كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

٣١٧٢ ـ وقال عليه‌السلام : « من زار قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام جعل ذنوبه جسرا على باب داره ، ثم عبرها كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبره » (١).

٣١٧٣ ـ وروى علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « وكل الله عزوجل بالحسين صلوات الله عليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في كل يوم شعثا غبرا ويدعون لمن زاره ويقولون : يا رب هؤلاء زوار الحسين افعل بهم وافعل بهم ».

٣١٧٤ وقال عليه‌السلام : « من أتى [قبر] الحسين عليه‌السلام عارفا بحقه كتبه الله عز وجل في أعلى عليين » (٢).

٣١٧٥ وسأله زيد الشحام فقال له : « ما لمن زار واحدا منكم؟ قال : كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣).

٣١٧٦ ـ وقال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله عليه‌السلام بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » (٤).

__________________

(١) رواه المصنف في الثواب ص ١١٦ عن شيخه ابن الوليد عن الصفار عن الخشاب عن بعض رجاله عنه عليه‌السلام بلفظ آخر. وقيل قوله « جعل ذنوبه جسرا » كناية عن أنه يغفر جميع ذنوبه بحيث إذا دخل داره لم يبق له ذنب وكأنه إشارة إلى أن ذنوبه التي يقع منه في العود تغفر أيضا. وأقول : المذنب إذا توجه إلى زيارة قبر الحسين عليه‌السلام مع عرفانه به كأنه مال إلى الحق وأناب ورجع إليه وذلك بمنزلة التوبة ومن تاب غفر الله له إن شاء الله.

(٢) رواه المصنف في ثواب الأعمال ص ١١٠ بسند صحيح عن عبد الله بن مسكان الثقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وقوله « في أعلى عليين » أي بأن يكون ممن يسكن أعلى غرف الجنان ، أو يكتب اسمه في أعلى عليين أنه من أهل الجنة. (م ت)

(٣) رواه الكليني والشيخ عنه وفى معناه أخبار كثيرة.

(٤) رواه في ثواب الأعمال ص ١١١ والمراد بما تقدم من ذنبه وما تأخر اما القديم والحديث أو الآثام التي لها أثر حين الارتكاب راجع إلى المرتكب فقط والتي آثارها باقية بعده في الناس نظير ما قاله المفسرون في قوله تعالى « ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم وأخر » ولعل المراد بيان كثرة الثواب من باب المبالغة.

٥٨١

٣١٧٧ ـ وروى الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : « مرو شيعتنا بزيارة الحسين بن علي عليهما‌السلام فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع ، وزيارته مفترضة على من أقر للحسين عليه‌السلام بالإمامة من الله عزوجل ».

٣١٧٨ ـ وروى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الاعلى : يا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم ». (١)

٣١٧٩ ـ وروى الحسين بن محمد القمي عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : « من زار قبر أبي عليه‌السلام ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنين عليه‌السلام إلا أن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام فضلهما » (٢).

٣١٨٠ ـ وروي عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : « سألته عن زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام مثل زيارة الحسين عليه‌السلام؟ قال : نعم ».

٣١٨١ ـ وروى علي بن مهزيار عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما‌السلام قال قلت له : « جعلت فداك زيارة الرضا عليه‌السلام أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام؟ قال : زيارة أبي عليه‌السلام أفضل ، وذلك أن أبا عبد الله عليه‌السلام يزوره كل الناس وأبي عليه‌السلام لا يزوره إلا الخواص من الشيعة » (٣).

٣١٨٢ ـ وروي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال : « قرأت كتاب أبي ـ

__________________

(١) يدل على تأكد استحباب زيارته عليه‌السلام في خصوص منتصف شعبان.

(٢) يعنى وان كانا أفضل مرتبة لكنه في ثواب الزيارة متساوون.

(٣) وذلك لان جل الشيعة يومئذ في العراق والحجاز وزيارتهم للرضا عليه‌السلام يستلزم تحمل المشقة العظيمة للبعد ، والثواب على قدر المشقة ، وقيل : لأنه لا يزوره الا الاثنا عشري بخلاف أبى عبد الله الحسين عليه‌السلام فإنه يزوره جميع فرق الشيعة بل بعض العامة ، والأول أظهر.

٥٨٢

الحسن الرضا عليه‌السلام : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله تعالى ألف حجة ، قال قلت لأبي جعفر ـ يعني ابنه عليه‌السلام ـ ألف حجة! قال : أي والله وألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه » (١).

٣١٨٣ ـ وروى الحسين بن زيد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « سمعته يقول : يخرج رجل من ولد موسى اسمه اسم أمير المؤمنين عليه‌السلام فيدفن في أرض طوس وهي من خراسان ، يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا ، فمن زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل » (٢).

٣١٨٤ ـ وروى البزنطي عن الرضا عليه‌السلام قال : ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا شفعت فيه يوم القيامة.

٣١٨٥ ـ وقال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام : « إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة ، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار » (٣).

٣١٨٦ ـ وقال عليه‌السلام : « ضمنت لمن زار قبر أبي بطوس عارفا بحقه الجنة على الله عزوجل » (٤).

٣١٨٧ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله عزوجل كربه ، ولا مذنب إلا غفر الله له ذنوبه » (٥).

__________________

(١) رواه المصنف في الصحيح في ثواب الأعمال ص ١٢٣.

(٢) فان ثواب من جاهد في سبيل الله وأنفق ماله في سبيل الله قبل فتح مكة لا يحصى كثرة كما قال الله عزوجل « لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا » لما في قبل الفتح من الشدة والعسر وكذلك زيارته عليه السلام. (م ت)

(٣) رواه المصنف في الصحيح عن أبي هاشم الجعفري عنه عليه‌السلام في العيون ص ٣٦٢.

(٤) رواه في العيون ص ٣٦٢ باسناده عن القمي عن أبيه عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عنه عليه‌السلام.

(٥) رواه في العيون ص ٣٦٤ مسندا عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه

٥٨٣

٣١٨٨ ـ وروى النعمان بن سعد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : « سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه‌السلام ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله عزوجل له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار » (١).

٣١٨٩ ـ وروى حمدان الديواني عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : « من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ، وعند الميزان » (٢).

٣١٩٠ ـ وروى حمزة بن حمران قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام « يقتل حفدتي (٣) بأرض خراسان في مدينة يقال لها : طوس ، من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة وإن من أهل الكبائر ، قال : قلت : جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال : يعلم أنه إمام مفترض الطاعة ، غريب شهيد من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على حقيقة » (٤).

٣١٩١ ـ وروى الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام أنه « قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في ثراكم نجمي ، فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم ، أنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما

__________________

عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله. وهذا الخبر من جملة معجزاته صلى‌الله‌عليه‌وآله واخباره عن المغيبات : وكذا الخبر الآتي يعد من جملة معجزات أمير المؤمنين عليه‌السلام واخباره بالمغيبات.

(١) رواه في العيون ص ٣٦٤ مسندا.

(٢) مروى في العيون مسندا ص ٣٦١.

(٣) حفدة الرجل بناته وأولاده.

(٤) رواه في العيون ص ٣٦٥ مسندا.

٥٨٤

أوجب الله عزوجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس ، ولقد حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة واحدة من شيعتهم وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة ».

٣١٩٢ ـ وروي عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : « سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيقة (١) وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزوجل له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صديق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في زمرتنا وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا ».

٣ ٣١٩ ـ وروى الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال : « إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فقال : فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه؟ قال : هي بأرض طوس فهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتب الله تبارك وتعالى له ثواب ألف حجة مبرورة ، وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ».

٣١٩٤ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار » (٢).

__________________

(١) كذا في العيون ص ٣٦٣ وفى بعض النسخ « دار مضيعة » وقال المولى المجلسي أي هوان وضاع معنوي.

(٢) رواه في العيون ص ٣٦٢ مسندا عن محمد بن عمارة عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥٨٥

باب

* (موضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام) *

٣١٩٥ ـ روى صفوان بن مهران الجمال عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : « سار وأنا معه في القادسية حتى أشرف على النجف فقال : هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح عليه‌السلام فقال : « سآوي إلى جبل يعصمني من الماء » فأوحى الله عزوجل إليه يا جبل أيعتصم بك مني أحد ، فغار في الأرض وتقطع إلى الشام ، ثم قال عليه‌السلام : اعدل بنا ، قال : فعدلت به فلم يزل سائرا حتى أتى الغري فوقف على القبر فساق السلام من آدم على نبي نبي عليهم‌السلام وأنا أسوق السلام معه حتى وصل السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم خر على القبر فسلم عليه وهلا نحيبه ثم قام فصلى أربع ركعات (وفي خبر آخر : ست ركعات) وصليت معه ، وقلت له : يا ابن رسول الله. ما هذا القبر؟ قال : هذا القبر قبر جدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (١).

* (زيارة قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه) *

٣١٩٦ ـ إذا أتيت الغري بظهر الكوفة فاغتسل وامش على سكون ووقار حتى تأتي أمير المؤمنين عليه‌السلام فتستقبله بوجهك. وتقول (٢) : « السلام عليك يا ولي الله

__________________

(١) اختلف العامة في موضع قبره عليه‌السلام ، فقيل : انه دفن في مسجد الكوفة ، وقيل الرحبة ، وقيل : في الغري ، وكان سبب الاختلاف انه صلى الله عليه دفن سرا لأجل الا خوارج وبنى أمية ، وكان القبر مختفيا إلى مجيئ الصادق عليه‌السلام إلى الكوفة فزاره عليهما‌السلام وأخبر أصحابنا بموضع القبر ولم يعرفه غير الشيعة إلى زمان هارون الرشيد لما خرج من الكوفة للصيد فذهب الظباء إلى موضع القبر ولم يذهب الكلب والبازي في طلبها ، فلما سأل المشايخ الذين كانوا هناك عن حاله أخبروه أنا سمعنا من آبائنا أنه موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فزاره هارون وعلم الناس به واشتهر ، وروى ابن طاووس في كتابه فرحة الغري أخبارا كثيرة في أن موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام هو المكان المعروف اليوم.

(٢) من هنا منقول في الكافي ج ٤ ص ٥٦٩ رواه عن عدة من أصحابنا عن سهل عن

٥٨٦

أنت أول مظلوم ، وأول من غصب حقه ، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين ، وأشهد أنك لقيت الله عزوجل ، وأنت شهيد ، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب ، وجدد عليه العذاب ، جئتك عارفا بحقك ، مستبصرا بشأنك ، معاديا لأعدائك ومن ظلمك ، ألقى على ذلك ربي أن شاء الله ، إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي عند ربك فإن لك عند الله تبارك وتعالى مقاما معلوما ، وإن لك عند الله جاها وشفاعة وقد قال الله عزوجل : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ».

٣١٩٧ ـ وتقول عند أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) أيضا : الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته ومعرفة رسوله ومن فرض طاعته رحمة منه لي وتطولا منه علي ، ومن علي بالايمان ، الحمد لله الذي سيرني في بلاده ، وحملني على دوابه ، وطوى لي البعيد ،

__________________

محمد بن أورمة عمن حدثه عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام ، وعن محمد بن جعفر الرازي عن العبيدي عن رجل من أصحابنا عنه عليه‌السلام ، ونقله ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات ص ٤١ عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ذكره في كتابه المسمى بالجامع. وقال العلامة الرازي ـ قدس‌سره ـ في كتابه الكبير الذريعة ج ٥ ص ٢٩ : « الجامع في الحديث » لأبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القميين المعروف بابن الوليد ، والمتوفى ٣٤٣ روى الشيخ الطوسي في التهذيب زيارة علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام عن الكتاب المترجم بالجامع تأليف أبى جعفر محمد بن الحسن بن الوليد ، والظاهر من السيد ابن طاووس المتوفى ٦٦٤ أن « الجامع » هذا كان عنده ، قال في الاقبال في نوافل شهر رمضان : « روى عبد الله الحلبي في كتاب له وابن الوليد في جامعه » بل الظاهر من ميرزا كمالا صهر العلامة المجلسي أنه كان موجودا في عصره حيث إنه يأمر ولده بالرجوع إلى هذا الكتاب في المجموعة التي مرت في ج ٣ ص ١٧٠ بعنوان « بياض الكمالي » ـ انتهى. أقول : الظاهر من تسمية الكتاب أن كل ما فيه مأثور عن الأئمة عليهم‌السلام والله يعلم لكن المولى المجلسي توقف في صدور جميع أخباره عن المعصوم عليه‌السلام فلذا قال في جميع الموارد الآتية لا بأس به لكن الأولى الزيارة المنقولة عنهم عليهم‌السلام.

(١) روى نحوه الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٩ مسندا عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وابن قولويه في الكامل أيضا.

٥٨٧

ودفع عني المكروه حتى أدخلني حرم أخي نبيه وأرانيه في عافية ، الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسوله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنتهدي لولا أن هدانا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عنده ، وأشهد أن عليا عبد الله وأخو رسوله ، اللهم عبدك وزائرك متقرب إليك بزيارة قبر أخي رسولك ، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره ، وأنت خير مأتي وأكرم مزور فأسألك يا الله يا رحمن يا رحيم يا جواد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار ، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ويدعوك رغبا ورهبا ، واجعلني من الخاشعين ، اللهم [إنك] بشرتني على لسان نبيك صلواتك عليه وآله فقلت : « فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه » وقلت : « وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم » اللهم وإني بك مؤمن وبجميع أنبيائك فلا تقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني به على رؤوس الخلائق بل قفني معهم وتوفني على التصديق بهم ، فإنهم عبيدك وأنت خصصتهم بكرامتك وأمرتني باتباعهم.

ثم تدنو من القبر وتقول : « السلام من الله ، السلام على محمد أمين الله وعلى رسوله وعزائم أمره ومعدن الوحي والتنزيل الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله والشاهد على خلقه والسراج المنير ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صلى على محمد وأهل بيته المظلومين أفضل وأكمل وأرفع وأشرف ما صليت على أحد من أنبيائك ورسلك وأصفيائك ، اللهم صلى على علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك وأخي رسولك ووصي رسولك الذي انتجبته من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ، اللهم صلى على الأئمة من ولده ، القوامين بأمرك من بعده ، المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك وحفظة لسرك وشهداء على خلقك وأعلاما لعبادك »

٥٨٨

وتصلي عليهم ما استطعت وتقول : « السلام على الأئمة المستودعين ، السلام على خالصة الله من خلقه ، السلام على الأئمة المتوسمين ، السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمرك ووازروا أولياء الله وخافوا لخوفهم ، السلام على ملائكة الله المقربين ».

ثم تقول : « السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا عمود الدين ووارث علم الأولين والآخرين ، وصاحب الميسم والصراط المستقيم ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته وجاهدت في الله حق جهاده ونصحت لله ولرسوله وجدت بنفسك صابرا محتسبا ومجاهد عن دين الله موقيا لرسوله ، طالبا ما عند الله وراغبا فيما وعد الله عزوجل ومضيت للذي كنت عليه شهيدا وشاهدا ومشهودا ، فجزاك الله عن رسوله. وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء ، ولعن الله من قتلك ولعن الله من خالفك ولعن الله من افترى عليك وظلمك ولعن الله من غصبك ومن بلغه ذلك فرضى به ، أنا إلى الله منهم برئ ، لعن الله أمة خالفتك وأمة جحدتك وجحدت ولايتك وأمة تظاهرت عليك وأمة قتلتك وأمة حادت عنك وخذلتك ، الحمد الله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود ، وبئس ورد الواردين ، وبئس الدرك المدرك ، اللهم العن قتلة أنبيائك ، وقتله أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك : وأصلهم حر نارك ، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات والعزى والجبت ، وكل ند يدعى من دون الله ، وكل مفتر ، اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأولياءهم وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا ، اللهم العن قتلة أمير ـ المؤمنين ـ ثلاثا ـ اللهم العن قتله الحسن والحسين ـ ثلاثا ـ اللهم العن قتله الأئمة  ـ ثلاثا ـ اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين وضاعف عليهم عذابك كما شاقوا ولاة أمرك وأعد لهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك ، اللهم وادخل على قتلة أنصار رسولك ، وقتله أنصار أمير المؤمنين ، وعلى قتلة أنصار الحسن والحسين ، وعلى قتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم ، لا يخفف

٥٨٩

عنهم من عذابهم وهم فيها مبلسون ملعونون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ، قد عاينوا الندامة والخزي الطويل لقتلهم عترة أنبيائك ورسلك وأتباعهم من عبادك الصالحين ، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية في سمائك وأرضك ، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك وأحبب إلي مستقرهم ومشاهدهم حتى تلحقني بهم ، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين ».

ثم اجلس عند رأسه وقل : « سلام الله وسلام ملائكته المقربين والمسلمين لك بقلوبهم ، الناطقين بفضلك ، الشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك يا مولاي صلى الله على روحك وبدنك ، وأشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر أشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء ، أشهد أنك جنب الله ، وأنك باب الله ، وأنك وجه الله الذي يؤتى منه ، وأنك سبيل الله (١) وأنك عبد الله وأخو رسول الله ، أتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله عزوجل وعند رسوله ، أتيتك متقربا إلى الله عزوجل بزيارتك في خلاص نفسي ، متعوذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيت على نفسي ، أتيتك انقطاعا إليك وإلى وليك الخلف من بعدك على بركة الحق (٢) ، فقلبي لكم مسلم وأمري لكم متبع ونصرتي لكم (٣) معدة ، وأنا عبد الله ومولاك في طاعتك ، الوافد إليك ، ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله عزوجل ، وأنت ممن أمرني الله بصلته ، وحثني على بره ، ودلني على فضله ، وهداني لحبه ، ورغبني في الوفادة إليه ، وألهمني طلب الحوائج عنده ، أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم ، ولا يخيب من أتاكم ، ولا يخسر من يهواكم ، ولا يسعد من عاداكم ، ولا أجد أحدا أفزع

__________________

(١) المراد بالجنب اما القرب فالمعنى أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله تعالى من باب تسمية الحال باسم المحل ، واما الطاعة فالمراد أن طاعتك طاعة الله عزوجل ، والمراد بالباب الذي لا يؤتى الا منه أي لا يوصل إلى الله والى معرفته وعبادته الا بمتابعتك ، وكذا الكلام في الوجه والسبيل.

(٢) في بعض النسخ « على تزكية الحق » وهكذا في التهذيب.

(٣) في بعض النسخ « لك » مكان « لكم » في المواضع الثلاثة.

٥٩٠

إليه خيرا لي منكم ، أنتم أهل بيت الرحمة ، ودعائم الدين ، وأركان الأرض ، والشجرة الطيبة ، اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وآل رسولك واستشفاعي بهم ، اللهم أنت مننت علي بزيارة مولاي وولايته ومعرفته ، فاجعلني ممن ينصره وينتصر به ، و من علي بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أحيى على ما حيي عليه علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ، وأموت على ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (١).

٣١٩٨ ـ وإذا أردت أن تودعه فقل (٢) : « السلام عليك ورحمة الله وبركاته أستودعك الله ، وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جاءت به ودلت عليه فاكتبنا مع الشاهدين (٣) أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي ، أشهد أنكم الأئمة واحدا بعد واحد ، وأشهد أن من قتلكم وحاربكم مشركون ، ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم ، وأشهد أن من حاربكم لنا أعداء ونحن منهم برآء وأنهم حزب الشيطان ، اللهم إني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وآل محمد ـ وتسميهم عليهم‌السلام ـ ولا تجعله آخر العهد من زيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء الأئمة المسمين ، اللهم وثبت قلوبنا بالطاعة والمناصحة والمحبة وحسن المؤازرة والتسليم ».

وسبح تسبيح الزهراء فاطمة عليها‌السلام وهو سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي العز الشامخ المنيف ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان ذي البهجة والجمال ، سبحان من تردى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا ووقع الطير في الهواء.

__________________

(١) الظاهر أن من قوله « الحمد لله الذي أكرمني ـ إلى هنا ـ » كما يظهر من كامل الزيارات منقول من كتاب الجامع تأليف محمد بن الحسن بن الوليد.

(٢) رواه ابن قولويه ص ٤٦ عن جامع ابن الوليد وهو رواه عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام ، ورواه الشيخ في المصباح ص ٥١٩ إلى قوله « والتسليم ».

(٣) زاد هنا في الكامل « اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه فان توفيتني قبل ذلك فانى أشهد في مماتي ـ الخ ».

٥٩١

* (زيارة أخرى لأمير المؤمنين عليه‌السلام) *

٣١٩٩ ـ تقول (١) : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا إمام الهدى ، السلام عليك يا علم التقى ، السلام عليك أيها الوصي البار التقي ، السلام عليك يا أبا الحسن ، السلام عليك يا عمود الدين ، ووارث علم الأولين والآخرين وصاحب الميسم (٢) والصراط المستقيم ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، و أمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته وبلغت عن الله عزوجل ، ووفيت بعهد الله ، وتمت بك كلمات الله ، وجاهدت في الله حق جهاده ونصحت لله ولرسوله ، وجدت بنفسك صابرا ومجاهدا عن دين الله مؤمنا برسول الله ، طالبا ما عند الله ، راغبا فيما وعد الله ، ومضيت للذي كنت عليه شاهدا وشهيدا ومشهودا ، فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله من صديق أفضل الجزاء.

كنت (٣) أول القوم إسلاما ، وأخلصهم إيمانا ، وأشدهم يقينا ، وأخوفهم

__________________

(١) الظاهر أنه مأخوذ من كتاب الجامع المذكور ومروي عن المعصوم عليه‌السلام ولعله عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام وذلك لان المؤلف قال سابقا « لم أجد في الاخبار شيئا موظفا محدودا لزيارة الصديقة عليهما‌السلام فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي » فيدل بالمفهوم أن هذه الزيارات التي نقل في الكتاب كلها مأثورة عنهم عليهم‌السلام.

(٢) الميسم بكسر الميم : اسم الآلة التي يكوى بها ويعلم وأصله الواو وجمعه مياسم ومواسم ، الأولى على اللفظ والثانية على الأصل.

(٣) من هنا رواه الكليني ج ١ ص ٤٥٤ مع اختلاف باسناده عن البرقي عن أحمد ابن زيد النيشابوري قال : حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسيد ابن صفوان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجاء رجل باكيا وهو مسرع مسترجع وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب

٥٩٢

لله ، وأعظمهم عناء ، وأحوطهم على رسوله ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، و أرفعهم درجة ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه. قويت حين ضعف أصحابه ، وبرزت حين استكانوا ، ونهضت حين وهنوا ، ولزمت منهاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنت خليفته حقا لم تنازع برغم المنافقين ، وغيظ الكافرين ، وكره الحاسدين ، وضغن الفاسقين ، فقمت بالامر حين فشلوا ، ونطقت حين تتعتعوا (١) ، ومضيت بنور الله إذ وقفوا ، فمن اتبعك فقد هدي ، كنت أقلهم كلاما ، وأصوبهم منطلقا ، وأكثرهم رأيا ، وأشجعهم قلبا ، وأشدهم يقينا ، وأحسنهم عملا ، وأعناهم بالأمور (٢).

كنت للدين يعسوبا أولا (٣) حين تفرق الناس ، وأخيرا حين فشلوا ، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا ، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا ، وحفظت ما أضاعوا ، ورعيت ما أهملوا ، وشمرت إذا [ا] جتمعوا ، وشهدت إذ جمعوا ، وعلوت إذ هلعوا (٤) ، وصبرت إذ جزعوا ، كنت على الكافرين عذابا صبا ، وللمؤمنين غيثا و خصبا لم تفلل حجتك ، ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ، و لم تهن ، كنت كالجبل لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف (٥) ، وكنت كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضعيفا في بدنك ، قويا في أمر الله ، متواضعا في نفسك ، عظيما عند الله عزوجل ، كبيرا في الأرض ، جليلا عند المؤمنين ، لم يكن لاحد فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز (٦) ولا لاحد فيك مطمع ، ولا لاحد عندك هوادة (٧) الضعيف الذليل

__________________

البيت الذي فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام : « رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم اسلاما ـ وساق نحوا مما يكون في المتن باختلاف ، وقيل الرجل هو الخضر عليه‌السلام والله يعلم.

(١) التعتعة في الكلام : التردد من حصر أوعى.

(٢) في الكافي « وأعرفهم بالأمور ».

(٣) اليعسوب : السيد والرئيس والمقدم وأمير النحل. (النهاية)

(٤) الهلع : أفحش الجزع والحرص والفزع.

(٥) العاصف : الشديد ، والقاصف شديد الصوت.

(٦) الهمز : العيب والنقص ، والغمز : الطعن والاتهام.

(٧) الهوادة : الميل واللين والرفق ، وما يرجى به الصلاح بين القوم.

٥٩٣

عندك قوي عزير حتى تأخذ بحقه ، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في سواء ، شأنك الحق والصدق و الرفق ، وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وحزم ، ورأيك علم وعزم ، اعتدل بك الدين ، وسهل بك العسير ، وأطفئت بك النيران ، وقوي بك الايمان ، وثبت بك الاسلام والمؤمنون ، سبقت سبقا بعيدا ، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا ، فجللت عن النكال (١) ، وعظمت رزيتك في السماء ، وهدت مصيبتك الأنام ، فانا لله وإنا إليه راجعون ، رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا ، كنت للمؤمنين كهفا وحصنا ، وعلى الكافرين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته » (٢).

وتصلي عنده ست ركعات تسلم في كل ركعتين لان في قبره عظام آدم ، وجسد نوح (٣) وأمير المؤمنين عليهم‌السلام فمن زار قبره فقد زار آدم ونوحا وأمير المؤمنين عليهم‌السلام فتصلي لكل زيارة ركعتين.

* (زيارة قبر أبى عبد الله الحسين بن علي بن أبي) *

* (طالب عليهما‌السلام المقتول بكربلا) *

٣١٩٩ ـ قال الصادق عليه‌السلام (٤) إذا أتيت أبا عبد الله الحسين عليه‌السلام فاغتسل على

__________________

(١) في بعض النسخ « البكاء ».

(٢) إلى هنا تم ما في الكافي

(٣) يؤيد ما مر من القول ببقاء أجسادهم عليهم‌السلام في الأرض.

(٤) روى الكليني في الكافي ج ٤ ص ٥٧٥ والشيخ عنه في التهذيب ج ٢ ص ١٩ واللفظ للكافي عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثوير قال : كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله عليه‌السلام وكان المتكلم منا يونس وكان أكبرنا سنا فقال له : جعلت فداك انى أحضر مجلس هؤلاء القوم يعنى ولد العباس فما أقول؟ فقال إذا حضرت فذكرتنا فقل : « اللهم أرنا الرخاء والسرور » فإنك تأتى على ما تريد ، فقلت : جعلت فداك انى كثيرا ما أذكر الحسين عليه‌السلام فأي شئ أقول : « فقال : قل : « صلى الله عليك يا أبا عبد الله تعيد ذلك ثلاثا فان السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد ، ثم قال :

٥٩٤

شاطئ الفرات ثم البس ثيابا طاهرة ، ثم امش حافيا ، فإنك في حرم من حرم الله عزوجل [وحرم] رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليك بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله عزوجل كثيرا والصلاة على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم حتى تصير إلى باب الحائر ثم تقول : « السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله » ثم أخط عشر خطى ، ثم قف وكبر الله ثلاثين تكبيرة ، ثم امش إليه حتى تأتيه من قبل وجهه واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك ثم قل :

السلام عليك يا حجة الله وابن حجته ، السلام عليك يا ثار الله في الأرض وابن ثاره ، السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والأرض ، أشهد أن دمك سكن في الخلد ، واقشعرت له أظلة العرش ، وبكى له جميع الخلائق ، وبكت له السماوات السبع والأرضون [السبع] وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا ، وما يرى وما لا يرى ، أشهد أنك حجة الله وابن حجته ، وأشهد أنك ثار الله وابن ثاره ، وأشهد أنك وتر الله الموتور في السماوات والأرض ، وأشهد أنك بلغت عن الله ونصحت ووفيت وأوفيت ، وجاهدت في سبيل ربك ، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشاهدا ومشهودا ، أنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك ، والوافد إليك ، ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله عزوجل ، وثبات القدم في الهجرة إليك ، والسبيل الذي لا يختلج دونك من الدخول في كفالتك التي أمرت بها ، من أراد

__________________

ان أبا عبد الله الحسين عليه‌السلام لما قضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى بكى على أبى ـ عبد الله الحسين عليه‌السلام الا ثلاثة أشياء لم تبك عليه ، قلت : جعلت فداك وما هذه الثلاثة الأشياء؟ قال : لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان ، قلت : جعلت فداك انى أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبد الله عليه‌السلام فاغتسل ـ ثم ساق إلى آخر الزيارة ـ « والظاهر من الكافي والكامل أن قوله » فقلت جعلت فداك أنى كثيرا ما أذكر الحسين يعنى قال الحسين بن ثوير الثقة فقلت له كذا وكذا لكن ظاهر التهذيب المتكلم يونس بن ظبيان.

(١) في بعض النسخ « وما نرى ومالا نرى ».

٥٩٥

الله بدأ بكم ، من أراد الله بدأ بكم ، من أراد الله بدأ بكم (١) ، بكم يبين الله الكذب ، وبكم يباعد الله الزمان الكلب (٢) وبكم يفتح الله وبكم يختم الله ، وبكم يمحو الله ما يشاء ، وبكم يثبت وبكم يفك الذل من رقابنا ، وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن ومؤمنة تطلب ، وبكم تنبت الأرض أشجارها ، وبكم تخرج الأشجار أثمارها ، وبكم تنزل السماء قطرها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزل الله الغيث ، وبكم تسبح الأرض التي تحمل أبدانكم (٣) لعنت أمة قتلتكم ، وأمة خالفتكم ، وأمة جحدت ولايتكم ، وأمة ظاهرت عليكم ، وأمة شهدت ولم تنصركم (٤) الحمد لله الذي جعل النار مأواهم وبئس ورد الواردين ، وبئس الورد المورود ، والحمد لله رب العالمين.

صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ ، أنا إلى الله ممن خالفك برئ.

ثم ائت عليا ابنه عليهما‌السلام (٥) وهو عند رجليه وتقول : « السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن علي أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين (٦) ، السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة عليهما‌السلام ، صلى الله عليك ، صلى الله عليك ، صلى الله عليك ، لعن الله من قتلك ، لعن الله من قتلك ، لعن الله من قتلك ، أنا إلى الله منهم برئ ، أنا إلي الله منهم برئ ، أنا إلى الله منهم برئ » [ثم تقوم

__________________

(١) قوله « من أراد الله بدأ بكم » ليس في الكافي الامرة واحدة وكذا في التهذيب ومعناه أنه لا يمكن معرفته تعالى ولا عبادته بدون متابعتكم والتكرير ثلاثا للتأكيد.

(٢) الكلب ـ بكسر اللام ـ : الشديد.

(٣) زاد في الكافي وتستقر جبالها عن مراسيها إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر في بيوتكم والصادر عما فصل من أحكام العباد وما بين منها ، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم ، أو ما يميز به بين الحق والباطل ، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم. وفى بعض نسخ الكافي « وبكم تسيخ الأرض ـ الخ ».

(٤) في الكافي « ولم تستشهد ».

(٥) في الكافي « ثم تقوم فتأتي ابنه عليا عليه‌السلام ».

(٦) بناء على أن العم قد يسمى أبا.

٥٩٦

فتؤمي بيدك إلى الشهداء وتقول] (١) : « السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، فزتم والله ، فزتم الله ، فزتم الله ، يا ليتني كنت معكم فأفوز عظيما ».

ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله عليه‌السلام بين يديك فتصل ست ركعات وقد تمت زيارتك.

هذه الزيارة رواية الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير عن الصادق عليه‌السلام (٢).

* (الوداع) *

٣٢٠٠ ـ من رواية يوسف الكناسي (٣) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « إذا أردت أن تودعه فقل : « السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ونستودعك الله ونقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جاء به ودل عليه ، واتبعنا الرسول يا رب فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد منا ومنه ، اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم ابعثه مقاما محمودا ، تنصر به دينك ، وتقتل به عدوك وتبير به (٤) من نصب حربا لآل محمد ، فإنك وعدته ذلك وأنت لا تخلف الميعاد ، السلام عليك ورحمة الله و بركاته ، أشهد أنكم شهداء نجباء ، جاهدتم في سبيل الله وقتلتم على منهاج رسول ـ

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في أكثر النسخ وفى بعضها مكانه « ثم ائت الشهداء وقل » والظاهر أنه من زيادات النساخ لتوهمهم أن الخطاب بصيغة الجمع يكون للشهداء.

(٢) كما رواه ابن قولويه في الكامل ص ١٩٧ عن أبيه وعلى الحسين ، ومحمد بن الحسن جميعا عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة.

(٣) في الكامل ص ٢٥٣ حدثني أبي ومحمد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، وحدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، وحدثني محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن بن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ابن أيوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناسي وفى بعض ألفاظه اختلاف نشير إليها.

(٤) أي تهلك ، وأباره أي أهلكه.

٥٩٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن رسوله كثيرا (١) ، والحمد لله الذي صدقكم وعده ، وأراكم ما تحبون وصلي الله على محمد وآل محمد وعليهم‌السلام ورحمة الله وبركاته ، اللهم لا تشغلني في الدنيا عن شكر نعمتك ولا باكثار فيها فتلهيني عجائب بهجتا ، وتفتنني زهرتها (٢) ، ولا بإقلال يضر بعملي ضره ، (٣) ويملا صدري همه ، أعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضاك يا أرحم الراحمين.

وقد أخرجت في كتاب الزيارات ، وفي كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام أنواعا من الزيارات واخترت هذه لهذا الكتاب لأنها أصح الزيارات عندي من طريق الرواية وفيها بلاغ وكفاية.

* (زيارة قبور الشهداء) *

فإذا أردت زيارة قبور الشهداء فقل : « السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار » (٤).

باب

* (ما يجزى من زيارة الحسين عليه‌السلام في حال التقية) *

٣٢٠١ ـ إذا أتيت الفرات فاغتسل والبس ثوبيك الطاهرين ، ثم أتت القبر و قل : « صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، صلى الله عليك يا أبا عبد الله » وقد تمت زيارتك هذه في حال التقية. روى ذلك يونس بن ظبيان عن الصادق عليه‌السلام.

__________________

(١) زاد هنا في الكامل « أنتم السابقون والمهاجرون والأنصار ، أشهد أنكم أنصار الله وأنصار رسوله ».

(٢) في الكامل : « اللهم لا تشغلني في الدنيا عن ذكر نعمتك لا باكثار تلهيني عجائب بهجتها وتفتنني زهرات زينتها ».

(٣) في الكامل « يضر بعملي كده ».

(٤) راجع لزيارة عباس بن علي عليهما‌السلام كامل الزيارات ص ٢٥٦.

٥٩٨

باب

* (ما يقوم مقام زيارة الحسين وزيارة غيره) *

* (من الأئمة عليهم‌السلام لمن لا يقدر على قصده لبعد المسافة) *

٣٢٠٢ ـ روي ابن أبي عن هشام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليصعد أعلى منزله فليصل ركعتين وليؤم بالسلام إلى قبورنا فإن ذلك يصل إلينا ».

٣٢٠٣ ـ وفي رواية حنان بن سدير عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : « يا سدير تزور قبر الحسين عليه‌السلام في كل يوم؟ قلت : جعلت فداك لا ، قال : ما أجفاكم فتزوره في كل شهر؟ قلت : لا ، قال : فتزوره ، في كل سنة؟ قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سدير ما أجفاكم للحسين عليه‌السلام أما علمت أن الله تبارك وتعالى ألف ألف ملك شعث غبر ، يبكون ويزورون ولا يفترون ، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين عليه‌السلام في كل جمعة (١) خمس مرات أو في كل يوم مرة ، قلت : جعلت فداك بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال لي : اصعد فوق سطحك ثم التفت يمنة ويسرة ، ثم ارفع رأسك إلى السماء ثم تنحو نحو القبر فتقول : « السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته » تكتب لك بذلك ، زورة الزورة حجة وعمرة ، قال سدير : فربما فعلت ذلك في الشهر أكثر من عشرين مرة ».

باب

* (فضل تربة الحسين عليه‌السلام وحريم قبره) *

٣٢٠٤ ـ قال الصادق عليه‌السلام : « في طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كل داء

__________________

(١) المراد بالجمعة الأسبوع كما هو الظاهر.

٥٩٩

وهو الدواء الأكبر » (١).

٣٢٠٥ ـ وقال عليه‌السلام : « إذا أكلته فقل : اللهم رب التربة المباركة ورب الوصي الذي وارته صل على محمد وآل محمد واجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء » (٢).

٣٢٠٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « حريم قبر الحسين عليه‌السلام خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر » (٣).

٣٢٠٧ ـ وروي إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « موضع قبر الحسين عليه‌السلام منذ يوم دفن [فيه] روضة من رياض الجنة » (٤).

٣٢٠٨ ـ وقال عليه‌السلام : « موضع قبر الحسين عليه‌السلام ترعة من ترع الجنة » (٥)

باب

* (زيارة الامامين أبى الحسن موسى بن جعفر وأبى جعفر) *

* (محمد بن علي الثاني عليهما‌السلام ببغداد في مقابر قريش) *

٣٢٠٩ ـ إذا أردت بغداد إن شاء الله فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وزر قبريهما وقل حين تصير إلى قبر موسى بن جعفر عليهما‌السلام : السلام عليك يا ولي الله ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه ص ٢٧٥ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان البصري ، عن أبيه عنه عليه‌السلام ، ورواه الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٢٦ عنه.

(٢) في الكامل ص ٢٨٤ عن أبيه وجماعة عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ابن عبيد قال : وروى لي بعض أصحابنا نسيت اسناده قال : إذا أكلته تقول ...

(٣) و (٤) و (٥) كل ذلك تقدم تحت رقم ٣١٦٧ و ٣١٦٥ و ٣١٦٦ على الترتيب.

٦٠٠