من وحي الإسلام - ج ١

الشيخ حسن طراد

من وحي الإسلام - ج ١

المؤلف:

الشيخ حسن طراد


الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: دار الزهراء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٨٤
الجزء ١ الجزء ٢

لطعام يسد به جوعته او لماء يزيل به ظمأه او لتحصيل مال وهو قادر على ذلك كله بما أعطاه الله من قدرة وسهل له من الوسائل ـ فهذا الدعاء لا يكون صادرا من أهله وواقعا في محله لانه يكون اشبه شيء بطلب تحصيل الحامل ونصرة الامام المهدي ( عج ) وكوننا من جنوده وانصاره واقع في نطاق اختيارنا بلحاظ حضوره المعنوي المتمثل بوجود القرآن الكريم وحضور الاسلام العظيم لما تقدم من ان كل واحد من المعصومين ابتداء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانتهاء بالمهدي ( عج ) يعتبر قرآنا ناطقا وإسلاما عمليا متحركا على الصعيد العملي الخارجي ومن المعلوم ان نصرنا للإسلام الذي يتحقق بتعلم احكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه فكريا وعسكريا كما تقدم مقدور لكل مكلف وبقدر طاقته ومعه لا يحتاج لان يكرر الدعاء للإمام المهدي بتعجيل الظهور من اجل ان يكون من انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه مادام قادراً على ذلك قبل ظهوره ( عج ).

ثم إن الشخص عندما ينصر الاسلام في ساحة ذاته بترسيخ مبدئه الحق في نفسه ليصبح جزء منها لا ينفصل عنها تحت أي تأثير ثم يتمم هذا النصر بالعمل بمقتضى هذا المبدأ ويتممه ايضا بالدفاع عنه فكريا وعسكريا.

أجل : إن هذا الشخص عندما ينصر الاسلام بما ذكرنا من تعلم أحكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه يكون قد نصر نفسه ونفع ذاته معنويا وماديا دنيويا وأخرويا. وذلك لان تعميق المبدأ في حقل الذات عملية صنع لها وإيجاد بعد العدم لانها بدون المبدأ تكون بمثابة الجسم المجرد عن الروح باعتبار ان المبدأ الحي هو الذي يعطي الروح وجودها الانساني فإذا تجردت عنه يكون لها وجود حيواني مادي لا قيمة له ولا

٢٦١

اعتبار به في ميزان التفاضل ويلحق صاحبها حينئذ بسائر الفصائل الحيوانية بل يكون احط شأنا واضل سبيلا كما قال سبحانه :

( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أُولئك كالانعام بل هم أضل أُولئك هم الغافلون ) (١).

بالدين تتحقق إنسانية الإنسان ويكون وجوده المعنوي :

وبعد صنع نفسه وإيجادها في عالم الاعتبار والتقدير يحتاج بعد ذلك الى ما ينعشها ماديا ومعنويا وهذا يتحقق بالعمل بنظام مبدئه وتطبيقه في مختلف مجالات حياته لكونه نظاما عادلاً وكاملاً مشرعا من قبل الإله العادل الكامل ليحقق للإنسان حياته الكريمة وسعادته وتقدمه في مختلف الميادين.

قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ) (٢).

وقال سبحانه : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) (٣).

وكذلك تعود فائدة الدفاع عن المبدأ الى شخصه لان سلامته تكون

__________________

(١) سورة الاعراف ، الآية : ١٧٩.

(٢) سورة الانفال ، الآية : ٢٤.

(٣) سورة الاعراف ، الآية : ٩٦.

٢٦٢

سلامة له من كل الاخطار والاضرار التي تصيبه اذا تحطم المبدأ السماوي كما هو واضح ولذلك اوجب الله الجهاد في سبيل حفظه والدفاع عنه واعطى للمجاهد منزلة رفيعة وللمستشهد في هذا السبيل مرتبة اعلى وحياة اسعد وأغلى.

قال : سبحانه : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) (١).

وقال سبحانه : ( ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا بل احياء ولكن لا تشعرون ) (٢).

وحاصل ما تقدم ان نصر الدين يكون بدراسة رسالته والإيمان بأصولها والعمل بفروعها المتفرعة عليها في مختلف المجالات مع الدفاع عنها وهذا وذاك يعتبر نصرا للحسين عليه‌السلام بعد استشهاده وللإمام المهدي ( عج ) قبل ظهوره لان كل واحد منهما يعتبر اسلاما عمليا متحركا وقرآنا تطبيقيا ناطقا ونصر الاسلام بالمعنى المذكور يعتبر نصرا للإمامين الحسين الشهيد والمهدي الحفيد ـ ونصرهما بهذا المعنى مقدور لكل مكلف يتمكن من القيام بما يجب عليه ان يقوم به من التفقه في الدين بتحصيل الإيمان بأصوله والاطلاع على فروعه والعمل بها والدفاع عنه فكريا وعسكريا كما سبق ومن المعلوم ان نتيجة ذلك كله الإيجابية راجعة الى هذا المكلف الذي يقوم بما يجب عليه نحو رسالته ونفسه ووطنه وخالقه قبل كل شيء.

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٩.

(٢) سورة البقرة ، الآية : ١٥٤.

٢٦٣

قال سبحانه : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) (١).

وقال سبحانه : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) (٢).

وقال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ) (٣).

ويسرني في الختام ان اقدم الابيات التالية الشارحة لدور الدين في سعادة الانسان فردا ومجتمعا دنيا وآخرة :

بالدين نجني ما نــريد وننـشد

وبه نحلق للعلـاء ونــصـعد

هو مصدر لسعادة وحــضـارة

يمضي بها نحو الامام مــوحد

تاريخنا الوضاء أصدق نــاطق

ينبي عن الحق المبين ويشــهد

قد اخرج الإسلام من ليل الهـوى

شعبا لأصنام الضلالة يســجد

وسما به نحو الفضــلية فارتقى

شأنا يقوم له الزمــان ويقـعد

في حين سار به على نهج الهدى

لنوال ما يجدي ، النبي محـمـدُ

فإذا التأخر نــهضة وتقــدم

وإذا الـتـفرق وحــدة وتـودد

وبذاك اضحى الشعب أفضل أمة

تدعو الى النهج القويم وترشــد

لتنال في الدنيا كيـانا شامــخا

ونعيمها يوم الجزاء مــخــلد

والسلام عليكم أيها الاخوان الاعزاء والابناء الاحباء اولا وآخرا ورحمة الله وبركاته.

__________________

(١) سورة فصلت ، الآية : ٤٦.

(٢) سورة الإسراء ، الآية : ٧.

(٣) سورة النحل ، الآية : ٩٧.

٢٦٤

الخطبة الخامسة والعشرون (١)

من وحي شهادة الإمام الصادق عليه‌السلام

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

والسلام عليكم أيها الاخوان الاعزاء والابناء الاحباء ورحمة الله وبركاته.

وبعد : في هذا اليوم وهو الخامس والعشرون من شهر شوال سنة ١٤٨ هـ كانت شهادة الامام الصادق عليه‌السلام كما ان ولادته كانت في السابع عشر (٢) من شهر ربيع الاول سنة ٨٣ هـ على المشهور في تاريخ ولادته وشهادته فيكون عمره الشريف يوم شهادته ٦٥ سنة.

أما نسبه من ناحية الأب : فهو نور على علم لا يحتاج الى بيان كما

____________

(١) القيت هذه الخطبة في مسجد الامام المهدي ( عج ) في ١٥ ـ ٣ ـ ١٩٩٦ م.

(٢) وهو يوم ميلاد جده الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المشهور عندنا.

٢٦٥

ان سمو هذا النسب في ميزان التقدير والاعتبار لا يحتاج الى كشف وتوضيح بعد ان كان مصداقا لقول الشاعر :

نسب كأن عليه من شمس الضحى

نوراً ومن فلق الصباح عموداً

ما فيه الا سـيد مــن ســيـد

حاز المكارم والتقى والجـودا

وأما أمه : فهي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر وكانت كسائر امهات الأئمة عليهم‌السلام ـ مثلا أعلى في التقوى والصلاح والنجابة لان كل واحد من الأئمة عليهم‌السلام كان يختار لنفسه المرأة الصالحة النجيبة المهذبة لتنجب له الذرية الصالحة لما هو المعلوم من وجود دور بارز وأثر بليغ لنجابة الام في نجابة الابناء من ناحية الوراثة اولا ومن جهة حسن التربية وسلامة التغذية الجسمية والروحية من ناحية اخرى لان الأم الملتزمة دينيا اذا كان زوجها ملتزما ايضا فهما يتقيدان بالغذاء والشراب الحلال ويبتعدان عن الحرام منه وبعض المؤمنين يبتعد عن موضع الشبهة ايضا من اجل الاحتياط لبراءة الذمة من التكليف الواقعي مع الاحتياط ايضا لسلامة نفسية الطفل وروحه من التأثر سلبيا بما يتصل بحياته ابتداء في اصل التكوين او بعد تكونه ـ من الغذاء والشراب الحرام واقعا ولو كان مشكوك الحرمة لان حرمته الواقعية تترك أثرا سيئا كما ان الطعام او الشراب المسموم واقعا يؤثر على صحة الآكل والشارب وإن لم يعلم بوجود السم فيه.

دور نجابة الأم في نجابة الابناء واعتدال سلوكهم :

أجل : إن لنجابة الأم أثراً إيجابيا في نجابة الابناء كما ذكرنا وحيث ان كل واحد من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام قد بلغ ذروة الكمال البشري كما ان كل واحدة من أمهاتهم كانت المثل الاعلى في النجابة والصلاح ـ فقد

٢٦٦

ارتفع كل واحد منهم الى ارقى درجة وأسمى مرتبة من مراتب الفضل والكمال كما أراد الله لهم ان يكونوا من أجل ان تتم الحجة بهم على الخلق من قبل الله سبحانه.

والحديث عن الامام الصادق عليه‌السلام بمناسبة ولادته او شهادته يعتبر حديثا عن كل واحد من آبائه الطاهرين وابنائه المطهرين لانهم كلهم نور واحد انبثق من نور العناية الإلهية والرحمة السماوية التي شاءت ان توجدهم في هذه الحياة ليكونوا شمسها الساطعة ونجومها اللامعة التي تنير للإنسانية درب الكمال والفضيلة والتقدم والسعادة ـ كما اوجد الشمس والكواكب المادية لتنير للبشرية درب الحياة وتساعدهم على ادراك اهدافهم الحياتية فيها ولقد صدق من قال في حقهم :

هم النور نور الله جـــل جلاله

هم التين والزيتون والشفع والوتـر

ولولاهم لم يخــلق الله أدمـــا

وما كان زيد في الوجود ولا عمرو

وما سطحت أرض ولا رفعت سما

وما سطعت شمس ولا طلع البـدر

والحديث عن أهل بيت العصمة يعتبر حديثا عن الاسلام العملي المتحرك وتفسيرا للقرآن الناطق ـ واذا اردنا ان نشير الى هذا الاسلام العملي العظيم والقرآن الناطق الكريم ـ بعناوين موضحة تدل عليه وتلفت الانظار اليه فنقول :

انه العلم النافع الذي يثمر لصاحبه الايمان الصادق الذي يترجمه على الصعيد الخارجي العمل الصالح والخلق الفاضل وعلى هذا فإن الحديث عن كل واحد من أهل البيت وترجمة حياتهم وشرح سيرتهم عليهم‌السلام يكون بالحديث عن هذه العناوين المشرقة والمعاني المتألقة ـ ولنبدأ اولاً بالعنوان الاول وهو العلم النافع فنقول :

٢٦٧

اختلاف علم أهل البيت عن علم غيرهم كيفاً وكماً :

ان علم اهل البيت عليهم‌السلام يختلف عن علم غيرهم من الاشخاص العاديين من ناحيتين الاولى ناحية الكيف والثانية ناحية الكم ـ والمراد بالكيف الذي تميز به علمهم عليهم‌السلام عن علم غيرهم هو كيفية حصوله لهم وهي الإلهام السماوي بالنسبة الى الأئمة والوحي الإلهي بالنسبة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مقابل كيفية حصول علم غيرهم حيث ان المتعارف المعهود في مصدر حصول العلم لغير اهل البيت هو الاكتساب والتعلم من المعلم الذي يعطي العلم لطلابه ولذلك يذكر في ترجمة اي عالم من العلماء انه تلقى العلم الفلاني من المعلم الفلاني والعالم المعين ـ ولم يحدثنا التاريخ عن شخص أصبح عالماً ونال درجة مرموقة في العلم والمعرفة بدون معلم غير أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام.

ويؤكد ذلك ما روي في حق كل واحد منهم من انه كان ينطق بالشهادتين اول ولادته ويسأل عن بعض الاحكام الشرعية ونحوها فيجيب على السؤال وهو لا يزال طفلا كما يستفاد ذلك من الرواية التي يقول فيها يعقوب السراج : دخلت على ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام وهو واقف فوق رأس ابي الحسن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو في المهد فجعل يساره طويلا فجلست حتى اذا قمت اليه فقال لي :

ادن من مولاك فسلمت عليه فرد عليه‌السلام بلسان فصيح ثم قال لي : اذهب فغير اسم ابنتك التي ولدت ليلة امس فإنه اسم يبغضه الله تعالى فقال ابو عبد الله :

يا يعقوب انته الى أمره ترشد قال فغيرت اسمها فالمستفاد من هذه

٢٦٨

القصة ان الامام أُلهم العلم بالغيب في الاحكام الشرعية وغيرها رغم طفولته وحداثة سنه.

بيان ان علم أهل البيت بالإلهام من الله لا بالتعلم من البشر :

ويؤكد ذلك قصة اخرى حصلت بين الامام موسى الكاظم عليه‌السلام وابي حنيفة وحاصلها.

ان ابا حنيفة صار الى باب ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام والامام موسى بن جعفر يؤمئذ ابن خمس سنوات فدعاه ابو حنيفة وقال له : يا غلام اين يضع الغريب حاجته في بلدكم هذا.

فقال له الامام في الجواب :

يا شيخ انه يتوارى خلف الجدار ويتوقى اعين النظار ويتجنب شواطىء الانهار ومساقط الثمار ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها وليضع حيث شاء فتعجب ابو حنيفة من علمه حيث شرح له احكام التخلي من واجبات ومحرمات ومكروهات وعندما وجه اليه السؤال التالي فقال : يا غلام ممن المعصية؟.

فقال الامام الكاظم عليه‌السلام : يا شيخ لا تخلو من ثلاثة فروض فإما ان تكون المعصية من الله والعبد مجبور عليها وليس منه شيء وعليه فليس للحكيم ان يعاقب عبده ما اجبره عليه ولا ان يؤاخذه بما لم يفعله بإرادته.

واما ان تكون من العبد ومن الله وعليه فالله اقوى الشريكين فليس للشريك الاكبر ان يعذب الشريك الاصغر بذنبه الذي هو أعانه عليه واشترك معه في قيامه به.

٢٦٩

واما ان تكون المعصية من العبد وحده وليس من الله شيء فإن شاء عفا وان شاء عاقب فأدهش الحاضرون من علم الامام وهو بذلك السن لان انحصار الذنب بين الوجوه الثلاثة التي ذكرها الامام عليه‌السلام عقلي ولا رابع لها فإذا انتفى الوجهان الاولان تعين الثالث حتما ونظير هاتين القصتين ما حصل للإمام الجواد عليه‌السلام مع القاضي يحيى بن اكثم في قصة المناظرة المشهورة والتي غلب فيها الامام القاضي رغم حداثة سنه حيث كان له من العمر تسع سنوات ـ ونظيرها قصة الامام الهادي عليه‌السلام مع الجنيدي الذي كلف من قبل الخليفة العباسي بأن يشرف على تعليم الامام عليه‌السلام وكان له من العمر ست سنوات فوجده اعلم منه في كل العلوم بحيث تحول من معلم له الى تلميذ يتلقى العلوم منه كما اعترف بذلك هو أي الجنيدي.

تفوق أهل البيت على غيرهم بكل العلوم مع علمهم بكل اللغات :

وكما كان كل واحد من الأئمة أعلم أهل زمانه بكل العلوم والمعارف كان ملما بكل اللغات الموجودة في عصره بحيث كان يخاطب كل قوم بلغتهم الامر الذي اثار استغراب بعض اصحاب الامام الهادي عليه‌السلام ـ على ما اذكر فسأله عن سبب تعلمه لهذه اللغات الاجنبية رغم انه ولد في مجتمع عربي ولم يعاشر غيره ليستفيد منه اللغات الاخرى وقد بين الامام له السبب في ذلك وانه الإلهام الإلهي من اجل ان تتم الحجة لله على خلقه حيث لا تتم الا اذا كان الامام عليه‌السلام أعلم أهل عصره بكل العلوم وبكل اللغات السائدة.

ونحن عندما نقدر ونقدس أهل البيت عليهم‌السلام من الناحية العلمية فلا نقدرهم لمجرد تفوقهم على غيرهم بالعلوم والمعارف بل لتفوقهم بالعمل

٢٧٠

بذلك العلم الغزير فهم كما كانوا اعلم الناس كانوا ايضا اعبدهم واكثرهم تمسكا بالاحكام الشرعية وتقيدا وتعبدا بالتعاليم الإلهية بحيث كانت سيرتهم الغراء تجسيدا حيا للشريعة السمحاء.

وعندما نصف الاسلام العملي بأنه العلم النافع فإنا نقصد بهذا العلم ما يكون نورا يكشف لصاحبه ما يجب عليه ان يعرف به ويطلع عليه ليكون صادقا للإجابة على عدة اسئلة تطرح نفسها الى الذهن البشري وتطلب الاجابة عليها وهي كما يلي :

من الذي خلق الإنسان واوجد هذا الكون الفسيح؟ ولماذا وجد هذا العالم وخلق الإنسان؟ ولماذا التكليف وما هي الفائدة المترتبة عليه وما هو مصير الإنسان بعد الموت؟.

علم الأديان مصدر سعادة الإنسان :

ويسمى هذا العلم الذي يجيب على هذه الاسئلة بالعلم الديني لانه باجابته عليها يبين للمكلف اصول دينه وما ينبثق منها ويتفرع عليها من شريعة واحكام ـ وان كان الدين الاسلامي يوجب على المكلف ان يتعلم كل علم وفن يتوقف عليه نظام المجتمع بالوجوب الكفائي الذي يسقط عن الباقين من المكلفين بقيام البعض به منهم كما يوجب تحصيل الاجتهاد الذي يمكن المكلف المجتهد من معرفة الحكم الشرعي من دليله المفيد له ـ ولذلك يصح ان نفسر العلم الديني بالعلم الذي يكون وسيلة لمعرفة ما يجب على المكلف او يستحب له شرعا ان يطلع عليه من امور دينه ودنياه في مقابل العلوم المادية التي يعكف على تحصيلها اصحابها لمعرفة امور جامدة بعيدة من خالق الكون وغاية خلقه ومعرفة ما بعد الموت من العودة للحياة من جديد لمحاسبة كل مكلف على

٢٧١

اعماله ومجازاته عليها بالخير ان كانت خيرا وبالشر ان كانت شرا كما صرح الله سبحانه به في آخر سورة الزلزلة بقوله تعالى :

( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرهُ * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرهُ ).

فهذه العلوم الجامدة ان نفعت اصحابها ففي اطار محدود جدا ينحصر في حدود هذه الحياة الزائلة وفي الغالب تبتعد بأهلها عن الدين واحكامه العادلة ومثله السامية كما هو الملموس بالوجدان بالنسبة الى الكثيرين ممن عكفوا على دراسة العلوم العصرية المادية المجردة عن روح الدين وتعاليمه المربية الامر الذي مهد السبيل وساعد على تأثرهم بتلك الشبهات التي أُثيرت حول الدين وانه رجعي غير قابل للتطور ومواكبة ركب الحضارة والتمدن او انه افيون الشعوب يمنعها من الثورة على الظلم والظالمين لتحصيل حقوقها المهدورة.

العلم لا يجدي بغير عقيدة :

فمثل هذه العلوم مضافا الى انها لا تجلب لاصحابها النفع المعتد به فهي تسبب لهم ولمجتمعهم الضرر الكبير كما هو المحسوس الملموس بالوجدان بالنسبة الى الاجانب البعيدين عن الدين من الاول وبالنسبة الى المسلمين الذين تأثروا بشبهاتهم وضلوا بأوهامهم وأدى ذلك الى النتائج السلبية الكثيرة والخطيرة التي لا تخفى وما تلك الحروب المؤلمة والاعتداءات الظالمة التي تشن ضد المستضعفين في الداخل والخارج من اجل تحقيق الاهداف الاستعمارية التي يسعى الاستعمار والاستكبار في سبيل تحصيلها ولو ادى ذلك الى سحق الشعوب المستضعفة البريئة.

٢٧٢

اجل : ليست هذه الحروب المتحركة من بلد الى آخر إلا بعضاً من تلك النتائج السلبية والاخطار المدمرة بسبب البعد عن الدين والتحلل من قيمه السامية واحكامه العادلة.

وقد اشرت الى ذلك بمقطوعة شعرية بعثت بها من النجف الاشرف مع رسالة توجيهية الى احد المعلمين في مدرسة بلدتنا معركة وكان ذلك سنة ١٩٥٦ م تقريبا وهي كما يلي :

بعثتك الطاف السماء رســولا

لتشيد مجتـمعا وتبـني جـيلا

فازرع بذور الدين في افكـاره

لتنال من توجـيهه المـأمـولا

الدين مدرسة الهـدى فبغـيره

لا تستطيع الى النـجاح وصولا

والعلم لا يجدي بغير عقــيدة

كالنور لا يجدي الضـرير فتيلا

كم ذا ترقى الغرب في إبداعـه

صور الفنون وكم تخـطى ميلا

لكنه طرح العقيدة فــاغتـدى

سيفا على رأس الهدى مسـلولا

ان التقدم في العـلوم تــأخر

إن لم تهذب أنفـسا وعـقـولا

لا يبعث الانوار سـلك ثقـافة

ما لم يكن بسنا الهدى موصـولا

فاقرن بدرس العلم درس عقيدة

عصماء واكشف سرها المجهولا

ليسير جيـلك للأمـام مـهذبا

بهدى السماء ويحـذر التضليلا

لا زلت للأجيال خيـر مـثقف

تسدي بتهذيب الـنفوس جـميلا

هذا حاصل ما ينبغي ان نتحدث به حول العنوان الاول من العناوين الاربعة التي يمكن ان يشار بها الى الإسلام العملي الذي اعتبرنا كل واحد من اهل البيت عليهم‌السلام مصداقا له.

٢٧٣

الإيمان الصادق والعمل الصالح عند أهل البيت متلازمان :

واما العنوان الثاني وهو الإيمان الصادق فالمراد به الاعتقاد الحاصل من الدليل الصحيح بأصول الدين المعهودة وبما يتفرع عنها من الشريعة العادلة الكاملة المتكفلة لتنظيم حياة الإنسان فردا ومجتمعا في جميع مجالات حياته ، والشريعة الاسلامية الخاتمة من اوضح المصاديق لهذا العنوان الفرعي وهو الشريعة العادلة الكاملة.

والمقصود من العنوان الثالث وهو العمل الصالح السلوك المستقيم في نهج الشريعة القويم وهو المعبر عنه بالتقوى والعبادة بمعناها العام وهو الانقياد المطلق والخضوع الكلي لارادة الله سبحانه بكل عمل اختياري يصدر عن المكلف بارادته واختياره كما مر بيانه مفصلا في العديد من الخطب السابقة.

ومن المعلوم ان العمل بهذا المعنى ملازم لحياة كل واحد من أهل البيت عليهم‌السلام ملازمة النور والحرارة للشمس فلا ينفصل عنهم كما لا يتجردون منه مدة حياتهم الشريفة نظرا لعصمتهم التي تؤدي الى هذا التلازم والارتباط الوثيق بين تصرفاتهم الحياتية واستقامتها في خط الشرع القويم وصراطه المستقيم الامر الذي يجعل من نفس هذه التصرفات والتحركات الايجابية او السلبية شرعا يطبق ويعمل به في حق الآخرين من المكلفين ومن هنا كانت السنة المطهرة وهي عندنا قول المعصوم وفعله وتقريره احد الادلة الأربعة المعهودة التي يرجع اليه المجتهد لاستنباط الحكم الشرعي منها.

وأما الخلق الفاضل وهو العنوان الرابع ـ فهو كل صفة نبيلة

٢٧٤

وخصلة جميلة حث الإسلام عليها ورغب فيها باعتبارها راجعه الى مكارم الاخلاق التي اعتبرها الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سببا لبعثته الشريعة حيث قال : انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق.

نفحات عاطرة وقبسات زاهرة من حياة الإمام الصادق عليه‌السلام :

وحيث ان كل واحد من أهل البيت عليهم‌السلام يمثل القرآن الناطق والاسلام العملي الحي المتجسم بسلوكهم المستقيم وخلقهم الكريم بحيث تكون كل صفة نبيلة متمثلة بتصرفاتهم ومشرقة في حياتهم ، ناسب ذلك الاشارة الى بعض هذه الص فات النبيلة والاخلاق الجميلة التي تجمل بها الامام الصادق عليه‌السلام موضوع الحديث فنقول :

ان مكارم الاخلاق التي بعث النبي الاعظم ليتمها كثيرة وقد انعكست كلها على تصرفات كل واحد من أهل البيت ، واحب ان اشير الى ابرز هذه الصفات السامية التي اشرقت في حياة كل واحد منهم بصورة عامة وفي حياة الامام الصادق عليه‌السلام بصورة خاصة لنستلهم منها دروسا سامية تنور عقولنا وتهذب نفوسنا وتعدل سلوكنا عندما نتجمل بها اقتداء بهذا الامام العظيم وبقية المعصومين من آبائه وابنائه الطاهرين.

من هذه الصفات النبيلة ـ صفة الحلم ـ وهي اسمى مزية يتجمل بها الانسان في هذه الحياة ـ وفيما يلي بعض القصص المتضمنة لتجمل امامنا الصادق عليه‌السلام بهذه الخصلة الحميدة.

الإمام الصادق مثل أعلى في الحلم وقوة الإرادة :

القصة الأولى : وحاصلها انه عليه‌السلام بعث غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج عليه‌السلام على أثره عندما وجده تأخر عن قضاء الحاجة فوجده نائماً

٢٧٥

وكان الجو حارا فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فقال له : يا فلان ما ذاك لك تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولنا منك النهار.

ان اقتصار الامام عليه‌السلام على اللوم والعتاب بهذا الاسلوب الرقيق بعد ان جلس عند رأسه ليروحه ويخفف من حرارة الجو عنه اوضح دليل على بلوغه القمة بالتجمل بهذا الخلق النبيل وهو صفة الحلم.

القصة الثانية : كالاولى بمضمونها ودلالتها على اتصاف الامام عليه‌السلام بصفة الحلم السامية.

وحاصلها ان سفيان الثوري دخل عليه فوجده متغير اللون فسأله عن سبب ذلك فقال :

كنت قد نهيت أهل البيت عن ان يصعدوا فوق البيت فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت على السلم والصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي الى الارض فمات فما تغير لوني لموت الصبي وانما تغير مما ادخلت عليها من الرعب وكان الامام عليه‌السلام قد قال لها : أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك لا بأس عليك.

القصة الثالثة : تتضمن اتصافه بالحلم وقوة الارادة والصبر وحاصلها ان المنصور كان قد سجنه في سجن الحيرة ـ بلد في العراق ـ وعندما اطلق سراحه في اول الليل وانطلق في سبيله اصطدم بأحد رجال الامن ومنعه هذا من السير قائلا له :

لا ادعك ان تجوز فألح عليه الامام عليه‌السلام بطلب السماح فأبى إباء شديداً وكان مع الامام عليه‌السلام شخصان احدهما مولى له يدعى مصادفا والآخر أحد أصحابه ويدعى مرازما ـ فقال له مصادف : جعلت فداك ان

٢٧٦

هذا قد آذاك وأخاف ان يردك وما ادري ما يكون من أمر أبي جعفر المنصور وأنا ومرازم أتأذن لنا ان نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر؟.

فقال له الامام عليه‌السلام : كف يا مصادف فلم يزل يطلب اليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى فقال عليه‌السلام : يا مرازم هذا خير ام الذي قلتماه؟ قلت : هذا جعلت فداك فقال : يا مرازم : إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير.

الإمام الصادق مثل أعلى في الحلم والكرم :

القصة الرابعة : تدل على حلمه وكرمه عليه‌السلام وحاصلها :

انه كان له ابن عم يدعى الحسن الافطس وكان الحسن هذا قد حمل على الامام عليه‌السلام بالشفرة محاولا قتله ورغم هذه المحاولة اللئيمة فقد اوصى الامام عليه‌السلام بأن يعطى له سبعون دينارا وذلك عندما اشرف عليه‌السلام على الوفاة فقيل له : اتعطي من حمل عليك بالشفرة يريد ان يقتلك؟.

فقال عليه‌السلام لمن استهجن واستغرب من الامام عليه‌السلام إقدامه على ذلك : اتريد ان لا اكون من الذين قال الله عز وجل في حقهم :

( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) (١).

إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها وان ريحها ليوجد من مسافة الفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.

__________________

(١) سورة الرعد ، الآية : ٢١.

٢٧٧

وهذه القصة تدل على جمعه عليه‌السلام بين صفتي الحلم والكرم ، وفيما يلي بعض القصص الدالة على كرمه وإحسانه عليه‌السلام.

منها : ما تحدث به هشام بن سالم عنه بقوله :

كان ابو عبد الله عليه‌السلام اذا اعتم وذهب من الليل شطره اخذ جرابا فيه خبز ولحم ودراهم وحمله على عنقه ثم ذهب الى اهل الحاجة من اهل المدينة فقسمه فيهم وهم لا يعرفونه فلما مضى ابو عبد الله عليه‌السلام فقدوا ذلك فعلموا انه كان ابا عبد الله عليه‌السلام.

ومنها : ما تحدث به سعيد بن بيان بقوله : مر بنا المفضل بن عمر وانا وختن لي نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا تعالوا الى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم دفعها من عنده حتى اذا استوثق كل واحد منا صاحبه قال الفضل : أما إنها ليست من مالي ولكن أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام امرني اذا تنازع رجلان من اصحابنا ان اصلح بينهما وأفتديهما من ماله فهذا مال ابي عبد الله عليه‌السلام.

ومما يدل على كرمه النبيل ما روي عنه عليه‌السلام من انه كان اذا نضج ثمر بستان له أمر أن يثلم في حيطانه الثلم ليدخل الناس ويأكلوا.

الإمام الصادق مثل أعلى في الزهد والقناعة :

وهناك قصة اخرى تدل على مدى زهده عليه‌السلام في متاع هذه الدينا وقناعته بما يحصل له منها :

وحاصلها انه دعا مصادفاً مولاه وأعطاه الف دينار وقال له فتجهز حتى تخرج الى مصر فإن عيالي قد كثروا فتجهز بمتاع وخرج مع التجار الى مصر فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر فسألوهم

٢٧٨

عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة فأخبروهم ان ليس في مصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا على ان لا ينقضوا ربح الدينار ديناراً فلما قبضوا اموالهم انصرفوا الى المدينة فدخل مصادف على ابي عبد الله عليه‌السلام ومعه كيسان في كل واحد الف دينار فقال : جعلت فداك هذا رأس المال وهذا الآخر ربحه فقال عليه‌السلام : ان هذا الربح كثير ولكن ما صنعتم في المتاع فحدثه بما صنعوا وكيف تحالفوا فقال عليه‌السلام : سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين الا تبيعوهم الا بربح الدينار دينارا ثم اخذ عليه‌السلام احد الكيسين فقال هذا رأس المال ولا حاجة لنا في الربح.

وبملاحظة مجموع هذه القصص يتأكد عندنا ما هو المعروف المشهور في حياة أهل البيت عليهم‌السلام وسيرتهم الغراء التي كانت تجسيدا حياً لتعاليم الاسلام وتفسيرا عمليا لآيات القرآن الكريم وبهذا الاعتبار صح وصفهم والتعبير عنهم بأنهم الاسلام العملي والقرآن الناطق.

ونحن عندما نتحدث بمزاياهم الحميدة وسيرتهم المجيدة فلا نقصد بذلك مجرد التسلي بما يريح النفس ويدخل السرور على القلب ولا لمجرد التبرك وتحصيل الثواب بالتحدث بفضائلهم كما يتلو الكثيرون آيات القرآن الكريم لاجل التبرك ونيل الاجر.

المقصود من التحدث بفضائل أهل البيت استفادة الدروس من حياتهم :

أجل : لا ينبغي ان يكون المقصود من التحدث بفضائلهم ما ذكرت فقط بل هناك هدف اسمى وغاية ارقى وهي استلهام العظة والعبرة من سيرتهم واستيحاء الدروس السامية في العقيدة الراسخة والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة من سلوكهم المستقيم وخلقهم العظيم باعتبار

٢٧٩

ان كل واحد منهم نموذج حي ومثل اعلى لكل ما في الاسلام من قيم رفيعة ومثل سامية شاءت العناية الإلهية والحكمة السماوية ان تتجسد في حياتهم ليكونوا بذلك موضحين ما في الاسلام من دروس وتعاليم ومجسدين لهذه الدروس على الصعيد الخارجي بالعمل والتطبيق وبهذا وذاك كانوا عدل القرآن الذي تركه الرسول الاعظم الى جانبه ليكون تطبيقا لتعاليمه وتفسيرا لما اجمل من مفاهيمه وطلب من الأمة التمسك بهما معا حتى يصونها بذلك من الضلالة وتبقى سائرة في نهج التقوى والهداية.

وهذا هو مضمون حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين وقد نقل بعدة اساليب وهي متفقة بالمضمون والمحتوى منها ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله :

« إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

ختام المسك ومسك الختام نفحات شعرية في مدح الإمام عليه‌السلام :

هذا ويسرني ان اختم الحديث عن شخصية الامام الصادق عليه وعلى آبائه الطاهرين وابنائه المطهرين افضل التحية وازكى التسلم بالمقطوعة الشعرية التالية لتكون مسك الختام وختام المسك :

من قلبه نبع الهــدى يتفجر

وبفكره أُفــق الرسالة يزهر

وبعلمه ملأ الحياة معــارفا

للحق تشرق من سناها الاعصر

استاذ ارباب المذاهب كم سما

للمجد من عرفـانه متبــحر

وبذاك تعرفه وان لم ينطـلق

ببيانه نصا لــسان يــذكر

٢٨٠