بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٣٦ ـ صبا : عن الكاظم عليه‌السلام قال : ثلاث ليال من زار الحسين عليه‌السلام فيهن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر : ليلة النصف من شعبان ، وليلة ثلاث وعشرين من رمضان ، وليلة العيد (١).

اقول : زيارته صلوات الله عليه في الايام الشريفة والاوقات الفاضلة أشرف وأفضل لا سيما الايام المختصة به والايام التي ظهر فيها فضله وكرامته كيوم المباهلة ، ويوم نزول هل أتى ، ويوم ولادته عليه‌السلام والاشهر أنه ثالث شعبان.

٣٧ ـ لمارواه الشيخ ـ ره ـ في المصباح انه خرج إلى القاسم بن العلاء الهمدانى وكيل أبي محمد عليه‌السلام أن مولانا الحسين عليه‌السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء « اللهم إني أسئلك بحق المولود في هذا اليوم » إلى آخر الدعاء (٢).

٣٨ ـ لكن روى أيضا في المصباح ، عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد أنه قال : ولد الحسين بن علي عليه‌السلام لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع خلون من الهجرة (٣).

وكذا يناسب زيارته في يوم انتقال يزيد قاتله إلى أسفل درك الجحيم وهو الرابع عشر من ربيع الاول.

__________________

(١) مصباح الزائر ص ١٧٣.

(٢) مصباح الطوسى ص ٥٧٤.

(٣) مصباح الطوسى ص ٥٩٣.

١٠١

١٤

* ((باب)) *

* « (فضل زيارته صلوات الله عليه في يوم عاشورا) » *

* « (واعمال ذلك اليوم وفضل زيارة الاربعين) » *

١ ـ ع ، لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة ، ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سمى يوم عاشورا يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار (١).

٢ ـ ن : النقاش والطالقاني ، عن أحمد الهمداني مثله (٢).

٣ ـ ن ، لى : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام في أول يوم من المحرم فقال لي : يا ابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت : لا فقال : إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه‌السلام ربه عزوجل فقال : « رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء » فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريا « وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى » فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزوجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه‌السلام.

ثم قال : يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه

__________________

(١) علل الشرائع ص ٢٢٧ وأمالى الصدوق ص ١٢٩.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٨ ،

١٠٢

وانتهبوا ثقلة فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.

يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه ولقد بكت السموات السبع والارضون لقتله ، ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين.

يا ابن شبيب لقد حدثني أبى ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام أنه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا أحمر.

يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه‌السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا.

يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه‌السلام.

يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه‌السلام.

يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه‌السلام فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.

يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة (١).

٤ ـ مصبا ، قل : عن جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من بات عند قبر الحسين عليه‌السلام ليلة عاشورا لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه وكأنما قتل معه في عرصة كربلا (٢).

٥ ـ قال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية : روي أن من زاره

__________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٩ وأمالى الصدوق ص ١٢٩.

(٢) مصباح الطوسى ص ٥٣٨ والاقبال ص ٢٨.

١٠٣

عليه‌السلام وبات عنده في ليلة عاشورا حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسين عليه‌السلام في جملة الشهداء معه (١).

٦ ـ ع : عن محمد بن علي بن بشار ، عن المظفر بن أحمد ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن سليمان بن عبدالله ، عن عبدالله بن الفضل قال : قلت للصادق عليه‌السلام : يا ابن رسول الله كيف سمت العامة يوم عاشورا يوم بركة؟ فبكى عليه‌السلام ثم قال : لما قتل الحسين عليه‌السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الاخبار وأخذوا عليها الجوائز من الاموال ، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وأنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم (٢).

أقول : قد أوردنا تمامه مع غيره من الاخبار في هذا المعنى في أبواب تاريخه عليه‌السلام.

٧ ـ مل : أبي وأخي وجماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن علي المدايني ، عن محمد بن سعيد البجلى ، عن قبيصة ، عن جابر الجعفي قال : دخلت على جعفر بن محمد عليهما‌السلام في يوم عاشورا فقال لي : هؤلاء زوار الله وحق على المزور أن يكرم الزائر ، من بات قبر الحسين عليه‌السلام ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عصره ، وقال : من زار قبر الحسين عليه‌السلام ليوم عاشورا أو بات عنده كان كمن استشهد بين يديه (٣).

٨ ـ مل : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي عن حسين بن سليمان ، عن الحسين بن أسد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء وجبت له الجنة (٤).

٩ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن الفزاري

__________________

(١) الاقبال ص ٢٨.

(٢) علل الشرائع ص ٢٢٦.

(٣ ـ ٤) كامل الزيارات ص ١٧٣.

١٠٤

مثله (١).

١٠ ـ قل : باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود باسناده إلى حريز مثله (٢).

١١ ـ يب ، مل : محمد الحميرى ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من زار قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام يوم عاشورا عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (٣).

١٢ ـ قل : باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن داود القمي باسناده إلى ابن أبي عمير مثله (٤).

١٣ ـ مل : الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور العمي ، عن ذكره ، عنهم عليهم‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشورا كان كمن تشحط بدمه بين يديه (٥).

١٤ ـ مل : روى محمد بن أبي سيار المداينى باسناده قال : من سقى يوم عاشورا عند قبر الحسين عليهم‌السلام كان كمن سقى عسكر الحسين عليه‌السلام وشهد معه (٦).

١٥ ـ مل : جعفر بن محمد بن عبدالله ، عن ابن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر ، من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة ، ومن زاره يوم عاشورا فكأنما زار الله فوق عرشه (٧).

١٦ ـ مل : محمد الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن حمدان بن المعافا ، عن ابن أبي عمير مثله (٨).

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ٥١.

(٢) الاقبال ص ٣٨.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ٥١ وكامل الزيارات ص ١٧٤.

(٤) الاقبال ص ٣٨.

(٥ ـ ٨) كامل الزيارات ص ١٧٤.

١٠٥

١٧ ـ يب : روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة الخمسين ، وزيارة الاربعين ، والتختم باليمن ، وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (١).

١٥

* (باب) *

* « (الحاير وفضله ومقدار ما يؤخذ من التربة) » *

* « (المباركة وفضل كربلا والاقامة فيها) » *

١ ـ مل : القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله ابن حماد الانصاري ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قبر الحسين بن علي عليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة منه معراج إلى السماء ، فليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسأل الله أن يزوره ، وفوج يهبط وفوج يصعد (٢).

٢ ـ حه : نصير الدين الطوسي عن والده ، عن القطب الرواندي ، عن الشيخ عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد بن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال : قال الصادق عليه‌السلام : أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله والغري وكربلا وطوس (٣).

٣ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن عمر بن يزيد بياع السابرى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن أرض الكعبة قالت : من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق

__________________

(١) التهذيب ج ٦ ص ٥٢.

(٢) كامل الزيارات ص ١١٢ بتفاوت في أول السند.

(٣) فرحة الغرى ص ٧٠ طبع النجف الاشرف.

١٠٦

وجعلت حرم الله وأمنه.

فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلا إلا بمنزلة الابرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ، ولو لا تربة كربلاء ما فضلتك ، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لارض كربلا وإلا سخت بك وهويت بك في نارجهنم (١).

٤ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن علي عن عباد أبي سعيد العصفري ، عن عمر بن يزيد بياع السابرى ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام وذكر مثله (٢).

بيان : وإلا سخت بك ، أي خسفت بك.

٥ ـ مل : أبوالعباس ، عن ابن أبي الخطاب ، عن أبي سعيد العصفري ، عن عمر بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة ، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة (٣).

٦ ـ مل : أبي وأخى وعلي بن الحسين جميعا ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن عباد أبي سعيد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه مثله (٤).

٧ ـ مل : جماعة مشايخي أبي وأخي وغيرهم ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن علي ، عن أبي سعيد مثله (٥).

وأخبرني أبي وجماعة مشايخي ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن

__________________

(١ و ٢) كامل الزيارات ص ٢٦٧.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٦٨.

(٤ و ٥) كامل الزيارات ٢٧٠.

١٠٧

سنان ، عن ابن أبي المقدام ، عن أبيه مثله (١).

٨ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن البزوفري ، عن الفزاري ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن سنان مثله (٢).

٩ ـ كتاب عباد العصفري ، عن عمر بن أبي المقدام ، عن أبيه مثله (٣).

١٠ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي سعيد ، عن بعض رجاله ، عن أبي الجارود قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : اتخذ الله أرض كربلا حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الارض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون أو قال : اولوا العزم من الرسل ، فانها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لاهل الارض ، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعا ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (٤).

١١ ـ كتاب أبي سعيد العصفري ، عن رجل ، عن أبي الجارود مثله (٥).

١٢ ـ مل : أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي ، عن علي ، عن أبيه عن محمد بن علي ، عن عباد أبي سعيد العصفري ، عن رجل ، عن أبي الجارود مثله (٦).

١٣ ـ قال وروي قال : قال : أبوجعفر عليه‌السلام : الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران ، وناجى نوحا فيها ، وهي أكرم أرض الله عليه ، ولولا

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٧٠.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ٧٢.

(٣) كتاب عباد العصفرى ص ١٦ ضمن الاصول الستة عشر.

(٤) كامل الزيارات ص ٢٦٨.

(٥) كتاب عباد العصفرى ص ١٧ ضمن الاصول الستة عشر.

(٦) كامل الزيارات ص ٢٦٨.

١٠٨

ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيه فزوروا قبورنا بالغاضرية (١).

١٤ ـ وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : الغاضرية من تربة بيت المقدس (٢).

١٥ ـ مل : بهذا الاسناد ، عن أبي سعيد ، عن حماد بن أيوب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبر ابني في أرض يقال لها كربلا هي البقعة التي كان عليها قبة الاسلام التي نجا الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان (٣).

١٦ ـ مل : بهذا الاسناد ، عن على بن حارث ، عن الفضل بن يحيى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : زوروا كربلا ولا تقطعوه فان خيرأولاد الانبياء ضمنته ، ألا وإن الملائكة زارت كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جدي الحسين عليه‌السلام ، وما من ليلة تمضي إلا وجبرئيل وميكائيل يزورانه فاجتهد يا يحيى أن لا تفقد من ذلك الموطن (٤).

١٧ ـ مل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن عباد أبي سعيد العصفري ، عن صفوان الجمال قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى فضل الارضين والمياه بعضها على بعض ، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت ، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله ، حتى سلط الله على الكعبة المشركين ، وأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه ، وإن كربلا وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك عليها فقال لها : تكلمي بما فضلك الله!

فقالت لما تفاخرت الارضون والمياه بعضها على بعض قالت : أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر ، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ، ولا فخر على من دوني ، بل شكرا لله ، فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين عليه‌السلام وأصحابه ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر

__________________

(١) كامل الزيارات ٢٦٨.

(٢ ـ ٤) كامل الزيارات ص ٢٦٩

١٠٩

وضعه الله (١).

١٨ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله اتخذ كربلا حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما (٢).

١٩ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن اسحاق ابن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن لموضع قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام حرمة معلومة من عرفها واستجار بها اجير ، قلت : فصف لي موضعها جعلت فداك ، قال : امسح من موضع قبره اليوم فامسح خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه ، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه ، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية رأسه ، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة ، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء ، فليس ملك ولا نبي في السموات إلا وهم يسئلون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ففوج ينزل وفوج يعرج (٣).

٢٠ ـ مصبا : عن إسحاق مثله (٤).

٢١ ـ كا : العدة ، عن سهل وأحمد بن محمد ، عن ابن محبوب مثله (٥).

٢٢ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب عن إسحاق مثله إلى قوله من ناحية رأسه (٦).

٢٣ ـ مل : الحسن بن عبدالله ابن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن محبوب

__________________

(١) نفس المصدر ص ٢٧٠.

(٢) المصدر السابق ص ٢٦٧ ضمن حديث.

(٣) المصدر السابق ص ٢٧٢.

(٤) مصباح الطوسى ص ٥٠٩ ومصباح الكفعمى ص ٥٠٨.

(٥) الكافى ج ٤ ص ٥٨٠.

(٦) ثواب الاعمال ص ٨٥.

١١٠

عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : موضع قبر الحسين بن علي صلوات الله عليهما منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة ، وقال : موضع قبرالحسين ترعة من ترع الجنة (١).

٢٤ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب مثله (٢).

٢٥ ـ ثو : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن إسماعيل البصري ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : حرمة قبر الحسين عليه‌السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر (٣).

٢٦ ـ مصبا : عن اليقطيني مثله (٤).

٢٧ ـ مل : حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : حريم قبر الحسين عليه‌السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر (٥).

٢٨ ـ مصبا : عن منصور مثله (٦).

٢٩ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمان بن الاشعث ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : قبر الحسين عليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة ، وذكر الحديث (٧).

٣٠ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن إسحاق بن

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٧١.

(٢ ـ ٣) ثواب الاعمال ص ٨٥.

(٤) مصباح الطوسى ص ٥٠٩.

(٥) كامل الزيارات ص ٢٧٢.

(٦) مصباح الطوسى ص ٥٠٩.

(٧) كامل الزيارات ص ٢٧٢.

١١١

عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (١).

٣١ ـ مصبا ، يب : عن ابن سنان مثله (٢).

قال رحمه الله في المصباح : الوجه في هذه الاخبار ترتب هذه المواضع في ـ الفضل فالاقصى خمسة فراسخ ، وأدناه من المشهد فرسخ ، وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا ، وأشرف الخمس والعشرين ذراعا عشرون ذراعا وأشرف العشرين ما شرف به وهو الجدث نفسه انتهى ، ونحوه قال في التهذيب.

أقول : سيأتي أخبار الميل والسبعين ذراعا أو باعا فلا تغفل.

٣٢ ـ مل : أبي وابن الوليد معا عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد عن أبي هاشم الجعفرى قال : بعث إلى أبوالحسن عليه‌السلام في مرضه وإلى محمد بن حمزة فسبقني إليه محمد بن حمزة فأخبرني أنه ما زال يقول : ابعثوا إلى الحائر ابعثوا إلى الحائر فقلت لمحمد : ألا قلت له : أنا أذهب إلى الحائر ثم دخلت عليه ، فقلت له : جعلت فداك ، أنا أذهب إلى الحائر؟ فقال : انظروا في ذلك ، ثم قال : إن محمد ليس له سر من زيد بن علي وأنا أكره أن يسمع ذلك ، قال : فذكرت ذلك لعلي ابن بلال فقال : ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر ، فقدمت العسكر فدخلت عليه فقال لي : اجلس ، حين أردت القيام.

فلما رأيته أنس بي ذكرت قول علي بن بلال فقال لي : ألا قلت له : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر وحرمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت ، وأمره الله أن يقف بعرفة إنما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيها فأنا احب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها ، والحير من تلك المواضع (٣).

بيان : قوله عليه‌السلام : ابعثوا إلى الحائر أي ابعثوا رجلا إلى حائر الحسين عليه‌السلام يدعو لي ويسأل الله شفائي عنده « قوله » عليه‌السلام انظروا في ذلك ، أي تفكروا وتدبروا فيه بأن يقع على وجه لا يطلع عليه أحد للتقية « قوله » عليه‌السلام إن محمدا يعني ابن

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٧٢.

(٢) مصباح الطوسى ص ٥٠٩ والتهذيب ج ٦ ص ٧٢.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٣.

١١٢

حمزة ليس له سر أي حصانة بل يفشي الاسرار ، وذلك بسبب أنه من أتباع زيد ولا يعتقد إمامتنا ، فتكون من تعليلية ، أو المعنى انه ليس له حظ من أسرار زيد وما كان يعتقد فينا ، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك ، ولعله كان الباعث لافشائه على الوجهين الحسد على أبي هاشم إذ كان هو المبعوث ، فلذا لم يتق عليه‌السلام في القول أولا عنده مع انه يحتمل أن يكون المراد بمحمد أخيرا غير ابن حمزة.

ويحتمل أيضا أن يكون المراد بزيد غير إمام الزيدية بل واحدا من أهل ذلك العصر ممن يتقى منه ، ويكون المعنى أن محمدا لا يخفى شيئا من زيد وأنا أكره أن يسمع زيد ذلك.

٣٣ ـ مل : علي بن الحسين وجماعة ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفرى قال : دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل فقال لنا : وجهوا قوما إلى الحير من مالي ، فلما خرجنا من عنده قال لي محمد بن حمزة : المشير يوجهنا إلى الحير وهو بمنزلة من في الحير قال : فعدت إليه فأخبرته فقال لي : ليس هو هكذا إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها وحائر الحسين عليه‌السلام من تلك المواضع (١).

٣٤ ـ قال الحسين بن أحمد بن المغيرة : وحدثني أبومحمد الحسن بن أحمد ابن محمد بن علي الرازي المعروف بالرهوردي بنيسابور بهذا الحديث وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الاولين أحببت شرحه في هذا الباب لانه منه :

قال أبومحمد الرهوردى : حدثني أبوعلي محمد بن همام ـ ره ـ قال حدثنى الحميرى قال : حدثني أبوهاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن على بن محمد عليه‌السلام وهو محموم عليل فقال لي : يا أباهاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج فقال : السمع والطاعة ولكنني أقول انه أفضل من الحير إذا كان بمنزلة من في الحير ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحير.

__________________

(١) كامل الزيارات ٢٧٣.

١١٣

فأعلمته صلوات الله عليه ما قال ، فقال لي : قل له : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر ، وإن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحير منها (١).

٣٥ ـ مل : محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن سالم ، عن محمد ابن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن رجل من أهل الكوفة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : حريم قبر الحسين عليه‌السلام فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ (٢).

بيان : تكرير الفراسخ أربع مرات يدل على أن المعنى أن حريمه عليه‌السلام فرسخ من كل جانب فيكون في بمعنى مع.

٣٦ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين عليهم‌السلام وكأني بالاسواق قد حفت حول قبره فلا تذهب الايام والليالى حتى يسار إليه من الافاق وذلك عند انقطاع ملك بني مروان (٣).

٣٧ ـ مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد ، عن الاصم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل قال قلت له : فما لمن أقام عنده؟ يعني الحسين عليه‌السلام؟ قال : كل يوم بألف شهر ، قال فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال : درهم بألف درهم (٤).

٣٨ ـ مل : بأسانيد ، عن قدامة بن زائدة ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام عن زينب بنت علي عليه‌السلام ، عن ام أيمن قالت في حديث طويل عن

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٧٣.

(٢) كامل الزيارات ص ٢٨٢.

(٣) صحيفة الرضا (ع) ص ١٧ طبع مصر سنه ١٣٤٠ ه.

(٤) كامل الزيارات ص ١٢٨.

١١٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتى جبرئيل فأومى إلى الحسين عليه‌السلام وقال : إن سبطك هذا مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من امتك بضفة الفرات بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضى كربه ولا تفنى حسرته ، وهي أطهر بقاع الارض وأعظمها حرمة وإنها لمن بطحاء الجنة (١).

اقول : قد مر الخبر بطوله في باب إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمظلومية أهل بيته.

٣٩ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن الحسين بن سفرجلة الكوفي عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران ، عن محمد بن منصور ، عن حرب بن الحسين عن إبراهيم الشيباني ، عن أبي الجارود قال قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : كم بينك وبين قبر أبي عبدالله عليه‌السلام؟ قال قلت : يوم وشئ ، فقال له : لو كان منا على مثال الذي هو منكم لا تخذناه هجرة (٢).

بيان : أي كنا نتهاجر إليه ونسكن عنده.

٤٠ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا زرت أبا عبدالله عليه‌السلام فزره وأنت حزين مكروب ـ وساق الحديث إلى قوله ـ واسئله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (٣).

بيان : لعل النهي عن اتخاذه وطنا محمول على حال التقية والخوف كما كان الغالب في تلك الاعصار ، أو على النهي عن التوقف عند القبر لا عن حواليه و جوانبه ، لئلا ينافي الاخبار السالفة وما سيأتي من الدعاء للمقام عنده عليه‌السلام في كثير من الزيارات.

٤١ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسن بن محمد ، عن حميد بن زياد

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٢٦٤ ضمن حديث طويل.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ٤٦.

(٣) ثواب الاعمال ص ٨٠.

١١٥

عن أبي طاهر يعني الوراق ، عن الحجال ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن أبي ـ عبدالله عليه‌السلام قال : البركة من قبر الحسين بن علي عليه‌السلام عشرة أميال (١).

٤٢ ـ يب : بهذا الاسناد ، عن حميد ، عن محمد بن أيوب ، عن علي بن اسباط عن محمد بن سنان ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خرج أميرالمؤمنين عليه‌السلام يسير بالناس حتى إذا كان من كربلا على مسيرة ميل أو ميلين فتقدم بين أيديهم حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال : قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط شهداء بأتباعهم ، فطاف بها على بغلته خارجا رجليه من الركاب وأنشأ يقول : مناخ ركاب ومصارع شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ، ولا يلحقهم من كان بعدهم (٢).

٤٣ ـ مل : أبي ومحمد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن سهل ، عن ابن اسباط مثله (٣).

٤٤ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر أميرالمؤمنين عليه‌السلام بكربلا في اناس من أصحابه فلما مر بها اغرو رقت عيناه بالبكاء ثم قال : هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم وهنا تهراق دماؤهم ، طوبى لك من تربة عليك تهراق دماء الاحبة (٤).

٤٥ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن سعد ابن عمر والزهري ، عن بكر بن سالم ، عن أبيه ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام في قوله تعالى : « فحملته فانتبذت به مكانا قصيا » قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه‌السلام ثم رجعت من ليلتها (٥).

__________________

(١ ـ ٢) التهذيب ج ٦ ص ٧٢ وفى الاول التربة.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٠.

(٤) كامل الزيارات ص ٢٦٩.

(٥) التهذيب ج ٦ ص ٧٣.

١١٦

تذنيب :

اعلم أنه اختلف كلام الاصحاب ـ رحمهم الله ـ في حد الحائر فقيل : إنه ما أحاطت به جدران الصحن فيدخل فيه الصحن من جميع الجوانب والعمارات المتصلة بالقبة المنورة والمسجد الذي خلفها ، وقيل : إنه القبة الشريفة حسب ، وقيل : هي مع ما اتصل بها من العمارات كالمسجد والمقتل والخزانة وغيرها ، والاول أظهر لاشتهاره بهذا الوصف بين أهل المشهد آخذين عن أسلافهم ، ولظاهر كلمات أكثر الاصحاب.

قال ابن إدريس في السرائر : (١) المراد بالحائر مادار سور المشهد والمسجد عليه قال : لان ذلك هو الحائر حقيقة لان الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء.

وذكر الشهيد في الذكرى (٢) أن في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليه‌السلام ليعفيه فكان لا يبلغه.

وذكر السيد الفاضل امير شرف الدين على المجاور بالمشهد الغروي قدس الله روحه وكان من مشايخنا : اني سمعت من كبار الشائبين من البلدة المشرفة أن الحائر هو السعة التي عليها الحصار الرفيع من القبلة واليمين واليسار وأما الخلف فما ندري ما حده وقالوا : هذا الذي سمعنا من جماعة من قبلنا انتهى ، وفي شموله لحجرات الصحن إشكال ولا يبعد أن يكون ما انخفض من هذا الصحن الشريف يكون داخلا في الحائر دون ما ارتفع منها ، وعليه أيضا شواهد من كلمات الاصحاب والله يعلم.

__________________

(١) السرائر ص ٧٨.

(٢) الذكرى في اول صلاة السفر.

١١٧

١٦

* (باب) *

* « (تربته صلوات الله عليه وفضلها وآدابها وأحكامها) » *

١ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد الانصاري ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عمر بن واقد ، عن المسيب بن زهير قال : قال لي موسى بن جعفر عليه‌السلام بعد ماسم : لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به ، فان كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فان الله عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا الخبر (١).

٢ ـ ما : ابن حشيش ، عن أبي المفضل ، عن حميد بن زياد الدهقان ، عن عبدالله بن أحمد بن نهيك ، عن سعيد بن صالح ، عن الحسن بن علي بن أبي المغيرة عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إني رجل كثير العلل و الامراض وما تركت دواء إلا تداويت به فقال لي : أين أنت عن طين قبر الحسين ابن علي عليهما‌السلام فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف ، فاذا أخذته فقل هذا الكلام « اللهم إني أسئلك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صل على محمد وآل محمد وأهل بيته وافعل بى كذا وكذا ».

قال : ثم قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : أما الملك الذي أخذها فهو جبرئيل عليه‌السلام وأراها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هذه تربة ابنك الحسين تقتله امتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأما الوصي الذي حل فيها فالحسين عليه‌السلام والشهداء رضي الله عنهم ، قلت : قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف؟ فقال : إذا خفت سلطانا أو غيرسلطان فلا تخرجن من منزلك إلا و معك من طين قبر الحسين عليه‌السلام.

__________________

(١) عيون اخبار الرضا (ع) ج ١ ص ١٠٤ ضمن حديث طويل.

١١٨

فتقول : اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف فانه قدير دما لا يخاف.

قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصح جسمي وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف كما قال أبوعبدالله عليه‌السلام فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا (١).

٣ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن الحسين بن محمد بن علان ، عن حميد ابن زياد مثله (٢).

٤ ـ ما : ابن حشيش عن أبي المفضل ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد عن زيد أبي اسامة قال : كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق عليه‌السلام فأقبل علينا أبوعبدالله عليه‌السلام فقال : إن الله جعل تربة جدي الحسين عليه‌السلام شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف فاذا تناولها أحدكم فليقبلها ويضعها على عينيه وليمرها على ساير جسده وليقل :

« اللهم بحق هذه التربة ، وبحق من حل بها وثوى فيها ، وبحق أبيه وامه وأخيه والائمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء ، وبرءا من كل مرض ، ونجاة من كل آفة ، وحرزا مما أخاف وأحذر ‌» ثم ليستعملها.

قال أو اسامة : فاني أستعملها من دهري الاطول كما قال ووصف أبوعبدالله عليه‌السلام فما رأيت بحمد الله مكروها (٣).

٥ ـ صبا : عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٦ ـ مكا : سئل أبوعبدالله عليه‌السلام عن كيفية تناوله فقال : إذا تناول التربة

__________________

(١) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٢٥ طبع النجف الاشرف.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ٧٤.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٢٦.

(٤) مصباح الزائر ص ١٣٧.

١١٩

أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمصة فليقبلها وليضعها على عينيه إلى آخر ما مرمن الدعاء (١).

٧ ـ ما : ابن حشيش ، عن أبي المفضل ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ابن فضال ، عن جعفر بن إبراهيم بن ناجية ، عن سعد بن سعد قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن الطين الذي يؤكل تأكله الناس؟ فقال : كل طين حرام كالميتة والدم وما اهل لغيرالله به ، ما خلا طين قبر الحسين عليه‌السلام فانه شفاء من كل داء (٢).

٨ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن ابن كثير ، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أكل طين الكوفة لقد أكل لحوم الناس لان الكوفة كانت أجمة ، ثم كانت مقبرة ما حولها وقد قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الطين فهو ملعون (٣).

أقول قد مضى بعض الاخبار في أبواب تاريخ الحسين عليه‌السلام.

٩ ـ مل : محمد الحميرى ، عن أبيه ، عن على بن محمد بن مسلم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله الاصم قال : حدثنا مدلج عن محمد بن مسلم قال : خرجت إلى المدينة وأنا وجع فقيل له محمد بن مسلم وجع فأرسل إلى أبوجعفر عليه‌السلام شرابا مع الغلام مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : اشربه فانه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه ، فتناولته فاذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيب الطعم بارد.

فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك مولاي : إذا شربت فتعال ، ففكرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجل ، فلما استقر الشراب في جوفي

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ١٨٩ طبع ايران سنة ١٣٧٦.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٢٦.

(٣) علل الشرائع ص ٥٣٣.

١٢٠