خاتمة مستدرك الوسائل - ج ١

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ١

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-85-X
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٣٩٤

بأحسن تأليف ، وأملح سجع ، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا ، وله ردود على المخالفين : له ردّ على أبي حنيفة ، وعلى مالك ، والشافعي ، وابن سريج ، وغيرهم ، وكتاب اختلاف الفقهاء ، وينتصر فيه لأهل البيت عليهم‌السلام (١) ، انتهى.

والظاهر أنّ كتاب المناقب والمثالب ، هو الذي أشار إليه القاضي في كلامه المتقدّم.

وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء : وكتبه حسان ، منها شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام (٢). وينقل عنه في مناقبه ، ففي أحوال المجتبى عليه‌السلام : القاضي النعمان في شرح الأخبار ، بالإسناد عن عبادة بن الصامت ـ ورواه جماعة عن غيره ـ : أنّه سأل أعرابي أبا بكر ، فقال : إنّي أصبت بيض نعام. الخبر (٣).

ومن الغريب بعد ذلك ما في رياض العلماء قال : وقد نسب ابن شهرآشوب في بعض مواضع المناقب إلى القاضي النعمان كتاب شرح الأخبار ، وينقل عنه فيه ، وقد صرّح بذلك في معالم العلماء أيضا ، ولكنّ الحقّ عندي أنّ ذلك سهو منه ، فإنّ ابن شهرآشوب قد صرّح نفسه في عدة مواضع أخر من مناقبه المذكور ، بأنّ شرح الأخبار من مؤلّفات ابن فيّاض من أصحابنا ، وأغرب منه أنّه عدّ هو نفسه هذا الكتاب ـ على ما في بعض نسخ معالم العلماء ـ في جملة الكتب التي لم يعلم مؤلّفها ، فتدبّر ، انتهى (٤).

ولكنّه رحمه‌الله استدرك بخطّه في حاشية الكتاب ، فقال : ولكن يظهر

__________________

(١) وفيات الأعيان ٥ : ٤١٦ / ٧٦٦.

(٢) معالم العلماء : ١٢٦ / ٨٥٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٠.

(٤) رياض العلماء ٥ : ٢٧٥.

١٦١

من نسخ المعالم (١) أنّ ابن فيّاض هو القاضي النعمان ، فتأمّل ولاحظ.

وفيه : في الفصل الخامس من القسم الأول بعد نقل ما في آخر معالم العلماء ، من الكتب المجهولة : وأقول : قد يوجد في بعض نسخ المعالم ، في هذا المقام كتاب شرح الأخبار أيضا. وهو غير متوجّه ، لأنّه قد صرّح نفسه في المعالم بأنّه تأليف القاضي النعمان ، وصرّح في غير موضع من المناقب بأنّه تأليف ابن فيّاض ، انتهى (٢).

قلت : الموجود في بعض نسخ المعالم ـ ومنه نسختي ـ هكذا : ابن فيّاض القاضي النعمان بن محمد. إلى آخر الترجمة (٣). وبعد التأمّل فيما ذكرنا لا مجال للشبهة في اتّحادهما ، وكون الكتاب له ، إلاّ أنّ ما فيه من الأحكام في غاية الندرة.

__________________

(١) معالم العلماء : ١٢٦ / ٨٥٣ علما ان نسخة الرياض المطبوعة خالية منه.

(٢) رياض العلماء ٦ : ٤١.

(٣) معالم العلماء : ١٢ / ٨٥٣.

١٦٢

٢٧ ـ كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة :

ويعرف بكتاب البدع أيضا ، وتارة بالبدع المحدثة ، لأبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي ، كان إماميّا مستقيم الطريقة ، ثمّ غلا في آخر عمره ، وصنّف كتبا في حالتي الاستقامة والانحراف ، وهذا الكتاب من القسم الأوّل ، ولنذكر ما ذكروا فيه ثم نتبيّن ما ادّعيناه.

قال الشيخ قدس‌سره في الفهرست : عليّ الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، كان إماميّا مستقيم الطريقة ، وصنّف كتبا كثيرة سديدة ، منها كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلط وأظهر مذهب المخمّسة (١) ، وصنّف كتبا في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه (٢).

وقال النجاشي قدس‌سره : عليّ بن أحمد أبو القاسم الكوفيّ ، رجل من أهل الكوفة ، كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، غلا في آخر عمره ، وصنّف كتبا كثيرة ، أكثرها على الفساد :

كتاب الأنبياء ، كتاب الأوصياء ، كتاب البدع المحدثة ، كتاب التبديل والتحريف ، كتاب تحقيق اللسان في وجوه البيان ، كتاب الاستشهاد ، كتاب تحقيق ما ألّفه البلخي من المقالات ، كتاب منازل النظر والاختيار ، كتاب أدب النظر والتحقيق ، كتاب تناقض أحكام المذاهب الفاسدة ـ تخليط كلّه ـ كتاب

__________________

(١) المخمسة : من فرق غلاة الشيعة وهم منهم براء ، ملعونون لديهم ، إذ يعتقدون ان الله تعالى أو كل ادارة مصالح العباد إلى خمسة : سلمان ـ وهو رئيسهم ـ والمقداد وعمار وأبو ذر وعمرو بن أمية الضمري.

وهناك مخمسة آخرون ملقبون في كتب الفرق بالخطابية أتباع أبو الخطاب ، هم غلاة ملعونون ، تبرأ الشيعة الاثنى عشرية منهم يعتقدون ان الله تعالى ظهر بصورة النبي ، والنبي ظهر بخمسة صور هي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

(٢) فهرست الشيخ : ٩١ / ٣٧٩.

١٦٣

الأصول في تحقيق المقالات ، كتاب الابتداء ، كتاب معرفة وجوه الحكمة ، كتاب معرفة ترتيب ظواهر الشريعة ، كتاب التّوحيد ، كتاب مختصر في فضل التوبة ، كتاب في تثبيت نبوّة الأنبياء ، كتاب مختصر في الإمامة ، كتاب مختصر في الأركان الأربعة ، كتاب الفقه على ترتيب المزني ، كتاب الآداب ومكارم الأخلاق ، كتاب فساد أقاويل الإسماعيليّة ، كتاب الردّ على أرسطاطاليس ، كتاب المسائل والجوابات ، كتاب فساد قول البراهمة ، كتاب تناقض أقاويل المعتزلة ، كتاب الردّ على محمد بن بحر الرهني ، كتاب الفحص عن مناهج الاعتبار ، كتاب الاستدلال في طلب الحقّ ، كتاب تثبيت المعجزات ، كتاب الردّ على من يقول إنّ المعرفة من قبل الموجود ، كتاب إبطال مذهب داود بن عليّ الأصبهاني ، كتاب الردّ على الزيديّة ، كتاب تحقيق وجوه المعرفة ، كتاب ما تفرّد به أمير المؤمنين عليه‌السلام من الفضائل ، كتاب الصلاة والتسليم على النبيّ وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما ، كتاب الرسالة في تحقيق الدلالة ، كتاب الردّ على أصحاب الاجتهاد في الأحكام ، كتاب في الإمامة ، كتاب فساد الاختيار ، رسالة الى بعض الرّؤساء ، الردّ على المثبتة ، كتاب الراعي والمرعي ، كتاب الدلائل والمعجزات ، كتاب ماهيّة النفس ، كتاب ميزان العقل ، كتاب إبّان حكم الغيبة ، كتاب الرّد على الإسماعيليّة في المعاد ، كتاب تفسير القرآن ـ يقال : إنّه لم يتمه ـ كتاب في النفس.

هذه جملة الكتب التي أخرجها ابنه أبو محمد.

توفّي أبو القاسم بموضع يقال له : كرمي (١) ، من ناحية فسا ، وبين هذه الناحية وبين فسا خمسة فراسخ ، وبينها وبين شيراز نيف وعشرون فرسخا ، توفّي في جمادى الأولى ، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، وقبره بكرمي بقرب الخان

__________________

(١) في حاشية المخطوطة منه قدس‌سره : في رياض العلماء : لعلّ مراده بكرمي هو آب كرم وهو بقرب بلدة فسا ، فلاحظ.

١٦٤

والحمّام ، أوّل ما يدخل كرمي من ناحية شيراز ، وآخر ما صنّف مناهج الاستدلال.

وهذا الرجل يدّعي له الغلاة منازل عظيمة ، وذكر الشريف أبو محمد المحمّدي رحمه‌الله أنّه رآه (١).

وقال العلاّمة في الخلاصة : عليّ بن أحمد الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، قال الشيخ الطوسي طاب ثراه فيه : إنّه كان إماميّا مستقيم الطريقة ، صنّف كتبا كثيرة سديدة ، وصنّف كتبا في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه.

قال النجاشي : إنّه كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، وغلا في آخر عمره وفسد مذهبه ، وصنّف كتبا كثيرة أكثرها على الفساد ، توفّي بموضع يقال له كرمي ، بينه وبين شيراز نيّف وعشرون فرسخا ، في جمادى الأولى ، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، وهذا الرجل يدّعي له الغلاة منازل عظيمة.

وقال ابن الغضائري : عليّ بن أحمد أبو القاسم الكوفي ، المدّعي العلويّة ، كذّاب غال ، صاحب بدعة ومقالة ، ورأيت له كتبا كثيرة ، لا يلتفت إليه.

وأقول : وهذا هو المخمّس ، صاحب البدع المحدثة ، وادّعى أنّه من بني هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، ومعنى التخميس عند الغلاة ـ لعنهم الله تعالى ـ أنّ سلمان الفارسي ، والمقداد ، وعمّار ، وأبا ذر ، وعمرو بن أميّة الضمري ، هم الموكّلون بمصالح العالم ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا (٢) ، انتهى.

وقد تلخّص من كلماتهم أنّه كان إماميّا مستقيما ، من أهل العلم والفضل ، والمؤلّفات السديدة ، ثمّ غلا وصار من المخمّسة في آخر عمره ، فلو كان الكتاب المذكور في حال الاستقامة ، ما كان في تخليطه بعده وهن في

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٦٥ / ٦٩١.

(٢) الخلاصة : ٢٣٣ / ١٠.

١٦٥

الكتاب ، وهذا ظاهر لمن نظر فيه ، وليس فيه ممّا يتعلّق بالغلوّ والتخليط شيء ، بل وممّا يخالف الإماميّة ، إلاّ في مسألة تحديد حدّ شارب الخمر بالثمانين ، وكم له نظائر من أصحابنا ، بل هو في أسلوبه ، ووضعه ، ومطالبه من الكتب المتقنة البديعة ، الكاشفة عن علوّ مقام فضل مؤلّفه ، ولذا اعتمد عليه علماء أعلام مثل ابن شهرآشوب في مناقبه (١) ، وفي معالمه إشارة الى ذلك كما لا يخفى على النّاظر اللّبيب (٢) ، والشيخ يونس البياضي في كتاب الصراط المستقيم (٣) ، بل وكلام العلاّمة يشير إلى أنّه من الكتب المعروفة بين الإماميّة ، والقاضي في الصوارم المهرقة (٤) وغيرهم.

وفي رياض العلماء : وهذا السيّد قد ذكره علماء الرجال ، لكن قدحوا فيه جدّا ، إلاّ أنّه قد ألّف في زمان استقامة أمره كتبا عديدة ، على طريقة الشّيعة الإماميّة ، منها : كتاب الإغاثة في بدع الثلاثة ، ويقال له كتاب الاستغاثة ، وكتاب البدع المحدثة أيضا ـ إلى أن قال ـ وبالجملة من مؤلّفات هذا السيّد كتاب تثبيت المعجزات في ذكر معجزات الأنبياء جميعا ، ولا سيّما نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد ألّف الشيخ حسين بن عبد الوهّاب ـ المعاصر للسيّد المرتضى رحمه‌الله والرضي رضي‌الله‌عنه ـ تتميما لكتابة هذا كتابه المعروف بكتاب عيون المعجزات في ذكر معجزات فاطمة والأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم ، وإن ظنّ الأستاذ (٥) الاستناد ، وجماعة أيضا كون عيون المعجزات للسيّد المرتضى ، وقد سبق وجه بطلان هذا الحسبان في ترجمة الحسين بن عبد الوهاب المذكور.

__________________

(١) المناقب ٢ : ٣٦٤.

(٢) معالم العلماء : ٦٤ / ٤٣٦.

(٣) منها في ٢ : ١٧ من الصراط المستقيم.

(٤) الصوارم المهرقة : ٢٠.

(٥) حاشية المخطوطة : يعني العلامة المجلسي.

١٦٦

قال الشيخ حسين بن عبد الوهاب ـ المشار إليه ـ في أواخر كتاب عيون المعجزات ، ما هذا لفظه : وكنت حاولت أن اثبت في صدر هذا الكتاب البعض من معجزات سيّد المرسلين ، وخاتم النبيّين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطاهرين الطيّبين ، فوجدت كتابا ألّفه السيّد أبو القاسم عليّ بن أحمد بن موسى ابن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، سمّاه ، تثبيت المعجزات ، وقد أوجب في صدره بطريق النظر والاختيار ، والدليل والاعتبار ، كون معجزات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين ، بكلام بيّن ، وحجج واضحة ، ودلائل نيّرة ، لا يرتاب فيها إلاّ ضالّ غافل غويّ ، ثمّ أتبعها المشهور من المعجزات لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكر في آخرها أنّ معجزات الأئمّة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين زيادة تنساق في أثرها ، فلم أر شيئا في آخر كتابه هذا ، الّذي سمّاه كتاب تثبيت المعجزات ، وتفحّصت عن كتبه وتأليفاته التي عندي وعند إخواني المؤمنين ـ أحسن الله توفيقهم ـ فلم أر كتابا اشتمل على معجزات الأئمّة الطاهرة صلوات الله عليهم ، وتفرّد الكتاب بها ، فلمّا أعياني ذلك استخرت الله تعالى ، واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين الأئمّة الطاهرة عليهم‌السلام. إلى آخره.

قال رحمه‌الله : ثمّ اعلم أنّ علماء الرجال قد ذمّوه ذمّا كثيرا كما سنفصّله ، ولذلك لا يليق بنا إيراد ترجمته في القسم الأوّل من كتابنا هذا ، ولكن دعاني الى ذلك أمران.

الأوّل : اعتماد مثل الشيخ حسين بن عبد الوهاب ـ الذي هو أبصر بحاله ـ عليه وعلى كتابه ، وتأليف كتاب تتميما لكتابة.

الثاني : أنّ كتبه جلّها ، بل كلّها معتبرة عند أصحابنا ، حيث كان في أوّل أمره مستقيما محمود الطريقة ، وقد صنّف كتبه في تلك الأوقات ، ولذلك اعتمد علماؤنا المتقدمون على كثير منها ، إذ كان معدودا من جملة قدماء علماء الشيعة

١٦٧

برهة من الزمان (١).

ونقل رحمه‌الله في موضع آخر عن الحسين بن عبد الوهّاب ، أنّه قال في موضع من كتاب عيون المعجزات : وقرأت من خطّ نسب الى أبي عمران الكرماني ، تلميذ أبي القاسم عليّ بن أحمد الموسوي الكوفي رضي‌الله‌عنه ( سمع أبا القاسم رضي‌الله‌عنه (٢) يذكر أنّ التوقيعات تخرج على يد عثمان أبي (٣) عمرو العمري ، وكان السّفير بين الصّاحب عليه‌السلام والشيعة (٤). إلى آخره.

وفي موضع آخر ، ومن كتاب الاستشهاد : قال أبو القاسم عليّ بن أحمد الكوفي ـ رضي‌الله‌عنه ـ أخبرنا جماعة من مشايخنا الّذين خدموا بعض الأئمّة عليهم‌السلام ، عن قوم جلسوا لعليّ بن محمد عليهما‌السلام (٥). إلى آخره ، انتهى ما أردنا نقله من الرياض ، وينبغي التنبيه على أمرين :

الأوّل : في أنّه سيّد رضويّ ، ينتهي نسبه الى موسى بن محمد الجواد عليه‌السلام ، كما صرّح به في عيون المعجزات.

أو موسوي ينتهي نسبه الى هارون بن الكاظم عليه‌السلام ، كما أشار إليه في الخلاصة (٦).

أو ليس بعلويّ هاشميّ ، كما يشير إليه كلام ابن الغضائري.

وهذا أمر لا يهمّنا تحقيقه ، ولا يعود لصرف العمر فيه فائدة لكتابنا هذا ، ولذا أعرضنا عنه.

__________________

(١) رياض العلماء ٣ : ٣٥٥.

(٢) ما بين قوسين لم ترد في المخطوطة.

(٣) في المخطوطة والحجرية : ابن.

(٤) لم نجده في الرياض وما في كتاب عيون المعجزات : ١٤٣ باختلاف.

(٥) لم نجده في القسم المطبوع فلاحظ.

(٦) رجال العلامة : ٢٣٣.

١٦٨

الثاني : إنّك قد عرفت تصريح الجماعة بأنّ كتاب البدع المحدثة ـ المعروف بالاستغاثة ـ لأبي القاسم الكوفي ، كالنجاشي ، والعلامة ، والسروي ، والبياضي ، ويلائم سند بعض أخباره طبقته ففي أوّل بدع الثاني : وفي مصحف أمير المؤمنين عليه‌السلام ، برواية الأئمّة من ولده صلوات الله عليهم ( من المرفق والى الكعبين ) ، حدّثنا بذلك عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام (١). الخبر ، فهو في طبقة الكليني رحمه‌الله وأضرابه ، ويشير في الكتاب أحيانا الى كتابه ، كتاب الأوصياء (٢) الذي صرّح النجاشي بأنّه له.

وقال في أواخر الكتاب ، في تحقيق أنّ المقتول في يوم الطفّ عليّ بن الحسين الأكبر أو الأصغر ـ لمناسبة ـ ما لفظه : فمن كان من ولد الحسين عليه‌السلام قائلا بالإمامة بالنصوص ، يقول إنّهم من ولد عليّ الأكبر ابن الحسين عليه‌السلام ، وهو الباقي بعد أبيه ، وإنّ المقتول الأصغر منهما ، وهو قولنا وبه نأخذ ، وعليه نعوّل ثمّ نقل القول الآخر ونسبه إلى الزيديّة ، وطعن عليهم ـ إلى أن قال ـ وإنّما أكثر ما بينهم وبينه من الآباء في عصرنا هذا ، ما بين ستّة آباء أو سبعة ، فذهب عنهم أو عن أكثرهم معرفة من هم من ولده من الأخوين (٣). إلى آخره ، وهذا أيضا لا يلائم إلاّ الطبقة المذكورة.

فمن الغريب بعد ذلك نسبة هذا الكتاب الى المحقّق ميثم بن عليّ البحراني ، ففي الفصل الأوّل من أوّل البحار : كتاب شرح نهج البلاغة ، وكتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة ، للحكيم المدقّق العلاّمة كمال الدين ميثم بن

__________________

(١) الاستغاثة : ٢٩ هامش ١ ، وفيه بدل ما بين القوسين ( من المرافق ـ ومن الكعبين )

(٢) الاستغاثة : ٨ و ٢٢ و ١١٦ ، وغيرها.

(٣) الاستغاثة : ٨٣.

١٦٩

عليّ بن ميثم البحراني (١). وفي الفصل الثاني : والمحقّق البحراني من أجلّة العلماء ومشاهيرهم ، وكتاباه في غاية الاشتهار ، انتهى (٢).

ولولا كلامه الأخير لاحتملنا كما في الرياض ، أن يكون لابن ميثم أيضا كتاب سمّاه بالاستغاثة ، فإنّ الاشتراك في أسامي الكتب غير عزيز ، ولكنّ الكتاب المتداول المعروف ليس من مؤلّفاته قطعا لما عرفت.

قال المحقّق المحدّث البحراني في اللّؤلؤة بعد نقل ترجمة ابن ميثم ، عن رسالة السلافة البهيّة في الترجمة الميثميّة ، لشيخه العلاّمة الشيخ سليمان البحراني ، وعدّ الكتاب المذكور من مؤلّفاته ، وتوصيفه بأنّه لم يعمل مثله ما لفظه :

ثم إنّ ما ذكره شيخنا المذكور من نسبة كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة للشيخ المشار إليه غلط قد تبع فيه من تقدّمه ، ولكن رجع عنه أخيرا فيما وقفت عليه من كلامه ، وبذلك صرّح تلميذه الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني رحمه‌الله ، وإنّما الكتاب المذكور كما صرّحا به لبعض قدماء الشيعة من أهل الكوفة ، وهو عليّ بن أحمد أبو القاسم الكوفي ، والكتاب يسمّى كتاب البدع المحدثة ، ذكره النجاشي في جملة كتبه ، ولكن اشتهر في ألسنة الناس تسميته بالاسم الأوّل ، ونسبته للشيخ ميثم ، ومن عرف سليقة الشيخ ميثم في التصنيف ، ولهجته وأسلوبه في التأليف ، لا يخفى عليه أنّ الكتاب المذكور ليس جاريا على تلك اللهجة ، ولا خارجا من تلك اللجّة (٣) ، انتهى.

وبعد الوقوف على ما أشرنا إليه من القرائن والحجّة ، لا وقع للتشبّث باللهجة ، فإنّه لغريق صار في غمرات اللجّة.

وأغرب من جميع ذلك أنّ الفاضل المتبحّر الشيخ عبد النبيّ الكاظمي في

__________________

(١) بحار الأنوار ١ : ١٩.

(٢) بحار الأنوار ١ : ٣٧.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٦٠.

١٧٠

تكملة الرجال ، في ترجمة عليّ بن الحسين الأصغر عليه‌السلام قال : في كتاب الاستغاثة لبدع الثلاثة للشيخ ميثم البحراني ، قال : وكان للحسين عليه‌السلام ابنان ، ونقل بعض ما في الكتاب إلى قبيل العبارة التي نقلناها ، وهي قوله : وإنّما أكثر ما بينهم ـ يعني السادات ـ وبينه ـ يعني الحسين عليه‌السلام ـ من الآباء في عصرنا هذا ما بين ستّة آباء أو سبعة. إلى آخره (١).

ولم يلتفت أنّه لا يمكن أن يكون بين من في عصر ابن ميثم من السادة وبينه عليه‌السلام ستة أو سبعة بحسب العادة ، فإنّ بينهما قريبا من ستمائة سنة ، ولنذكر نسب واحد من السادة المعاصرين لابن ميثم ، وهو رضيّ الدين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاوس بن إسحاق بن محمّد ابن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه‌السلام ، والله الهادي.

__________________

(١) تكملة الكاظمي ٢ : ١٥٩.

١٧١

٢٨ ـ كتاب الآداب ومكارم الأخلاق :

له أيضا ، وهو كتاب لطيف ، بديع في فنّه ، ذكر فيه الأخلاق الحسنة ، والصّفات الذميمة ، يبتدئ في كلّ خصلة بالأخبار المأثورة عن النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام ، ثم يذكر كلمات الحكماء ، ويختم بأبيات رائقة انشدت فيها ، وهو كسابقه في الخلوّ عمّا يوهم التخليط والغلوّ ، وقد عثرنا على نسخة عتيقة منه ، إلاّ أنّها ناقصة في مواضع منها.

وفي الرياض : ومن مؤلّفاته أيضا كتاب في الآداب ومكارم الأخلاق ، وهو كتاب جيّد حسن ، رأيت نسخة عتيقة منه بقطيف بحرين ، وقد قال في أوّله : أنّه ألّف كتبا كثيرة في العلوم والآداب والرّسوم ، وعندنا أيضا منه نسخة (١).

وقال في موضع آخر : وعندنا من كتبه كتاب الأخلاق حسنة الفوائد (٢).

__________________

(١) رياض العلماء ٣ : ٣٥٩.

(٢) رياض العلماء ٣ : ٣٤٠.

١٧٢

٢٩ ـ كتاب النوادر :

هو تأليف السيّد الإمام الكبير ضياء الدين أبي الرضا ، فضل الله بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن عليّ بن محمد السيلق بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه‌السلام ـ الراوندي الكاشاني ـ.

وصفه العلامة في إجازة بني زهرة ، بالسيّد الإمام (١).

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين : علامة زمانه ، جمع مع علوّ النسب كمال الفضل والحسب ، وكان أستاذ أئمّة عصره (٢).

قال أبو سعد السمعاني في كتاب الأنساب : لمّا وصلت إلى كاشان قصدت زيارة السيّد أبي الرضا المذكور ، فلمّا انتهيت إلى داره ( وقفت على الباب هنيئة ) (٣) انتظر خروجه ، فرأيت مكتوبا على طراز الباب هذه الآية المشعرة بطهارته وتقواه : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٤) فلمّا اجتمعت به ، رأيت منه فوق ما كنت أسمعه عنه ، وسمعت منه جملة من الأحاديث ، وكتبت عنه مقاطيع من شعره ، ومن جملة إشعاره التي كتبها لي بخطّه الشريف هذه الأبيات :

هل لك يا مغرور من زاجر

أو حاجز عن جهلك الغامر

أمس تقضّى وغدا لم يجئ

و اليوم يمضي لمحة الباصر

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٧ : ١٣٥.

(٢) فهرست منتخب الدين : ١٤٣ / ٣٣٥.

(٣) في حاشية المخطوطة نسخة بدل عنها : قرعت الحلقة وقعدت على الدكة.

(٤) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

١٧٣

فذلك العمر كذا ينقضي

ما أشبه الماضي بالغابر (١)

انتهى.

وبالجملة هو من المشايخ العظام الذي تنتهي كثير من أسانيد الإجازات إليه ، وهو تلميذ الشيخ أبي عليّ بن شيخ الطائفة قدس‌سره ، ويروي عن جماعة كثيرة من سدنة الدين ، وحملة الأخبار ، وله تصانيف تشهد بفضله وأدبه ، وجمعه بين موروث المجد ومكتسبه ، ومنه انتشرت الأدعية الجليلة المعروفة بأدعية السرّ ، وهو صاحب ضوء الشّهاب في شرح الشهاب ، الذي أكثر عنه النقل في البحار ، ويظهر منه كثرة تبحّره في اللّغة والأدب ، وعلوّ مقامه في فهم معاني الأخبار ، وطول باعه في استخراج مأخذها.

وشرح حاله ، وعدّ مؤلّفاته ، وذكر مشايخه ورواته ، يطلب من رياض العلماء (٢) ، وغيره وما يأتي إن شاء الله تعالى في ترجمته ، في الفائدة الآتية (٣) وغيره.

قال الفاضل السيّد علي خان في الدرجات الرفيعة : وقد وقفت على ديوان هذا السيّد الشريف ، فرأيت فيه ما هو أبهى من زهرات الربيع ، وأشهى من ثمرات الخريف ، فاخترت منه ما يروق سماعه لاولي الألباب ، ويدخل الى المحاسن من كلّ باب (٤) ، ثمّ ساق جملة منها.

ثمّ لا يخفى انّا قد ذكرنا شطرا ممّا يتعلّق بكتاب النوادر في شرح حال الجعفريات ، ولنذكر بعض ما يتعلّق بسند أوّله ، فنقول : قال في صدر الكتاب ، كما في نسختي وكذا نقله في البحار : أخبرني السيّد الإمام ضياء

__________________

(١) أنساب السمعاني ١٠ : ١٨ باختلاف.

(٢) رياض العلماء ٤ : ٣٦٤.

(٣) يأتي في الفائدة الثالثة عند ذكر مشايخ ابن شهرآشوب.

(٤) الدرجات الرفيعة : ٥٠٧.

١٧٤

الدين ، سيّد الأئمّة ، شمس الإسلام ، تاج الطالبيّة ، ذو الفخرين ، جمال آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو الرّضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي ـ حرس الله جماله وأدام فضله ـ قال : أخبرنا الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني ـ إجازة وسماعا ـ أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن التميمي البكري ـ إجازة ، أو سماعا ـ حدّثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي ، قال : حدّثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي. إلى آخر ما تقدّم (١).

وقد مرّ أيضا شرح حال جملة من رجال هذا السند.

وأمّا أبو المحاسن : ففي رياض العلماء : الشيخ الإمام أبو المحاسن ، القاضي فخر الإسلام ، الشهيد عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الطبري الروياني ، كان من أجلّة علماء حلب ، ولكن كان يتّقي ، وإن ظنّ أنّه من علماء الشافعيّة ، وكان في ابتداء أمر الباطنيّة ، وكان يطعن فيهم ولذلك قتلوه ، وكان من مشايخ السيّد فضل الله الراوندي ونظرائه ، فكان من المتأخّرين عن المفيد قدس‌سره بدرجتين ، بل درجات ، إلاّ أنّه قد يظهر من بعض المواضع أنّه كان من مشايخ المفيد ، وهو غريب فلاحظ.

ويروي عن جماعة كثيرة ، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن التميمي البكري ، عن سهل بن أحمد الديباجي ، عن محمد بن محمد بن الأشعث ، كما يظهر من كتاب نوادر الراوندي.

ثم إنّه وقع في بعض أحاديث كتاب الأربعين للشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس ، هكذا : أخبرنا أبو النجيب سعيد بن محمد بن أبي بكر الحمامي ـ بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حازم الركاب ، حدّثنا أبو

__________________

(١) بحار الأنوار ١ : ٥٤.

١٧٥

معمّر جعفر بن عليّ الوزان (١).

( حيلولة ) : وأخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أبي القاسم الحصيري ـ قراءة عليه ـ أخبرنا أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني ، قالا : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن شجاع بن محمد المصقلي الحافظ. إلى آخره.

وفي موضع آخر منه : أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمز دياري السّروي ، ثم الجرجاني ـ قدم علينا الريّ قراءة عليه ـ أخبرنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني (٢). إلى آخره.

قال : وقد نقل بعض الأفاضل أنّ الشيخ أبا المحاسن هذا أوّل من أفتى بإلحاد الطائفة الباطنيّة ، حيث كانوا يقولون بأنّه لا بدّ من معلّم يعلّم الناس الطريق الى الله تعالى ، وكان ذلك المعلّم يقول لا يجب عليكم إلاّ طاعتي ، وما سوى ذلك إن شئتم فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا ، ولمّا جاء هذا الشيخ الى قزوين أفتى بإلحادهم ، ووصى لأهل قزوين التجنّب عنهم حين كان بينهم و [ بين ] (٣) الباطنيّة اختلاط ، وقال : إن وقع بينكم وبينهم اختلاط ففيهم قوم عندهم حيل يخدعون بعضكم ، وإذا خدعوا بعضكم وقع الاختلاف والفتنة ، والأمر كان على ما أشار إليه هذا الشيخ ، وقال : إن جاء من ذلك الجانب طائر فاقتلوه ، فلمّا عاد هذا الشيخ إلى بلدة رويان (٤) ، بعث الباطنيّة بعض الفدائيّة

__________________

(١) في المخطوطة : الوازن ، وقد أثبتنا ما في الحجرية والمصدر.

(٢) الأربعون حديثا عن الأربعين : ٢٤ / ٥ ، ٢٠ / ٢.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) قال السيد الداماد في حواشي اختيار الكشي [ ١ : ٤٠ ] الروياني : نسبة إلى رويان ـ بضم الراء قبل الواو الساكنة ، والياء المثناة من تحت قبل الألف ، والنون بعدها ـ بلد بطبرستان. قال الفاضل البيرجندي بينه وبين قزوين ستة عشر فرسخا. وفي القاموس [ ٤ : ٢٣٠ ، مادة : الرين ] : محلة بالري ، وقرية بحلب ، وبلد بطبرستان منه الإمام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل ، انتهى « منذ مد ظله العالي ».

١٧٦

كما هو دأب هؤلاء الملاعين ، فقتله غيلة بالخفية ، وقد عاش سعيدا ومات حميدا.

وقال ابن الأثير الجزري في الكامل : إنّ القاضي الإمام فخر الإسلام أبو المحاسن ، عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الروياني الطبري ، الفقيه الشافعي ، كان مولده سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وقتل في محرّم سنة اثنتين وخمسمائة ، وكان حافظا للمذهب ، ويقول : لو أحرقت كتب الشافعي لأمليتها من قلبي ، انتهى (١).

وأقول : والحقّ أنّ الروياني كان يعمل بالتقيّة ، فلذلك قد ظنّ به العامّة كونه من الشافعيّة انتهى ما أردنا نقله من الرياض (٢). وصرّح ابن شهرآشوب في المناقب : إنّ جدّه شهرآشوب يروي عن القاضي أبي المحاسن الروياني (٣).

وأمّا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن التميمي البكري ، فلم أجد له ترجمة ، والظاهر أنّه من مشايخ الإجازة ، ذكروه لمجرّد اتّصال السند الى كتاب علم انتسابه إلى مؤلّفه ، فلا يضرّ الجهل بحاله ، أو هو من علائم الوثاقة إن اعتمدوا عليه في الانتساب ، والله العالم.

__________________

(١) الكامل لابن الأثير ١ : ٤٧٣.

(٢) رياض العلماء ٣ : ٢٧٦ ـ ٢٧٨.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ١٠.

١٧٧

٣٠ ـ كتاب روض الجنان :

وهو التفسير الكبير ، للشيخ الجليل أبي الفتوح الحسين بن عليّ بن محمد ابن أحمد الخزاعي ، الرازي ، النيشابوري ، قدوة المفسرين ، من مشايخ الشيخ منتجب الدين وابن شهرآشوب.

ذكراه في الفهرست (١) والمعالم ، وفي الثاني : إنّ تفسيره فارسي (٢) ، إلاّ أنّه عجيب.

قال في الرياض : وأمّا تفسيره الفارسي فهو من أجلّ ـ الكتب ، وأفيدها وأنفعها ، وقد رأيته فرأيت بحرا طمطاما ، قال : وكان هو ، وولده الشيخ الإمام تاج الدين محمد ، ووالده ، وجدّه القريب ، وجدّه الأعلى الشيخ أبو بكر أحمد ، وعمّه الأعلى وهو الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر أحمد المذكور ، كلّهم من مشاهير العلماء.

وبالجملة هؤلاء سلسلة معروفة من علماء الإماميّة ، ولكلّ واحد منهم تأليفات جياد ، وتصنيفات عديدة حسان (٣) ، انتهى.

وهذا التفسير العجيب في عشرين مجلّدا ، وفيه أخبار كثيرة تناسب أبواب كتابنا هذا ، إلاّ أنّه لكونه بالفارسيّة ، ويحتاج نقله إلى الترجمة ثانيا بالعربيّة ، ويخاف منها فوات بعض مزايا الأخبار ، لم نرجع إليه إلاّ قليلا ، وقد ينقل الخبر بمتنه ثم يترجمه ، فأخرجناه سالما والحمد لله.

__________________

(١) فهرست منتجب الدين : ١٧٣ / ٤٢٤.

(٢) معالم العلماء : ١٤١ / ٩٨٧.

(٣) رياض العلماء ٢ : ١٥٨.

١٧٨

٣١ ـ رسالة تحريم الفقاع :

للشيخ الأجلّ الأعظم أبي جعفر الطوسي قدس‌سره ، وجلالة قدر صاحبها تغني عن التعرّض لحاله.

١٧٩

٣٢ ـ كتاب معدن الجواهر :

للشيخ الجليل أبي الفتح محمد بن عليّ بن عثمان بن عليّ الكراجكي ، الفقيه المتكلّم ، الذي يعبّر عنه الشهيد قدس‌سره في الدروس بالعلاّمة (١) ، تلميذ شيخنا المفيد والسيّد المرتضى قدس‌سرهما ، صاحب كتاب كنز الفوائد الذي طابق اسمه معناه ، وهذا الكتاب على حذو كتاب القرائن من كتب المحاسن ، وكتاب الخصال ، إلاّ أنّه لم يتجاوز فيه من أبواب العشرة ، وزاد بعد نقل الأخبار ما يناسبها من كلمات العلماء الأخيار.

__________________

(١) الدروس ١ : ١٥٢.

١٨٠