خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-006-4
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٠

السند صحيح ، وفي النجاشي : محمّد بن سهل بن اليسع بن عبد الله بن سعد بن مالك [بن الأحوص] الأشعري القمي ، روى عن الرضا وأبي جعفر عليهما‌السلام ، له كتاب يرويه جماعة (١).

وظاهره اعتبار كتابه ، بل كونه من الأصول كما أشرنا اليه ، وذكره في الفهرست أيضا مع كتابه وطريقه اليه (٢).

ويشير الى وثاقته مضافا الى ما ذكر رواية الأجلّة عنه وفيهم : حمّاد بن عيسى من أصحاب الإجماع ، كما في التهذيب في باب صفة الإحرام (٣) ، واحمد ابن محمّد بن عيسى كثيرا (٤) ، وأبوه (٥) ، ومحمّد بن علي بن محبوب (٦) ، وموسى ابن القاسم (٧) ، فالخبر حسن كالصحيح.

[٢٨٥] رفه ـ وإلى محمّد بن عبد الجبار : أبوه ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى العطار واحمد ابن إدريس جميعا ، عن محمّد بن عبد الجبار ـ وهو محمّد بن أبي الصهبان ـ (٨).

رجال السند ومحمّد كلّهم من أجلاّء الثقات ، فالخبر صحيح.

[٢٨٦] رفو ـ وإلى محمّد بن عبد الله بن مهران : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عنه (٩).

__________________

(١) رجال النجاشي ٣٦٧ / ٩٩٦ ، وما بين معقوفتين منه.

(٢) فهرست الشيخ ١٤٧ / ٦٢٠.

(٣) تهذيب الأحكام ٥ : ٩٢ / ١١٠.

(٤) الفقيه ٤ : ١١٠ ، من المشيخة.

(٥) رجال النجاشي ٣٦٧ / ٩٩٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٣ : ٢١١ / ٥١١.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ٤ / ٥.

(٨) الفقيه ٤ : ٧٧ ، من المشيخة.

(٩) الفقيه ٤ : ١٠٦ ، من المشيخة.

١٨١

مرّ اعتبار السند غير مرّة الا انّ محمّد ضعيف مذموم جدّا ، وفي النجاشي : له كتاب النوادر [وهو] أقرب كتبه إلى الحقّ (١).

قال الشارح : والظاهر أنّ المصنّف وغيره يروون عنه هذا الكتاب لما كان موافقا للحقّ ، انتهى (٢).

[٢٨٧] رفز ـ وإلى محمّد بن عثمان العمري قدس الله روحه : أبوه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عثمان العمري قدّس الله روحه (٣).

وهو وكيل الناحية في خمسين سنة ، الذي ظهر على يديه من طرف المأمول المنتظر صلوات الله عليه معاجز كثيره ولما سأل أبو علي احمد بن إسحاق عن أبي محمّد عليه‌السلام فقال : من أعامل؟ وعمّن آخذ؟ وقول من اقبل؟ فقال عليه‌السلام : للعمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤديان ، وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان.

ومناقبه وفضائله أشهر من ان تذكر توفي آخر جمادى الأولى سنة ٣٠٥ (٤).

[٢٨٨] رفح ـ وإلى محمّد بن عذافر : أبوه ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله والحميري جميعا ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن عذافر الصيرفي (٥).

__________________

(١) رجال النجاشي ٣٥٠ / ٩٤٢ ، وما أثبتناه بين معقوفتين منه.

(٢) روضة المتقين ١٤ : ٢٤٥.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٢ ، من المشيخة.

(٤) انظر كتاب الغيبة للشيخ : ٢١٨ وما بعدها ، ورجال العلامة ١٤٩ / ٥٧.

(٥) الفقيه ٤ : ١٢٢ ، من المشيخة.

١٨٢

رجال السند كلّهم من الأجلاّء ، وابن عذافر بالعين المهملة المضمومة والذال المعجمة والراء المهملة ابن عيسى بن أفلح الخزاعي الصيرفي المدايني ، ثقة في النجاشي (١) ، والخلاصة (٢) ، ورجال الشيخ في أصحاب الصادق والكاظم والرضا (٣) عليهم‌السلام ، وعمّر (٩٣) (٤) ، وأبوه وعمّه عمر بن عيسى أيضا من الرواة ، فالخبر صحيح بالاتفاق.

[٢٨٩] رفط ـ وإلى محمّد بن علي بن محبوب : أبوه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكل واحمد بن محمّد بن يحيى العطار ومحمّد بن علي ماجيلويه رضي الله عنهم ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عنه.

وأبوه والحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنهما ، عن أحمد بن إدريس ، عنه (٥).

السندان اللذان ينشعب عنهما أسانيد كثيرة صحيحان ، وفي النجاشي : محمّد بن علي بن محبوب الأشعري القمي ، أبو جعفر شيخ القميين في زمانه ، ثقة عين ، فقيه صحيح المذهب ، انتهى (٦).

ويروي عنه أيضا علي بن الحسن بن فضّال كثيرا (٧) وابن بطّة (٨).

__________________

(١) رجال النجاشي ٣٥٩ / ٩٦٦.

(٢) رجال العلامة ١٣٨ / ٩.

(٣) رجال الشيخ ٢٩٧ / ٢٧١ و٣٥٩ / ١٤ ، ولم يرد ذكره في أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وكذا الحال في رجال البرقي : ٢٠ و٤٩ ، ولكنه عمّر إلى أيامه عليه‌السلام كما في النجاشي ٣٦٠ / ٩٦٦ ، فلاحظ.

(٤) انظر رجال النجاشي ٣٥٩ / ٩٦٦.

(٥) الفقيه ٤ : ١٠٥ ، من المشيخة.

(٦) رجال النجاشي ٣٤٩ / ٩٤٠.

(٧) فهرست الشيخ ١٤٥ / ٦١٣.

(٨) تهذيب الأحكام ١ : ٣٩١ / ١٢٠٤.

١٨٣

[٢٩٠] رص ـ وإلى محمّد بن عمرو بن أبي المقدام : أحمد بن زياد ابن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عنه (١).

السند صحيح على الأصح بما مرّ في (يا) (٢) و(يد) (٣) و(كو) (٤) ، ولكن محمّد بن عمرو غير مذكور في الرجال بل في أسانيد احاديث الكتب الأربعة على ما يظهر من الجامع (٥) ، وحيث عدّ الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة (٦) ، فالخبر قويّ وفاقا للشارح (٧).

[٢٩١] رصا ـ وإلى محمّد بن عمران العجلي : محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه (٨).

السند صحيح بما مرّ في (لب) (٩) وغيره ، ورواية ابن أبي عمير عن العجلي من أمارات وثاقته ، فلا يضر عدم مذكوريته إلاّ في أصحاب الصادق عليه‌السلام من رجال الشيخ (١٠) ، فالخبر صحيح أو في حكمه.

[٢٩٢] رصب ـ وإلى محمّد بن عيسى : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ،

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٠٤ ، من المشيخة.

(٢) تقدم برقم : ١١.

(٣) تقدم برقم : ١٤.

(٤) تقدم برقم : ٢٦.

(٥) جامع الرواة ٢ : ١٦١.

(٦) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة ، ولم يصرح به وانما قاله إجمالا ، فلاحظ.

(٧) روضة المتقين ١٤ : ٢٤٨.

(٨) الفقيه ٤ : ٩٣ ، من المشيخة.

(٩) تقدم برقم : ٣٢.

(١٠) رجال الشيخ ٣٢٢ / ٦٧٧.

١٨٤

عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني.

وعن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عنه (١).

أوضحنا وثاقة ابن عيسى في (لا) (٢) فالخبر صحيح.

[٢٩٣] رصج ـ وإلى محمّد بن الفيض التيمي : أبوه ، عن احمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن داود بن إسحاق الحذّاء ، عنه.

وجعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه (٣).

السند الأول ضعيف بداود الغير المذكور الاّ هنا ، وفي جملة من الأسانيد ، ويظهر منها أنّ كنيته أبو سليمان ، والسند الثاني صحيح بما مرّ في (له) (٤).

واعلم أن الصدوق ذكر في أواسط المشيخة : وما كان فيه عن محمّد بن الفيض التيمي فقد رويته عن أبي رضي‌الله‌عنه (٥) ، وذكر السند الأول.

وقال ـ في قريب من أواخره ـ : أو ما كان فيه عن محمّد بن الفيض فقد رويته عن جعفر بن محمّد (٦) ، وذكر السند الثاني.

فزعم صاحب الوسائل اتحادهما فذكر واحدا وجعل الطريقين له (٧) ، واتبعناه لأنّا شرحنا المشيخة على ترتيبه ، وصاحب الوافي (٨) وجامع الرواة (٩)

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٩٢ ، من المشيخة.

(٢) تقدم برقم : ٣١.

(٣) الفقيه ٤ : ٨٤ ، من المشيخة.

(٤) تقدم برقم : ٣٥.

(٥) الفقيه ٤ : ٨٤ ، من المشيخة.

(٦) الفقيه ٤ : ١٠٧ ، من المشيخة.

(٧) وسائل الشيعة ١٩ : ٤١٤ / ٢٨٩.

(٨) الوافي ٣ : ١٤٨ ، من الخاتمة.

(٩) جامع الرواة ٢ : ١٧٥ ـ ١٧٦.

١٨٥

والعدّة (١) زعموا أنّ الأخير غير الأول.

والشارح ـ بعد ذكر الأخير منفردا ـ قال : يمكن أن يكون ما تقدم ووقع التكرار سهوا ، وأن يكون محمّد بن الفيض المختار الكوفي الجعفي من أصحاب الصادق عليه‌السلام في رجال الشيخ (٢) ، وان يكون محمّد بن الفيض بن مالك المدايني مولى عمر بن الخطاب ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام في رجال الشيخ (٣) ، وان كان بعيدا.

وعلى ايّ حال فهو مجهول لكن كتابه معتمد ، ويمكن الحكم بصحته لصحته ظاهرا عن محمّد بن أبي عمير (٤) ، وان يكون حسنا لجعفر بن محمّد بن مسرور فإنه من مشايخ الصدوق ولا يذكره الاّ مع قوله رضي‌الله‌عنه ، وعلى المشهور قوي كالصحيح ، انتهى (٥).

قلت : بل على المشهور في حكم الصحيح ، والأصح وثاقته لرواية ابن أبي عمير عنه ، ورواية داود عن الآخر.

[٢٩٤] رصد ـ وإلى محمّد بن القاسم الأسترآبادي مشافهة من غير واسطة (٦)

وهو الراوي له التفسير المنسوب الى الامام أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ، الذي أكثر من النقل عنه في أغلب كتبه الموجودة عندنا :

__________________

(١) العدة للكاظمي : ١٦٥.

(٢) رجال الشيخ ٣٢٢ / ٦٧١.

(٣) رجال الشيخ ٣٩٣ / ٨١.

(٤) اي : يمكن الحكم بصحته لاعتماد ابن أبي عمير عليه في روايته كما هو في طريق الصدوق اليه ظاهرا.

أقول : لو كانت (عند) مكان (عن) لوضح المعنى.

(٥) روضة المتقين ١٤ : ٢٤٩ ـ ٢٥٠.

(٦) الفقيه ٤ : ١٠٠ ، من المشيخة.

١٨٦

كالفقيه (١) والأمالي (٢) والعلل (٣) وغيرها ، واعتمد على ما فيه ، كما لا يخفى على من راجع مؤلّفاته ، وتبعه على ذلك أساطين المذهب وسدنة الاخبار.

فمنهم أبو منصور احمد بن علي بن أبي طالب قال في أوّل كتابه الموسوم بالاحتجاج : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار بإسناده ، إمّا لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلّت العقول عليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ ما أوردته عن أبي محمّد الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام ، فإنه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه ، وان كان مشتملا على مثل ما قدّمناه ، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أوّل جزء من ذلك دون غيره ، لان جميع ما رويت عنه عليه‌السلام إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها عليه‌السلام في تفسيره (٤).

ومنهم قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ، فإنه أخرج في خرائجه من التفسير المذكور جملة وافرة (٥).

ومنهم رشيد الدين محمّد بن علي بن شهرآشوب ، فإنه نسب التفسير المذكور اليه عليه‌السلام جزما ، ونقل عنه في مناقبه في مواضع عديدة : منها في باب معاجز النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فصل فيه نطق الجمادات قال : تفسير الامام الحسن العسكري عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ) (٦) قالت اليهود ، الى آخر ما في التفسير (٧).

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٢١١ / ٩٦٧.

(٢) أمالي الصدوق ٣٦٧ / ٣.

(٣) علل الشرائع : ٤١٦.

(٤) الاحتجاج ١ : ١٦.

(٥) الخرائج والجرائح ٢ : ٥١٩ / ٢٨.

(٦) البقرة : ٢ : ٧٤.

(٧) المناقب ١ : ٩٢.

١٨٧

بل قال في معالم العلماء : الحسن بن خالد البرقي أخو محمّد بن خالد ، من كتبه تفسير العسكري من إملاء الإمام عليه‌السلام مائة وعشرين مجلّدا ، انتهى (١).

ويظهر منه أمران :

الأول : أنّ سند التفسير ليس منحصرا في الأسترآبادي شيخ الصدوق ، بل يرويه الحسن بن خالد الثقة في النجاشي (٢) والخلاصة (٣) ، صاحب الكتب في الفهرست التي يرويها عنه ابن أخيه أحمد بن محمّد البرقي ، الذي للمشايخ اليه طرق صحيحة (٤).

الثاني : أن التفسير كبير تام غير مقصور على الموجود ، الذي فيه تفسير سورة الفاتحة وبعض سورة البقرة.

ومنهم المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي فإنه قال في إجازته لصفي الدين الحلي ـ بعد ذكر جملة من طرقه وأسانيده العالية ـ ما لفظه : وأعلى من الجميع بالإسناد إلى العلامة جمال الدين احمد بن فهد ، عن السيد العالم النسابة تاج الدين محمّد بن معيّة ، عن السيد العالم علي بن عبد الحميد بن فخّار الحسيني ، عن والده السيد عبد الحميد ، عن السيد الفقيه مجد الدين أبي القاسم علي بن العريضي ، عن الشيخ السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن شهرآشوب المازندراني ، (عن) (٥) السيد العالم ذي الفقار محمّد بن [معد] (٦)

__________________

(١) معالم العلماء ٣٤ / ١٨٩.

(٢) رجال النجاشي ٦١ / ١٣٩.

(٣) رجال العلامة ٤٣ / ٣٧.

(٤) انظر فهرست الشيخ ٤٩ / ١٦٧.

(٥) كذا : في الأصل والمصدر ، وهو لا يتفق وقوله ـ الآتي ـ : كلاهما ، فالعطف أولى ظاهرا.

(٦) في الأصل معبد ـ بالباء الموحدّة ـ وهو اشتباه أو من سهو الناسخ ، وما أثبتناه من المصدر وأمل الآمل ٢ : ٣٠٧ / ٩٢٩ فلاحظ.

١٨٨

(العلوي) (١) الحسني كلاهما ، عن الشيخ الامام عماد الفرقة الناجية أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن بابويه ، حدثنا محمّد بن القاسم المفسّر الجرجاني ، حدثنا يوسف بن محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سنان ، عن أبويهما ، عن مولانا ومولى كافة الأنام أبي محمّد الحسن العسكري ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبعض أصحابه ذات يوم : أحبب في الله ، وأبغض في الله ، ووال في الله ، وعاد في الله ، فإنه لا تنال ولاية الله الاّ بذلك ، ولا يجد رجل طعم الايمان وان كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا [أكثرها] في الدنيا ، عليها يتوادّون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا ، فقال الرجل : يا رسول الله ، كيف لي اعلم أنّي واليت وعاديت في الله ، فمن وليّ الله عزّ وجلّ حتى أواليه ومن عدوّه حتى أعاديه ، فأشار له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى علي عليه‌السلام قال : ألا ترى هذا؟ قال : بلى ، فقال : وليّ هذا وليّ الله فواله ، وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده ، وال وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدوّه ولو أنه أبوك وولدك ، انتهى (٢).

ويظهر منه أنّ هذا التفسير عنده في غاية الاعتبار ، ولاقتصاره في نقل الخبر المرسوم عندهم نقله في آخر كثير من الإجازات ، كما يظهر منه أيضا أن

__________________

(١) من زيادة الأصل على المصدر وان كان كذلك.

(٢) بحار الأنوار ١٠٨ : ٧٨ ـ ٧٩ ، باختلاف يسير. وما بين معقوفتين منه.

١٨٩

الشيخ والغضائري روياه عنه عليه‌السلام بالسند المذكور ، فيكون معتبرا عندهما وإلاّ لاستثنياه عن مروياتهما ، كما لا يخفى على من عرف طريقة المشايخ.

ومنهم فخر الفقهاء الشهيد الثاني فإنه ينقل عنه معتمدا عليه قال في المنية : فصل : ومن تفسير العسكري عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ ـ الى قوله ـ وَالْيَتامى) (١) قال الامام عليه‌السلام : اما قوله (وَالْيَتامى) ، ونقل عنه أوراقا (٢).

وقال في آخر أجازته الكبيرة للشيخ حسين بن عبد الصمد : ولو حاولنا ذكر طريق الى كلّ من بلغنا من المصنفين والمؤلّفين لطال الخطب ، والله تعالى وليّ التوفيق ، ولنذكر طريقا واحدا هو أعلى ما اشتملت عليه هذه الطرق الى مولانا وسيّدنا وسيّد الكائنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويعلم منه أيضا مفصّلا أعلى ما عندنا من السند الى كتب الحديث كالتهذيب والاستبصار والفقيه والمدينة والكافي وغيرهما ، أخبرنا شيخنا ـ وساق أسانيد عالية إلى السيد فخار ـ عن شاذان بن جبرئيل ، عن جعفر الدوريستي ، عن المفيد ، عن الصدوق أبي جعفر محمّد بن بابويه قال : حدثنا محمّد بن القاسم الجرجاني ، وساق مثل ما مرّ عن المحقق الكركي (٣).

وقال التقي الشارح : وما كان عن محمّد بن القاسم ، وقيل : ابن أبي القاسم كما يذكره الصدوق هكذا : المفسّر الأسترآبادي ، واعتمد عليه الصدوق وكان شيخه ، وما ذكره الغضائري باطل وتوهم ، أنّ مثل هذا التفسير لا يليق

__________________

(١) البقرة : ٢ : ٨٣.

(٢) منية المريد : ١١٤.

(٣) بحار الأنوار ١٠٨ : ١٦٩ ـ ١٧٠.

١٩٠

بالإمام ومن كان مرتبطا بكلام الأئمة عليهم‌السلام يعلم انه كلامهم ، واعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني ونقل عنه اخبارا كثيرة في كتبه ، واعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق ، يكفي عفى الله عنّا وعنهم (١).

وقال ولده العلامة في البحار : كتاب تفسير الامام من الكتب المعروفة ، واعتمد الصدوق عليه ، وأخذ منه ، وإن طعن فيه بعض المحدثين ، ولكن الصدوق اعرف وأقرب عهدا ممّن طعن فيه ، وقد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه (٢).

ثم قال في الفصل الخامس : ولنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه ، قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام الله تعالى تأييده : حدثنا السيد محمّد بن سراهنك الحسني الجرجاني (٣) ، عن السيد أبي جعفر مهتدي بن حارث الحسيني المرعشي ، عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الأسترآبادي (٤).

وساق ما هو الموجود في صدر التفسير ثم قال : أقول : وفي بعض النسخ في أول السند هكذا : قال محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر بن الدقاق : حدثني الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان وأبو محمّد جعفر بن احمد بن علي القمي رحمهما الله قالا : حدثنا الشيخ الفقيه

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٠.

(٢) بحار الأنوار ١ : ٢٨.

(٣) في المصدر : شراهتك الحسني الجرجاني ، وفي مقدمة التفسير : الحسيني ، مكان الحسني ، فلاحظ.

(٤) بحار الأنوار ١ : ٧٠ ـ ٧١.

١٩١

أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، الى آخر ما مرّ (١).

قلت : كذا في نسختي ، وفيها : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الأسترآبادي الخطيب.

وفي العيون في موضع : حدثني محمّد بن أبي القاسم المعروف بابي الحسن الجرجاني ، وفي موضع آخر : محمّد بن القاسم المعروف بابي الحسن الجرجاني ، وتأتي الإشارة إلى أسامي جماعة أخرى من العلماء الاعلام شاركوهم في الاعتماد عليه (٢).

إذا عرفت ذلك فنقول : قال في الخلاصة : محمّد بن القاسم أو أبي القاسم المفسّر الأسترآبادي روى عنه أبو جعفر بن بابويه ، ضعيف كذّاب ، روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين ، أحدهما يعرف بيوسف بن محمّد ابن زياد ، والآخر بعلي بن محمّد بن يسار ، عن أبويهما (٣) ، عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام ، والتفسير موضوع عن سهل الديباجي ، عن أبيه ، بأحاديث من هذه المناكير ، انتهى (٤).

ولم يسبقه فيما بأيدينا من الكتب الرجالية والحديث احد سوى الغضائري (٥) ، ولم يلحقه أيضا أحد سوى المحقق الداماد ، فإنه قال في شارع النجاة في مبحث الختان :

ودر أصول اخبار أهل البيت عليهم‌السلام وارد است كه در زمان حرب معاوية زمين نجو أمير المؤمنين عليه‌السلام را ابتلاع نموده است.

__________________

(١) بحار الأنوار ١ : ٧٣.

(٢) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٦٦ / ١.

(٣) في المصدر : عن أبيهما ، وما أثبته المصنف رحمه‌الله هو الصحيح لأنهما لم يكونا أخوين ظاهرا ، فلاحظ.

(٤) رجال العلامة : ٢٥٦ / ٦٠.

(٥) مجمع الرجال ٦ : ٢٥.

١٩٢

« ودر تفسير مشهور عسكري عليه‌السلام ـ كه بمولاى ما صاحب العسكر منسوبست ـ حديثى مطوّل مشتمل بر حكايت آن حال على التفصيل مذكور شده ، ومن مى گويم : صاحب آن تفسير ـ چنانچه محمّد بن على بن شهرآشوب رحمه‌الله در معالم العلماء آورده ومن در حواشى كتاب نجاشى وكتاب رجال الشيخ تحقيق كردم ـ حسن بن خالد برقى است برادر ابى عبد الله محمّد ابن خالد برقى وعم أحمد ابن ابى عبد الله برقى وباتفاق علماء ثقة ومصنّف كتب معتبره بوده است.

در معالم العلماء گفته : وهو أخو محمّد بن خالد ، من كتبه تفسير العسكري من إملاء الإمام عليه‌السلام ، واما تفسير محمّد بن القاسم ، كه از مشيخه روايت ابى جعفر بن بابويه است علماء رجال او را ضعيف الحديث شمرده اند ، تفسيريست كه آن را از دو مرد مجهول الحال روايت كرده ، وايشان بأبي الحسن الثالث الهادي العسكري عليه‌السلام اسناد كرده اند وقاصران نا متمهران اسناد را معتبر مى پندارند وحقيقت حال آن كه تفسير موضوع ، وبأبي محمّد سهل بن أحمد الديباجي مسند وبر مناكير احاديث واكاذيب اخبار محتوى ومنطوى واسناد آن بامام معصوم مختلق ومفتريست ، انتهى » (١).

__________________

(١) شارع النجاة للمحقق الداماد : لم نظفر به ، وفي الذريعة ١٣ : ٤ (شارع النجاة : رسالة فتوائية فارسية ، والظاهر ان هناك نسخة منها في مكتبة السيد جلال الدين المحدث بطهران).

اما ترجمة النص المذكور إلى العربية فهي :

« في تفسير العسكري عليه‌السلام ـ المشهور والمنسوب الى مولانا صاحب العسكر ـ حديث طويل مشتمل على ذكر حاله بالتفصيل ، وانا أقول : صاحب هذا التفسير ـ كما أورده محمد بن علي بن شهرآشوب رحمه‌الله في معالم العلماء ، وحققته أنا في حواشي كتاب النجاشي ، وكتاب رجال الشيخ ـ هو الحسن بن خالد البرقي أخو أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي وعم أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، وهو باتفاق العلماء ثقة ، من مصنف الكتب المعتبرة.

قال في معالم العلماء : وهو أخو محمد بن خالد ، من كتبه تفسير العسكري ، من إملاء الإمام عليه‌السلام ، واما تفسير محمد بن القاسم ، من مشايخ رواية أبي جعفر بن بابويه ، وعلماء

١٩٣

ولم يزد على ما في الخلاصة (١) شيئا ، وما في الخلاصة مأخوذ بعينه من الغضائري كما يظهر من نقد الرجال (٢).

وقد أكثر المحققون من الطعن فيه والإيراد عليه بوجوه نذكرها مع ما عندنا :

الأول : ما قرّر في محلّه من ضعف تضعيفات الغضائري وعدم الاعتماد عليه.

الثاني : أن الصدوق الآخذ عن محمّد بن القاسم المصاحب له ، الذي قد أكثر من النقل عنه من هذا الكتاب في أكثر كتبه ، وما يذكره الاّ ويعقبه بقوله : رضي‌الله‌عنه ، أو رحمه‌الله ، وقد يذكره مع كنيته ، كيف خفي عليه ضعفه وكذبه ، وعرفه الغضائري بعد قرون.

الثالث : كيف خفي كذبه وضعفه على الجماعة الذين رووا هذا التفسير ـ الموضع بزعم الغضائري ـ عن الصدوق؟ وهم : محمّد بن أحمد بن شاذان والد أحمد شيخ الكراجكي كما مر ، وجعفر بن أحمد شيخ القميين في عصره ، صاحب الكتب الكثيرة كما تقدم في الفائدة الثانية في حال كتبه الأربعة (٣) ، وهو أيضا شيخ الصدوق (٤) كما يأتي ، والحسين بن عبيد الله الغضائري كما في إجازة الكركي ، والجليل محمّد بن احمد الدوريستي كما مرّ ، ونصّ عليه الطبرسي في

__________________

الرجال اعتبروه ضعيف الحديث ، وهو تفسير رواه عن رجلين مجهولي الحال ، وهو يسنده الى أبي الحسن الثالث الهادي عليه‌السلام ، والقصّر غير المهرة يعتقدون أن إسناده معتبرا ، وحقيقة الحال انه تفسير موضوع ، ومسند بابي محمد سهل بن احمد الديباجي ، ويحتوي في طياته على مناكير الأحاديث واكاذيب الاخبار ، وإسناده بالإمام المعصوم مختلق ومفترى ، انتهى ».

(١) رجال العلامة ٢٥٦ / ٦٠.

(٢) نقد الرجال ٣٢٨ ـ ٣٢٩ / ٦٥٨.

(٣) تقدم في الجزء الأول صحيفة : ١٠٧ ـ ١١٠.

(٤) انظر الفقيه ٤ : ١٠٠ ، من المشيخة.

١٩٤

الاحتجاج (١).

الرابع : أن التفسير منسوب إلى أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام لا والده أبي الحسن الثالث عليه‌السلام.

الخامس : أن سهل الديباجي وأباه غير داخلين في سند هذا التفسير ، ولم يذكرهما احد فيه ، فنسبة الوضع اليه كذب وافتراء ، كلّ هذا يكشف عن الاختلاط المسقط للكلام عن الاعتبار.

السادس : أن الطبرسي نص في الاحتجاج أن الراويين من الشيعة الإمامية (٢) ، فكيف يقول (٣) : يرويه عن رجلين مجهولين؟

والعجب أن المحقق الداماد نسب الذين اعتبروا السند واعتمدوا على التفسير وهم : جده المحقق الثاني ، والشهيد الثاني ، والقطب الراوندي ، وابن شهرآشوب ، والطبرسي ، وغيرهم الى القصور وعدم التمهر (٤) ، مع عدم تأمّله في هذه الاشتباهات الواضحة في كلام الغضائري والخلاصة ، فاقتحم فيها من حيث لا يعلم بل زاد عليها.

السابع : نسبة التضعيف الى علماء الرجال مع انه ليس في الكشي والنجاشي والفهرست ورجال الشيخ ذكر له أصلا ، وهذه الأصول الأربعة هي العمدة في هذا الفن ، والمضعّف منحصر في الغضائري ، واما الخلاصة فهو ناقل لكلامه وان ارتضاه ، والناظر يتوهم في كلامه غير ما هو الواقع فلا يخلو من نوع تدليس.

الثامن : ظنّه أن التفسير الذي رواه الأسترآبادي غير التفسير الذي رواه

__________________

(١) الاحتجاج ١ : ١٦.

(٢) الاحتجاج ١ : ١٦.

(٣) اي : العلامة في رجاله ، كما مر آنفا ، فراجع.

(٤) عن شراع النجاة ، وقد مر آنفا.

١٩٥

الحسن البرقي ، وهو توهم فاسد ، فان ابن شهرآشوب الذي هو الأصل في نسبته إلى البرقي ينقل في مناقبه عن التفسير الموجود الذي رواه الأسترآبادي في مواضع ـ كما لا يخفى على من راجعها ـ مصدّرا بقوله : تفسير الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام (١) ، فهو معتبر عنده معتمد عليه ، فان كان هو غير ما رواه البرقي لزم أن يكون هناك تفسيران معتبران كلاهما من إملاء الإمام عليه‌السلام ، ولا أظن أحدا يلتزم به ، فلا بد من الاتحاد وتعدّد الراوي ، فالحسن اما كان حاضرا في مجلس الإملاء أو رواه عن أحدهما أو كليهما ، بل الجماعة الذين أشرنا إلى أساميهم كلّهم ينقلون من الموجود الذي رواه الأسترآبادي.

التاسع : ان حديث النجو (٢) الذي أشار إليه موجود في هذا التفسير (٣) وذكر مختصره بعبارته ابن شهرآشوب في المناقب (٤) فراجع.

العاشر : الحكم بوجود المناكير والأكاذيب فيه تبعا للغضائري ، فيا ليته أشار الى بعضها ، نعم فيه بعض المعاجز الغريبة والقصص الطويلة التي لا توجد في غيره ، وعدّها من المنكرات يوجب خروج جملة من الكتب المعتمدة عن حريم حدّ الاعتبار ، وليس فيه شيء من اخبار الارتفاع والغلوّ ابدا.

فقول السيد الفاضل المعاصر أيّده الله ـ في ضمن شرح حال الفقه الرضوي ، وجرحه بعد الحكم بعدم كونه موضوعا ، وعدم وجود اخبار الغلوّ فيه ـ ما لفظه : (بخلاف غيره ممّا نسب إلى الأئمة عليهم‌السلام ، كمصباح الشريعة المنسوب الى مولانا الصادق عليه‌السلام ، وتفسير الامام المنسوب

__________________

(١) انظر مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٦٨ و٩٢ ، ٢ : ٢٩٣.

(٢) النجو : الغائط ، وفي الحديث : لم ير للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نجو ، اي : غائط ، انظر مجمع البحرين ١ : ٤٠٨ ، ولسان العرب : نجا.

(٣) تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ١٦٥.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٣٢٩.

١٩٦

الى سيّدنا أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ، فان من أمعن النظر الى تضاعيفهما اطّلع على أمور عظيمة مخالفة لأصول الدين والمذهب ، مغايرة لطريقة الأئمة عليهم‌السلام ، وسياق كلماتهم) (١).

شطط من القول ، وجزاف من الكلام ، كما لا يخفى على من راجع ما حقّقناه في الفائدة الثانية في حال مصباح الشريعة (٢).

والتمسك بعدم صحّة الطريق اولى من التشبث بما يتشبّث به الغريق ، وكيف يخفى على الصدوق ـ وهو رئيس المحدثين ـ مناكير هذا التفسير مع شدّة تجنّبه عنها ، ومعرفته بها ، وأنسه بكلامهم عليهم‌السلام ، وقربه بعصرهم عليهم‌السلام ، وعدّه من الكتب المعتمدة وولوعه في إخراج متون أحاديثه ، وتفريقها في كتبه؟

وما أبعد ما بينه وبين ما تقدم عن التقي المجلسي في الشرح من قوله : ومن كان مرتبطا بكلام الأئمة عليهم‌السلام يعلم انه كلامهم (٣).

نعم قصّة المختار مع الحجاج المذكورة فيه (٤) ممّا يخالفه تمام ما في السير والتواريخ ، من انّ المختار قتله مصعب الذي قتله عبد الملك ، الذي ولىّ الحجاج على العراق بعد ذلك ، لكنّه لا يوجب عدم اعتبار التفسير ، والاّ لزم عدم اعتبار الكافي ، فإنّ ثقة الإسلام روى فيه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن بريد بن معاوية قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحجّ ، فبعث الى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد : أتقرّ لي انّك عبد لي ان

__________________

(١) رسالة في شرح حال الفقه الرضوي للخونساري.

(٢) تقدم في الجزء الأول صحيفة : ١٩٠.

(٣) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٠.

(٤) التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه‌السلام : ٥٤٧ ـ ٥٥٥.

١٩٧

شئت بعتك وان شئت استرققتك؟ فقال له الرجل : والله ما أنت بأكرم منّي في قريش حسبا ، ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام ، ولا أنت بأفضل منّي في الدين ، ولا بخير مني ، فكيف أقرّ لك بما سألت؟! فقال له يزيد : ان لم تقرّ لي والله قتلتك ، فقال له الرجل : ليس قتلك إيّاي بأعظم من قتلك الحسين بن علي ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمر به فقتل.

ثم أرسل الى علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فقال له مثل مقالته للقرشي ، فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : أرأيت إن لم أقرّ لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس؟ فقال له يزيد لعنه الله : بلى ، فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : قد أقررت لك بما سألت ، أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وان شئت فبع ، فقال له يزيد لعنه الله : اولى [لك] ، حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.

وجعل ـ رحمه‌الله ـ لهذا الخبر عنوانا في الروضة فقال : حديث علي بن الحسين عليهما‌السلام مع يزيد لعنه الله (١).

هذا واتفق أهل السير والتواريخ على خلافه ، قال في البحار : واعلم ان في هذا الخبر اشكالا ، وهو أنّ المعروف في السير أنّ هذا الملعون لم يأت المدينة بعد الخلافة ، بل لم يخرج من الشام حتى مات ودخل النار.

فنقول مع عدم الاعتماد على السير ، لا سيّما مع معارضة الخبر : يمكن ان يكون اشتبه على بعض الرواة ، وكان في الخبر أنه جرى ذلك بينه عليه‌السلام وبين من أرسله الملعون لأخذ البيعة ، وهو مسلم بن عقبة (٢) ، ثم نقل

__________________

(١) الكافي ٨ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥ / ٣١٣ ، من الروضة ، وما بين المعقوفتين منه.

(٢) بحار الأنوار ٤٦ / ١٣٨.

١٩٨

ما في كامل الجزري (١) ممّا وقع بينه وبين مسلم ، وكلّما ذكره رحمه‌الله يجري في الخبر المتقدم.

وبالجملة : فالذي عليه المحققون كالاستاذ الأكبر في التعليقة (٢) ، والمحقق البحراني الشيخ سليمان في الفوائد النجفيّة (٣) ، والمجلسيّين (٤) ، والفاضل النحرير المولى محمّد جعفر بن محمّد طاهر الخراساني في اكليل الرجال فقال عند قول الخلاصة : والتفسير موضوع الى آخره ، خرّج من هذا التفسير أصحابنا كابن بابويه وغيره ممّن التزم ان لا يذكر في كتابه إلاّ ما صحّ عن الأئمة عليهم‌السلام ، انتهى (٥).

والحر العاملي والمحدث الجزائري والمحدث التوبلي والعالم الجليل الحسن ابن سليمان الحلي تلميذ الشهيد الأول قال في كتاب المحتضر : وممّا يدلّ على رؤية المحتضر النبيّ وعليا والأئمة عليهم‌السلام عند الموت ما قد جاء في تفسير الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام.

ثم نقل عنه الخبرين وقال : هذان الحديثان يصرّحان برؤية المحتضر محمّدا وعليا وغيرهما صلوات الله عليهما (٦) ، ليس للشك فيها مجال ، وكيف يقع الشك في مثل هذه الأحاديث المجمع عليها التي يروونها عن الأئمة عليهم‌السلام جماعة علماء الإمامية. الى آخره (٧).

وقال في موضع آخر : ومن كتاب التفسير المنقول برواية محمّد بن بابويه

__________________

(١) الكامل لابن الأثير ٤ : ١١٢ ـ ١١٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني ضمن منهج المقال : ٣١٦.

(٣) الفوائد النجفية للمحقق الشيخ سليمان البحراني : غير موجود لدينا.

(٤) روضة المتقين ١٤ : ٢٥٠.

(٥) اكليل الرجال : غير موجود لدينا.

(٦) في المصدر : محمدا وعليا عليهما‌السلام وغيرهما.

(٧) المحتضر : ٢٠ ـ ٢٣.

١٩٩

عن رجاله عن الامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام قوله عزّ وجلّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ ...) (١) ، ونقل حديثا طويلا ثم قال : ومن التفسير الشريف قوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ ...) (٢) ، الى آخر ما في هذا الكتاب اللطيف ممّا يدل على غاية اعتماده على هذا التفسير الشريف (٣).

والمولى الجليل الشيخ عبد علي الحويزاوي صاحب نور الثقلين.

وخاتمة المحدثين والمحققين المولى أبو الحسن الشريف وغيرهم.

فانقدح من جميع ما ذكرنا ان هذا التفسير داخل في جملة الكتب المعتمدة التي أشار إليها الصدوق في أوّل الفقيه (٤) ، والله العالم.

[٢٩٥] رصه ـ وإلى محمّد بن القاسم بن الفضيل البصري ـ صاحب الرضا (عليه‌السلام) ـ : الحسين بن إبراهيم رضي‌الله‌عنه ، عن علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عنه (٥).

الحسين من مشايخه الذين يروي عنهم مترضيا مترحما مع ان طريقه الى عليّ غير منحصر فيه.

وفي النجاشي (٦) والخلاصة : عمرو بن عثمان الثقفي الخزّاز ، وقيل الأزدي أبو علي كوفي ثقة ، روى عن أبيه ، عن سعيد بن يسار ، وله ابن اسمه محمّد روى عنه ابن عقده ، وكان عمرو بن عثمان نقي الحديث صحيح الحكايات (٧).

__________________

(١) البقرة : ٢ / ٨.

(٢) البقرة : ٢ / ٧٦.

(٣) المحتضر : ٦٤.

(٤) الفقيه ١ : ٣ ، من المقدمة.

(٥) الفقيه ٤ : ٩١ ، من المشيخة.

(٦) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨١.

(٧) رجال العلامة : ١٢١ / ٦.

٢٠٠