خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-005-6
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٢

والظاهر أنّ محمّد بن نصير هو الثقة من أهل كش ، الذي يروي عنه الكشي بلا واسطة (١) أيضا ، فالخبر صحيح يحتج به ، ورواه في موضع آخر هكذا : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد (رحمة الله عليه) (٢).

ب ـ ما رواه : عن علي بن محمّد ، قال : حدثني أحمد بن محمّد ، عن أبي عبد الله البرقي رفعه ، قال : نظر أبو عبد الله عليه‌السلام إلى داود الرقي وقد ولّى فقال : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه‌السلام فلينظر إلى هذا (٣).

ج ـ قول الشيخ المفيد في الإرشاد : وممن روى النص على الرضا علي بن موسى (عليهما السّلام) بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته : داود بن كثير الرقي (٤). إلى آخره.

د ـ قول الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام : داود بن كثير الرقي ، مولى بني أسد ، ثقة (٥).

هـ ـ كونه من أرباب الأصول كما في الفهرست (٦) ، فيشمله ما ذكره

__________________

(١) رجال الكشي ١ : ٢٠ / ٩.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٠٥ / ٧٥١.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٧٠٤ / ٧٥١ ، وقوله عليه‌السلام : من أصحاب القائم عليه‌السلام ، اي القائم بأمر الإمامة من بعده وهو ولده الكاظم عليه‌السلام وليس المقصود منه هو الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ، لوفاة الرقي بعد استشهاد الرضا عليه‌السلام بقليل كما في النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠. نعم ينصرف الكلام إلى الحجة عليه‌السلام عند القول بالرجعة بما لا يخفى ، وظاهر المراد هو الأول ، والله العالم.

(٤) الإرشاد : ٣٠٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ١.

(٦) فهرست الشيخ : ١٣١ / ٢٨١ ـ طبع جامعة مشهد وفي طبعه النجف : ٦٨ / ٢٨١ : داود بن كثير البرقي ، بزيادة الباء الموحدة قبل الراء ، وهو اشتباه ، والصحيح الرقي ، فلاحظ.

٢٨١

الشيخ المفيد في الرسالة العددية في حقّهم من المدائح والمناقب الجليلة (١) ، وقد ذكرنا كلامه في (نز) (٢).

و ـ رواية شيوخ الطائفة وأجلاّء الرواة عنه مثل : ابن أبي عمير كما في التهذيب في باب الصلح بين الناس (٣) ، والحسن بن محبوب في الفهرست (٤) وغيره ، ويونس بن عبد الرحمن في الكافي في باب الحسد (٥) ، والحسن بن علي بن فضال (٦) ، وأبان بن عثمان (٧) ، وهؤلاء الخمسة من أصحاب الإجماع.

وجعفر بن بشير (٨) ، وأبو سعيد القماط (٩) ، وسعدان (١٠) ، والحسن بن علي الوشاء (١١) ، ومحمّد بن أبي حمزة (١٢) ، وعلي بن أسباط (١٣) ، وعلي بن الحكم كما في بعض نسخ الكافي في باب لحم الجزور (١٤).

ز ـ قول الشيخ أبي عمرو الكشيّ بعد ذكر ما روى فيه قال : وتذكره الغلاة أنه من أركانهم ، وقد تروي عنه المناكير من الغلوّ ، وتنسب إليه

__________________

(١) الرسالة العددية : ١٤.

(٢) تقدم في هذه الفائدة ، برقم : ٥٧.

(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٢١٠ / ٤٩٢ ، باب الكفالات والضمانات وهو يلي باب الصلح بين الناس مباشرة.

(٤) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٧١.

(٥) أصول الكافي ٢ : ٢٣٢ / ٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٨١ / ١٧١١.

(٧) الكافي ٦ : ٣٠٠ / ٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٩ : ٤٨ / ٢٠٢.

(٩) أصول الكافي ٢ : ٢٥٨ / ٥.

(١٠) أصول الكافي ٢ : ٣٨٨ / ٣٧.

(١١) الفقيه ٣ : ٢١٣ / ٩٩٠.

(١٢) الكافي ٥ : ٥٣٩ / ٣.

(١٣) الكافي ٦ : ٥٣١ / ٤.

(١٤) الكافي ٦ : ٣١١ / ١.

٢٨٢

أقاويلهم ، ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ، ولا عثرت من الرواة (١) على شيء غير ما أثبتّه في هذا الباب (٢) ، انتهى.

وفيه من الدلالة على جلالة قدره ما لا يخفى ، إذ قلّ ما يتفق جليل لم يطعن عليه أحد من العصابة كما نصّ عليه الأستاذ الأكبر (٣) ، فمن سلم من طعنهم فقد فاز بالقدح المعلّى ، وتأتي بعض الشواهد والمؤيّدات في الجواب عن جرحه.

فنقول : قال النجاشي رحمه‌الله : داود بن كثير الرقي ، وأبوه كثير يكنى أبا خالد ، وهو يكنّى أبا سليمان ، ضعيف جدّا ، والغلاة تروي عنه ، قال أحمد ابن عبد الواحد : قلّما رأيت له حديثا سديدا ، له كتاب المزار. إلى أن قال : وله كتاب الإهليلجة.

وأخبرني أبو الفرج محمّد بن علي بن أبي قرّة ، قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عروة الكاتب ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إلياس ، قال : قلت لأبي عبد الله العاصمي : داود بن كثير الرقي ابن من؟ قال : ابن كثير بن أبي خالدة (٤) ، روى عنه الجماني (٥) وغيره ، قال : قلت له : متى مات؟ قال : بعد المائتين ، قلت : بكم؟ قال : بقليل بعد وفاة الرضا عليه‌السلام روى عن موسى والرضا عليهما‌السلام (٦).

__________________

(١) في المصدر : الرواية.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٧٠٨ / ٧٦٦.

(٣) تعليقة البهبهاني : ١٣٧.

(٤) الظاهر انه في بعض النسخ : خلدة كما في المصدر.

(٥) في بعض النسخ المصححة : الحمّاني بالحاء المهملة والميم المشددة والظاهر هو يحيى بن عبد الحميد ، ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست : ١٧٧ / ٧٨٩ و ١٩٣ / ٩٠٣ والحمّاني نسبة الى حمّان محلة بالبصرة سميت بالقبيلة. انظر معجم البلدان ٢ : ٣٠٠ ـ حمّان.

(٦) رجال النجاشي ١٥٦ / ٤١٠.

٢٨٣

وفي الخلاصة : قال ابن الغضائري : إنّه كان فاسد المذهب ، ضعيف الرواية ، لا يلتفت إليه ، وعندي في أمره توقّف ، والأقوى قبول روايته لقول الشيخ الطوسي رحمه‌الله وقول الكشي أيضا ، وقال أبو جعفر بن بابويه (١). وساق الخبر المقدم.

هذا غاية ما ورد في جرحه ، وأيّد بأن الجرح مقدّم على التعديل ، وأن النجاشي أضبط من الشيخ.

والجواب : أن الجرح مقدّم إذا ذكر السبب وعرف سببيّته ، إذا بنينا على إجراء قواعد الشهادة في المقام على أضعف الوجوه ، وإلاّ فلا بدّ من إعمال الترجيح والأخذ بما هو أوثق بناء على ما هو الحقّ من كون وجه المراجعة إلى أقوالهم كونه من أسباب الوثوق بصدور الخبر ، وعلى التقديرين لا يقدم قول النجاشي في المقام.

أمّا على الأول : فلأن السبب هو الغلوّ الذي اعتقده فيه من جهة رواية الغلاة عنه ، وما ذكره أحمد ، بل الظاهر أنّه تبع ابن الغضائري في ذلك ، وغير خفي على المنصف أن داود من الرواة المعروفين ، فلو كان من الغلاة الكفرة التاركين للعبادة الذاهبين إلى ألوهيّة السادة [عليهم‌السلام] لما خفي على عيون الطائفة المعاصرين له الراوين عنه كما عرف ، ولما خفي على الصدوق ، بل وشيخه ، وإلاّ لما كان خالفه ، بل وعلى شيوخ الإمامية قبل النجاشي بقرون كما نصّ الكشي على أنّه لم يطعن عليه أحد منهم ، وإنّما نسب إليه الغلوّ هو وابن الغضائري من رواية داود معجزات غريبة شاهدها ممّا لا يحتملها كلّ أحد.

قال المحقق السيد صدر الدين : وهي عندي دليل علوّ الرتبة لا الغلوّ ، ويشهد لذلك استشهاده بكلام أحمد ، وأنت إذا راجعت أبواب

__________________

(١) رجال العلامة : ٦٧ / ١.

٢٨٤

المعاجز والفضائل والمزار ـ وله فيها من الرواية ما لا تحصى ـ لم تر خبرا غير سديد عند أهل السداد.

والعجب أنّ النجاشي نسب إليه كتاب الإهليلجة الذي هو في دلالته على علوّ مقامه في التوحيد أسطع برهان.

وأمّا قوله : والغلاة تروي ، ففي تكملة الكاظمي : أنه وارد مورد التعليل ، وهذا ليس قدحا فيه ، فإنه إذا كان معتمدا في نفسه روى عنه كلّ أحد ولو كان هو أيضا منهم لروى عنهم ، فعدم روايته عنهم مؤيد لصحّة مذهبه ، على أنّه معارض بكثرة رواية أصحابنا عنه (١).

قلت : وفي الكشي : طاهر بن عيسى ، قال : حدثني الشجاعي ، عن الحسين بن يسار (٢) ، عن داود الرقي ، قال : قال لي داود : ترى ما تقول الغلاة الطيارة ، وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام [وما يحكي أصحابه عنه] فذلك (٣) [والله] ارى [أراني] (٤) أكبر منه ولكن أمرني أن لا أذكره لأحد.

قال ، وقلت له : إنّي قد كبرت ودقّ عظمي ، أحبّ أن يختم عمري بقتل فيكم ، فقال : وما من هذا بدّ إن لم يكن في العاجلة يكن في الآجلة (٥).

وفيه أيضا : حدثني خلف بن حماد ، قال : حدثني أبو سعيد ، قال : حدثني الحسن بن محمّد بن أبي طلحة ، عن داود الرقي ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك إنّه والله ما يلج في صدري من

__________________

(١) تكملة الرجال ١ : ٣٩٣.

(٢) كذا وفي المصدر : بشار ، علما أنه لم تتفق كتب الرجال على تسميته.

(٣) أي الصادق والكاظم عليهما السّلام « منه قدس‌سره ».

(٤) ما أثبتناه بين المعقوفات من المصدر.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٧٠٨ / ٧٦٦.

٢٨٥

أمركم شيئا إلاّ حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال لي : وما هو؟ قال : سمعته يقول : سابعنا قائمنا إن شاء الله تعالى ، قال : صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه‌السلام! فازددت والله شكّا.

ثم قال لي : يا داود بن أبي [خلدة] (١) ، أما والله لو لا أن موسى قال للعالم : ستجدني إن شاء الله صابرا ما سأله عن شيء ، وكذلك أبو جعفر عليه‌السلام لولا أن قال : إن شاء الله لكان كما قال ، قال : فقطعت عليه (٢).

ومع رواية هذه الأخبار وأمثالها مثل النص عن الصادق على الكاظم وعنه على الرضا عليهم‌السلام لا يحتمل فيه الغلوّ.

وأمّا على الثاني : فإن النجاشي وإن كان أضبط وأثبت بالنسبة إلى الشيخ لو انفرد ، وأمّا في المقام فقول الشيخ مؤيد بنصّ شيخهما المفيد وصريح الكشي ، ونقله عن العصابة ، وكلام الصدوق الكاشف عن رأي شيخه ابن الوليد ، والأخبار المتقدمة ، وغير ذلك ممّا مرّ ، ولذا قدّمه السروي في المعالم (٣) ، والعلامة في الخلاصة ، وولده الفخر كما في التكملة ، وجماعة من المحققين ، والنجاشي منفرد لعدم دلالة قول أحمد على ضعف في نفسه ، وتضعيف ابن الغضائري لا تأييد فيه.

فظهر من جميع ذلك أنّ في قول الشهيد الثاني رحمه‌الله في حواشي الخلاصة : أن قول المصنّف : والأقوى قبول روايته ، وتعليله بقول الشيخ فيه

__________________

(١) في الأصل : ابن أبي كلدة والظاهر كونه مصحف : ابن أبي خلدة ، وهو ما أثبتناه ، وقد مر آنفا أيضا هذا وفي المصدر : ابن أبي خالد ، فلاحظ.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٧١ / ٧٠٠.

(٣) معالم العلماء ٤٨ / ٣١٩.

٢٨٦

نظر بيّن ، لأن الجرح مقدّم على التعديل ، فكيف مع كون الجارح جماعة فضلاء إثبات (١) ، مواقع للنظر يعرف ممّا حققناه.

[١١١] قيا ـ وإلى داود بن سرحان : أبوه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد ابن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي وعبد الرحمن بن أبي نجران ، عن داود بن سرحان العطار الكوفي (٢).

داود : ثقة جليل ، ورجال الطريق من وجوه الطائفة.

[١١٢] قيب ـ وإلى داود الصرمي : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن سعد بن عبد الله وعلي بن إبراهيم بن هاشم جميعا ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عنه (٣).

رجال الطريق ثقات بما تقدم.

وداود ذكره الشيخ من غير توثيق (٤) ، ولكن يمكن استظهار وثاقته من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى وأخيه عبد الله ، عنه كما في التهذيب في باب الأحداث الموجبة للطهارة (٥) ، وفي باب أوقات الصلاة (٦) ، وفي باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس (٧).

وأحمد فيه في باب فضل زيارة أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السّلام) (٨) ، بعد ملاحظة حال أحمد وسيرته ومداقّته في حال الرواة ، وفي

__________________

(١) رجال العلامة : ٣٤ ب مخطوط.

(٢) الفقيه ٤ : ٦٦ ، من المشيخة.

(٣) الفقه ٤ : ٤٣.

(٤) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٦٨.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٣٥ / ٩٥.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٠ / ٩٠.

(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ٢١٣ / ٨٣٤.

(٨) تهذيب الأحكام ٦ : ٨٥ / ١٧٠.

٢٨٧

التهذيب بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن محمّد بن الحسن [عن عبد الله] (١) عن أحمد بن محمّد ، عن داود الصرمي قال : قلت له ـ يعني أبا الحسن العسكري. (عليه‌السلام) ـ : إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لكم ، فقال : لك من الله أجر وثواب عظيم ، ومنّا المحمدة (٢).

ويروي عنه أحمد بن أبي عبد [الله] (٣) أيضا كما في الفهرست (٤) ، والخبر كالصحيح وفاقا للشارح (٥).

[١١٣] قيج ـ وإلى درست بن أبي منصور : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن درست بن أبي منصور الواسطي (٦)

رجال السند من أجلاّء الثقات.

ودرست ذكره النجاشي (٧) ، و [الشيخ في] الفهرست (٨) من غير توثيق ، وذكرا له كتابا يرويه جماعة ، وتشير إلى وثاقته رواية ابن أبي عمير عنه كما في النجاشي ، وأحمد بن أبي نصر البزنطي كما في الكافي في باب ثواب المرض (٩) ، ولا يرويان إلاّ عن ثقة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر وهو الصحيح الموافق لما في الوافي ٦ : ٢٤٦ ، ووسائل الشيعة ١٠ : ٤٦٤ / ١٩٨٨٢ ، فلاحظ.

(٢) تهذيب الأحكام ٦ : ١١٠ / ١٥.

(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٤) فهرست الشيخ : ٦٨ / ٢٦٨.

(٥) روضة المتقين ١٤ : ١١٥.

(٦) الفقيه ٤ : ٧٨ ، من المشيخة.

(٧) رجال النجاشي : ١٦٢ / ٤٣٠.

(٨) فهرست الشيخ : ٦٩ / ٢٧٨.

(٩) الكافي ٣ : ١١٤ / ٧.

٢٨٨

ويونس بن عبد الرحمن فيه في باب زكاة المال الغائب (١) ، وفي التهذيب في باب الحكم في أولاد المطلقات (٢) ، والحسن بن محبوب في الكافي في باب مجالسة العلماء (٣) ، وعبد الله بن بكير في التهذيب في باب ديات الأعضاء (٤) ، وهؤلاء الخمسة من أصحاب الإجماع.

ومن أضرابهم من الأجلاّء : النضر بن سويد (٥) ، والحسن بن علي الوشاء (٦) ، وعلي بن الحسن الطاطري (٧) ـ الذي قال في ترجمته في الفهرست : له كتب رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم (٨) ـ وعبيد الله بن أحمد بن نهيك (٩) ، ومحمّد بن عيسى (١٠) ، وأحمد بن عمرو بن أبي شعبة الحلبي (١١) ، وإسماعيل بن مهران (١٢) ، ومحمّد بن علي (١٣) ـ الذي يروي عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ـ والحسين بن زيد (١٤) ، وأبو شعيب المحاملي (١٥) ، وزياد القندي (١٦) ،

__________________

(١) الكافي ٣ : ٥١٩ / ٣.

(٢) تهذيب الأحكام ٨ : ١١١ / ٣٨٤.

(٣) أصول الكافي ١ : ٣٩ / ٢.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢٦١ / ١٠٣١.

(٥) الكافي ٣ : ١١٤ / ٦.

(٦) الفقيه ٤ : ٧٨ ، من المشيخة.

(٧) فهرست الشيخ : ٦٩ / ٢٧٨.

(٨) فهرست الشيخ ٩٢ / ٣٨٠.

(٩) فهرست الشيخ ٦٩ / ٢٧٨.

(١٠) تهذيب الأحكام ٧ : ١٦٢ / ٧١٥.

(١١) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٩٧ / ١٢٤٤.

(١٢) الاستبصار ٤ : ٢٦٩ / ١٠١٤.

(١٣) تهذيب الأحكام ٩ : ٢٩ / ١١٧.

(١٤) أصول الكافي ١ : ١٢٥ / ١.

(١٥) أصول الكافي ١ : ١٢٥ / ١.

(١٦) الكافي ٣ : ٣٤٠ / ١٥.

٢٨٩

ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع (١) ، وعلي بن أسباط (٢) ، وابن رباط (٣) ، وأبو يحيى الواسطي (٤). وغيرهم ، ومع رواية هؤلاء عنه لا مجال للتأمّل في وثاقته.

نعم ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام وقال : إنّه واقفي (٥) ، وتأمّل فيه الأستاذ الأكبر في التعليقة (٦) ، وهو في محلّه لعدم تعرّض النجاشي له مع ما علم من ديدنه ، وروايته عن الكاظم عليه‌السلام على نحو الاعتماد كما رأيناه في كتابه ، وهو مناف للموقف فلاحظ.

[١١٤] قيد ـ وإلى ذريح المحاربي : أبوه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ذريح بن يزيد بن محمّد المحاربي.

وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن رزين ، عنه (٧).

السند الأول : صحيح.

وأمّا الثاني : فصالح وإن لم يوثقوه ، إلاّ أنّ في الفهرست : له أصل (٨) ، فبه

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥ : ٣٩٢ / ١٣٦٨.

(٢) الاستبصار ٢ : ٣١٤ / ١١١٥.

(٣) الكافي ٤ : ٤٤٦ / ٣.

(٤) أصول الكافي ١ : ١٣٣ / ١.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ٣.

(٦) تعليقة البهبهاني : ١٣٨.

(٧) الفقيه ٤ : ١٢١ ، من المشيخة.

(٨) فهرست الشيخ : ٨٤ / ٣٥٠.

٢٩٠

وبرواية ابن محبوب عنه يستظهر وثاقته ، ويروي عنه : منصور بن يونس (١) ، ومحمّد بن معروف (٢) ، فهو كالصحيح.

وذريح من أجلاّء الثقات.

[١١٥] قيه ـ وإلى ربعي بن عبد الله : أبوه ، عن سعد بن عبد الله والحميري جميعا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله بن الجارود [الهذلي] (٣) ، وهو عربي بصري (٤).

ربعي : ثقة ، صاحب أصل (٥) ، يروي عنه : ابن أبي عمير (٦) ، وحماد ابن عيسى (٧) ، وحمّاد بن عثمان (٨) ، وصفوان بن يحيى (٩) ، والحسن بن علي ابن فضال (١٠) ، وعلي بن إسماعيل الميثمي (١١) ، والفضيل بن يسار كما في

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٩٩ / ٥٣٠.

(٢) الكافي ٦ : ٣١٩ / ١.

(٣) في الأصل : الهزلي ، والذي أثبتناه هو ما اتفقت عليه كتب الرجال ، والظاهر كونه من اشتباهات النساخ.

(٤) الفقيه ٤ : ٦٥ ، من المشيخة.

(٥) رجال النجاشي : ١٦٧ / ٤٤١ ، وفهرست الشيخ : ٧٠ / ٢٨٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٧ : ٨٥ / ٣٦٥.

(٧) رجال النجاشي : ١٦٧ / ٤٤١.

(٨) أصول الكافي ٢ : ٢٦٩ / ٩.

(٩) تهذيب الأحكام ٨ : ١١٠ / ٣٧٧.

(١٠) الكافي ٤ : ٢٨٠ / ٣.

(١١) أصول الكافي ١ : ٣٠٩ / ٣.

٢٩١

التهذيب في باب ما أحلّ الله نكاحه من النساء (١) ، وحريز (٢) ، وأبو عبد الله البرقي (٣) ، وعلي بن عمران الخزاز المعروف (٤) بشفا ، والقاسم بن الفضيل (٥) ، ومسعدة بن صدقة (٦) ، فالخبر صحيح بالاتفاق.

[١١٦] قيو ـ وإلى رفاعة بن موسى النخاس : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه (٧).

ورفاعة : كان ثقة في حديثه ، مسكونا إلى روايته ، لا يعترض عليه بشيء من الغمز ، حسن الطريقة ، كذا في النجاشي (٨) ، ويروي عنه سوى ابن أبي عمير : صفوان بن يحيى (٩) ، والحسن بن علي بن فضال (١٠) ، وعبد الله بن المغيرة (١١) ، والحسن بن محبوب (١٢) ، وفضالة بن أيّوب (١٣) ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر (١٤) ، ويونس بن عبد الرحمن (١٥) ، وحمّاد بن عثمان (١٦) ، وعثمان بن عيسى (١٧) ،

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٧٦ / ١١٧٤.

(٢) أصول الكافي ٢ : ١٤٦ / ١٦.

(٣) تهذيب الأحكام ٨ : ٨٤ / ٢٨٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٨ : ٧٣ / ٢٤٣.

(٥) تهذيب الأحكام ٩ : ٢٠٦ / ٨١٧.

(٦) الإستبصار ١ : ٤٤١ / ١٧٠٢.

(٧) الفقيه ٤ : ٤٨ ، من المشيخة.

(٨) رجال النجاشي ١٦٦ / ٤٣٨.

(٩) فهرست الشيخ : ٧١ / ٢٨٦.

(١٠) فهرست الشيخ : ٧١ / ٢٨٦.

(١١) الاستبصار ١ : ١٥٦ / ٥٣٩.

(١٢) تهذيب الأحكام ٨ : ١٧٧ / ٦٢٢.

(١٣) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٣٢ / ٧٨٥.

(١٤) أصول الكافي ١ : ٣٧٢ / ٢٦.

(١٥) أصول الكافي ٢ : ١٤٧ / ٢١.

(١٦) الكافي ٣ : ٤٩٧ / ٣.

(١٧) الاستبصار ٢ : ٦٣ / ٢٠٢.

٢٩٢

وهؤلاء العشرة من أصحاب الإجماع.

ومن أضرابهم : أبو شعيب المحاملي (١) ، ومحمّد بن أبي حمزة (٢) ، والقاسم بن محمّد الجوهري (٣) ، والحكم بن مسكين (٤) ، والفضل بن شاذان (٥) ، وجعفر بن بشير (٦) ، وسهل بن زياد (٧) ، والحسن بن علي بن الوشاء (٨) ، وإبراهيم بن هاشم (٩). وغيرهم.

ولا يخفى أن رواية هؤلاء عنه تكشف عن جلالة قدره وعلوّ مقامه زيادة عن وثاقته ، بحيث تكون روايته عن أحد كاشفة عن وثاقته ولو بالمعنى الأعمّ.

[١١٧] قيز ـ وإلى روح بن عبد الرحيم : جعفر بن علي بن الحسن ابن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ، عن جدّه الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عنه (١٠).

جعفر : من مشايخه الذين أكثر من الرواية عنه والترحم عليه.

وغالب : ثقة مثل روح ، فالخبر كالصحيح ، بل صحيح على الأصح.

[١١٨] قيح ـ وإلى رومي بن زرارة : جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي

__________________

(١) رجال النجاشي ١٦٦ / ٤٣٧.

(٢) تهذيب الأحكام ٤ : ٣٢٠ / ٩٧٩.

(٣) تهذيب الأحكام ٨ : ٨٧ / ٢٩٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٩٤ / ٨١٨.

(٥) تهذيب الأحكام ٨ : ١٧٦ / ٦١٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٨ : ١٢٦ / ٤٣٦.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ٣٨ / ١١٤.

(٨) تهذيب الأحكام ٧ : ١٩٣ / ٨٥٤.

(٩) تهذيب الأحكام ٨ : ١٧٦ / ٦١٦.

(١٠) الفقيه ٤ : ١٠٣ ، من المشيخة.

٢٩٣

عمير ، عنه (١).

تقدم حال رجاله في (له) (٢).

ورومي ثقة نصّا (٣) وأمارة ، فالخبر صحيح.

[١١٩] قيط ـ وإلى الريّان بن الصلت : أبوه ومحمّد بن موسى بن المتوكل ومحمّد بن علي ماجيلويه والحسن بن إبراهيم رضي الله عنهم ، عن علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه (٤).

السند صحيح.

وأمّا الريّان : فهو ثقة صدوق (٥) ، ورد فيه مدائح ، ويروي عنه : محمّد ابن زياد (٦) ـ وهو ابن أبي عمير ـ والحسن بن علي بن فضال (٧) ، و [عبد الله] (٨) ابن جعفر ، وسهل بن زياد (٩) ، وإبراهيم بن هاشم (١٠) ، بل ابنه علي كما في الكافي في باب مولد أبي الحسن الرضا عليه‌السلام (١١).

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٠٨ ، من المشيخة.

(٢) تقدم في هذه الفائدة ، برقم : ٣٥.

(٣) رجال النجاشي : ١٦٦ / ٤٤٠.

(٤) الفقيه ٤ : ١٩ ، من المشيخة.

(٥) رجال النجاشي : ١٦٥ / ٤٣٧.

(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٦٩ / ١٥٣٣.

(٧) أصول الكافي ١ : ٢٦٨ / ٣.

(٨) في الأصل : علي بن جعفر ، والظاهر كونه من اشتباهات الناسخ. إذ لم نظفر برواية عن علي بن جعفر عن ابن الصلت ، والموجود رواية عبد الله بن جعفر عن ابن الصلت كما في رجال النجاشي : ١٦٥ / ٤٣٦ ، فلاحظ.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٣٢ / ١٠١٥.

(١٠) أصول الكافي ١ : ١١٥ / ١٥.

(١١) أصول الكافي ١ : ٤٨٨ / ٧.

٢٩٤

 [١٢٠] قك ـ وإلى زرارة بن أعين : أبوه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل كلّهم ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عنه (١).

الحسن : ثقة ، لم يغمز عليه بشيء ، ومرّ حال الباقي وأنّهم أجلاّء ثقات إثبات.

وعلوّ مقام زرارة أجلّ من أن يذكر ، وأشهر من أن يسطر ، فالسند المنحل إلى الأسانيد صحيح لا مجال للمقال فيه.

[١٢١] قكا ـ وإلى زرعة عن (٢) سماعة : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي ، عن سماعة بن مهران (٣).

هذا أحد الموضعين اللذين انفرد الحسن عن أخيه الحسين في الرواية ، فإن في النجاشي : الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران ـ مولى علي بن الحسين (عليهما السّلام) ـ أبو محمّد الأهوازي ، شارك أخاه في الكتب الثلاثين المصنّفة ، وإنما كثر اشتهار الحسن (٤) أخيه بها ، وكان الحسين بن يزيد السورائي يقول : الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلاّ في زرعة بن محمّد الحضرمي ، وفضالة بن أيوب ، فإن الحسين كان يرويه (٥) عن أخيه الحسن

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٩ ، من المشيخة.

(٢) ظاهرا : بن « منه قدس‌سره ».

(٣) الفقيه ٤ : ١٢ ، من المشيخة.

(٤) في المصدر : الحسين ، والظاهر ان هناك اختلاف في نسخ النجاشي ، انظر معجم رجال الحديث ٤ : ٣٤٢ / ٢٨٤٠.

(٥) في المصدر : يروي ، وما في الأصل هو الصحيح لعود الضمير الى القدر المستثنى من رواياته عنها ، وتقدير الكلام : الا ما كان عن زرعة وفضالة فإنه كان يرويه عن أخيه عنهما ، فلاحظ.

٢٩٥

عنهما (١) ، انتهى.

ولكن في الكافي في باب السهو في الركعتين الأوّلتين (٢) ، وفي باب التطوع في السفر (٣) ، وفي التهذيب في باب البيّنات (٤) ، وفي باب الرجوع إلى منى (٥) ، وفي باب حكم الحيض (٦) ، رواية الحسين عن زرعة بلا واسطة أخيه ، واحتمال سقط : عن أخيه في تمام تلك الأبواب بعيد غايته.

هذا ورجال السند من الأجلاّء.

وزرعة واقفي إلاّ أنّه ثقة ، صاحب أصل (٧) ، يروي عنه : يونس بن عبد الرحمن (٨) ، والحسن بن محبوب (٩) ، والنضر بن سويد (١٠) ، ويعقوب بن يزيد (١١) ، وعثمان بن عيسى (١٢) ، وعلي بن الحكم (١٣) ، ومحمّد بن أورمة (١٤) ، والحسين بن محمّد بن عمران الأشعري (١٥) ، وموسى بن القاسم (١٦).

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ و ١٣٧.

(٢) الكافي ٣ : ٣٥٠ / ٢.

(٣) الكافي ٣ : ٤٣٩ / ١.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٢٤٧ / ٦٢٩.

(٥) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٦٣ / ٨٩٦.

(٦) تهذيب الأحكام ١ : ١٥٨ / ٤٥٣.

(٧) رجال النجاشي : ١٧٦ / ٤٦٦ ، وفهرست الشيخ : ٧٥ / ٣٠٣.

(٨) تهذيب الأحكام ٩ : ١٥٦ / ٦٤٢.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٧ / ١٥٨.

(١٠) تهذيب الأحكام ٢ : ٩٩ / ٣٧٣.

(١١) رجال النجاشي : ١٧٦ / ٤٦٦.

(١٢) تهذيب الأحكام ٩ : ٢٤٠ / ٩٢٩.

(١٣) تهذيب الأحكام ٨ : ١٥٦ / ٥٤٣.

(١٤) الكافي ٣ : ١٨٢ / ١.

(١٥) تهذيب الأحكام ٤ : ٣٠٣ / ٩١٧.

(١٦) تهذيب الأحكام ٥ : ١٥ / ٤١ و ٤٠٤ / ١٤٠٦.

٢٩٦

وأمّا سماعة : فسنذكر ما يتعلّق به عند ذكر الطريق إليه (١) ، وهو ثقة (٢) ، مرمي بالوقف (٣) ، وكيف كان فالخبر موثّق كالصحيح في الاعتبار كما لا يخفى على البصير النقاد.

[١٢٢] قكب ـ وإلى زكريا بن آدم : أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن إسحاق بن [سعد] (٤) ، عن زكريا بن آدم القمّي صاحب الرضا عليه‌السلام (٥).

مرّ أحمد بن زياد في (يا) (٦).

وأحمد بن إسحاق : هو شيخ القميين ووافدهم ، وخاصّة أبي محمّد عليه‌السلام ، وممّن تشرف بلقاء الصاحب عليه‌السلام ، ومن الوكلاء والسفراء والأبواب المعروفين ، وبالجملة فهو في علوّ المقام يشبه زكريا بن آدم الذي قال [فيه] (٧) الرضا عليه‌السلام : إنه المأمون على الدين والدنيا (٨) ، ولمّا قال له عليه‌السلام : إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم؟ قال عليه‌السلام : لا تفعل فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك ، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه‌السلام (٩). إلى غير ذلك من المناقب المحمودة التي لهما ، يطلب من محلّها.

__________________

(١) يأتي في هذه الفائدة برمز [قمد] رقم : ١٤٤.

(٢) رجال النجاشي : ١٩٣ / ٥١٧.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥١ / ٤.

(٤) في الأصل : سعيد ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصحيح الموافق لما في سائر كتب الرجال.

(٥) الفقيه ٤ : ٦٩ من المشيخة.

(٦) تقدم في هذه الفائدة برقم : ١١.

(٧) ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل.

(٨) رجال الكشي ٢ : ٨٥٨ / ١١١٢.

(٩) رجال الكشي : ٢ : ٨٥٧ / ١١١١.

٢٩٧

 [١٢٣] قكج ـ وإلى زكريّا بن مالك الجعفي : الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي العباس (١) الفضل بن عبد الملك ، عنه (٢).

وعن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، بالإسناد عن زكريا النقاض ، وهو زكريا بن مالك الجعفي (٣).

اعلم أنّ الصدوق ذكر طريقه إلى زكريا بن مالك الجعفي ، وذكر في موضع آخر قبله طريقه إلى زكريا النقّاض ، وصاحب الوسائل لمّا اعتقد اتّحادهما (٤) وفاقا للشارح التقي (٥) ، بل الصدوق أيضا جمع الطريقين في عنوان واحد ، ونعم ما فعل ، إلاّ أنّه كان عليه أن ينبّه على ذلك.

ومحمّد بن أحمد : هو الأشعري الثقة الجليل ، وقد مرّت وثاقة الحسين شيخه (٦) ، ومن لم يوثقه يكفيه الطريق الثاني الصحيح إلى محمّد.

والظاهر أنّ عليّ هو : الميثمي الذي هو من وجوه متكلّمي الأصحاب ، أو ابن عمّار الذي هو من وجوه من روى الحديث وفاقا للسيد الكاظمي في العدة (٧) ، فالسند حسن كالصحيح.

__________________

(١) زيد لفظ (عن) في الأصل الحجري بين (العباس) و (الفضل) وهو اشتباه لعله من الناسخ وقد حذفنا تلك الزيادة لكون الفضل يكنى بأبي العباس كما في المصدر وهو الصحيح الموافق لما في سائر كتب التراجم والرجال ، فلاحظ.

(٢) الفقيه ٤ : ٧٩ ، من المشيخة.

(٣) الفقيه ٤ : ٧٠ ، من المشيخة.

(٤) وسائل الشيعة ١٩ : ٣٥٩ / ١٢٢.

(٥) روضة المتقين ١٤ : ١٢٩.

(٦) تقدم في هذه الفائدة ، برقم : ٣٠ ورمز (ل)

(٧) عدة الكاظمي ٢ / ١٣٢.

٢٩٨

وزكريا : ذكره الشيخ في أصحاب الصادق عليه‌السلام (١) ويروي عنه عبد الله بن مسكان بلا واسطة كما في التهذيب في باب تمييز أهل الخمس (٢) ، فهو إمّا ثقة أو لا تضرّ جهالته لكون ابن مسكان من أصحاب الإجماع.

[١٢٤] قكد ـ وإلى الزهري : أبوه ، عن سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ـ وهو محمّد بن مسلم بن شهاب ـ عن علي بن الحسين (عليهما السّلام) (٣).

مرّ بعض رجاله (٤).

وسفيان : من أركان العامّة ، وكذا الزهري ، فإنه عندهم من أكابر التابعين كابن المسيّب ، ومراسيله عندهم كمراسيل ابن أبي عمير عندنا ، ولكن كان له انقطاع إلى السجاد عليه‌السلام ، والظاهر أن سببه ما في كشف الغمّة ، قال : قال أبو عمرو الزاهد في كتاب اليواقيت في اللغة : قالت الشيعة : إنّما سمي علي بن الحسين عليه‌السلام سيّد العابدين لأن الزهري رأى في منامه كأن يده مخضوبة غمسة ، قال : فعبرها ، فقيل : إنّك تبتلى بدم خطأ ، وكان عاملا لبني أميّة ، فعاقب رجلا فمات في العقوبة ، فخرج هاربا ، وتوحش ودخل إلى غار وطال شعره.

قال : وحجّ علي بن الحسين عليه‌السلام ، فقيل له : هل لك في الزهري [قال : ان لي فيه] (٥) قال أبو العباس : هكذا كلام العرب : إن لي فيه ،

__________________

(١) رجال الشيخ ٢٠٠ / ٧١.

(٢) تهذيب الأحكام ٤ : ١٢٥ / ٣٦٠.

(٣) الفقيه ٤ : ٨٢ ، من المشيخة.

(٤) تقدم في هذه الفائدة ، برقم : ٩٣ ورمز (صج)

(٥) ما أثبتناه بين المعقوفتين من المصدر.

٢٩٩

لا يقال غيره ، قال : فدخل عليه فقال له : إنّي أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك ، فابعث بدية مسلمة إلى أهله واخرج إلى أهلك ومعالم دينك ، قال فقال له : فرّجت عنّي يا سيّدي ، والله عزّ وجلّ وتبارك وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته ، فكان الزهري بعد ذلك يقول : ينادى مناد يوم القيامة ، ليقم سيّد العابدين في زمانه ، فيقوم علي بن الحسين صلوات الله عليهما (١).

واعلم أنّ هذا الطريق هو طريقه إلى الزهري فيما رواه عنه عليه‌السلام في وجوه الصوم وهو خبر طويل ، وأخرجه ثقة الإسلام في الكافي : عن علي ، عن أبيه ، عن القاسم (٢). إلى آخره ، وعليّ في تفسيره : عن القاسم (٣). إلى آخره ، والشيخ في التهذيب بإسناده عن الكليني (٤) ، والصدوق في الفقيه (٥) ، والخصال (٦) ، والمقنع (٧) ، والشيخ المفيد في المقنعة (٨) ، فيكون الخبر مقبولا بعد تلقّيه هؤلاء المشايخ بالقبول ، والظاهر انحصار الطريق إليه ، وإلاّ لأشار إليه أحدهم فيكشف عن وثاقة رجاله ولو بالمعنى الأعمّ.

بل وللزهري أخبار أخر طويلة شريفة يعرف منها اختصاصه به عليه‌السلام.

__________________

(١) كشف الغمة ٢ : ١٠٥.

(٢) الكافي ٤ : ٨٣ / ١.

(٣) تفسير القمي ١ : ١٨٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٤ : ٢٩٤ / ٨٩٥.

(٥) الفقيه ٢ : ٤٦ / ٢٠٨.

(٦) الخصال ٢ : ٥٣٤ / ٢٢٨.

(٧) المقنع : ١٥.

(٨) المقنعة : ٥٨ ، ضمن الجوامع الفقهية.

٣٠٠