بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وامك وأخيك ، وعلى الائمة من بنيك ، وعلى المستشهدين معك ، وعلى الملائكة الحافين بقبرك ، والشاهدين لزوارك ، المؤمنين بالقبول على دعاء شيعتك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله ، بأبي أنت وامي يا أبا عبدالله ، لقد عظمت الرزية ، وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السموات والارض ، فلعن الله امة أسرجت وألجمت وتهيأت لقتالك ، يا مولاى يا أبا عبدالله قصدت حرمك ، و أتيت مشهدك ، أسأل الله بالشأن الذى لك عنده ، وبالمحل الذى لك لديه ، أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعلني معكم في الدنيا والاخرة بمنه وجوده وكرمه (١).

ثم قبل الضريح وصل عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت ، فاذا فرغت فقل :

اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك ، لان الصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا لك ، لانك أنت الله لا إله إلا أنت ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأبلغهم عني أفضل التحية والسلام ، واردد علي منهم التحية والسلام ، اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى مولاي وسيدي وإمامي الحسين بن علي عليهما‌السلام ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وتقبل ذلك مني ، وأجرني على ذلك أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا أرحم الراحمين.

ثم صر إلى عند رجلي الحسين وزر علي بن الحسين عليهما‌السلام وقل :

السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن نبي الله ، السلام عليك يا ابن أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا ابن الحسين الشهيد ، السلام عليك أيها الشهيد ابن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم ، لعن الله امة قتلتك ، ولعن الله امة ظلمتك ، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به ، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، لقد عظمت المصيبة وجلت الرزية بك علينا وعلى جميع المؤمنين ، فلعن الله امة قتلتك ، وأبرأ إلى الله وإليك

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٨٣ ١٨٤ ومزار الشهيد ص ٥٣ ٥٤.

٣٦١

منهم في الدنيا والاخرة.

ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين عليهما‌السلام فتوجه هناك إلى الشهداء وزرهم فقل :

السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه ، السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه ، وانصار أميرالمؤمنين ، وأنصار فاطمة سيدة نسآء العالمين ، السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن الولي الناصح ، السلام عليكم يا أنصار أبي عبدالله الحسين الشهيد المظلوم ، صلوات الله عليهم أجمعين ، بأبي أنتم وامي طبتم وطابت الارض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزا عظيما ، فياليتني كنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم عد إلى عند رأس الحسين عليه‌السلام وأكثر من الدعاء لنفسك ولاهلك ولاخوانك المؤمنين (١).

وقال المفيد رحمه الله : فاذا أردت الخروج فانكب على القبر وقبله وقل : السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا خالصة الله ، السلام عليك يا أمين الله ، سلام مودع لا قال ولا سئم ، فان أمض فلا عن ملالة ، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين لا جعله الله يا مولاى آخر العهد لزيارتك ورزقني العود إلى مشهدك ، والمقام في حرمك وأن يجعلني معكم في الدنيا والاخرة.

ثم اخرج ولا تول ظهرك وأكثر من قول : إنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم امض إلى مشهد العباس بن علي عليهما‌السلام فاذا أتيت فقف عليه وقل : السلام عليك أيها العبد الصالح ، المطيع لله ولرسوله ولامير المؤمنين والحسن والحسين عليهم‌السلام ، ورحمة الله وبركاته ومغفرته على روحك وبدنك ، اشهد الله أنك مضيت على ما مضى البدريون المجاهدون في سبيل الله ، المناصحون في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليآئه ، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفر جزاء أحد وفى

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٨٤ ١٨٥ ومزار الشهيد ص ٥٤.

٣٦٢

ببيعة ، واستجاب له دعوته ، وحشرك مع النبيين والشهداء والصديقين ، وحسن اولئك رفيقا.

ثم صل ركعتين عند الرأس وادع الله بعدهما بما أحببت ، فاذا أردت الخروج فودعه وقل : أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله ورسوله وبما جاء به من عندالله ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتى قبر وليك وابن أخي نبيك ، وارزقني زيارته ما أبقيتني ، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان. وادع لنفسك ولوالديك ولاخوانك المؤمنين.

ثم ارجع إلى مشهد الحسين عليه‌السلام للوداع ، فاذا أردت وداعه فقف عليه كوقوفك عليه أول مرة وقل : السلام عليك ياولي الله ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، أنت لي جنة من العذاب ، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك ولا مستبدل بك سواك ولا مؤثر عليك غيرك ، ولا زاهد في قربك ، أسئل الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد مني ومن رجوعي ، وأسئل الله الذي أراني مكانك ، وهداني للتسليم عليك ولزيارتي إياك ، أن يوردني حوضكم ، ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع آبائك الصالحين.

ثم سلم على النبي والائمة عليهم‌السلام واحدا واحدا وادع بما أحببت ، ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم ، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن نبيك وحجتك على خلقك ، اللهم اجعلنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ، أستودعكم الله وأقرأ عليككم السلام اللهم ارزقني العود إليهم ، واحشرني معهم ، يا أرحم الراحمين.

ثم اخرج ولا تول ظهرك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك ، وقف على الباب متوجها إلى القبلة وادع بما أحببت وانصرف إن شاء الله تعالى (١).

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١١٤ و ١٨٥ مزار الشهيد ص ٥٤ ـ ٥٥.

٣٦٣

أقول : روى هذه الزيارة في المزار الكبير (١) إلى قوله : وظاهركم وباطنكم ثم قال : ثم انكب على القبر وقبله وقل : بأبي أنت وامي يا أبا عبدالله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وساقها إلى آخر ما أورده المفيد ـ رحمه الله ـ

بيان : قوله : صريع الدمعة الساكبة الاضافة من قبيل كريم البلد ، والصريع المطروح على الارض ومصارع الشهداء مواضع شهادتهم ، أى المصرع الذي تسكب عليه دموع الملائكة والانبياء والاولياء ، والراتبة الثابتة المستمرة ، والموتور من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، والمستشهد على بناء المفعول المقتول في سبيل الله والتأمين قول آمين على دعاء الغير وهو بمعنى اللهم استجب.

وأقول : إن السيد والشهيد رحمهما الله أحالا الوداع على ما سبق وقالا : ثم امض إلى مشهد العباس رضي الله عنه فاذا أتيته فقف على قبره وقل :

السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن أول القوم إسلاما ، وأقدمهم إيمانا ، وأقومهم بدين الله ، وأحوهم على الاسلام ، أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولاخيك ، فنعم الاخ المواسي ، فلعن الله امة قتلتك ، ولعن الله امة ظلمتك ، ولعن الله امة استحلت منك المحارم ، وانتهكت في قتلك حرمة الاسلام ، فنعم الاخ الصابر المجاهد ، والمحامي الناصر ، والاخ الدافع عن أخيه ، المجيب إلى طاعة ربه ، الراغب فيما زهد غيره ، من الثواب الجزيل ، والثناء الجميل ، فألحقك الله بدرجة آبائك في دار النعيم ، إنه حميد مجيد.

ثم انكب على القبر وقل : اللهم لك تعرضت ، ولزيارة أوليائك قصدت ، رغبة في ثوابك ، ورجاء لمغفرتك ، وجزيل إحسانك ، فأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل رزقي بهم دارا ، وعيشى بهم قارا ، وزيارتي بهم مقبولة وذنبي بهم مغفورا ، واقلبني بهم مفلحا منجحا مستجابا دعائي بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره ، والقاصدين إليه ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٥٤ ـ ١٥٦

٣٦٤

ثم قبل الضريح وصل عنده صلاة الزيارة وما بدالك.

قال السيد ـ رحمه الله ـ : فاذا أردت وداعه عليه‌السلام فودعه ببعض ما قدمناه من وداعاته ، وقد تقدم سابقا زيارة العباس عليه‌السلام وفيها بعض هذه الالفاظ ، وإنما أعدناها اتباعا للمنقول فاعلم ذلك (١).

٣٢

(باب)

* « (زيارته عليه‌السلام وسائر الائمة صلوات الله عليهم) » *

* « (حيهم وميتهم من البعيد) » *

١ ـ مل : أبي عن سعد ومحمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير عمن رواه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل أعلى منزل له فيصلي ركعتين وليؤم بالسلام إلى قبورنا فان ذلك يصير إلينا (٢).

٢ ـ مل : علي بن الحسين وأخي علي ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن حنان ابن سدير ، عن أبيه في حديث طويل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سدير ما عليك أن تزور قبر الحسين عليه‌السلام في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة ، قلت : جعلت فداك إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة فقال : تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تحول نحو قبر الحسين ثم تقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، تكتب لك زورة ، والزورة حجة وعمرة قال سدير : فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة (٣).

__________________

(١) مصباح الزائر ص ـ ١٨٥ ومزار الشهيد ص ٥٤ ـ ٥٥.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٨٦.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٨٧.

٣٦٥

٣ ـ أقول : رواه مؤلف المزار الكبير باسناده عن سدير وفيه : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته (١).

٤ ـ مل : حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن عبدالله بن محمد ، عن منيح ، عن يونس ، عن حنان ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سدير تزور قبر الحسين في كل يوم؟ قلت : جعلت فداك لا ، قال : ما أجفاكم فتزوره في كل شهر؟ قلت لا ، قال : فتزوره في كل سنة؟ قلت : قد يكون ذلك قال : يا سدير ما أجفاكم بالحسين ، أما علمت أن لله ألف ألف ملك شعثا غبرا يبكون ويزورون لا يفترون؟ وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين عليه‌السلام في كل جمعة خمس مرات ، وذكر مثل الحديث الاول (٢).

٥ ـ كا ، يب : محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن الخطاب عن محمد بن حسان ، عن منيع ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن حنان بن سدير عن أبيه مثله (٣).

بيان : لا يبعد أن يكون الالتفات يمنة ويسرة إلى جانب الفوق للتقية لئلا يطلع عليه أحد.

٦ ـ مل : روى سليمان بن عيسى ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك؟ قال : قال لي : يا عيسى إذا لم تقدر على المجئ فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضأ واصعد إلى سطحك وصل ركعتين وتوجه نحوي فانه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي ، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي (٤).

بيان : هذا الخبر يدل على أن زيارة الامام الحي أيضا تجوز بهذا الوجه.

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٤٥ ـ ١٤٦.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٨٧.

(٣) الكافى ج ٤ ص ٥٨٩ التهذيب ج ٦ ص ١١٦.

(٤) كامل الزيارات ص ٢٨٧.

٣٦٦

فهذا مستند لزيارة القايم صلوات الله عليه في أي مكان أراد ، ويتوجه إلى السرداب المقدس.

٧ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن محمد ، عن منيع عن حنان ، عن سدير ، قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا سدير تكثر زيارة قبر الحسين بن علي عليه‌السلام؟ قلت : إنه من الشغل ، فقال : ألا اعلمك شيئا إذا أنت فعلته كتبت لك بذلك الزيارة؟ فقلت : بلى جعلت فداك ، فقال لي : اغتسل في منزلك واصعد إلى سطحك وأشر إليه بالسلام تكتب لك بذلك الزيارة (١).

بيان : قوله : قلت إنه : أي ترك الاكثار المفهوم من سكوته عن الجواب.

٨ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن إسماعيل بن سهل عن أبي أحمد ، عمن رواه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا بعدت عليك الشقة ونأت بك الدار فلتعل أعلا منزلك فلتصل ركعتين ولتؤم بالسلام إلى قبورنا فان ذلك يصل إلينا (٢).

٩ ـ لي : العطار ، عن الاشعرى ، عن موسى بن عمر ، عن عبدالله بن صباح عن إبراهيم بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث ذكر فيه قصة فطرس : فان الله تعالى قبل توبته بالتمسح بالحسين عليه‌السلام إلى أن قال : فقال فطرس : يا رسول الله أما إن امتك ستقتله وله على مكافاة أن لا يزوره زائر إلا أبلغته عنه ، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه ، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته سلامه (٣).

١٠ ـ مل : محمد الحميرى ، عن أبيه ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه قال : دخل حنان بن سدير على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده جماعة من أصحابه فقال : يا حنان بن سدير تزور أبا عبدالله عليه‌السلام في كل شهر مرة؟ قال : لا قال : ففي كل شهرين؟ قال : لا ، قال : ففي كل سنة ، قال : لا قال : ما أجفاكم بسيدكم ، قال : يا ابن رسول الله قلة الزاد وبعد المسافة.

__________________

(١ ـ ٢) كامل الزيارات ص ٢٢٨.

(٣) امالى الصدوق ص ١٣٨ ذيل حديث.

٣٦٧

قال : ألا أدلكم على زيارة مقبولة وإن بعد النائي؟ قال : فكيف أزوره يا ابن رسول الله؟ قال : اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت والبس أطهر ثيابك و اصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء ، فاستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أن القبر هنالك ، يقول الله تبارك وتعالى « أينما تولوا فثم وجه الله » ثم قل :

السلام عليك يا مولاي وابن مولاى ، وسيدى وابن سيدي ، السلام عليك يا مولاى ، يا قتيل بن القتيل الشهيد بن الشهيد ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته أنا زائرك يابن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي ، وإن لم أزرك بنفسي والمشاهدة فعليك السلام يا وارث آدم صفوة الله ، ووارث نوح نبي الله ، ووارث إبراهيم خليل الله ، ووارث موسى كليم الله ، ووارث عيسى روح الله وكلمته ، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله ، ووارث علي أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته ، ووارث الحسن بن علي وصي أمير المؤمنين لعن الله قاتلك ، وجدد عليهم العذاب في هذه الساعة وفي كل ساعة.

أنا يا سيدي متقرب إلى الله عزوجل وإلى جدك رسول الله ، وإلى أبيك أميرالمؤمنين ، وإلى أخيك الحسن ، وإليك يا مولاي ، فعليك سلام الله ورحمته بزيارتي لك بقلبي ولساني وجميع جوارحي ، فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني ، وأنا بالبراءة من أعدائك واللعنة لهم وعليهم أتقرب إلى الله وإليكم أجمعين فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته.

ثم تتحول على يسارك قليلا وتحول وجهك إلى قبر علي بن الحسين عليهما‌السلام وهو عند رجل أبيه وتسلم عليه مثل ذلك ، ثم ادع الله بما أحببت من أمر دينك ودنياك.

ثم تصلي أربع ركعات فان صلاة الزيارة ثمانية أو ستة أو أربعة أو ركعتان وأفضلها ثمان : تستقبل القبلة نحو قبر أبي عبدالله عليه‌السلام وتقول : أنا مودعك يا مولاي وابن مولاي ، وسيدي وابن سيدي ، ومودعك يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين ، ومودعكم ياسادتي يا معشر الشهداء ، فعليكم سلام الله و

٣٦٨

رحمته ورضوانه (١).

١١ ـ صبا : عن حنان مثله (٢).

١٢ ـ صبا : يستحب زيارة أبي عبدالله عليه‌السلام بعد أن يغتسل ويعلو سطح داره أو في مفازة من الارض ويؤمي إليه بالسلام ويقول : السلام عليك يا مولاي و ذكر مثله (٣).

بيان : قوله عليه‌السلام : فاستقبل القبلة بوجهك ، لعله عليه‌السلام إنما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معا ، ولما ظهر من قوله : بعد ما تبين أن القبر هنالك ، أن استقبال القبر أمر لازم ، وإن لم يكن موافقا للقبلة ، استشهد بقوله تعالى : « أينما تولوا فثم وجه الله » أي نسبته تعالى إلى جميع الاماكن على السواء واستقبال القبر للزائر بمنزلة استقبال القبلة ، وهو وجه الله أي جهته التي امر الناس باستقبالها في تلك الحالة ، والقرينة عليه قوله عليه‌السلام : ثم تتحول على يسارك فان قبر علي بن الحسين إنما يكون على يسار من يستقبل القبلة معا.

ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازا ، ويحتمل أيضا أن يكون المراد استقبال القبلة على أى حال ، ويكون المراد بقوله : بعد ما تبين أن القبر هنالك تخيل القبر في تلك الجهة ، والاستشهاد بالاية بناء على أن المراد بوجه الله هم الائمة عليهم‌السلام ، ونسبتهم أيضا إلى الاماكن على السوية لاحاطة علمهم ونورهم بجميع الافاق ، ويكون التحول إلى اليسار لان في تخيل القبر للمستقبل يكون قبر علي بن الحسين عليه‌السلام على يسار المستقبل كما إذا كان عند القبر واستقبل القبلة يكون كذلك.

ولا يبعد أن يكون القبلة تصحيف القبر ، والاظهر هو الوجه الاول كما فهمه الشيخ ـ ره ـ وغيره ، وحكموا باستقبال القبر مطلقا وهو الموافق للاخبار الاخر

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٨٨.

(٢) مصباح الزائر ص ١٩٦.

(٣) مصباح الطوسى ص ٢٠٠.

٣٦٩

الواردة في زيارة البعيد والله يعلم.

١٣ ـ يب : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عمن رواه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل على منزله و ليصل ركعتين وليؤم بالصلاة إلى قبورنا ، فان ذلك يصل إلينا.

ويسلم على الائمة من بعيد كما يسلم عليهم من قريب ، غير أنك لا يصح أن تقول أتيتك زائرا بل تقول في موضعه : قصدتك بقلبي زائرا ، إذ عجزت عن حضور مشهدك ووجهت إليك سلامي ، لعلمي أنه يبلغك ، صلى الله عليك ، فاشفع لي عند ربك عزوجل وتدعو بما أحببت (١).

أقول : قوله : ويسلم على الائمة عليهم‌السلام إلى آخر الكلام من كلام الشيخ ، وليس من تتمة الخبر كما يظهر من الكافي ومما أوردنا في أول الباب.

١٤ ـ يب ، كا : العدة عن أحمد بن محمد ، عن القاسم ، عن جده ، عن الحسين ابن ثوير بن أبي فاختة قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبدالله عليه‌السلام وكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا فقال له : جعلت فداك إني كثيرا ما أذكر الحسين صلوات الله عليه فأي شئ أقول؟ قال : قل : صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، تعيد ذلك ثلاثا ، فان السلام عليه يصل من قريب وبعيد (٢).

أقول : قال الشهيد ـ رحمه الله ـ في الذكرى (٣) : قال ابن زهرة ـ ره ـ من زار وهو مقيم في بلده قدم الصلاة ثم زار عقيبها.

وقال ـ رحمه الله ـ في الدروس (٤) : يستحب زيارة النبي والائمة صلى الله عليهم كل يوم جمعة ولو من البعد ، وإذا كان على مكان عال كان أفضل.

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ١٠٣.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ١٠٣ والكافى ج ٤ ص ٥٧٥ صدر حديث.

(٣) الذكرى في آخر مبحث نفل الصلوات.

(٤) الدروس ص ١٥٦.

٣٧٠

أقول : لا يبعد القول بالتخيير للبعيد بين تقديم الصلاة وتأخيرها لورود الرواية بهما كما عرفت ، وما ذكره ـ رحمه الله ـ من جواز الزيارة في أي مكان تيسر وإن لم يكن موضعا عاليا لا يخلو من قوة ، لعمومات بعض مامر من الاخبار وإن كان الافضل والاحوط إبقاعها في سطح عال أو صحراء.

ثم اعلم أنا قد أوردنا زيارة جامعة للبعيد في باب زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من البعيد فلا نعيد.

١٥ ـ ق : زيارة للحسين صلوات الله عليه من بعد البلاد :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض ، السلام عليك يا إمام المؤمنين ، وسلالة النبيين والوصيين وشاهد يوم الدين ، السلام على جدك رسول الله سيد المرسلين ، وخاتم النبيين السلام على أبيك أمير المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، السلام على امك فاطمة بنت رسول الله رب العالمين ، السلام على أخيك وشقيقك الحسن إمام المؤمنين ، و حجة رب العالمين.

أشهد أنك وآباءك الذين كانوا من قبلك ، وأبناءك الذين من بعدك ، موالى وأوليائي ، وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته ، وحجته البالغة على خلقه ، انتجبكم بعلمه أصفياء لدينه ، وقواما بأمره ، وخزانا لعلمه ، وحفظة لسره ، ومعادن لكلماته ، وتراجمة لوحيه ، وشهداء على عباده ، وأنه جل ذكره استرعى بكم خلقه ، وأورثكم كتابه ، وخصكم بكرائم الايمان والتنزيل ، وآتاكم التأويل وجعلكم تابوت حكمتة ، وعصائب عروته ، ومنارا في بلاده ، وضرب لكم مثلا من نوره ، وأجرى فيكم من روحه ، وعصمكم من الزلل ، وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس ، وآمنكم من الفتن ، فبكم تمت النعمة ، واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة ، فلكم الطاعة المفترضة والمودة الواجبة ، وأنتم أولياء الله النجباء وعباده المكرمون.

أدعوك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وعليك من بعد البلاد والمسافة ، زائرا

٣٧١

مستبصرا لشأنك ، وافدا بقلبي نحوك ، عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، فعليك سلام الله ورحمته وبركاته ، أدعوك زائرا وافدا عائذا بك ، مستجيرا مما حملت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن شفيعا إلى ربي وربك ، فان لي ذنوبا وأوزارا ، ولك عندالله مقام معلوم وجاه عظيم ، اللهم يا رب الارباب صريخ المستصرخين إني عذت بوليك وابن نبيك ، فافكك رقبتي من النار.

آمنت با الله وبما أنزل عليكم ، وأتولى آخركم بما أتولى به أولكم ، و أبرأ إلى الله من كل وليجة دونكم ، فكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى اللهم صل على محمد وعلى آله الطاهرين ، يا الله يا رب محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والامة من ولد الحسين ، أتوسل إليك بهم ففك رقبتي من النار ، ولا تقطع رجائي يا أرحم الراحمين.

والسلام على ملائكة الله العكوف في فنائك ، وعلى الشهداء المستشهدين معك ، الثاوين حولك ورحمة الله وبركاته.

اللهم إني أسئلك بحق نبينا محمد المصطفى ، وبحق وليك ووصي نبيك أمير المؤمنين علي المرتضى ، وبحق الزهراء فاطمة الكبرى سيدة النساء ، وبحق الحسن والحسين سبطي نبي الهدى ، ورضيعي الندا ، وبحق علي زين العابدين ، وقرة عين الناظرين ، وبحق محمد باقر علم النبيين ، وبحق الخلف جعفر الصادق من الصادقين ، وبحق موسى الصالح من الصالحين ، وبحق علي الرضا من الراضين ، وبحق محمد الخير من الخيرين ، وبحق الصابر علي الشكور من الصابرين ، وبحق الحسن التقي من التقيين ، والسجاد الثاني و مكابد ليله التمام بالسهر ، وبحق النفس الزكية والروح الطيبة ، والخلف الصادق ، وحجتك وبينتك على خلقك ، ومن هم به يوم القيمة مخاصمون ، سمي نبيك ، ومظهر دينك ، والناصر لاوليائك ، والقاطع لاعدآئك في عبادك وبلادك.

اللهم فبحقك عليهم وبحقهم عليك وبشأنهم عندك ، فان لهم عندك شانا من

٣٧٢

الشأن تب علي يا تواب ، وافتح علي أبواب رزقك الحلال الطيب ، وعلى أهلي وولدي وإخوتي وعلى جميع عبادك من إخواني المؤمنين والمؤمنات ، وأعذني وأهلي وولدي وإخوتي وأهل عنايتي وإخواني من المؤمنين والمؤمنات من الفقر في الدنيا ، ومن النار في الاخرة ، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ، ولا أقل من ذلك ولا أكثر ، وأصلح لي ولاهلي وولدي وإخوتي وأخواتي شأننا كله ، و اكفني وإياهم ما أهمنا من أمر الدنيا والاخرة ، أعوذ بك من كل فتنة ، ومن فتنة الدجال ، يا رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة ، وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.

بيان : قوله : وعصائب عروته أي بهم يشد العرى التي تتمسك بها الخلق من الدين والطاعات ، وفي غير هذا الموضع وعصا عزه ولعله أظهر ، وقوله : و مكابد ليله التمام هو بكسر التاء قال الجوهري (١) : ليل التمام مكسور لا غير هو أطول ليلة في السنة وقال :

فبت اكابد ليل التمام

والقلب من خشية مقشعر

١٦ ـ قال مؤلف المزار الكبير : استغاثة إلى صاحب الزمان عليه‌السلام من حيث تكون ، تصلي ركعتين بالحمد وسورة ، وقم مستقبل القبلة تحت السماء وقل :

سلام الله الكامل التام ، الشامل العام ، وصلواته وبركاته القائمة التامة على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده ، وخليفته على خلقه وعباده ، وسلالة النبوة ، وبقية العترة والصفوة صاحب الزمان ، ومظهر الايمان ، ومعلن أحكام القرآن ، مطهر الارض ، وناشر العدل في الطول والعرض. والحجة القائم المهدي الامام المنتظر المرتضى ، الطاهر ابن الائمة الطاهرين ، الوصي ابن الاوصياء المرضيين الهادي المهدي ابن الائمة المعصومين.

السلام عليك يا وارث علم النبيين ، ومستودع حكم الوصيين ، السلام عليك

__________________

(١) صحاح الجواهرى ج ٥ ص ص ١٨٧٧ والبيت لامرئ القيس الكندى.

٣٧٣

يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ابن الحجج على الخلق أجمعين ، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء.

أشهد أنك الامام المهدي قولا وفعلا ، وأنك الذى يملا الارض قسطا و عدلا ، فعجل الله فرجك ، وسهل مخرجك ، وقرب زمانك ، وكثر أنصارك و أعوانك ، وأنجز لك ما وعدك فهو أصدق القائلين : « ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ».

يا مولاي يا صاحب الزمان ، يا ابن رسول الله حاجتي كذا وكذا فاشفع لي في نجاحها ، فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي أن لك عند الله شفاعة مقبولة ، ومقاما محمودا ، فبحق من اختصكم لامره ، وارتضاكم بسره ، وبالشأن الذى بينكم وبينه ، وسل الله تعالى في نجح طلبتي وإجابة دعوتي ، وكشف كربتي. وادع بما أحببت فانه يقضى إنشاء الله تعالى (١).

اقول : وجدت في أدعية عرفة من كتاب الاقبال (٢) زيارة جامعة للبعيد مروية عن الصادق عليه‌السلام ينبغي زيارتهم عليهم‌السلام بها في كل يوم لا سيما يوم عرفة :

السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه وأمينه على وحيه ، السلام عليك يا مولاي يا أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا مولاي أنت حجة الله على خلقه وباب علمه ووصي نبيه والخليفة من بعده في امته ، لعن الله امة غصبتك حقك وقعدت مقعدك ، أنا برئ منهم ومن شيعتهم إليك.

السلام عليك يا فاطمة البتول ، السلام عليك يا زين نساء العالمين ، السلام عليك يا بنت رسول العالمين صلى الله عليك وعليه ، السلام عليك يا ام الحسن والحسين

__________________

(١) المزار الكبير ص ٢٢٠.

(٢) الاقبال ص ٥٩٥.

٣٧٤

لعن الله امة غصبتك حقك ومنعتك ما جعل الله لك ، أنا برئ إليك منهم ومن شيعتهم.

السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن الزكي ، السلام عليك يا مولاي ، لعن الله امة قتلتك ، وبايعت في أمرك وشايعت ، أنا برئ إليك منهم ومن شيعتهم.

السلام عليك يا مولاي يا أبا عبدالله الحسين بن علي ، صلوات الله عليك وعلى أبيك وجدك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعن الله امة استحلت دمك ، ولعن الله امة قتلتك ، و استباحت حريمك ، ولعن أشياعهم ولعن الله الممهدين بالتمكين من قتالكم ، أنا برئ إلى الله وإليك منهم.

السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد علي بن الحسين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي ، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبدالله جعفر بن محمد ، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر ، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى ، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي ، السلام عليك يا مولاى يا أبا الحسن علي بن محمد ، السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن بن علي ، السلام عليك يا مولاي يا حجة ابن الحسن صاحب الزمان صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرة الطيبة.

يا موالي كونوا شفعائي في حط وزري وخطاياي ، آمنت بالله وبما انزل إليكم ، وأتوالى آخركم بما أتوالى أولكم ، وبرئت من الجبت والطاغوت و اللات والعزى ، يا موالى أنا سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم ، وعدو لمن عاداكم ، وولى لمن والاكم إلى يوم القيامة ، ولعن الله ظالميكم وغاصبيكم ولعن الله أشياعهم وأتباعهم وأهل مذهبهم ، وأبرأ إلى الله وإليكم منهم.

١٧ ـ ووجدت بخط بعض الافاضل نقلا من خط الشهيد ابن مكي قدس الله روحهما عنه عن أبي الحسن الفارسي قال : كنت كثير الزيارة لمولانا أبي عبدالله عليه‌السلام فقل مالي وضعف من الكبر جسمي ، فتركت الزيارة فرأيت ذات ليلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ومعه الحسن والحسين فمررت بهم ، فقال الحسين : يا رسول الله هذا الرجل

٣٧٥

كان يكثر زيارتي فانقطع عني ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعن مثل الحسين تهاجر وتترك زيارته؟ فقلت : يا رسول الله حاشا لي أن أهجر مولاي لكني ضعفت وكبرت ولهذا عزت زيارته ولقلة مالي تركت زيارته.

فقال عليه‌السلام : اصعد كل ليلة على سطح دارك وأشر بأصبعك السبابة إليه ، وقل :

السلام عليك وعلى جدك وأبيك ، السلام عليك وعلى امك وأخيك ، السلام عليك وعلى الائمة من بنيك ، السلام عليك يا صاحب الدمعة الساكبة ، السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة ، لقد أصبح كتاب الله فيك مهجورا ، ورسول الله فيك محزونا ، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على امناء الله وأحبائه ، السلام على محال معرفة الله ، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبى الله وذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحمة الله وبركاته.

ثم سل ما شئت فان زيارتك تقبل من قريب وبعيد.

٣٧٦

بسمه تعالى

إلى هنا انتهى الجزء الثاني من المجلد الثاني والعشرين من كتاب بحار الانوار ، وهو الجزء الأول بعد المائة حسب تجزئتنا ، يحتوى على ابواب زيارة سيد شباب أهل الجنة أبي عبدالله الحسين سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام.

ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه طبقا لنسخة التي صححها الفاضل الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي التوفيق.

السيد ابراهيم الميانجي

محمد الباقر البهبودي

٣٧٧

كلمة المحقق :

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الحمد لله رب العالمين وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، محمد المصطفى وآله الساة الشرفاء. وبعد فهذا هو القسم الثاني من المجلد الثاني والعشرين من بحار الانوار المختص بابواب الزيارات وفضل شد الرحال إلى المشاهد المقدسة التي تضم أجداث المعصومين الطاهرين عليهم‌السلام وأبنائهم الكرام وأعمال بعض المساجد الشريفة المخصوصة بالفضل.

ولما كان المجلد المذكور يضم في طبعته السابقة جيمع تلك الابواب حتى عرف بالمزار لاشتماله على مختلف الزيارات لسائر المعصومين عليهم‌السلام وكان من العسير ان نخرجه في طبعتنا هذه كما كان سابقا ، لذلك ارتأينا ان نجعله في ثلاثة اقسام تمشيا مع خطة الناشر في اخراج سائر اجزاء هذه الموسوعة الجليلة وليسهل حملها على الزائرين عند الحاجة اليها.

فكان القسم الاول متضمنا لما يخص المدينة والكوفة وزيارات من بهما من المعصومين عليهم‌السلام وسائر المشاهد والمساجد المعظمة فيهما.

وهذا القسم يتضمن ما يخص كربلا من الفضل والندب إلى زيارة من ثوى بها من الامام السبط الشهيد عليه‌السلام وسئر الشهداء أرواحنا لهم الفداء في مطلق الاوقات او في ايام مخصوصة مع ما يتعلق بذلك من آداب وسنن.

وقد استعنا في تحقيق نصوص هذا القسم وتخريج احاديثه على نفس المصادر

٣٧٨

التي اخذ عنها المؤلف رحمه الله مع الرجوع إلى الطبعة الاخرى من المزار المطبوعة في تبريز ، فقد كانت تلك المصادر وتلك المطبوعة أكبر عون لنا في تصحيح ما سها فيه القلم وقد عثرنا على طائفة كبيرة من الموارد خصوصا في الرموز المستعملة وقد نبهنا على بعضها في هوامش الكتاب ، بعد بذل الجهد الكثير لمعرفة الصحيح واثباته في المتن.

وختاما نسأل المولى جل اسمه ان يوفقنا وسيادة الناشر الحاج سيد اسماعيل كتابجي سلمه الله إلى تحقيق ما نصبوا اليه من خدمة دينية في اخراج باقي هذا الجزء وسائر ما بقي من اجزاء هذه الموسوعة الجليلة انه ولي التوفيق ومنه نستمد العون والعصمة على التحقيق.

والحمدلله بدءا وختاما.

النجف الاشرف

١ رجب المرجب سنة ١٣٨٨ هـ

محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

٣٧٩

فهرس

ما في هذا الجزء من الأبواب

ابواب فضل زيارة سيد شباب أهل الجنة أبى

عبدالله الحسين صلوات الله عليه

وآدابها وما يتبعها

١٨ ـ باب ان زيارته صلوات الله عليه واجبة مفترضة مامور بها ، وما ورد من الذم والتأنيب والتوعد على تركها وأنها لا تترك للخوف............................................................................. ١١ ـ ١

١٩ ـ باب أقلّ ما يزار فيه الحسين عليه‌السلام وأكثر ما يجوز تأخير زيارته............. ١٧ ـ ١٢

٢٠ ـ باب الاخلاص في زيارته عليه‌السلام والشوق اليها............................. ٢١ ـ ١٨

٢١ ـ باب ان زيارته صلوات الله عليه يوجب غفران الذنوب ودخول الجنة والعتق من النار وحط السيئات ورفع الدرجات واجابة الدعوات.................................................................... ٢٨ ـ ٢١

٢٢ ـ باب ان زيارته عليه الصلاة والسلام تعدل الحج والعمرة والجهاد والاعتاق... ٤٤ ـ ٢٨

٢٣ ـ باب ان زيارته صلوات الله عليه توجب طول العمر وحفظ النفس والمال وزيادة الرزق وتنفس الكرب وقضاء الحوائج       ٤٨ ـ ٤٥

٣٨٠