خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

فالسند صحيح على الأصح مع انه يروي عن عمرو : أحمد البرقي (١) ، والحسن بن علي بن فضّال (٢) ، وللمشايخ إليهما طرق صحيحة.

وفي النجاشي (٣) والخلاصة : محمّد بن القاسم بن الفضيل بالياء بعد الضاد ابن يسار النهدي ثقة هو وأبوه وعمّه العلاء وجدّه الفضيل (٤).

فالخبر صحيح.

[٢٩٦] رصو ـ وإلى محمّد بن قيس : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عنه (٥).

السند صحيح على الأصح ، ومحمّد بن قيس هو أبو عبد الله البجلي الكوفي الثقة العين ، صاحب كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه‌السلام كما في النجاشي ، وفيه وفي الفهرست : ان عاصم يرويه عنه (٦).

فظهر انه المراد هنا لا غيره ممّن شاركه في اسم الأب ، فالخبر صحيح بالاتفاق لوجود الطريق الصحيح للشيخ الى الصدوق الى عاصم.

[٢٩٧] رصز ـ وإلى محمّد بن مسعود العياشي : عن المظفر بن جعفر ابن المظفر العلوي العمري رضي‌الله‌عنه ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي رضي‌الله‌عنه (٧).

__________________

(١) فهرست الشيخ : ١١١ / ٤٧٨.

(٢) رجال النجاشي : ٢٨٧ / ٧٦٦.

(٣) رجال النجاشي : ٣٦٣ / ٩٧٣.

(٤) رجال العلامة : ١٥٩ / ١٢٧.

(٥) الفقيه ٤ : ٨٥ ، من المشيخة.

(٦) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨١ ، وفهرست الشيخ : ١٦٢ / ٧٠٢.

(٧) الفقيه ٤ : ٩٢ ، من المشيخة.

٢٠١

قال الشيخ في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام : المظفر بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، روى عنه التلعكبري اجازة كتب العياشي محمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش السلمي ، عن ابنه جعفر ابن محمّد ، عن أبيه أبي النضر يكنى أبا طالب (١).

وبينه وبين ما في المشيخة مخالفة في والد جعفر الذي في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

[و] هو جعفر الملك الملتاني في عمدة الطالب (٢) ، وامّا جعفر (بن) (٣) الملك بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الاطرف ، وكان قد خاف بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر رجلا من صلبه ، فما استقرت به الدار حتى دخل الملتان فلما دخلها فزع اليه أهلها وكثير من أهل السواد وكان في جماعة قوي بهم على البلد حتى ملكه وخوطب بالملك وملك أولاده هناك ، الى آخر ما قال (٤) ، ومثله غيره.

فالظاهر وقوع التحريف في كلام الصدوق ، والصحيح المظفّر بن جعفر بن محمّد.

ولكن في الأمالي للشيخ المفيد : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن الحسين الجواني ، قال : أخبرني أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري عن جعفر بن محمّد بن مسعود (٥). إلى آخره.

وكيف كان فهو من مشايخ الصدوق والشيخ العديم النظير التلعكبري

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٥٨.

(٢) عمدة الطالب : ٣٦٥.

(٣) بن : من زيادة الأصل على المصدر.

(٤) عمدة الطالب : ٣٦٦.

(٥) أمالي المفيد : ٧٢ / ٦.

٢٠٢

وبتوسطه يرويان كتب العياشي ويعتمدان عليه ـ وقد مرّ استفادة الوثاقة من ذلك ـ والشريف أبو عبد الله محمّد شيخ المفيد.

أو نقول كتب العياشي الجليل المعروف ما كانت تحتاج في صحّة انتسابها إليه إلى الواسطة فهو شيخ اجازة للرواية ، فلا يضر الجهل بحاله كما عليه جماعة.

مع ان الراوي عن العياشي غير منحصر في ابنه ، والراوي عن ابنه غير منحصر في العلوي العمري ، ففي النجاشي بعد ذكر كتبه : أخبرني أبو عبد الله ابن شاذان القزويني ، قال : أخبرنا حيدر بن محمّد بالسمرقندي ، قال : حدثني محمّد بن مسعود (١).

وفي الفهرست ـ بعد ذكرها ـ : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي بجميع كتبه ورواياته (٢).

وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي فاضل روى عن أبيه جميع كتب أبيه ، روى عنه أبو المفضل الشيباني (٣) ، ثم

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٥٣ / ٩٤٤ ، وفيه : حدثنا ، مكان (حدثني) ، وكلاهما من ألفاظ تأدية الحديث ، وقد جعلا من مرتبة واحدة في أغلب كتب الدراية ، والحق أن (حدثنا) أقل رتبة من (حدثني) لاحتمال تأويلها فيكون تدليسا ، فقد عرف عن الحسن البصري انه كان يقول : حدثنا أبو هريرة ، وهو لم يسمع منه ، مؤولا قوله انه كان يحدث أهل المدينة والحسن في ذلك الحين فيها ، ولو قال : حدثني أبو هريرة ، لامتنع عليه تأويله.

انظر : الرعاية : ٢٣٥ ومقباس الهداية ٣ : ٧٠ ـ ٧٢ والباعث الحثيث : ١٠٥.

أقول : الحديث الموجه للجمع ـ لا سيما إذا كان غفيرا ـ ليس كالموجه للفرد من حيث السماع والاستيعاب.

(٢) فهرست الشيخ : ١٣٩ / ١٤.

(٣) رجال الشيخ : ٤٥٩ / ١٠.

٢٠٣

انّهم صرّحوا ان الكشي من غلمان العياشي وأخذ عنه العلم (١).

وفي النجاشي في ترجمته : أخبرنا أحمد بن [علي] (٢) بن نوح وغيره ، عن جعفر بن محمّد ، عنه (٣) ، وفي الفهرست : أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد هارون ابن موسى ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (٤).

فانقدح من جميع ذلك استفاضة الطرق الى كتبه وصحّة بعضها ، وامّا العياشي فهو من عيون هذه الطائفة ورئيسها وكبيرها جليل القدر عظيم الشأن واسع الرواية ونقّادها ونقّاد الرجال.

[٢٩٨] رصح ـ وإلى محمّد بن مسلم الثقفي : علي بن احمد بن عبد الله بن احمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد البرقي ، عن العلاء بن رزين ، عنه (٥).

علي من مشايخه وهو وأبوه غير مذكورين ، فالسند ضعيف على المشهور الاّ انّه يمكن الحكم بصحة طريقه الى محمّد بن مسلم من وجوه :

الأول : ان طريقه الى أحمد البرقي صحيح ـ كما مرّ (٦) ـ بل وله اليه طرق كثيرة كما يظهر من مطاوي أسانيده وأظنّه ـ رحمه‌الله ـ يتفنّن بذكر مشايخه.

الثاني : ان له طرقا صحيحة كثيرة الى العلاء ـ كما مرّ (٧) ـ فلا يضرّ ضعفه بهذا السند.

الثالث : ان الشيخ وان لم يذكر محمّد بن مسلم في الفهرست والمشيخة ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣٨.

(٢) في الأصل : أحمد ، والصحيح ما أثبتناه لموافقته المصدر وسائر كتب الرجال ، فلاحظ.

(٣) رجال النجاشي : ٣٧٢ / ١٠١٨.

(٤) فهرست الشيخ : ١٤١ / ٦٠٤.

(٥) الفقيه ٤ : ٦ ـ ٧ ، من المشيخة.

(٦) تقدم في الجزء الثاني ، الطريق رقم : ١٥.

(٧) تقدم في الجزء الثاني ، الطريق رقم : ٢٠٥.

٢٠٤

الاّ انّه يظهر من التهذيب في مواضع منها في باب كيفيّة الصلاة ان طريقه إليه :

بإسناده عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عنه (١).

وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عنه (٢).

وعن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عنه (٣).

وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمّد ، عن الحسين ـ يعني ابن سعيد ـ ، عن صفوان بن يحيى ، عن حريز ، عنه (٤). وهذه الطرق كلّها صحيحة فلا محلّ للتشكيك في صحّة السند.

[٢٩٩] رصط ـ وإلى محمّد بن منصور : محمّد بن علي ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أبي الصهبان ، عن محمّد بن سنان ، عنه (٥).

السند صحيح على الأصح من وثاقة محمّد بن سنان.

واما محمّد بن منصور فمشترك بين جماعة الثقة منهم في النجاشي (٦) والخلاصة : محمّد بن منصور بن يونس [بزرج] (٧) معرب [بزرك] (٨) وصرّح في

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢ : ٩٥ / ٣٥٤.

(٢) تهذيب الأحكام ٢ : ١٣٤ / ٥٢٠.

(٣) تهذيب الأحكام ٢ : ٦٦ / ٢٤٢.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ : ٦٨ / ٢٤٧.

(٥) الفقيه ٤ : ١٠٦ ، من المشيخة.

(٦) رجال النجاشي : ٣٦٦ / ٩٨٩.

(٧) رجال العلامة : ١٥٩ / ١٣٣ ، وفي الأصل : برزج (الراء ثم الزاي) ، وما أثبتناه هو الصحيح لموافقته المصدرين.

(٨) في الأصل : جرزك ، والصحيح ما أثبتناه كما في روضة المتقين ١٤ : ٤٩٦ ، والقاموس ، ولغة نامه (معجم لغة : فارسي) لعلي أكبر دهخدا ، مادة : بزرج ، ومعناه : الكبير ، فلاحظ.

٢٠٥

العدّة (١) بأنه المراد ، واستظهره الشارح وان احتمل غيره من المجاهيل (٢) ، والحق هو الأول إذ ليس لغيره كتاب فيذكر ليذكر الطريق اليه.

[٣٠٠] ش ـ وإلى محمّد بن النعمان : محمّد بن علي ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير والحسن بن محبوب جميعا ، عنه (٣).

السند صحيح على الأصح من وثاقة ابن هاشم.

وابن النعمان هو أبو جعفر الأحول الملقب بمؤمن الطاق الثقة الجليل كما صرّح به في العدّة (٤) ، والجامع (٥) ، والخلاصة (٦) ، واحتمل ـ ضعيفا ـ ان يكون احد المجهولين (٧) ، المذكورين في أصحاب الصادق عليه‌السلام (٨) : الأزدي الكوفي أو الحضرمي الكوفي ، وعليه أيضا فالخبر صحيح لرواية ابن أبي عمير عنه أو في حكمه لأنّه وابن محبوب من أصحاب الإجماع.

[٣٠١] شا ـ وإلى محمّد بن الوليد الكرماني : أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عنه (٩).

__________________

(١) العدة للكاظمي : ١٦٦.

(٢) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٦.

(٣) الفقيه ٤ : ١٤ ، من المشيخة.

(٤) العدة للكاظمي : ١٦٦.

(٥) جامع الرواة ٢ : ٢٠٨.

(٦) رجال العلامة : ١٣٨ / ١١.

(٧) صاحب الاحتمال هو المجلسي كما في روضة المتقين ١٤ : ٢٥٧ وان لم يصرح به المصنف ، فلاحظ.

(٨) رجال الشيخ : ٣٠٤ / ٣٥١ و٣٥٢ و٣٥٥.

(٩) الفقيه ٤ : ١٠٥ ، من المشيخة.

٢٠٦

السند صحيح بما مرّ في (يا) (١) و(يد) (٢) ، ولكن الكرماني مجهول غير مذكور إلاّ في أصحاب الجواد عليه‌السلام من رجال الشيخ (٣) ، إلاّ انه يظهر من بعض القرائن أنه بعينه محمّد بن الوليد أبو جعفر الخزّاز الكوفي الذي في النجاشي : ثقة عين نقيّ الحديث وله كتاب (٤) ، والكشي وان جعله فطحيّا الاّ انه قال انه من اجلّة العلماء والفقهاء والعدول (٥). وهي أمور :

أ ـ ان الصدوق لم يذكر في المشيخة غير واحد ومن البعيد غايته ان يترك الثقة الجليل الكثير الرواية ويذكر من لا ذكر له (٦).

ب ـ ان الخزّاز الكوفي صاحب كتاب معروف ذكره النجاشي (٧) ، والفهرست (٨) وذكر الطريق اليه فهو اولى بالذكر والآخر لا كتاب له.

ج ـ ان الشيخ قال في رجاله : محمّد بن الوليد الخزّاز الكرماني (٩) ، ولم يذكر غيره ولا يمكن عادة ان يترك الثقة الجليل ويذكر مجهولا لا ذكر له ، فيعلم انه هو ، والظاهر انّ ما حققناه هو ما جزم به المحقق الميرزا في المنهج (١٠) ، والتلخيص (١١) ، والسيد في النقد (١٢) ، فإنّهما لم يذكرا غير الخزّاز الكوفي ، ولولا

__________________

(١) تقدم برقم : ١١.

(٢) تقدم برقم : ١٤.

(٣) رجال الشيخ : ٤٠٦ / ١٨.

(٤) رجال النجاشي : ٣٤٥ / ٩٣١.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٨٣٥ / ١٠٦٢.

(٦) الفقيه ٤ : ١٠٥ ، من المشيخة.

(٧) رجال النجاشي : ٣٤٥ / ٩٣١.

(٨) فهرست الشيخ : ١٤٨ / ٦٢٥ ، ١٥٤ / ٦٨٤.

(٩) رجال الشيخ : ٤٠٦ / ١٨.

(١٠) منهج المقال : ٣٢٧.

(١١) تلخيص المقال : ٢٤٠.

(١٢) نقد الرجال : ٣٣٧ / ٧٨٩.

٢٠٧

جزمهما بالاتحاد لذكرا الكرماني أيضا لشدّة حرصهما على ضبط ما في تلك الأصول ، والشارح جعله محتملا ، قال : وان أمكن ان يكون هذا ـ يعني الجليل الخزاز ـ موصوفا بالكرماني بان يكون سكن كرمان ، ويؤيّده وصفه الشيخ بالخزاز ، والطبقة واحدة لأن أحمد البرقي وإبراهيم بن هاشم في طبقة واحدة (١).

قلت : ذكر النجاشي (٢) ، والفهرست (٣) في موضع ان الراوي لكتاب الخزاز أحمد البرقي وفي موضع رواه بسنده الى الصفار عنه (٤) ، ويظهر من الأسانيد انه يروي عن محمّد بن الوليد : علي بن الحسن بن فضّال (٥) ، وسهل ابن زياد (٦) ، وسعد بن عبد الله (٧) ، والحميري (٨) ، ومحمّد بن احمد بن يحيى (٩) ، وعمران بن موسى (١٠) وكلّهم في طبقة ابن هاشم ، ثم قال الشارح : والظاهر ان العلاّمة أيضا هكذا فهم لوصفه حديثه بالصحة ، وان احتمل ان يكون مراده الطريق فقط (١١).

[٣٠٢] شب ـ وإلى محمّد بن يحيى الخثعمي : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى ، عن زكريا المؤمن ، عنه (١٢).

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٤٥ / ٩٣١.

(٣) فهرست الشيخ : ١٥٤ / ٦٨٤.

(٤) فهرست الشيخ : ١٤٨ / ٦٢٥.

(٥) تهذيب الأحكام ٣ : ٣٣٣ / ١٠٤٣.

(٦) تهذيب الأحكام ٣ : ٢٧٠ / ٧٧٦.

(٧) الفقيه ٤ : ٤١ ، من المشيخة.

(٨) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٩٥ / ٨٢٤.

(٩) تهذيب الأحكام ٨ : ٢٣٥ / ٨٤٦.

(١٠) تهذيب الأحكام ٦ : ١٥٤ / ٢٧٢.

(١١) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٨.

(١٢) الفقيه ٤ : ٣٣ ، من المشيخة.

٢٠٨

الذي يظهر من الشارح (١) ، والكاظمي (٢) وغيرهما انّ المراد بزكريا المؤمن هو الموجود في النجاشي (٣) ، والخلاصة : زكريا بن محمّد أبو عبد الله المؤمن روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن [موسى] عليهما‌السلام ولقي الرضا عليه‌السلام وحكى عنه ما يدلّ على انه كان واقفيّا وكان مختلط الأمر في حديثه (٤).

وعليه : فالسند ضعيف وربّما يستبعد ضعفه برواية ابن [بقاح] (٥) عنه كثيرا (٦) ، وموسى بن القاسم البجلي (٧) ، وحميد بن زياد (٨) ، وعلي بن الحكم (٩) ، والحسن ابن محمّد بن سماعة (١٠) ، واحمد بن إسحاق (١١) ، ومحمّد بن بكر بن جناح (١٢) ، وإبراهيم ابن أبي سمال (١٣).

وهؤلاء كلّهم ثقات إثبات وان كان بعضهم واقفيا ، ويبعد ان يجتمعوا على الرواية عن غير الثقة الضابط ، فالظاهر عدّ السند موثقا.

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٨.

(٢) هداية المحدثين : ٢٥٨.

(٣) رجال النجاشي : ١٧٢ / ٤٥٣.

(٤) رجال العلامة : ٢٢٤ / ١ ، بتصرف يسير.

(٥) في الأصل : ابن بقاع (بالعين المهملة) ، وهو اشتباه وما أثبتناه هو الصحيح الموافق لكتب الرجال ، فلاحظ.

(٦) تهذيب الأحكام ٩ : ١٧٥ / ٧١٢ ، وفيه : الحسن بن علي بن يوسف ، وهو ابن بقاح كما يظهر من ترجمته في سائر كتب الرجال ، فلاحظ.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٠٧ / ١٤١٧.

(٨) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٩١ / ١٥٦٧.

(٩) أصول الكافي ٢ : ١٠٧ / ١٦.

(١٠) تهذيب الأحكام ٧ : ١١٤ / ٤٩٦.

(١١) تهذيب الأحكام ٩ : ١٢٢ / ٥٢٧

(١٢) أصول الكافي ٢ : ٣١١ / ٥.

(١٣) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٨٠ / ٨٤٨.

٢٠٩

ومن المحتمل ان يكون المراد من زكريا المؤمن هو زكريا بن آدم الثقة الجليل المعروف القمي ، لا زكريا بن محمّد ، في آخر الجزء الخامس عشر من أمالي أبي علي الطوسي : عن والده ، عن الغضائري ، عن التلعكبري ، عن ابن عقدة ، قال : حدثنا محمّد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا زكريا المؤمن ـ وهو ابن آدم القمي الأشعري ـ ، عن إسحاق بن عبد الله بن سعيد بن مالك الأشعري ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول. الخبر (١).

ومنه يظهر ان هذا اللقب له حيث يطلق كما هنا ، وفي التهذيب في باب عقد المرأة على نفسها النكاح (٢) وفي باب الزيادات في فقه النكاح (٣) ، ويؤيّده ان الغالب في الأسانيد التعبير عن الأول بزكريا بن محمّد أو مع الأزدي أو أبي عبد الله المؤمن ، والطبقة أيضا لا تنافي ذلك والله العالم.

وامّا محمّد بن يحيى ففي النجاشي (٤) والخلاصة : ثقة (٥) ، ويروي عنه ابن أبي عمير (٦) ، وابن سماعة (٧) ، وعبد الله بن المغيرة (٨) ، والحسين بن سعيد (٩) ، واحمد بن محمّد بن عيسى (١٠) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (١١) ، والحسن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢ / ٥٩.

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٩١ / ١٥٦٧.

(٣) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٥١ / ١٨٠٧.

(٤) رجال النجاشي : ٣٥٩ / ٩٦٣.

(٥) رجال العلامة : ١٥٨ / ١١٩.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ٣ / ٢.

(٧) فهرست الشيخ : ١٤١ / ٦٠٦.

(٨) أصول الكافي ٢ : ١٩٨ / ١٨.

(٩) تهذيب الأحكام ٩ : ٣٣٤ / ٣٣٤.

(١٠) الكافي ٤ : ٥٧ / ١.

(١١) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٥٦ / ٦٧١.

٢١٠

ابن محبوب (١) ، والقاسم بن محمّد (٢) ، والعباس بن عامر (٣) ، وأبو إسماعيل السراج عبد الله بن عثمان (٤).

وبالجملة فذكره النجاشي ، وفي أصحاب الصادق عليه‌السلام (٥) ، والفهرست (٦) ، والخلاصة ووثقوه ولم يتعرضوا لمذهبه ، إلاّ انّ في الاستبصار في باب من فاته الوقوف بالمشعر الحرام بعد ذكر روايتين : عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : فالوجه في هذين الخبرين وان كان أصلهما واحدا وهو محمّد بن يحيى الخثعمي وهو عامي ومع ذلك. إلى آخره (٧).

وذكرهما أيضا في التهذيب وردّه بالاضطراب فإنه يرويه عنه عليه‌السلام في أحدهما بالواسطة وفي الآخر بدونها ثم اوّله كما في الاستبصار ولم يطعن عليه بالعاميّة (٨).

ويبعد عاميّته ـ مضافا الى ما تقدم ـ ما رواه فيه بإسناده : عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : أتاني رجلان أظنّهما من أهل الجبل فسألني أحدهما عن الذبيحة؟ فقلت في نفسي : والله لا برد لكما على ظهري (٩) لا تأكل ، قال

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٨ : ٣٠٧ / ١١٤٤.

(٢) تهذيب الأحكام ١ : ١٧٧ / ٥٠٧.

(٣) الكافي ٥ : ٣٦٦ / ١.

(٤) رجال النجاشي : ٣٥٩ / ٩٦٣.

(٥) رجال الشيخ : ٣٠٤ / ٣٨٢.

(٦) فهرست الشيخ : ١٤١ / ٦٠٦.

(٧) الاستبصار ٢ : ٣٠٥ / ١٠٩٠ و١٠٩١.

(٨) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٩٢ / ٩٩٢.

(٩) قال الفيض في الوافي ٣ : ٣٧ (باب ذبائح أهل الكتاب والمشركين) :

لعله أريد بالذبيحة ، ذبيحة أهل الكتاب ، وكان ذلك معهودا بينه وبينهما لأنهما كانا فيما بينهم ، لا برد لكما على ظهري : اما من الإبراد بمعنى التهني وازالة التعب ، يعني : لأتحمل

٢١١

محمّد : فسألته انا عن ذبيحة اليهودي والنصارى؟ فقال : لا تأكل منه (١) ، وفيه من الدلالة على عدم عاميّته ما لا يخفى ، وبالجملة : فالخبر صحيح أو في حكمه.

[٣٠٣] شج ـ وإلى محمّد بن يعقوب الكليني : محمّد بن عصام الكليني وعلي بن احمد بن موسى ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، وكذلك جميع الكافي فقد رويته [عنهم ، عنه] (٢) ، عن رجاله (٣).

الثلاثة من مشايخه الذين يذكرهم كثيرا مترضّيا ، ويروي الكافي عن مؤلّفه جلّ من في هذه الطبقة من الأجلاّء ، قد أشرنا إلى أساميهم في آخر ترجمته في الفائدة الثالثة (٤) فلا حاجة الى التطويل في الكلام.

[٣٠٤] شد ـ وإلى مرازم بن حكيم : محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه (٥).

السند صحيح على الأصح.

__________________

لكما على ظهري المشقة وارفعها عنكما فأفتيكما بمر الحق من غير تقية. واما (لا) نافية ، يعني : لا راحة لكما بإفتائي بالإباحة حاملا وزره على ظهري. إلى آخر كلامه.

وقال المجلسي في ملاذ الاخبار ١٤ : ٢٥١ / ٢١ : واعلم ان هذا الخبر من معضلات الاخبار ، ويمكن ان يوجه بوجوه لا يخلو جلها بل كلها من بعد وإجمال ، ثم ذكر أربعة وجوه ، فراجع.

(١) نسخة بدل : ذبيحته ، (منه قدس‌سره) والخبر في تهذيب الأحكام ٩ : ٦٧ / ٢٨٦.

(٢) في الأصل : عنه عنهم ، وهو اشتباه بلا أدنى تأمل ، وما أثبتناه موافق للمصدر وهو الصحيح كما لا يخفى.

(٣) الفقيه ٤ : ١١٦ ، من المشيخة.

(٤) انظر : الجزء الثالث ، العاشر من المشايخ العظام.

(٥) الفقيه ٤ : ٦٠ ، من المشيخة.

٢١٢

واما مرازم بن حكيم المدايني مولى الأزد فثقة في النجاشي (١) ، والخلاصة (٢) ، وأصحاب الكاظم عليه‌السلام (٣) وهو عمّ علي بن حديد ، ويروي عنه : ابن أبي عمير (٤) ، وجميل بن درّاج (٥) ، وحماد بن عثمان (٦) ، واحمد بن محمّد بن أبي نصر (٧) ، وحريز (٨) ، ويونس بن عبد الرحمن (٩) ، وصفوان (١٠) ، وعلي بن حديد (١١) ، والكاهلي (١٢) فهو معدود من الأجلاّء.

وفي الكافي بإسناده عن محمّد بن عمرو الكوفي ـ أخي يحيى ـ ، عن مرازم ابن حكيم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما تنبّأ نبيّ قطّ حتى يقرّ لله بخمس : البداء ، والمشيّة ، والسجود ، والعبودية ، والطاعة (١٣).

[٣٠٥] شه ـ وإلى مروان بن مسلم : أبوه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن احمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عنه (١٤).

السند صحيح الى سهل الذي صعب أمره على ائمة الجرح والتعديل

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨.

(٢) رجال العلاّمة : ١٧٠ / ٧.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٩ / ٦.

(٤) الكافي ٤ : ٥٤٥ / ٢٧.

(٥) الكافي ٤ : ٢٧ / ٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٨٣ / ١١٩٧.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ١٧١ / ٥٦٧.

(٨) تهذيب الأحكام ٢ : ١١٠ / ٤١٥.

(٩) الكافي ٦ : ٣٢٤ / ١.

(١٠) الفقيه ٤ : ١٣٨ / ٤٨١.

(١١) الكافي ٦ : ٢٧٦ / ٤.

(١٢) الكافي ٦ : ٣٠ / ٢.

(١٣) الكافي ١ : ١١٥ / ١٣.

(١٤) الفقيه ٤ : ٧٧ ، من المشيخة :

٢١٣

فضعّفه بعضهم وهو المشهور ، وزكاه آخرون وهم جمع من المحققين ، ويظهر بعد التأمل ان حاله كحال اخوانه الذين ابتلوا بما ابتلى به مثل جابر والمفضّل ومحمّد ابن سنان ، والكلام فيه طويل وقد أفرده بالتأليف السيد المعظم صاحب مطالع الأنوار (١) طاب ثراه.

ونحن نذكر خلاصة ما قيل أو يمكن ان يقال فيه مدحا وقدحا :

امّا الأول : فهي أمور :

أ ـ قول الشيخ في أصحاب الهادي عليه‌السلام من رجاله : سهل الآدمي يكنى أبا سعيد ثقة رازي (٢) ، وقد ألفه (٣) بعد تأليف الفهرست ، لقوله في ترجمة الصدوق (٤) والكليني (٥) والعياشي (٦) : إني ذكرت كتبهم في الفهرست (٧) ، ويعلم من التهذيب (٨) أيضا ان بناءه كان على ذلك (٩).

فإنه ـ رحمه‌الله ـ كما نصّ عليه الأستاذ الأكبر : كثيرا ما يتأمّل في أحاديث جماعة بسببهم ، ولم يتفق له في كتبه مرّة ذلك في حديث بسببه ، بل وفي خصوص الحديث الذي هو واقع في سنده ربّما يطعن بل ويتكلف في الطعن من غير جهة ولا يتأمّل فيه أصلا (١٠).

ومن هنا يظهر ضعف ما في تكملة الكاظمي من ان الشيخ ذكر في أول

__________________

(١) مطالع الأنوار : الرسائل الرجالية للمحقق الشفتي الجيلاني : رسالة سهل بن زياد : ١٠٦.

(٢) رجال الشيخ : ٤١٦ / ٤.

(٣) اي : كتاب الرجال للشيخ الطوسي.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٥ ، وفيه : له مصنفات كثيرة ذكرناها في الفهرست.

(٥) رجال الشيخ : ٤٩٦ / ٢٧ ، وفيه : وذكرنا كتبه في الفهرست.

(٦) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣٢ ، وفيه : صنف أكثر من مائتي مصنف ذكرناها في الفهرست.

(٧) انظر فهرست الشيخ : ١٥٦ / ٧٠٥ ، ١٣٥ / ٦٠١ ، ١٣٦ / ٦٠٣.

(٨) تهذيب الأحكام ١٠ : ٥٤ ، من المشيخة.

(٩) اي : على توثيقه.

(١٠) تعليقة الوحيد ضمن منهج المقال للاسترآبادي : ١٧٦ ـ ١٧٧.

٢١٤

كتابيه (١) : ان المنشأ في تصنيفهما هو اختلاف الاخبار ، ورفع التناقض الظاهر بينهما ، ومقتضى ذلك جمع جميع ما ورد عنهم من غير التفات إلى أنّه معتمد وثقه ، فروايته عن الرجل لا [تقتضي] (٢) الوثاقة والاعتماد (٣). إلى آخره.

وجه الظهور : ان التمسك ليس بمجرد ذكره خبرا هو في سنده بل بعدم الطعن فيه في محلّ كان عليه الطعن على السند بسببه لو كان مطعونا ، كما طعن في سند حديث العدد (٤) بمحمد بن سنان الموجود فيه ، وبحديث من فاته الوقوف بالمشعر (٥) بوجود محمّد بن يحيى الخثعمي في سنده وهو عامي وهكذا.

ب ـ انه ممّن يروي [عن] (٦) ثلاثة من الأئمة عليهم‌السلام ، وهم :

__________________

(١) اي : التهذيب والاستبصار.

انظر تهذيب الأحكام ١ : ٣ ـ ٤ ، من المقدمة ، والاستبصار ١ : ٤ ـ ٥ ، من المقدمة أيضا.

(٢) في الأصل : لا يقتضي ـ بالياء المعجمة ـ وما أثبتناه هو الصحيح لغة ، وموافقا للمصدر.

(٣) تكمل الرجال ١ : ٤٨٧ ـ ٤٨٨.

(٤) رواه المفيد في الرسالة العدديّة : ٩ بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام وفيه محمد بن سنان ، والحديث بخصوص عدد شهر رمضان ، قال المفيد معقبا عليه : وهذا الحديث شاذ ، نادر ، غير معتمد عليه ، في طريقه محمد بن سنان ، وهو مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، وما كان هذا سبيله لم يعمل عليه في الدين وقد ورد مثل هذا الكلام في حقه من قبل شيخ الطائفة في التهذيب ٧ : ٣٦١ / ١٤٦٤ ، والاستبصار ٣ : ٢٢٤ / ٨١٠ فراجع.

(٥) رواه الشيخ عن الخثعمي بطريقين أحدهما مرسلا والآخر مسندا في التهذيب ٥ : ٢٩٢ / ٩٩٢ ، ٥ : ٢٩٣ / ٩٩٣ والاستبصار ٢ : ٣٠٥ / ١٠٩٠ و١٠٩١ ، وكلاهما عن أبي عبد الله ٧ ، وفيهما : نفي البأس عمن لم يقف بالمزدلفة ولم يبت بها حتى اتى منى. وظاهر العمل بخلافه.

قال الشهيد الأول : ولو ترك الوقوف بالمشعر جهلا بطل حجه عند الشيخ في التهذيب ، ورواية محمد بن يحيى بخلافه ، وتأولها الشيخ على تارك كمال الوقوف جهلا ، وقد اتى باليسير منه. الدروس : ١٢٣.

وقال المجلسي في ملاذ الأخيار ٨ : ١٧٤ / ٣٠ : ان ظاهر الأصحاب ان من ترك الوقوف بالمشعر ليلا وقبل طلوع الشمس عامدا يفسد حجه سواء كان عالما أو جاهلا ، فراجع.

(٦) في الأصل : من ، وما أثبتناه هو الأنسب للمقام ، والأقرب الى لغة تحمّل الحديث وآداب نقله ،

٢١٥

الجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام كما يظهر من ذكره في رجال الشيخ في الأبواب الثلاثة (١) ، وقال أبو عمرو الكشي في رجاله : في سهل بن زياد الآدمي أبي سعيد ، قال نصر بن الصباح : سهل بن زياد الرازي أبو سعيد الآدمي يروي عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمّد صلوات الله عليهم (٢) ، ولم يذكر في ترجمته غير هذا.

ولا يخفى على من أنس بكلماتهم انّهم يذكرون ذلك في مقام مدح الراوي وعلوّ مقامه ، وإذا لوحظ مع ذلك انه لم يرد فيه طعن من أحدهم عليهم‌السلام كما ورد منهم الطعن والذم واللعن في حقّ جماعة من الغلاة والكذابين في هذه الطبقة ـ مع انه كان معروفا مشهورا يروي عنهم عليهم‌السلام ـ كانت دلالته على المدح القريب من الوثاقة ظاهرة.

ج ـ ما في النجاشي قال : وقد كاتب أبا محمّد العسكري عليه‌السلام على يد محمّد بن عبد الحميد العطار للنصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين ، ذكر ذلك [احمد بن علي] (٣) بن نوح واحمد بن الحسين رحمهما الله انتهى (٤).

وهذه المكاتبة هي ما رواه الصدوق في الباب (٦) من كتاب التوحيد : عن احمد بن محمّد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، انه قال : كتبت الى أبي محمّد عليه‌السلام سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم ومنهم من يقول صورة ،

__________________

فلاحظ.

(١) رجال الشيخ : ٤١٦ / ١ ، ٤١٦ / ٤ ، ٤٣١ / ٢.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٣٧ / ١٠٦٩.

(٣) في الأصل : علي بن احمد ، وهو اشتباه ، والصحيح ما أثبتناه لموافقته ما في المصدر وسائر كتب الرجال ، فلاحظ.

(٤) رجال النجاشي : ١٨٥ / ٤٩٠.

٢١٦

فإن رأيت يا سيدي ان تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فكنت (١) متطوّلا على عبدك؟ فوقع عليه‌السلام : سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول ، الله واحد احد ، صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد ، خالق ليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك ، ويصوّر ما يشاء ، وليس بمصوّر ، جلّ ثناؤه ، وتقدست اسماؤه ، [و] (٢) تعالى عن ان يكون له [شبيه] (٣) هو لا غيره ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير (٤).

ورواه الكليني في الكافي : عن علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل مثله (٥).

قال السيد المعظم في الرسالة : ولا يخفى انّ فيه دلالة على مدحه من وجوه : منها كونه ممّن كاتب أبا محمّد العسكري عليه‌السلام لا سيّما على يد محمّد بن عبد الحميد الذي وثقه النجاشي (٦) ، والعلامة (٧) فقالا : انّه كان ثقة من أصحابنا الكوفيين. إلى آخره (٨).

قلت : وجه الخصوصيّة ، أن سند المكاتبة يصير حينئذ صحيحا فان كونه على يده لم يثبت من طرف سهل ، بل لاخبار الثقتين الجليلين كما في النجاشي (٩) ويخرج الخبر أيضا عن مناقشة كون سهل راوي مدحه ، فمكاتبته إيّاه (عليه

__________________

(١) نسخة بدل : فعلت « منه قدس‌سره » ، وفي المصدر كذلك.

(٢) ما أثبتناه بين معقوفين من المصدر.

(٣) في الأصل : شبه ، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) التوحيد : ١٠١ / ١٤.

(٥) أصول الكافي ١ : ٨٠ (من المتابعات) بعد الحديث التاسع.

(٦) رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٦.

(٧) رجال العلامة : ١٥٤ / ٨٤.

(٨) مطالع الأنوار : الرسائل الرجالية لحجة الإسلام الشفتي ، رسالة سهل بن زياد : ١٠٧.

(٩) رجال النجاشي : ١٨٥ / ٤٩٠.

٢١٧

السلام) ، وسؤاله عن مسائل التوحيد ، واعتناؤه عليه‌السلام بجوابه بخطّه المبارك لا يجتمع قطعا مع ما نسب اليه من الغلوّ والكذب كما يأتي.

واعلم ان كلمة أئمة الرجال متفقة على ان أحمد بن محمّد بن عيسى لقي الرضا (١) ، والجواد (٢) ، والهادي (٣) عليهم‌السلام ، ولم يذكره أحد في أصحاب أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ، ووفاة الهادي عليه‌السلام كانت سنة أربع وخمسين بعد المائتين ، فتكون وفاة احمد فيها أو قبلها (٤) فتكون المكاتبة بعد وفاة احمد الذي إليه ينتهي ما نسب الى سهل من أسباب الضعف ، فلو سلم اصابته فيما فعل به وقال فيه لكانت المكاتبة ناسخة لهما ، فكيف لو ظهر خطؤه فيهما كما ستعرف؟

وفي التهذيب في باب الوصيّة المبهمة ، بإسناده إلى سهل بن زياد ، قال : كتبت الى أبي محمّد عليه‌السلام : رجل كان له ابنان فمات أحدهما ـ الى ان قال ـ : فوقع عليه‌السلام : ينفذون فيها وصيّة أبيهم على ما سمّى ، فان لم

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٦ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٩٧ / ٦.

(٣) رجال الشيخ : ٤٠٩ / ٣.

(٤) أقول : ذكر العلامة في رجاله عند ترجمة احمد بن محمد بن خالد البرقي : ١٤ / ٧ عن الغضائري : أن أحمد بن محمد بن عيسى مشى في جنازة أحمد بن محمد بن خالد البرقي حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به.

وقال النجاشي ـ في ترجمة أحمد بن محمد بن خالد ـ وقال احمد بن الحسين رحمه‌الله في تاريخه : توفي احمد بن أبي عبد الله البرقي [وهو احمد بن محمد بن خالد] في سنة أربع وسبعين ومائتين ، وقال علي بن محمد ماجيلويه : مات سنة أخرى ، سنة ثمانين ومائتين. رجال النجاشي : ٧٧ / ١٨٢.

وبمقتضى ذلك يكون الصحيح في وفاة أحمد بن محمد بن عيسى هو بعد السنتين المذكورتين ، لا في سنة وفاة الامام الهادي عليه‌السلام ، ولا قبلها ، وسيأتي مثله في الهامش / ٢ من هذه الفائدة ، صحيفة : ٢٣٠ ، فلاحظ.

٢١٨

يكن سمّى [شيئا] ردّوها الى كتاب الله عزّ وجلّ إن شاء الله (١) ، وذكر طريقه إليه في المشيخة (٢) كما يأتي (٣).

د ـ رواية اجلّة هذه الطبقة عنه ، مثل الشيخ الجليل الفضل بن شاذان كما يأتي (٤) ، وشيخ الأشعريين محمّد بن يحيى العطار (٥) ، وشيخ أصحابنا ووجههم بقم الحسن بن متّيل القمي كما في كامل الزيارات في باب فضل زيارة المؤمنين (٦) ، وفي باب ان الحائر من المواضع التي يحبّ الله ان يدعى فيها (٧) ، وفي باب فضل كربلاء (٨) ، وفي باب الإتمام عند قبر الحسين عليه‌السلام (٩).

ومحمّد بن الحسن الصفار كما في التهذيب في باب المسنون من الصلاة (١٠) ، وفي الفقيه في باب الرجل يوصي وصيّته فينساها الوصي (١١).

وفي توحيد الصدوق عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن سهل بن زياد ، عن حمزة بن محمّد ، قال : كتبت الى أبي الحسن عليه‌السلام ، الخبر (١٢).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٩ : ٢١٤ / ٨٤٦ ، وما بين معقوفين منه.

(٢) تهذيب الأحكام ١٠ : ٥٤ ـ ٥٥ ، من المشيخة.

(٣) سيأتي في الفائدة السادسة برقم : ٣٢٧.

(٤) سيأتي في هذه الفائدة ، صحيفة : ٢٢٧ ، وانظر تعليقتنا هناك.

(٥) الكافي ٦ : ٣٨٤ / ٢ ، وفيه : محمد بن يحيى من غير تقييد والظاهر هو العطار ، فلاحظ.

(٦) كامل الزيارات : ٣٢١ / ٤ و٨ و١٥٠.

(٧) كامل الزيارات : ٢٧٣ / ١.

(٨) كامل الزيارات : ٢٧٠ / ١٢.

(٩) كامل الزيارات : ٢٤٨ / ١.

(١٠) تهذيب الأحكام ٢ : ٨ / ١٤.

(١١) الفقيه ٤ : ١٦٢ / ٥٦٥.

(١٢) التوحيد : ٩٧ / ٣.

٢١٩

وبهذا الاسناد ، عن سهل ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد ابن زيد ، قال : جئت الى الرضا عليه‌السلام اسأله عن التوحيد ، الخبر (١).

وعلى ما ذكره جماعة من كونه داخلا في عدّة ثقة الإسلام فروايته عنه لا تحصى ولكن عرفت ضعفه في الفائدة السابقة (٢).

ومحمّد بن علي بن محبوب في التهذيب في باب حكم الظهار (٣).

وعلي بن إبراهيم في الكافي في باب الرجل يدخل يده في الإناء قبل ان يغسلها (٤).

وأبو [الحسين] (٥) محمّد بن جعفر الأسدي كثيرا (٦) ، ومحمّد بن قولويه (٧) ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد أو ابن علي بن مهزيار (٨).

__________________

(١) التوحيد : ٩٨ / ٥.

(٢) تقدم في الفائدة الرابعة.

(٣) تهذيب الأحكام ٨ : ١٠ / ٢٩.

(٤) لم نقف على روايته عنه لا في كتب الحديث ولا في كتب الرجال ، والباب المشار اليه فيه : علي ابن محمد عن سهل ، انظر الكافي ٣ : ١٢ / ٦ ، وعلي هذا هو علي بن محمد بن إبراهيم الملقب بعلان كما حققناه ، فلاحظ.

(٥) في الأصل : أبو عبد الله ، وما أثبتناه هو الصحيح لموافقته ما في المصدر وسائر كتب الرجال ، ويقال له : محمد بن أبي عبد الله ، انظر رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠ ورجال الشيخ : ٤٩٦ / ٢٨ وفهرست الشيخ : ١٥١ / ٦٥٦ ، ورجال العلامة : ١٦٠ / ١٤٥ وابن داود : ١٦٨ / ١٣٣٧.

(٦) الفقيه ٢ : ١٢٧ / ٥٤٦.

(٧) لم نقف على روايته عنه لا في كتب الحديث ولا في كتب الرجال ، والظاهر انه يروي عن سهل بأكثر من واسطة ، ففي الإستبصار ٢ : ٣٣٥ / ١١٩٣ روى عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن الحسن بن متّيل ، عن سهل بن زياد ، فلاحظ.

(٨) التردد هو بين محمد بن الحسن بن الوليد ، ومحمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، ولم نجد لأي منهما رواية عن سهل بن زياد ، والظاهر وقوع الاشتباه ، لان ابن الوليد يروي عن سهل بتوسط سعد بن عبد الله كما في فهرست الشيخ : ٨٠ / ٣٣٩ ، وسعد هذا توفي سنة ٢٢٩ أو ٣٠١ ه‍ على ما في النجاشي : ١٧٨ / ٤٦٧ ، وابن الوليد متأخر عن ذلك بأكثر من أربعين

٢٢٠