الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
فكأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه ، فصوت بي صح الجسم ادخل فدخلت عليه وأنا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه.
فقال لي : وما يبكيك يا محمد؟ فقلت : جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك أنظر إليك.
فقال لي : أما قلة القدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا ، وأما ما ذكرت من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب و في هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، وأما ماذكرت من بعد الشقة فلك بأبي عبدالله عليهالسلام اسوة بأرض نائية عنا بالفرات وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا ، وأنك لا تقدر على ذلك ، فالله يعلم ما في قلبك و جزاؤك عليه.
ثم قال لي : هل تأتي قبر الحسين؟ قلت : نعم على خوف ووجل ، فقال : ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف ، فمن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي صلىاللهعليهوآله وما يصنع ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبع رضوان الله.
ثم قال لي : كيف وجدت الشراب؟ فقلت : أشهد أنكم أهل بيت الرحمة وأنك وصي الاوصياء لقد أتاني الغلام بما بعثت وما أقدر على أن أستقل على قدمي ولقد كنت آيسا من نفسي فناولني الشراب فشربته فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه ولا أبرد منه ، فلما شربته قال لي الغلام : إنه أمرني أن أقول لك إذا شربته فأقبل إلى وقد علمت شدة ما بي فقلت : لاذهبن إليه ولو ذهبت نفسي ، فأقبلت إليك وكأني انشطت من عقال ، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم.
فقال : يامحمد إن الشراب الذي شربته فيه
من طين قبور آبائي وهو أفضل ما استشفي به فلا تعدلن به ، فانا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كل خير ، فقلت له : جعلت فداك إنا لنأخذ منه ونستشفي به؟ فقال : يأخذه الرجل فيخرجه من
الحير وقد أظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة إلا شمه ، فتذهب بركته فيصير بركته لغيره ، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا ولولا ما ذكرت لك ما تمسح به شئ ولا شرب منه شئ إلا أفاق من ساعته ، وماهو إلا كحجر الاسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية وكان لايتمسح به أحد إلا أفاق قال : وكان كأبيض ياقوته فاسود حتى صار إلى ما رأيت فقلت : جعلت فداك وكيف أصنع به؟ فقال : أنت تصنع به مع إظهارك إياه ما يصنع غيرك تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريد به.
فقلت : صدقت جعلت فداك ، قال : ليس يأخذه أحد إلا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس ، فقلت جعلت فداك وكيف لى أن آخذه كما تأخذ؟ فقال لي أعطيك منه شيئا؟ فقلت : نعم ، قال : فاذا أخذته فكيف تصنع به؟ قلت : أذهب به معي قال : في أي شئ تجعله؟ قلت : في ثيابي ، قال : فقد رجعت إلى ماكنت تصنع ، اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله ، فانه لا يسلم لك فسقاني منه مرتين ، فما أعلم أنى وجدت شيئا مما كنت أجد حتى انصرفت (١).
١٠ ـ مل : مل : محمد بن الحسين بن مت الجوهري ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن أبي ولاد ، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبدالله الحسين ابن علي صلوات الله عليهما وحرمته وولايته أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دواء (٢).
١١ ـ مصبا : عن الحضرمي مثله ، وزاد في آخره : شفاء (٣).
١٢ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن كرام ، عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : يأخذ الانسان من طين قبر
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٧٥.
(٢) كامل الزيارات ص ٢٧٧ ).
(٣) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
الحسين فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به؟ فقال : لا والله الذي لا إله إلا هو ما يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إلا نفعه الله به (١).
١٣ ـ مكا : عنه عليهالسلام مثله (٢).
١٤ ـ كا : العدة ، عن ابن عيسى مثله (٣).
١٥ ـ مل : محمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن بعض أصحابنا قال : دفعت إلى امرأة غزلا فقالت : ادفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة قال : فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلما أن صرنا بالمدينة دخلت على أبي جعفر عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلا فقالت : ادفعه بمكة لتخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة.
فقال : اشتر به عسلا وزعفران وخذ من طين قبر الحسين عليهالسلام واعجنه بماء السماء واجعل فيه شيئا من عسل وزعفران وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (٤).
١٦ ـ سن : أبي عن بعض أصحابنا مثله (٥).
١٧ ـ مل : أبي عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل البصري ولقبه فهد ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء (٦).
١٨ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان البصري ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : في طين قبر الحسين عليهالسلام
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٧٤.
(٢) مكارم الاخلاق ص ١٨٩.
(٣) الكافى ج ٤ ص ٥٨٨.
(٤) كامل الزيارات ص ٢٧٤.
(٥) المحاسن ج ٢ ص ٥٠٠ طبع ايران.
(٦) كامل الزيارات ص ٢٧٥.
الشفاء من كل داء وهو الدواء الاكبر (١).
١٩ ـ مصبا : عن محمد بن سليمان مثله (٢).
٢٠ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام فيه شفاء وإن اخذ على رأس ميل (٣).
٢١ ـ مكا : عنه عليهالسلام مثله (٤).
٢٢ ـ مل : روي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من أصابته علة فتداوى بطين قبر الحسين عليهالسلام شفاه الله من تلك العلة إلا أن تكون علة السام (٥).
بيان : السام الموت.
٢٣ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن رجل قال : بعث إلى أبوالحسن الرضا عليهالسلام من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك طين فقلت للرسول : ما هذا؟ قال : هذا طين قبر الحسين عليهالسلام ما كاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين ، فكان يقول : هو أمان باذن الله (٦).
بيان : قال الفيروز آبادي (٧) الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد.
٢٤ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أبي العلا قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : حنكوا أولادكم بتربة الحسين فانه أمان (٨).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٧٥.
(٢) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٥.
(٤) مكارم الاخلاق ص ١٨٩.
(٥) كامل الزيارات ص ٢٧٥.
(٦) كامل الزيارات ص ٢٧٨.
(٧) القاموس ج ٤ ص ١١٩.
(٨) كامل الزيارات ص ٢٧٨.
٢٥ ـ مصبا : عن ابن أبي العلاء مثله (١).
٢٦ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن المغيرة ، عن أبي اليسع قال : سأل رجل أبا عبدالله عليهالسلام وأنا أسمع قال : آخذ من طين القبر يكون عندي أطلب بركته؟ قال : لا بأس بذلك (٢) ،
٢٧ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن العباس بن موسى الوراق عن يونس ، عن عيسى بن سليمان ، عن محمد بن زياد ، عن عمته قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن في طين الحير الذي فيه الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف (٣).
٢٨ ـ مل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى ، عن العمركي ، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، عن عيسى بن سليمان ، عن محمد بن مارد ، عن عمته مثله (٤).
٢٩ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن أبي ولاد ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لو أن مريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبدالله وحرمته وولايته أخذ له من طينته على رأس ميل كان له دواء وشفاء (٥).
٣٠ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن الحسن بن علي ، عن يونس ابن رفيع ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن عند رأس الحسين بن علي عليهالسلام لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلا السام ، قال : فأتيت القبر بعد ماسمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر شبيه السهلة حمراء قدر درهم فحملناه إلى الكوفة فمزجناه وأقبلنا نعطي الناس يتداوون به (٦).
__________________
(١) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
(٢ ـ ٣) كامل الزيارات ص ٢٧٨.
(٤ ـ ٦) كامل الزيارات ص ٢٧٩.
٣١ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي مثله (١).
بيان : قال الفيروز آبادي (٢) السهلة بالكسر تراب كالرمل يجئ به الماء.
٣٢ ـ مل : محمد بن الحسن بن مهزيار ، عن جده علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عبدالله الاصم ، عن أبي عمرو شيخ من أهل الكوفة عن الثمالي عن أبن عبدالله عليهالسلام قال : كنت بمكة وذكر في حديثه ، قلت : جعلت فداك إني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين يستشفون به هل في ذلك شئ مما يقولون من الشفاء؟ قال : قال : يستشفي بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال ، و كذلك طين قبر جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد ، فخذ منها فانها شفاء من كل سقم ، وجنة مما تخاف ، ولا يعدلها شئ من الاشياء التي يستشفي بها إلا الدعاء.
وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلة اليقين لمن يعالج بها ، فأما من أيقن أنها له شفاء إذا تعالج بها كفته باذن الله من غيرها مما يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجن من أهل الكفر منهم يتمسحون بها وما تمر بشئ إلا شمها.
وأما الشياطين وكفار الجن فانهم يحسدون ابن آدم عليها فيتمسحون بها فيذهب عامة طيبها ، ولا يخرج الطين من الحير إلا وقد استعد له ما لا يحصى منهم والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحير ، ولو كان من التربة شئ يسلم ما عولج به أحد إلا برئ من ساعته ، فاذا أخذتها فاكتمهاو أكثر عليها ذكرالله عزوجل ، وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخف به حتى أن بعضهم ليطرحها في مخلاة الابل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام وما يمسح به الايدي من الطعام والخرج والجوالق فكيف يستشفي به من هذا حاله عنده؟ ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخف بما
__________________
(١) الكافى ج ٤ ص ٥٨٨.
(٢) القاموس ج ٣ ص ٣٩٨.
فيه صلاحه يفسد عليه عمله (١).
بيان : ما تضمنه الخبر من جواز الاستشفاء بتربة غير الحسين عليهالسلام مخالف لساير الاخبار ، وما ذهب إليه الاصحاب ، ولعله محمول على الاستشفاء بغير الاكل من الاستعمالات كالتمسح بها وحملها معه.
٣٣ ـ مل : علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا تناول أحدكم من طين قبر الحسين عليهالسلام فليقل « اللهم إني اسئلك بحق الملك الذي تناوله والرسول الذي بوأه ، والوصي الذي ضمن فيه ، أن تجعله شفاء من كل داء كذا وكذا » وتسمى ذلك الداء (٢).
٣٤ ـ مصبا : عن ابن سنان مثله وفيه بحق الملك الذي تناول ، والرسول الذي نزل ، ورواية ابن قولويه أصوب (٣).
٣٥ ـ مل : حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن علي بن الريان ، عن الحسين ابن أسد ، عن أحمد بن مصقلة ، عن عمه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال : إذا أخذت الطين فقل : « اللهم بحق هذه التربة ، وبحق الملك الموكل بها ، و بحق الملك الذي كربها ، وبحق الوصي الذي هو فيها صل على محمد وآل محمد واجعل هذا الطين شفاء من كل داء ، وأمانا من كل خوف » فان فعل ذلك كان حتما شفاء له من كل داء وأمانا من كل خوف (٤).
بيان : كربها أي حفرها من قولهم كربت الارض أي قلبتها للحرث ، و يحتمل أن يكون بتشديد الراء والباء للتعدية أي أخذها ورجع بها إلى النبي صلىاللهعليهوآله كما في ساير الادعية.
٣٦ ـ كا ، مل : محمد بن يعقوب ، عن محمد بن علي رفعه قال : قال : الختم على
__________________
(١ ـ ٢) كامل الزيارات ص ٢٨٠.
(٣) مصباح الطوسى ص ٥١١.
(٤) كامل الزيارات ص ٢٨٠.
طين قبر الحسين عليهالسلام أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر (١).
٣٧ ـ وروى إذا أخذته فقل « بسم الله اللهم بحق هذه التربه الطاهرة ، وبحق البقعة (المباركة) الطيبة ، وبحق الوصي الذي تواريه ، وبحق جده و أبيه وامه وأخيه ، والملائكة الذين يحفون به ، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين ، اجعل لي فيه شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف ، وغنى من كل فقر ، وعزا من كل ذل ، وأوسع به علي في رزقي وأصح به جسمي (٢).
٣٨ ـ صبا : عنه عليهالسلام مثله (٣).
٣٩ ـ مل : محمد بن أحمد بن الحسين العسكري ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن مروان ، عن أبى حمزة الثمالي قال : قال الصادق عليهالسلام : إذا أردت حمل الطين طين قبر الحسين عليهالسلام فاقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وإنا أنزلناه في ليلة القدر ويس وآية الكرسي وتقول :
اللهم بحق محمد عبدك وحبيبك ونبيك ورسولك وأمينك وبحق أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك ، وبحق فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك وبحق الحسن والحسين وبحق الائمة الراشدين ، وبحق هذه التربة ، وبحق الملك الموكل بها ، وبحق الوصي الذي هو فيها ، وبحق الجسد الذي تضمنت وبحق السبط الذي ضمنت ، وبحق جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك ، صل على محمد وآله ، واجعل هذا الطين شفاء لي ولمن يستشفي به من كل داء وسقم ومرض وأمانا من كل خوف ، اللهم بحق محمد وأهل بيته اجعله علما نافعا ، ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة وجميع الاوجاع كلها إنك على كل شئ قدير.
__________________
(١ و ٢) الكافى ج ٤ ص ٥٨٨ وكامل الزيارات ص ٢٨١.
(٣) مصباح الزائر ص ١٣٧.
وتقول : اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة والملك الذي هبط بها والوصي الذي هو فيها صل على محمد وآل محمد وسلم وانفعني بها إنك على كل شئ قدير (١).
٤٠ ـ مل : أبي وجماعة ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن إسماعيل البصري عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء وإذا أكلته تقول : بسم الله وبالله اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا ، وشفاء من كل داء إنك على كل شئ قدير (٢).
٤١ ـ قال : وروى لي بعض أصحابنا يعني محمد بن عيسى قال : نسيت أسناده قال : إذا أكلته تقول : اللهم رب هذه التربة المباركة ورب الوصي الذي وارثه صل على محمد وآل محمد واجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء (٣).
٤٢ ـ مل : الحسن بن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطية ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل : « اللهم إني أسألك بحق هذه التربة ، وبحق الملك الذي قبضها ، والنبى الذي حصنها والامام الذي حل فيها أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لى فيها شفاء نافعا ورزقا واسعا ، وأمانا من كل خوف وداء » فانه إذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه (٤).
٤٣ ـ مل : الكليني وجماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الطين كله حرام كلحم الخنزير ، ومن أكله ثم مات منه لم اصل عليه ، إلا طين قبر الحسين عليهالسلام فان فيه شفاء من كل داء ، ومن أكله لشهوة لم يكن فيه شفاء (٥).
٤٤ ـ ع : أبى ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى مثله (٦).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٨٣.
(٢ ـ ٤) كامل الزيارات ص ٢٨٤.
(٥) نفس المصدر ص ٢٨٥.
(٦) علل الشرائع ٥٣٢ طبع النجف الاشرف.
٤٥ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الطين فقال : أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين عليهالسلام فان فيه شفاء من كل داء ، وأمنا من كل خوف (١).
٤٦ ـ مل : محمد بن أحمد بن يعقوب ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى خلق آدم من الطين فحرم الطين على ولده قال : قلت : ما تقول في طين قبر الحسين عليهالسلام؟ فقال : يحرم على الناس أكل لحومهم ويحل لهم أكل لحومنا ، ولكن اليسير منه مثل الحمصة (٢).
٤٧ ـ صبا : عن ابن فضال مثله (٣).
٤٨ ـ مل : روى سماعة بن مهران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كل طين محرم على ابن آدم ما خلا طين قبر أبي عبدالله عليهالسلام من أكله من وجع شفاه الله (٤).
٤٩ ـ ووجدت في حديث الحسين بن مهران الفارسي ، عن محمد بن أبي سيار عن يعقوب بن يزيد يرفع الحديث إلى الصادق عليهالسلام قال : من باع طين قبر الحسين فانه يبيع لحم الحسين ويشتريه (٥).
٥٠ ـ مل : أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن رزق الله بن العلا ، عن سليمان بن عمرو السراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليهالسلام من عند القبر على سبعين ذراعا (٦).
٥١ ـ كا : العدة ، عن ابن عيسى مثله (٧).
__________________
(١ ـ ٢) كامل الزيارات ص ٢٨٥.
(٣) مصباح الطوسى ص ٥١٠ ومصباح الزائر ص ١٣٦.
(٤ ـ ٥) كامل الزيارات ص ٢٨٦.
(٦) نفس المصدر ص ٢٧٩ وفيه (باعا) بدل (ذراعا).
(٧) الكافى ج ٤ ص ٥٨٨.
٥٢ ـ مصبا : عنه عليهالسلام مثله (١).
٥٣ ـ صبا : عنه عليهالسلام مثله (٢).
٥٤ ـ صبا : ثم قال : وروي في حديث آخر : مقدار أربعة أميال وروي فرسخ في فرسخ (٣).
٥٥ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن رزق الله بن العلا عن سليمان بن عمرو السراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : يؤخذ طين قبر الحسين عليهالسلام من عند القبر سبعين باعا في سبعين باعا (٤).
٥٦ ـ مل : حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن أحمد بن إسحاق القزويني عن أبي بكار قال : أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي عليهالسلام طينا أحمر فدخلت على الرضا عليهالسلام فعرضتها عليه فأخذها في كفه ثم شمها ثم بكى حتى جرت دموعه ثم قال : هذه تربة جدى (٥).
٥٧ ـ ضا : طين قبر أبي عبدالله الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء وأمان من كل خوف (٦).
٥٨ ـ وأروي عنه عليهالسلام أنه قال : طين قبر أبي عبدالله عليهالسلام شفاء من كل علة إلا السام والسام الموت (٧).
٥٩ ـ طب : الجارود بن أحمد ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء وأمان من كل
__________________
(١) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
(٢ ـ ٣) مصباح الزائر ص ١٣٦.
(٤) كامل الزيارات ص ٢٨١.
(٥) كامل الزيارات ص ٢٨٣.
(٦ ـ ٧) فقه الرضا (ع) ص ٤٦.
خوف وهو لما اخذ له (١).
٦٠ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن طين قبر الحسين عليهالسلام مسكة مباركة من اكله من شيعتنا كان له شفاء من كل داء ، ومن أكله من عدونا ذاب كما تذوب الالية ، فاذا أكلت من طين قبر الحسين عليهالسلام فقل : اللهم إني أسئلك بحق الملك الذي قبضها ، وبحق النبي الذي خزنها وبحق الوصي الذي هو فيها أن تصلي على محمد وآل محمد : وأن تجعل لي فيه شفاء من كل داء وعافية من كل بلاء وأمانا من كل خوف برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وتقول أيضا : اللهم إني أشهد أن هذه التربة وليك صلى الله عليه ، وأشهد أنها شفاء من كل داء ، وأمان من كل خوف لمن شئت من خلقك ولي برحمتك وأشهد أن كل ما قيل فيهم هو الحق من عندك وصدق المرسلون (٢).
بيان : قوله عليهالسلام مسكة مباركة قال الفيروز آبادي المسكة بالضم ما يتمسك به وما يمسك الابدان من الغذاء والشراب ومايتبلغ به منهما انتهى ، أقول : يحتمل أن يقرأ بالكسر أيضا للاشارة إلى طيب ريحها.
٦١ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن محمد بن جعفر المؤدب ، عن الحسن بن علي بن شعيب الصائغ يرفعه إلى بعض أصحاب أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : دخلت إليه فقال : لا تستغني شيعتنا عن أربع : خمرة يصلي عليها ، وخاتم يتختم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر أبي عبدالله الحسين عليهالسلام فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب له بكل حبة أربعون حسنة وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرون حسنة (٣).
٦٢ ـ وعنه عن أبيه عن محمد الحميري قال : كتبت إلى الفقيه أسأله هل يجوز
__________________
(١) طب الائمة ص ٥٢ طبع النجف الاشرف.
(٢) مكارم الاخلاق ص ١٨٩.
(٣) التهذيب ج ٦ ص ٧٥.
أن يسبح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : تسبح به فما من شئ من التسبيح أفضل منه ، ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة تكتب له ذلك التسبيح (١).
قال : وكتبت إليه أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه إنشاء الله (٢).
٦٤ ـ أقول : وروى مؤلف المزار الكبير باسناده ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : إن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت عليهاالسلام تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبدالمطلب فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس ، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالامر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية (٣).
٦٥ ـ وباسناده ، عن أبي القاسم محمد بن علي ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : من أدار الطين من التربة فقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجه وأثبت له من الشفاعة مثلها (٤).
٦٦ ـ وفي كتاب الحسن بن محبوب أن أبا عبدالله عليهالسلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين عليهالسلام والتفاضل بينهما فقال عليهالسلام : السبحة التي هي من طين قبر الحسين عليهالسلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح ، قال وقال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك فقال : أما إنها أعود على أو قال : أخف علي (٥).
بيان : قوله في ذلك أي سئل لم اختار طين قبر الحسين عليهالسلام على طين حمزة
__________________
(١) التهذيب ج ٦ ص ٧٥.
(٢) التهذيب ج ٦ ص ٧٦.
(٣ ـ ٥) المزار الكبير ص ١١٩.
فأجاب بكونها أعود من العادة أو العود مع فقده أو كونها أخف تقية.
٦٧ ـ وقال أيضا في المزار الكبير ، وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الارض لامر ما يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسين عليهالسلام (١).
٦٨ ـ وروي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل إن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربعة جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق ويذكرون بها إله السماء (٢).
بيان : الظاهر كون حبات السبح زرقا ، ويحتمل أن يكون المراد كون خيطها كذلك كما قيل.
٦٩ ـ مصبا : روى محمد بن جمهور العمي ، عن بعض أصحابه قال : سئل جعفر ابن محمد عن الطين الارمني يؤخذ للكسير أيحل أخذه؟ قال : لا بأس به ، أما إنه من طين قبر ذي القرنين وطين قبر الحسين بن علي عليهالسلام خير منه (٣).
٧٠ ـ مصبا : روى يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : طين قبر الحسين عليهالسلام شفاء من كل داء ، فاذا أكلت منه فقل : بسم الله وبالله ، اللهم اجعله رزقا واسعا ، وعلما نافعا ، وشفاء من كل داء إنك على كل شئ قدير ، اللهم رب التربة المباركة ، ورب الوصي الذي وارته ، صل على محمد وآل محمد واجعل هذا الطين شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف (٤).
٧١ ـ مصبا : روى حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : من أكل من طين قبر الحسين غير مستشف به فكأنما أكل من لحومنا ، فاذا احتاج أحدكم إلى الاكل منه ليستشفي به فليقل : بسم الله وبالله اللهم رب هذه
__________________
(١) المزار الكبير ص ١١٩.
(٢) المزار الكبير ص ١٢٠.
(٣ ـ ٤) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
التربة المباركة الطاهرة ، ورب النور الذي انزل فيه ، ورب الجسد الذي سكن فيه ، ورب الملائكة الموكلين به اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا. واجرع من الماء جرعة خلفه وقل : اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء وسقم ، فان الله تعالى يدفع بها كل ما تجد من السقم والهم والغم انشاء الله (١).
٧٢ ـ صبا : عنه عليهالسلام مثله (٢).
٧٣ ـ صبا ، مصبا : روي أن رجلا سأل الصادق عليهالسلام فقال : إني سمعتك تقول : إن تربة الحسين عليهالسلام من الادوية المفردة ، وإنها لا تمر بداء إلا هضمته فقال : قد كان ذلك أوقد قلت ذلك فما بالك؟ قال : إني تناولتها فما انتفعت قال عليهالسلام : أما إن لها دعاء ، فمن تناولها ولم يدع به لم يكد ينتفع بها ، فقال له : ما أقول إذا تناولتها؟ قال : تقبلها قبل كل شئ وتضعها على عينيك ولا تناول منها أكثر من حمصة ، فان من تناول منها أكثر من ذلك فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا فاذا تناولت فقل :
اللهم إني أسئلك بحق الملك الذي قبضها ، وأسئلك بحق النبي الذي خزنها ، وأسئلك بحق الوصي الذي حل فيها ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، و أن تجعله شفاء من كل داء ، وأمانا من كل خوف ، وحفظا من كل سوء.
فاذا قلت ذلك فاشددها في شئ واقرأ عليها سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر فان الدعاء الذي تقدم لاخذها هو الاستيذان عليها وقراءة إنا أنزلناه ختمها (٣).
٧٤ ـ مصبا : روى معاوية بن عمار قال : كان لابي عبدالله عليهالسلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله عليهالسلام فكان إذا حضرت الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه ، ثم قال عليهالسلام : السجود على تربة الحسين عليهالسلام يخرق الحجب السبع (٤).
__________________
(١) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
(٢) مصباح الزائر ص ١٣٨ بتفاوت يسير.
(٣) مصباح الطوسى ص ٥١١ ومصباح الزائر ص ١٣٦.
(٤) مصباح الطوسى ص ٥١١.
٧٥ ـ مصبا : روى جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن عليهالسلام يقول : ما على أحدكم إذا دفن الميت ووسده بالتراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين عليهالسلام : ولا يضعها تحت رأسه (١).
٧٦ ـ مصبا : روى عبيدالله بن على الحلبي ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع و ثلاثون حبة وخاتم عقيق (٢).
٧٧ ـ مصبا : روي عن الصادق عليهالسلام من أدار الحجير من تربة الحسين عليهالسلام فاستغفر مرة واحدة كتب الله له سبعين مرة ، وإن مسك السبحة ولم يسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات (٣).
٧٨ ـ دعوات الراوندى : روي أنه لما حمل علي بن الحسين عليهالسلام إلى يزيد لعنه الله هم بضرب عنقه فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله وعلي عليهالسلام يجيبه حسب ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم ، فقال له يزيد : اكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك فكيف يجوز ذلك؟
فقال : حدثني أبي ، عن جدي أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول : اللهم إني أصبحت اسبحك وأمجدك وأحمدك وأهللك بعدد ما ادير به سبحتي ، ويأخذ السبحة ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح ، وذكر أن ذلك محتسب له وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه ، فاذا أوى إلى فراشه قال : مثل ذلك القول ووضع سبحته تحت رأسه فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت ، ففعلت هذا اقتداء بجدي ، فقال له يزيد : لست اكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يعود به وعفا عنه ووصله وأمر باطلاقه.
٧٩ ـ مصبا ، صبا : قال الصادق عليهالسلام : حنكوا أولادكم بتربة الحسين عليهالسلام
__________________
(١) مصباح الطوسى ص ٥١١.
(٢ ـ ٣) مصباح الطوسى ص ٥١٢.
فانها أمان (١).
٧٧ ـ صبا : يروى في أخذ التربة أنك إذا أردت أخذها فقم آخر الليل واغتسل والبس أطهر ثيابك وتطيب بسعد وادخل وقف عند الرأس وصل أربع ركعات تقرأ في الاولى منها الحمد مرة وإحدى عشر مرة الاخلاص ، وفى الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة القدر ، وتقرأ في الثالثة الحمد مرة واحدى عشر مرة الاخلاص ، وفي الرابعة الحمد مرة واثنتي عشرة مرة إذا جاء نصرالله و ـ الفتح ، فاذا فرغت فاسجد وقل في سجودك ألف مرة شكرا شكرا ، ثم تقوم وتتعلق بالضريح وتقول :
يامولاي يا ابن رسول الله إنى آخذ من تربتك باذنك ، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء ، وعزا من كل ذل ، وأمنا من كل خوف ، وغنى من كل فقر ، لي ولجميع المؤمنين ، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث قبضات وتجعلها في خرقة نظيفة وتختمها بخاتم فضة فصه عقيق ، نقشه « ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله ».
فاذا علم الله منك صدق النية يصعد معك في الثلاث قبضات سبعة مثاقيل لا تزيد ولا تنقص ترفعها لكل علة وتستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصة فانك تشفي إنشاء الله (٢).
٨١ ـ وفي رواية اخرى : يقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل يا ايها الكافرون ، وفي الثانية الحمد واحدى عشرة مرة القدر ، ويقنت فيقول : لا إله إلا الله عبودية ورقا لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله وحده وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده ، سبحان الله ملك السموات السبع والارضين السبع وما بينهن وما فيهن ، وسبحان الله رب العرش العظيم ، وصلى الله على محمد وآله ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، ويركع ويسجد ويصلي الركعتين الاخريين يقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشرة مرة الاخلاص
__________________
(١) مصباح الطوسى ص ٥١٠.
(٢) مصباح الزائر ص ١٣٦.
وفي الثانية الحمد وإحدى عشرة مرة إذا جاء نصرالله والفتح ، ويقنت كما قنت في الاوليين ثم يركع ويسجد ويفعل كما تقدم في الرواية الاولى (١).
٨٢ ـ ق : إذا أردت أن تأخذ من التربة للعلاج بها والاستشفاء فتباكي وتقول : بسم الله وبالله ، بحق هذه التربة المباركة ، وبحق الوصى الذي تواريه ، و بحق جده وأبيه ، وامه وأخيه ، وبحق أولاده الصادقين ، وبحق الملائكة المقيمين عند قبره ، ينتظرون نصرته ، صل عليهم أجمعين ، واجعل لي ولاهلي وولدي و إخوتي وأخواتي فيه الشفاء من كل داء ، والامان من كل خوف ، وأوسع علينا به في أرزاقنا ، وصحح به أبداننا إنك على كل شئ قدير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين وسلم تسليما.
وإن شئت فقل : اللهم إني أسئلك بحق هذه التربة ، وبحق الملك الموكل بها ، وبحق من فيها ، وبحق النبي الذي خزنها ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل هذه التربة أمانا من كل خوف وشفاء لي من كل داء ، وسعة في الرزق إنك على كل شئ قدير.
وإن شئت فقل : اللهم إني أسئلك بحق الجناح الذي قبضها ، والكف الذي قلبها ، والامام المدفون فيها ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي فيه الشفاء والامان من كل خوف.
٨٣ ـ أقول : روى مؤلف المزار الكبير بإسناده ، عن جابر الجعفي قال : دخلت على مولانا أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام فشكوت إليه علتين متضادتين بي إذا داويت إحداهما انتقضت الاخرى وكان بي وجع الظهر ووجع الجوف فقال لي : عليك بتربة الحسين بن علي عليهماالسلام فقلت : كثيرا ما أستعملها ولا تنجح في؟ قال جابر : فتبينت في وجه سيدي ومولاي الغضب فقلت : يا مولاي أعوذ بالله من سخطك ، وقام فدخل الدار وهو مغضب فأتى بوزن حبة في كفه فناولني إياها ثم قال لي : استعمل هذه يا جابر ، فاستعملتها فعوفيت لوقتي ، فقلت : يا مولاي ما هذه
__________________
(١) مصباح الزائر ص ١٣٧.
التي استعملتها فعوفيت لوقتي؟ قال : هذه التي ذكرت أنها لم تنجح فيك شيئا ، فقلت : والله يا مولاى ما كذبت فيها ولكن قلت : لعل عندك علما فأتعلمه منك فيكون أحب إلي مما طلعت عليه الشمس فقال لي : إذا أردت أن تأخذ من التربة فتعمد لها آخر الليل واغتسل لها بماء القراح والبس أطهر أطهارك وتطيب بسعد وادخل فقف عند الرأس فصل أربع ركعات تقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وتقنت فتقول في قنوتك :
لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده ، سبحان الله مالك السموات وما فيهن ومابينهن ، سبحان الله ذي العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين.
ثم تركع وتسجد وتصلي ركعتين اخراوين وتقرأ في الاولى الحمد وإحدى عشر مرة قل هو الله أحد ، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إذا جاء نصر الله والفتح ، وتقنت كما قنت في الاوليين ، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول ألف مرة : شكرا ، ثم تقوم وتتعلق بالتربة وتقول :
يا مولاي يا ابن رسول الله إني آخذ من تربتك باذنك ، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء ، وعزا من كل ذل وأمنا من كل خوف ، وغنى من كل فقر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرات وتدعها في خرقة نظيفة أو قارورة زجاج ، وتختمها بخاتم عقيق عليه « ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله » فاذا علم الله منك صدق النية لم يصعد معك في الثلاث قبضات إلا سبعة مثاقيل وترفعها لكل علة فانها تكون مثل ما رأيت (١).
اقول : وجدت تلك الرواية عن جابر رضى الله عليه نقلا من خط ابن سكون قدس سره.
ووجدت أيضا في مجمع البحرين في مناقب السبطين مرويا عنه وفي القنوت :
__________________
(١) المزار الكبير ص ١١٨ ـ ١١٩.
سبحان الله ملك السموات السبع ، والارضين السبع ، ومن فيهن ومن بينهن سبحان رب العرش العظيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما ، والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
١٧
* ((باب)) *
* « (آداب زيارته صلوات الله عليه من الغسل وغيرها) » *
١ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن ناجية ، عن محمد بن علي ، عن عامر بن كثير ، عن أبي النمير قال قال أبوجعفر عليهالسلام : إن ولايتنا عرضت على الامصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة شئ ، وذلك أن قبر علي عليهالسلام فيه ، وإن إلى لزقه لقبرا آخر ـ يعني قبر الحسين عليهالسلام ـ وما من آت إتاه يصلي عنده ركعتين أو أربعا ثم يسأل الله حاجة إلا قضاها له ، وأنه لتحفه كل يوم ألف ملك (١).
٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا زرت أبا عبدالله عليهالسلام فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جايع عطشان ، فان الحسين عليهالسلام قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا جائعا عطشانا ، واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (٢).
٣ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن ابن أيوب مثله (٣).
٤ ـ مل : أبي وأخي وعلي بن الحسين وغيرهم جميعا ، عن سعد ، عن أحمد ابن محمد مثله (٤).
٥ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ، عن
__________________
(١ و ٢) ثواب الاعمال ص ٨٠.
(٣) التهذيب ج ٦ ص ٧٦.
(٤) كامل الزيارات ص ١٣١.