خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-005-6
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٢

سنان ، وليس بعبد الله (١).

وفي موضع آخر : وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه ، قال : الكذابون المشهورون : أبو الخطاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصانع ومحمّد ابن سنان ، وأبو سمينة أشهرهم (٢).

والجواب : أما أولا : فبأنّ الظاهر اتحاد المراد في الموضعين ، والموجود في أصل كلام الفضل : ابن سنان ، ولذا قال : وليس بعبد الله الجليل المعروف ، فانحصر في محمّد ، فذكره باسمه في الثاني ، ثم عيّنه في محمّد بن سنان الزاهري فذكره في ترجمته ، فبعد تسليم كونه محمّدا ، فمن الجائز أن يكون مراده محمّد ابن سنان أخا عبد الله ، الذي له روايات في طبّ الأئمة عليهم‌السلام ولا قرينة على التعيين ، بل هي على عكسه أدلّ كما ستعرف.

وأمّا ثانيا : فلأن ابن داود قال في رجاله ، في ترجمة محمّد بن علي أبو سمينة : في الكشي : كان يرمى بالغلوّ ، وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه : أن الكذابين المشهورين أربعة : أبو الخطاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ ، وأبو سمينة أشهرهم (٣).

ولولا قوله : أربعة لكان من المحتمل سقوط ابن سنان من قلمه ، ومعه فهو دالّ على خروج محمّد بن سنان عنهم.

قال السيد الأجل : ولعل النسخ في ذلك كانت مختلفة ، أو أن الزيادة في بعضها من الدسّاسين في كتب الفضل (٤) ، انتهى ، ويحتمل الدس في

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٧٨.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٢٣ / ١٠٣٣.

(٣) رجال ابن داود : ٥٠٧ / ٤٥٤ طبعة جامعة طهران.

(٤) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٤.

٨١

الكشي.

وأمّا ثالثا : فلأن هذه المبالغة العظيمة في محمّد بن سنان واقترانه مع أبي الخطاب ممّا يكذّبه الوجدان ، فإنّ من نظر إلى الأخبار وعرف الرجال يعلم أنه ليس مثلهم ، ولا ممّن يقرب منهم ، وأنّه على تقدير الضعف ليس من الكذابين المشهورين ، أو ممّن يحرم الرواية عنه ـ كما يأتي (١) عن الفضل ـ إن ثبت تحريم الرواية عن الضعفاء ، ويكذّبه أيضا رواية الأجلاّء عنه ، بل الفضل وأبيه عنه ، بل إكثاره ، وبذلك ردّ كلامه الكشي بعد نقل كلامه السابق وكلامه الآتي ما لفظه :

وقد روى عنه : الفضل وأبوه ، ويونس ، ومحمّد بن عيسى العبيدي ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ، وابنا دندان ، وأيوب بن نوح ، وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم (٢) ، انتهى.

وصريحه التنافي بين النسبة المذكورة ورواية الجماعة عنه ، وهذا واضح بحمد الله تعالى.

وأمّا رابعا : فيما رواه الكشي عنه : عن أبي الحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : ردّوا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ، وقال : لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ما دمت حيّا ، وأذن في الرواية بعد موته ، قال أبو عمرو : وقد روى عنه [الفضل]

__________________

(١) سيأتي هنا وما بعده ماله علاقة.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٧٩.

٨٢

وأبوه (١). إلى آخر ما تقدم.

ومنه يظهر أن قوله : وأذن. إلى آخره ، من تتمة كلام الفضل لا من كلام الكشي (٢) ، وإلاّ لأخره عن قوله : قال أبو عمرو ، الذي هو من كلام نفسه ، أو لبعض رجاله والرواة عنه.

وبعض المحققين استظهر من عدم نقل النجاشي هذه الجملة في رجاله ، حيث نقل فيه عن الكشي إلى قوله : حيّا ، أنه من كلام الكشي لا الفضل ، وفيه تأمّل.

ولو كان لما ضرّ بالمقصود ، فإن جزم الكشي باستناد الإذن إليه بعد موته يكفي في منافاته ، لكون محمّد من الكذابين المشهورين ، فإن الموت كما صرّح به السيد الأجل : لا يحلّ محرما ولا يبيح مكروها محظورا (٣) ، وما قيل : أن قوله : ما دمت حيّا متعلّق بقوله : لا أحلّ لكم ، لا بقوله : أن ترووا ، فيكون من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، لأنه إذا مات انتفى إن كان التحليل غير بعيد ، إلاّ أنه مناف لقوله : أذن ، إن كان من تتمة كلامه ، ولما فهمه الكشي منه ، إن كان من كلامه ، وكذا غيره من الذين عثرنا على كلماتهم من المحققين ، كالاستاذ الأكبر (٤) ، والمحقق البحراني (٥) ، وبحر العلوم (٦) وغيرهم.

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٧٩.

(٢) لا يخفى ان الاذن كان من الفضل في حياته مقيدا بما بعد الموت ، والناقل له النيسابوري أو أحد رواة الخبر ، اما كون أصل العبارة : واذن في الرواية بعد موته ، من تتمة كلام الفضل فبعيد غايته.

(٣) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٤.

(٤) تعليقة البهبهاني : ٢٩٨.

(٥) لم نعثر عليه.

(٦) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٤ ـ ٢٧٧.

٨٣

وثالثها : ما رواه الكشي : عن حمدويه ، قال : كتبت أحاديث محمّد بن سنان عن أيوب بن نوح ، وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث محمّد بن سنان (١).

وعن حمدويه بن نصير ، أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمّد بن سنان ، فقال لنا : إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإني كتبت عن محمّد بن سنان ولكن لا أروي لكم عنه شيئا ، فإنه قال قبل موته : كلّ ما حدثتكم به لم يكن لي سماعا ولا رواية إنّما وجدته (٢).

والظاهر أنّ علة عدم الاستحلال في النقل الأول هي كون أخباره وجادة بقرينة الثاني.

فالجواب : أما أولا : فبأنّ اعتبار الوجادة وعدمه من المسائل الفرعية المختلف فيها ، ذهب إلى الأوّل جماعة منا ، فالقول به وابتناء العمل عليه ليس من الصغائر فضلا عمّا فوقها.

وقال السيد الأجلّ في رجاله : والظاهر اعتبار الوجادة إن كان الكتاب معروف الانتساب إلى مؤلّفه (٣) ، وقد مرّ بعض الكلام فيه في الفائدة الثالثة (٤).

وثانيا : أنّ لمحمّد بن سنان أخبار لا تحصى مشافهة عن الأئمة عليهم‌السلام وهي غير داخلة في هذه الكليّة قطعا.

وثالثا : أنّ له روايات كثيرة مشافهة وسماعا عن أصحابهم عليهم‌السلام لا يمكن دخولها أيضا في هذه الكلية ، قال السيد الأجل : وحمل كلامه

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٧٩.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩٥ / ٩٧٧.

(٣) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٦.

(٤) تقدم ماله علاقة بالمقام في بداية الجزء الثاني.

٨٤

على إرادة نفي العموم دون عموم النفي في غاية البعد (١).

ورابعا : أنه كيف حرّم الرواية عنه مع روايته عنه ، ففي الكافي في باب أن المؤمن كفو المؤمنة : عدّة من أصحابنا ، عن علي بن الحسن بن صالح الحلبي ، عن أيوب بن نوح ، عن محمّد بن سنان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٢). الخبر.

وفي التهذيب في باب تلقين المحتضرين : أخبرني أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أيوب بن نوح ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عجلان ، قال : سمعت صادقا يصدق على الله ـ يعني أبا عبد الله عليه‌السلام ـ قال : إذا جئت بالميت (٣). الخبر.

وخامسا : أنه لو كان صدوقا قادحا كيف خفي على الفقهاء الأجلّة من نقدة الرواة الذين أخذوا عنه مثل : ابن محبوب (٤) ، وصفوان (٥) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى (٦) ، وابن فضال (٧) ، وأضرابهم ، وتفرّد به أيوب بن نوح (٨).

وسادسا : ما أشار إليه السيد الأجل في رجاله ، من أن الكلام المنقول عن أيوب بن نوح هنا متدافع ، فإن حمدويه بن نصير حكى عنه أنه دفع إليه. إلى آخر ما مرّ ، وعلّل الامتناع بما حكاه عنه ، والتدافع في ذلك ظاهر ، فإن دفع

__________________

(١) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٦.

(٢) الكافي ٥ : ٣٤٣ / ٢.

(٣) تهذيب الأحكام ١ : ٣١٣ / ٩٠٩.

(٤) تهذيب الأحكام ١ : ٤٣٧ / ١٤٠٧ و ١٠ : ١٦٣ / ٦٥١.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٣٦ / ٩٣٥ و ٤ : ٢٧٨ / ٨٤٣ و ٧ : ١٢٩ / ٥٦٥.

(٦) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٧٩.

(٧) تهذيب الأحكام ٤ : ١٦٤ / ٤٦٢.

(٨) رجال الكشي ٢ : ٦٨٧ / ٧٢٩.

٨٥

الدفتر الذي أخرجه إلى حمدويه وقوله : إذا شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، صريح في الرخصة ، وقول حمدويه في روايته الأخرى : كتبت أحاديث محمّد بن سنان عن أيوب بن نوح ، واضح الدلالة على روايته له أحاديث ابن سنان.

فلو كانت الرواية محرّمة غير جائزة كما ذكره لم يستقم ذلك ، وظني أن الرجل قد أصابته آفة الشهرة ، فغمض عليه بعض من عانده وعاداه بالأسباب القادحة من الغلوّ والكذب ونحوهما ، حتى شاع ذلك بين الناس واشتهر ، ولم يستطع الأعاظم الذين رووا عنه ، كالفضل بن شاذان ، وأيوب بن نوح ، ونحوهما ، دفع ذلك عنه ، فحاولوا بما قالوا رفع الشنعة عن أنفسهم ، كما يشهد به صدور هذه الكلمات المتدافعة عنهم.

ثم سرى ذلك إلى المتأخرين الذين هم أئمة الفن ، مثل الكشي ، والنجاشي ، والمفيد ، والشيخ ، وابن شهرآشوب ، والسيدين الجليلين ابني طاوس ، والعلامة ، وابن داود ، وغيرهم ، فضعفه طائفة ، ووثقه أخرى (١) ، واضطرب آخرون ، فاختلفت كلمتهم فيه كما علمت ذلك مما نقلناه عنهم مفصّلا ، وفي أقل من هذا الاختلاف والاضطراب ما يمنع التعويل والاعتماد على ما قالوه ، فبقيت الوجوه التي ذكرناها أوّلا سالمة عن المعارض ، وعاد المدح من بعضهم عاضدا ومؤيدا لها ، واستبان من الجميع أن الأصحّ توثيق محمّد بن سنان.

ومن طريف ما اتفق لبعض العارفين ، أنه تفأل لاستعلام حال محمّد بن سنان من الكتاب العزيز فكان ما وقع عليه النظر قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٢) ، والله أعلم بأسرار عباده (٣).

__________________

(١) كذا في الأصل ، والصحيح : ضعفته ، ووثقته ، لإسناد الفعل إلى مؤنث.

(٢) فاطر ٣٥ : ٢٨.

(٣) رجال السيد بحر العلوم ٣ : ٢٧٧.

٨٦

تنبيه طريف : من ألطاف الله المنان بمحمّد بن سنان أن جعل عموديه ممّن يفتخر بهم في الدين.

أمّا الآباء فهو كما في النجاشي : أبو جعفر الزاهري ، من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي ، ثم نقل عن ابن عيّاش أنه محمّد بن الحسن بن سنان مولى زاهر ، مات أبو الحسن وهو طفل ، وكفله جدّه سنان فنسب إليه (١).

والظاهر أن قوله (٢) : مولى زاهر ، سهو ، والصواب : ابن زاهر أو ولده ، كما نصّ عليه النجاشي ، وزاهر مولى عمرو من شهداء الطف ، ففي الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة للشهداء (رضوان الله عليهم) : السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي.

وقال ابن شهرآشوب في المناقب : المقتولون من أصحاب الحسين عليه‌السلام في الحملة الأولى : نعيم بن عجلان. إلى أن قال : وزاهر بن عمرو مولى ابن الحمق (٣) ، كذا في النسخ ، ويحتمل أن يكون مقلوبا ، والأصل : زاهر مولى عمرو بن الحمق.

وفي الزيارة الرجبيّة المروية في مصباح السيد أيضا : السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق (٤).

وقال الحبر الخبير القاضي نعمان المصري في الجزء السادس من كتاب شرح الأخبار : وممّن كان مع علي عليه‌السلام من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مهاجري العرب والتابعين الذين أوجب لهم رسول الله (صلّى الله

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨.

(٢) أي : قول ابن عياش.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١١٣.

(٤) مصباح الزائر : ٢٢١.

٨٧

عليه وآله) الجنّة وسمّاهم بذلك : عمرو بن الحمق الخزاعي ، بقي بعد عليّ عليه‌السلام فطلبه معاوية ، فهرب منه نحو الجزيرة ومعه رجل من أصحاب علي عليه‌السلام يقال له : زاهر ، فلما نزل الوادي نهش عمروا حيّة في جوف الليل فأصبح منتفخا ، فقال : يا زاهر تنحّ عني فإن حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخبرني : أنه سيشرك في دمي الجنّ والإنس ، ولا بدّ لي من أن أقتل ، فبينا هما كذلك إذ رأيا نواصي الخيل في طلبه ، فقال : يا زاهر تغيّب ، فإذا قتلت فإنّهم سوف يأخذون رأسي ، فإذا انصرفوا فاخرج إلى جسدي فواره.

قال زاهر : لا ، بل أنثر نبلي ثم أرميهم به ، فإذا فنيت نبلي قتلت معك ، قال : لا ، بل تفعل ما سألتك به ، ينفعك الله به ، فاختفى زاهر ، وأتى القوم فقتلوا عمروا واجتزوا رأسه فحملوه ، فكان أوّل رأس حمل في الإسلام ونصب للناس ، فلمّا انصرفوا خرج زاهر فوارى جسده ، ثم بقي زاهر حتى قتل مع الحسين عليه‌السلام بالطف (١) ، انتهى.

فظهر أن زاهر كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن شهداء الطف ، فأحرى بمحمّد بن سنان أن ينسب إليه ، ويقال : أبو جعفر الزاهري.

وفي بعض أسانيد طبّ الأئمة عليهم‌السلام : محمّد بن سنان بن عبد الله السناني الزاهري (٢). إلى آخره.

وبعد ملاحظة ما في النجاشي وغيره يكون نسبه هكذا : محمّد بن الحسن ابن سنان بن عبد الله بن زاهر ، المقتول في الطف.

وأمّا الأبناء : ففيهم جملة من الرواة ، منهم : أبو عيسى محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان ، المشتهر بمحمّد بن أحمد السناني ، من مشايخ الصدوق ، وقد

__________________

(١) شرح الأخبار : غير متوفر لدينا.

(٢) طب الأئمة : ٧٩.

٨٨

أكثر من الرواية عنه مترحما مترضيا (١) ، ويروي عنه أبو عبد الله بن عيّاش كما في النجاشي في ترجمة جدّه محمّد (٢).

وأبوه أحمد ، يروي عنه ابنه محمّد ، وسعد بن عبد الله ، والحميري ، ومحمّد ابن يحيى الأشعري كما في الفهرست (٣).

ومحمّد بن خالد السناني من مشايخ الصدوق (٤).

وعبد الله بن محمّد بن سنان ، في كامل الزيارات : حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن عبد الله بن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن القاسم ابن الحارث (٥). إلى آخره.

وفي الإقبال : عن محمّد بن علي الطرازي في كتابه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عباس رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبي ، قال : حدثنا الحسن بن محمّد بن جمهور ، قال : حدثني محمّد بن الحسين الصانع ، عن محمّد بن الحسين الزاهري ـ من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق ، وزاهر الشهيد بالطف ـ عن عبد الله بن مسكان (٦). إلى آخره.

ولم أعثر على محمّد في غير هذا الموضع ، ويحتمل أن يكون الأصل : محمّد بن الحسن ، والمراد محمّد بن سنان ، نسب في هذا الموضع إلى أبيه ، والله العالم.

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٦٨ ، الخصال : ١٨٨ / ٢٥٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨.

(٣) فهرست الطوسي : ١٤٣ / ٦٠٩.

(٤) تعليقة البهبهاني : ٢٩٥.

(٥) كامل الزيارات : ٩٦ / ٣ باختلاف في السند.

(٦) إقبال الأعمال : ٦٤٣.

٨٩

وأمّا إدريس بن هلال ، فغير مذكور في الرجال ، ويظهر من الفقيه في باب ما يجب على من أفطر أو جامع في شهر رمضان أنه من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام (١) فغير بعيد أن يكون من الأربعة آلاف الذين وثّقهم ابن عقدة من أصحابه عليه‌السلام.

وفي شرح المشيخة يظهر من المصنف أن كتابه معتمد الأصحاب (٢).

[٢٧] كز ـ وإلى إسحاق بن عمّار : أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عنه (٣).

وعلي بن إسماعيل هو : علي بن السندي ، والسندي لقب إسماعيل الذي نقل توثيقه الكشي عن نصر (٤).

ويروي عنه من في طبقة الحميري ، مثل محمّد بن أحمد بن يحيى في التهذيب في باب حكم الجنابة (٥) ، وباب التيمم (٦) ، وباب تطهير الثياب (٧) ، وغيرها.

ومحمّد بن يحيى العطار في التهذيب (٨) ، وفي الكافي في أبواب كثيرة (٩).

وسعد بن عبد الله ، عنه ، عن صفوان في الكافي (١٠) ، في باب أحكام

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٧٢ / ٣١١.

(٢) روضة المتقين ١٤ : ٥٠.

(٣) الفقيه ٤ : ٥ ، من المشيخة.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٨٦٠ / ١١١٩.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ١٣٣ / ٣٦٩.

(٦) تهذيب الأحكام ١ : ١٩١ / ٥٥٠.

(٧) تهذيب الأحكام ١ : ٢٦٢ / ٧٦٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٧ : ١٦١ / ٧١٠.

(٩) الكافي ٤ : ٢١٣ / ٥ و ٥ : ٢٦٦ / ٢ و ٧ : ٤٣١ / ١٦.

(١٠) هذان البابان من أبواب التهذيب ـ وفيها رواية سعد عنه ـ وليس من أبواب الكافي ، فلاحظ.

٩٠

فوائت الصلاة (١) ، وفي باب الخمس والغنائم (٢) ، وغيرها.

ومحمّد بن الحسن الصفار ، عنه ، عن صفوان ، فيه (٣) في باب الأئمة عليهم‌السلام في العلم والشجاعة والطاعة (٤). إلى آخره.

وفي الفهرست : عنه ، عن صفوان في ترجمة بسطام الزيات (٥) ، وترجمة كليب بن معاوية الأسدي (٦).

وأحمد بن أبي زاهر ، عنه ، عن صفوان ، في الكافي في باب التفويض إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٧) بل يأتي في طريق زرارة بن أعين : عبد الله بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى (٨).

فمن الغريب بعد ذلك ، ما [في] شرح التقي المجلسي حيث قال : عن علي ابن إسماعيل ، يمكن أن يكون ما ذكرناه آنفا أنه من وجوه من روى الحديث ، والقرينة قرابته من إسحاق ، وأن يكون علي بن إسماعيل الميثمي الممدوح الملقّب بالسندي ، وسيجيء أحواله عند ترجمته (٩) ، انتهى.

وفيه مواضع للاشتباه :

أ ـ احتمال كونه علي بن إسماعيل بن عمّار ، فإنه من أصحاب الكاظم

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٣ : ١٦١ / ٣٤٧.

(٢) تهذيب الأحكام ٤ : ١٢٤ / ٣٥٩.

(٣) أي في الكافي ، عطفا لما سبق كما في الحجري.

(٤) أصول الكافي ١ : ٢١٧ / ٣.

(٥) فهرست الشيخ الطوسي : ٤٠ / ١٢١.

(٦) فهرست الشيخ الطوسي : ١٢٨ / ٥٧١.

(٧) أصول الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.

(٨) سيأتي في هذه الفائدة ، وبرمز (قك) المساوي لرقم [١٢٠] ، وانظر : الفقيه ٤ : ٩ ، من المشيخة.

(٩) روضة المتقين ١٤ : ٥١.

٩١

عليه‌السلام (١) وممّن يروي عنه ابن أبي عمير (٢) كثيرا ، وجعفر بن بشير (٣) ، وهما في طبقة صفوان ، فكيف يجوز رواية الحميري عنه.

ب ـ احتمال أنه الميثمي ، فإنه ممّن يروي عنه صفوان بن يحيى كما يأتي (٤) في طريق الحسين بن سعيد ، وفي باب الديون من التهذيب (٥) ومن في طبقته مثل : علي بن مهزيار (٦) ، والعباس بن معروف (٧) ، والحسن بن راشد (٨) ، وداود بن مهزيار (٩) ، بل السكوني كما في الكافي في باب ترتيل القرآن (١٠) ، مع أن الميثمي علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم من أصحاب الرضا عليه‌السلام فكيف يروي عنه الحميري؟

ج ـ جعل السندي لقبا للميثمي ، والمعهود بينهم ما ذكرنا فلاحظ.

وأمّا إسحاق : فهو ابن عمّار بن حيّان ، أبو يعقوب الصيرفي ، من شيوخ أصحابنا الثقات ، ومن أرباب الأصول المعروفة ، وهو كما في النجاشي : وإخوته يونس ويوسف وقيس وإسماعيل في بيت كبير من الشيعة ، وابنا أخيه علي بن

__________________

(١) رجال البرقي : ٥٠.

(٢) الكافي ٥ : ٢٠٤ / ٥ ، والتهذيب ٧ : ١١٠ / ٤٧٤.

(٣) ذكر في تنقيح المقال ٢ : ٢٧٠ ـ نقلا عن جامع الرواة ـ رواية جعفر بن بشير عنه ، وفي الأخير ١ : ٥٥٨ ـ نقلا عن التهذيب ـ رواية جعفر بن المثنى عنه ، وفي التهذيب ٥ : ٣٠٦ / ١٠٤٧ رواية جعفر بن موسى عنه ، فلاحظ.

(٤) يأتي في صفحة : ٢٣٣ في طريق حريز بن عبد الله المرقم : ٧١.

(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ١٩٤ / ٤٢٤.

(٦) الكافي ٣ : ٢٢٣ / ٣.

(٧) تهذيب الأحكام ١ : ٣٧٤ / ١١٥٠.

(٨) الكافي ٣ : ٥٠٧ / ٢.

(٩) تهذيب الأحكام ١ : ٣٦٩ / ١١٢٥.

(١٠) أصول الكافي ٢ : ٤٥٠ / ١٠.

٩٢

إسماعيل ، وبشير بن إسماعيل ، كانا من وجوه من روى الحديث (١).

والحقّ الذي لا مرية فيه ، أنّه غير مشترك ، وغير فطحيّ ، بل واحد ثقة إمامي ، وكان العلماء منذ بنى أمر الحديث على النظر في آحاد رجال سنده يعتقدون أنه واحد ، إلاّ أنه فطحي لما ذكره الشيخ في الفهرست من قوله : إسحاق بن عمار الساباطي ، له أصل ، وكان فطحيّا ، إلاّ أنه ثقة (٢).

فجعلوا الخبر من جهته موثقا ، إلى أن وصلت النوبة إلى شيخنا البهائي فجعله اثنين (٣) ، إمامي ثقة وهو ما في النجاشي ، وفطحي ثقة وهو ما في الفهرست ، فصار مشتركا ، واحتاج السند إلى الرجوع إلى أسباب التمييز ، وتلقوا منه بالقبول كلّ من تأخر عنه ، فوقعوا في مضيق تحصيل أسباب التمييز ، إلى أن وصلت النوبة إلى المؤيّد السماوي العلامة الطباطبائي (٤) قدس‌سره فاستخرج من الخبايا قرائن واضحة جليّة ، تشهد بأنه واحد ثقة إمامي ، وأن ما في الفهرست من سهو القلم ، وعثرنا بعده على قرائن أخرى كذلك ، ولو أردنا الدخول في هذا الباب لخرج الكتاب عن وضعه ، ولا أظنّ أحدا وقف عليها فاحتمل غير ما ذكرناه ، والله وليّ التوفيق.

[٢٨] كح ـ وإلى إسحاق بن يزيد : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن المثنى بن الوليد ، عنه (٥).

وقد تقدّم حال الجماعة هنا (٦).

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٢) فهرست الطوسي : ١٥ / ٥٢.

(٣) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

(٤) رجال السيد بحر العلوم ١ : ٢٩٠ ـ ٣٢٢.

(٥) الفقيه ٤ : ٩٥ ، من المشيخة.

(٦) تقدم في هذه الفائدة ، برقم : ١٥ و ١٨.

٩٣

وأمّا المثنى فترجمناه في الفائدة الثانية (١) في شرح حال كتابه ، وإسحاق من أرباب الأصول ، وثقة في النجاشي (٢) والخلاصة (٣).

[٢٩] كط ـ وإلى أسماء بنت عميس ، في خبر ردّ الشمس على أميرالمؤمنين (عليه‌السلام) : أحمد بن الحسن (٤) القطان ، عن أبي الحسن (٥) محمّد ابن صالح ، عن عمرو (٦) بن خالد المخزومي ، عن أبي نباتة [عن] محمّد بن موسى ، عن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر وأم محمّد ابنتي محمّد بن جعفر ، عن أسماء بنت عميس ، وهي جدّتهما.

وعن أحمد بن محمّد بن إسحاق ، عن الحسين بن موسى النخاس ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبد الله بن موسى ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ، عن أسماء بنت عميس (٧).

وأغلب رجال السندين من العامة ، ذكرهم للردّ عليهم (٨) ، وذكره

__________________

(١) تقدم في الجزء الأول صحيفة : ٨٠.

(٢) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٢.

(٣) رجال العلامة : ١١ / ٤.

(٤) كذا في الأصل ، ومثله في أمالي الصدوق : ١١٧ / ٦ المجلس : ٢٨ ، وإكمال الدين ٢ : ٣٣٦ / ح باب ٣٣ وروضة المتقين ١٤ : ٥٢. وقد ورد في المصدر بعنوان الحسين ، فلاحظ.

(٥) كذا في الأصل ، ومثله في علل الشرائع : ٣٥١ / ٣ ، وفي المصدر وروضة المتقين ١٤ : ٥٢ : أبو الحسين ، فلاحظ.

(٦) كذا في الأصل ، والظاهر وقوع الاشتباه ولعله من الناسخ إذ ورد في المصدر وعلل الشرائع : ٣٥١ / ٣ وروضة المتقين ١٤ : ٥٢ بعنوان : عمر مصغرا ، فلاحظ.

(٧) الفقيه ٤ : ٢٨ ، من المشيخة ، وما بين المعقوفتين فيه ، وهو الصحيح الموافق لما في العلل :٣٥١ / ٣ ، وروضة المتقين ١٤ : ٥٢.

(٨) وخبر رد الشمس لأمير المؤمنين عليه‌السلام من الاخبار المستفيضة التي لا ينكرها الا مكابر أد ورد في كتب الحديث والأدب معا ، وقد حصل ذلك في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وسيأتي عن جويرية بن مسهر ان الشمس ردت له عليه‌السلام بعد وفاة النبي أيضا

٩٤

بطرق أخرى معتبرة في العلل (١) وغيره ، وغيره بأخرى (٢) لا حاجة إلى نقلها.

[٣٠] ل ـ وإلى إسماعيل بن أبي فديك : الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل ابن عمر ، عنه (٣).

والحسين من مشايخه الذين قد أكثر النقل عنه مترضيا مترحما ، حتى قال الأستاذ الأكبر : قال جدي : ترحم عليه عند ذكره أزيد من ألف مرّة فيما رأيت من كتبه (٤).

ويروي عنه أيضا الجليل التلعكبري (٥) ، والثقة الجليل محمّد بن أحمد ابن داود (٦) القمي صاحب المزار.

وأبوه من وجوه الطائفة وفقيهها الثقة الثبت الذي لا مغمز فيه ، ومرّ حال ابني هاشم وسنان (٧).

وأمّا المفضّل فالكلام فيه طويل ، وعند المشهور ضعيف ، وعندنا تبعا لجملة من المحققين ، من أجلاء الرواة ، وثقات الأئمة الهداة عليهم‌السلام

__________________

واليه أشار ابن أبي الحديد في عينيته فقال :

يا من له ردّت ذكاء ولم يفز

بنظيرها من قبل إلاّ يوشع

وذكاء : اسم من أسماء الشمس ، ويوشع أحد الأنبياء عليهم‌السلام.

(١) علل الشرائع : ٣٥١ / ٣.

(٢) علل الشرائع : ٣٥١ / ١ و ٢ و ٤.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٣ ، من المشيخة.

(٤) تعليقة البهبهاني : ١١٢.

(٥) انظر رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٢٩.

(٦) تهذيب الأحكام ٦ : ٨٢ / ١٦٠.

(٧) تقدم في هذه الفائدة برقم : ١٤ و ٢٦.

٩٥

ويدلّ عليه أمور :

الأول : الأخبار الكثيرة.

منها : ما رواه الصدوق في العيون : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه قال في حديث : يا محمّد ، إن المفضل كان أنسي ومستراحي ، وأنت انسهما ومستراحهما ـ أي الرضا والجواد عليهما‌السلام (١) ـ

ورواه الكشي في رجاله : عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد ابن سنان ، عنه عليه‌السلام. مثله (٢) ، والحسن : أمّا ابن موسى الخشاب ، أو النوبختي وكلاهما ثقة ، فالسندان صحيحان.

ومنها : ما رواه ثقة الإسلام في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد ابن محمّد ، عن ابن سنان ـ وهو محمّد ـ ، عن أبي حنيفة [سابق] (٣) الحاج ، قال : مرّ بنا المفضل وأنا وختني (٤) نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا إلى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم ، فدفعها إلينا من عنده ، حتى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه قال : أمّا أنّها ليست من مالي ، ولكن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٣٢ / ٢٩.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٩٦ / ٩٨٢.

(٣) في الأصل : سائق ، وهو اشتباه ولعله من الناسخ ، وما أثبتناه بين المعقوفين هو الصحيح الموافق لأصول الكافي ، ورجال النجاشي ١٨٠ / ٤٧٦ ، وإيضاح الاشتباه : ٤٢.

(٤) الختن : أبو امرأة الرجل وأخو امرأته ، وكل من كان قبل امرأته ولهذا ورد في الحديث : علي ختن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اي : زوج ابنته الزهراء سلام الله عليها ، والجمع : أختان ، والأنثى : ختنة.

لسان العرب ١٣ : ١٣٨ ـ ختن ، والقاموس المحيط ٤ : ٢١٨ ـ ختن.

٩٦

أبو عبد الله عليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان في شيء أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله ، فهذا من مال أبي عبد الله عليه‌السلام (١).

وبالإسناد ، عن ابن سنان ، عن المفضل قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي (٢).

قال في التكملة : وهذان الخبران يدلان على أنه كان وكيلا وأمينا ، وأنه كان يمتثل أمره عليه‌السلام (٣).

وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن يونس بن يعقوب ، قال : أمرني أبو عبد الله عليه‌السلام أن آتي المفضل واعزّيه بإسماعيل (٤) ، وقال : اقرأ المفضل السّلام وقل له : إنا أصبنا بإسماعيل (٥) فصبرنا ، فاصبر كما صبرنا ، إنّا أردنا أمرا ، وأراد الله عزّ وجلّ أمرا ، فسلّمنا لأمر الله عزّ وجلّ (٦).

ومنها : ما رواه الكشي : عن محمّد بن مسعود ، عن عبد الله بن خلف ، عن علي بن حسّان الواسطي ، عن موسى بن بكر (٧) قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام لما أتاه موت المفضل بن عمر قال : رحمه‌الله كان الوالد بعد الوالد ، أما إنّه قد استراح (٨).

__________________

(١) أصول الكافي ٢ : ١٦٧ / ٤.

(٢) أصول الكافي ٢ : ١٦٧ / ٥.

(٣) تكملة الرجال ٢ : ٥٢٩.

(٤) أي : إسماعيل بن المفضل بن عمر.

(٥) أي : إسماعيل بن الامام الصادق عليه‌السلام.

(٦) أصول الكافي ٢ : ٧٥٥ / ١٦.

(٧) في الأصل : بكير (مصغرا) وما أثبتناه هو الصحيح الموافق لرجال الكشي ، والنجاشي : ٤٠٧ / ١٠٨١.

(٨) رجال الكشي ٢ : ٦١٢ / ٥٨٢.

٩٧

وعن إسحاق بن محمّد البصري ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن بشير الدهان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لمحمّد بن كثير الثقفي : ما تقول في المفضل بن عمر؟ قال : ما عسيت أن أقول فيه ، لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا (١) لعلمت أنه على الحقّ بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول (٢).

قال رحمه‌الله : لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي فقلت لهما : لا تفعلا فإني أهواه ، فلم يقبلا ، فسألتهما وأخبرتهما أن الكفّ عنه حاجتي ، فلم يفعلا ، فلا غفر الله لهما ، أما إنّي لو كرمت عليهما لكرم عليهما من كرم عليّ ، ولقد كان كثير عزّة في مودته لها ، أصدق منهما في مودّتهما [لي] (٣) حيث يقول :

لقد علمت بالغيب أني أخونها

إذا هو لم يكرم عليّ كريمها.

أما إنّي لو كرمت عليهما ، لكرم عليهما من يكرم عليّ (٤).

ورواه عن نصر بن الصباح ، عن أبي يعقوب بن محمّد البصري ، عن محمّد بن سنان ، عن بشير النبال. مثله ، وفيه محمّد بن كثير (٥) الثقفي (٦).

ورواه ثقة الإسلام في الروضة : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن

__________________

(١) الكستيج : خيط غليظ يشده الذمّي فوق ثيابه دون الزّنّار ، القاموس المحيط ١ : ٢٠٥.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦١٢ / ٥٨٣.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦١٢ / ٥٨٣.

(٥) في الأصل : بكير ، وفي المصدر : كثير ، وكذلك في كتب الرجال عن الكشي ، انظر منهج المقال : ٣٤٢ في ترجمة المفضل ، ومنتهى المقال : ٢٩١ ، وتنقيح المقال ٣ : ١٧٧ ، ومعجم رجال الحديث ١٧ : ١٧٦ / ١١٦٣٧.

(٦) رجال الكشي ٢ : ٦١٣ / ٥٨٤.

٩٨

يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان قال : قلت للصادق عليه‌السلام : ألا تنهى هذين الرجلين عن هذا الرجل ، فقال : من هذا الرجل ومن هذين الرجلين (١)؟

قلت : ألا تنهى حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة عن المفضل بن عمر؟

قال : يا يونس قد سألتهما أن يكفّى عنه فلم يفعلا ، فلا غفر الله لهما ، ـ وساق قريبا ممّا مرّ ـ وفي آخره قال : قال عليه‌السلام : لو أحبّاني لأحبّا ما أحبّ (٢).

وروى الكشي أيضا : عن علي بن محمّد ، قال : حدثني أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن [سعيد] (٣) عن بعض أصحابنا ، عن يونس بن ظبيان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك ، لو كتبت إلى هذين الرجلين بالكفّ عن هذا الرجل ، فإنهما له مؤذيان؟ فقال : إذن أعزّيهما به ، كان كثير عزّة في مودتها أصدق منهما في مودتي حيث قال :

لقد علمت بالغيب ألا أحبّها

إذا هو لم يكرم عليّ كريمها.

أما والله لو كرمت عليهما لكرم عليهم من أقرب وأوقر (٤).

وعن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، يرفعه عن عبد الله بن الوليد قال : قال لي أبو عبد الله (عليه‌السلام) : ما تقول في المفضل؟ قلت : وما عسيت أن أقول فيه بعد ما سمعت منك ، قال

__________________

(١) هذان الرجلان ظاهرا « منه قدس‌سره ».

(٢) الكافي ٨ : ٣٧٣ / ٥٦١ ، من الروضة.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٢١ / ٥٩٨.

٩٩

رحمه‌الله : لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة (١). إلى آخره.

وعن إبراهيم بن محمّد ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد ، عن أسد بن أبي العلاء ، عن هشام بن أحمر ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر ـ وهو في ضيعة في يوم شديد الحر ، والعرق يسيل على صدره ـ فابتدأني فقال : نعم والله الذي لا إله إلاّ هو ، المفضل بن عمر الجعفي ، حتى أحصيتها نيفا وثلاثين مرّة يقولها ويكرّرها لي ، قال : إنّما هو والد بعد الوالد (٢).

وعن نصر بن الصباح رفعه ، عن محمّد بن سنان : أن عدّة من أهل الكوفة كتبوا إلى الصادق عليه‌السلام فقالوا : إن المفضل يجالس الشطار (٣) ، وأصحاب الحمام ، وقوما يشربون شرابا ، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره أن لا يجالسهم؟ فكتب إلى المفضل كتابا. وختمه ودفعه إليهم ، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضّل ، منهم : زرارة ، وعبد الله بن بكير ، ومحمّد ابن مسلم ، وأبو بصير ، وحجر بن زائدة ، ودفعوا الكتاب إلى المفضل ففكّه وقرأ ، وإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : اشتر كذا وكذا ، واشتر كذا ، ولم يذكر فيه قليلا ولا كثيرا ممّا قالوا فيه ، فلما قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة ، وإلى محمّد بن مسلم ، حتى دار الكتاب إلى الكلّ.

فقال المفضل : ما تقولون؟ قالوا : هذا مال عظيم ، حتى ننظر فيه ونجمع ونحمل إليك ثم تدرك الانزال بعد نظر في ذلك ، وأرادوا الانصراف.

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٧٠٨ / ٧٦٤.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦١٤ / ٥٨٥.

(٣) واحده : شاطر ، وهو كل من أخذ في نحو غير الاستواء وتباعد عنه ، واعيا اهله ومؤدبه خبثا.

لسان العرب ٤ : ٤٠٨ ـ شطر.

١٠٠