كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض (١) أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لأعدائك ، مواليا لأوليائك ، فاشفع لي عند ربك ثم سل حاجتك ثم تسلم على أبي جعفر عليه‌السلام بهذه الأحرف والنداء (٢).

وإذا أردت زيارته عليه‌السلام فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وقل : « اللهم صل على محمد بن علي الامام التقي النقي الرضي المرضي ، وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى ، صلاة كثيرة نامية زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ، والسلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا نور الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا إمام المتقين ، (٣) ووارث علم النبيين ، وسلالة الوصيين (٤) ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض أتيتك زائرا عارفا بحقك ، معاديا لأعدائك ، مواليا لأوليائك ، فاشفع لي عند ربك » ثم سل حاجتك (٥).

__________________

(١) في الكافي ج ٢ ص ٥٧٨ والكامل والتهذيب هنا « السلام عليك يامن بد الله في شأنه » ويمكن عدم كون هذه الجملة في النسخة التي نقل عنها المؤلف وإنما زيدت بعد ، أو أسقطها المصنف وهو الأظهر لأنه لا يعتقد الخبر الذي نقل عن الصادق عليه‌السلام أنه قال ، « ما بد الله بداء كما بداله في إسماعيل ابني » فإنه قال بعد نقله في كتاب التوحيد باب البداء : وقد روى لي من طريق أبى الحسين الأسدي في ذلك شئ غريب وهو أنه روى أن الصادق عليه‌السلام قال : « ما بد الله بداء كما بداله في إسماعيل أبى إذا أمر أباه إبراهيم بذبحه ثم فداه بذبح عظيم ».

ثم قال : في الحديث على الوجهين جميعا عندي نظر ، الا أنني أوردته لمعنى لفظ البداء.

(٢) الزيارة رواها ابن قولويه ص ٣٠١ من الكامل ، عن محمد بن جعفر الرزاز الكوفي عن محمد بن عيسى بن عبيد عمن ذكره عن أبي الحسن عليه‌السلام.

(٣) في بعض النسخ « امام المؤمنين ».

(٤) السلالة ـ بضم السين المهملة ـ : الولد.

(٥) مروى في الكامل ص ٣٠٢ بالسند المتقدم.

٦٠١

ثم صل في القبة التي فيها محمد بن علي عليهما‌السلام أربع ركعات بتسليمتين عند رأسه ، ركعتين لزيارة موسى عليه‌السلام ، وركعتين لزيارة محمد بن علي عليهما‌السلام ، ولا تصل عند رأس موسى عليه‌السلام فإنه يقابلك قبور قريش ولا يجوز اتخاذها قبلة إن شاء الله.

باب

* (زيارة قبر الرضا أبى الحسن علي بن موسى عليهما‌السلام بطوس) *

٣٢١٠ ـ إذا أردت زيارة قبر أبي الحسن علي بن موسى عليهما‌السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل (١) « اللهم طهرني ، وطهر لي قلبي ، واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك ، والثناء عليك ، فإنه لا قوة إلا بك ، اللهم اجعله لي طهورا وشفاء » وتقول حين تخرج : « بسم الله وبالله وإلى الله وإلى ابن رسول الله حسبي الله ، توكلت على الله ، اللهم إليك توجهت ، وإليك قصدت ، وما عندك أردت ».

فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل : « اللهم إليك وجهت وجهي ، وعليك خلفت أهلي ومالي وما خولتني ، وبك وثقت فلا تخيبني ، يامن لا يخيب من أراده ، ولا يضيع من حفظه صل على محمد وآل محمد ، واحفظني بحفظك فإنه لا يضيع من حفظت ».

فإذا وافيت سالما فاغتسل وقل حين تغتسل « اللهم طهرني ، وطهر لي قلبي واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك ومحبتك والثناء عليك ، فإنه لا قوة إلا بك فقد علمت أن قوام ديني التسليم لأمرك ، والاتباع لسنة نبيك ، والشهادة على جميع خلقك ، اللهم اجعله لي شفاء ونورا ، إنك على كل شئ قدير ».

والبس أطهر ثيابك وامش حافيا ، وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل

__________________

(١) نقل هذه الزيارة الشيخ الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في التهذيب ج ٢ ص ٣٠ عن كتاب الجامع لمحمد الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ المصنف ـ رحمهما‌الله ـ ورواها ابن قولويه ص ٣٠٩ قال : وروى عن بعضهم قال : « إذا أتيت قبر علي بن موسى عليهما‌السلام بطوس فاغتسل قبل خروجك من منزلك وقل حين تغتسل : اللهم طهرني ـ الخ ».

٦٠٢

والتمجيد وقصر خطاك وقل حين تدخل : « بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن عليا ولي الله ».

وسر حتى تقف على قبره (١) وتستقبل وجهه بوجهك ، واجعل القبلة بين كتفيك وقل : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأنه سيد الأولين والآخرين ، وأنه سيد الأنبياء والمرسلين ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك أجمعين ، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك ، اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدك وأخي رسولك ، الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالاتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك وأم السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، والطهرة الطاهرة المطهرة ، والتقية النقية الرضية الزكية ، سيدة نساء أهل الجنة أجمعين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك ، اللهم صل على الحسن والحسين سبطي نبيك وسيدي شباب أهل الجنة القائمين في خلقك والدليلين على من بعثت برسالاتك ودياني الدين بعدلك ، وفصلي قضائك بين خلقك اللهم صل على علي بن الحسين عبدك القائم في خلقك والدليل على من بعثت برسالاتك وديان الدين بعدك وفصل قضائك بين خلقك ، سيد العابدين ، اللهم صل على محمد بن علي عبدك وخليفتك في أرضك باقر علم النبيين ، اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق عبدك وولي دينك ، وحجتك على خلقك أجمعين ، الصادق البار اللهم صل على موسى بن جعفر عبدك الصالح ، ولسانك في خلقك ، الناطق بحكمك والحجة على بريتك ، اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى ، عبدك و ولي دينك ، القائم بعدلك ، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين ، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك ، اللهم صل على محمد بن علي عبدك ووليك ، القائم بأمرك ، والداعي

__________________

(١) في الكامل « ثم أشر على قبره » وهو تصحيف وما في المتن صحيح.

٦٠٣

إلى سبيلك ، اللهم صل على علي بن محمد عبدك وولي دينك ، اللهم صل على الحسن ابن علي العامل بأمرك ، القائم في خلقك ، وحجتك المؤدي عن نبيك ، وشاهدك على خلقك ، المخصوص بكرامتك ، الداعي إلى طاعتك وطاعة رسولك ، صلواتك عليهم أجمعين اللهم صل على حجتك ووليك القائم في خلقك صلاة تامة نامية باقية تعجل بها فرجه وتنصره بها ، وتجعلنا معه في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وأوالي وليهم وأعادي عدوهم ، فارزقني بهم خير الدنيا والآخرة ، واصرف عني بهم شر الدنيا والآخرة ، وأهوال يوم القيامة ».

ثم تجلس عند رأسه وتقول : « السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا عمود الدين ، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله (١) ، السلام عيك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد رسول الله ، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي ولي الله ووصي رسول رب العالمين ، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد العابدين ، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين ، السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار ، السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر ، السلام عليك أيها الصديق الشهيد ، السلام عليك أيها الوصي البار التقي أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته إنه حميد مجيد ».

ثم تنكب على القبر وتقول : « اللهم إليك صمدت من أرضي ، وقطعت البلاد رجاء رحمتك فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي ، وارحم تقلبي على قبر ابن

__________________

(١) في التهذيب « نجى الله ».

٦٠٤

أخي رسولك صلواتك عليه وآله ، بأبي أنت وأمي أتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن لي شافعا إلى الله يوم فقري وفاقتي ، فلك عند الله مقام محمود وأنت [عنده] وجيه ».

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول : « اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وبولايتهم ، أتولى آخرهم بما توليت به أولهم ، وأبرأ من كل وليجة دونهم (١) اللهم العن الذين بدلوا نعمتك ، واتهموا نبيك ، وجحدوا بآياتك ، وسخروا بإمامك ، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد ، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة عليهم والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمن ».

ثم تحول إلى عند رجليه وقل : « صلى الله عليك يا أبا الحسن ، صلى الله على روحك وبدنك ، صبرت وأنت الصادق المصدق ، قتل الله من قتلك بالأيدي والألسن ».

ثم ابتهل (٢) في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين وعلى قتله الحسن والحسين وعلى جميع قتله أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تحول إلى عند رأسه من خلفه وصل ركعتين وتقرأ في إحديهما الحمد ويس وفي الأخرى الحمد والرحمن ، وتجتهد في الدعاء والتضرع ، وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك وأقم عند رأسه ما شئت ، ولتكن صلاتك عند القبر.

* (الوداع) *

فإذا أردت أن تودعه فقل : « السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله و بركاته أنت لنا جنة من العذاب وهذا أو ان انصرافنا عنك (٣) غير راغب عنك ، ولا مستبدل بك ، ولا مؤثر عليك ، ولا زاهد في قربك ، وقد جدت بنفسي للحدثان (٤) ،

__________________

(١) الوليجة : من تتخذه معتمدا من غير أهلك ، أي أبرأ من كل من لم يحذو حذوهم ولم يقل بإمامتهم.

(٢) الابتهال هو أن تمد يديك جميعا وأصله التضرع والمبالغة في السؤال. (النهاية)

(٣) الجنة ـ بصم الجيم ـ : كل ما وقى ، والأوان : الحين وقد يكسر. (القاموس)

(٤) جدت أي بذلت وهو من الجود ، وحدثان الدهر : نوائبه وحوادثه.

٦٠٥

وتركت الأهل والأوطان والأولاد ، فكن لي شافعا يوم حاجتي وفقري وفاقتي ، يوم لا يغني عني حميمي (١) ولا قريبي ، يوم لا يغني عني والدي ، أسأل الله الذي قدر رحيلي إليك أن ينفس بك كربتي ، وأسال الله الذي قدر علي فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي ، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا ، وأسال الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك وزيارتي إياك أن يوردني حوضكم ، ويرزقني مرافقتكم في الجنان ، السلام عليك يا صفوة الله [السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين] (٢) السلام على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين ، وقائد الغر المحجلين ، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام علي الأئمة ـ وتسميهم عليهم‌السلام ـ ورحمة الله وبركاته ، السلام على ملائكة الله الحافين ، السلام على ملائكة الله المقيمين (٣) المسبحين الذين هم بأمره يعملون ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه ، فإن جعلته فاحشرني معه ومع آبائه الماضين ، وإن أبقيتني يا رب فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني إنك على كل شئ قدير ».

وتقول : « أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبما دعوت إليه ، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم ارزقني حبهم ومودتهم أبدا [ما أبقيتني السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن بني الله ، السلام مني أبدا] (٤) ما بقيت ودائما إذا فنيت ، السلام علينا وعلى عبد الله الصالحين ».

فإذا خرجت من القبة فلا تول وجهك عنه حتى يغيب عن بصرك.

__________________

(١) في بعض النسخ « عنى حبيبي ».

(٢) ما بين القوسين زيادة في بعض النسخ.

(٣) في بعض النسخ كما في التهذيب المقربين « مكان (المقيمين ».

(٤) ما بين القوسين زيادة في بعض النسخ والتهذيب.

٦٠٦

باب

* (زيارة الامامين أبى الحسن علي بن محمد وأبي محمد) *

* (الحسن بن علي عليهم‌السلام بسر من رأى) *

٣٢١١ ـ إذا أردت زيارة قبريهما فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين فإن وصلت إلى قبريهما وإلا أومأت من عند الباب الذي على الشارع إن شاء الله و تقول (١) : « السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض ، أتيتكما عارفا بحقكما ، معاديا لأعدائكما ، مواليا لأوليائكما ، مؤمنا بما آمنتما به ، كافرا بما كفرتما به ، محققا لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتي إياكما الصلاة على محمد وآله ، وأن يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار ، وأن يرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما ، ولا يفرق بيني وبينكما (٢) ولا يسلبني حبكما وحب آبائكما الصالحين ، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما وأن يجعل محشري معكما في الجنة برحمته ، اللهم ارزقني حبهما وتوفني على ملتهما ، اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم ، وانتقم منهم ، اللهم العن الأولين منهم والآخرين ، وضاعف عليهم العذاب الأليم ، وبلغ بهم وبأشياعهم ومحبيهم وشيعتهم أسفل درك من الجحيم إنك على كل شئ قدير ، اللهم عجل فرج وليك وابن وليك واجعل فرجنا مع فرجه يا أرحم الراحمين ».

وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وصل عندهما لكل زيارة ركعتين ركعتين وإن لم تصل إليهما دخلت بعض المساجد وصليت لكل إمام لزيارته ركعتين وادع الله بما أحببت إن الله قريب مجيب.

__________________

(١) هذه الزيارة نقلها الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٣٢ عن كتاب المترجم بالجامع لمحمد بن الحسن بن أحمد الوليد شيخ المصنف ـ رحمهم‌الله ـ وتقدم الكلام فيه ص ٥٨٧.

(٢) في بعض النسخ « ويعرف بيني وبينكما ».

٦٠٧

باب

* (ما يجزي من القول عند زيارة جميع الأئمة عليهم‌السلام) *

٣٢١٢ ـ روي عن علي بن حسان قال : سئل الرضا عليه‌السلام في إتيان قبر أبي الحسن موسى عليه‌السلام فقال : صلوا في المساجد حوله ، ويجزي في المواضع كلها أن تقول (١) : « السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضات الله ، السلام على المخلصين في طاعة الله ، السلام على الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله عزوجل ، واشهد الله أني سلم لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس ، وأبرأ إلى الله منهم و صلى الله على محمد وآل محمد ».

[و] هذا يجزي في الزيارات كلها ، وتكثر من الصلاة على محمد وآله الأئمة وتسميهم واحدا واحدا بأسمائهم ، وتبرأ من أعدائهم ، وتخير من الدعاء ما شئت لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات.

__________________

(١) في الكافي ج ٤ ص ٥٧٨ عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلم ، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه‌السلام قال : « سئل أبى عن اتيان قبر الحسين عليه‌السلام فقال : صلوا في المساجد حوله ويجزى في المواضع كلها أن تقول : « السلام على أولياء الله ـ وساق إلى آخر ما في المتن بأدنى اختلاف في اللفظ ، وفى التهذيب ج ٢ ص ٣٥ عن محمد بن يعقوب بالسند المتقدم قال : « سئل الرضا عليه‌السلام عن اتيان قبر أبى الحسن عليه‌السلام  ـ الخ » ولعل ما في الكافي تصحيف.

٦٠٨

* (زيارة جامعة لجميع الأئمة عليهم‌السلام) *

٣٢١٣ ـ روى محمد بن إسماعيل البرمكي (١) قال : « حدثنا موسى بن عبد الله النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله ، بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم ، فقال : إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : « الله أكبر ، الله أكبر ـ ثلاثين مرة ـ ، ثم امش قليلا ، وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثم قف وكبر الله عزوجل ـ ثلاثين مرة ـ ثم ادن من القبر وكبر الله ـ أربعين مرة ـ تمام مائة تكبيرة ، ثم قل :

__________________

(١) المعروف بصاحب الصومعة يكنى أبا عبد الله سكن قم وليس أصله منها ووثقه النجاشي وقال : انه ثقة مستقيم ، واعتمد على توثيقه إياه العلامة ويروى عنه محمد بن جعفر بن عون الأسدي المعروف بمحمد بن أبي عبد الله الكوفي وكان ثقة صحيح الحديث الا أنه يروى عن الضعفاء كما في فهرست النجاشي ، ويروى المصنف عنه بواسطة ثلاثة رجال من مشايخه ١ ـ علي بن أحمد بن موسى الدقاق ، ٢ ـ محمد بن أحمد السناني وهو ابن أحمد بن محمد بن سنان ، ٣ ـ الحسين ابن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وهؤلاء الثلاثة من مشايخ الإجازة ولم يذكرهم المصنف في جميع كتبة الا مع الترضية واعتمد عليهم وكفى باعتماده عليهم مدحا واجتماعهم لا يقصر عن ثقة فالطريق صحيح أو حسن كالصحيح. وأما موسى بن عبد الله النخعي وان لم يذكره الرجاليون بمدح ولا قدح لكن روايته هذه الزيارة الكاملة التي هي أكمل الزيارة المأثورة عن أهل البيت عليهم‌السلام تعطينا خبرا بأن الرجل كان من المخلصين لهم والمتفانين في محبتهم بل صاحب أسرارهم عليهم‌السلام فالسند حسن كالصحيح ويؤيده اعتماد الصدوق ـ ره ـ عليه حيث قال في مقدمة هذا الكتاب لم أقصد فيه قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى ايراد ما أفتى به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربى ـ تقدس ذكره وتعالت قدرته ـ وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع ، ثم اعلم أن المؤلف روى هذه الزيارة في العيون ص ٣٧٥ عن علي بن أحمد الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الله الوراق والحسين بن إبراهيم المكتب جميعا عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأبى الحسين الأسدي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن موسى بن عمران النخعي ولعل عمران تصحيف عبد الله أو يكون نسبة إلى أحد أجداده والعلم عند الله وفى التهذيب كما في الفقيه.

٦٠٩

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، و قادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، و عترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وكهف الورى (١) ، وورثة الأنبياء ، والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى (٢) ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ، ورحمة الله وبركاته (٣) ، السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحمة الله وبركاته ، السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضات الله ، والمستقرين في أمر الله (٤) والتامين في محبة الله (٥) ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين ، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل

__________________

(١) الدجى جمع الدجية : الظلمة أو هي مع غيم ، والمعنى انكم الهادون للناس من ظلمة الشرك والكفر والضلالة إلى نور الايمان والطاعة. والاعلام جمع العلم : العلامة والمنار ، والنهى جمع النهية وهي العقل لأنها تنهى عن القبائح وذلك لأنهم أولى العقول الكاملة ، والحجى  ـ كالى ـ : العقل والفطنة ، و « كهف الورى » أي ملجأ الخلائق في الدين والدنيا والآخرة.

(٢) يمكن أن يكون المراد أنهم حصلوا بدعاء إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم‌السلام كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « أنا دعوة أبى إبراهيم عليه‌السلام ».

(٣) بالرفع عطف على السلام ، ويمكن أن يقرأ ـ بالكسر ـ عطفا على الجمل السابقة أي أنتم رحمته تعالى وبركاته لكنه بعيد.

(٤) في بعض النسخ « المستوفرين في أمر الله » أي الساعين في الايتمار بأوامره الواجبة والمندوبة مطلقا ، أوفى أمر الإمامة ، وما في المتن أظهر. (م ت)

(٥) أي مراتبها الثلاث من محبة الذات لذاته سبحانه وتعالى ولصفاته الحسنى ولأفعاله الكاملة. (م ت)

٦١٠

الذكر ، وأولي الأمر (١) ، وبقية الله وخيرته وحزبه ، وعيبة علمه ، وحجته وصراطه ونوره ، ورحمة الله وبركاته ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد لنفسه وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه (٢) ، واختاركم لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ، وانتجبكم بنوره ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وحججا على بريته ، وأنصارا لدينه وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وأدلاء على صراطه ، عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس [أهل البيت] وطهركم تطهيرا ، فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجدتم

__________________

(١) القادة جمع القائد والهداة جمع الهادي والمراد أنتم الذين قال الله سبحانه « وجعلناهم أئمة يهدون بأمره » والسادة جمع السيد وهو الأفضل الأكرم ، والولاة جمع الوالي فإنهم عليهم‌السلام يقودون السالكين إلى الله والأولى بالتصريف في الخلق من أنفسهم كما في قوله تعالى « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم » وقوله « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا » وقول النبي (ص) « من كنت مولاه فهذا على مولاه ». والذادة جمع الذائد من الذود بمعنى الدفع ، والحماة جمع الحامي ، فإنهم حماة الدين يدفعون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين أو يدفعون عن شيعتهم الآراء الفاسدة والمذاهب الباطلة ، أهل الذكر الذين قال الله سبحانه « فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون » والذكر اما القرآن فهم أهله أو الرسول فهم عترته. « وأولي الأمر » الذين قال الله تعالى « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ».

(٢) كما في قوله تعالى « فلا يظهر على غيبة أحدا الا من ارتضى من رسوله » و « من » في قوله « من رسول » غبر بيانية أي من ارتضاه الرسول للوصاية والإمامة بأمر الله تعالى.

٦١١

كرمه ، وأدمنتم ذكره ووكدتم ميثاقه (١) ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه (٢) ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه وأقتم حدوده ، ونشرتم شرائع أحكامه (٣) ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكم زاهق (٤) والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندكم ، وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم (٥) وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله لديكم ، وعزائمه فيكم (٦) ونوره وبرهانه عندكم

__________________

(١) في بعض النسخ « وذكرتم ميثاقه ». والادمان الإدامة ، أي كنتم مداومين على ذكره ومواظبين عليه.

(٢) أي في أمره ورضاه وقربه ، وفى بعض النسخ « في حبه ».

(٣) في بعض النسخ « فسرتم شرايع أحكامه ». وقوله « وسننتم سنته » أي بينتم والمراد سنة الله ، أو المعنى سلكتم طريقة وفى اللغة سن الطريق سارها.

(٤) المارق : الخارج يعنى من رغب عن طريقتكم خرج من الدبن ومن لزمها لحق بكم ، والزاهق : الباطل والهالك.

(٥) أي رجوعهم لاخذ المسائل والأحكام من الحلال والحرام إليكم في الدنيا. وحسابهم عليكم في الآخرة كما قال الله تعالى « ان إلينا ايابهم ثم أن علينا حسابهم » أي إلى أوليائنا المأمورين بذلك بقرينة الجمع.

(٦) فصل الخطاب هو الذي يفصل بين الحق والباطل ، وقوله « عزائمه فيكم » قال المولى المجلسي أي الجد والصبر والصدع بالحق ، أو كنتم تأخذون بالعزائم دون الرخص ، أو الواجبات اللازمة غير المرخص في تركها من الاعتقاد بإمامتهم وعصمتهم ووجوب متابعتهم ومولاتهم بالآيات والأخبار المتواترة ، أو الأقسام التي أقسم الله تعالى بها في القرآن كالشمس والقمر والضحى بكم أو لكم ، أو السور العزائم أو آياتها فيكم ، أو قبول الواجبات اللازمة بمتابعتكم ، أو الوفاء بالمواثيق والعهود الإلهية في متابعتكم. (م ت)

٦١٢

وأمره إليكم ، من ولاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، أنتم الصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجى ، ومن لم يأتكم هلك إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون ، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي (١) وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصنا به (٢) من ولايتكم طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلمين بفضلكم (٣) ، ومعروفين بتصديقنا إياكم ، فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم

__________________

(١) يعنى أن هذا الحكم أي وجوب المتابعة أو كل واحد من المذكورات سابق لكم فيما مضى من الأزمنة ، وجار لكم فيما يأتي.

(٢) مفعول ثان لجعل ، أو يكون عطفا على « من علينا » وهو أظهر.

(٣) في بعض النسخ « مسمين » وهو الأوفق بالباء.

٦١٣

وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم (١) وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه ، بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي (٢) ، اشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم [و] حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم ، مقر بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم (٣) معترف بكم ، ومؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لامركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، لائذ عائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عزوجل بكم ، ومتقرب بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إليكم (٤) ومسلم فيه معكم ، وقلبي لكم سلم (٥) ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدة ، حتى يحيي الله دينه بكم ويردكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم (٦) آمنت بكم ، وتوليت آخركم بما توليت به أولكم ، وبرئت إلى الله عزوجل من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوت ، والشياطين وحزبهم الظالمين لكم ، والجاحدين لحقكم ، المارقين من ولايتكم ، والغاصبين لارثكم

__________________

(١) الخطر : القدر والمنزلة ، والمقاعد : المراتب والمعنى أنكم صادقون في هذه المرتبة وأنها حقكم كما في قوله تعالى « في مقعد صدق عند مليك مقتدر »

(٢) الأسرة ـ بالضم ـ : عشيرة الرجل ورهطه الأدنون.

(٣) أي مستتر أو داخل في الداخلين تحت أمانكم ، والذمة : العهد والأمان والحق والحرمة.

(٤) أي أعتقد الجميع بقولكم ، « ومسلم فيه معكم » أي كما سلمتم لله تعالى أوامره عارفين إياها فأنا أيضا مسلم وان لم يصل عقلي إليها.

(٥) في بعض النسخ « فقلبي لكم مسلم » من باب التفعيل.

(٦) في بعض النسخ « لا مع غيركم ».

٦١٤

الشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم ، وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار ، فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ، ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتص آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم (١) موالي لا أحصي ثناءكم (٢) ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله وبكم يختم (٣) وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه (٤) وبكم ينفس الهم ويكشف الضر ، وعندكم ما نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الأمين (وان كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه‌السلام فقل : « والى أخيك بعث الروح الأمين »)

آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل

__________________

(١) أي كل من يقول بتوحيد الله على وجهه يقبل قولكم ، فان البرهان كما يدل على التوحيد يدل على وجوب نصب الإمام من عند الله الحكيم. أو المعنى على ما قاله بعض الشراح أن من قال أو اعتقد بالتوحيد الصحيح أخذ عنكم لان كثيرا ممن يدعى العلم في الصدر الأول كان يقول بالتشبيه والتجسيم دون أن يعلم فساد اعتقاده حتى أن جماعة كثيرة منهم يقولون بامكان الرؤية في الدنيا وما كانوا يفهمون وجود موجود غير جسماني ولا يتعقلون روحانيا مجردا أصلا فبتعليمهم عليهم‌السلام إياهم يعرفون التوحيد.

(٢) « موالي » منادى ، و « لا أحصى ثناءكم » لأنه لا يمكن لنا أن نعرف جميع كمالاتهم المعنوية.

(٣) أي بكم فتح الله الولاية الكبرى في الاسلام وبكم يختم.

(٤) « بكم ينزل الغيث » أي من أجلكم ينزل الله الغيث لعباده وهكذا من أجلكم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض والا « لو يؤاخذ الله الناس بظلم ما ترك على ظهرها من دابة ».

٦١٥

متكبر لطاعتكم (١) ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم (٢) وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح ، وأنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم (٣) وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم ، كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم ، وأحصي جميل بلائكم ، وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار ، بأبي أنتم وأمي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمقام المحمود ، والمقام المعلوم عند الله عزوجل ، والجاه العظيم ، والشأن كبير ، والشفاعة المقبولة ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، يا ولي الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها (٤) إلا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي

__________________

(١) البخوع ـ بالموحدة والخاء المعجمة والعين المهملة ـ : الخضوع والاقرار.

(٢) أي بنور وجودكم وهدايتكم وتعاليمكم الناس.

(٣) أي وإن كان بحسب الظاهر ذكركم مذكورا بين الذاكرين ولكن لا نسبة ولا ربط بين ذكركم وذكر غيركم فما أحلى أسماءكم وكذا البواقي (م ت) وقال الفاضل التفرشي : لعل الخبر محذوف أي أحسن الذكر وكذا في نظائره بقرينة قوله بعد ذلك « فما أحلى أسماءكم ».

(٤) أي لا يهلكها ولا يمحوها. وأتى عليه الدهر أي أهلكه.

٦١٦

فاني لكم مطيع ، من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم [تسليما] كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل.

(الوداع)

إذا أردت الانصراف فقل : « السلام عليك سلام مودع لاسئم ولا قال ولا مال (١) ورحمة الله وبركاته عليكم يا أهل بيت النبوة ، إنه حميد مجيد ، سلام ولي لكم غير راغب عنكم ، ولا مستبدل بكم ، ولا مؤثر عليكم ، ولا منحرف عنكم ، ولا زاهد في قربكم ، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم ، وإتيان مشاهدكم ، والسلام عليكم وحشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ، وجعلني في حزبكم ، وأرضاكم عني ومكنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملكني في أيامكم ، وشكر سعيي بكم وغفر ذنبي بشفاعتكم ، وأقال عثرتي بمحبتكم ، وأعلى كعبي بموالاتكم ، وشر فني بطاعتكم ، وأعزني بهداكم ، وجعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله وفضله وكفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم ، ورزقني الله العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي ، بنية صادقة وإيمان وتقوى وإخبات ، ورزق واسع حلال طيب ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم ، وأوجب لي المغفرة والرحمة والخير والبركة والفوز والنور والايمان ، وحسن الإجابة كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم ، الموجبين طاعتهم ، الراغبين في زيارتهم ، المتقربين إليك وإليهم ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي

__________________

(١) سئم الشئ ـ كفرح ـ : مل من الملالة ، ومنه قوله « مال ».

٦١٧

ومالي اجعلوني في همكم (١) وصيروني في حزبكم ، وأدخلوني في شفاعتكم واذكروني عند ربكم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل ».

باب الحقوق

٣٢١٤ ـ روى إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار (٢) عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال :

حق الله الأكبر (٣) عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا ، فإذا فعلت ذلك

__________________

(١) أي فيمن تهتمون به في الشفاعة في الدنيا والآخرة.

(٢) هو أبو حمزة الثمالي والسند قوى.

(٣) رواه المصنف في الخصال أبواب الخمسين عن شيخه علي بن أحمد بن موسى  ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا خيران بن داهر ، عن أحمد بن علي بن سليمان الجبلي ، عن أبيه ، عن محمد ابن علي ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي قال : هذه رسالة علي بن الحسين (ع) إلى بعض أصحابه : اعلم أن الله عزوجل عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها ، أو حال حلتها ، أو منزلة نزلتها ، أو جارحة قلبتها ، أو آلة تصرفت فيها.

فأكبر حقوق الله تبارك وتعالى عليك ما أوجب عليك لنفسه من حق الذي هو أصل الحقوق.

ثم ما أوجب الله عزوجل عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك ، فجعل عزوجل للسانك عليك حقا ، ولسمعك عليك حقا ، ولبصرك عليك حقا ، وليدك عليك حقا ، ولرجلك عليك حقا ، ولبطنك عليك حقا ، ولفرجك عليك حقا فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الافعال. ثم جعل عزوجل لأفعالك عليك حقوقا فجعل لصلاتك عليك حقا ولصومك عليك حقا ، ولصدقتك عليك حقا ، ولهديك عليك حقا ، ولأفعالك عليك حقوقا.

ثم يخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك ، فأوجبها عليك حقوق أئمتك ، ثم حقوق رعيتك ، ثم حقوق رحمك ، فهذه حقوق تتشعب منها حقوق ، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان ، ثم حق سائسك بالعلم ، ثم حق سائسك بالملك ، وكل سائس امام. وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان ثم حق

٦١٨

بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.

وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزوجل.

وحق اللسان إكرامه عن الخنى (١) ، وتعويده الخير ، وترك الفضول التي لا فائدة لها ، والبر بالناس وحسن القول فيهم.

وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة ، وسماع ما لا يحل سماعه.

وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.

وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.

وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزلا بك فتردى في النار.

وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ، ولا تزيد على الشبع.

وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا ، وتحفظه من أن ينظر إليه.

وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عزوجل ، وأنت فيها قائم بين يدي

__________________

رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم ، ثم حق رعيتك بالملك من الأزواج وما ملكت الايمان ، وحقوق رعيتك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، وأوجبها عليك حق أمك ، ثم حق أبيك ثم حق ولدك ، ثم حق أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى ، ثم حق مولاك المنعم عليك ، ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك ، ثم حق ذوي المعروف لديك ، ثم حق مؤذنك لصلاتك ثم حق امامك في صلاتك ، ثم حق جليسك ، ثم حق جارك ، ثم حق صاحبك ، ثم حق شريكك ثم حق مالك ، ثم حق غريمك الذي تطالبه ، ثم حق غريمك الذي يطالبك ، ثم حق خليطك ثم حق خصمك المدعى عليك ، ثم حق خصمك الذي تدعى عليه ، ثم حق مستشيرك ، ثم حق المشير عليك ، ثم حق مستنصحك ، ثم حقا لناصح لك ، ثم حق من هو أكبر منك ، ثم حق من هو أصغر منك ، ثم حق سائلك ، ثم حق من سألته ، ثم حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد ، ثم حق أهل ملتك عليك ، ثم حق أهل ذمتك ، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرف الأسباب. فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه لذلك وسدده.

فأما حق الله الأكبر عليك ـ إلى آخر الحديث.

(١) الخنى ـ محركه ـ : الفحش في الكلام.

٦١٩

الله عزوجل ، فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار ، وتقبل عليها بقلبك ، وتقيمها بحدودها وحقوقها.

وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك ، وفرار إليه من ذنوبك ، وفيه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله تعالى عليك.

وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عزوجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار ، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.

وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك ، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها ، وكنت (١) لما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية ، وتعلم أنها تدفع عنك البلايا والأسقام في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة.

وحق الهدي أن تريد به الله عزوجل (٢) ولا تريد به خلقه ، ولا تريد به إلا التعرض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه.

وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعله الله عزوجل له عليك من السلطان ، وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيدك إلى التهلكة ، وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء.

وحق سائسك بالعلم التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والاقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوا ، ولا تعادي له وليا ، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله عزوجل بأنك قصدته ، و تعلمت علمه لله جل وعز اسمه لا للناس.

وأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عزوجل

__________________

(١) في الخصال « فإذا علمت ذلك كنت ـ الخ ».

(٢) في الخصال « أن تريد به وجه الله عزوجل ».

٦٢٠