موسوعة حديث الثقلين - ج ٤

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٤

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-66-9
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٢٦٤
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

يا حبّذا الموسوم بالرياض

رياض علم خضرة الألحاظ

في الحكم بين الداعيين صاحبي

« الإصلاح » و « النصرة » بالحفاظ

للحجّة الحميد ديناً مصلحاً

بينهما بأوضح الألفاظ (١)

ونسبه إليه الدكتور مصطفى غالب في مقدّمة المصابيح (٢).

وكذا نسبه إليه الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في مقدّمة رسالة أسبوع دور الستر ، وقال في الهامش : حقّقه عارف تامر ، منشورات دار الثقافة (٣).

ونسبه إليه أيضاً الطهراني في الذريعة (٤).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب الرياض في الحكم بين الصادين ، أو الإصلاح بين الشيخين ، قال الكرماني : « ووسمته بكتاب الرياض في الحكم بين الصادين : صاحب « الإصلاح » وصاحب « النُصرة » لكونه فيما نجمله من أقاويلهما ، وما نورده فصلاً بينهما ، وبياناً لما استمرّ من الخطأ ، وما أهّل إصلاحه من كتاب المحصول ».

في هذا الكتاب يناقش المؤلّف الخلافات التي وردت في ثلاثة كتب قرمطية ، وهي كتاب « المحصول » للنسفي ، وكتاب « الإصلاح » لأبي حاتم الرازي ، وكتاب « النُصرة » للسجزي. وجميع هذه الكتب الثلاثة لمؤلّفين

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ٢٥٤.

٢ ـ المصابيح في إثبات الإمامة ١١ ، مقدّمة المحقّق.

٣ ـ أسبوع دور الستر : ٤٠ ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق عارف تامر.

٤ ـ الذريعة ٢٤ : ١٧٤.

١٦١

قرامطة من فئة الدعاة.

توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في المكتبة المحمّدية الهدانية بالهند ، وأخرى في مكتبة طهران ، وقد نسخ هذا الكتاب في العصور الحديثة مرّتين : الأوّل سنة ١٣٥٤ هـ ، والثاني في السنة التالية ١٣٥٥ هـ. وعليهما اعتمد عارف تامر بطبع هذا الكتاب سنة ١٩٦٠ م ، بيروت (١).

____________

١ ـ القرامطة : ١٩٥.

١٦٢

مؤلّفات المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي ( ت ٤٧٠ هـ )

( ١٢ ) المجالس المؤيّدية

الحديث :

الأوّل : قال : فعليكم بتمسّككم بما خلّفه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيكم من كتاب الله وعترته اللذين هما الثقلان ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (١).

الثاني : قال : كان علي بن أبي طالب والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام بكونهم أهل الذكر أحق وأولى ; إذ هم الكتاب الناطق الذي يحكم على الكتاب الصامت ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تصديقاً لذلك : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » الخبر المشهور (٢).

الثالث : قال : فالوصي والأئمّة من ذرّيّته عليه وعليهم السلام هم الذين يقوم بهم إعجاز القرآن ، ويقومون له بمبين البرهان ، وهم الثقلان اللذان أشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليهما ، وذكر أنّه تاركهما (٣).

____________

١ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ١١١ ، المجلس : ٢٣.

٢ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ٢٢٣ ، المجلس : ٤٥.

٣ ـ المجالس المؤيّديّة ، المائة الأولى : ٤١٨ ، المجلس : ٨٤.

١٦٣

الرابع : قال : وغيبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستحيلة ، وأَزْره بوصيّه صلوات الله عليه مشدود ، ونظام الإمامة قائم في ولده لكل وقت منهم إمام موجود ، يدلّ على ذلك قول الله سبحانه ( ... ) ويدلّ عليه أيضاً قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » إلى قوله : « وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

الخامس : قال : وإنّما ألفاظ القرآن الواردة في مثل ذلك مخرجة على صيغة يأخذ منها الجاهل بحسب جهله ، والعاقل على قدر عقله ، ومقيّدة بالثقل الذي هو أهل بيت نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يكاد يصحّ معلوم من معانيه إلاّ ما جعلوه للناس معلوماً ، وما قرّروه في نفوسهم فيصير مفهوماً ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » الخبر المشهور ، وأردفه بقوله : « وإنّهما لن يفترقا » (٢).

السادس : قال : ونبذوا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وراء ظهورهم ، إذ قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » (٣).

السابع : قال : وأوصيكم بتقوى الله العظيم ، واتّباع صراطه المستقيم الذي إن لزمتموه لم تزلّوا ، وإن تمسّكتم به لن تضلّوا ، وأنّهما كتاب الله والأئمّة من آل رسول الله ، وهما الثقلان المتروكان في الثقلين ، والسبيلان المسيّران لنجاة الخافقين ، وأنّهما كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » ، وجمع بين أصبعيه المسبحتين (٤).

____________

١ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٢٧ ، المجلس : ٨٦.

٢ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الأولى : ٤٧١ ، المجلس : ٩٤.

٣ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٣١ ، المجلس : ٩.

٤ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ٥٩ ، المجلس : ٢٠.

١٦٤

الثامن : قال : أوصيكم بالتقوى التي من تمسّك بها نجا ، والتمسّك بعترة نبيّكم ، إنّهم النجوم المهتدى بهم في غياهب الدجى ، وأذكّركم قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، وأنّهما بعدي لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كهاتين » وجمع بين اليدين بين أصبعين المسبحتين ، ثمّ قال : « ولا أقول كهاتين » وجمع بين أصبعيه المسبحة والوسطى « فإنّ إحدهما تسبق الأولى » (١).

____________

١ ـ المجالس المؤيّدية ، المائة الثالثة : ١٨٩ ، المجلس : ٦٤.

١٦٥

المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي

يحتلّ المؤيّد في الدين مكانة مرموقة عند الإسماعيليّة ، ويعتبر من علمائهم الكبار ، حتّى وصفه إبراهيم بن الحسن الحامدي ـ وهو من كبار الإسماعيليّة ـ بسيدنا المؤيّد في الدين (١).

قال الشيخ المجدوع في فهرسته : سيدنا الأجل ، داعي الدعاة ، المؤيّد في الدين ، عصمة المؤمنين ، صفي أمير المؤمنين ووليّه وبابه ، أبو نصر ، هبة الله بن موسى الشيرازي ، أعلى الله قدسه ، ورزقنا شفاعته وأنسه (٢).

قال الدكتور الإسماعيلي مصطفى غالب : داعي الدعاة المؤيّد في الدين هبة الله الشيرازي الذي عرف في تاريخ الأدب العربي بمناظرته مع أبي العلاء المعرّي حول تحريم أكل اللحوم.

جاء من شيراز في فارس إلى مصر ، مقرّ الخلافة الفاطمية ، وأقام بها زهاء ثلاثين عاماً ، عمل خلالها على نشر العقائد الإسماعيليّة ، فكان له تأثير كبير في الحياة العقلية ، وفي القاهرة أنشد المؤيّد أكثر قصائد ديوانه ، وألقى مجالسه التي بلغت الثمانمائة مجلس.

قيل : إنّه ولد سنة ٣٩٠ هـ ، وتوفّى في القاهرة سنة ٤٧٠ هـ ، وصلّى

____________

١ ـ كنز الولد : ١١.

٢ ـ فهرست المجدوع : ٤٠.

١٦٦

عليه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله (١).

قال العلاّمة الأميني في الغدير : هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، أوحدي من حملة العلم ، وفذّ من أفذاذ الأمّة ، وعبقري من جلّة أعلام العلوم العربية ... ، كان من الدعاة إلى الفاطمية منذ بلغ أشدّه في كل حاضرة حلّ بها ، وله في تلك الدعوة خطوات واسعة ، وهو كما وصف نفسه للمستنصر بالله بقوله في سيرته صفحة ٩٩ : وأنا شيخ هذه الدعوة ، ويدها ولسانها ، ومن لا يماثلني أحد فيها ....

ولد بشيراز حوالي سنة ٣٩٠ هـ ، كما يظهر من شعره ، وبها شبّ ونما ، إلى أن غادرها سنة ٤٢٩ هـ ، ويمّم الأهواز ... ، ثمّ عاد إلى مصر بعد مدّة ، فقطن فيها بقيّة حياته إلى أن توفّي بها سنة ٤٧٠ هـ.

وللمؤيّد آثار علمية ، تنمّ عن طول باعه في الحجاج والمناظرة ، وعن سعة اطلاعه عن معالم الدين.

ثمّ قال الأميني : توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب أفرده في سيرته بين سنة ٤٢٩ هـ ، وسنة ٤٥٠ هـ ، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته ، طبع بمصر في ١٨٤ صفحة ، وللأستاذ محمّد كامل حسين المصري بكلّيّة الآداب دراسة ضافية حول حياة المترجم بحث عنها من شتّى النواحي (٢).

قال الطهراني في الذريعة : وهو أبو نصر ، هبة الله بن موسى بن

____________

١ ـ كنز الولد : ١١ ، في الهامش ، وانظر : أعلام الإسماعيليّة : ٥٩٦.

٢ ـ الغدير ٤ : ٣١١.

١٦٧

عمران بن داود ، داعي الدعاة للخلفاء الفاطميين بمصر ، لقّبه السلطان أبو كالنجار البويهي المتوفّى ٤٤٠ هـ بالمؤيّد في الدين في كتاب أرسله من شيراز إلى المؤيّد بعد وصوله إلى مصر في ٤٣٨ هـ ، كما ذكره المؤيّد نفسه في السيرة المؤيّدية (١).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : وترك مؤلّفات كثيرة في المذهب القرمطي ، وهي ما تزال معتمدة من قبل الإسماعيليّين إلى اليوم ، وله شعر يكاد لا تخلو قصيدة فيه من ذكر الولاية والإشارة إلى طاعة الأئمّة ، وأنّ علياً والأئمّة من ذرّيّته هم الذين اختصّوا بتأويل القرآن دون غيرهم من الناس (٢).

____________

١ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٨ ، وانظر في ترجمته أيضاً : مستدركات علم رجال الحديث ٦ : ٣٤١ ، الأعلام ٨ : ٧٥ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٤٤ ، القرامطة لطه الولي : ١٩٩.

٢ ـ القرامطة : ٢٠٠.

١٦٨

كتاب : المجالس المؤيّديّة

نسبه إليه الحامدي في كنز الولد (١).

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في فهرسته : المجالس المؤيّديّة ، وهي ثمانمائة مجلس ، كل مائة منها مجلّد برأسه.

وقد نظم سيدنا ومولانا حاتم بن إبراهيم ( قس ) جميع ما أتى في مجالسه من المعاني الشريفة والحكم اللطيفة إلى إخوانه وأمثاله ; إذ سأل بذلك بعض الإخوان ليسهل استخراج ما يراد استخراجه منها إذا احتيج إليه ، في مجموع ، ووسمه بكتاب « جامع الحقائق » لكونه جامعاً لكل حقيقة ، ومحتوياً على كل شعبة من الحق والطريق.

وعدّة أبوابه ثمانية عشر باباً :

الباب الأوّل : يشتمل على ذكر التوحيد ، وفيه خمسة عشر فصلاً.

الباب الثاني : يختصّ بذكر المبدع الأوّل ، وما ذكر في جميع مجالسه في ذكر عالم الأمر ، فيه أربعة وعشرون فصلاً.

الباب الثالث : في ذكر رسول الله وفضله.

____________

١ ـ كنز الولد : ١٣.

١٦٩

الباب الرابع : فيما يختصّ بذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذكر وصيّه ، وفيه اثنان وثلاثون فصلاً.

الباب الخامس : فيما يختصّ بذكر أمير المؤمنين مولانا عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، وفيه مائة وثمانية فصول.

الباب السادس : فيما يختصّ بذكر الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وأنّ الإمامة في العقب في واحد بعد واحد ومولود عقب والد ، وأنّها لا تعود القهقرى ، وأنّ الإمامة جارية في كُلّ عصر وزمان ، لا انقطاع لذلك ، وفي هذا الباب أيضاً ذكر ما يجب لهم ، وفيه خمسة وأربعون فصلاً.

الباب السابع : فيما يختصّ بذكر الحدود ، وما يجب لهم ، وفيه إحدى وأربعون فصلاً.

الباب الثامن : فيما يختصّ بذكر المادة والمائية والوحي إلى الأنبياء والأوصياء والأئمّة ( عليهم السلام ) في كُلّ عصر وزمان ، وفيه اثنان وخمسون فصلاً .... (١)

الباب العاشر : فيما يختصّ بذكر وجوب أخذ العهد ، ووجوب التأويل وصحّته ، وفيه أربعون فصلاً.

الباب الحادي عشر : فيما يختصّ بالرد على الغلاة ، وأهل التناسخ ، وعلى من يعطّل الشريعة ، أو أخلّ بشيء منها ، والتبرّي ممن فعل شيئاً من ذلك ، واللعن لفاعله ، وفيه أربعة وعشرون فصلاً.

الباب الثاني عشر : فيما يختصّ بالرد على الفلاسفة وأهل التعطيل

____________

١ ـ ولم يذكر المجدوع الباب التاسع.

١٧٠

وأهل النجوم ، وفيه اثنا عشر فصلاً.

الباب الثالث عشر : فيما يختصّ بذكر الرد على المعرّي والثغوري والمعتزلة ، والرد على أهل الظاهر وعلى اليهود ، وفيه أربعون فصلاً.

الباب الرابع عشر : يشتمل على ذكر أضداد الوصي والأئمّة ( عليهم السلام ) وضدّ كُلّ ناطق ، وذكر إبليس كُلّ عصر وزمان ، وفيه سبعون فصلاً.

الباب الخامس عشر : فيما يختصّ بذكر ما في المجالس من ذكر موعظة ومناجاة ، وخطبة ودعاء ، وفيه ذكر امتحان أولياء الله تعالى عليهم السلام ، ينقسم إلى تسعة عشر فصلاً.

الباب السادس عشر : فيما يختصّ بذكر فضل قائم القيامة « عليه السلام » وفيه ثمانية وعشرون فصلاً.

الباب السابع عشر : فيما يختصّ بذكر المعاد والثواب لأهل الثواب ، وفيه أيضاً شيء من ذكر أهل العذاب ـ نعوذ بالله منه ـ وفيه تسعة وعشرون فصلاً.

الباب الثامن عشر : فيما يختصّ بذكر أهل العذاب ، وهذا الباب آخر الكتاب ، وفيه أربعة فصول (١).

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : المجالس المؤيّدية للمؤيّد في الدين ، داعي الدعاة ، هبة الله بن موسى بن داود الشيرازي ، المولود بها حدود ٣٩٠ هـ ، والمتوفّى ٤٧٠ هـ ، طبع ظاهراً في ثلاث مجلّدات ، فيها ثمانمائة محاضرة في بيان المذاهب والعقائد الفاطمية ... ، ورتّب المجالس

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ١٧٣.

١٧١

حاتم بن إبراهيم في ثمانية عشر باباً ، وسمّاه جامع الحقائق ... ، ابتدأ في كُلّ مجلس بالبسملة والتحميد والصلوات ، ثُمّ آية من القرآن ، أو كلام من النبيّ ، ويشرع في شرحهما (١).

ونسبه إليه أيضاً : العلاّمة الأميني في الغدير (٢) ، والزركلي في الأعلام (٣) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (٤).

قال طه الولي في كتابه القرامطة : كتاب المجالس المؤيّدية ، وهو من أهمّ كتب هذا الداعي القرمطي ، ويضمّ مجموعة المجالس ـ المحاضرات ـ التي كان يلقيها المؤيّد في مجالس الدعوة ، ويشرح فيها المذهب القرمطي ( الإسماعيلي ) ، وعددها ثمانمائة ، ويرجّح الدكتور محمّد كامل حسين أنّ الشيرازي ألقى هذه المجالس بعد ارتقائه إلى رتبة داعي الدعاة سنة ٤٥١ هـ (٥).

____________

١ ـ الذريعة ١٩ : ٣٧١.

٢ ـ الغدير ٤ : ٣١٢.

٣ ـ الأعلام ٨ : ٧٥.

٤ ـ معجم المؤلّفين ١٣ : ١٤٤.

٥ ـ القرامطة : ٢٠٠.

١٧٢

( ١٣ ) المجالس المستنصرية

الحديث :

قال : فالقرآن العظيم هو هذا الكتاب الكريم ، وقرينه في التأويل الحكيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم ; لأنّه في زمانه قرين القرآن ، والقرآن قرينه ، وإنّما يسمّى الكتاب قرآنا لاقترانه بالعترة ، بيّن ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فالقرآن قرين لكل واحد من الأئمّة الطاهرين ، ذرّيّة الرسول الأمين (١).

____________

١ ـ المجالس المستنصرية : ٢٢.

١٧٣
١٧٤

كتاب : المجالس المستنصرية

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المجالس المستنصرية لسيدنا المؤيّد في الدين ( قس ) ، وهي خمسة وثلاثون مجلساً ، من مجالس الحكمة ، في بيان فضل العدّة التي هي تسعة عشر ; لكونها مقابلة لعدد كلمات إقامة الصلاة وحروف « بسم الله الرحمن الرحيم » ومن الشهادة لفصولها السبعة ، وحروفها الاثني عشر التي هي تسعة عشر ، وفي شرح ما في كل واحد من حقوق الشهادة التي هي سبع دعائم من الولاية ، والطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، وسننها الاثني عشر من برّ الوالدين وصلة الرحم ، وحفظ الجار ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وحسن معاشرة الأزواج ، والرفق بالمماليك ، وافشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وصلة الإخوان ، وعيادة المرضى ، المقابلة لفصول الشهادة وحروفها التي جملتها من العدد تسعة عشر ، وقد أسّس ( عليه السلام ) كل مجلس من مجالسه على نوع من الإنشاء البديع ، وذلك أنّه أتى فى كل مجلس بعد التحميد بلون من النصائح ، ثمّ أخذ في شرح ما في كل حق من حقوق الشهادة من السبعة والاثني عشر ، ثُمّ في شيء من تلاوة القرآن من أوّله على ترتيبه ، والإيضاح على ما فيه من البيان بحسب ما يليق بالمجلس ، ثمّ بإسناد من الأئمّة ممّا كان ورد في ذكر الحق الذي أخذ فيه مما يوافق ما في المجلس ، ثمّ ختم المجلس كما افتتحه بالتحميد ، وهكذا في كل مجلس من المجالس شيئاً منها ، والموجود فيه من شرح حقوق الشهادة إلى آخر ذكر السلام ، ومن

١٧٥

تلاوة القرآن والتفسير للآية ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ ) إلى قوله ( وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ ) وفي آخره من المجلس السادس والعشرين بيان الصيام وما فيه من إحدى وأربعين وجهاً ، وما هي الوجوه ، وما الذي يفسر به ، وغير ذلك من الاحتجاج على العامة في أمر الهلال (١).

قال الطهراني في الذريعة : المجالس المستنصرية في خمسة وثلاثين مجلساً ، من إملاء داعي الإسلام الثقة ، الإمام المؤيّد في الدين هبة الله بن موسى الشيرازي المتوفّى ٤٧٠ هـ ، داعي دعاة المستنصر ، قد عرضها على الإمام التاسع عشر من الأئمّة الإسماعيليّة ، وهو المستنصر بالله ، أبو تميم معد ابن الظاهر المتوفّى ٤٨٧ ، ونشره مع مقدّمة مبسوطة للطبع الدكتور محمّد كامل حسين المصري بكلّية جامعة فؤاد الأول ١٣٦٦ ، وفي خطبة كل مجلس يخصّ أمير المؤمنين بالسلام مصرّحاً بأنّه الوصي والخليفة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (٢).

ونسبه إليه طه الولي في كتابه القرامطة ، وقال : المستنصرية نسبة إلى الخليفة العبيدي المستنصر بالله أبو تميم ... ، وفي هذا الكتاب مجّد المؤلّف الخليفة المستنصر حتّى أنّه ـ أي المؤلّف ـ جعل من الرقم ١٩ أصلاً من أصول الدين ( حسب المذهب القرمطي ) ; لأنّ الخليفة المذكور هو التاسع عشر في سلسلة الأئمّة العبيديين.

وأهمّ المبادئ التي قرّرها الشيرازي في هذا الكتاب هي : توحيد الله وتنزيهه ، ونفي الشرك به

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ١٣٦.

٢ ـ الذريعة ١٩ : ٣٦٥.

١٧٦

عصمة الأنبياء الذي كان محمّد خاتمة لهم.

تقرير وصاية عليّ بن أبى طالب ، وولاية الأئمّة من ذرّيّته ، وعصمتهم جميعاً.

التصديق بالقرآن ظاهره وباطنه.

اعتبار الأئمّة مصدراً للتشريع ، وعدم الأخذ بالرأي والقياس.

القول باتفاق الظاهر مع الباطن ، وبالعكس ، وعدم القول بالفصل بينهما في التأويل الذي يعتبره المؤلّف واجباً.

ويشتمل كتاب المجالس المستنصرية على ٣٥ مجلساً ( أي : محاضرة ) وبعضها موجّه إلى المؤمنات المستجيبات للدعوة القرمطية ( الإسماعيليّة ) (١).

ونسبه إليه أيضاً الأميني في الغدير (٢).

____________

١ ـ القرامطة : ٢٠٣.

٢ ـ الغدير ٤ : ٣١٢.

١٧٧
١٧٨

( ١٤ ) كلام بير

لناصر بن الحارث القبادياني المروزي

المعروف بناصر خسرو ( ت ٤٨١ هـ )

الحديث :

قال : قال النبي ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (١).

____________

١ ـ كلام بير : ٣٤.

١٧٩

ناصر بن الحارث القبادياني المروزي

( ناصر خسرو )

نسب ناصر خسرو نفسه في كتابه سفر نامة (١) هكذا :

هذا ما يقول أبو معين الدين ناصر خسرو القبادياني المروزي ، تاب الله عنه : كانت صناعتي الإنشاء ، وكنت من المتصرّفين في أموال السلطان وأعماله ، وانشغلت بالديوان ....

إلى آخر ما يذكره من أحواله ، وأسفاره ، وتنقّلاته في مختلف البلاد (٢).

قال الكاتب الإسماعيلي عارف تامر في كتابه تاريخ الإسماعيليّة : ناصر خسرو ، هو الحكيم أبو المعين ، ناصر بن خسرو بن الحارث القبادياني المروزي البلخي البدخشاني ، نشأ في أسرة متوسّطة الحال ، لا هي بالغنيّة ، ولا هي بالفقيرة ... ، ثمّ التحق بخدمة السلطانين الغزنويين : محمود ، ثمّ ابنه مسعود ، وبعد أن أفلح السلاجقة بالقضاء على الدويلات الشرقية والإمارات الصغيرة ، وأصبح الأمر لهم التحق بخدمة جعفري بك السلجوقي حاكم خراسان ، وتولّى أمر خزانته في مرو ، وفي تلك الفترة كان

____________

١ ـ أي : كتاب السفر.

٢ ـ سفر نامه : ١.

١٨٠