بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ربهم قائمون ، السلام علينا وعلى عبادالله الصالحين ، والحمد لله رب العالمين.

وتقول : سلام الله وسلام ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين يا ابن رسول الله عليك وعلى روحك وبدنك وعلى ذريتك ومن حضرك من أوليائك ، أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسول الله وبما حاء به من عند الله اللهم اكتبنا مع الشاهدين.

وتقول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن رسولك ، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني ، اللهم وانفعني بحبه يا رب العالمين اللهم ابعثه مقاما محمودا إنك على كل شئ قدير ، اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه ، فان جعلته يارب فاحشرني معه ، ومع آبائه وأوليائه ، وإن أبقيتني يارب فارزقني العود إليه ، ثم العود إليه بعد العود ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك ، وحبب إلي مشاهدهم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تشغلني عن ذكرك باكثار علي من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها ، وتفتني زهرات زينتها ، ولا باقلال يضر بعملي كده ، ويملاء صدري همه ، أعطني من ذلك غنى عن أشرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضاك يا رحمن السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر أبي عبدالله.

ثم ضع خدك الايمن على القبر مرة والايسر مرة ، وألح في الدعاء والمسألة فاذا خرجت فلا تول وجهك عن القبر حتى تخرج (١).

٢ ـ مل : وداع قبور الشهداء عليهم‌السلام تقول : اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهم ، وأشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابن نبيك ، وحجتك على خلقك ، وجهادهم في سبيلك ، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام اللهم ارزقني العود إليهم ، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين (٢).

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٥٣.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

٢٨١

بيان : أقول : يظهر من القرائن أن وداع الشهداء أيضا من تتمة رواية الثمالي والكل من تتمة الرواية الكبيرة التي أسلفنا ذكرها عن الثمالي.

٣ ـ مل : أبي وابن الوليد معا ، عن أبان ، عن الاهوازي وحدثني أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي وحدثني ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا أردت أن تودع الحسين بن علي عليهما‌السلام فقل :

السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه ، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين اللهم لا تجعله آخر العهد منا ومنه ، اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه ، اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به دينك ، وتقتل به عدوك ، وتبير به من نصب حربا لال محمد ، فانك وعدته ذلك ، وأنت لا تخلف الميعاد ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

أشهد أنكم شهدآء نجباء ، جاهدتم في سبيل الله ، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنتم السابقون والمهاجرون و الانصار ، أشهد أنكم أنصار الله وأنصار رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالحمد لله الذي صدقكم وعده ، وأراكم ما تحبون ، وصلى الله على محمد وآل محمد ، ورحمة الله وبركاته.

اللهم لا تشغلني في الدنيا عن ذكر نعمتك ، لا باكثار تلهيني عجائب بهجتها وتفتنني زهرات زينتها ، ولا باقلال يضر. بعملي كده. ويملا صدري همه ، أعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضاك ، يا أرحم الراحمين ، و صلى الله على رسوله محمد بن عبدالله ، وعلى أهل بيته الطيبين الاخيار ، ورحمة الله وبركاته (١).

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٥٢.

٢٨٢

اقول : أورد السيد ابن طاووس بعد زيارة الوداع التي أوردها في أول الباب برواية الثمالي له عليه‌السلام وللشهداء دعاء يخالف ما تقدم ذكره في رواية المفيد في بعض العبارات فأرودته ههنا.

قال رحمه الله بعد قوله : واحشرني معهم يا أرحم الراحمين : ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك وقف على الباب متوجها إلى القبلة ، وقل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ، وبحرمة محمد وآل محمد ، وبالشأن الذي جعلته لمحمد وآل محمد ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تتقبل عملي ، و تشكر سعيي ، وتعرفني الاجابة في جميع دعائي ، ولا تخيب سعيي ولا تجعله آخر العهد مني به وارددني إليه ببر وتقوى ، وعرفني بركة زيارته في الدين والدنيا ، وأوسع علي من فضلك الواسع الفاضل المفضل الطيب.

وارزقني رزقا واسعا حلالا كثيرا عاجلا صبا صبا ، من غير كد ولا من من أحد من خلقك واجعله واسعا من فضلك ، كثيرا من عطيتك ، فانك قلت : واسئلو الله من فضله فمن فضلك أسأل ومن يدك الملاى أسأل ، فلا تردني خائبا ، فاني ضعيف فضاعف لي وعافني إلى منتهى أجلي ، واجعل لي في كل نعمة أنعمتها على عبادك أوفر نصيب ، واجعلني خيرا مما أنا عليه ، واجعل ما أصير إليه خيرا مما ينقطع عني ، واجعل سريرتي خيرا من علانيتي ، وأعذني من أن يرى الناس في خير ولا خير في.

وارزقني من التجارة أوسعها رزقا وأعظمها فضلا ، وآتني يا سيدي وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك ، ولا تجعل لاحد من العباد فيه منا ، واجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك ، ولاتجعلني أخيب وفدك وزوار ابن نبيك وأعذني من الفقر ومواقف الخزي في الدنيا والاخرة واقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك ، ولا تجعله آخرالعهد من زيارتهم.

وإن لم تكن استجبت لي وغفرت لي ورضيت عني فمن الان فاستجب لي واغفرلي وارض عني ، قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري ، فهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك ولا عن أوليائك ولا مستبدل بك ولا بهم.

٢٨٣

اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى تبلغني أهلي فاذا بلغتني فلا تبرأ منى وألبسني وإياهم درعك الحصينة ، واكفني مؤنة جميع خلقك ، وامنعني من أن يصل إلى أحد من خلقك بسوء ، فانك ولي ذلك والقادر عليه ، وأعطنى جميع ما سئلتك ، ومن علي به وزدني من فضلك يا أرحم الراحمين. ثم انصرف وأنت تحمد الله وتسبحه وتهلله وتكبره انشاء الله تعالى (١).

٢٢

(باب)

* الزيارة في التقية وتجويز انشاء الزيارة *

١ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن بزيع ، عن الخيبرى ، عن ابن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك زيارة قبر الحسين عليه‌السلام في حال التقية قال : إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس ثوبيك الطاهرين ثم تمر بازاء القبر ثم قل : صلى الله عليك يا أبا عبدالله. ثلاثا وقد تمت زيارتك (٢).

٢ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن سلمة ابن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد بن بقاح ، عن ابن ظبيان مثله إلا أن فيه ، وقم بازاء الحسين عليه‌السلام وليس فيه ثلاثا (٣).

٣ ـ مل : علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاق ، عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تقول عند قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام ما أحببت (٤).

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١١٥.

(٢) كامل الزيارات ١٢٦.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ١١٥.

(٤) كامل الزيارات ص ٢١٣.

٢٨٤

٢٣

* (باب) *

* « ما يستحب فعله عند قبره عليه‌السلام من الاستخارة والصلاة وغيرهما » *

قال الشيخ رحمه الله في المصباح عند ذكر أعمال يوم الجمعة : ويستحب أن يدعوا بدعاء المظلوم عند قبر أبي عبدالله عليه‌السلام وهو : اللهم إني أعتز بدينك ، وأكرم بهدايتك ، وفلان يذلني بشره ، ويهينني بأذيته ، و يعيبني بولاء أوليائك ، ويبهتني بدعواه ، وقد جئت إلى موضع الدعاء وضمانك الاجابة ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأعدني عليه الساعة الساعة ، ثم تنكب على القبر وتقول : مولاي إمامي مظلوم استعدى على ظالمه النصر النصر حتى ينقطع النفس (١).

بيان : يقال : أعدى فلانا عليه أي نصره وأعانه وقواه ، واستعداه أي استعانه واستنصره.

١ ـ ب : السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما استخار الله عزو جل عبد في أمر قط مائة مرة يقف عند رأس الحسين عليه‌السلام ، فيحمد الله ويهلله ويسبحه ويمجده ويثني عليه بما هو أهله إلا رماه الله تبارك و تعالى بأخير الامرين (٢).

٢ ـ صبا : صفة صلاة لزيارة الحسين بن على صلوات الله عليه وهي أربع ركعات بالحمد وقل هو الله أحد ، وقل يا أيها الكافرون ، وتدعو بعدها وتقول :

اللهم إني اشهدك واشهد أهل طاعتك من جميع خلقك بأني أشهد مع كل شاهد يشهد بما شهدت به أجمع في حياتي وبعد وفاتي حتى ألقاك على ذلك يوم فاقتي ، وأشهد أن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ، والذين

__________________

(١) مصباح الطوسى ص ١٩٥.

(٢) قرب الاسناد ص ٢٨.

٢٨٥

كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.

وأشهد أن النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وأشهد أن ولينا الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، وأن ذريتهما اولوا الارحام بعضهم أولى ببعض ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

وأشهد أنهم أعلام الدين ، واولوا الارحام على الورى ، والحجة على أهل الدنيا ، انتجبتهم واصطفيتهم واختصصتهم ، وأطلعتهم على سرك ، فقاموا بأمرك و أمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، ودعوا العباد إلى التأويل والتنزيل ، كلما مضى منهم داع خلف فيهم داعيا ، فرضت طاعتهم ، وأمرت بموالاتهم ، ولم تجعل لاحد من خلقك عذرا في تركهم ، والانحياز عنهم ، والميل إلى غيرهم ، وجعلتهم أهل بيت النبوة ، أفضل البرية ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي والكرامة ، وأولاد الصفوة ، وأسباط الرسل ، وأقران الكتاب ، وأبواب الهدى والعروة الوثقى ، لا يخافون فيك لومة لائم ، ولا يقوم بحقهم إلا مؤمن ، ولا يهدى بهداهم إلا منتجب.

اللهم فصل عليهم بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأجزل بركاتك ، وبوئهم من كرمك بأكرم كراماتك في الدنيا والاخرة ، اللهم اجعل أحب الاشياء إلى وأبرها لدي ، وأهمها إلى حبك ، وحب رسولك ، وحب أهل بيته الطيبين ، وحب من أحبهم من جميع خلقك ، وحب من عمل المحب لك ولهم ، وبغض من أبغضك وأبغضهم من جميع خلقك ، وبغض من عمل المبغض لك ولهم ، حيا وميتا.

وارزقني صبرا جميلا ، ودينا سليما ، وفرجا قريبا ، وأجرا عظيما ، و رزقا هنيئا ، وعشيا رغيدا ، وجسما صحيحا وعينا دامعة ، وقلبا خاشعا ، ويقينا ثابتا ، وعمرا طويلا ، وعقلا كاملا ، وعبادة دائمة.

٢٨٦

وأسئلك الثبات على الهدى والقوة على ما تحب وترضى ، اللهم واجعل حبك أحب الاشياء إلى ، وخوفك أخوف الاشياء عندى ، وارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك ، وما رزقتني وترزقني مما احب فاجعله لي فراغا فيما تحب ، واقطع حوائج الدنيا بالشوق إلى لقائك.

وإذا أقررت عيون أهل الدنيا بدنياهم ، فاجعل قرة عيني في طاعتك ورضاك ومرضاتك برحمتك إن رحمتك قريب من المحسنين (١).

ثم قال ـ رحمه الله ـ صفة صلاة اخرى عند رأس الحسين صلوات الله عليه وهما ركعتان بالرحمن وتبارك ، فمن صلاهما كتب الله له خمسا وعشرين حجة مقبولة مبرورة متقبلة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم قال قدس سره صفة صلاة الحسين عليه‌السلام وهو فيما ينبغي أن يصلى عند ضريحه عليه‌السلام وهي أربع ركعات بأربعمائة مرة فاتحة الكتاب وأربعمائة مرة قل هوالله أحد : تقرأ وأنت قائم خمسين مرة الحمد ، وخمسين مرة قل هوالله أحد ، ثم تركع وتقرأ كل واحدة منهما عشرا ، ثم ترفع رأسك وتقرأ هما عشرا ثم تسجد وتقرأ هما عشرا ، ثم ترفع رأسك وتقرأ هما عشرا ثم تسجد وتقرأهما عشرا ، فذلك مائة في كل ركعة.

فاذا سلمت فقل : يا الله أنت الذي استجبت لادم وحواء عليهما‌السلام حين قالا : ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، وناداك نوح عليه‌السلام فاستجبت له ونجيته وأهله من الكرب العظيم ، وأطفات نار نمرود عن خليلك إبراهيم فجعلتها عليه بردا وسلاما.

وأنت الذي استجبت لايوب عليه‌السلام حين ناداك « إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين » فكشفت ما به من الضر وآتيته أهله ومثلهم معهم رحمة من عندك وذكرى لاولي الالباب.

وأنت الذي استجبت لذي النون حين نادى في الظلمات أن : لا إله إلا أنت

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

٢٨٧

سبحانك إنى كنت من الظالمين فنجيته من الغم.

وأنت الذي استجبت لموسى وهارون دعوتهما حين قلت : قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ، وأغرقت فرعون وقومه ، وغفرت لداود ذنبه ونبهت قلبه وأرضيت خصمه رحمة منك ، وفديت الذبيح بذبح عظيم بعد ما أسلما وتله للجبين فناديت بالفرج والروح ، وأنت الذي ناداك زكريا عليه‌السلام نداء خفيا قال : رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ، وقلت : ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.

وأنت تستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات لتزيدنهم من فضلك ، رب فلا تجعلني من أهون الداعين لك ، الراغبين إليك ، واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك ، طهرني بطهرك ، وتقبل صلاتي وحسناتي بقبول حسن ، و طيب بقية حياتي ، وطيب وفاتي ، واحفظني فيمن اخلف ، واحفظهم رب بدعائي واجعل ذريتي ذرية طيبة ، تحيطها بحياطتك من كل ما حطت منه ذرية أوليائك وأهل طاعتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

يا من هو على كل شئ رقيب ، ومن كل سائل قريب ، ولكل داع من خلقه مستجيب ، أنت الله الذي لا إله إلا أنت الحي القيوم الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وأسئلك بقدرتك التي علوت بها على عرشك ، ورفعت بها سماواتك ، وفرشت بها أرضك ، وأرسيت بها جبالك ، وأجريت بها البحار ، وسخرت بها السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت بها الخلائق كلها.

أسألك بعظمة وجهك الكريم الذي أشرقت به السموات وأضاءت به الظلمات إلا صليت على محمد وآل محمد وكفيتني أمر معادى ومعاشي وأصلحت شأني كله ، و لم تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلحت أمري وأمر عيالي وكفيتني أمرهم وأغنيتني وإياهم من كنوزك وخزائنك وسعة فضلك وأنبطت قلبي من ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك ، وجعلت لي من المتقين في آخرتي

٢٨٨

إماما كما جعلت إبراهيم إماما ، فان بتوفيقك يفوز الفائزون ، ويتوب التائبون ويعبدك العابدون ، وبتسديدك يسعد الصالحون المخبتون الخائفون لك ، وبارشادك نجا الناجون من نارك ، وأشفق منها المشفقون من خلقك ، وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون ، وغفل الغافلون.

اللهم آت نفسي مناها ، أنت وليها ومولاها ، وأنت خير من زكيها ، اللهم بين لها هداها ، وألهمها فجورها وتقويها ، وأنزلنا من الجنان علياها ، وطيب وفاتها ومحياها ، وأكرم منقلبها ومثويها ، ومستقرها وماويها ، وأنت ربها وموليها. ثم ادع بها أحببت إنشاء الله (١).

بيان : انحاز عنه عدل « قوله » من عمل المحب : هو على بناء اسم المفعول فانه يأتي كذلك ، وإن كان قليلا والاكثر أن يبنى مفعوله على محبوب على خلاف القياس ، وكذا المبغض على اسم المفعول ويمكن أن يقرأ المحب على اسم الفاعل ويكون من بمعنى ما والاول أظهر.

وقال الفيروز آبادي (٢) نبط الماء نبع والبئر استخرج ماءها ونبط الركية وأنبطها واستنبطها وتنبطها أماهها ، وكل ما أظهر بعد خفاء فقد انبط واستنبط مجهولين.

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٢٧٠ ـ ٢٧٢.

(٢) القاموس ج ٢ ص ٣٨٧.

٢٨٩

٢٤

* (باب) *

* « (كيفية زيارته صلوات الله عليه يوم عاشورا) » *

١ ـ مل : حكيم بن داود وغيره ، عن محمد بن موسى الهمداني ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن مالك الجهني ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشورا حتى يظل عنده باكيا لقي الله عزوجل يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجة ، وألفي ألف عمرة ، وألفي ألف غزوة وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومع الائمة الراشدين صلوات الله عليهم ، قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟

قال : إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحا مرتفعا في داره و أومأ إليه بالسلام ، واجتهد على قاتله بالدعاء ، وصلى بعده ركعتين يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال ، ثم ليندب الحسين عليه‌السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه‌السلام ، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع هذا الثواب.

فقلت : جعلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به؟ قال : أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك.

قال : قلت : فكيف يعزي بعضهم بعضا؟ قال : يقولون : عظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين عليه‌السلام ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثاره مع وليه الامام المهدي من آل محمد عليهم‌السلام فان استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانه نحس لا تقضى

٢٩٠

فيه حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا ، ولا تدخرن لمنزلك شيئا فانه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في أهله ، فمن فعل ذلك كتب له ثواب ألف ألف حجة ، وألف ألف عمرة ، وألف ألف غزوة كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة.

قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمد الحضرمي : فقلت لابي جعفر عليه‌السلام علمني دعاء أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب ، ودعاء أدعو به إذا لم أزره من قريب وأو مات إليه من بعد البلاد ومن داري.

قال فقال : يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الايماء إليه وبعد الركعتين هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة وكتب الله لك بها ألف ألف حسنة ومحا عنك ألف ألف سيئة ، ورفع لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهد مع الحسين بن علي عليه‌السلام حتى تشاركهم في درجاتهم لا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه ، وكتب لك ثواب كل نبي ورسول ، وزيارة كل من زار الحسين بن علي عليهما‌السلام منذ يوم قتل صلوات الله عليه (١).

تقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله (السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته) السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة النساء ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور ، السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك ، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا مابقيت وبقي الليل والنهار.

يا أبا عبدالله لقد عظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم ، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها ، ولعن الله امة قتلتك

__________________

(١) كامل الزيارات ص ١٧٤ ـ ١٧٦.

٢٩١

ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم.

يا أبا عبدالله إني سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة فلعن الله آل زياد وآل مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة ، ولعن الله ابن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد ، ولعن الله شمرا ، ولعن الله امة أسرجت وألجمت و تهيأت لقتالك.

يا أبا عبدالله ، بأبي أنت وامي لقد عظم مصابي بك ، فأسأل الله الذي أكرم مقامك أن يكرمني بك ، ويرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم اجعلني وجيها بالحسين عليه‌السلام عندك في الدنيا والآخرة ، يا سيدي يا أبا عبدالله إني أتقرب إلى الله ، وإلى رسوله ، وإلى أمير المؤمنين ، وإلى فاطمة وإلى الحسن ، وإليك صلى الله عليك وسلم بموالاتك ، والبراءة ممن قاتلك و نصب لك الحرب ومن جميع أعدائكم ، وبالبراءة ممن أسس الجور وبنى عليه بنيانه وأجرى ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم ، برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم ، والبراءة من أعدائكم ، و من الناصبين لكم الحرب ، والبراءة من أشياعهم وأتباعهم ، إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ، موال لمن والاكم ، وعدو لمن عاداكم.

فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ورزقني البراءة من أعدائكم ، أن يجعلني معكم في الدنيا والاخرة ، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله ، وأن يرزقني طلب ثاركم مع إمام مهدي ناطق لكم.

وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده ، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما أعطى مصابا بمصيبة ، أقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، يالها من مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات والارضين.

اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة ، اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ، ومماتي ممات محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم إن هذا يوم تنزل فيه اللعنة على آل زياد وآل امية وابن آكلة

٢٩٢

الاكباد ، اللعين بن اللعين على لسان نبيك في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ، وعلى يزيد بن معاوية اللعنة أبد الابدين ، اللهم فضاعف عليهم اللعنة أبدا لقتلهم الحسين.

اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم ، وبالعن عليهم ، وبالموالاة لنبيك وأهل بيت نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم تقول مائة مرة : اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين عليه‌السلام وشايعت وبايعت على قتله وقتل أنصاره ، اللهم العنهم جميعا.

ثم قل مائة مرة : السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليكم مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكم ، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وأصحاب الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

ثم تقول مرة واحدة : اللهم خص أول ظالم ظلم آل نبيك باللعن ، ثم العن أعداء آل محمد من الاولين والاخرين ، اللهم العن يزيد وأباه ، والعن عبيد الله بن زياد ، وآل مروان وبني امية قاطبة إلى يوم القيامة.

ثم تسجد سجدة تقول فيها : اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم الحمد لله على عظيم رزيتي فيهم ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود ، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه‌السلام.

قال : يا علقمة إن استطعت أن تزوره ، في كل يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إنشاء الله تعالى (١).

٢ ـ أقول : قال الشيخ رحمه الله في المصباح : روى محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من زار الحسين بن

__________________

(١) كامل الزيارات ص ١٧٦ ـ ١٧٩.

٢٩٣

علي عليهما‌السلام في يوم عاشورا من المحرم وساق الحديث نحوا مما مر إلي قوله تقول :

السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين ، السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور ، السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك ، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.

يا أبا عبدالله! لقد عظمت الرزية ، وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الاسلام ، وجلت وعظمت مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم ، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها ، ولعن الله امة قتلتكم ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم ، برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم.

يا أبا عبدالله إني سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة ولعن الله آل زياد وآل مروان ولعن الله بني امية قاطبة ، ولعن الله ابن مرجانة ولعن الله عمر بن سعد ، ولعن الله شمرا ، ولعن الله امة أسرجت وألجمت وتنقبت وتهيأت لقتالك ، بأبي أنت وأمي لقد عظم مصابي بك.

فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين في الدنيا والآخرة.

يا أبا عبدالله إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك ، وبالبراءة ممن قاتلك ونصب لك الحرب وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليكم ، وأبرء إلى الله وإلى رسوله ممن أسس ذلك وبنى عليه بنيانه ، وجرى في ظلمه وجوره عليكم وعلى أشياعكم

٢٩٤

برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب ، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم.

إني سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم ، وولي لمن والاكم ، و عدو لمن عاداكم ، فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم ، ورزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدنيا والاخرة ، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والاخرة ، وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عندالله ، و أن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم.

وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده ، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته ، مصيبته ما أعظمها وأعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع أهل السماوات والارض.

اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة اللهم اجعل محياى محيا محمد وآل محمد ، ومماتي ممات محمد وآل محمد ، اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو امية وابن آكلة الاكباد اللعين بن اللعين على لسان نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلواتك عليه وآله اللهم العن أباسفيان ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الابدين ، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه اللهم ضاعف عليهم اللعن منك والعذاب.

اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالات لنبيك وآل نبيك عليهم‌السلام.

ثم تقول : اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ، وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين ، وشايعت وبايعت على قتله اللهم العنهم جميعا. تقول ذلك مائة مرة.

ثم تقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك منى سلام الله ما بقيت وبقي الليل والنهار ، ولا جعله الله آخر العهد مني

٢٩٥

لزيارتك ، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين تقول ذلك مائة مرة.

ثم تقول : اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني ، وابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع ، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا ، والعن عبيدالله ابن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة.

ثم تسجد وتقول ، اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم ، الحمد لله على عظيم رزيتي ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين عليه‌السلام يوم الورود ، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين ، وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه‌السلام.

قال علقمة : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة فافعل ولك ثواب جميع ذلك (١).

٣ ـ وروى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وجماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبوعبدالله عليه‌السلام فسرنا من الحيرة إلى المدينة.

فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله عليه‌السلام فقال لنا : تزورون الحسين عليه‌السلام من هذا المكان من عند رأس أميرالمؤمنين صلوات الله عليه من ههنا وأومى إليه أبوعبدالله عليه‌السلام وأنا معه.

قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام في يوم عاشورا ثم صلى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عليه‌السلام وودع في دبرهما أمير المؤمنين عليه‌السلام وأومى إلى الحسين بالسلام منصرفا بوجهه نحوه وودع وكان فيما دعاه في دبرها.

يا الله يا الله يا الله ، يا مجيب دعوة المضطرين ، يا كاشف كرب المكروبين

__________________

(١) مصباح الطوسى ص ٥٣٨ ـ ٥٤٢.

٢٩٦

يا غياث المستغيثين ، ويا صريخ المستصرخين ، يامن هو أقرب إلى من حبل الوريد ويا من يحول بين المرء وقلبه ، يامن هو بالمنظر الاعلى ، وبالافق المبين ، و يامن هو الرحمن الرحيم على العرش استوى ، ويامن يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور.

* ويامن لا تخفى عليه خافيه ، ويامن لا تشتبه عليه الاصوات ، ويامن لا تغلطه الحاجات ، ويا من لايبرمه إلحاح الملحين ، يامدرك كل فوت ، ويا جامع كل شمل ، ويا بارئ النفوس بعدالموت.

يامن هو كل يوم في شان ، ياقاضي الحاجات ، يا منفس الكربات ، يا معطى السؤالات ، ياولي الرغبات ، ياكافي المهمات. يامن يكفى من كل شئ ولايكفى منه شئ في السموات والارض ، أسئلك بحق محمد وعلى ، وبحق فاطمة بنت نبيك ، وبحق الحسن والحسين فاني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا ، وبهم أتوسل ، وبهم أتشفع إليك وبحقهم أسئلك واقسم وأعزم عليك ، وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك وبالذي فضلتهم على العالمين ، وباسمك الذي جعلته عندهم ، وبه خصصتهم دون العالمين ، وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين ، حتى فاق فضلهم فضل العالمين ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تكشف عني غمي وهمي وكربي ، وتكفيني المهم من اموري ، وتقضي عني ديني و تجبرني من الفقر ، وتجيرني من الفاقة ، وتغنيني عن المسألة إلى المخلوقين ، وتكفيني هم من أخاف همه ، وعسر من أخاف عسره ، وحزونة من أخاف حزونته وشرمن أخاف شرة ، ومكر ما أخاف مكره ، وبغي ما أخاف بغيه ، وجور ما أخاف جوره ، وسلطان ما أخاف سلطانه ، وكيد ما أخاف كيده ، ومقدرة ما أخاف بلاء مقدرته على ، وترد عني كيد الكيدة ومكر المكرة.

اللهم من أرادني فأرده ، ومن كادني فكده ، واصرف عني كيده ومكره وبأسه وأمانيه ، وامنعه عني كيف شئت وأني شئت ، اللهم اشغله عني بفقر لا تجبره ، وببلاء لا تستره ، وبفاقة لا تسدها ، وبسقم لا تعافيه ، وذل لا تعزه ، و

٢٩٧

بمسكنة لا تجبرها ، اللهم اضرب بالذل نصب عينيه ، وأدخل عليه الفقر في منزله والعلة والسقم في بدنه ، حتى تشغله عني بشغل شاغل لا فراغ له وأنسه ذكري كما أنسيته ذكرك ، وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه ، وأدخل عليه في جميع ذلك السقم ولا تشفه ، حتى تجعل ذلك شغلا شاغلا به عني وعن ذكرى.

واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك ، فانك الكافي لا كافي سواك ، ومفرج لا مفرج سواك ، ومغيث لا مغيث سواك ، وجار لا جار سواك ، خاب من كان جاره سواك ومغيثه سواك ومفزعه إلى سواك ، ومهربه وملجاه إلى غيرك ، ومنجاه من مخلوق غيرك ، فأنت ثقتي ورجائي ومفزعي ومهربي وملجأي ومنجاي ، فبك أستفتح وبك أستنجح ، وبمحمد وآل محمد أتوجه إليك وأتوسل وأتشفع.

فأسئلك يا الله يا الله يا الله ، فلك الحمد ولك الشكر وإليك المشتكى وأنت المستعان ، فأسئلك يا الله (يا الله يا الله) بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا ، كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه ، وكفيته هول عدوه ، فاكشف عني كما كشفت عنه ، وفرج عني كما فرجت عنه ، واكفني كما كفيته ، واصرف عني هول ما أخاف هوله ، ومؤنة ما أخاف مؤنته ، وهم ما أخاف همه. بلا مؤنة على نفسي من ذلك واصرفني بقضاء حوائجي ، وكفاية ما أهمني همه من أمر آخرتي ودنياي.

يا أمير المؤمنين عليك مني سلام الله أبدا ما بقي الليل والنهار ، ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما ، ولا فرق بيني وبينكما ، اللهم أحيني حياة محمد و ذريته ، وأمتني مماتهم ، وتوفني على ملتهم ، واحشرني في زمرتهم ، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا في الدنيا والاخرة.

يا أمير المؤمنين ويا أباعبدالله أتيتكما زائرا ومتوسلا إلى الله ربي وربكما متوجها إليه بكما ، ومستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه ، فاشفعا لي ، فان لكما عند الله المقام المحمود ، والجاه الوجيه ، والمنزل الرفيع ، والوسيلة.

٢٩٨

إني أنقلب عنكما منتظرا لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما لي إلى الله في ذلك ، فلا أخيب ولا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا ، بل يكون منقلبي منقلبا راجحا مفلحا منجحا ، مستجابا لي بقضاء جميع حوائجي ، وتشفعا لي إلى الله.

أنقلب على ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مفوضا أمري إلى الله ملجئا ظهري إلى الله ، ومتوكلا على الله ، وأقول حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس لي وراء الله ووراءكم يا سادتي منتهى ، ما شاء ربي كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أستودعكما الله ولا جعله الله آخر العهد مني إليكما ، انصرفت يا سيدي يا أمير المؤمنين ومولاي ، وأنت يا أبا عبدالله يا سيدي ، وسلامي عليكما متصل ما اتصل الليل والنهار ، واصل ذلك إليكما ، غير محجوب عنكما سلامي إن شاء الله وأسأله بحقكما أن يشاء ذلك ويفعل فانه حميد مجيد.

انقلبت ياسيدى عنكما تائبا حامدا لله شاكرا ، راجيا للاجابة غير آيس ولا قانط ، آئبا عائدا راجعا إلى زيارتكما ، غير راغب عنكما ولا من زيارتكما بل راجع عائد إن شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يا سادتي رغبت إليكما وإلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما وفي زيارتكما أهل الدنيا ، فلا خيبني الله مما رجوت وما أملت في زيارتكما إنه قريب مجيب.

قال سيف : فسألت صفوان فقلت له : إن علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه‌السلام ، إنما أتانا بدعاء الزيارة فقال صفوان : وردت مع سيدي أبي عبدالله عليه‌السلام إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلى كما صلينا ، وودع كما ودعناه.

ثم قال لي صفوان : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : تعاهد هذه الزيارة وداع بهذا الدعاء وزر به ، فاني ضامن على الله تعالى لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير

٢٩٩

محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغا ما بلغت ولا يخيبه.

يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي ، وأبي عن علي بن الحسين عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان عن الحسين ، والحسين عن أخيه الحسن مضمونا بهذا الضمان ، والحسن عن أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان وأمير المؤمنين عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مضمونا بهذا الضمان ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عزوجل مضمونا بهذا الضمان.

وقد آلى الله نفسه عزو جل أن من زار الحسين عليه‌السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغا مابلغت ، و أعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا ، وأقبله مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك.

ثم قال جبرئيل : يا رسول الله إن الله أرسلني إليك سرورا وبشرى لك ، و سرورا وبشرى لعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وإلى الائمة من ولدك إلى يوم القيامة ، فدام يا محمد سرورك علي وفاطمة والحسن والحسين والائمة وشيعتكم إلى يوم البعث.

ثم قال لي صفوان : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا صفوان إذا حدث لك حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله والله غير مخلف وعده رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنه والحمد لله (١).

بيان : قوله عليه‌السلام : إذا أنت صليت الركعتين أقول : في العبارة إشكال وإجمال وتحتمل وجوها :

« الاول » أن يكون المراد فعل تلك الاعمال والادعية قبل الصلاة و بعدها مكررا.

« الثاني » أن يكون المراد الايماء بسلام آخر بأي لفظ أراد ثم الصلاة

__________________

(١) مصباح الطوسى ص ٥٤٢ ـ ٥٤٦.

٣٠٠