الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
صالح بن السندي الجمال ، عن رجل من أهل الرقة يقال له أبوالمضا قال : قال لي رجل قال أبوعبدالله عليهالسلام : تأتون قبر أبي عبدالله عليهالسلام؟ قال قلت نعم ، قال : تتخذون لذلك سفرة؟ قال قلت : نعم ، قال أما لو أتيتم قبور آبائكم وامهاتكم لم تفعلوا ذلك ، قال قلت أي شئ نأكل؟ قال : الخبز باللبن (١).
٦ ـ مل : ابن الوليد وغيره ، عن سعد ، عن موسى بن عمر مثله ، وزاد بعده ، قال وقال خزام لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك إن قوما يزورون قبر الحسين عليهالسلام فيطيبون السفر قال فقال أبوعبدالله عليهالسلام : أما إنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك (٢).
٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن على بن الحكم عن بعض أصحابنا قال قال أبوعبدالله عليهالسلام : بلغني أن قوما إذا زاروا الحسين عليهالسلام حملوا معهم السفرة فيها الجدا والاخبصة وأشباهه ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا (٣).
٨ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى مثله (٤).
٩ ـ مل : حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن ابن عيسى مثله (٥).
١٠ ـ مل : محمد بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن زرعة بن محمد الحضرمي ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : تزورون خير من أن لا تزورون ، ولا تزورون خير من أن تزورون ، قال قلت : قطعت ظهري ، قال : تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه
__________________
(١) ثواب الاعمال ص ٨٠.
(٢) كامل الزيارات ص ١٢٩.
(٣) ثواب الاعمال ص ٨٠.
(٤) كامل الزيارات ص ١٢٩.
(٥) كامل الزيارات ص ١٣٠.
كئيبا حزينا وتأتونه أنتم بالسفر كلا حتى تأتونه شعثا غبرا (١).
١١ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد ، عن الاصم ، عن مدلج ، عن محمد بن مسلم ، عن أبى ـ جعفر عليهالسلام قال قلت له : إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج؟ قال : بلى ، قلت : فيلزمنا ما يلزم الحاج؟ قال : ماذا؟ قلت : من الاشياء التي يلزم الحاج؟ قال : يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك ، ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ، ويلزمك كثرة ذكر الله ، ويلزمك نظافة الثياب ، ويلزمك الغسل قبل أن تأتى الحير ، و يلزمك الخشوع وكثرة الصلاة ، والصلاة على محمد وآل محمد ، ويلزمك التوقير لاخذ ما ليس لك ، ويلزمك أن تغض بصرك ، ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا والمواساة.
ويلزمك التقية التى قوام دينك بها ، والورع عما نهيت عنه والخصومة و كثرة الايمان والجدال الذي فيه الايمان ، فاذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من الذى طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ، ورغبتك فيما رغبت ، أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان (٢).
١٢ ـ مل : أبي وأخي وعلي بن الحسين وغيرهم جميعا ، عن سعد ، عن موسى ابن عمر ، عن صالح بن السندي الجمال ، عمن ذكره ، عن كرام بن عمرو قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام لكرام : إذا أردت أنت قبر الحسين صلوات الله عليه فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر ، فان الحسين قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان صلىاللهعليهوآله (٣).
١٣ ـ مل : علي بن الحسين وجماعة ، عن سعد ، عن الحسن بن علي بن عبدالله ، عن العباس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبى الصامت قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام وهو يقول : من أتى قبر الحسين عليهالسلام ماشيا كتب الله له بكل خطوة
__________________
(١ و ٢) كامل الزيارات ص ١٣٠.
(٣) كامل الزيارات ص ١٣١.
ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة ، فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا وامش مشي العبد الذليل ، فاذا أتيت باب الحير فكبر أربعا ثم امش قليلا ، ثم كبر أربعا ثم ائت رأسه ، فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده واسئل الله حاجتك (١).
١٤ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين عليهالسلام كان كيوم ولدته امه صفرا من الذنوب ولو اقترفها كبائر ، وكانوا يحبون إذا زار الرجل قبر الحسين عليهالسلام اغتسل ، فاذا ودع لم يغتسل ومسح يده على وجهه إذا ودع (٢).
١٥ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن بزيع ، عن صالح ابن عقبة ، عن بشير الدهان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام في حديث له طويل قال : ويحك يا بشير إن المؤمن إذا أتاه عارفا بحقه واغتسل في الفرات كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات وغزوة مع نبي أو إمام عادل (٣).
١٦ ـ مل : التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن ما بنداد ، عن أحمد ابن المعافا الثعلبي من أهل رأس العين ، عن علي بن جعفر الهمداني قال : سمعت علي بن محمد العسكري عليهالسلام يقول : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين بن علي عليهماالسلام فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين ، فاذا سلم على أبي عبدالله عليهالسلام كتب من الفائزين ، فاذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال له : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرئك السلام ويقول لك : أما ذنوبك قد غفرت لك استأنف العمل (٤).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٣٣.
(٢ و ٣) كامل الزيارات ص ١٨٤.
(٤) كامل الزيارات ص ١٨٥ وفى المصدر « الهماني » نسبة إلى قرية كبيرة من قرى بغداد.
١٧ ـ مل : أبي وأخي ، عن الحسن بن متويه ، عن أبيه متويه بن السندي عن ابن أبي الخطاب بالكوفة ، عن صفوان ، عن العيص قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : من زار الحسين بن علي عليهماالسلام عليه غسل؟ قال فقال : لا (١).
١٨ ـ مل : جماعة مشايخي ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن ابن أبي الخطاب ، عن صفوان ، عن ابن عميرة ، عن العيص مثله (٢).
١٩ ـ مل : أبي عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان مثله (٣).
٢٠ ـ يب ، مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان مثله (٤).
٢١ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف عن ابن المغيرة ، عن أبي اليسع قال : سأل رجل أبا عبدالله عليهالسلام وأنا أسمع عن الغسل إذا أتى قبر الحسين عليهالسلام؟ فقال : لا (٥).
٢٢ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن سلامة بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن علي ابن مهزيار ، عن أبيه ، عن جده ، عن أيوب بن نوح وغيره ، عن ابن المغيرة مثله (٦).
٢٣ ـ مل : جماعة مشايخي ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن أيوب بن نوح وغيره ، عن ابن المغيرة ، عن أبي اليسع مثله (٧).
٢٤ ـ مل : محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن أيوب ابن نوح وغيره مثله (٨).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٨٧.
(٢) كامل الزيارات ص ١٨٨.
(٣ ـ ٥) كامل الزيارات ص ١٨٧ وأخرج الرابع الشيخ في التهذيب ج ٦ ص ٥٣.
(٦) التهذيب ج ٦ ص ٥٣.
(٧ ـ ٨) كامل الزيارات ص ١٨٨.
بيان : قال الشيخ في يب (١) إنما أراد عليهالسلام ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحق بتركه العقاب ، وإن كان فيه غسل مندوب مستحب فيه فضل كثير فلا تنافي بين الاخبار.
٢٥ ـ مل : جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي ، عن عبيدالله بن نهيك ، عن محمد بن زياد ، عن أبي حنيفة السابق ، عن يونس بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا كنت منه قريبا ـ يعني الحسين عليهالسلام ـ فان أصبت غسلا فاغتسل وإلا فتوضأ ثم أته (٢).
٢٦ ـ مل : محمد بن أحمد بن يعقوب ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن الحسن بن عطية بن باب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الغسل إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام قال : ليس عليك غسل (٣).
٢٧ ـ مل : الحسن بن زبرقان الطبرى باسناد له يرفعه إلى الصادق عليهالسلام قال : قلت : ربما أتينا قبر الحسين بن علي عليهماالسلام فيصعب علينا الغسل للزيارة من البرد أو غيره؟ فقال عليهالسلام : من اغتسل في الفرات وزار الحسين عليهالسلام كتب له من الفضل ما لا يحصى ، فمتى ما رجع إلى الموضع الذي اغتسل فيه وتوضأ ، و زار الحسين كتب له ذلك الثواب (٤).
٢٨ ـ مل : محمد الحميرى ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في حديث له طويل قال : أتاه رجل فقال له : هل يزار والدك؟ فقال : نعم ، قال : ما لمن اغتسل في الفرات ثم أتاه؟ قال : إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه ، وذكر الحديث بطوله (٥).
__________________
(١) التهذيب ج ٦ ص ٥٣.
(٢ ـ ٤) كامل الزيارات ص ١٨٨.
(٥) كامل الزيارات ص ١٨٥.
٢٩ ـ مل : الحسين بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن علويه الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي رفعه إلى أبى عبدالله عليهالسلام أنه كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ : اللهم اجعله لي نورا وطهورا وحرزا وكافيا من كل داء وسقم ومن كل آفة وعاهة وطهر به قلبي وجوارحي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخي و عظامي وعصبي وما أقلت الارض مني واجعله لي شاهدا يوم القيامة ويوم حاجتي وفقري وفاقتي (١).
٣٠ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أبي بشر بن إبراهيم القمي ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي مثله (٢).
٣١ ـ مل : محمد بن همام بن سهيل الاسكافي ، عن الفزاري ، عن الحسن بن عبدالرحمن الرواسي ، عمن حدثه ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من أتى قبر الحسين بن علي عليهالسلام فتوضأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتب الله له حجة وعمرة (٣).
٣٢ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن علي بن حبشي بن قوني ، عن الفزاري مثله (٤).
٣٣ ـ مل : أبي وابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن فضالة عن يوسف الكناسى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أتيت قبر الحسين بن علي عليهماالسلام فأت الفرات واغتسل بحيال قبره (٥).
٣٤ ـ مل : جعفر بن عبدالله بن إبراهيم بن عبيدالله الموسوي ، عن عبيدالله ابن نهيك ، عن محمد بن الفراش ، عن إبراهيم بن محمد الطحان ، عن بشير الدهان
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٨٦.
(٢) التهذيب ج ٦ ص ٥٤.
(٣) كامل الزيارات ص ١٨٦.
(٤) التهذيب ج ٦ ص ٥٢.
(٥) كامل الزيارات ص ١٨٦.
عن رفاعة بن موسى النخاس ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن من خرج إلى قبر الحسين عليهالسلام عارفا بحقه واغتسل في الفرات وخرج من الماء كان كمثل الذي خرج من الذنوب ، فاذا مشى إلى الحير لم يرفع قدما ولم يضع اخرى إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات (١).
٣٥ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسن بن محمد ، عن حميد بن زياد عن ابن نهيك مثله (٢).
٣٦ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن محمد بن عمران ، عن حسن بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أيوب عن الحرث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين عليهالسلام ، فاذاهم الرجل بزيارته فاغتسل ناداه محمد صلىاللهعليهوآله : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة ، وناداه أميرالمؤمنين عليهالسلام : أنا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة ، ثم اكتنفهم النبي صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم (٣).
٣٧ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن ابن حريث ، عن عمرو بن الحسن الاشناني ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، عن أحمد بن قتيبة ، عن الحسين ابن سعيد ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عن الزائر لقبر الحسين عليهالسلام فقال : من اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسين عليهالسلام كان له بكل قدم يرفعها ويضعها حجة متقبلة بمناسكها (٤).
٣٨ ـ يب : أبوطالب الانباري ، عن الاحنف بن علي ، عن ابن مسعدة ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٨٧.
(٢) التهذيب ج ٦ ص ٥٢.
(٣) التهذيب ج ٦ ص ٥٣.
(٤) التهذيب ج ٦ ص ٥٣.
عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أتيت الحسين عليهالسلام فما تقول؟ قلت : أشياء أسمعها من رواة الحديث ممن سمع من أبيك قال : أفلا أخبرك عن أبي ، عن جدي علي ابن الحسين عليهالسلام كيف كان يصنع في ذلك؟ قال : قلت : بلى جعلت فداك.
قال : إذا أردت الخروج إلى أبي عبدالله عليهالسلام فصم قبل أن تخرج ثلاثة أيام يوم الاربعاء والخميس ويوم الجمعة ، فاذا أمسيت ليلة الجمعة فصل صلاة الليل ثم قم فانظر في نواحي السماء واغتسل تلك الليلة قبل المغرب ثم تنام على طهر فاذا أردت المشي إليه فاغتسل ولا تطيب ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي القبر (١).
١٨
* « (زياراته صلوات الله عليه المطلقة وهى عدة) » *
* « (زيارات منها مسندة ومنها مأخوذة) » *
* « (من كتب الاصحاب بغير اسناد) » *
١ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق ، عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا دخلت الحير فقل :
اللهم إن هذا مقام أكرمتني به وشرفتني به ، اللهم فأعطني فيه رغبتي على حقيقة إيماني بك وبرسلك ، سلام عليك يا ابن رسول الله ، وسلام على ملائكته ، فيما تروح به الرائحات الطاهرات لك وعليك ، وسلام على ملائكة الله المقربين ، و سلام على المسلمين لك بقلوبهم ، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم ، أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه وصدقت فيما أتيت به ، وأنك ثارالله في الارض من الدم الذي لا يدرك ثاره من الارض إلا بأوليائك ، اللهم حبب إلي مشاهدهم
__________________
(١) التهذيب ج ٦ ص ٧٦.
وشهادتهم حتى تلحقني بهم ، وتجعلني لهم فرطا وتابعا في الدنيا والاخرة.
ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات ثم تقوم بحيال القبر وتقول : سبحان الذي سبح له الملك والملكوت ، وقدست بأسمائه جميع خلقه ، وسبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح ، اللهم اكتبني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك ، اللهم العن الجبت والطاغوت والعن أشياعهم وأتباعهم ، اللهم أشهدني مشاهد الخير كلها مع أهل بيت نبيك ، اللهم توفني مسلما واجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الارض من عبادك الصالحين.
ثم تكبر خمس تكبيرات ثم تمشي قليلا وتقول : اللهم إني بك مؤمن وبوعدك موقن اللهم اكتب لي إيمانا وثبته في قلبي ، اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في عملي ، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين عليهالسلام قدما ثابتا وأثبتي فيمن استشهد معه.
ثم كبر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتى تضعهما معا على القبر ثم تقول : أشهد أنك طهر طاهر من طهر طاهر طهرت وطهرت لك البلاد وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمها ، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه ، وأنك ثارالله في أرضه حتى يستثير لك من جميع خلقه.
ثم ضع خديك جميعا على القبر ثم تجلس فتذكر الله بما شئت ، وتوجه إلى الله فيما شئت أن تتوجه ، ثم تعود فتضع يديك عند رجله ثم تقول : صلوات الله على روحك وعلى بدنك صدقت وأنت الصادق المصدق ، وقتل الله من قتلك بالايدي والالسن.
ثم تقبل إلى علي ابنه فتقول ما أحببت ،
ثم تقوم قائما فتستقبل القبور قبور الشهداء فتقول : السلام عليكم أيها الشهداء ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له ، الله مدرك لكم وتركم ومدرك لكم في الارض عدوه ، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والاخرة. ثم تجعل القبر بين يديك ثم تصلي ما بدالك ثم تقول : جئت وافدا إليك وأتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي
من أمر دنياي وآخرتي ، بك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم ، وبك يدرك عند الله أهل الترات طلبتهم.
ثم تكبر إحدى عشر تكبيرة متتابعة ولا تعجل فيها ، ثم تمشي قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول : الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها ، خلق الخلق فلم يغب شئ من امورهم عن علمه ، فعلمه بقدرته ، ضمنت الارض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله ، صلى الله عليك ، أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح ، وأن لك من الله الوعد الصادق في هلاك أعدائك ، وتمام موعد الله إياك أشهد أن من تبعك الصادقون الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم : « أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ».
ثم كبر سبع تكبيرات ثم تمشي قليلا ثم تستقبل القبر وتقول : الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ، وخلق كل شئ فقدره تقديرا أشهد أنك دعوت إلى الله وإلى رسوله ، ووفيت لله بعهده ، وقمت لله بكلماته وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين لعن الله امة قتلتك ، ولعن الله امة خذلتك ، ولعن الله أمة خذلت عنك ، اللهم إني اشهدك بالولاية لمن واليت ، ووالته رسلك ، وأشهد بالبراءة ممن برئت منه وبرئت منه رسلك.
اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا كتابك وسفكوا دماء أهل بيت نبيك وأفسدوا في بلادك واستذلوا عبادك ، اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك وبرك وبحرك ، اللهم العنهم في مستسر السرائر في سمائك و أرضك ، وكلما دخلت الحير فسلم وضع خدك على القبر (١).
بيان : قوله عليهالسلام : وسلام على ملائكته فيما تروح به الرائحات أي سلام على ملائكة الله في ضمن التحيات التي تأتيك من الله في وقت الرواح أو مطلقا ، فقوله : لك وعليك صفة أو حال للرائحات والاظهر ما في بعض النسخ وهو قوله وسلام ملائكته فيما تغتدي وتروح ، والغدوة البكرة ويقال : غدا عليه واغتدى أي
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٩٣
بكر ، والرواح من زوال الشمس إلى الليل يقال راح يروح رواحا أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أول النهار وآخره ، وقد يقال : راح يروح إذا أتى أي وقت كان فعلى النسخة الاولى هذا هو المراد « قوله عليهالسلام » وإنك ثار الله في الارض الثأر بالهمز الدم وطلب الدم أي أنك أهل ثار الله والذي يطلب الله بدمه من أعدائه أو هو الطالب بدمه ودماء أهل بيته بأمر الله في الرجعة ، وقيل : هو تصحيف ثاير والثاير من لايبقى على شئ حتى يدرك ثاره.
ثم اعلم أن المضبوط في نسخ الدعاء بغير همز والذي يظهر من كتب اللغة أنه مهموز ولعله خفف في الاستعمال (قوله عليهالسلام) وشهادتهم أي حضورهم أو أصير شهيدا كما صاروا والاول أظهر (قوله) وتجعلني لهم فرطا هو بالتحريك من يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والارشية أي تجعلني خادما لهم ساعيا في امورهم (قوله عليهالسلام) من جميع خلقه أي ممن له مدخل في ذلك بالتأسيس والخذلان والرضا به في كل دهر وأوان ، والوتر بالكسر ويفتح ، والترة بكسر التاء وفتح الراء الثار.
٢ ـ كا : علي عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاق ، عن الحسن ابن عطية قال : إذا فرغت من السلام على الشهداء فات قبر أبي عبدالله عليهالسلام فاجعله بين يديك ثم تصلي ما بدا لك (١).
٣ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبوسلمة السراج جلوسا عند أبي عبدالله عليهالسلام وكان المتكلم يونس وكان أكبرنا سنا ، فقال له : جعلت فداك إني أحضر مجالس هؤلاء القوم يعني ولد س ا ب ع فما أقول؟ قال : إذا حضرتهم وذكرتنا فقل : اللهم أرنا الرخاء والسرور فانك تأتي على كل ما تريد.
فقلت : جعلت فداك إني كثيرا ما أذكر الحسين عليهالسلام فأي شئ أقول : قال : قل : السلام عليك يا أبا عبدالله ، تعيد ذلك ثلاثا ، فان السلام يصل إليه من قريب
__________________
(١) الكافى ج ٤ ص ٥٧٨.
ومن بعيد ، ثم قال : إن أبا عبدالله عليهالسلام لما مضى بكت عليه السموات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى ، بكاء على أبي عبدالله عليهالسلام إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه قلت : جعلت فداك ما هذه الثلاثة الاشياء؟ قال : لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان.
قال : قلت : جعلت فداك إني اريد أزوره فكيف أقول؟ وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبدالله عليهالسلام فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة ثم امش حافيا فانك في حرم من حرم الله ورسوله بالتكبير والتهليل والتمجيد و التعظيم لله كثيرا والصلاة على محمد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته حتى تصير إلى باب الحسين عليهالسلام ثم قل : السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله.
ثم اخط عشر خطا فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه ، وتجعل القبلة بين كتفيك ثم تقول :
السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات و الارض ، أشهد أن دمك سكن في الخلد ، واقشعرت له أظلة العرش ، وبكى له جميع الخلائق ، وبكت له السموات السبع والارضون السبع وما فيهن ومابينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا ، وما يرى وما لا يرى ، أشهد أنك حجة الله وابن حجته ، وأشهد أنك قتيل الله وابن قتيله ، وأشهد أنك ثار الله في الارض وابن ثاره ، وأشهد أنك وتر الله الموتور في السموات والارض ، وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت ووافيت وجاهدت في سبيل ربك ، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشاهدا ومشهودا ، أنا عبدالله ومولاك وفي طاعتك والوافد إليك ألتمس كمال المنزلة عند الله وثبات القدم في الهجرة إليك ، والسبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي امرت بها.
من أراد الله بدأ بكم من أراد الله بدأ بكم ، بكم يبين الله الكذب ، وبكم يباعد الله الزمان الكلب ، وبكم فتح الله وبكم يختم الله ، وبكم يمحوالله ما يشاء وبكم يثبت ، وبكم يفك الذل من رقابنا ، وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب ، وبكم تنبت الارض أشجارها ، وبكم تخرج الاشجار أثمارها وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزل الله الغيث وبكم تسبح الله الارض التي تحمل أبدانكم وتستقل جبالها على مراسيها ، إرادة الرب في مقادير اموره تهبط إليكم ، وتصدر من بيوتكم ، والصادق عما فصل من أحكام العباد ، لعنت امة قتلتكم وامة خالفتكم وامة جحدت ولايتكم ، وامة ظاهرت عليكم ، وامة شهدت ولم تستشهد ، الحمد لله الذي جعل النار مأواهم وبئس ورد الواردين وبئس الورد المورود والحمد لله رب العالمين ، وتقول ثلاثا : صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ.
ثم تقوم فتأتي ابنه عليا عليهالسلام وهو عند رجله فتقول : السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أميرالمؤمنين ، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة ، صلى الله عليك ، صلى الله عليك ، صلى الله عليك لعن الله من قتلك ، لعن الله من قتلك ، لعن الله من قتلك ، أنا إلى الله منهم بري ، أنا إلى الله برئ ، أنا إلى الله برئ.
ثم تقوم فتومي بيدك إلى الشهداء وتقول : السلام عليكم ، السلام عليكم السلام عليكم ، فزتم والله ، فزتم والله ، فزتم والله ، فليت أني معكم فأفوز فوزا عظيما.
ثم تدور فتجعل قبر أبي عبدالله صلى الله عليه بين يديك إماما فتصلي ست ركعات ، وقد تمت زيارتك وإن شئت فأقم وإن شئت فانصرف (١).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ١٩٧.
٤ ـ كا : العدة عن ابن عيسى مثله (١).
بيان : قوله : يعني ولد سابع هو مقلوب عباس هكذا عبر تقية « قوله عليهالسلام » يا قتيل الله أي الذي قتل لله وفي سبيله ، أو القتيل الذي طلب دمه وثاره إلى الله « قوله عليهالسلام : » وترالله أي الفرد المتفرد في الكمال من نوع البشر في عصره الشريف أو المراد ثار الله كما مر أي الذي الله تعالى طالب دمه ، والموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، تقول : منه وتره يتره وترا وترة وكذلك وتره حقه نقصه ذكره الجوهري (٢) ،
وقال الجزري (٣) فيه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أي نقص يقال وترته إذا نقصته فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا ، وقيل : هو من الوتر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله انتهى.
أقول : فالمعنى الذي قتل في سبيل الله وقتل أقرباؤه وسلب أمواله ، وقيل : الموتور تأكيد للوتر كقوله حجرا محجورا « قوله : » في السموت والارض أي ينتظر طلب ثاره أهل السموات والارض أو عظمت مصيبته فيهما.
« قوله عليهالسلام : » واقشعرت له أظلة العرش الاظلة جمع ظلال وهو ما أظلك من سقف أو غيره ، والمراد هنا ما فوق العرش أو أطباقه وبطونه ، فان كل طبقة و بطن منه ظل لطائفة أو أجزاء العرش فان كل جزء منه ظل لمن يسكن تحته ، وقد يطلق الظلال على الاشخاص والاجسام اللطيفة وعالم الارواح ، فيمكن أن يكون المراد بها الارواح المقدسة والملائكة الساكنين في العرش ، وفي بعض النسخ ظلة العرش بالضم فالاضافة بيانية.
« قوله عليهالسلام : » وأشهد أنك ثأر الله في بعض نسخ الكافي هنا ثائر الله في الارض
__________________
(١) الكافى ج ٤ ص ٥٧٨.
(٢) صحاح الجوهرى ج ٢ ص ٨٤٣ طبع مصر الجديد.
(٣) نهاية ابن الاثير ج ٤ ص ٢٠٤.
وابن ثائره « قوله عليهالسلام : » ووافيت أي أتيت هذه الجماعة لاعلاء الكلمة وإتمام الحجة وما قصرت في ذلك.
وفي أكثر نسخ الكافي والتهذيب وأوفيت من قوله تعالى : « فمن أوفى بما عاهد عليه الله » تأكيدا للسابق أو بمعنى توفية الحق كملا أي أعطيت كل امرئ ما يلزمك من الهداية وإعطاء النصيحة ، أو وفيت ربك ما كلفك كما قال تعالى : « وإبراهيم الذي وفى » ومضى شرح قوله : مضيت للذي كنت عليه في زيارات أميرالمؤمنين.
« قوله عليهالسلام » : وثبات القدم في الهجرة إليك أي أطلب ثبات القدم والمداومة في الهجرة إليك ، والاتيان لزيارتك ، ويحتمل أن تكون في تعليلية أي ثبات القدم في الدين لهجرتي إليك.
« قوله عليهالسلام : » والسبيل الذي لا يختلج دونك الاختلاج الاضطراب واختلجه أي جذبه واقتطعه قال في النهاية (١) ومنه الحديث ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني أي يجتذبون ويقتطعون انتهى ، فيمكن أن يقرأ يختلج على بناء الفاعل وعلى بناء المفعول ، والثاني أظهر ، وعلى التقديرين السبيل إما معطوف على الهجرة أو على إثبات القدم والاخير أظهر ، وعلى التقادير حاصل الكلام أني ألتمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب ، أو السبيل الذي من سلكه لا يجتذب ولا ينتزع ولا يمنع من الوصول إليكم في الدنيا والاخرة.
وكلمة « من » في قوله : من الدخول إما تعليلية أو بيانية فيكون بيانا للسبيل أو صلة للاختلاج على المعنى الثاني ، وامرت على بناء المجهول والكفالة هي الحفظ والرعاية والشفاعة اللاتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم ، ويقال : كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم واشتد.
« قوله عليهالسلام : » وبكم فتح الله أي الايجاد أو العلم أو الخلافة والامامة كقوله صلىاللهعليهوآله : كنت نبيا وآدم بين الماء والطين « قوله : » وبكم يدرك الله ترة
__________________
(١) النهاية ج ١ ص ٣٤٥.
كل مؤمن يطلب : أي ما يقع على الشيعة من القتل والنهب والضرب والشتم وساير مضار الدين والدنيا ، أنتم الطالب لها في الرجعة ، والمنتقم لهم فيها ومنهم من صحف وقرأ بطلت أي ترة وجناية بطلت ولم يطلبها صاحبه وأولياؤه وهو مخالف لما في النسخ المعتبرة.
« قوله عليهالسلام : » وبكم تسبح الارض المراد بالارض إما كلها أو مواضع استقرارهم عليهمالسلام حيا وميتا وتسبيح الارض على نحو ما قال تعالى : « وإن من شئ إلا يسبح بحمده » أو المراد تسبيح سكانها من الملائكة والجن بل الانس أيضا فان ببركتهم يعبدالله في روضاتهم وبيوتهم ، ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول أي تقدس وتنزه وتذكر بالخير بيوتكم وقبوركم ومواضع آثاركم كما قال تعالى « في بيوت أذن الله أن ترفع » وقد مرت الاخبار في تفسيرها في كتاب الامامة وفي بعض نسخ الكتاب والتهذيب وأكثر نسخ الكافي تسيخ بالياء المثناة من تحت والخاء المعجمة أي تثبت وتستقر وهو أظهر.
« قوله عليهالسلام : » تستقل جبالها الضمير راجع إلى الارض ، على مراسيها أي أماكنها ومحال ثبوتها واستقرارها ، وفي الكافي تستقر مكان تستقل و « قوله : » إرادة الرب مبتدأ وتهبط إليكم على بناء المعلوم أو المجهول خبره أي تقديراته تعالى تنزل عليكم في ليلة القدر ، وتصدر من بيوتكم أي يأخذها الخلق ويتعلمها منكم ، وفي بعض نسخ الكتاب وعامة نسخ الكافي والتهذيب وغيرهما والصادر بالراء المهملة وهو مبتدأ وخبره مقدر بقرينة ما سبق أي يصدر من بيوتكم ، وفي بعض نسخ الكتاب الصادق بالقاف ولا يختلف التقدير ، ويمكن أن يقرأ فصل على بناء المعلوم والمجهول من باب التفعيل والمجرد.
والحاصل أن أحكام العباد وما بين منها ،
أو ما يفصل بينهم في قضاياهم ، أوما يميز بين الحق والباطل ، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم ، فان الصادر عن الماء مثلا هو الذي يرد الماء فيأخذ منه حاجته ويرجع ، فاذا كان علم ما فصل من أحكام العباد في بيوتهم فالصادر عنه لابد أن يصدر من بيوتهم ولا يبعد أن
يكون الواو في قوله : والصادر زيد من النساخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير.
« قوله عليهالسلام » ولم تستشهد على بناء المجهول أي امة حضرت عندك ولم تجاهد حتى تقتل دونك ممن كان مأمورا بالجهاد ، ومنهم من قرأ على بناء المعلوم أي لم تطلب شهوده وحضوره ، ولا يخفى بعده.
« قوله عليهالسلام » : وبئس الورد بالكسر الماء الذي ترد عليه ، والمورود تأكيد له كقوله تعالى « قدرا مقدورا » أي بئس الماء المورود عليه مورده ، وهذا على سبيل التهكم كقوله تعالى : « نزل من حميم » أي النار لهم بدل مما يرد عليه أهل الجنة من الانهار والعيون وأنواع النعيم وهي مؤكدة للفقرة السابقة « قوله عليهالسلام » : يا ابن الحسن هذا على سبيل المجاز فان العرب يسمى العم أبا كما قيل في قوله تعالى : « لابيه آزر ».
٥ ـ مل : أبي وابن الوليد معا ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن فضالة عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناسي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام فأت الفرات واغتسل بحيال قبره وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار حتى تدخل الحير من جانبه الشرقي وقل حين تدخله : السلام على ملائكة الله المقربين ، السلام على ملائكة الله المنزلين ، السلام على ملائكة الله المردفين السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحير باذن الله مقيمون.
فاذا استقبلت قبر الحسين عليهالسلام فقل : السلام على رسول الله صلى الله على أمين الله على رسله ، وعزائم أمره ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم تقول : السلام على أميرالمؤمنين ،
عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثت برسالاتك وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك الذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثت
برسالاتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ".
ثم تسلم على الحسين وسائر الائمة كما صليت وسلمت على الحسن بن علي ثم تأتي قبر الحسين عليهالسلام فتقول : السلام عليك يا أبا عبدالله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ، صلى الله عليك يا أبا عبدالله ، رحمك الله يا أبا عبدالله ، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به ولم تخش أحدا غيره ، وجاهدت في سبيله وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين ، أشهد أنكم كلمة التقوى ، وباب الهدى والعروة الوثقى ، والحجة على من يبقى ومن تحت الثرى ، أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى ، وذلك لكم فاتح فيما بقي أشهد أن أرواحكم وطينتكم طيبة (١) طيبة طابت وطهرت هي ، بعضها من بعض من (٢) الله ومن رحمته.
فاشهد الله واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع في ذات نفسي وشرايع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي فأسأل الله البر الرحيم ، أن يتمم لي ذلك ، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به لم تخشوا أحدا غيره ، وجاهدتم في سبيله ، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين ، فلعن الله من قتلكم ، ولعن الله من أمر به ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به ، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامى.
ثم تقول : اللهم العن الذين بدلوا نعمتك ، وخالفوا ملتك ، ورغبوا عن أمرك ، واتهموا رسولك ، وصدوا عن سبيلك ، اللهم احش قبورهم نارا ، وأجوافهم نارا ، واحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زرقا ، اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب وكل نبي مرسل ، وكل عبد مؤمن ، امتحنت قلبه للايمان ، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية ، اللهم العن جوابيت هذه الامة والعن طواغيتها ، و العن فراعنتها ، والعن قتلة أميرالمؤمنين والعن قتلة الحسين ، وعذبهم عذابا لا تعذب
__________________
(١) طينة خ ل.
(٢) في الكافى منا من الله.
به أحدا من العالمين ، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا والاخرة (١).
ثم اجلس عند رأسه صلوات الله عليه فقل : صلى الله عليك أشهد أنك عبدالله وأمينه ، بلغت ناصحا وأديت أمينا وقتلت صديقا ، ومضيت على يقين ، لو تؤثر عمي على هدى ولم تمل من حق إلى باطل أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه ، صلى الله عليك وسلم تسليما ، أشهد أنك كنت على بينة من ربك قد بلغت ما امرت به وقمت بحقه وصدقت من قبلك ، غير واهن ولا موهن صلى الله عليك وسلم تسليما ، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك ، أشهد أن الجهاد معك جهاد وأن الحق معك وإليك ، وأنت أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ، أشهد أنك صديق عندالله وحجته على خلقه ، وأشهد أن دعوتك حق ، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض ، وأشهد أن الله هو الحق المبين.
ثم تحول عند رجليه وتخير من الدعاء وتدعو لنفسك ، ثم تحول عند رأس علي بن الحسين عليهماالسلام وتقول : سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته ، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعترة آبائك الاخيار الابرار ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٢).
ثم تأتي قبور الشهداء وتسلم عليهم وتقول : السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط وسلف ، ونحن لكم أتباع وأنصار ، أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه : « وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٠١ ـ ٢٠٣.
(٢) كامل الزيارات ص ٢٠٣ ـ ٢٠٤.
لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا » فما وهنتم وما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله صلى الله على أرواحكم و أبدانكم ، وسلم تسليما ، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له ، إنه لا يخلف الميعاد الله مدرك لكم ثار ما وعدكم ، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والاخرة ، أنتم السابقون والمهاجرون والانصار ، أشهد أنكم قد جاهدتم في سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما ، الحمدلله الذي صدقكم وعده وأراكم ما تحبون.
ثم تقول : أتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله ، وإني لك عارف ، وبحقك مقر ، وبفضلك مستبصر ، وبضلالة من خالفك موقن عارف بالهدى الذي أنت عليه بأبي أنت وامي ونفسي ، اللهم إني اصلي عليه كما صليت أنت عليه ورسلك وأميرالمؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة ، يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها ولا أمد ولا أبد ولا أجل ، في محضرنا وإذا غبنا وشهدنا ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (١).
٦ ـ كا : العدة عن أحمد بن محمد ، عن الاهوازي مثله (٢).
توضيح : في الكافي وقل حين تدخله : السلام على ملائكة الله المنزلين ، السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله المسومين ، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون ، هذه الفقرات إشارات إلى قوله تعالى « ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمدد كم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين » وقوله تعالى : فاستجاب لكم ربكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين.
قال البيضاوي في قوله : مسومين : أي معلمين من التسويم الذي هو إظهار سيماء الشئ ، لقوله صلىاللهعليهوآله لاصحابه : تسوموا فان الملائكة قد تسومت ، أو مرسلين من التسويم بمعنى الاسامة (٣) وقال في قوله : مردفين : أي متبعين المؤمنين أو بعضهم
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥.
(٢) الكافى ج ٤ ص ٥٧٢.
(٣) تفسير البيضاوى ج ١ ص ٢٣١ طبع الاستانه سنة ١٢٨٥.