كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

لتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة (١).

ثم ائت الموقف وعليك السكينة والوقار ، فقف بسفح الجبل (٢) في ميسرته وادع بدعاء الموقف (٣) وادع لأبويك كثيرا واستوهبهما من ربك عزوجل ، ولا تقف إلا وأنت على طهر وقد اغتسلت ولا تفض منها حتى تغيب الشمس ، فإنك إن أفضت قبل غروبها لزمك دم شاة (٤).

* (دعاء الموقف) *

٣١٣٤ ـ روى زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت وسبح الله تعالى مائة مرة ، وكبر الله تعالى مائة مرة ، وتقول : « ما شاء الله لا قوة إلا بالله » مائة مرة ، وتقول : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ، بيده خير وهو على كل شئ قدير » مائة مرة ، ثم تقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة ، ثم تقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرأت ، وتقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها ، ثم تقرأ آية السخرة

__________________

(١) في الكافي ج ٤ ص ٤٦١ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « إذا غدوت إلى عرفة فقل وأنت متوجه إليها : « اللهم إليك صمدت ، وإياك اعتمدت ، ووجهك أردت ، فأسألك أن تبارك لي في رحلتي ، وأن تقضى لي حاجتي ، وأن تجعلني اليوم ممن تباهى به من هو أفضل منى » ثم تلب وأنت غاد إلى عرفات ، فإذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خبأك بنمرة ـ ونمرة هي بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة ـ فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصل الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ، وإنما تعجل العصر ويجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة ».

(٢) أي المواضع السوية تحته ولا تقف فوقه ولا على التلال كما تقدم (م ت) وفى رواية مسمع عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « عرفات كلها موقف وأفضل الموقف سفح الجبل » ، وفى الكافي ج ٤ ص ٤٦٣ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « قف في ميسرة الجبل فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات في ميسرة الجبل الخبر ».

(٣) راجع الكافي ج ٤ ص ٤٦٤ وفيه دعاء غير ما يأتي عن زرعة عن أبي بصير.

(٤) تقدم أخبار في أن عليه بدنة وهو أحوط راجع ص ٤٦٧ الهامش الرابع.

٥٤١

« إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ـ إلى آخرها » ثم تقرأ : قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس حتى تفرغ منهما ، ثم تحمد الله عزوجل على كل نعمة أنعم عليك وتذكر أنعمه واحدة واحدة ما أحصيت منها ، وتحمده على ما أنعم عليك من أهل أو مال ، وتحمد الله عزوجل على ما أبلاك وتقول : « اللهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصى بعدد ولا تكافى بعمل » وتحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن وتسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن ، وتكبره بكل تكبير كبر به نفسه في القرآن ، وتهلله بكل تهليل هلل به نفسه في القرآن ، وتصلي على محمد وآل محمد وتكثر منه وتجتهد فيه ، وتدعو الله عزوجل بكل اسم سمى به نفسه في القرآن وبكل اسم تحسنه ، وتدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر ، وتقول : « أسألك يا الله يا رحمن بكل اسم هو لك وأسألك بقوتك وقدرتك وعزتك ، وبجميع ما أحاط به علمك ، وبجمعك وبأركانك كلها ، وبحق رسولك صلواتك عليه وآله وباسمك الأكبر الأكبر ، وباسمك العظيم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن تجيبه وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا ترده وأن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك في » وتسأل الله تعالى حاجتك كلها من أمر الآخرة والدنيا ، وترغب إليه في الوفادة في المستقبل وفي كل عام ، وتسأل الله الجنة سبعين مرة ، وتتوب إليه سبعين مرة وليكن من دعائك « اللهم فكني من النار وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب ، وادرأ عنى شر فسقة الجن والإنس  ، وشر فسقة العرب والعجم ».

فإن نفد هذا الدعاء ولم تغرب الشمس فأعده من أوله إلى آخرة ولا تمل من الدعاء والتضرع والمسألة.

٣١٣٥ ـ وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : ألا أعلمك دعاء يوم عرفة وهو دعاء من كان قبلي من الأنبياء؟ فقال علي عليه‌السلام : بلى يا رسول الله ، قال : فتقول : « لا إله إلا الله وحده

٥٤٢

لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، ويميت ويحيي ، وهو حي لا يموت بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير ، اللهم لك ، الحمد أنت كما تقول وخير ما يقول القائلون ، اللهم لك صلاتي وديني ومحياي ومماتي ، ولك تراثي وبك حولي ومنك قوتي ، اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر ومن شتات الامر ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ، اللهم إني أسألك من خير ما تأتي به الرياح وأعوذ بك من شر ما تأتي به الرياح ، وأسألك خير الليل وخير النهار.

٣١٣٦ ـ وفي رواية عبد الله بن سنان : « اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي [نورا] وفي بصري نورا وفي لحمي ودمي وعظامي وعروقي ومفاصلي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا ، وأعظم لي نورا يا رب يوم ألقاك إنك على كل شئ قدير ».

قال مصنف هذا الكتاب ـ رحمه‌الله ـ : هذا الدعاء تام كاف لموقف عرفة وقد أخرجت دعاء جامعا لموقف عرفة في كتاب دعاء الموقف فمن أحب أن يدعو به دعا به إن شاء الله تعالى.

* (الإفاضة من عرفات) *

فإذا غربت الشمس يوم عرفة فامش وعليك السكينة والوقار ، وأفض بالاستغفار فإن الله عزوجل يقول : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » (١).

٣١٣٧ ـ وروى زرعة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل : « اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف وارزقنيه أبدا ما أبقيتني ، واقلبني اليوم مفلحا منجحا مستجابا لي ، مرحوما مغفورا لي بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك وحجاج بيتك الحرام ، واجعلني اليوم من أكرم وفدك عليك ، وأعطني أفضل ما أعطيت أحدا منهم من الخير والبركة [والعافية] والرحمة والرضوان والمغفرة ، وبارك لي فيما أرجع إليه من أهل أو مال أو قليل أو كثير وبارك لهم في » (٢).

__________________

(١) كما في خبر معاوية بن عمار في الكافي ج ٤ ص ٤٦٧.

(٢) الخبر إلى هنا في التهذيب ج ١ ص ٤٩٩ باب الإفاضة من عرفات.

٥٤٣

فإذا أفضت فاقتصد في السير وعليك بالدعة واترك الوجيف (١) الذي يصنعه كثير من الناس في الجبال والأودية ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكف ناقته حتى تبلغ رأسها الورك ويأمر بالدعة ، وسنته السنة التي تتبع. (٢)

فإذا انتهيت إلى الكثيب الأحمر وهو عن يمين الطريق فقل : « اللهم ارحم موقفي ، وبارك لي في علمي ، وسلم لي ديني ، وتقبل مناسكي ».

فإذا أتيت مزدلفة وهي جمع فأنزل في بطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر الحرام ، فإن لم تجد فيه موضعا فلا تجاوز الحياض التي عند وادي محسر فإنها فصل ما بين جمع ومنى ، وصل المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ثم صل نوافل المغرب بعد العشاء ، ولا تصل المغرب ليلة النحر إلا بالمزدلفة ، وإن ذهب ربع الليل إلى ثلثه وبت بمزدلفة ، وليكن من دعائك فيها (٣) « اللهم هذه جمع فاجمع لي فيها جوامع الخير كله ، اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي وعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي وهب لي جوامع الخير واليسر كله » وإن استطعت أن لا تنام تلك الليلة فافعل ، فإن أبواب السماء لا تغلق لأصوات المؤمنين لها (٤) دوي

__________________

(١) الوجيف : الاضطراب والسرعة في المشي.

(٢) الورك : ما فوق الفخذ ، وهي مؤنثة. والدعة : الخفض والسعة والسير اللين والسكينة والوقار.

(٣) روى الكليني ج ٤ ص ٩ ٤٦ في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال : « لا تصل المغرب حتى تأتى جمعا فتصلى بها المغرب والعشاء الآخرة باذان واحد وإقامتين ، وانزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر ، ويستحب للصرورة أن يقف على المشعر الحرام ويطأه برجله ولا يجاوز الحياض ليلة المزدلفة ، وتقول : « اللهم هذه جمع ، اللهم إني أسألك أن يجمع لي فيها جوامع الخير ، اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي وأطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا ، وأن تقيني جوامع الشر » وان استطعت أن تحيى تلك الليلة فافعل فإنه بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين ، لهم دوي كدوي النحل يقول الله جل ثناؤه ، أنا ربكم وأنتم عبدي أديتم حقي وحق على أن أستجيب ـ إلى آخر ما في المتن ».

(٤) أي للأصوات.

٥٤٤

كدوي النحل يقول الله تبارك وتعالى : أنا ربكم وأنتم عبادي يا عبادي أديتم حقي وحق علي أن أستجيب لكم ، فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه [ذنوبه] ويغفر ذنوبه لمن أراد أن يغفر له.

* (أخذ حصى الجمار من جمع) *

وخذ حصى الجمار من جمع ، وإن شئت أخذتها من رحلك بمنى ، ولا تأخذ من حصى الجمار الذي قد رمي ، ولا تكسر الأحجار كما يفعل عوام الناس ، ولا بأس أن تأخذ حصى الجمار من حيث شئت من الحرم إلا من المسجد الحرام ومسجد الخيف وتكون منقطة كحلية مثل الأنملة أو مثل حصى الخذف (١) واغسلها وهي سبعون حصاة وشدها في طرف ثوبك واحتفظ بها (٢).

* (الوقوف بالمشعر الحرام) *

فإذا طلع الفجر فصل الغداة وقف بها بسفح الجبل (٣). ويستحب للصرورة أن يطأ المشعر برجله أو براحلته إن كان راكبا قال الله تعالى : « فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين » وليكن وقوفك وأنت على غسل (٤) وقل : « اللهم رب المشعر الحرام ، و رب الركن والمقام ، ورب الحجر الأسود وزمزم ، ورب الأيام المعلومات فك رقبتي من النار وأوسع علي من رزقك الحلال ، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس و

__________________

(١) تقدم الكلام والاخبار في ذلك.

(٢) قال المولى المجلسي : أما الغسل والشد فلم نطلع على خبر يدل عليهما والظاهر أنه رآه في خبر كما هو دأبهم.

(٣) هو الوقوف الواجب الذي هو ركن ويجب النية عند طلوع الصبح بأن يقف في المشعر إلى طلوع الشمس.

(٤) الظاهر أنه فهم الغسل من لفظ الطهر في رواية ابن عمار والأظهر أن المراد به الطهر من الحدث بأن لا يكون محدثا بالحدث الأصغر والأكبر ، لكن الغسل مستحب لكونه يوم الأضحى. (م ت)

٥٤٥

شر فسقة العرب والعجم ، اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤول ولكل وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي ، وتقبل معذرتي ، وتتجاوز عن خطيئتي ، وتجعل التقوى من الدنيا زادي ، وتقلبني مفلحا ، منجحا ، مستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك وحجاج بيتك الحرام » (١) وادع الله عزوجل كثيرا لنفسك ولوالديك وولدك وأهلك ومالك وإخوانك المؤمنين و المؤمنات فإنه موطن شريف عظيم والوقوف فيه فريضة ، فإذا طلعت الشمس فاعترف لله عزوجل بذنوبك سبع مرات واسأله التوبة سبع مرات ، وإذا كثر الناس بجمع وضاقت عليهم ارتفعوا إلى المأزمين.

* (الإفاضة من المشعر الحرام) *

فإذا طلعت الشمس على جبل ثبير ورأت الإبل مواضع أخفافها فأفض ، و إياك أن تفيض منها قبل طلوع الشمس فيلزمك دم شاة (٢) وأفض وعليك السكينة والوقار ، واقصد في مشيك إن كنت راجلا ، وفي مسيرك ان كنت راكبا ، وعليك بالاستغفار فإن الله عزوجل يقول : ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا

__________________

(١) روى الكليني ج ٤ ص ٤٦٩ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « أصبح على طهر بعد ما تصلى الفجر فقف ان شئت قريبا من الجبل وان شئت حيث شئت ، فإذا وقفت فاحمد الله واثن عليه واذكر من آلائه وبلائه ما قدرت عليه ، وصل على النبي صلى الله عليه وآله وليكن من قولك » اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار ، وأوسع على من رزقك الحلال ، وادرأ عنى شر فسقة الجن والإنس ، اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤول ، ولكل وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي وأن تجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي ، ثم أفض حين تشرق لك ثبير وترى الإبل الإبل موضع أخفافها. وما اشتمل عليه من الطهارة والوقوف والذكر والدعاء فالمشهور استحبابها وإنما الواجب النية والكون بها ما بين الطلوعين.

(٢) تقدم ، وتقدم أيضا استحباب الإفاضة قبله بقليل ولكن لا يجاوز وادى محسر حتى تطلع الشمس ، وتقدم لزوم الدم وغيره (م ت) أقول : ثبير جبل بين مكة ومنى على يمين الداخل منها إلى مكة. (المصباح المنير).

٥٤٦

الله إن الله غفور رحيم ، ويكره المقام عند المشعر بعد الإفاضة (١).

فإذا انتهيت إلى وادي محسر ـ وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو الذي إلى منى أقرب ـ فاسع فيه مقدار مائة خطوة وإن كنت راكبا فحرك راحلتك قليلا وقل : « رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم » كما قلت في المسعى بمكة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحرك ناقته فيه ويقول : « اللهم سلم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واخلفني فيمن تركت بعدي (٢) ».

ومن ترك السعي في وادي محسر فعليه أن يرجع حتى يسعى فيه ، فمن لم يعرف موضعه سأل الناس عنه (٣) ، ثم امض إلى منى.

* (الرجوع إلى منى ورمى الجمار) *

فإذا أتيت رحلك بمنى فاقصد إلى جمرة العقبة وهي القصوى وأنت على طهر (٤)

__________________

(١) أي بعد إفاضة الناس. (مراد)

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٤٧١ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا مررت بوادي محسر ـ وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو إلى منى أقرب ـ فاسع فيه حتى تجاوزه فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرك ناقته وقال : « اللهم سلم لي عهدي واقبل توبتي وأجب دعوتي واخلفني فيمن ترك بعدي ».

(٣) روى الكليني ج ٤ ص ٤٧٠ في الحسن كالصحيح عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام « أنه قال لبعض ولده : هل سعيت في وادى محسر ، فقال : لا ، قال : فأمره أن يرجع حتى يسعى ، قال : فقال له ابنه : لا أعرفه ، فقال له : سل الناس ».

(٤) روى الكليني ج ٤ ص ٤٨٢ في الصحيح عن محمد بن مسلم قال : « سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجمار ، فقال : لا ترم الا وأنت على طهر » وحمل على تأكد الاستحباب إذا أمكن وتيسر ، وهذا قول العلماء أجمع سوى المفيد والمرتضى وابن الجنيد ـ رحمهم‌الله ـ فإنهم ذهبوا إلى الوجوب ، ويؤيد الاستحباب ما رواه الشيخ في التهذيب باسناده القوى عن حميد بن مسعود قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رمى الجمار على غير طهور؟ قال : الجمار عندنا مثل الصفا والمروة حيطان ان طفت بينهما على غير طهور لم يضرك والطهر أحب إلى فلا تدعه وأنت قادر عليه » ، وروى الكليني في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « سألته عن الغسل إذا رمى الجمار ، فقال : ربما فعلت وأما السنة فلا ولكن من الحر والعرق ».

٥٤٧

وأخرج مما معك من حصى الجمار سبع حصيات ، وتقف في وسط الوادي مستقبل القبلة ، يكون بينك وبين الجمرة عشر خطوات أو خمس عشرة خطوة وتقول وأنت مستقبل القبلة (١) والحصى في كفك اليسرى « اللهم هذه حصياتي فأحصهن لي وارفعهن في عملي » ثم تتناول منها واحدة وترمي الجمرة من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها ، وتقول مع كل حصاة إذا رميتها : « الله أكبر ، اللهم ادحر عني الشيطان وجنوده ، اللهم اجعله حجا مبرورا ، وعملا مقبولا ، وسعيا مشكورا ، و ذنبا مغفورا ، اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) » حتى ترميها بسبع حصيات ، ويجوز أن تكبر مع كل حصاة ترميها تكبيرة (٣) فإن سقطت منك حصاة في الجمرة أو في طريقك فخذ مكانها من تحت رجليك ولا تأخذ من حصى ـ

__________________

(١) الظاهر أن هذا من سهو النساخ أو المصنف إذ لا يمكن الاستقبال مع الرمي من الأسفل والظاهر من كلام الشهيد في الدروس أنه حمل الاستقبال للقبلة في كلام ابن بابويه على الاستقبال في حال الدعاء لاحالة الرمي فقال : « فيوافق المشهور الا في الدعاء » (سلطان) وفى الشرايع « و في جمرة العقبة يستقبلها ويستدبر القبلة » والمراد كونه مقابلا لها عاليا عليها إذ ليس لها وجه خاص يتحقق به الاستقبال. وفى نسخة مصححة عندي صححها بالحك والاصلاح « مستدبر القبلة » وجعل ما في المتن نسخة.

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٤٧٨ في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خذ حصى الجمار ثم ائت الجمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها وتقول ـ والحصى في يدك ـ : « اللهم هؤلاء حصياتي فاحصهن لي وارفعهن في عملي » ثم ترمى وتقول مع كل حصاة « الله أكبر » اللهم ادحر عنى الشيطان ، اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك (ص) للهم اجعله حجا مبرورا ، وعملا مقبولا ، وسعيا مشكورا ، وذنبا مغفورا « وليكن فيما بينك وبين الجمرة قدر عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعا ، فإذا أتيت رحلك ورجعت من الرمي فقل. » اللهم بك وثقت وعليك توكلت فنعم الرب ونعم المولى و نعم النصير « قال : ويستحب أن يرمى الجمار على طهر ».

(٣) في الكافي ج ٤ ص ١ ٤٨ في الصحيح عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت : « ما أقول : إذا رميت؟ فقال : كبر مع كل حصاة ».

٥٤٨

الجمار الذي قد رمي بها (١) وإذا رميت جمرة العقبة حل لك كل شئ إلا النساء والطيب (٢) وترمي يوم الثاني والثالث والرابع في كل يوم بإحدى وعشرين حصاة ، و ترمي إلى الجمرة الأولى بسبع حصيات وتقف عندها وتدعو ، وإلى الجمرة الثانية بسبع حصيات وتقف عندها وتدعو ، وإلى الجمرة الثالثة بسبع حصيات ولا تقف عندها ، فإذا رجعت من رمي الجمار يوم النحر إلى رحلك بمنى فقل : « اللهم بك وثقت ، وعليك توكلت ، فنعم الرب أنت ، ونعم المولى ونعم النصير (٣) ».

* (الذبح) *

واشتر هديك إن كان من البدن أو من البقر أو من الغنم وإلا فاجعله كبشا سمينا فحلا ، فإن لم تجد فحلا فموجوءا من الضأن (٤) فإن لم تجد فتيسا فحلا ، وإن لم تجد فما تيسر لك ، وعظم شعائر الله عزوجل فإنها من تقوى القلوب ، ولا تعط الجزار جلودها ولا قلائدها ولا جلالها ولكن تصدق بها ، ولا تعط السلاخ منها شيئا (٥).

__________________

(١) تقدم الاخبار والكلام فيه.

(٢) هذا خلاف المشهور من أنه يحل بعد الحلق ، بل خلاف ما أفتى به المصنف سابقا بنقل رواية معاوية بن عمار أن الحل المذكور يحصل بعد الذبح ونسب في المدارك إلى المصنف مخالفة المشهور في هذه المسألة وقال : « قال ابن بابويه : انه يتحلل بالرمي الا من الطيب والنساء ولا يخفى أنه ينافي ما روى سابقا عن معاوية بن عمار ان التحلل يحصل بالذبح والحلق فإنه  ـ رحمه‌الله ـ يفتى بما يروى في هذا الكتاب ».

(٣) تقدم آنفا في خبر معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) في الكافي ج ٤ ص ٤٩١ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ، « إذا رميت الجمرة فاشتر هديك ـ الخ » والموجوء هو الذي وجئت خصيتاه. والتيس : الذكر من المعز.

(٥) في الكافي ج ٤ ص ٥٠١ في الحسن كالصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعطى الجزار من جلود الهدى وأجلالها شيئا ». وعن معاوية بن عمار عنه عليه‌السلام قال : « نحر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدنة ولم يعط الجزارين جلودها ولا قلائدها ولا جلالها ، ولكن تصدق به ، ولا تعط السلاخ منها شيئا

٥٤٩

فإذا اشتريت هديك فاستقبل القبلة وانحره أو اذبحه وقل : « وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر ، اللهم تقبل مني » ثم اذبح ولا تنخع حتى يموت ويبرد ثم كل وتصدق وأطعم وأهد إلى من شئت ، ثم احلق رأسك (١).

وقد ذكرت الأضاحي في هذا الكتاب وأنا أعيد ذكر ما لا بد من إعادته في هذا الموضع.

لا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تم له خمس سنين و دخل في السادسة ، ويجزى من البقر والمعز الثنى وهو الذي تم له سنة ودخل في الثانية ، ويجزي من الضأن الجذع لسنة ، وتجزي البقرة عن سبعة نفر بالأمصار ، و بمنى عن واحد (٢) ، والبدنة تجزي عن سبعة ، والجزور تجزي عن عشرة متفرقين ، والكبش يجزي عن الرجل وعن أهل بيته ، وإذا عزت الأضاحي أجزأت شاة عن سبعين (٣).

* (الحلق) *

وإذا أردت أن تحلق رأسك فاستقبل القبلة وابدأ بالناصية واحلق رأسك إلى العظمين النابتين من الصدغين قبالة وتد الاذنين (٤) فإذا حلقت ، فقل : « اللهم أعطني

__________________

ولكن أعطه من غير ذلك » والاجلال جمع جل وقد يجمع على جلال أيضا ، وقال في الدروس : يستحب الصدقة بجلودها وجلالها وقلائدها تأسيا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويكره بيع الجلود واعطاؤها الجزار أجرة لا صدقة.

(١) تقدم الكلام والاخبار فيه ص ٥٠٣. ٥٠٤.

(٢) كما تقدم راجع ص ٤٩١ و ٤٩٢.

(٣) راجع ص ٤٩٢ الهامش.

(٤) في الكافي في الصحيح عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : « السنة في الحلق أن يبلغ العظمين » والظاهر أن المراد به منتهى الرأس لابيان انتهاء الحلق إليه ويحمل كلام المصنف أيضا عليه.

٥٥٠

بكل شعرة نورا يوم القيامة (١) » وادفن شعرك بمنى (٢).

* (زيارة البيت) *

وزر البيت يوم النحر أو من الغد وأنت على غسل ولا تؤخر أن تزوره من يومك أو من الغد فإنه ليس للمتمتع أن يؤخره وموسع للمفرد أن يؤخره ، وقل في طريقك وأنت متوجه إلى الزيارة من تمجيد الله والثناء عليه والصلاة على النبي وآله ما قدرت عليه ، فإذا بلغت باب المسجد فقم عليه وقل : « اللهم أعني على نسكي وسلمه لي وسلمني منه ، أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي وأن ترجعني بحاجتي ، اللهم إني عبدك ، والبلد بلدك ، والبيت بيتك ، جئت أطلب رحمتك وأبتغي مرضاتك (٣) متبعا لأمرك ، راضيا بقدرك ، أسألك مسألة المضطر إليك المطيع لأمرك ، المشفق من عذابك ، الخائف لعقوبتك ، أسألك أن تلقيني عفوك (٤) و تجيرني برحمتك من النار ».

* (اتيان الحجر الأسود) *

ثم تأتي الحجر الأسود فتستلمه فإن لم تستطع فامسحه بيدك وقبل يدك ، فإن لم تستطع فاستقبله وأشر إليه بيدك وقبلها وكبر وقل مثل ما قلت يوم طفت بالبيت يوم قدمت مكة ، وطف بالبيت سبعة أشواط كما وصف لك ، ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام تقرأ فيهما في الأولى الحمد وقل هو الله أحد وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون ، ثم ارجع إلى الحجر الأسود فقبله إن استطعت أو استلمه وكبر (٥).

__________________

(١) روى الشيخ في التهذيب مسندا عن معاوية بن عمار عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « أمر الحلاق أن يضع الموسى على قرنه الأيمن ثم أمره أن يحلق وسمى هو وقال : اللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة ».

(٢) في الكافي ج ٤ ص ٥٠٢ باسناده عن أبي شبل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « ان المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثم دفنه جاء يوم القيامة وكل شعرة لها لسان طلق تلبي باسم صاحبها ».

(٣) في بعض النسخ « وأبتغي طاعتك ».

(٤) في بعض النسخ « تبلغني عفوك ».

(٥) في الكافي ج ٤ ص ٥١١ في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله



٥٥١

* (الخروج إلى الصفا) *

ثم اخرج إلى الصفا واصنع عليه كما صنعت يوم قدمت مكة ، وطفت بينهما سبعة أشواط ، تبدأ بالصفا وتختم بالمروة ، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شئ أحرمت منه إلا النساء (١).

* (طواف النساء) *

صم ارجع إلى البيت وطف به أسبوعا وهو طواف النساء ، ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام أو حيث شئت من المسجد (٢) وقد حل لك النساء و [قد] فرغت من

__________________

عليه‌السلام قال : « ينبغي للمتمتع أن يزور البيت يوم النحر أو من ليلته ولا يؤخر ذلك ». و في الصحيح عن معاوية بن عمار عنه عليه‌السلام في زيارة البيت يوم النحر ، قال : زره فان شغلت فلا يضرك أن تزور البيت من الغد ولا تؤخره أن تزور من يومك فإنه يكره للمتمتع أن يؤخره ، وموسع للمفرد أن يؤخره ، فإذا أتيت البيت يوم النحر فقمت على باب المسجد قلت : « اللهم أعني على نسكك وسلمني له وسلمه لي ، أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي وأن ترجعني بحاجتي ، اللهم إني عبدك ، والبلد بلدك ، والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك ، وأؤم طاعتك ، متبعا لأمرك ، راضيا بقدرك ، أسألك مسألة المضطر إليك ، المطيع لأمرك ، المشفق من عذابك ، الخائف لعقوبتك أن تبلغني عفوك وتجيرني من النار برحمتك ، ثم تأتى الحجر الأسود فتسلمه وتقبله ، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك وقبل يدك ، فإن لم تستطع فاستقبله وكبر وقل كما قلت حين طفت بالبيت يوم قدمت مكة ، ثم طف بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك يوم قدمت مكة ، ثم صل عند مقام إبراهيم عليه‌السلام ركعتين تقرأ فيهما بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون ، ثم ارجع إلى الحجر الأسود فقبله ان استطعت واستقبله وكبر ، ثم اخرج إلى الصفا فاصعد عليه واصنع كما صنعت يوم دخلت مكة ، ثم ائت المروة فاصعد عليهما وطف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتختم بالمروة ، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شئ أحرمت منه الا النساء ، ثم ارجع إلى البيت وطف به أسبوعا آخر ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيم عليه‌السلام ، ثم أحللت من كل شئ وفرغت من حجك كله وكل شئ أحرمت منه ».

(١) هذا خلاف المشهور فإن المحلل الثاني على المشهور هو طواف الزيارة.

(٢) وجوب صلاة ركعتي الفريضة خلف المقام أو إلى أحد جانبيه بحيث لا يتباعد عنه

٥٥٢

حجك كله إلا رمي الجمار وأحللت من كل شئ أحرمت منه.

* (الرجوع إلى منى) *

ولا تبت ليالي التشريق إلا بمنى ، فإن بت في غيرها فعليك دم شاة لكل ليلة وإن خرجت أول الليل من منى فلا ينتصف الليل إلا وأنت بمنى ، أو قد خرجت من مكة إلا أن تكون في شغل من طوافك وسعيك وأصبحت بمكة فلا شئ عليك وإن خرجت بعد نصف الليل فلا يضرك أن تصبح في غيرها (١).

* (رمى الجمار) *

وارم الجمار في كل يوم بعد طلوع الشمس إلي الزوال وكلما قرب من الزوال فهو أفضل (٢).

__________________

(١) روى الكليني ج ٤ ص ٥١٤ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « لا تبت ليالي التشريق الا بمنى ، فان بت في غيرها فعليك دم ، وان خرجت أول الليل فلا ينتصف لك الليل الا وأنت بمنى الا أن يكون شغلك بنسكك أو قد خرجت من مكة و ان خرجت نصف الليل فلا يضرك أن تصبح بغيرها ، قال : وسألته عن رجل زار عشاء فلم يزل في طوافه ودعائه وفى السعي بين الصفا والمروة حتى يطلع الفجر؟ قال : ليس عليه شئ كان في طاعة الله ».

(٢) وقت الرمي ما بين طلوع الشمس إلى غروبها كما هو ظاهر النصوص والمشهور بين الأصحاب ، وذهب إليه الشيخ في النهاية والمبسوط وقال في الخلاف : لا يجوز الرمي

٥٥٣

وقد رويت رخصة من أول النهار إلى آخره (١).

وقل ما قلت يوم رميت جمرة العقبة وابدأ بالجمرة الأولى وأرمها بسبع حصيات من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها ، ثم قف على يسار الطريق واحمد الله عزوجل و اثن عليه وصل على النبي وآله ، ثم تقدم قليلا وادع الله عزوجل واسأله أن يتقبل منك ، ثم تقدم قليلا وادع الله ثم تقدم قليلا ثم افعل ذلك عند الوسطى ترميها بسبع حصيات واصنع كما صنعت في الأولى وتقف عندها وتدعو ، ثم امض إلى الثالثة وعليك السكينة والوقار وارمها بسبع حصيات ولا تقف عندها.

* (التكبير أيام التشريق) *

والتكبير في الأضحى (٢) من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الرابع (٣) يكون ذلك في خمس عشرة صلاة وذلك بمنى ، وبالأمصار في دبر عشرة صلوات من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الثالث (٤) ، والتكبير أن تقول : « الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أبلانا ، والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ».

__________________

أيام التشريق الا بعد الزوال واختاره ابن زهرة ، وقال ابن حمزة : وقت الرمي طول النهار و الفضل في الرمي عند الزوال ، وبه قال ابن إدريس وقال في المدارك المعتمد الأول.

(١) راجع التهذيب ج ١ ص ٥٢١ والاستبصار ج ٢ ص ٢٩٦ والكافي ج ٤ ص ٤٨١.

(٢) المشهور استحباب هذا التكبير وقال ابن الجنيد والسيد بالوجوب وما ورد في الاخبار بلفظ الوجوب محمول على تأكد الاستحباب.

(٣) كذا.

(٤) روى الكليني ج ٤ ص ٥١٦ في الحسن كالصحيح عن محمد بن مسلم قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل » واذكروا الله في أيام معدودات « قال : التكبير في أيام التشريق من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الفجر من يوم الثالث وفى الأمصار عشر صلوات ـ الخ » وفى الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « التكبير أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر (كذا في جميع نسخه وفى التهذيب » إلى صلاة الفجر « وهو الصواب) من آخر أيام التشريق ان أنت أقمت بمنى وان أنت خرجت فليس عليك التكبير والتكبير أن تقول : « الله أكبر ، الله أكبر ، لا اله

٥٥٤

* (النفر من منى) *

فإذا أردت أن تنفر من منى يوم الرابع (١) من يوم النحر نفرت إذا طلعت الشمس ولا عليك أي ساعة نفرت ورميت قبل الزوال أو بعده ، فإذا أردت أن تنفر في النفر الأول وهو اليوم الثالث فانفر إذا زالت الشمس فإنه ليس لك أن تنفر قبل زوال الشمس ، وإن أنت أقمت إلى أن تغيب الشمس فليس لك أن تخرج من منى ووجب عليك المقام إلى اليوم الرابع من يوم النحر وهو النفر الأخير ، وأفض إلى مكة مهللا وممجدا وداعيا فإذا بلغت مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مسجد الحصباء دخلته واستلقيت فيه على قفاك بقدر ما تستريح (٢). ومن نفر في النفر الأول فليس عليه أن يحصب (٣).

__________________

أيام التشريق الا بعد الزوال واختاره ابن زهرة ، وقال ابن حمزة : وقت الرمي طول النهار و الفضل في الرمي عند الزوال ، وبه قال ابن إدريس وقال في المدارك المعتمد الأول.

(١) كذا.

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٥٢٠ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إذا أردت أن تنفر في يومين فليس لك أن تنفر حتى تزول الشمس وان تأخرت إلى آخر أيام التشريق وهو يوم النفر الأخير فلا عليك أي ساعة نفرت ورميت قبل الزوال أو بعده ، فإذا نفرت وانتهيت إلى الحصبة وهي البطحاء فشئت أن تنزل قليلا فان أبا عبد الله عليه‌السلام قال : كان أبى ينزلها ثم يحمل فيدخل مكة من غير أن ينام بها » وفيه في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « من تعجل في يومين فلا ينفر حتى تزول الشمس فان أدركه المساء بات ولم ينفر ».

(٣) ذلك لان التحصيب كما تقدم عن الدروس ليس من سنن الحج إنما هو فعل مستحب اقتداء بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وروى أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بمسجد الحصبة بالأبطح في النفر الأخير.

٥٥٥

* (دخول مكة) *

ثم ادخل مكة وعليك السكينة والوقار وقد فرغت من كل شئ لزمك في حج وعمرة وابتع بدرهم تمرا وتصدق به ليكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك مما لا تعلم (١).

* (دخول الكعبة) *

وإن أحببت أن تدخل الكعبة فأدخلها وإن شئت لم تدخلها (٢) إلا أن تكون صرورة فلا بد لك من دخولها (٣) واغتسل قبل أن تدخلها وقل إذا دخلتها اللهم إنك قلت في كتابك : « ومن دخله كان آمنا » فآمني من عذابك عذاب النار ثم صل بين الأسطوانتين على البلاطة الحمراء ركعتين ، تقرأ في الأولى الحمد وحم السجدة وفي الثانية الحمد وعدد آيها من القرآن ، وتصلي في زواياه وتقول : « اللهم من تهيا أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وجوائزه فإليك يا سيدي (٤)

__________________

(١) روى الكليني ج ٤ ص ٥٣٣ في الحسن كالصحيح عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي ، وعن معاوية بن عمار وحفص عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : « ينبغي للحاج إذا قضى نسكه وأراد أن يخرج أن يبتاع بدرهم تمرا يتصدق به فيكون كفارة لما لعله دخل عليه في حجه من حك أو قملة سقطت أو نحو ذلك » وبسند مرسل عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « إذا أردت أن تخرج من مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به قبضة قبضة ، فيكون لكل ما كان منك في احرامك وما كان منك بمكة ».

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٥٢٧ في الموثق كالصحيح عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : « سألته عن دخول الكعبة ، قال : الدخول فيها دخول في رحمة الله ، والخروج منها خروج من الذنوب ، معصوم فيما بقي من عمره ، مغفور له ما سلف من ذنوبه ».

(٣) المراد تأكد الاستحباب له ، روى الكليني ج ٤ ص ٤٦٩ عن أبان بن عثمان ، عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « يستحب للصرورة أن يطأ المشعر الحرام ، وأن يدخل البيت ».

(٤) روى الكليني في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

٥٥٦

تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ونوافلك وجائزتك فلا تخيب اليوم رجائي ، يامن لا يخيب عليه سائل ، ولا ينقصه نائل ، ولا يبلغ مدحته قائل ، فإني لم آتك بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوتها ، لكني أتيتك مقرا بالظلم و الإساءة على نفسي ، أتيتك بلا حجة ولا عذر ، فأسألك يا من هو كذلك ان تعطيني منيتي وتقلبني برحمتك ولا تردني محروما ولا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم ، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم » ولا تدخلها بحذاء ولا خف ولا تبزق فيها ولا تمتخط.

* (وداع البيت) *

فإذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا ، وصل ركعتين حيث أحببت من الحرم وائت الحطيم ـ والحطيم ما بين باب الكعبة والحجر الأسود ـ فتعلق بأستار الكعبة وأنت قائم واحمد الله عزوجل واثن عليه وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قل « اللهم إني عبدك وابن عبدك ، ابن أمتك ، حملته على دوابك وسيرته في بلادك وأقدمته المسجد الحرام ، اللهم وقد كان في أملي ورجائي أن تغفر لي فان كنت يا رب قد فعلت ذلك فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى ، وإن لم تكن فعلت يا رب ذلك فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه ولا مستبدل به ، هذا أو ان انصرافي إن كنت قد أذنت لي ، اللهم فاحفظني من بين يدي ومن خلفي ومن تحتي ومن فوقي و عن يميني وعن شمالي حتى تقدمني أهلي صالحا ، فإذا أقدمتني أهلي فلا تتخل مني وأكفني مؤونة عيالي ومؤونة خلقك » (١).

__________________

« إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها ولا تدخلها بحذاء وتقول إذا دخلت » اللهم انك قلت « ومن دخله كان آمنا » فآمني من عذاب النار ، ثم تصلى ركعتين بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء تقرأ في الركعة الأولى حم السجدة وفى الثانية عدد آياتها من القرآن وتصلى في زواياه وتقول : « اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وفواضله فإليك يا سيدي ـ إلى آخر ما في المتن ».

(١) راجع الكافي ج ٤ ص ٥٣٠ في باب وداع البيت صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٥٥٧

فإذا بلغت باب الحناطين (١) فاستقبل الكعبة بوجهك وخر ساجدا واسأل الله عزوجل أن يتقبله منك ولا يجعله آخر العهد منك ثم تقول وأنت مار : « آئبون تائبون حامدون لربنا شاكرون ، إلى الله راغبون ، وإلى الله راجعون ، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل » (٢).

* (باب الابتداء بمكة والختم بالمدينة) *

٣١٣٨ ـ روى هشام بن المثنى (٣) ، عن سدير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال له : « ابدأوا بمكة واختموا بنا » (٤).

٣١٣٩ ـ وروى عمر بن أذينة (٥) ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إنما امر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم » (٦).

٣١٤٠ ـ وسأل بعض أصحابنا أبا جعفر عليه‌السلام (٧) فقال له : « أبدأ بمكة أو

__________________

(١) ذكر الشهيد في الدروس أن هذا الباب بإزاء الركن الشامي وأنه باب بنى جمع قبيلة من قريش سمى بذلك لبيع الحنطة عنده وقيل لبيع الحنوط (المدارك) وقال الفاضل التفرشي : ولا يكاد يوجد من يعرف موضع هذا الباب لان المسجد زيد فيه.

(٢) في الكافي في ذيل صحيحة ابن عمار التي أشرنا إليه ثم ائت زمزم فاشرب من مائها ثم اخرج وقل : « آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا ، راغبون إلى الله ، راجعون إن شاء الله » ، وقوله : « آئبون » خبر مبتدأ محذوف أي نحن آئبون.

(٣) وكذا في الكافي ، وفى الرجال هاشم بن المثنى الحناط وهو ثقة والسدير ممدوح والطريق في الكافي حسن كالصحيح.

(٤) يدل على استحباب تأخير الزيارة عن الحج ولعله مخصوص بمن لا ينتهى طريقهم إلى المدينة كاهل العراق ، كما يأتي في حديث صفوان.

(٥) الطريق إليه صحيح وهو ثقة من أصحاب أبي الحسن موسى عليه‌السلام.

(٦) ظاهره لقاؤهم حيا ويحتمل شموله للزيارة بعد الموت أيضا. (المرآة)

(٧) المراد أبو جعفر الثاني لما رواه الكليني ج ٤ ص ٥٥٠ عن علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه عليه‌السلام فالسائل هو البرقي.

٥٥٨

بالمدينة؟ فقال [له] : ابدأ بمكة واختم بالمدينة فإنه أفضل ».

قال مصنف هذا الكتاب ـ رحمه‌الله ـ : هذه الأخبار إنما وردت فيمن يملك الاختيار ويقدر على أن يبدأ بأيهما شاء من مكة أو المدينة ، فأما من يؤخذ به على أحد الطريقين فاحتاج إلى الاخذ فيه شاء أو أبي فلا خيار له في ذلك ، فإن اخذ به على طريق المدينة بدأ بها وكان ذلك أفضل له لأنه لا يجوز له أن يدع دخول المدينة وزيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليهم‌السلام بها وإتيان المشاهد انتظار لرجوعه ، فربما لم يرجع أو اخترم دون ذلك (١) ، والأفضل له أن يبدأ بالمدينة ، وهذا معنى حديث ٣١٤١ ـ صفوان ، عن العيص بن القاسم قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الحجاج من الكوفة يبدؤون بالمدينة أفضل أو بمكة؟ فقال : بالمدينة ».

* (الصلاة في مسجد غدير خم) *

فإذا انتهيت إلى مسجد غدير خم فأدخله وصل فيه ما بدا لك.

٣١٤٢ ـ فإن أحمد بن محمد بن أبي نصر روى عن أبان عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : « يستحب الصلاة في مسجد الغدير لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أقام فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو موضع أظهر الله فيه الحق ».

٣١٤٣ ـ وروى صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا إبراهيم عليه‌السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار وأنا مسافر ، فقال : صل فيه فإن فيه فضلا ، وقد كان أبي عليه‌السلام يأمر بذلك.

٣١٤٤ ـ وروي عن حسان الجمال (٢) قال : حملت أبا عبد الله عليه‌السلام من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال : ذاك موضع قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ثم نظر إلى الجانب

__________________

(١) أي مات قبل ذلك ، وفى القاموس واخترم فلان عنا ـ مبنيا للمفعول ـ : مات ، واخترمته المنية أخذته.

(٢) هو ثقة ولم يذكر المصنف طريقه إليه ورواه الكليني في الصحيح عنه ج ٤ ص ٥٦٦.

٥٥٩

الآخر فقال : ذاك موضع فسطاط المنافقين وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، فلما رأوه رافعا يده قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية « وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين ».

* (نزول معرس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله) *

٣١٤٥ ـ روى معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « إذا انصرفت من مكة إلى المدينة وانتهيت إلى ذي الحليفة وأنت راجع إلى المدينة من مكة فائت معرس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) فإن كنت في وقت صلاة مكتوبة أو نافلة فصل ، وإن كان غير وقت صلاة فأنزل فيه قليلا فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد كان يعرس فيه ويصلي فيه ».

٣١٤٦ ـ وروى علي بن مهزيار ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : « جعلت فداك أن جمالنا مر بنا ولم ينزل المعرس ، فقال : لابد أن ترجعوا إليه فرجعنا إليه » (٢).

٣١٤٧ ـ وسأل العيص بن القاسم أبا عبد الله عليه‌السلام « عن الغسل في المعرس فقال : ليس عليك فيه غسل ، والتعريس هو أن يصلى فيه ويضطجع فيه ليلا مر به أو نهارا » (٣)

__________________

(١) قال الجوهري : التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون ، وأعرسوا لغة فيه قليلة والموضع معرس ومعرس ـ انتهى ، والمراد النزول في مسجد النبي (ص) الذي عرس به وهو على فرسخ من المدينة بقرب مسجد الشجرة ، وفى المراصد : المعرس : مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة وهو منهل أهل المدينة كان رسول الله عليه‌السلام يعرس فيه ثم يرحل.

(٢) في بعض النسخ والكافي « فرجعت إليه » والخبر يدل على تأكد الاستحباب ، وفى الكافي ج ٤ ص ٥٦٥ في الصحيح عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا « أنه لم يعرس فأمره الرضا عليه‌السلام أن ينصرف فيعرس ». وقال العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ : أجمع الأصحاب على استحباب النزول والصلاة في معرس النبي (ص) تأسيا به ، ويستفاد من الاخبار أن التعريس إنما يستحب في العود من مكة إلى المدينة.

(٣) يدل على عدم استحباب الغسل وعلى استحباب التعريس أي وقت كان. (م ت)

٥٦٠