خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٤

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-005-6
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥١٢

ومرجع هذه الوجوه إلى واحد هو استثناء ابن الوليد عن رجال النوادر الذي لم يعلم وجهه ، كما اعترف به ابن نوح من أئمة علم الرجال ، ويحتمل أن يكون أحد وجهين :

الأول : الغلوّ كما نسبه الشيخ إلى القيل ، وهو الأصل غالبا في سبب تضعيفه.

ويردّه مضافا إلى رواية أجلاّء أهل بلده عنه خصوصا الأشعريين ، وفيهم مثل : أحمد بن محمّد بن عيسى ، وخلو رواياته عمّا يوهمه ، وإنكار الأصحاب على الصدوق ، وردّه متفرداته عن يونس بأنه لا نظير له.

ما رواه الكشي في ترجمة القاسم اليقطيني من كبار الغلاة : عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن محمّد بن عيسى ، قال : كتب إليّ أبو الحسن العسكري عليه‌السلام ابتداء منه : لعن الله القاسم اليقطيني ، والآخر علي بن حسكة القمي ، إن شيطانا يتراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا (١).

وفي ترجمة الحسن بن محمّد ـ المعروف بابن بابا القمّي ، وهو أيضا من كبارهم ـ : قال سعد : حدّثني العبيدي ، قال : كتب إليّ العسكري عليه‌السلام ، ابتداء منه : أبرأ إلى الله من الفهري (٢) ، والحسن بن محمّد بن بابا القمي ، فابرأ منهما ، فإني محذّرك وجميع مواليّ ، وإنّي ألعنهما عليهما لعنة الله ، مستأكلين ، يتأكّلان بنا الناس ، فتّانين مؤذيين ، آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا ، يزعم ابن بابا أنّي بعثته نبيّا ، وأنّه باب ، ويله لعنه الله ، سخر منه الشيطان فأغواه ،

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٨٠٤ / ٩٩٦.

(٢) نسخة بدل : النميري ، « منه قدس‌سره ».

١٤١

فلعن الله من قبل منه ذلك ، يا محمّد ، إن قدرت أن تشدخ رأسه بحجر فافعل ، فإنه قد آذاني ، آذاه الله في الدنيا والآخرة (١).

وفي ترجمة ابن أبي الزبرقاء وغيره : حدثني محمّد بن قولويه والحسين بن الحسن بن البندار القمي ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمّد ابن عيسى بن عبيد ، قال : حدثني إسحاق الأنباري ، قال : قال لي أبو جعفر الثاني عليه‌السلام : ما فعل أبو السمهري لعنه الله؟! يكذب علينا ويزعم أنه وابن أبي الزبرقاء دعاة إلينا ، أشهدكم أنّي أتبرأ إلى الله جلّ جلاله منهما ، انّهما فتانان (٢) ملعونان ، يا إسحاق أرحني منهما يرح الله عزّ وجلّ بعيشك في الجنّة ، فقلت له : جعلت فداك [يحلّ لي] (٣) قتلهما؟

فقال : إنّهما فتّانان يفتنان الناس ، ويعملان في خيط رقبتي ورقبة موالي ، فدماؤهما هدر للمسلمين ، وإيّاك والفتك فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك ، وأشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته ولا تجد السبيل إلى تثبيت حجته ، ولا يمكنك إدلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك ، فيسفك (٤) دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر ، عليكم بالاغتيال ، قال محمّد بن عيسى : فما زال ، إسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل إلى أن يغتالهما بقتل ، وكانا قد حذّراه لعنهما الله (٥).

وعن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى ، عن علي ابن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لعن الله عبد الله بن سبإ ، أنّه ادّعى الربوبية

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٨٠٥ / ٩٩٩.

(٢) نسخة بدل : قتانان ، « منه قدس‌سره ».

(٣) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٤) في الأصل : فيسبقك ، وما أثبتناه من المصدر.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٨١١ / ١٠١٣.

١٤٢

في أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه‌السلام عبد الله طائعا ، ويل لمن كذب علينا ، وإنّ قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم (١).

وعن حمدويه وإبراهيم ، عن العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن يزيد ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام ـ وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال لي ـ : يا مفضّل لا تقاعدوهم ، ولا تؤاكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تصافحوهم ، ولا تؤاثروهم (٢) (٣).

وعن حمدويه وإبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمزة ، قال أبو جعفر محمّد بن عيسى : ولقد لقيت محمّدا رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : السّلام عليك يا ربّي! فقال : ما لك لعنك الله ، ربّي وربّك الله ، أما والله لكنت ما علمتك لجبانا في الحرب ، لئيما في السلم (٤).

وروى في ترجمة بشار الشعيري (٥) ، ومحمّد بن بشير (٦) ، ومحمّد بن فرات (٧) ـ من كبار الغلاة ـ عنه أخبارا كثيرة ، صريحة في اللعن عليهم ، والتبري منهم ، وفساد مذهبهم ، لا حاجة إلى نقلها.

الثاني : ما يظهر من التقي المجلسي في الشرح حيث قال : والذي يخطر بالبال أن تضعيف الشيخ باعتبار تضعيف ابن بابويه ، وتضعيفه باعتبار ابن

__________________

(١) رجال الكشي ١ : ٣٢٤ / ١٧٢.

(٢) في الأصل : ولا توارثوهم ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٥٨٦ / ٥٢٥.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٥٨٩ / ٥٣٤.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٧٠١ / ٧٤٣ ـ ٧٤٦.

(٦) رجال الكشي ٢ : ٧٧٤ / ٩٠٦ ـ ٩٠٩.

(٧) رجال الكشي ٢ : ٤٨٧ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ و ٢ : ٨٢٩ / ١٠٤٦ ـ ١٠٤٨.

١٤٣

الوليد كما صرّح به مرارا ، وتضعيف ابن الوليد لكون اعتقاده أنه يعتبر في الإجازة أن يقرأ على الشيخ ، أو يقرأ الشيخ ويكون فاهما لما يرويه ، وكان لا يعتبر الإجازة المشهورة بأن يقول : أجزت لك أن تروي عني ، وكان محمّد بن عيسى صغير السن ولا يعتمدون على فهمه عند القراءة ، ولا على إجازة يونس له ، ولهذا ضعّفه (١) ، انتهى ، ثم أخذ في ردّه.

وربّما يؤيد ما ذكره ما في النجاشي ، قال : قال أبو عمرو الكشي : نصر ابن الصباح يقول : إنّ محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أصغر في السن أن يروي عن ابن محبوب (٢)

وفيه : أولا ما صرح به المحقق السيد صدر الدين العاملي : من أن ما ذكره المجلسي من أن محمّدا كان صغير السن ولا يعتمدون على فهمه عند القراءة ولا على إجازة يونس له فشيء لا أعرف من أين أخذه ، وقد راجعت رجال النجاشي ، والكشي ، والشيخ في الفهرست ، والنقد ، ورجال ابن داود ، فلم أجد من التصريح بذلك شيئا ، وكأن المجلسي استنبط صغره من ذكرهم عدم الاعتداد ، انتهى ، وهو كما قال.

وراجعت غير ما ذكره من المآخذ فلم نجد له أثرا ، نعم ربّما يومئ إليه استثناء خصوص روايته عن يونس ، فإنّه لو كان لضعف فيه لعمّ الاستثناء ، ولا وجه له إلاّ الصغر عند التحمل ، ولكن يوهنه ما يأتي.

وثانيا : أن الصغر حين الأخذ عن ابن محبوب ـ كما في النجاشي ـ أو عن يونس لا يوجب الضعف في نفسه بالنسبة إلى الرواية عنهما ، فضلا عن الحكم به على الإطلاق ، مع أنه غير واقع من أصله.

أمّا بالنسبة إلى ابن محبوب فلوجوه :

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٥٤.

(٢) رجال النجاشي : ٣٣٣ / ٨٩٦.

١٤٤

أ ـ إن الموجود في نسخ الكشي الموجودة هكذا : قال نصر بن الصباح : محمّد بن عيسى من صغار من روى عن ابن محبوب في السن (١) ، فما في النجاشي وهم ، فكأنّه رآه في الكشي في وقت ، وطال العهد ، ولم يراجع في وقت التأليف ، فأثبت ما في حفظه الذي غيره طول الزمان.

ب ـ إنّ وفاة ابن محبوب في سنة ٢٢٤ ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة ، فيكون بعد وفاة أبي جعفر الثاني عليه‌السلام بأربع سنين ، لكونه في سنة عشرين ، وبعد وفاة والده الإمام أبي الحسن الرضا عليه‌السلام بواحد وعشرين سنة ، لكونه في سنة ثلاث ومائتين.

ولم يشكّ أحد في روايته عن الرضا عليه‌السلام فكيف بمن تأخر عنه عليه‌السلام بما عرفت ، وذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه‌السلام وقال : بغدادي (٢) ، بل الظاهر أنه كان في عصره عليه‌السلام قابلا لكلّ شيء.

فروى الشيخ في التهذيب بإسناده عن : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، قال : بعث إليّ أبو الحسن الرضا عليه‌السلام رزم ثياب وغلمانا ، وحجّة لي ، وحجّة لأخي موسى بن عبيد ، وحجّة ليونس بن عبد الرحمن ، فأمرنا أن نحج عنه ، فكانت بيننا مائة دينار أثلاثا فيما بيننا ، فلما أردت أن أعبّئ الثياب رأيت في أضعاف الثياب طينا ، فقلت للرسول : ما هذا؟ فقال : ليس يوجّه بمتاع إلاّ جعل فيه طينا من قبر الحسين عليه‌السلام.

ثم قال الرسول : قال أبو الحسن عليه‌السلام : هو أمان بإذن الله ، وأمر عليه‌السلام بالمال بأمور : من صلة أهل بيته ،

__________________

(١) رجال الكشي ٢ : ٨١٧ / ١٠٢١.

(٢) رجال الطوسي : ٣٩٣ / ٧٦.

١٤٥

وقوم محاويج لا مئونة لهم ، وأمر بدفع ثلاثمائة دينار إلى رحيم (١)

__________________

(١) رحيم : كذا في الأصل ، ومثله في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٤ ، والاستبصار ٣ : ٢٧٩ / ٩٩٢ ، والوسائل ٢٢ : ٩٠ / ٢٨١٠١ ، وروضة المتقين ٩ : ١١٤ ، وتنقيح المقال ٢ : ١٠١ في ترجمة صفوان بن يحيى.

وما في المصدر (التهذيب) : رحم ، وهو الموافق لما في الوافي ٣ : ١٧٠ ، وملاذ الأخيار ١٣ : ٨٧ / ٣٩ ، وحاشية تنقيح المقال ٢ : ١٠١ في ترجمة صفوان بن يحيى.

كما وردت بعنوان (رخيم) بالخاء المعجمة كما في هامش نسخة الوسائل المحققة في مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ٢٢ : ٩٠ / ٢٨١٠١ ، والطبعة القديمة منه أيضا ١٥ : ٣٣٤ / ٦.

كما وردت بعنوان (رحيمة) في هامش النسخة المحققة من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٤ ، وهو الصحيح ظاهرا على ما سيأتي.

على انها لم تذكر في سائر كتب التراجم ، بل لم تذكر ضمن زوجات الامام الرضا عليه‌السلام في المصادر التي تناولت حياته الشريفة من الولادة إلى الشهادة.

الا انه يظهر من رواية الكشي في ترجمة علي بن يقطين ٢ : ٧٣٢ ذيل الحديث ٨١٩ انها كانت جارية من جواري علي بن يقطين التي اشتراها الامام الكاظم عليه‌السلام مع اثنين أو ثلاث منه لتزويج بنيه ومنهم الامام الرضا عليه‌السلام ، فكانت (رحيمة) إحداهن فزوجها منه عليه‌السلام.

قال الكشي : « انّ أبا الحسن عليه‌السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة منهم أبو الحسن الثاني فكتب الى علي بن يقطين اني قد صيرت مهورهن إليك ، ثم ذكر ان علي بن يقطين وجه الى جواريه حتى حمل حبايهن ممن باعه فوجه اليه بما فرض عليه من مهورهن ، وزاد عليه ثلاث آلاف دينار للوليمة ».

وقال الأستراباديّ في حاشيته على رجال الكشي : « اي أرسل علي بن يقطين الى جواريه ، فحمل اليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتى حباهن وحبايتهن اي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين واشتراهن هو منه ، فوجه علي بن يقطين الى أبي الحسن موسى عليه‌السلام بما فرض عليه ، وصير اليه من أمور أزواج بنيه ».

ويؤيده ما قاله الكشي في موضع آخر ٢ : ٧٣٤ / ٨٢٠ : « وزعمت رحيمة انها قالت لأبي الحسن الثاني ـ أي الرضا ـ عليه‌السلام : ادع لعلي بن يقطين ، فقال : قد كفي علي بن يقطين ».

والذي يظهر ان (رحيم) هي ليست (رحيمة) وان كلتيهما من جواري علي بن يقطين ، اما رحيمة فهي من عرفت ، واما رحيم فهي أم ولد الحسين بن علي بن يقطين وكانت امرأة حرة فاضلة على ما في مستدرك سفينة البحار ٤ : ١٤٦ وهذه لا يجوز بيعها شرعا لأن الأمة إذا ولدت

١٤٦

امرأته (١) ، وأمرني أن أطلّقها عنه ، وأمتعها بهذا المال ، وأمرني أن اشهد على طلاقها صفوان بن يحيى وآخر ، نسي محمّد بن عيسى [اسمه] (٢).

والسند وإن انتهى إليه ، لكن بعد وثاقته وعدالته لا يقدح في التمسك به للمطلوب من انّه كان في عصره عليه‌السلام قابلا لإرسال المال إليه مع كثرته ، فإنه كان للمرأة ثلاثمائة دينار ، وللحجّة مائة ، وللصلة ما لم يذكر قدره ، فكيف يكون صغيرا والإمام عليه‌السلام يستنيبه للحج عنه؟ ويرسل نفقة النائبين الآخرين إليه ، وأحدهما مثل يونس؟ ويرسل إليه صلات أهل بيته وصلات الفقراء؟ ويوكّله في طلاق زوجته؟ وفي هذه الأمور من الدلالة على علوّ شأنه وجلالة قدره ورفعة مقامه فضلا عن عدالته وثقته ما لا يخفى.

ج ـ إن محمّد بن عيسى يروي عن حنّان بن سدير كما يأتي (٣) في ذكر طريق الصدوق إليه ، وحنّان من أصحاب الصادق عليه‌السلام كما صرّح به النجاشي (٤) ، والشيخ في رجاله (٥) ، بل أدرك الباقر عليه‌السلام.

ففي التهذيب في باب المواقيت للحج : موسى بن القاسم ، عن حنّان ابن سدير ، قال : كنت أنا وأبي وأبو حمزة الثمالي وعبد الرحيم القصير وزياد

__________________

بعد الوطء لا يجوز بيعها ما دام الولد باقيا إلا في ثمنها إذا كان دينا على مولاها ولم يكن له غيرها ، ومنهم من منع البيع مطلقا لا في الثمن ولا في غيره كما في السرائر ٣ : ٢١ ، والمعروف ان علي ابن يقطين كان من اثرياء عصره ، فلم يبقى الا القول بأن زوجة الإمام هي رحيمة لا رحيم ، والله العالم.

(١) في المصدر : امرأة كانت له.

(٢) تهذيب الأحكام ٨ : ٤٠ / ١٢١.

(٣) يأتي في هذه الفائدة ، برقم : ١٠٢ ورمز (قب)

(٤) رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٨.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٥ في أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، وقد ورد في الهامش (عدّه من أصحاب الصادق عليه‌السلام في بعض النسخ) ، فلاحظ.

١٤٧

الأحلام فدخلنا على أبي جعفر عليه‌السلام (١). الخبر.

فما في الكشي : سمعت حمدويه ذكر عن أشياخه : أنّ حنّان بن سدير واقفي ، أدرك أبا عبد الله عليه‌السلام ولم يدرك أبا جعفر عليه‌السلام (٢) فالمراد بأبي جعفر هو الجواد عليه‌السلام لا الباقر عليه‌السلام كما صرّح به المجلسي (٣) ، بل في الكافي في باب ميراث ذوي الأرحام مع الموالي : روى الفضل بن شاذان ، قال : روى حنّان ، قال : كنت جالسا عند سويد بن غفلة (٤) ، ومثله في التهذيب في باب ميراث الموالي مع ذوي الأرحام (٥) ، وسويد مات سنة ٨٠ في عهد الحجاج (٦).

د ـ إنّ محمّد بن عيسى يروي عن السكوني المعروف كما في الكافي في باب ترتيل القران (٧) ، وفي التهذيب في باب تلقين المحتضرين من أبواب الزيادات (٨) ، ولم يذكر السكوني أحد في غير أصحاب الصادق عليه‌السلام (٩) فلاحظ.

وأمّا الثاني (١٠) : فلأن وفاة يونس كانت بعد وفاة مولانا الرضا (عليه

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥ : ٥٢ / ١٥٨ ، وفي معجم رجال الحديث ٧ : ٢٩٨ / ٤٧٥٧ ملاحظة قيمة حول الخبر نفسه جديرة بالوقوف عليها ، فراجع.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٣٠ / ١٠٤٩.

(٣) روضة المتقين ١٤ : ١٠٩.

(٤) لم يرد فيه ، انظر الكافي ٧ : ١٣٥ ، بل ورد في الفقيه ٤ : ٢٢٤ / ٧١٢ هكذا : وروي عن حنان ، والاستبصار ٤ : ١٧٣ / ٦٥٤ ، وكذلك وسائل الشيعة ١٧ : ٥٤٠ / ١١.

(٥) تهذيب الأحكام ٩ : ٣٣١ / ١١٩٢.

(٦) وقيل غير ذلك كما في تنقيح المقال ٢ : ٧٢ ، فراجع.

(٧) أصول الكافي ٢ : ٤٥٠ / ١٠.

(٨) تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٢ / ١٥١٠.

(٩) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٢.

(١٠) كون الأول هو وهن نسبة الصغر اليه حين الأخذ عن ابن محبوب.

١٤٨

السّلام) بخمس سنين ، فمن يروي عن الرضا عليه‌السلام ويعدّ من أصحابه كيف يكون غير قابل للرواية عن يونس لصغره ، مضافا إلى الخبر السابق ، ومشاركته معه في النيابة للحج ، بل في أصحاب الهادي عليه‌السلام من رجال الشيخ : محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني يونسي (١) ، وهو شاهد في شدّة اختصاصه به ، المحتاج إلى ملازمته إيّاه مدّة ، ولا يتحقق ذلك في أيام الصغر.

هذا وروى الكشي : عن سعد بن جناح الكشي ، قال : سمعت محمّد ابن إبراهيم الورّاق السمرقندي يقول : خرجت إلى الحج ، فأردت أن أمرّ على رجل من أصحابنا ـ معروف بالصدق والصلاح والورع والخير ـ يقال له : بورق البوشنجاني (٢) ، ـ قرية من قرى هراة ـ وأزوره وأحدث به عهدي ، قال : فأتيته ، فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه‌الله فقال بورق : كان الفضل به بطن ، شديد العلّة ، ويختلف في الليل مائة مرّة إلى مائة وخمسين مرّة.

فقال بورق : خرجت حاجّا فأتيت محمّد بن عيسى العبيدي ورأيته شيخا فاضلا ، في أنفه عوج (٣) ، وهو القنا (٤) ، ومعه عدّة ، فرأيتهم مغتمين محزونين ، فقلت لهم : ما لكم؟ فقالوا : إن أبا محمّد عليه‌السلام قد حبس ، فقال بورق : فحججت ورجعت ، ثم أتيت محمّد بن عيسى ، ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به ، فقلت : ما الخبر؟ فقال : قد خلّي عنه (٥) ، الخبر.

وعن جعفر بن معروف ، قال : صرت إلى محمّد بن عيسى لأكتب عنه ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٢٢ / ١٠ ، وفيه : ابن يونس ضعيف.

(٢) معرب بوشنك « منه قدس‌سره ».

(٣) نسخة بدل : اعوجاج « منه قدس‌سره ».

(٤) القنا : احديداب في الأنف ، يقال : رجل أقنى الأنف ، انظر الصحاح ٦ : ٢٤٦٩. مادة : قنا.

(٥) رجال الكشي ٢ : ٨١٧ / ١٠٢٣.

١٤٩

فرأيته يتقلنس (١) بالسواد ، فخرجت من عنده ولم أعد إليه ، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت ، وعلمت أنّي قد غلطت (٢).

هذا خلاصة ما يتعلق بالعبيدي ، ومن أراد الوقوف على كلمات القوم واختلافهم فيه الراجع إلى ما ذكرنا مدحا وقدحا فعليه بتكملة الرجال للعالم الجليل الشيخ عبد النبيّ الكاظمي ، وبرسالة السيد الأجل الناقد السيد محمّد باقر (٣) قدس‌سره فيه.

وأمّا إسماعيل بن جابر : فهو ثقة ، من أرباب الأصول التي يرويها عنه صفوان (٤) ، ويروي عنه أيضا محمّد بن سنان (٥) ، وعلي بن النعمان (٦) ، وعثمان ابن عيسى (٧) ، وحمّاد بن عثمان (٨) ، وعبد الله بن المغيرة (٩) ، وعبد الله بن مسكان (١٠) ، والحسين بن عثمان (١١) ، وموسى بن القاسم (١٢) ، وابن أبي عمير (١٣) ، وجعفر بن بشير (١٤) ، ومعاوية بن وهب (١٥) ، وإسحاق بن عمّار (١٦) ، وغيرهم من

__________________

(١) في الأصل : يتعيش ، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨١٧ / ١٠٢٢.

(٣) انظر تكملة الرجال ٢ : ٤٥٢ ، وكذلك الرسائل المعروفة لحجة الإسلام الشفتي.

(٤) رجال الشيخ : ١٠٥ / ١٨.

(٥) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٧٦ / ١٩١١.

(٦) أصول الكافي ١ : ٥٠ / ٩.

(٧) أصول الكافي ١ : ١٢١ / ٧.

(٨) تهذيب الأحكام ٢ : ١٢٦ / ٤٧٩.

(٩) تهذيب الأحكام ٢ : ١٥٣ / ٦٠٢.

(١٠) تهذيب الأحكام ٥ : ٢١ / ٦١.

(١١) تهذيب الأحكام ٣ : ٢١٩ / ٥٤٤.

(١٢) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٧ / ١٤٢.

(١٣) الكافي ٤ : ٥٤٥ / ٢٦.

(١٤) تهذيب الأحكام ١ : ٢٥٥ / ٧٣٩.

(١٥) الكافي ٦ : ١٢٨ / ٥.

(١٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥٠ / ٩٩٣.

١٥٠

الأجلاّء.

[٣٢] لب ـ وإلى إسماعيل الجعفي : محمّد بن علي ماجيلويه (١) ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد ابن سنان وصفوان بن يحيى ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي (٢).

ومحمّد بن علي من مشايخ إجازة الصدوق ، الذي أكثر من الرواية عنه في المشيخة ، والخصال (٣) ، والأمالي (٤) ، والعيون (٥) ، والتوحيد (٦) ، مترحّما

__________________

(١) الملقبون بـ (ماجيلويه) خمسة من المشايخ وهم :

أ ـ أبو عبد الله محمّد بن أبي القاسم عبيد الله الملقب (بندار) صهر احمد بن محمد بن خالد البرقي على بنته ، وولده علي منها.

ب ـ ولد محمد بن أبي القاسم المذكور ، وهو علي بن محمد بن أبي القاسم.

ج ـ حفيد محمد بن أبي القاسم وهو : محمد بن علي بن محمد بن أبي القاسم ، روى عن أبيه ، عن جده ، وهو من مشايخ الصدوق.

د ـ ابن أخي محمد بن أبي القاسم وهو : محمد بن علي بن أبي القاسم ، روى عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن البرقي ، وهو من مشايخ الصدوق ، روى عنه في الطريق ، المذكور وغيره.

هـ ـ يحيى بن محمد بن علي ، وهو من مشايخ الصدوق أيضا ، وقد استظهر الشيخ آغا بزرك ان والد يحيى هو ابن أخي محمد بن أبي القاسم لا حفيده.

هذا ولم يتعرض شيخنا النوري في هذه الخاتمة إلى يحيى بن محمد بن علي مع استقصائه لمشايخ الصدوق ، ولم يشر لروايته عن يحيى المذكور ، ولعله لقلة رواية الصدوق عنه أو أنّه من غلط نسخة (الأمالي) التي أشار لها الطهراني (المجلس الحادي والثمانين) في إثبات رواية الصدوق عنه. ولم نجدها فيه.

انظر : طبقات اعلام الشيعة ـ القرن الرابع : ٢٢٥.

(٢) الفقيه ٤ : ٦٢ ، من المشيخة.

(٣) الخصال : ٥ / ١٤ و ٨ / ٢٤.

(٤) الأمالي : ٣١ / ٣ و ١٠٣ / ١.

(٥) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٥٦ / ٢٤ و ٩٣ / ١٣.

(٦) التوحيد : ٤٨ / ١٢ و ١٠١ / ١١.

١٥١

مترضيا في جميع المواضع.

وصحّح العلامة طريق الفقيه إلى : منصور بن حازم (١) ، ومعاوية بن وهب (٢) ، وفيهما محمّد بن علي ، ووثقه الآميرزا محمّد في باب الألقاب من كتابه تلخيص الرجال (٣).

وعمّه محمّد من أجلاّء الثقات ، كأحمد البرقي.

وأمّا أبوه محمّد فهو ثقة على ما صرّح به الشيخ في رجاله (٤) ، والعلامة في الخلاصة (٥) ، وصحح طرق الصدوق إلى جماعة هو فيها ، كطريقه إلى إسماعيل ابن رباح (٦) ، وإلى الحارث بن المغيرة النضري (٧) ، وإلى حفص بن غياث (٨) ، وإلى حكم بن حكيم (٩).

ويروي عنه أجلاّء المشايخ وعيون الطائفة ، كالفقيه محمّد بن أحمد بن خاقان النهدي (١٠) ، ومحمّد بن الحسن الصفار (١١) ، وإبراهيم بن هاشم (١٢) ، وجميل بن درّاج ، أو جميل بن صالح كما في التهذيب في باب الزيادات في فقه النكاح (١٣).

__________________

(١) رجال العلامة : ٢٧٧ ، الفقيه ٤ : ٢٢ ، من المشيخة.

(٢) رجال العلامة : ٢٧٨ ، الفقيه ٤ : ٣١ ، من المشيخة.

(٣) تلخيص الرجال : غير متوفر لدينا.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٤.

(٥) رجال العلامة : ١٣٩ / ١٤.

(٦) رجال العلامة : ٢٧٨ ، الفقيه ٤ : ٣٤ ، من المشيخة.

(٧) رجال العلامة : ٢٧٨ ، الفقيه ٤ : ٥١ ، من المشيخة.

(٨) رجال العلامة : لم نعثر عليه فيه ، الفقيه ٤ : ٧٢ ، من المشيخة.

(٩) رجال العلامة : ٢٧٧ ، الفقيه ٤ : ١٣ ، من المشيخة.

(١٠) الكافي ٥ : ١٩٨ / ٥.

(١١) الفقيه ٤ : ٦٨ ، من المشيخة.

(١٢) تهذيب الأحكام ٣ : ٢١١ / ٥١٤.

(١٣) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٥٤ / ١٨١٨.

١٥٢

ومحمّد بن علي بن محبوب (١) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى (٢) ، وإبراهيم ابن إسحاق الأحمري النهاوندي (٣) ، والسندي بن الربيع (٤) ، الذي يروي عنه صفوان (٥) ، ومحمّد بن عبد الجبار (٦) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى (٧) ، والثقة الثبت الحسن بن علي بن النعمان (٨) ، وغيرهم.

ويروي عن جعفر بن بشير (٩) الذي قالوا فيه : روى عنه الثقات (١٠).

وقول النجاشي : وكان محمّد ضعيفا في الحديث ، وكان أديبا حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب (١١) ، لا يدلّ على ضعفه في نفسه ، ولذا قدّم العلامة (١٢) وجملة من المحققين توثيق الشيخ (١٣) عليه ، مع بنائهم على تقديم قول الجارح خصوصا إذا كان مثل النجاشي الضابط.

وفي تكملة الكاظمي : والمشهور بين الفقهاء العمل بروايته كما اعتمده العلامة ، وحيث كان الجارح له هو النجاشي وهو أسطوانة أهل هذا الفن ، ولا مجال لردّ كلامه ، أخذوا في تأويل كلامه (١٤).

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٧ : ٢٨٨ / ١٢١١.

(٢) تهذيب الأحكام ٧ : ٣٢٢ / ١٣٢٦.

(٣) تهذيب الأحكام ١ : ٣٧٦ / ١١٦٠ والاستبصار ١ : ٤٦٦ / ١٨٠٣.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ١٤٤ / ٢٤٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٧ / ١٩٦.

(٦) أصول الكافي ١ : ١٤٩ / ٥.

(٧) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٠٢ / ١٣٩٩.

(٨) الاستبصار ٢ : ٣٣٤ / ١١٩١.

(٩) تهذيب الأحكام ٥ : ٤٤٢ / ١٥٣٦.

(١٠) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

(١١) رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٨.

(١٢) رجال العلامة : ١٣٩ / ١٤.

(١٣) رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٤.

(١٤) تكملة الرجال ٢ : ٣٨٩.

١٥٣

وأطال الكلام في نقل كلماتهم ، وحاصل ما ارتضاه أن المراد : أنه يروي عن الضعفاء ، وهو كلام متين.

وأمّا إسماعيل : فهو الفقيه الذي قالوا فيه : كان وجها في أصحابنا هو وأبوه وعمومته ، وأنه أوجههم (١).

ويروي عنه : جميل بن دراج (٢) كثيرا ، وحمّاد بن عثمان (٣) ، وأبان بن عثمان (٤) ، وصفوان بن يحيى (٥) ـ وهؤلاء من أصحاب الإجماع ، وروايتهم أو رواية الأخير من أمارات الوثاقة ـ ومحمّد بن سنان (٦) ، والثقة الجليل محمّد بن سماعة (٧).

[٣٣] لج ـ وإلى إسماعيل بن رباح : محمّد بن علي ماجيلويه ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عنه (٨).

والسند صحيح مرّ ذكر رجاله سوى عليّ ، وهو أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي القاسم عبد الله أو عبيد الله الملقب ببندار بن عمران الجنابي البرقي ، ابن بنت أحمد بن أبي عبد الله البرقي من مشايخ ثقة الإسلام ، المذكور في بعض

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨١.

(٢) الاستبصار ٤ : ١٤٢ / ٥٣٠ و ١٥٧ / ٥٩١.

(٣) الاستبصار ٤ : ١٥٧ / ٥٩١.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠ : ٣٠ / ٩٧.

(٥) الفقيه ٤ : ٦٢ ، من المشيخة.

(٦) الفقيه ٤ : ٦٢ ، من المشيخة.

(٧) كذا في الأصل ، وأشار في تنقيح المقال ١ : ١٣٧ / ٨٣٩ ـ نقلا عن جامع الرواة ـ لرواية محمد ابن سماعة عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، وفي جامع الرواة ١ : ٩٨ وصف رواياته عنه ـ في التهذيب ـ بالكثرة!.

ولم نظفر بواحدة منها لا في التهذيب ولا في غيره ، وما تيسر من كتب الرجال لم تذكر ذلك ، والظاهر تفرد المصدرين المذكورين بذلك ، فلاحظ.

(٨) الفقيه ٤ : ٣٤ ، من المشيخة.

١٥٤

عدده ، الذي يعبّر عنه في أوّل السند تارة : بعلي بن محمّد (١) ، وأخرى : بعلي ابن محمّد بن عبد الله (٢) ، وثالثة : بعلي بن محمّد بن بندار (٣).

وقال في حقّه النجاشي : ثقة فاضل فقيه أديب ، رأى أحمد بن محمّد البرقي وتأدّب عليه ، وهو ابن ابنته (٤) ، وصحّح العلامة طريق الفقيه إلى الحارث بن المغيرة وهو فيه (٥).

وأمّا إسماعيل : فلم يذكر حاله ، إلاّ أنّه يروي عنه ابن أبي عمير كما هنا ، وفي التهذيب في باب زيارة البيت (٦) ، وفي باب أوقات الصلوات (٧) ، وفي باب تفصيل ما تقدم ذكره في الصلاة (٨) ، ولا يروي إلاّ عن ثقة.

[٣٤] لد ـ وإلى إسماعيل بن عيسى : محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه.

كذا في الوسائل (٩) ، وشرح المشيخة (١٠) ، وجامع الرواة (١١) ، وبعض نسخ الفقيه (١٢).

وفي عدّة الكاظمي : وفي كثير من النسخ : عن علي بن إبراهيم ،

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ١٠ / ٢.

(٢) أصول الكافي ١ : ٩ / ٨.

(٣) أصول الكافي ٣ : ٢٣ / ٧.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦١ / ٦٨٣.

(٥) رجال العلامة : ٢٧٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٥ : ٢٥٣ / ٨٥٨.

(٧) تهذيب الأحكام ٢ : ٣٥ / ١١٠.

(٨) تهذيب الأحكام ٢ : ١٤١ / ٥٥٠.

(٩) وسائل الشيعة ١٩ : ٣٢٩ / ٣٣.

(١٠) روضة المتقين ١٤ / ٥٦.

(١١) جامع الرواة ١ : ١٠٠.

(١٢) الفقيه ٤ : ٤٢ ، من المشيخة.

١٥٥

عنه (١).

وإسماعيل غير مذكور ، ويشير إلى مدحه ـ مضافا إلى عدّ الصدوق كتابه من الكتب المعتبرة وذكر الطريق إليه ـ ما في التهذيب في باب الزيادات في الحدود (٢) ، وفي الكافي في كتاب الحدود : عن أحمد بن محمّد بن في مسائل إسماعيل ابن عيسى عن الأخير عليه‌السلام (٣) ، في مملوك يعصي صاحبه أيحل ضربه أم لا؟ فقال عليه‌السلام : لا يحل أن يضربه ، إن وافقك فأمسكه ، وإلاّ فخلّ عنه (٤).

والظاهر أن المراد ابن عيسى ، فإنه يروي عن أبيه سعد عنه ، كما في التهذيب في باب الكفارة في اعتماد إفطار يوم شهر رمضان (٥) ، وفي الاستبصار في باب ما تجوز شهادة النساء فيه (٦) ، وفي باب أن الثّيب وليّ نفسها (٧) ، وفيه مدح ظاهر.

وفي الخبر كما في التعليقة إشارة إلى معروفيته وكونه معتمدا وصاحب مسائل معروفة معهودة (٨).

[٣٥] له ـ وإلى إسماعيل بن الفضل : جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، عن الفضل بن إسماعيل بن الفضل ، عن

__________________

(١) عدة الكاظمي ٢ : ١٠٠.

(٢) تهذيب الأحكام ١٠ : ١٥٤ / ٦١٩.

(٣) أي : الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام.

(٤) الكافي ٧ : ٢٦١ / ٥.

(٥) تهذيب الأحكام ٤ : ٢١٠ / ٦١٠.

(٦) الاستبصار ٣ : ٢٥ / ٧٩.

(٧) الاستبصار ٣ : ٢٣٤ / ٨٤٣.

(٨) تعليق البهبهاني : ١٣١.

١٥٦

أبيه إسماعيل بن الفضل الهاشمي (١).

وأمّا جعفر : فهو من مشايخ الصدوق ، الذي قد أكثر من الرواية عنه مترحما مترضيا (٢).

والحسين : من أجلاّء مشايخ ثقة الإسلام ، وجدّه عامر بن محمّد بن عمران الأشعري ، وصرّح في باب المستأكل بعلمه ومواضع أخر باسم جدّه عامر (٣) ، وفي باب النوادر بعده : بكونه أشعريا (٤) ، ويذكر تارة باسم جدّه عمران فيقال : الحسين بن محمّد بن عمران (٥) ، ثقة لا مغمز فيه.

وعمّه عبد الله : من الثقات المعروفين ، وأجلاّء مشايخ أصحابنا الأشعريين (٦).

وعبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم البجلي : ممّن وثقه النجاشي مرتين (٧).

والمفضل (٨) : غير مذكور ، ولكن وجود ابن أبي عمير في السند يكفي في الحكم بصحته على ما هو المختار.

وإسماعيل : ثقة ، جليل القدر ، وهو ابن الفضل بن يعقوب بن فضل ابن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٠١ ، من المشيخة.

(٢) أمالي الصدوق : ١٥ / ٢.

(٣) أصول الكافي ١ : ٣٧ / ٢.

(٤) أصول الكافي ١ : ٣٩ / ٧.

(٥) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٦.

(٦) رجال النجاشي : ٢٨٨ / ٥٧٠ ، ورجال العلامة : ١١١ / ٤٢.

(٧) رجال النجاشي : ٢٣٦ / ٦٢٣.

(٨) كذا في الأصل ولعله من اشتباه الناسخ ، والصحيح هو : والفضل ، وهو ابن إسماعيل المتقدم في الطريق آنفا ، فلاحظ.

١٥٧

 [٣٦] لو ـ وإلى إسماعيل بن الفضل : في ذكر الحقوق عن علي بن الحسين سيّد العابدين (عليهما السّلام) : علي بن أحمد بن موسى رضي‌الله‌عنه عن محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن عبد الله بن أحمد ، عن إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : (١) وفي بعض النسخ عبيد الله بن أحمد.

وحال علي بن أحمد كحال إخوانه من مشايخ الصدوق (٢).

ومحمّد بن جعفر : من وكلاء الصاحب عليه‌السلام ومن الذين رأوه ووقفوا على معجزته كما صرّح به الصدوق في كمال الدين (٣) ، وفي النجاشي : ثقة صحيح الحديث (٤) ، وهو من مشايخ ثقة الإسلام ، وما قيل فيه غير قابل للجرح ولا للمعارضة.

وصرّح النجاشي بأن البرمكي كان ثقة مستقيما (٥) ، فلا يصغى إلى تضعيف ابن الغضائري تبعا (٦) للعلامة (٧) ومن تبعه من المحققين.

__________________

(١) الفقيه ٤ : ١٢٥ ، من المشيخة.

(٢) قوله ـ رحمه‌الله ـ : وحال علي. الى آخره ، هو اشعار فيه بالبناء على توثيقه اعتمادا على أمارات التوثيق عنده التي سبق وان بينها فيمن لم ينص على توثيقه ، كرواية أجلاء المشايخ والثقات عنه ، أو لكونه من مشايخ الإجازة ، أو لاكثار الصدوق قدس‌سره من الترضي والترحم عليه. وغيرها.

واعلم ان بعض هذه الامارات لا تدل على التوثيق ـ ما لم ينص عليه ـ عند بعض المتأخرين من علماء الإمامية لا سيما المحققين منهم.

انظر معجم رجال الحديث ١ : ٥٥ وما بعدها.

(٣) كمال الدين ٢ : ٤٤٢ / ١٦.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠.

(٥) رجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٥.

(٦) أي لا يصغى تبعا « منه قدس‌سره ».

(٧) رجال العلامة : ١٥٤ / ٨٩.

١٥٨

وأمّا عبد الله : فقد صرّح في شرح المشيخة أنه ابن نهيك الثقة الصدوق المعروف (١).

فالسند صحيح ، وللنجاشي (٢) أيضا إلى كتاب أبي حمزة ـ وهو المشتمل على الحديث المذكور ـ طريق صحيح ذكرناه في أبواب جهاد النفس (٣).

[٣٧] لز ـ وإلى إسماعيل بن مسلم السكوني (٤) : أبوه ومحمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عنه (٥).

أمّا النوفلي : فقال النجاشي : كان شاعرا أديبا ، وسكن الري ومات بها ، وقال قوم من القميين : أنه غلا في آخر عمره والله أعلم ، وما رأينا له رواية تدلّ على هذا (٦) ،. إلى آخره ، وذكر الشيخ في الفهرست كتابا له ، وذكر الطريق إليه من غير إشارة إلى غلوّه (٧).

وقال فخر المحققين في الإيضاح : احتج الشيخ بما رواه عن السكوني في الموثق عن الصادق عليه‌السلام قال : السحت : ثمن الميتة (٨). إلى آخره ، والسند في الكافي (٩) ، والشيخ في التهذيب عنه هكذا : علي بن

__________________

(١) روضة المتقين ١٤ : ٣٨٨.

(٢) رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٦.

(٣) انظر مستدرك الوسائل ١١ : ٦٩.

(٤) هو إسماعيل بن أبي زياد يعرف بالسكوني الشّعيري ، واسم أبي زياد : مسلم ، فهرست الشيخ : ١٣ / ٣٨.

(٥) الفقيه ٤ : ٥٥ ، من المشيخة.

(٦) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٧.

(٧) فهرست الشيخ : ٥٩ / ٢٢٤.

(٨) إيضاح الفوائد ١ : ٤٠٣.

(٩) الكافي ٥ : ١٢٦ / ٢.

١٥٩

إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي عن السكوني (١) ، وفيه شهادة بتوثيق السكوني والنوفلي وإبراهيم بن هاشم ، وصرّح بذلك العلامة الطباطبائي ، قال : وتبعه على ذلك ابن أبي جمهور في درر اللآلي (٢).

ويروي عنه من الأجلاّء : إبراهيم بن هاشم (٣) ، والعباس بن معروف (٤) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى (٥) ، والثقة الجليل الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة (٦) ، ومحمّد بن أبي القاسم (٧) الثقة ، والد عليّ بن محمّد ماجيلويه ، وأحمد بن محمّد البرقي (٨) ، وأبوه (٩) ، وعلي بن إبراهيم القمي (١٠) ، والثقة الصدوق محمّد بن أحمد بن أبي قتادة عليّ (١١).

ومن جميع ذلك ربّما يورث الظن بوثاقته ، مضافا إلى ما يأتي في السكوني ، مع أن الغلوّ في آخر العمر لو سلّم غير مضرّ بأحاديثه كما نصّ عليه الأستاذ الأكبر (١٢).

وأمّا السكوني : فخبره إمّا صحيح أو موثق ، وما اشتهر من ضعفه فهو كما صرّح به بحر العلوم وغيره : من المشهورات التي لا أصل لها (١٣) ، فإنا لم نجد

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٦٨ / ١٨٢.

(٢) رجال السيد بحر العلوم ٢ : ١٢٤.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٧ ، تهذيب الأحكام ١٠ : ٢٩٠ / ١١٢٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٧ : ٤٧٣ / ١٨٩٩.

(٥) تهذيب الأحكام ١ : ٣١١ / ٩٠١.

(٦) تهذيب الأحكام ١ : ١٨٦ / ٥٣٧.

(٧) الكافي ٣ : ١٩٣ / ٤.

(٨) أصول الكافي ٢ : ٤٨٤ / ١.

(٩) تهذيب الأحكام ٧ : ٥٣ / ٢٣٠.

(١٠) تهذيب الأحكام ١٠ : ٢٩٣ / ١١٣٩.

(١١) تهذيب الأحكام ١ : ٣٣٨ / ٩٨٩.

(١٢) تعليقة البهبهاني : ١١٨.

(١٣) رجال السيد بحر العلوم ٢ : ١٢٥.

١٦٠