / ٥٥١ ، من الروضة ، والفقيه ٢ : ١٩٣ / ٨٨٠ ، والتهذيب ٨ : ٣٢٤ / ١٢٠٣.

هذا وقد وقع في إتقان المقال ق ٢ : ٢٣٧ بعنوان : مندار بن جفير ، بدل : منذر ، فلاحظ.

(٤) فهرست الشيخ : ١٧٠ / ٧٤٥.

(٥) الفقيه ٤ : ٩٩ ، من المشيخة.

(٦) الكافي ٨ : ٣١٣ / ٤٨٨ ، من الروضة.

٣٢٧

والجليل إسماعيل بن مهران السكوني (١) ، فهو ثقة بالأمارة ، والخبر صحيح على الأصح.

[٣٢٤] شكد ـ وإلى منصور بن حازم : محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم الأسدي الكوفي (٢).

المحامدة (٣) كلّهم ثقات بل أجلاّء ، وأوضحنا وثاقة سيف في (قمح) (٤) ، فالسند صحيح.

وفي النجاشي : منصور بن حازم أبو أيّوب البجليّ ، كوفي ثقة عين صدوق ، من جلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن الصادق والكاظم عليهما‌السلام (٥) ، ويروي عنه من أصحاب الإجماع ابن أبي عمير (٦) ، وصفوان بن يحيى (٧) ، ويونس بن عبد الرحمن (٨) ، وعبد الله بن المغيرة (٩) ، وعبد الله بن مسكان (١٠) ، وجميل بن درّاج (١١) ، وأبان بن عثمان (١٢) ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٩ / ١١١٩.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٢ ، من المشيخة.

(٣) محمد : يجمع جمع مذكر سالم ، وجمع تكسير ، والصيغة التي استعملها المصنف في جمعه هي من الصيغ الدالة على الكثرة في جمع التكسير ، وان كان العدد دالا على القلة ، انظر : النحو الوافي ٤ : ٦٢٩.

(٤) تقدم برقم : ١٤٨.

(٥) رجال النجاشي ٤١٣ / ١١٠١.

(٦) الاستبصار ٢ : ٢١٢ / ٧٢٥.

(٧) تهذيب الأحكام ٩ : ٥ / ١١.

(٨) الفقيه ٤ : ١٧٠ / ٥٩٦.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ١٩ / ٨٤٢.

(١٠) تهذيب الأحكام ٥ : ٣٧٩ / ١٣٢٤.

(١١) الاستبصار ٣ : ٢٥٦ / ٩١٨.

(١٢) الاستبصار ٤ : ١٣٨ / ٥١٩.

٣٢٨

وعثمان بن عيسى (١).

ومن أضرابهم من الأجلاّء : أحمد بن محمّد بن عيسى (٢) ، وعلي بن النعمان (٣) ، وحفص بن البختري (٤) ، وسيف بن عميرة (٥) ، ومحمّد بن حمران (٦) ، وأبو بكر الحضرمي (٧) ، وعاصم بن حميد (٨) ، ومحمّد بن إسماعيل (٩) ، ومحمّد بن عبد الجبار (١٠) ، والحارث بن المغيرة (١١) ، وعمر بن حنظلة (١٢) ، وداود بن النعمان (١٣) ، وعلي بن رئاب (١٤) ، وعلي بن أسباط (١٥) ، وعبد الرحمن بن الحجاج (١٦) ، وعلي بن الحسن بن رباط (١٧) ، وغيرهم.

وروى في الكشي (١٨) وفي الكافي بطريق صحيح إنه عرض دينه على

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ١٠١ / ٣٧٨.

(٢) الكافي ٥ : ٤٥ / ٧.

(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٣٢ / ١٣٦٦.

(٤) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٣١ / ٦٨٠.

(٥) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٤٥ / ٨٢٩.

(٦) تهذيب الأحكام ١ : ٣٩٤ / ١٢١٨.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ٨٧ / ٢٨٧.

(٨) أصول الكافي ١ : ٥٢ / ٣.

(٩) أصول الكافي ١ : ٣٢ / ١.

(١٠) تهذيب الأحكام ٩ : ١٢١ / ٥١٩.

(١١) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٢ / ٦٣.

(١٢) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٢ / ٦٣.

(١٣) الكافي ٤ : ١٠٤ / ٣.

(١٤) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٠١ / ١٢٥٨.

(١٥) الظاهر وقوع الاشتباه ، لان منصور بن حازم يروي عن علي بن أسباط ، كما في الاستبصار ٢ : ٣٠١ / ١٠٧٥.

(١٦) الكافي ٥ : ٤٧٨ / ٥.

(١٧) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٧٢ / ١٨٩٠.

(١٨) رجال الكشي ٢ : ٧١٨ / ٧٩٥.

٣٢٩

الصادق عليه‌السلام في خبر طويل ، وفي آخره : وإن الحجّة من بعده محمّد ابن علي أبو جعفر عليه‌السلام وكانت طاعته مفروضة ، فقال : رحمك الله ، قال : فقلت : أعطني رأسك أقبله ، فضحك ، فقلت : أصلحك الله ، وقد علمت أنّ أباك لم يذهب حتى ترك حجّة من بعده كما ترك أبوه ، واشهد بالله أنّك أنت الحجّة وأنّ طاعتك مفترضة فقال : كفّ رحمك الله ، قلت : أعطني رأسك أقبّله ، فقبّلت رأسه فضحك ، ثم قال : سلني عمّا شئت فلا أنكرك بعد اليوم ابدا (١).

[٣٢٥] شكه ـ وإلى منصور الصيقل : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن أبي محمّد الدهلي (٢) ، عن إبراهيم بن خالد العطار ، عن محمّد بن منصور الصيقل ، عن أبيه منصور الصيقل (٣).

الثلاثة الأول من الأجلاء ، والرابع غير مذكور ، وامّا الخامس ، ففي النجاشي : إبراهيم بن خالد العطار العبدي ، يعرف بابن أبي مليقة ، روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ذكره أصحابنا في الرجال ، له كتاب (٤).

وفي الفهرست : إبراهيم بن خالد العطار له كتاب ، أخبرنا به احمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن خالد (٥).

وقال العلامة في الإيضاح : إبراهيم بن خالد العطار العبدي بالعين

__________________

(١) الكافي ١ : ١٤٥ / ١٥.

(٢) الظاهر اتحاده مع أبي محمّد الذهلي الراوي عن أبي أيوب المدائني كما في الكافي ٥ : ٨٩ / ٢ انظر : معجم رجال الحديث ٢٢ / ٤٠.

(٣) الفقيه ٤ : ١٠٠ ، من المشيخة.

(٤) رجال النجاشي : ٢٤ / ٤١.

(٥) فهرست الشيخ : ١٠ / ٢٥.

٣٣٠

المهملة والباء المنقطة تحتها نقطة والدال المهملة ، يعرف بابن مليكة بالميم المضمومة واللام المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة والكاف المفتوحة ، انتهى (١).

ويظهر من الجماعة أنّه من الرواة المعروفين المصنّفين ، ولم يطعنوا عليه بشيء لا في مذهبه ولا في اعماله ، وهذا المقدار من المدح يخرجه من الجهالة الاّ انّه غير نافع لجهالة من قبله ، وكذا الذي بعده ، إذ ليس له ذكر في غير المقام إلاّ في الكافي في باب التمحيص ، روى سهل ، عنه ، عن أبيه (٢) ، وفي الفقيه ، في باب طلاق الحامل ، روى علي بن الحكم ، عنه ، عن أبيه (٣).

وامّا منصور وهو ابن الوليد الصيقل أبو محمّد ، ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (٤) والصادق عليهما‌السلام وقال : روى عنهما عليهما‌السلام (٥) ، ويمكن استظهار وثاقته من رواية الأجلّة عنه وفيهم من أصحاب الإجماع ، جميل بن درّاج في التهذيب في باب بيع الواحد بالاثنين (٦) ، وعبد الله بن مسكان فيه (٧) ، وفي الكافي في باب الرضا بموهبة الايمان (٨) ، وأبان بن عثمان في التهذيب في باب زكاة أموال الأطفال (٩).

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٤.

(٢) أصول الكافي ١ : ٣٠٢ / ٦.

(٣) الفقيه ٣ : ٣٣١ / ١٦٠١.

(٤) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٢.

(٦) تهذيب الأحكام ٧ : ١١٣ / ٤٩٠.

(٧) تهذيب الأحكام ٧ : ١١٣ / ٤٨٨.

(٨) أصول الكافي ٢ : ١٩٢ / ٦.

(٩) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٩ / ٧١.

٣٣١

ومن أضرابهم : إسحاق بن عمّار (١) ، وعلي بن الحكم (٢) ، وعبد الله بن سنان (٣) ، ومحمّد بن سنان (٤) ، وسيف بن عميرة (٥) ، وعمر بن أبان (٦) ، وفي الكافي في الروضة : عن محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن داود بن سليمان الحمّار ، عن سعيد بن يسار ، قال : استأذنّا على أبي عبد الله عليه‌السلام انا والحارث بن المغيرة [النصري] (٧) ومنصور الصيقل فواعدنا دار طاهر مولاه ـ إلى ان قال ـ : ثم قال : الحمد لله الذي ذهب بالناس يمينا وشمالا فرقة مرجئة وفرقة خوارج وفرقة قدريّة وسميتم أنتم الترابية ، ثم قال عليه‌السلام : اما والله ما هو الاّ الله وحده لا شريك له ورسوله وآل رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشيعتهم كرّم الله وجوههم ، وما كان سوى ذلك فلا. الخبر (٨).

وفي الشرح : فالخبر قوي أو حسن على شهادة المصنف (٩).

[٣٢٦] شكو ـ وإلى منصور بن يونس : أبوه رضي‌الله‌عنه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي بن حديد ومحمّد

__________________

(١) الاستبصار ٢ : ١٥٣ / ٥٠٥.

(٢) أصول الكافي ٢ : ٣٥٥ / ٢.

(٣) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٥٦ / ١١٠٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٨٨ / ١٢١١.

(٥) الكافي ٣ : ٤٠٦٠ / ٧.

(٦) أصول الكافي ١ : ٣٢ / ٩.

(٧) في الأصل : النضري ، بالضاد المعجمة ، والصحيح بالصاد المهملة كما أثبتناه لموافقته ما في المصدر ورجال الكشي ٢ : ٦٢٧ / ٦١٨ والنجاشي : ١٣٩ / ٣٦١ والطوسي : ١١٧ / ٤٢ و١٧٩ / ٢٣٢ والعلامة : ٥٥ / ١٠ وابن داود : ٦٨ / ٣٦٧.

(٨) الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٥٢٠.

(٩) روضة المتقين ١٤ : ٢٨٣.

٣٣٢

ابن إسماعيل بن بزيع جميعا ، عنه (١).

السند صحيح جزما من غير طريق عليّ ، ومن طريقه يتوقف على شرح حاله.

فنقول : في النجاشي : علي بن حديد بن حكيم المدايني الأزدي الساباطي ، روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، له كتاب ، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان ، قال : حدثنا علي بن حاتم ، قال : حدثنا الحميري ، قال : حدثنا أبي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن فضّال ، عن علي بن حديد بكتابه (٢).

وفي الفهرست : علي بن حديد المدائني ، له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطة ، عن أبي محمّد عيسى بن محمّد بن أيوب الأشعري ، عن علي بن حديد (٣).

وفي أصحاب الرضا عليه‌السلام : علي بن حديد كوفي مولى الأزد ، وكان منزله ومنشأه بالمدائن (٤) ، وفي أصحاب الجواد عليه‌السلام : علي بن حديد بن حكيم (٥).

وفي معالم العلماء : علي بن حديد المدايني له كتاب (٦).

وفي النجاشي (٧) ، والفهرست (٨) في ترجمة الثقة مرازم بن حكيم ، ينتهي طريقهما الى كتابه الى علي بن حديد عنه.

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٨٤ ، من المشيخة.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٧.

(٣) فهرست الشيخ : ٨٩ / ٣٧٢.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٧ / ٤٢.

(٥) رجال الشيخ : ٤٠٣ / ١١.

(٦) معالم العلماء : ٦٣ / ٤٢٨.

(٧) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨.

(٨) فهرست الشيخ : ١٧٠ / ٧٤٤.

٣٣٣

هذه أصول الكتب الرجالية ، لم يطعن عليه أربابها فيها ، ولم ينقل عن الغضائري الطعّان فيه شيء (١).

وامّا الكشي ، فقال في علي بن حديد : قال نصر بن الصباح : علي بن حديد بن حكيم فطحيّ ، من أهل الكوفة ، وكان أدرك الرضا عليه‌السلام (٢) ، ثم في ترجمة هشام بن الحكم : علي بن محمّد ، قال : حدثني أحمد ابن محمّد ، عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك قد اختلف أصحابنا فأصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال : عليك بعلي بن حديد ، قلت : فآخذ بقوله؟ قال : نعم ، فلقيت علي بن حديد ، فقلت له : نصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال : لا (٣).

ثم في ترجمة يونس بن عبد الرحمن : آدم بن محمّد القلانسي البلخي ، قال : حدثني علي بن محمّد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن حماد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : قلت له : أصلّي خلف من لا اعرف؟ قال : لا تصلّ الاّ خلف من تثق بدينه ، فقلت له أصلّي خلف يونس وأصحابه؟ فقال : يأبى ذلك عليكم علي بن حديد ، قلت : آخذ بقوله في ذلك؟ قال : نعم ، قال : فسألت علي بن حديد عن ذلك ، فقال : لا تصلّ خلفه ، ولا خلف أصحابه (٤).

علي بن محمّد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : كان احمد ابن محمّد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها ، وقد كان

__________________

(١) مجمع الرجال : ٤ / ١٧٥.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٤٠ / ١٠٧٨.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٥٦٣ / ٤٩٩.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٧٨٧ / ٩٥٠.

٣٣٤

علي بن حديد يظهر في الباطن الميل الى يونس وهشام (رحمهما الله).

ثم ذكر خبرين فيهما ذمّ يونس بالإسناد السابق عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١).

ثم قال : فلينظر الناظر فيعجب من هذه الاخبار التي رواها القميون في يونس ، وليعلم انّها لا تصحّ في العقل وذلك ان أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي ابن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما في الوقيعة في يونس ، ولعلّ هذه الروايات كانت من احمد قبل رجوعه ، ومن عليّ مداراة لأصحابه ، انتهى (٢).

ويظهر منه : ان عليّ بن حديد كان من الفقهاء المبرزين الذين يزكى ويجرح بتزكيتهم وجرحهم ، ولذا التجأ الكشي إلى توجيه كلامه في يونس وأصحابه (٣) ويظهر ذلك من الخبرين أيضا.

ويؤيّدهما في الجملة ما في الكافي عن محمّد بن علي بن محمّد ، عن سهل ، عن علي بن مهزيار ، عن أبي علي بن راشد ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : اختلفوا مواليك ، فأصلّي خلفهم جميعا؟ فقال : لا تصلّ الاّ خلف من تثق بدينه ، ثم قال : [ولي موال] قلت : [أصحاب] ، فقال مبادرا قبل ان استتم ذكرهم : لا يأمرك علي بن حديد بهذا ـ أو هذا ما يأمرك عليّ بن حديد به ـ فقلت : نعم (٤).

ومن هنا تعرف وجوه النظر فيما ذكره أبو علي في رجاله بعد نقل الخبرين وتضعيفهما ما لفظه : ثم الظاهر إنه عليه‌السلام انّما جوّز له الأخذ بقوله فيما

__________________

(١) رجال الكشي : ٧٨٧ / ٩٥١.

(٢) رجال الكشي : ٧٨٨ / ٩٥٣.

(٣) رجال الكشي : ٧٨٨ / ٩٥٤.

(٤) الكافي ٣ : ٣٧٤ / ٥ ، وما بين المعقوفات منه.

٣٣٥

سأله لا مطلقا كما في الثاني ، فلعلّ ذلك لعلمه عليه‌السلام أنّ في ذلك لا يقول الاّ ما هو الحقّ بوجه لا على وجه العمل بفتواه مطلقا فلا يضرّ ذلك بهشام ولا بيونس في الثاني لاحتمال ابن ظبيان ولا يوجب توثيق ابن حديد ، انتهى (١).

والظاهر خلاف ما استظهره ، والتقييد لا مستند له ، والضرر يرتفع بما في الكشي ، واحتمال ابن ظبيان بمكان من الفساد ، وأنّى كان ليونس بن ظبيان أصحاب يسأل عن الصلاة خلفهم؟ مع أنّ صريح الكشي بكونه ابن عبد الرحمن (٢).

هذا وفي الكافي : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد واحمد بن محمّد جميعا ، عن علي بن مهزيار ، عن علي بن حديد ، قال : كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاث عشر ومائتين فلمّا قرب الفطر كتبت الى أبي جعفر عليه‌السلام اسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل ، أو أقيم حتى ينقضي الشهر وأتمّ صومي؟ فكتب اليّ كتابا قرأته بخطه عليه‌السلام : سألت رحمك الله عن أيّ العمرة أفضل ، عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك الله (٣) ، ورواية وان كان عليّ الاّ انه لا ينافي حصول الظن منه بعد نقل الأجلّة عنه وثبته مثل ثقة الإسلام في الكافي.

وفي خرائج الراوندي : عن سهل بن زياد ، عن علي بن حديد ، قال : خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق ، فلمّا دخلت المدينة لقيت أبا جعفر عليه‌السلام في بعض الطريق ، فأتيته إلى المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمر لي بكسوة ، وأعطاني دنانير ، وقال : فرقها على أصحابك على قدر ما ذهب ،

__________________

(١) رجال أبي علي (منتهى المقال) : ٢١٠.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٨٨ / ٩٥٢.

(٣) الكافي ٤ : ٥٣٦ / ٢.

٣٣٦

فقسمتها بينهم فإذا هي على قدر ما ذهب منهم لا أقلّ [منه] ولا أكثر! (١).

ويؤيّد وثاقته أيضا رواية ابن أبي عمير عنه كما في التهذيب في باب ما أحلّ الله نكاحه من النساء (٢) ، واضرابه من الأجلاّء كالحسين بن سعيد (٣) ، وعلي ابن فضّال (٤) ، واحمد بن محمّد بن عيسى (٥) ، وعلي بن مهزيار (٦) ، ومحمّد بن عبد الجبار (٧) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (٨) ، ومحمّد بن عبد الله (٩) ، وإبراهيم بن هاشم (١٠) واحمد بن أبي عبد الله (١١) ، وسهل بن زياد (١٢).

ومن جميع ذلك ظهر أنّ مراد الشيخ من الضعف الذي نسبه الى علي بن حديد (١٣) لا بدّ وان يكون الضعف في المذهب والفطحيّة ـ التي نسبها اليه نصر الغالي (١٤) عند الكشي (١٥) ، والجماعة ـ الذي لا تنافيه (١٦) ، الوثاقة كالضعف الذي

__________________

(١) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٦٨ / ١١ ، وما بين المعقوفتين منه.

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٧٦ / ٧.

(٣) تهذيب الأحكام ٩ : ١١٨ / ٥٠٨.

(٤) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٧.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٢٩٢ / ٨٥٤.

(٦) الكافي ٤ : ٥٣٦ / ٢.

(٧) الكافي ٨ : ٣٦١ / ٥٥٢.

(٨) الاستبصار ١ : ٧ / ٧.

(٩) تهذيب الأحكام ٨ : ١٠٠ / ٣٣٨.

(١٠) الاستبصار ٤ : ٢٦٣ / ٩٩٠.

(١١) الكافي ٥ : ٢٥٠ / ٢٤.

(١٢) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢٥٠ / ٩٩١.

(١٣) ضعفه الشيخ « قدس‌سره » في التهذيب ٧ : ١٠١ ذيل الحديث : ٤٣٥ والاستبصار ٣ : ٩٥ ذيل الحديث : ٣٢٥.

(١٤) انظر رجال النجاشي : ٤٢٨ / ١١٤٩ وفيه : نصر بن صباح أبو القاسم البلخي غال المذهب ، روى عنه الكشي.

(١٥) رجال الكشي ٢ : ٨٤٠ / ١٠٧٨.

(١٦) في الأصل : ينافيه ، وما أثبتناه هو الأنسب للمقام ولو قال بعده : التوثيق بدل الوثاقة لصح

٣٣٧

رمي به السكوني ، فمن يروي حجيّة الموثّق أو ما وثق بصدوره من الاخبار وهو مع ذلك يضعّف ابن حديد ـ لقول الشيخ في التهذيب والاستبصار مع خلوّ كتابيه وسائر الأصول عنه ـ فهو لعدم التعمّق في أطراف الكلام ، وعدم الالتفات الى الفرق البيّن في مقام العمل بين التضعيف بحسب العقائد ، والتضعيف في عمل الجوارح ، فتبصّر ولا تكن من الغافلين.

وامّا منصور فالكلام تارة في وثاقته ، واخرى في مذهبه.

أمّا الأولى :

فالحق انه ثقة وفاقا للمحققين لأمور :

أ ـ ما في النجاشي : منصور بن يونس بزرج أبو يحيى ، وقيل : أبو سعيد ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، له كتاب (١).

ب ـ رواية ابن أبي عمير عنه كما في الكافي في باب البكاء من كتاب الدعاء (٢) ، وفي باب أدب الصائم (٣) ، وفي باب فضل القصد من كتاب الزكاة (٤) ، وفي الفقيه في موضعين في باب تحريم الدماء والأموال (٥) ، وفي التهذيب في باب أوّل وقت الظهر (٦).

ج ـ رواية صفوان عنه في التهذيب في باب المهور والأجور (٧) ، وفي

__________________

تذكير اللفظ ، فلاحظ.

(١) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

(٢) أصول الكافي ٢ : ٣٤٩ / ١.

(٣) الكافي ٤ : ٨٩ / ١٠.

(٤) الكافي ٤ : ٥٣ / ٥.

(٥) الفقيه ٤ : ٦٧ / ٢ ، ٤ : ٧٠ / ٢٠.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٧٥ / ١٠٩٣ ، ٤ : ٢٠٣ / ٥٨٥.

(٧) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٧١ / ١٥٠٣.

٣٣٨

الإستبصار في باب من عقد على امرأة وشرط لها أن لا يتزوج عليها (١).

د ـ رواية جماعة من الأجلّة غيرهما عنه ، مثل ابن فضّال (٢) ، وعلي بن الحكم (٣) ، وإسماعيل بن مهران (٤) ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع (٥) ، وعبيس ابن هشام (٦) ، وصالح بن خالد (٧) ، والحسن بن علي الوشاء (٨) ، وسعيد بن يسار (٩) ، ومحمّد بن عبد الحميد (١٠).

وامّا الثانية :

ففي أصحاب الكاظم عليه‌السلام خاصّة : منصور بن يونس بزرج ، له كتاب ، واقفي (١١) ، وذكره في أصحاب الصادق (١٢) عليه‌السلام ، والفهرست (١٣) من غير تعرّض لمذهبه كالنجاشي (١٤).

وفي الكشي : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد بن أصبغ ، عن إبراهيم ، عن عثمان بن القاسم ، قال : قال لي منصور بزرج : قال لي أبو الحسن

__________________

(١) الاستبصار ٣ : ٢٣٢ / ٨٣٥.

(٢) أصول الكافي ٢ : ٣٤٩ / ٢.

(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٧٥ / ١٠٩٣.

(٤) أصول الكافي ٢ : ٣٤٣ / ٣.

(٥) فهرست الشيخ : ١٦٤ / ٧٠٩.

(٦) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

(٧) الكافي ٦ : ١٢٧ / ٣.

(٨) أصول الكافي ٢ : ١٤٩ / ٣.

(٩) أصول الكافي ٢ : ٩٥ / ٢٠.

(١٠) أصول الكافي ١ : ٢٠٦ / ٣.

(١١) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢١.

(١٢) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٤.

(١٣) فهرست الشيخ : ١٦٤ / ٧١٩.

(١٤) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

٣٣٩

عليه‌السلام ودخلت عليه يوما : يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ قال : قلت : لا ، قال : قد صيّرت عليا ابني وصيّي ، [والخليفة] (١) من بعدي ، فادخل عليه فهنئه بذلك ، وأعلمه أنّي أمرتك بهذا ، قال : فدخلت عليه فهنّأته بذلك وأعلمته أنّ أباه أمرني بذلك ، قال الحسن بن موسى : ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها (٢) ، وكان منصور أدرك أبا عبد الله عليه‌السلام (٣).

ورواه الصدوق في العيون : عن الحسن بن محمّد بن عبد الله بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن محمّد بن الأصبغ ، عن أبيه ، عن غنّام (٤) بن القاسم ، قال : قال لي منصور. إلى آخره (٥) باختلاف يسير ، ثم قال من غير استناد الى الحسن : ثم جحد منصور بعد ذلك فأخذ الأموال التي كانت في يده وكنزها (٦) ، والظاهر بقرينة اتحاد العبارتين كونه كلام الحسن وهو وان كان جليلا الاّ انّه لم يدرك الرضا عليه‌السلام ، فيكون خبره مرسلا.

فما في المدارك ، في أنّ الكذب من المفطرات : وروى الكشي حديثا معتبر الاسناد متضمّنا ـ لانه بعني منصور بزرج ـ جحد النص على الرضا (عليه

__________________

(١) في الأصل : والخليفة ، وما أثبتناه بين معقوفين من المصدر وهو موافق لرواية العيون الآتية ، فلاحظ.

(٢) الضمير في كسرها يعود للأموال ، وكسر الأموال : كناية عن التصرف فيها وبذلها من غير مبالاة ، بحار الأنوار : ٤٩ / ١٤ ، قال الفيروزآبادي : كسر الرجل : قل تعاهده لماله ، القاموس : كسره.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٧٦٨ / ٨٩٣.

(٤) في نسخة من المصدر : عثمان بدل غنام كما في رجال الكشي وقد تقدم ، ولم نجد لعثمان ولا لغنام بن القاسم ذكرا في كتب الرجال ، فلاحظ.

(٥) اخبار عيون الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٢ / ٥.

(٦) في المصدر : وكسرها كما مر في رواية الكشي.

٣٤٠