بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

مالك ، السلام على منيع بن زياد ، السلام على نعمان بن عمرو ، السلام على جلاس ابن عمرو ، السلام على عامر بن جليدة ، السلام على زائدة بن مهاجر ، السلام على شبيب بن عبدالله النهشلي ، السلام على حجاج بن يزيد ، السلام على جوير بن مالك السلام على ضبيعة بن عمرو ، السلام على زهير بن بشير ، السلام على مسعود بن الحجاج ، السلام على عمار بن حسان ، السلام على جندب بن حجير ، السلام على سليمان بن كثير ، السلام على زهير بن سلمان ، السلام على قاسم بن حبيب ، السلام على أنس بن الكاهل الاسدي ، السلام على الحر بن يزيد الرياحي ، السلام على ضرغامة بن مالك ، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق ، السلام على عبدالله ابن يقطر رضيع الحسين عليه‌السلام ، السلام على منجح مولى الحسين عليه‌السلام ، السلام على سويد مولى شاكر.

السلام عليكم أيها الربانيون ، أنتم خيرة اختاركم الله لابي عبدالله عليه‌السلام ، وأنتم خاصة اختصكم الله ، أشهد أنكم قتلتم على الدعاء إلى الحق ، ونصرتم ووفيتم وبذلتم مهجكم ، مع ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنتم السعداء سعدتم وفزتم بالدرجات العلى فجزاكم الله من أعوان وإخوان ، خير ماجازى من صبر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هنيئا لكم ما اعطيتم وهنيئا لكم مابه حبيتم ، طافت عليكم من الله الرحمة ، وبلغتم بها شرف الاخرة (١).

قال السيد رحمه الله : قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشورا برواية تخالف ماسطرناه في هذا المكان ، ويختلف في أسمائهم أيضا وفي الزيادة والنقصان ، وينبغى أن تعرف أيدك الله بتقواه أننا تبعنا في ذلك مارأيناه أورويناه ، ونقلنا في كل موضع كما وجدناه.

فاذا فرغت وفقك الله مما ذكرناه ، فعد إلى عند رأس الحسين عليه‌السلام فصل صلاة الزيارة ومابدا لك من الصلوات ، وأكثر لنفسك ولوالديك ولاخوانك من الدعاء فانه يستجاب إنشاءالله تعالى.

فاذا أردت وداعه صلوات الله عليه فودعه ببعض وداعاته المذكورة عقيب ماقدمناه

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٥٦ ١٥٧.

٣٤١

من زياراته (١).

٢ ـ لد : روى عن الصادق عليه‌السلام في زيارة الحسين عليه‌السلام قال : تقف على القبر وتقول : الحمد لله العلي العظيم ، والسلام عليك أيها العبد الصالح الزكي ، اودعك شهادة مني لك تقربني إليك في يوم شفاعتك ، أشهد أنك قتلت ولم تمت ، بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك ، وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك ، وأشهد أنك نور الله الذي لم يطفأ ولا يطفأ أبدا ، وأنك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبدا ، وأشهد أن هذه التربة تربتك ، وهذا الحرم حرمك ، وهذا المصرع مصرع بدنك ، لاذليل والله معزك ، ولا مغلوب والله ناصرك ، هذه شهادة لي عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (٢).

اقول : والظاهر أن هذه زيارة مطلقة لكن أوردها الكفعمي في مصباحه في زيارة نصف شعبان.

٣ ـ قل ، مل : حدثني سالم بن عبدالرحمن عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلا ، فقرأ ألف مرة قل هوالله أحد ويستغفر الله ألف مرة ، ويحمدالله ألف مرة ، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن شر كل شيطان وسلطان ، ويكتبان له حسناته ، ولايكتب عليه سيئة ويستغفران له ماداما معه.

اقول : ومما يناسب ليلة النصف من شعبان زيارة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه بما سيأتي في باب زياراته فإنها ليلة ولادته عليه وعلى آبائه السلام.

٤ ـ قل : منقولة من خط محمد بن على الطرازي من كتابه فقال ماهذا لفظه : و نقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون أحسن الله توفيقه ماذكرأنه حذف إسناده قال : ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبرسيدنا أبي عبدالله الحسين بن علي صلوات الله عليهما أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة ، و

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٥٧ ١٥٨.

(٢) البلد الامين ص ٢٨٤.

٣٤٢

تقرأ هما في الركوع عشر مرات ، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك ، كما تفعل في صلاة التسبيح وتدعو بعدهما فتقول :

أنت الله الذي استجبت لادم وحواحين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفرلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، وناداك نوح فاستجبت له ونجيته وآله من الكرب العظيم ، وأطفأت نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما ، وأنت الذي استجبت لايوب حين ناداك إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فكشفت ما به من ضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الالباب.

وأنت الذي استجبت لذي النون حين ناداك في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فنجيته من الغم ، وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت : قد اجيبت دعوتكما ، وأغرقت فرعون وقومه ، وغفرت لداود ذنبه ، ونبهت قلبه وأرضيت خصمه منك.

وأنت الذي فديت الذبيح بذبح عظيم ، حين أسلما وتله للجبين ، فناديته بالفرح والروح.

وأنت الذي ناداك زكريا نداء خفيا ، قال رب إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ، وقلت ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وأنت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات لنزيدهم من فضلك.

رب فلا تجعلني أهون الراغبين إليك ، واستجب لي كما استجبت لهم ، بحقهم عليك طهرني وتقبل صلاتي ، وحسناتي ، وطيب بقية حياتي ، وطيب وفاتي ، و اخلفني فيمن اخلف ، واحفظهم رب بدعائي ، واجعل ذريتي ذرية طيبة تحوطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك برحمتك يا رحيم ، يا من هو على كل شئ قدير ، وعلى كل شئ رقيب ، ومن كل سائل قريب ، ولكل داع من خلقه مجيب.

أنت الله لا إله إلا أنت الحى القيوم ، الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، تملك القدرة التي علوت بها فوق عرشك ، ورفعت بها

٣٤٣

سماواتك ، وأرسيت بها جبالك ، وفرشت بها أرضك ، وأجريت بها الانهار ، وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والليل والنهار ، وخلقت بها الخلائق.

أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي اشرقت به السماوات ، وأضاءت به الظلمات أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تكفيني أمر من يعاديني ، وأمر ولدي وعيالى وأغنني وإياهم من خزائنك وسعة رزقك وفضلك ، وارزقنى العفة في دينك ، وانفعني بما نفعت به من ارتضيت من عبادك ، واجعلني للمتقين إماما ، كما جعلت إبراهيم ، فان بتوفيقك يفوز المتقون ، ويتوب التائبون ، ويعبدك العابدون ، وبتسديدك وإرشادك نجا الصالحون من النار.

اللهم آت نفسي تقواها ، وأنت وليها وموليها ، وأنت خير من زكيها ، اللهم بين لها رشادها وتقويها ، ونزلها من الجنان أعلاها وطيب وفاتها ومحياها ، وأكرم منقلبها ومثويها ، ومستقرها ومأويها أنت ربها وموليها.

اللهم اسمع واستجب (برحمتك) بمنزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم صلوات الله عليه وعليهم عندك و بمنزلتهم لديك يا أرحم الراحمين (١).

اقول : إنما أعدت هذا الدعاء مع تقدم ذكره للاختلاف الكثير بين النسختين.

__________________

(١) الاقبال : ٢١٢ ـ.

٣٤٤

٢٧

* (باب) *

* (زيارة ليلة النصف من رجب ويومها وقد قدمنا فضلها) *

١ ـ قال الشيخ المفيد نور الله ضريحه من الزيارة المخصوصة زيارة النصف من رجب تسمى بالغفيلة فاذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل وكبرالله تعالى ثلاثا وقف على القبر وقل :

السلام عليكم يا آل الله ، السلام عليكم يا صفوة الله ، السلام عليكم يا سادة السادات ، السلام على ليوث الغابات ، السلام عليكم يا سفن النجاة ، السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ، السلام عليك يا وارث علم الانبياء ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله ، السلام عليك يابن محمد المصطفى ، السلام عليك يا ابن علي المرتضى ، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى.

السلام عليك يا شهيد بن الشهيد ، السلام عليك يا قتيل بن القتيل ، السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته على خلقه ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، ورزئت بوالديك ، وجاهدت عدوك ، وأشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب ، وأنك حبيب الله وخليله ، ونجيه وصفيه وابن صفيه ، يا مولاي زرتك مشتاقا فكن لي شفيعا إلى الله يا سيدي ، وأستشفع إلى الله بجدك سيد النبيين ، وبأبيك سيد الوصيين وبامك فاطمة سيدة نساء العالمين ، ألا لعن الله قاتليك ولعن الله ظالميك ، ولعن الله سالبيك ومبغضيك من الاولين والاخرين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ثم قبل الضريح وتوجه إلى علي بن الحسين عليه‌السلام وزره فقل :

السلام عليك يا مولاي وابن مولاي لعن الله قاتليك ، ولعن الله ظالميك ، إنى

٣٤٥

أتقرب إلى الله بزيارتكم وبمحبتكم ، وأبرء إلى الله من أعدائكم ، والسلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته.

ثم امش حتى تأتي قبور الشهداء فقف وقل :

السلام على الارواح المنيخة بقبر أبي عبدالله الحسين عليه‌السلام السلام عليكم يا طاهرين من الدنس ، السلام عليكم يا مهديون السلام عليكم يا أبرار الله ، السلام عليكم وعلى الملائكة الحافين بقبوركم أجمعين ، جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته وتحت عرشه إنه أرحم الراحمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم امش إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين عليه‌السلام فاذا أتيت مشهده فقف على باب القبة وقل : سلام الله وسلام ملائكته المقربين.

اقول : وذكر مثل ما مر في باب زيارته رضي الله عنه.

بيان : قوله عليه‌السلام تسمى بالغفيلة إنما سميت بذلك لغفلة عامة الناس عن فضلها وحرمانهم عنها « قوله » : يا آل الله أي أتباعه وأولياؤه ومن يؤول أمرهم إليه والليث الاسد ، والغابات الاجام وكأنه شبه المعارك لكثرة ما فيها من الرماح والاسنة بالاجام « قوله » : رزئت بوالديك على بناء المجهول مهموزا أي أصابتك المصيبة بشهادتهما ومظلوميتهما والرزاء بفقد الاعزة.

أقول : هذه الزيارة هي التي زاره عليه‌السلام بها جابر الانصارى رضي الله عنه في يوم الاربعين ، وقد قدمنا ذكرها.

وقال السيد رضي الله عنه عند ذكر زيارة النصف من رجب : روي عن ابن أبي نصر قال : سألت الرضا عليه‌السلام في أي شهر نزور الحسين عليه‌السلام؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان.

ثم قال : فاما كيفية زيارته عليه‌السلام في هذا الوقت فينبغي أن يزار بالزيارة الجامعة في أيام رجب وسيأتي ذكرها في الزيارات الجامعة أو بما تقدم من الزيارات المنقولة لسائر الشهور فاني لم أقف على زيارة مختصة بهذا الوقت المذكور (١).

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٦٠.

٣٤٦

٢٨

* « (باب) » *

* « (زيارته عليه‌السلام في يوم ولادته) » *

وهو ثالث شعبان على المشهور ، وروي خامسه وقد مر القول فيه ، وأما كيفيته فلم نرفيه لفظا مخصوصا فليزره عليه‌السلام ببعض الزيارات المطلقة ، وليدع بعد الصلاة بهذا الدعاء الذي يظهر من لفضه أن تلاوته عند قبره عليه‌السلام أنسب وأولى.

١ ـ قال الشيخ في المصباح (١) والسيد ابن طاووس في الاقبال (٢) خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليهما‌السلام أن مولانا الحسين عليه‌السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، فصمه وادع فيه بهذا الدعاء : اللهم إني أسئلك بحق المولود في هذا اليوم ، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها ، والارض ومن عليها ، ولما يطأ لابتيها ، قتيل العبرة ، وسيد الاسرة ، الممدود بالنصر يوم الكرة ، المعوض من قتله أن الائمة من نسله ، والشفآء في تربته ، والفوز معه في أوبته ، والاوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتى يدركوا الاوتار ، ويثأروا الثار ، ويرضوا الجبار ، و يكونوا خير أنصار ، صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار.

اللهم فبحقهم إليك أتوسل ، وأسأل سؤال مقترف ومعترف مسئ إلى نفسه مما فرط في يومه وأمسه ، يسألك العصمة إلى محل رمسه ، اللهم صل على محمد وعترته ، واحشرنا في زمرته ، وبوئنا معه دار الكرامة ، ومحل الاقامة.

اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته ، وارزقنا مرافقته وسابقته

__________________

(١) مصباح الطوسى ص ٥٧٤.

(٢) كتاب الاقبال : ١٨٥.

٣٤٧

واجعلنا ممن يسلم لامره ، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه ، الممدودين منك بالعدد الاثنى عشر ، النجوم الزهر ، و الحجج على جميع البشر.

اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة ، وأنجح لنا فيه كل طلبة ، كما وهبت الحسين لمحمد جده ، وعاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته ، وننتظر أوبته آمين رب العالمين.

ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه‌السلام وهو آخر دعائه عليه‌السلام يوم كوثر : اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت ، شديد المحال غني عن الخلائق ، عريض الكبرياء ، قادر على ما تشآء ، قريب الرحمة ، صادق الوعد ، سابق النعمة ، حسن البلاء ، قريب إذا دعيت ، محيط بما خلقت ، قابل التوبة لمن تاب إليك ، قادر على ما أردت ، ومدرك ما طلبت ، وشكور إذا شكرت ، وذكور إذا ذكرت ، أدعوك محتاجا ، وأرغب إليك فقيرا ، وأفزع إليك خائفا ، وأبكي إليك مكروبا ، وأستعين بك ضعيفا ، وأتوكل عليك كافيا.

احكم بيننا وبين قومنا بالحق ، فانهم غرونا وخدعونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد بن عبدالله الذي اصطفيته بالرسالة ، وائتمنته على وحيك ، فاجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال ابن عياش : سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول : سمعت أن أبا عبدالله عليه‌السلام يدعو به في هذا اليوم ، وقال : هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان وهو مولد الحسين عليه‌السلام.

« توضيح » قوله عليه‌السلام : ولما يطأ لابتيها قال في النهاية : (١) اللابة الحرة وهي الارض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها ، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين انتهى. فالضمير إما راجع إلى المدينة لظهورها بالقرائن وإن لم يسبق ذكرها ، أو إلى الارض ، والمراد أيضا اللابتان المخصوصتان ، وعلى التقادير المراد

__________________

(١) النهاية ج ٤ ص ٧٢.

٣٤٨

قبل مشيه على الارض ، والاسرة عشيرة الرجل وأهل بيته.

« قوله عليه‌السلام » : والاوصياء ، أي أوبة الاوصياء إما بجره على مذهب الكوفيين أو نصبه بالعطف على المحل ، أو يكون الواو بمعنى مع « قوله عليه‌السلام » : ويثاروا الثار أي يطلبوا الدم وهو مهموز ، وقد يقلب في الثار تخفيفا ، وهذه الفقرات تدل على رجعة جميع الائمة عليهم‌السلام في الكرة.

« قوله » يوم كوثر على بناء المجهول أي صار مغلوبا بكثرة العدو ، ثم الظاهر أن الدعاء الاخير إنما يتلوه الداعي إلى قوله : احكم بيننا وبين قومنا ثم يذكر بعد ذلك حاجته.

٢٩

* (باب) *

* « (زيارات ليالى شهر رمضان وأعمالها) » *

* « (المختصة بهذا المكان) » *

١ ـ قل : عن أبي المفضل الشيباني باسناده من كتاب علي بن عبدالواحد النهدي في حديث يقول فيه عن الصادق عليه‌السلام أنه قيل له : فما ترى لمن حضر قبره ـ يعني الحسين عليه‌السلام ـ ليلة النصف من شهر رمضان؟ فقال : بخ بخ من صلى عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء من غير صلاة الليل يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات واستجار بالله من النار كتبه الله عتيقا من النار ، ولم يمت حتى يرى في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة وملائكة يؤمنونه من النار (١).

اقول : قد مر بيان فضل زيارته صلوات الله عليه في أول شهر رمضان و وسطه وآخره فليزره عليه‌السلام فيها ببعض الزيارات المطلقة لعدم ورود زيارة مخصوصة.

__________________

(١) الاقبال : ٣٨٧.

٣٤٩

٢ ـ وقال المفيد والسيد والشهيد رحمهم الله : من الزيارات المخصوصة زيارة ليلة القدر ويومي العيدين ، فاذا أردت زيارته عليه‌السلام في الاوقات المذكورة فأت مشهده المقدس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك ، فاذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك ، واجعل القبلة بين كتفيك وقل :

السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا مولاي يا أبا ـ عبدالله ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك (قد) أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرت على الاذى في جنبه محتسبا حتى أتيك اليقين.

أشهد أن الذين خالفوك وحاربوك ، والذين خذلوك ، والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الامي وقد خاب من افترى ، لعن الله الظالمين لكم من الاولين والاخرين ، وضاعف عليهم العذاب الاليم.

أتيتك يا مولاي يابن رسول الله زائرا عارفا بحقك ، مواليا لاوليائك ، معاديا لاعدائك ، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه ، عارفا بضلالة من خالفك ، فاشفع لي عند ربك.

ثم انكب على القبر وضع خدك عليه وتحول إلى عند الرأس وقل : السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه ، صلى الله على روحك الطيب وجسدك الطاهر وعليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته.

ثم انكب على القبر وقبله وضع خدك عليه وانحرف إلى عند الرأس فصل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما تيسر.

ثم تحول إلى عند الرجلين وزر على بن الحسين صلوات الله عليه وقل : السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته ، لعن الله من ظلمك ، و لعن الله من قتلك ، وضاعف عليهم العذاب الاليم. وادع بما تريد.

ثم زر الشهداء منحرفامن عند الرجلين إلى القبلة فقل : السلام عليكم

٣٥٠

أيها الصديقون ، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون ، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله ، وصبرتم على الاذى في جنب الله ، ونصحتم لله ولرسوله حتى أتاكم اليقين ، أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون فجزاكم الله عن الاسلام وأهله أفضل جزاء المحسنين ، وجمع الله بيننا وبينكم في محل النعيم.

ثم امض إلى مشهد العباس بن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام فاذا وقفت عليه فقل : السلام عليك يا ابن أميرالمؤمنين ، السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ، أشهد أنك جاهدت ونصحت وصبرت حتى أتاك اليقين ، لعن الله الظالمين لكم ، من الاولين والاخرين ، وألحقهم بدرك الجحيم (١).

بيان : قال السيد ـ رحمه الله ـ : هذه الزيارة مختصة بليلة القدر ويزار بها في العيدين.

٣ ـ وقال مؤلف المزار الكبير : زيارة مختصرة يزار الحسين عليه‌السلام بها في ليلة القدر وفي العيدين بالاسناد عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : إذا أردت زيارة أبي عبدالله عليه‌السلام فلتأت مشهده بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك وساق الزيارات نحوا مما مر إلى قوله : بدرك الجحيم : ثم قال : ثم يصلي في مسجده تطوعا ما أراد وينصرف (٢).

أقول : يظهر من الرواية أنها من الزيارات المطلقة ولا اختصاص لها بالازمان المخصوصة ، ولنوضح بعض ألفاظها « قوله : في جنبه » قال الطبرسي ـ رحمه الله ـ (٣) في قوله تعالى « يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله » أي يا ندامتي على ما ضيعت من ثواب الله عن ابن عباس ، وقيل قصرت في أمر الله عن مجاهد والسدي ، وقيل في طاعة الله عن الحسن.

قال الفراء : الجنب القرب أي في قرب الله وجواره ويقال : فلان يعيش في

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٧١ ـ ١٧٢ ومزار الشهيد ص ٥١ ـ ٥٢.

(٢) المزار الكبير ص ١٣٧.

(٣) مجمع البيان ج ٨ ص ٥٠٥.

٣٥١

جنب فلان أي في قربه وجواره ، ومنه قوله تعالى : « والصاحب بالجنب » فيكون المعنى على هذا القول على ما فرطت في طلب جنب الله أي في طلب جواره وقربه وهو الجنة ، وقال الزجاج : أي فرطت في الطريق الذي هو طريق الله فيكون الجنب بمعنى الجانب أي قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله ، انتهى.

٣٠

((باب))

* « زيارته صلوات الله عليه في ليلتى عيد الفطر وعيد الاضحى » *

١ ـ قال المفيد والسيد والشهيد رضى الله عنهم : إذا أردت زيارته في الليلتين المذكورتين فقف على باب القبة وارم بطرفك نحو القبر مستأذنا فقل : يا مولاي يا أبا عبدالله يا ابن رسول الله ، عبدك وابن أمتك ، الذليل بين يديك ، والمصغر في علو قدرك ، والمعترف بحقك ، جاءك مستجيرا بك ، قاصدا إلى حرمك ، متوجها إلى مقامك ، متوسلا إلى الله تعالى بك ، ءأدخل يا مولاي ، ءأدخل يا ولي الله ، ءأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم ، المقيمين في هذا المشهد؟

فان خشع قلبك ودمعت عينك فأدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل : بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله ، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.

ثم قل : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، والحمد لله الفرد الصمد ، الماجد الاحد ، المتفضل المنان ، المتطول الحنان الذي من تطوله سهل لي زيارة مولاي باحسانه ، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا ، ولا عن ذمته مدفوعا ، بل تطول ومنح.

ثم ادخل فاذا توسطت وصرت حذاء القبر فقم حذاءه بخضوع وبكاء وتضرع وقل :

السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح أمين الله

٣٥٢

السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيب الله ، السلام عليك يا وارث علي حجة الله ، السلام عليك أيها الوصي البر التقي ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في الله حق جهاده ، حتى استبيح حرمك وقتلت مظلوما.

ثم قم عند رأسه خاشعا قلبك دامعة عينك ثم قل :

السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليك يا بطل المسلمين يا مولاي أشهد أنك كنت نورا في الاصلاب الشامخة ، والارحام المطهرة ، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ، وأشهد أنك من دعائم الدين ، وأركان المسلمين ، ومعقل المؤمنين ، وأشهد أنك الامام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي ، وأشهد أن الائمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى ، والحجة على أهل الدنيا.

ثم انكب على القبر وقل :

إنا لله وإنا إليه راجعون يا مولاي أنا موال لوليكم ، ومعاد لعدوكم ، وأنا بكم مؤمن ، وبايابكم موقن ، بشرايع ديني ، وخواتيم عملى وقلبي لقلبكم سلم وأمري لامركم متبع ، يا مولاي أتيتك خائفا فآمنى ، وأتيتك مستجيرا فأجرنى وأتيتك فقيرا فأغنني ، سيدي ومولاي أنت مولاي حجة الله على الخلق أجمعين ، آمنت بسركم وعلانيتكم وبظاهركم وباطنكم وأولكم وآخركم ، وأشهد أنك التالي لكتاب الله وأمين الله الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، لعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.

ثم صل عند الرأس ركعتين فاذا سلمت فقل :

اللهم إني لك صليت ولك ركعت ولك سجدت ، وحدك لا شريك لك ، فانه

٣٥٣

لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلا لك لانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية ، واردد على منهم السلام اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي الحسين بن علي عليه‌السلام ، اللهم صل على محمد وعليه ، وتقبلهما مني ، وأجرني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا ولي المؤمنين.

ثم انكب على القبر وقبله وقل :

السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد ، قتيل العبرات ، أسير الكربات اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك الثائر بحقك أكرمته بكرامتك وختمت له بالشهادة ، وجعلته سيدا من السادة ، وقائدا من القادة ، وأكرمته بطيب الولادة ، وأعطيته مواريث الانبياء ، وجعلته حجة على خلقك من الاوصياء فأعذر في الدعاء ، ومنح النصيحة ، وبذل مهجته فيك ، حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ، وقد توازر عليه من غرته الدنيا ، وباع حظه من الاخرة بالادنى وتردى في هواه ، وأسخطك نبيك ، وأطاع من عبادك اولي الشقاق والنفاق وحمله الاوزار المستوجبين النار ، فجاهدهم فيك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى سفك في طاعتك دمه ، واستبيح حريمه ، اللهم العنهم لعنا وبيلا ، وعذبهم عذابا أليما.

ثم اعطف على علي بن الحسين عليهما‌السلام وهو عند رجل الحسين عليه‌السلام وقل :

السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك أيها المظلوم الشهيد ، بأبي أنت وامي عشت سعيدا ، وقتلت مظلوما شهيدا.

ثم انحرف إلى قبور الشهداء وقل :

السلام عليكم أيها الذابون عن توحيد الله ، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، بأبي أنتم وامي فزتم فوزا عظيما.

ثم امض إلى مشهد العباس بن علي عليهما‌السلام وقف على ضريحه الشريف وقل :

٣٥٤

السلام عليك أيها العبد الصالح ، والصديق المواسي ، أشهد أنك آمنت بالله ونصرت ابن رسول الله ، ودعوت إلى سبيل الله وواسيت بنفسك ، فعليك من الله أفضل التحية والسلام.

ثم انكب على القبرو قل : بأبي أنت وامي ياناصر دين الله ، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق ، السلام عليك يا ناصر الحسين الشهيد ، عليك مني السلام مابقيت وبقي الليل والنهار.

ثم صل عند رأسه ركعتين وقل ما قلت عند رأس الحسين عليه‌السلام فارجع إلى مشهد الحسين عليه‌السلام وأقم عند ما أحببت ، إلا أنه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك.

فاذا أردت وداعه فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول : السلام عليك يامولاي سلام مودع لا قال ولا سئم ، فان أنصرف فلا عن ملالة وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعدالله الصابرين ، يامولاي لاجعله الله آخرالعهد مني لزيارتك ، ورزقني العود إليك ، والمقام في حرمك ، والكون في مشهدك ، آمين رب العالمين.

ثم قبله وأمر ساير بدنك فانك أمان وحرز ، واخرج من عنده القهقرى لاتوله دبرك وقل :

السلام عليك ياباب المقام ، السلام عليك ياشريك القرآن ، السلام عليك ياحجة الخصام ، السلام عليك ياسفينة النجاة ، السلام عليكم ياملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم ، السلام عليك أبدا مابقيت وبقي الليل والنهار.

وقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولاحول ولاقوة إلابالله العلي العظيم ثم انصرف مرحوما مغبوطا إنشاءالله تعالى.

قال السيد ـ رحمه الله ـ : فاذا فعلت ذلك كنت كمن زارالله في عرشه (١).

بيان : قوله : ولا عن ذمته مدفوعا الذمة بالكسر : العهد والامان والضمان

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٧٢ ١٧٥ ومزار الشهيد ص ٤٨ ٥٠ وفيه إلى نهاية زيارة الشهداء (ع).

٣٥٥

والحرمة والحق ذكره الجزري (١) والبطل بالتحريك الشجاع « قوله » لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها أي لم يصادفك في آبائك كافرولا فاسق متصف بصفات الجاهلية بل كلهم كانوا معصومين مطهرين.

ومدلهمات الثياب أيضا كناية عنها ، ويحتمل أن يكون إحداهما إشارة إلى طيب الولادة منه ومن آبائه الكرام إلى آدم عليه‌السلام ، أو إلى عدم عروض الشكوك والشبه له عليه‌السلام. والمعقل الحصن ويحتمل رفعه بالعطف على الجار « قوله » : كلمة التقوى ، إفراد بعض الفقرات للحمل على كل واحد ، أوللاشارة إلى أنهم من نور واحد وكرجل واحد لتوافقهم في العلوم والفضايل والكمالات.

« قوله » قتيل العبرات العبرة بالفتح الدمعة أوتردد البكاء في الصدر ، أى القتيل الذى تسكب عليه العبرات ، كما قال صلوات الله عليه : أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

« قوله » الثائر بحقك أي يطلب دمه ودماء أهل بيته في الرجعة بحقك و بحكمك أوفي الاولى أيضا طلب دم أبيه بالحق أوقتل الناس بالحق ، ويحتمل أن يكون الثائر بمعنى المقتول قال الفيروز آبادي (٢) الثارالدم والطلب به وقاتل حميمك ، والثائر من لا يبقى على شئ حتى يدرك ثاره انتهى ، ولايبعد أن يكون مستعملا في مطلق الطلب أي الطالب بحقك « قوله » فأعذرفي الدعاء أي بالغ فيه حتى أبدى عذره والمهجة بالضم الدم أودم القلب والروح.

٢ ـ اقول : مؤلف المزار الكبير : زيارة اخرى لابي عبدالله الحسين صلوات الله عليه يزار بها أيضافي العيدين ، إذا أردت زيارته عليه‌السلام فصم ثلاثة أيام واغتسل في اليوم الثالث واجمع أهلك إليك وولدك وقل :

اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي وكل من كان مني بسبيل ، الشاهد منهم والغائب ، اللهم احفظنا بحفظ الايمان واحفظ علينا ، اللهم

__________________

(١) النهاية ج ٢ ص ٥٣.

(٢) القاموس ج ١ ص ٣٨١.

٣٥٦

اجعلنا في حرزك ، ولا تسلبنا نعمتك ، ولاتغير مابنا من نعمة وعافية ، وزدنا من فضلك ، إنا إليك راغبون.

ثم اخرج من منزلك خاشعا وأكثرمن التهليل والتكبير والتحميد والتمجيد والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وامض وعليك السكينة والوقار (١).

٣ ـ وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار الحسين من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسين إلى أن تقوم الساعة (٢).

فاذا لاحت لك القبة السامية فقل : الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وسلام على آل يس ، إنا كذالك نجزي المحسنين ، والسلام على الطيبين الطاهرين الاوصياء الصادقين ، القائمين بأمر الله وحججه الساعين إلى سبيل الله المجاهدين في الله حق جهاده ، الناصحين لجميع عباده ، المستخلفين في بلاده ، المرشدين إلى هدايته وإرشاده.

فاذا أشرفت على قنطرة العلقمي فقل : اللهم إليك قصد القاصدون ، وفي فضلك طمع الراغبون ، وبك اعتصم المعتصمون ، وعليك توكل المتوكلون ، وقد قصدتك وافدا ، وفي رحمتك طامعا ، ولعزتك خاضعا ، ولولاة أمرك طائعا ، ولامرهم متابعا ، اللهم ثبتني على محبة أوليائك ، ولا تقطع أثري عن زيارتهم ، واحشرني في زمرتهم ، وأدخلني الجنة بشفاعتهم.

فاذا أتيت الفرات فكبرالله مائة تكبيرة وهلله مائة تهليلة ، وصل على محمدالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة ثم قل :

اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال ، وشدت إليه الرحال ، وأنت سيدي أكرم مزور وأكرم مقصود ، وقد جعلت لكل زائر كرامة ، ولكل وافد تحفة ، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتى من النار ، واشكر سعيي وارحم مسيري إليك من أهلي ، بغيرمن منى عليك ، بل لك المن علي ، إذ جعلت لي السبيل إلى

__________________

(١ ـ ٢) المزار الكبير ص ١٣٨.

٣٥٧

زيارة ابن نبيك ، وعرفتني فضله ، وحفظتني بالليل والنهار ، حتى بلغتني هذا المكان ، وقد رجوتك فلا تقطع رجائي ، وقد أملتك فلا تخيب أملي ، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي يارب العالمين.

وانزل واغتسل وقل في غسلك : بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله والصادقين عن الله عزوجل ، اللهم طهر به قلبي ، واشرح به صدري ، ونور به قلبي ، ويسر به أمري ، اللهم اجعله لي نوراو طهورا ، وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ما أخاف وأحذر ، اللهم اجعل لي شاهدايوم حاجتي وفقرى وفاقتي إليك يارب العالمين ، إنك على كل شئ قدير.

فاذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين وصل ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الذي قال الله عزوجل « في الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب و زرع ونخيل صنوان وغيرصنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل » تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل هوالله أحد فاذاسلمت فسبح ثم قل : الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها الرحمان الرحيم ، الذي هدانا لهذاوما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، لقد جاءت رسل ربنا بالحق اللهم لك الحمد حمدا كثيرا أبدا ، لاينقطع ولايفنى ، حمدا يصعد أوله ولاينفد آخره ، حمدا يزيد ولا يبيد ، وصلى الله على محمد البشير النذير وعلى آله الاخيار الابرار وسلم تسليما.

فاذا توجهت إلى الحاير على ساكنه السلام فقل : اللهم إليك توجهت ، و لبابك قرعت ، وبفنائك نزلت ، وبحبلك اعتصمت ، ولرحمتك تعرضت ، وبوليك توسلت ، فصل على محمد وآله واجعل زيارتي مبرورة ، ودعائي مقبولا.

ثم امش وقصر خطاك وعليك السكينة والوقار والخشوع والتكبير والتهليل والتحميد والتمجيد والثناء على الله عزوجل والصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والبراءة ممن أسس الجور والظلم عليهم ، ودفعهم عن مقاماتهم ، وأزالهم عن مراتبهم ومن نصب لهم حربا أوجحدهم حقا.

٣٥٨

وإذا أردت الاستيذان فقم عند باب القبة وارم بطرفك نحوالقبر وقل : يا مولاي يا أباعبدالله ، يا ابن رسول الله عبدك وابن أمتك. الذليل بين يديك ، والمصغر في علو قدرك والمعترف بحقك ، جاءك مستجيرا بك ، قاصدا إلى حرمك ، متوجها إلى مقامك ، متوسلا إلى الله تعالى بك ، ءأدخل يامولاي ، ءأدخل ياملائكة الله المحدقين بهذا الحرم ، المقيمين في هذا المشهد (١).

أقول : وساق الزيارات نحوا مما مر برواية المفيد.

٣١

(باب)

* « زيارة ليلة عرفة ويومها » *

١ ـ قال الشيخ المفيد والسيد والشهيد قدس الله أرواحهم : إذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات إن أمكنك وإلا فمن حيث أمكنك ، والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشريفة وأنت على سكينة ووقار ، فاذا بلغت باب الحاير فكبرالله تعالى وقل :

الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، لقد جاءت رسل ربنابالحق ، السلام على رسول الله ، السلام على أميرالمؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام على الحسن والحسين ، السلام على علي بن الحسين ، السلام على محمد ابن علي ، السلام على جعفربن محمد ، السلام على موسى بن جعفر ، السلام على علي بن موسى ، السلام على محمد بن على ، السلام على علي بن محمد ، السلام على الحسن بن علي السلام على الخلف الصالح المنتظر ، السلام عليك يا أباعبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك الموالي لوليك المعادى لعدوك ، استجار بمشهدك ، وتقرب إلى الله بقصدك ، الحمد لله الذى هدانا لولايتك ، وخصنى بزيارتك

__________________

(١) المزار الكبير ص ١٣٨ ١٤١.

٣٥٩

وسهل لي قصدك (١).

ثم ادخل فقف ممايلي الرأس وقل : السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله ، السلام عليك يا وارث أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن محمد المصطفى ، السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وأطعت الله حتى أتاك اليقين ، فلعن الله امة قتلتك ، ولعن الله امة ظلمتك ، ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به.

يا مولاي يا أبا عبدالله اشهدالله وملائكته وأنبياءه ورسله ، أني بكم مؤمن وبايابكم ، موقن بشرايع ديني ، وخواتيم عملى ، ومنقلبي إلى ربي ، فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى شاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم.

السلام عليك يا ابن خاتم النبيين ، وابن سيد الوصيين ، وابن إمام المتقين وابن قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم ، وكيف لا تكون كذلك وأنت باب الهدى ، وإمام التقى ، والعروة الوثقى ، والحجة على أهل الدنيا ، وخامس أهل الكساء ، غذتك يد الرحمة ، ورضعت من ثدي الايمان ، وربيت في حجر الاسلام فالنفس غير راضية بفراقك ، ولا شاكة في حياتك ، صلوات الله عليك وعلى آبائك وأبنائك.

السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة ، وقرين المصيبة الراتبة ، لعن الله امة استحلت منك المحارم ، فقتلت صلى الله عليك مقهورا ، وأصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بك موتورا ، وأصبح كتاب الله بفقدك مهجورا ، السلام عليك وعلى جدك وأبيك

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٨٣١٨٢ ومزار الشهيد ص ٥٢ ٥٣ بتفاوت يسير بينهما.

٣٦٠