خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

وهو كلام متين ، وقد عثرنا على موارد كثيرة من أمثال ما ذكره ، والله العاصم.

[٣١٦] شيو ـ وإلى معروف بن خرّبوذ : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة الأحمسي ، عن معروف بن خرّبوذ المكّي (١).

مالك بن عطيّة ثقة في النجاشي (٢) ، والخلاصة (٣) ، فالسند صحيح ، ومعروف من أصحاب الإجماع من الستة الأوائل من أصحاب السجاد ، والباقر عليهما‌السلام.

قال الكشي : ذكر أبو القاسم نصر بن الصباح ، عن الفضل بن شاذان ، قال : دخلت على محمّد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رفع رأسه ، ذكر له الفضل طول سجوده (٤) ، فقال : كيف لو رأيت جميل بن درّاج؟ ثم حدّثه انه دخل على جميل بن درّاج فوجده ساجدا فأطال السجود جدّا فلما رفع رأسه قال له محمّد بن أبي عمير : أطلت السجود! قال : لو رأيت معروف ابن خرّبوذ (٥)!

وعن طاهر ، قال : حدثني جعفر ، قال : حدثنا الشجاعي ، عن محمّد بن الحسين ، عن سلام بن بشير الرماني (٦) وعلي بن إبراهيم التيمي ، عن محمّد

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٧١ ، من المشيخة.

(٢) رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣٢.

(٣) رجال العلامة : ١٦٩ / ٢.

(٤) في المصدر : وذكر له طول سجوده ، وزيادة : الفضل ، من توضيح المصنف « قدس‌سره » وهو حسن.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٤٧١ / ٣٧٣.

(٦) في المصدر : الرياني ، والظاهر ان ما أثبته المصنف « قدس‌سره » هو الصحيح الموافق لما في الطبعة القديمة من المصدر : ٢١٣ / ٣٧٦ ، ومعجم رجال الحديث ١٨ : ٢٢٩ ، فلاحظ.

٢٨١

الأصبهاني ، قال : كنت قاعدا مع معروف بن خرّبوذ بمكّة ونحن جماعة ، فمرّ بنا قوم على حمير معتمرون من أهل المدينة ، فقال لنا معروف : سلوهم هل كان بها خبر؟

فسألناهم ، فقالوا : مات عبد الله بن الحسن [بن الحسن عليه‌السلام فأخبرناه بما قالوا ، قال : فلما جاوزوا ، مرّ بنا قوم آخرون ، فقال لنا : فسألوهم ، [فسألناهم] فقالوا : كان عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه‌السلام اصابته غشية فأفاق ، فأخبرناه بما قالوا ، فقال : ما ادري ما يقول هؤلاء وأولئك؟! أخبرني ابن المكرمة ـ يعني أبا عبد الله عليه‌السلام ـ ان قبر عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه‌السلام وأهل بيته على شاطئ الفرات ، قال : فحملهم أبو الدوانيق (١) ، فقبروا على شاطئ الفرات (٢).

وروى الصدوق في العيون والأمالي ، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد ، عن الجلودي ، عن الأشعث بن محمّد الضّبيّ ، عن شعيب بن عمرو (٣) ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، قال : دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام وعنده زيد اخوه ، فدخل عليه معروف بن خرّبوذ المكّي ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا معروف أنشدني من طرائف ما عندك فأنشد :

لعمرك ما ان أبو مالك

بوان ولا بضعيف قواه

ولا بألدّ لدى قوله

يعاد الحكيم إذا ما نهاه

__________________

(١) من زيادة الأصل على المصدر ، وستأتي بعد قليل وهي كذلك ولا ضير فيها لصحة النسب ، فلاحظ.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٤٧٢ / ٣٧٦ ، باختلاف يسير ، وما بين المعقوفتين منه.

(٣) في الأمالي : عمر (بدون واو) والظاهر صحة ما أثبته المصنف لموافقته لما في العيون وكتب الرجال ، فلاحظ.

٢٨٢

ولكنه سيّد بارع

كريم الطبائع حلو ثناه

إذا سدته سدت مطواعه

ومهما وكلت اليه كفاه (١).

قال : فوضع محمّد بن علي عليهما‌السلام يده على كتفي زيد فقال : هذه صفتك يا أبا الحسين (٢).

__________________

(١) الأبيات من قصيدة للمتنخل بن عويمر الهذلي ، وكان أبوه يكنى بابي مالك ، والأبيات في رثائه ، وفيها اختلاف مع الأصل والمصدر ، ويأتي بعد البيت الأول قوله :

ولا بألدّ له نازع

يغاري أخاه إذا ما نهاه

ولكنّه هيّن ليّن

كعالية الرّمح عرد نساه

إذا سدته سدت مطواعة

ومهما وكلت اليه كفاه

الا من ينادي أبا مالك

أفي أمرنا هو أم في سواه؟

أبو مالك قاصر فقره

على نفسه ومشيع غناه

والألد : شديد الخصومة من اللدد ، ويغاري : يلاحي من الملاحاة ، وعرد نساه : اي شديد ساقه.

انظر أمالي السيد المرتضى ١ : ٣٠٦ ، والغاني لأبي الفرج ٢٤ : ١٠٥ ـ في اخبار المتنخل ونسبه ـ وخزانة الأدب للبغدادي ٤ : ١٤٦ الشاهد ٢٧٦.

قال أبو الفرج عن الصيمري بإسناده عن الامام الباقر عليه‌السلام انه كان إذا نظر ـ عليه‌السلام ـ الى أخيه زيد تمثل :

لعمرك ما ان أبو مالك. الأبيات.

أقول : انتفاء معروف بن خربوذ هذه الأبيات للإنشاد بحضرة الإمام الباقر وأخيه زيد عليهما‌السلام فيها ما يكشف عن ذكائه وفطنته لما في البيت :

إذا سدته سدت مطواعة

ومهما وكلت اليه كفاه

من معنى انك إذا شاورت أخيك زيدا شاورك في أمورك ولا يعصيك ، وان سدته في أمر الإمامة فهو مطيع لك لا يحسدك.

(٢) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٥١ / ٥ ، وأمالي الصدوق : ٤٣ / ١٢ ، وفيهما : يا أبا الحسن ، والصحيح ما أثبته المصنف ولعله من اشتباه النساخ بدليل ما موجود في الإرشاد

٢٨٣

والظاهر انه احمد الأربعة الذين ذكر الكشي في ترجمة عبد الله بن ميمون القداح المكّي مسندا عنه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : يا بن ميمون كم أنتم بمكّة؟ قلت : نحن أربعة ، قال : اما إنّكم نور في ظلمات الأرض (١).

هذا وهناك جملة من الاخبار يستشم منها رائحة القدح فيه بما ينافي الجلالة لا الوثاقة كما قد يتوهم في بعضها.

ففي كتاب سلام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خرّبوذ المكّي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : دخلت عليه فانشأت الحديث فذكرت باب القدر ، فقال : لا أراك إلاّ هناك اخرج عني ، قال : قلت : جعلت فداك ، إنّي أتوب منه ، فقال : لا والله حتى تخرج الى بيتك وتغسل ثوبك وتغتسل وتتوب منه الى الله كما يتوب النصراني من نصرانيّته ، قال : ففعلت (٢).

قلت : من وقف على ما ورد في أبواب القدر والقضاء والاستطاعة ، وما وقع من الأجلاّء والأعاظم في هذا الباب ونهيهم الشديد عن الدخول في بعض أبوابها ، علم انّ ما صدر منه عثرة شاركه فيها من هو أعظم قدرا منه ، ولولا خوف الإطالة لنقلت جملة منها ، ومن أرادها فليراجع الأبواب المذكورة.

وفي الكشي : حدثني حمدويه ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلام بن سعيد الجمحي ، قال : حدثنا أسلم مولى محمّد بن الحنفيّة ، قال : كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام جالسا مسندا ظهري إلى زمزم ، فمرّ علينا محمّد بن عبد الله بن الحسن بن

__________________

للمفيد : ٢٦٨ ، ورجال الشيخ : ١٢٢ / ١ ، ومقاتل الطالبيين : ١٢٧ وغيرها من المصادر التي أجمعت على ان زيدا عليه‌السلام يكنى بابي الحسين ، فلاحظ.

(١) رجال الكشي ٢ : ٦٨٧ / ٧٣١ ، ٢ : ٥١٤ / ٤٥٢.

(٢) الأصول الستة عشر : ١١٧

٢٨٤

الحسن عليه‌السلام.

قال : اما انه سيظهر ويقتل في حال مضيعة ، ثم قال : يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فإنه عندك امانة ، قال : فحدثت به معروف بن خربوذ ، وأخذت عليه مثل ما أخذ عليّ ، قال : وكنّا عند أبي جعفر عليه‌السلام غدوة وعشية أربعة من أهل مكّة ، فسأله معروف عن هذا الحديث الذي حدثته ، فإني أحبّ ان أسمعه منك.

قال : فالتفت الى أسلم ، فقال له أسلم : جعلت فداك ، إنّي أخذت عليه مثل الذي أخذته عليّ ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : لو كان الناس كلّهم لنا شيعة لكان ثلاثة ارباعهم لنا شكّاكا والربع الآخر أحمق (١).

وفيه ـ مضافا الى جهالة أسلم ـ انّ مرض إذاعة الحقّ وإفشاء السرّ كان من الأمراض العامّة في جلّ أصحابهم عليهم‌السلام.

وفي غيبة الشيخ الطوسي بإسناده ، عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ان عليا كان يقول الى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء ، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟ فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا ثابت ، ان الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين فلمّا قتل الحسين عليه‌السلام اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع السّر فأخّره الله تعالى ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا و (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٢).

قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : قد كان

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٤٥٩ / ٣٥٩ ـ بتصرف ـ.

(٢) الرعد : ١٣ / ٣٩.

٢٨٥

ذاك (١).

وفي البصائر : عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل ابن صالح ، عن منصور بن حازم ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أجد من أحدثه ، ولو انّي أحدث رجلا منكم بالحديث ، فما يخرج من المدينة حتى اوتي بعينه ، فأقول : لم اقله (٢).

وفي أمالي الشيخ بإسناده ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه : والله لو ان على أفواهكم اوكية (٣) لاخبرت كلّ رجل منكم ما لا يستوحش [معه] إلى شيء ، ولكن [قد سبقت] فيكم الإذاعة والله بالغ امره (٤).

وفي البصائر بأسانيد متعدّدة ، عن ابن مسكان ، قال : سمعت أبا بصير يقول : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : من أين أصاب أصحاب علي عليه‌السلام ما أصابهم مع علمهم بمناياهم وبلاياهم؟ قال : فأجابني شبه المغضب ، ممّ ذلك إلاّ منهم! قال : قلت : فما يمنعك جعلني الله فداك؟ قال : ذاك باب أغلق ، ألا ان الحسين بن علي عليهما‌السلام فتح منه شيئا ، ثم قال : يا أبا محمّد انّ أولئك كانت على أفواههم اوكية (٥).

وفيه : عنه عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت له : ما لنا من

__________________

(١) الغيبة للطوسي : ٢٦٣.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٩٩ / ٥.

(٣) الاوكية جمع وكاء ، وهو ما يشد به فم السّقاء أو الوعاء ، واوكى فمه : سدّه ، وفلان يوكي فلانا : يأمره أن يسد فاه ويسكت ، لسان العرب ـ وكي ـ ومعنى قوله عليه‌السلام : لو ان على أفواهكم اوكية ، اي لو كنتم تحفظون السر ولا تذيعونه.

(٤) أمالي الشيخ ١ : ٢٠٠ ، وما بين المعقوفات منه.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٨٠ / ١.

٢٨٦

يحدّثنا بما يكون كما كان علي عليه‌السلام يحدّث أصحابه؟ قال : بلى [والله] وان ذلك لكم ولكن هات حديثا واحدا حدّثتكم به فكتمتم ، فسكتّ فو الله ما حدثني بحديث الاّ [وقد] وجدته حدّثت به (١).

والاخبار في هذا المعنى كثيرة.

والعجب ان معروف من الذين رووا الأمر بالكتمان فابتلي بالإذاعة! ففي كتاب سلام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : أتحبون ان يكذّب الله ورسوله ، حدّثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون (٢).

وفي معاني الأخبار بإسناده ، عن سلام ، عنه ، عنه ، عنه عليه‌السلام (٣) قال : سمعته يقول اظلّتكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة لا ينجو منها الاّ النومة ، قيل : يا با الحسن وما النومة؟ قال : الذي لا يعرف الناس ما في نفسه (٤).

هذا وممّا يوهم منه القدح ما في الكشي : عن جعفر بن معروف ، قال : حدثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ابن بكير ، عن محمّد بن مروان ، قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه‌السلام انا ومعروف بن خرّبوذ ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ، ويسألني وأسأله ، وأبو عبد الله عليه‌السلام يسمع ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٨١ / ٥.

(٢) الأصول الستة عشر : ١١٧.

(٣) اكتفاء المصنف رحمه‌الله بذكر العنعنة فقط مع حذف الرواة للاختصار لوجود ما يدل عليها في اسناد الخبر السابق ، فلاحظ.

(٤) معاني الأخبار : ١٦٦ ، باختلاف يسير.

٢٨٧

فقال معروف : إنّما يعني بذلك الذي يقول الشعر ، فقال : ويلك ، أو ويحك قد قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١).

قال السيد أحمد بن طاوس كما في تحرير الطاووسي : رأيت الطعن عليه في مراجعته للصادق عليه‌السلام في إنشاد معروف الشعر ، ثم ذكر الطريق ، وقال : أقول : انّ في الطريق ضعفاء ، لانّ ابن الغضائري قدح في جعفر بن معروف السمرقندي وان كان غاليا كذّابا ، وامّا ابن بكير فإنه فطحي ، قال ـ رحمه‌الله ـ : وذكره الكشي ممّن اجتمعت العصابة على تصديقه والانقياد له بالفقه من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام (٢).

وفي التعليقة : ـ بعد نقل كلامه ـ ومرّ الجواب منّا عن أمثال هذه الاخبار في زرارة وغيره (٣).

وأحسن من الجوابين ما في الشرح : انّ الخبر لا يدلّ على قدح فيه ، فإنه يمكن ان يكون سأله عليه‌السلام ان المراد به من يقول الشعر أو مطلقا ، فقال عليه‌السلام : مطلقا ، أو كان ظنّ معنى الخبر على ما قال ، فنبهّه عليه‌السلام على ما قال ، ولهذا لما سمع منه عليه‌السلام ان المعنى عامّ لم يتكلّم بعده ، والخطاب بويلك وويحك غير معلوم عند الراوي ، مع ان الخطاب بويلك شائع عند العرب في مقام المدح أيضا ، على ان محمّد بن مروان مجهول ، انتهى (٤).

وكيف كان فالإجماع الذي نقله الكشي (٥) لا يقاومه أمثال ذلك ممّا لا

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٤٧١ / ٣٧٥.

(٢) التحرير الطاووسي : ٢٧٦ / ٤١١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٣٣٦.

(٤) روضة المتقين ١٤ : ٢٧٣.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٥٠٧ / ٤٣١.

٢٨٨

دلالة في متنه ولا قوّة في سنده.

[٣١٧] شيز ـ وإلى المعلى بن خنيس : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن حمّاد بن عيسى ، عن المسمعي ، عن المعلى بن خنيس وهو مولى الصادق عليه‌السلام كوفي بزّاز قتله داود بن علي (١).

السند صحيح إلى المسمعي ، والى آخره في حكمه لوجود حمّاد من أصحاب الإجماع ان كان المراد من المسمعي عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ بناء على المشهور من ضعفه ، ويحتمل قويّا ان يكون المراد منه مسمع بن عبد الملك كردين كما هو الظاهر في المقام.

ويظهر من العلاّمة (٢) وفي الجامع : والى المعلى بن خنيس صحيح كما في الخلاصة (٣) على الظاهر من كون المسمعي فيه مسمع بن عبد الملك (٤) كردين. إلى آخره ، ويؤيّده رواية حمّاد بن عيسى عنه ، ولم نقف على روايته عن الأصم.

وفي الاستبصار في باب الجنب يدهن ، عن كردين المسمعي. إلى آخره (٥).

وفي اختصاص المفيد ، مسندا عن فضالة بن أيوب ، عن رجل من المسامعة اسمه مسمع بن عبد الملك ولقبه كردين. إلى آخره (٦).

وامّا المعلى فالكلام فيه في مواضع :

الأول : في أسباب وثاقته ومدحه وهي أمور :

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٦٧ ، من المشيخة.

(٢) رجال العلامة : ١٧١ / ١٣.

(٣) رجال العلامة : ٢٧٩ ، الفائدة الثامنة من الخاتمة.

(٤) جامع الرواة ٢ : ٥٤١ ، ولم يرد بعد هذا الموضع من كلام الأردبيلي شيء سوى قوله : (والله اعلم) ، والظاهر وجود شيء في نسخته من الجامع ، والا لما أضاف عليه ما بعده.

(٥) الاستبصار ١ : ١١٦ / ٣٨٧.

(٦) الاختصاص : ٢٩٠.

٢٨٩

أ ـ قول الشيخ في كتاب الغيبة ، قال ـ وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة ـ : نذكر طرفا من اخبار من كان يختص بكلّ امام ويتولّى له الأمر على وجه من الإيجاز ، ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة ، ومن كان مذموما سيّء المذهب ، ليعرف الحال في ذلك ـ الى ان قال ـ :

فمن الممدوحين حمران بن أعين ـ الى ان قال ـ : ومنهم المعلّى بن خنيس ، وكان من قوّام أبي عبد الله عليه‌السلام ، وانّما قتله داود بن علي بسببه ، وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه وامره مشهور ، فروي عن أبي بصير ، قال : لمّا قتل داود بن علي المعلى بن خنيس فصلبه ، عظم ذلك على أبي عبد الله عليه‌السلام واشتدّ عليه ، وقال له : يا داود على ما قتلت مولاي وقيّمي في مالي وعلى عيالي؟ والله انه لأوجه عند الله منك ـ في حديث طويل ـ وفي خبر آخر : انه قال : اما والله لقد دخل الجنّة (١).

وقال في الخلاصة : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة ، بغير اسناد : انّه كان من قوّام أبي عبد الله عليه‌السلام ، وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه ، وهذا يقتضي وصفه بالعدالة (٢).

ب ـ رواية ابن أبي عمير عنه كما في التهذيب في باب بيع الماء والمنع منه (٣) ، وفي الاستبصار في باب بيع الزرع الأخضر (٤).

وحماد بن عثمان فيه في باب النحل والهبة (٥) ، وفي الكافي في باب سيرة الإمام في نفسه في المطعم والملبس (٦).

__________________

(١) الغيبة للطوسي : ٢٠٩.

(٢) رجال العلامة : ٢٥٩ / ١.

(٣) تهذيب الأحكام ٧ : ١٤٤ / ٦٣٦.

(٤) الاستبصار ٣ : ١١٣ / ٤٠١.

(٥) الاستبصار ٤ : ١٠٧ / ٤٠٦.

(٦) أصول الكافي ١ : ٣٣٩ / ٢.

٢٩٠

وعبد الله بن مسكان في الكافي في باب الرضا بموهبة الايمان مرّتين (١) ، ومرتين في باب من آذى المسلمين (٢) ، وفي التهذيب في باب تفصيل أحكام النكاح (٣).

وجميل بن درّاج في الكافي في باب الرجل يطأ على العذرة (٤) ، وفي التهذيب في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس من أبواب الزيادات (٥).

ومن أضرابهم من الأجلاء : يحيى الحلبي (٦) ، وعبد الله بن أبي يعفور (٧) ، وحريز (٨) ، وعبد الكريم الخثعمي (٩) ، وعلي بن الحكم (١٠) ، وشعيب الحداد (١١) ، وداود بن فرقد (١٢) ، وهشام بن سالم (١٣) ، وسيف بن عميرة (١٤) ، وعنبسة بن بجاد (١٥) ، وعلي بن عطيّة (١٦) ، ومعلى بن زيد (١٧) ،

__________________

(١) أصول الكافي ٢ : ١٩١ / ٢ و٦.

(٢) أصول الكافي ٢ : ٢٦٢ / ٥ ، ٢ : ٢٦٤ / ١١.

(٣) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٦١ / ١١٣١.

(٤) الكافي ٣ : ٣٩ / ٥.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٦١ / ١٤٩٦.

(٦) الكافي ٤ : ٣٥٢ / ١١.

(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٢٣ / ٥٣٣.

(٨) أصول الكافي ٢ : ١٧٧ / ٨.

(٩) تهذيب الأحكام ٤ : ١٥٠ / ٤١٧.

(١٠) أصول الكافي ٢ : ٤٦٣ / ٢٧.

(١١) الاستبصار ٣ : ٢٨٤ / ١٠٠٣.

(١٢) أصول الكافي ١ : ٣٣٩ / ٢.

(١٣) أصول الكافي ٢ : ٢٦٢ / ٦.

(١٤) لم نظفر بروايته عنه لا في كتب الرجال ولا في كتب الحديث ، ولم نقف على من صرح به ، وما وجدناه روايته عن أبي بكر عن المعلى بن خنيس كما في التهذيب ٦ : ٣٨٧ / ١١٥٣ ، فلاحظ.

(١٥) الكافي ٨ : ٣٩٥ / ٥٩٤ ، من الروضة.

(١٦) الكافي ٨ : ٣٣٠ / ٥٠٧ ، من الروضة.

(١٧) رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٤.

٢٩١

وإبراهيم بن عمرو (١) ، وإسحاق بن عمّار (٢) ، وسعدان بن مسلم (٣).

ورواية هؤلاء عنه إذا انضمّت إلى رواية أصحاب الإجماع ورواية ابن أبي عمير كانت من أعظم شواهد العدالة وأجلّ أمارات الوثاقة.

ج ـ جملة من الاخبار ، ففي الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الوليد بن صبيح ، قال : جاء رجل الى أبي عبد الله عليه‌السلام يدعي على المعلّى بن خنيس دينا عليه ، وقال : ذهب بحقّي ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ذهب بحقّك الذي قتله ، ثم قال الوليد : قم الى الرجل فاقضه [من] حقه ، فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا (٤) ، ورواه الشيخ في التهذيب عن عليّ مثله (٥).

وفيه في كتاب الروضة بالإسناد : عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : دخلت عليه يوما ، فألقى إليّ ثيابا ، وقال : يا وليد ردّها على مطاويها (٦) ، فقمت بين يديه ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : رحم الله المعلّى بن خنيس ، فظننت أنه شبه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بين يديه ثم قال : أف للدنيا [أف للدنيا انما الدنيا] دار بلاء يسلّط الله فيها عدوّه على وليّه (٧) ، والروايتان صحيحتان.

__________________

(١) الكافي ٦ : ٢٧٦ / ٣.

(٢) تهذيب الأحكام ١ : ٤٢٥ / ١٣٥١.

(٣) تهذيب الأحكام ٤ : ١٠٥ / ٣٠٠.

(٤) الكافي ٣ : ٩٤ / ٨ ، وما بين المعقوفتين منه.

(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ١٨٦ / ٣٨٦.

(٦) مطاوي الثوب : اطواؤه ، وهو مأخوذ من طوي ، والطي : نقيض النشر ، لسان العرب : طوي.

والمعنى : انه أراد عليه‌السلام من الوليد أن يلفها لأنها كانت منشورة كما يظهر من عبارة : فألقى إلى ثيابا ، فلاحظ.

(٧) الكافي ٨ : ٣٠٤ / ٤٦٩ ، من الروضة.

٢٩٢

وفيه في باب القرض : عن العدّة ، عن سهل بن زياد ، عن احمد بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن عقبة بن خالد ، قال : دخلت انا والمعلى وعثمان ابن عمران على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فلما رآنا ، قال : مرحبا مرحبا بكم ، وجوه تحبّنا ونحبّها جعلكم الله معنا في الدنيا والآخرة (١).

وفي الكشي : حمدويه بن نصير ، قال : حدثني العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال حدثني إسماعيل بن جابر ، قال : كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام مجاورا بمكّة ، فقال لي : يا إسماعيل اخرج حتى تأتي مروا (٢) أو عسفان ، فسأل هل حدث بالمدينة حدث؟ قال : فخرجت حتى أتيت مروا فلم الق أحدا ، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني احد ، فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان ، فقلت لهم : هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا : لا ، الاّ قتل هذا العراقي الذي يقال له : المعلى بن خنيس ، قال : فانصرفت الى أبي عبد الله عليه‌السلام.

فلما رآني ، قال لي : يا إسماعيل قتل المعلّى بن خنيس؟ فقلت : نعم ، فقال : أما والله لقد دخل الجنّة.

وعن محمّد بن مسعود ، قال : كتب اليّ الفضل ، قال : حدثنا ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : قدم أبو إسحاق عليه‌السلام (٣) من مكّة ، فذكر له قتل المعلّى بن خنيس ، قال : فقام مغضبا يجرّ ثوبه ، فقال له إسماعيل ابنه : يا أبه أين تذهب؟ قال : لو كانت نازلة

__________________

(١) الكافي ٤ : ٣٤ / ٤.

(٢) اي جبل المروة المنعطف على الصفا بمكة المكرمة ، لا مدينة مرو الشهيرة بخراسان ، كما هو ظاهر الخبر ، وعدم إمكانية الجمع بينها وبين عسفان القريبة من مكة من حيث الإيتاء المأمور به ، فلاحظ.

(٣) أبو إسحاق : كنية مختصة بالصادق عليه‌السلام.

٢٩٣

لأقدمت عليها ، فجاء حتى دخل على داود بن علي ، فقال له : يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك ، قال : وما ذاك الذنب؟ قال : قتلت رجلا من أهل الجنّة ، ثم مكث ساعة ، ثم قال : ان شاء الله ، فقال له داود : و [أنت] قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك ، قال : وما ذاك الذنب؟ قال : زوّجت ابنتك فلانا الأموي ، قال : ان كنت زوّجت فلانا [الأموي] ، فقد زوّج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عثمان ، ولي برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسوة ، قال : ما انا قتلته ، قال : فمن قتله؟ قال : قتله السيرافي ، قال : فأقدنا منه ، قال : فلما كان من الغد غدا [إلى] السيرافي فأخذه فقتله ، فجعل يصيح : يا عباد الله يأمروني أن اقتل لهم الناس ثم يقتلوني (١).

وعن احمد بن منصور ، عن احمد بن الفضل ، عن محمّد بن زياد ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال لي : يا إسماعيل قتل المعلّى؟ قلت : نعم ، قال : اما والله لقد دخل الجنّة (٢).

وبإسناده عن ابن أبي نجران ، عن حمّاد الناب ، عن المسمعي ، قال : لمّا أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله ، فقال له معلّى : أخرجني إلى الناس ، فإن لي دينا كثيرا ومالا حتّى اشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلما اجتمع الناس ، قال : يا ايّها الناس انا معلّى بن خنيس ، فمن عرفني فقد عرفني ، اشهدوا انّ ما تركت من مال عين ، أو دين ، أو امة ، أو عبد ، أو دار ، أو قليل ، أو كثير فهو لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال : فشدّ عليه صاحب شرطة داود فقتله.

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٦٧٧ / ٧١١ ، وما بين المعقوفات منه.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٧٩ / ٧١٤.

٢٩٤

قال : فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه‌السلام ، خرج يجرّ ذيله حتى دخل على داود بن علي وإسماعيل ابنه خلفه ، فقال : يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي؟ فقال : ما انا قتلته ولا أخذت مالك ، قال : فو الله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي ، قال : ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي ، فقال : بإذنك أو بغير إذنك؟ قال : بغير اذني ، قال : يا إسماعيل شأنك به ، قال : فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه.

قال حمّاد : وأخبرني المسمعي ، عن معتب ، قال : فلم يزل أبو عبد الله عليه‌السلام ليلته ساجدا وقائما ، قال : فسمعته عليه‌السلام في آخر الليل وهو ساجد ينادي : اللهم إنّي أسألك بقوّتك القويّة ، وبمجالك الشديد ، وبعزّتك التي [جلّ] (١) خلقك لها ذليل ، ان تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وان تأخذه الساعة ، قال : فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة ، فقالوا : مات داود بن علي ، فقال : أبو عبد الله عليه‌السلام : انّي دعوت الله [عليه] بدعوة بعث بها الله اليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته (٢).

ورواه ثقة الإسلام في الكافي عن محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن حمّاد بن عثمان ، عن المسمعي ، قال : لمّا قتل داود بن علي المعلى بن خنيس ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لأدعون الله على من قتل مولاي ، وأخذ مالي ، فقال له داود بن علي : انّك لتهدّدني بدعائك ، قال حمّاد : قال المسمعي. وساق مثله ، وفي آخره : فمات (٣).

__________________

(١) من زيادة الأصل على المصدر ، والصحيح ان يقال : كل خلقك لها ذليل ، لا جلّهم ، ولعله من اشتباه النساخ ، لانه ما من مخلوق الا وقد ذل لعزته تبارك وتعالى.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٧٥ / ٧٠٨.

(٣) أصول الكافي ٢ : ٣٧٢ / ٥.

٢٩٥

قال : (١) وجدت بخط جبرئيل (٢) بن أحمد ، حدثني محمّد بن عبد الله بن مهران ، قال : حدثني محمّد بن علي الصيرفي ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي العلاء وأبي المعزى ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ـ وجرى ذكر المعلّى بن خنيس ـ فقال : يا أبا محمّد اكتم عليّ ما أقول لك في المعلى ، قلت : أفعل ، فقال : اما انه ما كان ينال درجتنا الاّ بما ينال منه داود بن علي ، قلت : وما الذي يصيبه من داود؟ قال : يدعو به ، فيأمر به ، فيضرب عنقه ، ويصلبه.

قلت : انا لله وانا إليه راجعون ، قال : ذاك قابل ، قال : فلما كان قابل ، ولي المدينة فقصد المعلّى ، فدعاه وسأله عن شيعة أبي عبد الله عليه‌السلام ،

__________________

(١) اي : الكشي.

(٢) اختلف العلماء في ضبطه بين إثبات الهمز في اسمه وعدمه ، ففي المصدر (الطبعتان الحديثة والقديمة) في كثير من الموارد ، وكذلك في رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٩ ، ونسخة من منهج المقال :٨٠ ، وتنقيح المقال ١ : ٢٠٧ / ١٦٠٧ ورد بلا همز على وزن قنديل.

وورد مهموزا في رجال ابن داود ١ : ٦١ / ٢٩٣ ، وجامع الرواة ١ : ١٤٦ ، ومنتهى المقال : ٧٤ ، ونسخة من منهج المقال : ٨١ ، والتعليقة : ٨٠ ، ونقد الرجال : ٦٦ ، ومجمع الرجال ٢ : ١٦ ، وتلخيص المقال : ٤٠ ، وإتقان المقال : ق ٢ / ١٦٩ ، ومعجم رجال الحديث لفقيدنا السيد الخويي تغمده الله بواسع رحمته ٤ : ٣٣ / ٢٠٤٦ ، ولا ترجيح لأحد اللفظين على الآخر وان كان المشهور على لسان القراء هو الأول كما سيأتي بيانه.

وجبريل : علم ممنوع في الصرف للعجمة ذو أصل سرياني أو عبراني ، ومن معانيه : عبد الله ، لسان العرب : جبر وفيه لغات كثيرة ، وقد تصرفت فيه العرب على عادتها في الأسماء الاعجمية ويقرأ بالهمزة وعدمه ، تاج العروس : جبر وقد ورد لفظ جبريل في القرآن الكريم الآية : ٩٨ من سورة البقرة ، واختلف القراء فيه ، فقرأ نافع وابن عامر وأبو عمر وحفص : جبريل بكسر الجيم بلا همز ، وقرأ حمزة والكسائي بالهمز ، ومن قرأ بالكسر ولم يهمز فقد اتى به على كلام العرب على وزن منديل وقنديل ، ومن همز اتى به على خلاف ذلك ليعلم انه ليس من كلام العرب وانه أعجمي.

انظر حجة القراءات لأبي زرعة : ١٠٧ ، والكشف عن وجوه القراءات السبع لأبي محمد مكي بن أبي طالب ١ : ٢٥٤.

٢٩٦

وان يكتبهم له ، فقال : ما اعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام أحدا ، وانّما أنا رجل اختلف في حوائجه ، وما اعرف له صاحبا ، فقال :أ تكتمني؟ اما انّك ان كتمتني قتلتك ، فقال له المعلى : بالقتل تهدّدني؟! والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم ، ولئن قتلتني لتسعدني وأشقيك ، فكان كما قال أبو عبد الله عليه‌السلام لم يغادر منه قليلا ولا كثيرا (١).

ورواه أبو جعفر الطبري في دلائل الإمامة ، قال : روى الحسين ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن محمّد ، عن الحسن بن العلاء [وأبي المغراء] (٢) جميعا ، عن أبي بصير ـ وساق الى قوله ـ : ولئن قتلتني ليسعدني الله إنشاء الله ويشقيك الله ، فقتله (٣).

ورواه ابن شهرآشوب في المناقب ، قال : قال أبو بصير : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ـ وقد جرى ذكر المعلى بن خنيس ـ فقال : يا أبا محمّد اكتم ما أقول لك في المعلّى ، وساق الى قوله : لو كانوا تحت قدمي ما رفعت [قدمي] عنهم ، وان أنت قتلتني لتسعدني ولتشقين ، فلما أراد قتله ، قال المعلى : أخرجني إلى الناس ، فإن لي أشياء كثيرة حتى اشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلمّا اجتمع الناس ، قال : يا ايّها الناس اشهدوا انّ ما تركت من مال عين ، أو دين ، أو أمة أو عبد ، أو دار ، أو قليل ، أو كثير فهو لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، فقتل (٤).

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٦٧٨ / ٧١٣.

(٢) في الأصل [ابن أبي المعزى] بالزاي المعجمة ، والصحيح ما أثبتناه لموافقته ما في المصدر وجامع الرواة ١ : ٣٥ و٢ : ٣٥ و٢٤٨ في ترجمة كل من : إبراهيم بن ميمون ، وأبي بصير ، والمعلى بن خنيس.

(٣) دلائل الإمامة : ١١٨.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٥ ، وما بين المعقوفتين منه.

٢٩٧

[وروى] الشيخ المفيد في رسالة الذبائح (١) والسيد المرتضى في مسائل الطرابلسيات : عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين ابن المختار ، عن الحسين بن عبد الله (٢) قال : اصطحب المعلّى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور ، فأكل أحدهما ذبيحة اليهودي والنصراني ، وامتنع الآخر عن أكلها ، فلمّا اجتمعا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، أخبراه بذلك ، فقال عليه‌السلام : أيّكما الذي ابى؟ قال المعلى : انا ، فقال (عليه‌السلام) :أحسنت (٣).

قلت : روى الكشي عكس ذلك عن حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمّد بن عيسى. ومحمّد بن مسعود قال : حدثني محمّد بن نصير ، قال : حدثنا محمّد بن عيسى ، عن سعيد بن جناح ، عن عدّة من أصحابنا. وقال

__________________

(١) رسالة الذبائح غير موجودة لدينا ، واسمها : (الذبيحية) في ذبائح أهل الكتاب والاختلاف في حليتها وحرمتها للشيخ المفيد ، موجودة في مكتبة الطهراني بسامراء انظر : الذريعة ١٠ :٤ / ٢٥.

وقد وردت الرواية المشار إليها في مسائل الطرابلسيات ـ كما سيأتي من المصنف ـ في الأصول الأربعة سندا ومتنا سنذكر مواقعها في الهامش التالي ، فلاحظ.

(٢) اختلفت المصادر في ضبطه ففي الإستبصار ٤ : ٨٢ / ٣٠٥ الحسن بن عبد الله وفي نسخة بدل من الطبعة الحجرية للتهذيب ٢ : ٢٩٨ كذلك ، وفي النسخة المطبوعة منه ٩ : ٦٤ / ٢٧٢ والكافي ٦ : ٢٣٩ / ٧ الحسين بن عبد الله ، وفي الفقيه ٣ : ٢١١ / ٩٧٥ الحسين بن عبيد الله ، ولمزيد الفائدة انظر معجم رجال الحديث ٦ : ١٢ و١٨ / ٣٤٥٤ و٣٤٧٩.

(٣) المسائل الطرابلسيات : لم نجد الرواية في المسائل الطرابلسية الثانية والثالثة المتوفرة لدينا ، ولعلها في الأولى أو الرابعة لأنها أربعة مسائل كما نص عليها في الذريعة ٥ : ٢٢٦ و٢٠ / ٣٥٦ وقد ذكرنا ورود الرواية في الأصول الأربعة وفيها جميعا عدم التصريح باسم الممتنع عن الأكل هل هو المعلى أم ابن أبي يعفور ، والظاهر انه مصرح به في غيرها كما سيأتي عن المصنف ، فلاحظ.

٢٩٨

العبيدي (١) : ـ وحدثني به أيضا عن ابن أبي عمير ـ ان ابن أبي يعفور ومعلّى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليه‌السلام ، فاختلفا في ذبائح اليهود ، فأكل معلّى ولم يأكل ابن أبي يعفور ، فلما صارا الى أبي عبد الله عليه‌السلام أخبراه فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلّى في أكله إيّاه (٢).

وجلالة مقام ابن أبي يعفور يقتضي صحّة ما في الكشي الاّ ان علوّ شأن المفيد والسيد واتقانهما في النقل يوجب تقديم ما اسنداه.

وفي الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، [عن محمد بن إسماعيل] ، عن أبي إسماعيل السراج ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ان الذي دعى به أبو عبد الله عليه‌السلام على داود بن علي حين قتل المعلى بن خنيس وأخذ مال أبي عبد الله عليه‌السلام : اللهم إنّي أسألك بنورك الذي لا يطفى ، وبعزائمك التي لا تخفى ، وبعزّتك التي لا تنقضي (٣) ، وبنعمتك التي لا تحصى ، وبسلطانك الذي كففت به فرعون عن موسى عليه‌السلام (٤).

الشيخ المفيد في الإرشاد (٥) والطبرسي في إعلام الورى : روي ان داود بن علي بن عبد الله بن العباس قتل المعلّى بن خنيس ـ مولى جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ـ وأخذ ماله ، فدخل عليه جعفر عليه‌السلام وهو يجرّ رداءه ، فقال له : قتلت مولاي وأخذت مالي أما علمت ان الرجل ينام على الثكل ولا ينام على الحرب؟ اما والله لأدعون الله عليك ، فقال له داود : تهدّدني بدعائك

__________________

(١) العبيدي : هو محمد بن عيسى بن عبيد كما يظهر من ترجمته في كتب الرجال.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٥١٧ / ٤٦٠.

(٣) في المصدر : وبعزك الذي لا ينقضي.

(٤) أصول الكافي ٢ : ٤٠٥ / ٥ ، وما بين المعقوفين منه.

(٥) الإرشاد : ٢٧٣.

٢٩٩

كالمستهزئ بقوله ، فرجع أبو عبد الله عليه‌السلام الى داره ، فلم يزل ليله كلّه قائما وقاعدا حتى إذا كان السحر ، سمع وهو يقول في مناجاته : يا ذا القوّة القويّة ، ويا ذا المحال الشديدة ، ويا ذا العزّة التي كلّ خلقك لها ذليل ، اكفني هذا الطاغية وانتقم لي منه ، فما كان [إلاّ] ساعة حتى ارتفعت الأصوات بالصياح وقيل : [قد] مات داود بن علي الساعة (١).

وروى ابن شهرآشوب قتل داود المعلّى ، ودعاء الصادق عليه‌السلام عليه وهلاكه ، عن الأعمش والربيع وابن سنان وعلي بن أبي حمزة والحسين بن أبي العلاء وأبي المغراء وأبي بصير قريبا ممّا مرّ ، ثم قال : وفي رواية لبانة بنت عبد الله ابن العباس : بات داود تلك الليلة حائرا قد أغمي عليه ، فقمت افتقده [في الليل] فوجدته مستلقيا على قفاه وثعبان قد انطوى على صدره وجعل فاه على فيه ، فأدخلت يدي في كمي فتناولته ، فعطف فاه الي ، فرميت به فانساب في ناحية البيت ، وانتبه داود ، فوجدته حائرا قد احمرت عيناه ، فكرهت ان أخبره بما كان وجزعت عليه ، ثم انصرفت فوجدت ذلك الثعبان كذلك ، ففعلت به مثل الذي فعلت [في] المرّة الاولى وحركت داود فأصبته ميّتا ، فما رفع جعفر عليه‌السلام رأسه من سجوده حتى سمع الواعية (٢).

الشيخ المفيد في الاختصاص بإسناده عن احمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن حمّاد بن عثمان ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام في بعض حوائجه ، فقال لي : مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت : ما بلغني من أمر العراق وما فيها من هذه الوباء فذكرت عيالي ، فقال : أيسرك ان تراهم؟ فقلت : وددت والله ، قال : فاصرف

__________________

(١) اعلام الورى : ٣١٨ ، وما بين المعقوفين منه.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٢٣٠ ـ باختلاف يسير ـ وما بين المعقوفات منه.

٣٠٠