المراجعات

السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي

المراجعات

المؤلف:

السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي


المحقق: حسين الراضي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الدار الإسلاميّة
الطبعة: ٣
الصفحات: ٧٩٣

من كتب الاصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت واقدمها ، وهو من الاصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها. اهـ. (٩٨٨) :

وقد تصدى أصحابنا لذكر من ألف من أهل تلك الطبقة من سلفهم الصالح ، فليراجع فهارسهم وتراجم رجالهم من شاء (٩٨٩).

٣ ـ وأما مؤلفو سلفنا الصالح من أهل الطبقة الثانية ـ طبقة التابعين ـ فإن مراجعاتنا هذه لتضيق عن بيانهم. والمرجع في معرفتهم ومعرفة مصنفاتهم وأسانيدها إليهم على التفصيل إنما هو فهارس علمائنا ومؤلفاتهم في تراجم الرجال (١) (٩٩٠).

__________________

(١) كفهرست النجاشي ، وكتاب منتهى المقال في أحوال الرجال للشيخ أبي علي ، وكتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال للميرزا محمد ، وغيرها من مؤلفات في هذا الفن وهي كثيرة (منه قدس).

____________________________________

(٩٨٨) ٩ ـ سليم بن قيس الهلالي له كتاب ، وقد طبع في النجف ، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص ٢٨٢ ط العراق.

(٩٨٩) راجع : رجال النجاشي ص ٢ ـ ٧ ، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص ٢٧٨ ـ ٢٩١ ، مؤلفوا الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ط النعمان.

(٩٩٠) راجع : رجال النجاشي ط في بمبي وإيران ، الفهرست للشيخ الطوسي ط في النجف وكلكتة، معالم العلماء لابن شهر آشوب ط في النجف وغيرها ، الفهرست لمنتجب الدين في ج ١٠٥ من البحار ط جديد ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة خرج منها (٢٥) مجلدا ط في النجف وإيران ، وغيرها من كتب الفهارس والتراجم.

٧٢١

سطع ـ أيام تلك الطبقة ـ نور أهل البيت ، وكان قبلها محجوبا بسحائب ظلم الظالمين ، لان فاجعة الطف فضحت أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأسقطتهم من أنظار أولي الالباب ، ولفتت وجوه الباحثين إلى مصائب أهل البيت ، منذ فقدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واضطرت الناس بقوارعها الفادحة إلى البحث عن أساسها ، وحملتهم على التنقيب عن أسبابها ، فعرفوا جذرتها وبذرتها ، وبذلك نهض أولوا الحمية من المسلمين إلى حفظ مقام أهل البيت والانتصار لهم ، لان الطبيعة البشرية تنتصر بجبلتها للمظلوم ، وتنفر من الظالم ، وكأن المسلمين بعد تلك الفاجعة دخلوا في دور جديد ، فاندفعوا إلى موالاة الامام علي بن الحسين زين العابدين ، وانقطعوا إليه في فروع الدين وأصوله ، وفي كل ما يؤخذ من الكتاب والسنة من سائر الفنون الاسلامية ، وفزعوا من بعده إلى إبنه الامام أبي جعفر الباقر (ع) ، وكان أصحاب هذين الامامين « العابدين الباقرين » من سلف الامامية ألوفا مؤلفة لا يمكن إحصاؤهم ، لكن الذين دونت أسماؤهم وأحوالهم في كتب التراجم من حملة العلم عنهما يقاربون أربعة آلاف بطل ، ومصنفاتهم تقارب عشرة آلاف كتاب أو تزيد ، رواها أصحابنا في كل خلف عنهم بالاسانيد الصحيحة ، وفاز جماعة من أعلام أولئك الابطال بخدمتهما وخدمة بقيتهما الامام الصادق عليهم‌السلام ، وكان الحظ الاوفر لجماعة منهم فازوا بالقدح المعلى علما وعملا.

فمنهم أبوسعيد أبان بن تغلب بن رباح الجريري القارئ الفقيه المحدث المفسر الاصولي اللغوي المشهور ، كان من أوثق الناس ، لقي الائمة الثلاثة فروى عنهم علوما جمة ، وأحاديث كثيرة، وحسبك انه روى عن الصادق

٧٢٢

خاصة ثلاثين ألف حديث (١) (٩٩١) ، كما أخرجه الميرزا محمد في ترجمة أبان من كتاب منتهى المقال بالاسناد إلى أبان بن عثمان عن الصادق عليه‌السلام ، وكان له عندهم حظوة وقدم ، قال له الباقر عليه‌السلام ـ وهما في المدينة الطيبة ـ : « اجلس في المسجد وافت الناس ، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك » (٩٩٢) ، وقال له الصادق عليه‌السلام : « ناظر أهل المدينة ، فاني أحب أن يكون مثلك من رواتي ورجالي » (٩٩٣). وكان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الخلق ، وأخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال الصادق (ع) لسليم ابن ابي حبة : « ائت أبان بن تغلب فإنه سمع مني حديثا كثيرا ، فما روى لك فاروه عني » (٩٩٤) ، وقال عليه‌السلام لابان بن عثمان : « ان أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عني » (٩٩٥). وكان إذا دخل أبان على الصادق يعانقه ويصافحه ، ويأمر بوسادة تثنى له ،

__________________

(١) نص على ذلك أئمة الفن كالشيخ البهائي في وجيزته ، وغير واحد من أعلام الامة. (منه قدس).

____________________________________

أبان بن تغلب

(٩٩١) رجال النجاشي ص ٩.

(٩٩٢) رجال النجاشي ص ٧ ، الفهرست للشيخ الطوسي ص ٤١ ط ٢.

(٩٩٣) رجال النجاشي.

(٩٩٤) رجال النجاشي ص ١٠ ، اختيار معرفة الرجال المعروف ب ـ (رجال الكشي) ص ٣٣١ ح ٦٠٤.

(٩٩٥) رجال النجاشي ص ٩.

٧٢٣

ويقبل عليه بكله (٩٩٦). ولما نعي إليه قال عليه‌السلام : « أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان » (٩٩٧) ، وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين ومائة (٩٩٨). ولابان روايات عن أنس بن مالك والاعمش ، ومحمد بن المنكدر ، وسماك بن حرب ، وإبراهيم النخعي ، وفضيل بن عمرو ، والحكم ، وقد احتج به مسلم وأصحاب السنن الاربعة كما بيناه إذ أوردناه ـ في المراجعة ١٦ ـ (٩٩٩). ولا يضره عدم احتجاج البخاري به ، فإن له اسوة بأئمة أهل البيت ، الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد التقي ، والحسن العسكري الزكي ، إذ لم يحتج بهم ، بل لم يحتج بالسبط الاكبر سيد شباب أهل الجنة ، نعم احتج بمروان بن الحكم ، وعمران بن حطان ، وعكرمة البربي ، وغيرهم من أمثالهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون (١٠٠٠).

ولابان مصنفات ممتعة ، منها كتاب تفسير غريب القرآن ، أكثر فيه من شعر العرب شواهد على ما جاء في الكتاب الحكيم (١٠٠١) ، وقد جاء فيما بعد ، عبدالرحمن بن محمد الازدي الكوفي ، فجمع من كتاب أبان ، ومحمد بن

____________________________________

(٩٩٦) رجال النجاشي ص ٨.

(٩٩٧) رجال النجاشي ص ٧ ، الفهرست للشيخ الطوسي ص ٤١ ط ٢ بالحيدرية ، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٣٣٠ ح ٦٠١.

(٩٩٨) رجال النجاشي ص ١٠ ، الفهرست للطوسي ص ٤٢.

(٩٩٩) تقدم تحت رقم (١٤٢) فراجع.

(١٠٠٠) راجع : كتاب العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل للسيد محمد بن عقيل ص ٥٨ ط بيروت.

(١٠٠١) الفهرست للشيخ الطوسي ص ٤١.

٧٢٤

السائب الكلبي ، وابن روق عطية بن الحارث ، فجعله كتابا واحدا بين ما اختلفوا فيه ، وما اتفقوا عليه ، فتارة يجيء كتاب أبان مفردا ، وتراة يجيء مشتركا على ما عمله عبدالرحمن ، وقد روى أصحابنا كلا من الكتابين بالأسانيد المعتبرة ، والطرق المختلفة ، ولابان كتاب الفضائل ، وكتاب صفين ، وله أصل من الاصول التي تعتمد عليها الامامية في أحكامها الشرعية ، وقد روت جميع كتبه بالاسناد إليه ، والتفصيل في كتب الرجال (١٠٠٢).

ومنهم أبوحمزة الثمالي ثابت بن دينار (١٠٠٣) ، كان من ثقات سلفنا الصالح وأعلامهم ، أخذ العلم عن الائمة الثلاثة ـ الصادق والباقر وزين العابدين عليهم‌السلام ـ وكان منقطعا إليهم ، مقربا عندهم ، أثنى عليه الصادق ، فقال عليه‌السلام : « أبوحمزة في زمانه مثل سلمان الفارسي في زمانه » (١٠٠٤). وعن الرضا عليه‌السلام : « أبوحمزة في زمانه كلقمان في زمانه » (١٠٠٥) له كتاب تفسير القرآن ، رأيت الامام الطبرسي ينقل عنه في

____________________________________

(١٠٠٢) راجع : رجال النجاشي ص ٨ ، الفهرست للشيخ الطوسي ص ٤١ ط ٢.

أبوحمزة الثمالي

(١٠٠٣) له ترجمة في : رجال النجاشي ص ٨٣ ، الفهرست للطوسي ص ٦٦ ط ٢ وغيرهما من الكتب.

(١٠٠٤) رجال النجاشي ص ٨٣.

(١٠٠٥) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٢٠٣ ح ٣٥٧.

٧٢٥

تفسيره ـ مجمع البيان (١) ـ وله كتاب النوادر ، وكتاب الزهد ، ورسالة الحقوق (٢) (١٠٠٦) ، رواها عن الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع) ، وروى عنه دعاء‌ه في السحر ، وهو أسنى من الشمس والقمر ؛ وله رواية عن أنس ، والشعبي ، وروى عنه وكيع ، وأبونعيم ، وجماعة من أهل تلك الطبقة من أصحابنا وغيرهم ، كما بيناه في أحواله ـ في المراجعة ١٦ ـ (١٠٠٧).

وهناك أبطال لم يدركوا الامام زين العابدين ، وإنما فازوا بخدمة الباقرين الصادقين عليهما السلام.

فمنهم أبوالقاسم بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير ليث ابن مراد البختري المرادي ، وأبو الحسن زرارة بن أعين ، وأبو جعفر محمد بن

__________________

(١) راجع من مجمع البيان تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) من سورة الشورى تجده ينقل عن تفسير أبي حمزة (منه قدس).

(٢) وقد روى أصحابنا كتب أبي حمزة كلها بأسانيدهم إليه ، والتفصيل في كتب الرجال ، واختصر سيدنا الحجة السيد صدر الدين الصدر الموسوي رسالة الحقوق ، وطبعها كرسالة مختصرة ليحفظها نش‌ء المسلمين ، وقد أجاد إلى الغاية متع الله المسلمين بجميل رعايته ، وجليل عنايته (منه قدس).

____________________________________

(١٠٠٦) راجع : رجال النجاشي ص ٨٣ ـ ٨٤ ، الفهرست للطوسي ص ٦٦.

(١٠٠٧) تقدم تحت رقم (١٦١) فراجع.

٧٢٦

مسلم بن رباح الكوفي الطائفي الثقفي ، وجماعة من أعلام الهدى ومصابيح الدجى ، لا يسع المقام استقصاء‌هم (١٠٠٨).

أما هؤلاء الاربعة فقد نالوا الزلفى ، وفازوا بالقدح المعلى ، والمقام الاسمى ، حتى قال فيهم الصادق عليه‌السلام ـ وقد ذكرهم ـ : « هؤلاء أمناء الله على حلاله وحرامه » (١٠٠٩) ، وقال : « ما أجد أحدا أحيا ذكرنا إلا زرارة وأبوبصير ليث ، ومحمد بن مسلم ، وبريد ، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، ثم قال : هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبي ، على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الاخيرة » (١٠١٠) وقال (ع) : « بشر المخبتين بالجنة » (١٠١١) ثم ذكر الاربعة ، وقال ـ في كلام طويل ذكرهم فيه ـ : « كان أبي ائتمنهم على حلاله الله وحرامه ، وكانوا عيبة علمه ، وكذلك اليوم هم عندي مستودع سري ، وأصحاب أبي حقا ، وهم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا ، بهم يكشف الله كل بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين ، وتأويل الغالين ». اهـ. (١٠١٢) إلى غير ذلك من كلماته الشريفة التي أثبتت لهم الفضل والشرف والكرامة والولاية ، ما لا تسع بيانه عبارة ، ومع ذلك فقد رماهم أعداء أهل البيت بكل إفك مبين ، كما فصلناه

____________________________________

(١٠٠٨) رجال البرقي ص ٩ ـ ١٨ ط إيران ، رجال الطوسي ص ١٠٢ ـ ٣٤٢.

(١٠٠٩) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ١٧٠ ح ٢٨٦.

(١٠١٠) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ١٣٦ ح ٢١٩.

(١٠١١) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ١٧٠ ح ٢٨٦.

(١٠١٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ١٣٧ ح ٢٢٠.

٧٢٧

في كتابنا مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام (١٠١٣). وليس ذلك بقادح في سمو مقامهم ، وعظيم خطرهم عند الله ورسوله والمؤمنين ، كما أن حسدة الانبياء ما زادوا أنبياء الله إلا رفعة ، ولا أثروا في شرائعهم إلا انتشارا عند أهل الحق ، وقبولا في نفوس أولي الالباب.

وقد انتشر العلم في أيام الصادق عليه‌السلام بما لا مزيد عليه ، وهرع إليه شيعة آبائه (ع) من كل فج عميق ، فأقبل عليهم بانبساطه ، واسترسل إليهم بأنسه ، ولم يأل جهدا في تثقيفهم ، ولم يدخر وسعا في إيقافهم على أسرار العلوم ، ودقائق الحكمة ، وحقائق الامور ؛ كما اعترف به أبوالفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ، حيث ذكر الصادق (ع) فقال (١) : وهو ذو علم غزير في الدين وأدب بالغ في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات ، قال : وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ما تعرض للامامة ـ أي للسلطنة ـ قط ، ولا نازع أحدا في الخلافة (قال) : ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط ، إلى آخر كلامه (١٠١٤). والحق ينطق منصفا وعنيدا.

__________________

(١) عند ذكره الباقرية والجعفرية من فرق الشيعة من كتابه الملل والنحل (منه قدس).

____________________________________

(١٠١٣) مؤلفوا الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ص ٥٣ ـ ٥٥ ط النعمان.

(١٠١٤) الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ١٦٦ ط دار المعرفة ـ بيروت.

٧٢٨

نبغ من أصحاب الصادق جم غفير ، وعدد كثير ، كانوا أئمة هدى ، ومصابيح دجى ، وبحار علم ، ونجوم هداية. والذين دونت أسماؤهم وأحوالهم في كتب التراجم منهم أربعة آلاف رجل من العراق والحجاز وفارس وسوريا ، وهم أولو مصنفات مشهورة لدى علماء الامامية ، ومن جملتها الاصول الاربعمئة وهي ـ كما ذكرناه سابقا ـ أربعمئة مصنف لاربعمئة مصنف كتبت من فتاوى الصادق (ع) على عهده ، فكان عليها مدار العلم والعمل من بعده ، حتى لخصها جماعة من أعلام الامة ، وسفراء الائمة في كتب خاصة ، تسهيلا للطالب ، وتقريبا على المتناول ، وأحسن ما جمع منها الكتب الاربعة التي هي مرجع الامامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الاول إلى هذا الزمان ، وهي : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه (١٠١٥) ، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها ، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ، وفيه ستة عشر ألف ومئة وتسعة وتسعون حديثا ، وهي أكثر مما اشتملت عليه الصحاح الستة بأجمعها ، كما صرح به الشهيد في الذكرى (١٠١٦) وغير واحد من الاعلام.

____________________________________

(١٠١٥) الكتب الاربعة :

١ ـ الكافي لثقة الاسلام الكليني المتوفى ٣٢٨ هـ ـ وقيل ٣٢٩ هـ ـ ط أخيرا في ٨ مجلدات الاصول والفروع والروضة.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق المتوفي ٣٨١ هـ ـ ط في النجف وإيران في ٤ مجلدات.

٣ ـ تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي المتوفى ٤٦٠ هـ ـ ، ١٠ مجلدات ط في النجف وغيرها.

٤ ـ الاستبصار للشيخ الطوسي ٤ مجلدات ط في النجف وغيرها.

(١٠١٦) الذكرى للشهيد الاول ص ٦ ط إيران.

٧٢٩

وألف هشام بن الحكم من أصحاب الصادق والكاظم (ع) كتبا كثيرة ، اشتهر منها تسعة وعشرون كتابا (١٠١٧) ، رواها أصحابنا بأسانيدهم إليه ، وتفصيلها في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وهي كتب ممتعة باهرة في وضوح بيانها ، وسطوع برهانها ، في الاصول والفروع ، وفي التوحيد والفلسفة العقلية ، والرد على كل من الزنادقة ، والملاحدة ، والطبيعيين ، والقدرية ، والجبرية ، والغلاة في علي وأهل البيت ، وفي الرد على الخوارج والناصبة ، ومنكري الوصية إلى علي ومؤخريه ومحاربيه ، والقائلين بجواز تقديم المفضول وغير ذلك. وكان هشام من أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام ، والحكمة الالهية ، وسائر العلوم العقلية والنقلية ، مبرزا في الفقه والحديث ، مقدما في التفسير ، وسائر العلوم والفنون ، وهو ممن فتق الكلام في الامامة ، وهذب المذهب (١٠١٨) بالنظر ؛ يروي عن الصادق والكاظم وله عندهم جاه لا يحيط به الوصف ، وقد فاز منهم بثناء يسمو به في الملا الاعلى قدره ؛ وكان في مبدأ أمره من الجهمية ، ثم لقي الصادق فاستبصر بهديه ولحق به ، ثم بالكاظم ففاق جميع أصحابهما ، ورماه بالتجسيم وغيره من الطامات مريدوا إطفاء نور الله من مشكاته ، حسدا لاهل البيت وعدوانا ، ونحن أعرف الناس بمذهبه ، وفي أيدينا أحواله وأقواله ، وله

____________________________________

هشام بن الحكم

(١٠١٧) راجع : رجال النجاشي ص ٣٠٤ ، الفهرست للطوسي ص ٢٠٤.

(١٠١٨) راجع : هشام بن الحكم للشيخ عبدالله نعمة ط بيروت ، فلاسفة الشيعة للشيخ عبدالله نعمة ص ٥٦٢ ط بيروت ، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) ص ٢٥٥ ـ ٢٨٠ ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة لاسد حيدر ج ٣ ص ٧٩ ـ ١١٠.

٧٣٠

في نصرة مذهبنا من المصنفات ما أشرنا إليه ، فلا يجوز أن يخفى علينا من أقواله ـ وهو من سلفنا وفرطنا ـ ما ظهر لغيرنا ، مع بعدهم عنه في المذهب والمشرب ، على أن ما نقله الشهرستاني ـ في الملل والنحل من عبارة هشام ـ لا يدل على قوله بالتجسيم. وإليك عين ما نقله ، قال : وهشام ابن الحكم صاحب غور في الاصول ، لا يجوز أن يغفل عن الزاماته على المعتزلة ، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ، ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنه ألزم العلاف ، فقال : انك تقول الباري عالم بعلم ، وعلمه ذاته ، فيكون عالما لا كالعالمين ، فلم لا تقول : هو جسم لا كالاجسام؟ اهـ. ولا يخفى ان هذا الكلام ان صح عنه فإنما هو بصدد المعارضة مع العلاف ، وليس كل من عارض بشيء يكون معتقدا له ، إذ يجوز أن يكون قصده اختبار العلاف ، وسبر غوره في العلم ، كما أشار الشهرستاني إليه بقوله (١٠١٩) : فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ، ودون ما يظهر من التشبيه. على انه لو فرض ثبوت ما يدل على التجسيم عن هشام ، فإنما يمكن ذلك عليه قبل استبصاره ، إذ عرفت أنه كان ممن يرى رأي الجهمية ، ثم استبصر بهدي آل محمد ، فكان من أعلام المختصين بأئمتهم ، لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه ، كما أنا لم نجد أثرا ما لشيء مما نسبوه إلى كل من زرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، ومؤمن الطاق ، وأمثالهم ، مع أنا قد استفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك ، وما هو إلا البغي والعدوان ، والافك والبهتان ، (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون).

أما ما نقله الشهرستاني عن هشام من القول بإلهية علي ، فشيء يضحك الثكلى ، وهشام أجل من أن تنسب إليه هذه الخرافة والسخافة ، وهذا كلام

____________________________________

(١٠١٩) الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ١٨٥ ط دار المعرفة.

٧٣١

هشام في التوحيد ينادي بتقديس الله عن الحلول، وعلوه عما يقوله الجاهلون ، وذاك كلامه في الامامة والوصية يعلن بتفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي ، مصرحا بأن عليا من جملة أمته ورعيته ، وانه وصيه وخليفته ، وانه من عباد الله المظلومين المقهورين ، العاجزين عن حفظ حقوقهم ، المضطرين إلى أن يضرعوا لخصومهم ، الخائفين المترقبين الذين لا ناصر لهم ولا معين. وكيف يشهد الشهرستاني لهشام بأنه صاحب غور في الاصول ، وأنه لا يجوز ان يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، وانه دون ما أظهره للعلاف من قوله له : فلم لا تقول ان الله جسم لا كالاجسام ، ثم ينسب إليه القول بأن عليا (ع) هو الله تعالى ، أليس هذا تناقضا واضحا؟ وهل يليق بمثل هشام على غزارة فضله ان تنسب إليه الخرافات؟ كلا. لكن القوم أبوا إلا الارجاف حسدا وظلما لاهل البيت ومن يرى رأيهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقد كثر التأليف على عهد الكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والحسن الزكي العسكري ، عليهم‌السلام ، بما لا مزيد عليه ، وانتشرت الرواة عنهم وعن رجال الائمة من آبائهم في الامصار ، وحسروا للعلم عن ساعد الاجتهاد ، وشمروا عن ساق الكد والجد ، فخاضوا عباب العلوم ، وغاصوا على أسرارها ، وأحصوا مسائلها ، ومحصوا حقائقها ، فلم يألوا في تدوين الفنون جهدا ، ولم يدخروا في جمع أشتات المعارف وسعا.

قال المحقق في المعتبر أعلى الله مقامه : وكان من تلامذة الجواد عليه‌السلام فضلاء كالحسين بن سعيد ، وأخيه الحسين ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وشاذان ، وأبي الفضل العمي ، وأيوب بن نوح ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، وغيرهم

٧٣٢

ممن يطول تعدادهم (قال أعلى الله مقامه) : وكتبهم إلى الآن منقولة بين الاصحاب دالة على العلم الغزير (١٠٢٠). اهـ.

قلت : وحسبك ان كتب البرقي تربو على مئة كتاب (١٠٢١) ، وللبزنطي الكتاب الكبير المعروف بجامع البزنطي ، وللحسين بن سعيد ثلاثون كتابا (١٠٢٢). ولا يمكن في هذا الاملاء احصاء ما ألفه تلامذة الائمة الستة من أبناء الصادق عليهم‌السلام ، بيد أني أحيلك على كتب التراجم والفهارس (١٠٢٣) فراجع منها أحوال محمد بن سنان ، وعلي بن مهزيار ، والحسن بن محبوب ، والحسن بن محمد بن سماعة ، وصفوان بن يحيى ، وعلي بن يقطين ، وعلي بن فضال ، وعبدالرحمن بن نجران ، والفضل بن شاذان ـ فإن له مئتي كتاب (١٠٢٤) ـ ومحمد بن مسعود العياشي ـ فان كتبه تربو على المئتين (١٠٢٥) ومحمد بن أبي عمير ، وأحمد بن محمد بن

____________________________________

(١٠٢٠) المعتبر للمحقق الحلي ص ٥ ط إيران ، رجال البرقي ص ٥٥ ط إيران ، رجال الطوسي ص ٣٩٧.

(١٠٢١) راجع : رجال النجاشي ص ٥٥ ـ ٥٦ ، الفهرست للطوسي ص ٤٤ ـ ٤٦ ط ٢.

(١٠٢٢) راجع : رجال النجاشي ص ٤٣ ، الفهرست للطوسي ص ٨٣.

(١٠٢٣) مثل : رجال النجاشي ط في بمبي وإيران ، الفهرست للشيخ الطوسي ط في النجف ، معالم العلماء لابن شهر آشوب ط في النجف ، الفهرست لمنتجب الدين ط ضمن البحار ج ١٠٥ ط الجديد ، معالم العلماء ط في النجف.

(١٠٢٤) رجال النجاشي ص ٢١٧ ، الفهرست للطوسي ص ١٥٠ ، معالم العلماء ص ٩٠.

(١٠٢٥) الفهرست للطوسي ص ١٦٣ ـ ١٦٥ ، معالم العلماء لابن شهر آشوب ص ٩٩ ط ٢ ، رجال النجاشي ص ٢٨٤.

٧٣٣

عيسى ، فانه روى عن مئة رجل من أصحاب الصادق عليه‌السلام (١٠٢٦) ومحمد بن علي بن محبوب ، وطلحة ابن طلحة بن زيد ، وعمار بن موسى الساباطي ، وعلي بن النعمان ، والحسين بن عبدالله ، واحمد بن عبدالله بن مهران المعروف بابن خانة وصدقة بن المنذر القمي ، وعبيدالله بن علي الحلبي ، الذي عرض كتابه على الصادق عليه‌السلام ، فصححه واستحسنه ، وقال : « أترى لهؤلاء مثل هذا الكتاب » (١٠٢٧) ، وأبي عمرو الطبيب ، وعبدالله بن سعيد ، الذي عرض كتابه على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، ويونس بن عبدالرحمن الذي عرض كتابه على الامام أبي محمد الحسن الزكي العسكري عليه‌السلام (١٠٢٨).

____________________________________

(١٠٢٦) الفهرست للشيخ الطوسي ص ١٦٨.

(١٠٢٧) رجال النجاشي ص ١٦٠ ، الفهرست للطوسي ص ١٣٢.

(١٠٢٨) رجال النجاشي ص ٣١٢.

أحاديث في الشيعة

١ ـ قال الرسول (ص) مشيرا إلى علي بن أبي طالب (ع) :

« والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ».

يوجد هذا الحديث في : ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٢ ص ٤٤٢ حديث : ٩٥١ وص ٣٤٨ ح ٨٤٩ و ٨٥١ ط بيروت ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص ٦٢ ط الحيدرية ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ٢ ص ٣٦٢ ح ١١٣٩ ط بيروت ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٤٥ و ٣١٣ و ٣١٤ ط الحيدرية وص ١١٨ و ١٧٥ ط الغري ، كنوز الحقائق للمناوي الشافعي ص ٨٣ ط الهند ، الدر المنثور للسيوطي الشافعي ج ٦ ص ٣٧٩ ط مصر ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص ٥٤ ط الحيدرية ، فرائد السمطين ج ١ ص ١٥٦.

٧٣٤

 .........................

____________________________________

٢ ـ قال الرسول (ص) لعلي (ع) :

« تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين ويأتي أعداؤك غضابا مقحمين ».

يوجد هذا الحديث في : نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص ٩٢ ط القضاء في النجف ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٣٠١ ط اسلامبول وص ٣٦٢ ط الحيدرية ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٠٧ ط الحيدرية ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص ١٥٩ ط المحمدية بمصر وص ٩٦ ط الميمنية بمصر ، كنز العمال ج ١٥ ص ١٣٧ ح ٣٩٨ ط ٢ بحيدر اباد ، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج ٩ ص ١٣١ ط بيروت ، نور الابصار للشبلنجي ص ١٠١ ط العثمانية.

٣ ـ وقال الرسول (ص) لعلي (ع) :

« أما ترضى أنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا ».

يوجد في : الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص ١٥٩ ط المحمدية بمصر وص ٩٦ ط الميمنية بمصر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٣٠١ ط اسلامبول ص ٣٦١ ط الحيدرية ، فرائد السمطين ج ٢ ص ٤٣ ح ٣٧٥.

٤ ـ قال الرسول (ص) :

« يا علي انك ستقدم على الله أنت وشيعتك مرضيين وتقدم أعداؤك غضابا مقحمين ».

يوجد في : نور الابصار للشبلنجي الشافعي ص ٧٣ ط العثمانية بمصر ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص ١٥٢ ط المحمدية وص ٩٢ ط الميمنية بمصر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٢٩٩ ط اسلامبول ص٣٥٩ ط الحيدرية.

٥ ـ قال الرسول (ص) :

٧٣٥

ومن تتبع أحوال السلف من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واستقصى أصحاب كل من الائمة التسعة من ذرية الحسين ، وأحصى مؤلفاتهم المدونة على عهد أئمتهم ، واستقرأ الذين رووا عنهم تلك المؤلفات ، وحملوا عنهم حديث آل محمد في فروع الدين وأصوله من ألوف الرجال ، ثم ألم بحملة هذه العلوم في كل طبقة طبقة ، يدا عن يد من عصر التسعة المعصومين إلى عصرنا هذا ، يحصل له القطع الثابت بتواتر مذهب الائمة ، ولا يرتاب في أن جميع ما ندين الله به من فروع وأصول ، إنما هو مأخوذ من آل الرسول ، لا يرتاب في ذلك إلا مكابر عنيد ، أو جاهل بليد ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والسلام.

ش

____________________________________

« يا علي ان الله قد غفر لك ولذريتك وولدك ولاهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ».

يوجد هذا في : الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص ٩٦ و ١٣٩ و ١٤٠ ط الميمنية بمصر وص ١٥٩ و ١٣٠ و ٢٣٣ ط المحمدية بمصر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٢٧٠ وص ٣٠١ ط اسلامبول وص ٣٦١ ط الحيدرية ، النهاية لابن الاثير ج ٣ ص ٢٧٦ ط الخيرية بمصر ، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٠٨ ح ٢٤٧.

وراجع ما تقدم تحت رقم (١١١) من نزول قوله تعالى (أولئك هم خير البرية) قال الرسول (ص) لعلي : « هم أنت وشيعتك » وتقدم أيضا مصادر نزول الآية في علي وشيعته.

والحمد لله أولا وآخرا على ما تفضل به علينا من إتمام هذه التكملة وقد وقع الفراغ منها في ليلة الثلاثاء ٢٩ صفر سنة ١٣٩٨ هـ ـ بعد ان استغرقت أكثر من سنة وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

النجف الأشرف

حسين الراضي

٧٣٦

المراجعة ١١١

ا جمادى الأولى سنة ١٣٣٠

أشهد أنكم في الفروع والاصول ، على ما كان عليه الائمة من آل الرسول ، وقد أوضحت هذا الامر فجعلته جليا ، وأظهرت من مكنونه ما كان خافياً ، فالشك فيه خبال ، والتشكيك تضليل ، وقد استشففته (١) فراقني إلى الغاية ، وتمخرت ريحه (٢) الطيبة فأنعشني قدسي مهبها بشذاه الفياح ، وكنت ـ قبل أن أتصل بسببك ـ على لبس فيكم لما كنت أسمعه من إرجاف المرجفين ، وإجحاف المجحفين ، فلما يسر الله اجتماعنا أويت منك إلى علم هدى ، ومصباح دجى ، وانصرفت عنك مفلحا منجحا ، فما أعظم نعمة الله بك علي ، وما أحسن عائدتك لدي ، والحمد لله رب العالمين.

س

المراجعة ١١٢

٢ جمادى الأولى سنة ١٣٣٠

أشهد أنك مطلع لهذا الامر ومقرن له (٣) ، حسرت له عن ساق وانصلت (٤) فيه

__________________

(١) تقول استشففت الثوب إذا نشرته في الضوء وفتشته تطلب عيبه ان كان فيه عيب (منه قدس).

(٢) تمخر الريح أن تبحث عن مهبها ومجراها (منه قدس).

(٣) أي مطيق له قادر عليه (منه قدس).

(٤) الانصالات : الجد والسبق (منه قدس).

٧٣٧

أمضى من الشهاب (١) ، أغرقت في البحث عنه ، واستقصيت في التحقيق والتدقيق ، تنظر في أعطافه وأثنائه ، ومطاويه وأحنائه ، تقلبه منقبا عنه ظهرا لبطن ، تتعرف دخيلته ، وتطلب كنهه وحقيقته ، لا تستفزك العواطف القومية ، ولا تستخفك الاغراض الشخصية ، فلا تصدع صفات حلمك ، ولا تستثار قطاة رأيك ، مغرقا في البحث بحلم أثبت من رضوى ، وصدر أوسع من الدنيا ، ممعنا في التحقيق لا تأخذك في ذاك آصرة (٢) حتى برح الخفاء ، وصرح الحق عن محضه ، وبان الصبح لذي عينين ، والحمد لله على هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

* * *

تم الكتاب بمعونة الله عزوجل وحسن توفيقه تعالى بقلم مؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي ، عامله الله بفضله ، وعفا عنه بكرمه ، انه أرحم الراحمين.

__________________

(١) هو ما يرى في الليل من النجوم منقضا. (منه قدس)

(٢) الآصرة : ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو المعروف.

تمت هذه التعليقة والحمد لله ، كافلة لاكمال ما نقص في أصل الكتاب ، وفيها من الفوائد ما لا يستغنى عنه أبدا ، ومن ألم بها علم أنها كذلك ، وكان الفراغ من تأليفها يوم الفراغ من طبع هذا الكتاب منتصف رجب الحرام سنة ١٣٥٥ بقلم المؤلف أقل خدمة الدين الاسلامي وسدنة المذهب الامامي عبد الحسين بن الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف اسماعيل بن الشريف محمد بن الشريف محمد بن الشريف إبراهيم الملقب شرف الدين بن الشريف زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين الموسوي العاملي عاملهم الله جميعا بلطفه ورحمته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله وسلم (منه قدس).

٧٣٨

فهرس المراجعات

الصفحة

الصفحة

٧ ـ مقدمة الطبعة الثالثة.

٩ ـ مقدمة الطبعة الثانية.

٢١ ـ مقدمة الطبعة الأولي.

٢٧ ـ ترجمة المئولف.

٥٣ ـ فاتحة الكتاب.

٥٥ ـ المقدمة والإهدا.

٦١ ـ المراجعة ١ : تحية المناظر ، استئذانه في المناظرة.

٦٣ ـ المراجعة ٢ : ردّ التحية ، الإذن بالمناظرة.

٦٥ ـ المبحث الأول في إمامة المذهب : وفيه من المراجعات مايلي :

٦٥ ـ المراجعة ٣ : البحث عن السبب في عدم أخذ الشيعة بمذاهب الجمهور في فروع الدين وأصوله.

٦٦ ـ المراجعة ٤ : الأدلة الشرعية تفرض مذهب أهل البيت.

لا دليل للجمهور علي رجحان مذاهبهم.

أهل القرون الثلاثة لا يعرفونها.

ما الذي أرتج باب الاجتهاد.

يُلمّ شعث المسلمين باتّفاقهم علي اعتبار مذهب أهل البيت.

٧٢ ـ المراجعة ٥ : اعتراف المناظر بعدم وجوب مذاهب الجمهور.

التماس الأدله التي تفرض مذهب أهل البيت.

٧٣ ـ المراجعة ٦ : الإشارة إلي الأدلة التي تفرض مذهب أهل البيت.

أمير المؤمنين يفرض مذهب أهل البيت.

الإمام علي بن الحسين يفرضه أيضاً.

٨٠ ـ المراجعة ٧ : طلب البينّة من كلام الله.

دعوي لزوم الدور في الاحتجاج هنا بكلام أئمتنا.

٨١ ـ المراجعة ٨ : الغفلة عما أشرنا إليه من السنن الصحيحة الصريحة في الموضوع.

الخطأ في دعوي لزوم الدور.

تفصيل ما كنا أشرنا إليه من حديث الثقلين ,

تواتر هذا الحديث.

دلاله علي ضلال من لم يستمسك بالعترة.

تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة والنص علي أنهم الأمان من الاختلاف.

بيان المراد بأهل البيت هنا. الوحه في تشبههم بسفينة نوح وباب حطة.

١٠١ ـ المراجعة ٩ : وفيها طلب المزيد من الأدلة التي تفرض مذهب أهل البيت.

١٠١ ـ المراجعة ١٠ : وفيها من المنصوص الصريحة والسنن الواردة في هذا الموضوع ما فيه بلاغ.

١١٥ ـ المراجعة ١١ : الإيمان بما أوردناه من السنن التي تفرض مذهب أهل البيت.

دهشة المناظر في الجمع بينها وبين ما عليه

٧٣٩

الجمهور من مخالفة أهل البيت.

التماسه حججاً من الكتاب استظهاراً بها.

١١٧ ـ المراجعة ١٢ : وفيها فصل الخطاب بحجج الكتاب.

١٧٢ ـ المراجعة ١٣ : وفيها قياس المعترض بأن اذين رووا نزول تلك الايات في أهل البيت إنما هم شيعة ، والشيعة ليسوا بحجّة عند أهل السنة.

١٧٣ ـ المراجعة ١٤ : وفيها بطلان قياس المعترض لثبوت نزول تلك الايات من طريق أهل السنة ولثبوت الاحتجاج برجال الشيعة في الصحيحين وغيرهما.

١٧٧ ـ المراجعة ١٥ : وفيها طلب أسماء من احتد بهم أهل السنة من ردال الشيعة مع نصوص أهل السنة علي تشيعهم والاحتجاج بهم.

١٧٧ ـ المراجعة ١٦ : وفيها مئة من أسناد الشيعة في إسناد السنة وفي غضونها فوائد جمّة لا مندوحة لأهل العلم عن الوقوف عليها.

١٧٨ ـ أبان بن تغلب.

١٧٩ ـ إبراهيم النخعلي ، أحمد بن المفضل الحفري ، إسماعيل بن أبان الوراق شيخ البخاري في صحيحه ، إسماعيل بن خليفة

١٨٢ ـ إسماعيل بن زكريا الخلقاني ، إسماعيل المعروف بالصاحب بن عباد.

١٨٤ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن المفسر المشهور المعروف بالسدي ، إسماعيل بن موسي الفزاري.

١٨٦ ـ تليد بن سليمان ، ثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمالي ، ثوير بن أبي فاختة ، جابر الجعفي ,

١٩٠ ـ جرير بن عبد الحميد الضبي. جعفر بن زياد الأجمر ، جعفر بن سليمان الضبعي.

١٩٣ ـ جميع بن عميرة ، الحارث بن حصيرة. الحارث بن عبد الله الهمداني.

حبيب بن أبي ثابت.

الحسن بن حي.

٢٠٠ ـ الحكم بن عتيبة ، حماد بن عيسي غريق الجحفة.

٢٠٢ ـ حمران بن أعين ، خالد بن مخلد شيخ البخاري في صحيحه.

٢٠٤ ـ داود بن أبي عوف ، زبيد اليامي.

زيد بن الحباب.

٢٠٧ ـ سالم بن أبي الجعد.

سالم بن أبي حفصة.

سعد بن طريف ، سعيد بن أشوع.

٢١٠ ـ سعيد بن خشيم ، سلمة بن الفضل قاضي الري ، سلمة بن كهيل.

٢١٢ ـ سليمان بن صرد الخزاعي.

سليمان بن طرخان ، سليمان بن قرم.

سليمان بن مهران الأعمش.

٢١٩ ـ شريك بن عبد الله النخعي.

شعبة بن الحجاج ، صعصعة بن صوحان.

٢٢٦ ـ طاووس بن كيسان ، ظالم بن عمرو الأسود الدؤلي.

٢٢٨ ـ عامر بن وائلة أبوالطفيل.

عباد بن يعقوب الواجني.

٢٣٢ ـ عبد الله بن دارد ، عبد الله بن شداد ، عبد الله بن عمر شيخ مسلم وأبي داود والبغوي.

٢٣٤ ـ عبد الله بن لهيعة ، عبد الله بن ميمون القداح ، عبد الرحمن بن صالح ، عبد الرزاق بن همام.

٢٤١ ـ عبد الملك بن أعين ، عبيد الله بن موسي

٧٤٠