كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

٢٢٣١ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « كل نعيم مسؤول عنه صاحبه إلا ما كان في غزو أو حج ».

٢٢٣٢ ـ وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : « الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة اللازم لهما من أضياف الله عزوجل إن أبقاه أبقاه ولا ذنب له وإن أماته أدخله الجنة ».

٢٢٣٣ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام « عن رجل ذي دين يستدين ويحج؟ فقال : نعم هو أقضى للدين » (١).

٢٢٣٤ ـ وروي عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : « إن رجلا استشارني في الحج وكان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحج ، فقال : ما أخلقك أن تمرض سنة ، فقال : فمرضت سنة ».

٢٢٣٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ليحذر أحدكم أن يعوق أخاه من الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخر له في الآخرة ».

٢٢٣٦ ـ وقد روي « أن الحج أفضل من الصلاة والصيام لان المصلي إنما يشتغل عن أهله ساعة. وأن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم ، وأن الحاج يشخص بدنه ويضحى نفسه (٢) وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله ، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة ».

٢٢٣٧ ـ وروي « أن صلاة فريضة خير من عشرين حجة وحجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق به حتى ينفى ».

قال مصنف هذا الكتاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ هذان الحديثان متفقان ، غير مختلفين وذلك أن الحج فيه صلاة والصلاة ليس فيها حج فالحج بهذا الوجه أفضل من الصلاة

__________________

(١) رواه الشيخ في الاستبصار ج ٢ ص ٣٢٩ مسندا.

(٢) من الضحية يعنى يجعلها بارزة للشمس بالسير والسلوك في ضاحية النهار.

(م ح ق)

٢٢١

وصلاة فريضة أفضل من عشرين حجة متجردة عن الصلاة (١).

٢٢٣٨ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من حاج يضحى ملبيا (٢) حتى تزول الشمس إلا غابت ذنوبه معها ، والحج والعمرة ينفيان الفقر كما ينفي الكير (٣) خبث الحديد ».

٢٢٣٩ ـ و « سئل الصادق عليه‌السلام عن الرجل يحج عن آخر أله من الأجر والثواب شئ؟ فقال : للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج ويغفر له ولأبيه ولامه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته ، إن الله واسع كريم ».

٢٢٤٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من حج عن إنسان اشتركا حتى إذا قضى طواف الفريضة انقطعت الشركة ، فما كان بعد ذلك من عمل كان لذلك الحاج ».

٢٢٤١ ـ وسأل علي بن يقطين أبا الحسن عليه‌السلام « عن رجل دفع إلى خمسة نفر حجة واحدة ، فقال : يحج بها بعضهم ، وكلهم شركاء في الاجر (٤) فقال له : لمن الحج؟

__________________

(١) قال الشهيد في قواعده : لعل المعارضة بين الصلاة الواجبة والحج المندوب ، وبين المتفضل في الصلاة والمستحق في الحج مع قطع النظر عن المتفضل في الحج ، أو يراد به أن لو حج في ملة غير هذه الملة ، وأما الصلاة المندوبة فيمكن أن لا يراد الواحدة أفضل من الحج إذ ليس في الحديث الا الفريضة ، وأما حديث « خير أعمالكم الصلاة ـ الخ » فيمكن حمله على المعهودة وهي الفرائض ويؤيده الأذان والإقامة لاختصاصهما بها أو نقول لو صرف زمان الحج والعمرة في الصلاة المندوبة كان أفضل منها ، أو يختلف بحسب الأحوال والأشخاص كما نقل أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله « سئل أي الأعمال أفضل ، فقال : الصلاة لأول وقتها ، وسئل أيضا أي الأعمال أفضل ، فقال : بر الوالدين ، وسئل أي الأعمال أفضل فقال : حج مبرور » فتخص بما يليق بالسائل من الأعمال فيكون لذلك السائل والدان محتاجان إلى بره ، والمجاب بالصلاة يكون عاجزا عن الحج والجهاد ، والمجاب بالجهاد في الخبر السابق يكون قادرا عليه كذا ذكره بعض العلماء رفعا للتناقض.

(٢) أي يبرز في حر الشمس ويلبى.

(٣) هو الزق الذي ينفخ فيه الحديد.

(٤) أي أعطاهم جميعا ليذهب واحد منهم ويكون سائرهم شركاء في الثواب الحج

٢٢٢

فقال : لمن صلي في الحر والبرد ».

فإن أخذ رجل من رجل مالا يحج عنه ومات ولم يخلف شيئا فإن كان الأجير قد حج اخذت حجته ودفعت إلى صاحب المال ، وإن لم يكن حج كتب لصاحب المال ثواب الحج (١).

٢٢٤٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حج من غير أن ينقص من حجتك شئ ».

٢٢٤٣ ـ وروي « أن الله عزوجل جاعل له ولهم حجا وله أجر لصلته إياهم » (٢).

ومن أراد أن يطوف عن غيره فليقل حين يفتتح الطواف : « اللهم تقبل من فلان » ويسمي الذي يطوف عنه (٣).

٢٢٤٤ ـ ومن حج عن غيره فليقل « اللهم ما أصابني من نصب أو تعب أو شعث فآجر فيه فلانا وآجرني في قضائي عنه » (٤).

__________________

فالثواب الكامل لمن حج منهم ولكل واحد منهم حظ من الثواب ، وفى الصحاح صلى بالامر إذا قاسى شدة حره. (المرآة)

(١) لما رواه علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه‌السلام كما في الكافي ج ٤ ص ٣١١ وقوله « اخذت حجته » لعل هذا ينافي وجوب استيجار الحج ثانيا واستعادة الاجر مع الامكان كما هو المشهور. (المرآة)

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٣١٥ باسناده الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « قلت له : أشرك أبوي في حجتي؟ قال : نعم ، قلت : أشرك اخوتي في حجتي؟ قال : نعم ان الله عزوجل جاعل لك حجا ولهم حجا ولك أجر لصلتك إياهم ، قلت : فأطوف عن الرجل والمرأة وهم بالكوفة؟ فقال : نعم تقول حين تفتتح الطواف : » اللهم تقبل من فلان « الذي تطوف عنه » أي تسميه باسمه.

(٣) كما في ذيل خبر ابن عمار.

(٤) رواه الكليني ج ٤ ص ٣١١ في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام هكذا « اللهم ما أصابني من نصب أو شعث أو شدة فاجر فلانا فيه وآجرني في قضائي عنه ». والشعث تفرق البال ونحوه. وفى آخر عن الحلبي « اللهم ما أصابني في سفري هذا من تعب أو شدة أو بلاء أو شعث فاجر فلانا فيه وآجرني في قضائي عنه ».

٢٢٣

وقد روي أنه يذكره إذا ذبح (١) ، وإن لم يقل شيئا فليس عليه شئ لان الله عزوجل عالم بالخفيات.

ومن وصل قريبا بحجة أو عمرة كتب الله عزوجل له حجتين وعمرتين (٢) وكذلك من حمل عن حميم يضاعف له الاجر ضعفين (٣).

٢٢٤٥ ـ وروي « أن حجة واحدة أفضل من عتق سبعين رقبة » (٤).

٢٢٤٦ ـ و « ولما صد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) أتاه رجل فقال يا رسول الله إني رجل ميل  ـ يعني كثير المال ـ وإني في بلد ليس يصلح مالي غيري (٦) فأخبرني يا رسول الله بشئ إن أنا صنعته كان لي مثل أجر الحاج ، فقال له : انظر إلى الجبل ـ يعني أبا قبيس ـ لو أنفقت مثل هذا ذهبا تتصدق به في سبيل الله عزوجل ما أدركت أجر الحاج » (٧).

__________________

(١) روى الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٥٦٦ والاستبصار ج ٢ ص ٣٢٦ بسند حسن عن أبي عبد الله عليه‌السلام « في الرجل يحج عن الانسان يذكره في جميع المواطن كلها؟ قال : ان شاء فعل وان شاء لم يفعل ، الله يعلم أنه قد حج عنه ، ولكنه يذكره عند الأضحية إذا ذبحها ».

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٣١٦ في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام « في الرجل يشرك أباه وأخاه وقرابته في حجه؟ فقال : إذا يكتب لك حجا مثل حجهم وتزداد أجرا بما وصلت ».

(٣) « حمل عن حميم » بان قضى له دينا أو أدى دية كانت عليه والاخبار في ذلك مستفيضة.

(٤) رواه الشيخ في التهذيب ج ٢ ص ٤٥٢ عن عمر بن يزيد عن الصادق عليه‌السلام. وروى المصنف في ثواب الأعمال ص ٧٢ باسناده عن عمر بن يزيد قال : « سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : الحج أفضل من عتق عشر رقبات حتى عد سبعين رقبة ، والطواف وركعتاه أفضل من عتق رقبة ».

(٥) أي منعه المشركون من دخول مكة في الحديبية من العمرة ، والظاهر أن لفظة « صد » تصحيف وقع من الناسخ والصواب « أفاض » كما في الكافي والتهذيب وثواب الأعمال أو الصواب « صدر رسول الله (ص) » بمعنى أفاض وسقط حرف الراء من قلم الناسخ في الأوائل.

(٦) أن أنا ضابط مالي وليس أحد يقوم بأمري ، وفى بعض النسخ « ليس يصلح لي غيري »

(٧) زاد في التهذيب « ثم قال : ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، فإذا ركب

٢٢٤

٢٢٤٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حق ».

٢٢٤٨ ـ وروي « درهما في الحج خير من ألف ألف درهم في غيره ، ودرهم يصل إلى الامام مثل ألف ألف درهم في الحج ».

٢٢٤٩ ـ وروي « أن درهما في الحج أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه في سبيل الله عزوجل ». (١)

٢٢٥٠ ـ و « الحاج عليه نور الحج ما لم يلم بذنب » (٢).

وهدية الحاج من نفقة الحج (٣).

ولا تماكس في أربعة أشياء في ثمن الكفن وفي ثمن النسمة وفي شراء الأضحية وفي الكراء إلى مكة. (٤)

__________________

بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، قال : فعد رسول الله (ص) كذا وكذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه ، ثم قال : أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج ».

(١) روى البرقي في المحاسن ص ٦٤ مسندا عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث « ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفي ألف درهم في سبيل الله ».

(٢) روى الكليني ج ٤ ص ٢٥٥ باسناده عن داود بن أبي يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب » وقال الجوهري : ألم الرجل من اللمم وهي صغار الذنوب ، ويقال : هو مقاربة المعصية.

(٣) روى الكليني ج ٤ ص ٢٨٠ باسناده عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : « هدية الحج من الحج » وفى مرفوعة « الهدية من نفقة الحج » ولعل المعنى أن ما يهدى إلى أهله واخوانه بعد الرجوع من الحج له ثواب نفقة الحج ، أو أنه ينبغي أن يحسب أولا عند نفقة الحج الهدية أيضا ، أو لا يزيد في شراء الهدية على ما معه من النفقة. (المرآة)

(٤) هذا مضمون الحديث لا لفظه ورواه المصنف على وجهه في الخصال ص ٢٤٥ في مرفوع عن أبي جعفر عليه‌السلام وفى خبر آخر مسند عن علي عليه‌السلام عن النبي (ص) والنهى محمول على الكراهة.

٢٢٥

٢٢٥١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ودمن في القبور لو أن له حجة بالدنيا و ما فيها » (١).

٢٢٥٢ ـ وروي « أن الحاج والمعتمر يرجعان كمولودين مات أحدهما طفلا لا ذنب له ، وعاش الآخر ما عاش معصوما ». (٢)

٢٢٥٣ ـ و « الحاج على ثلاثة أصناف فأفضلهم نصيبا رجل يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووقاه الله عذاب القبر ، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، وأما الذي يليه فرجل يحفظ في أهله وماله » (٣) وروي « أنه هو الذي لا يقبل منه الحج » (٤).

٢٢٥٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « الحج جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ». (٥)

٢٢٥٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش : دعوة الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم حتى يفطر ».

٢٢٥٦ ـ و « من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل أو أكثر كتب الله عزوجل له من الاجر والحسنات من أول جمعة في الدنيا إلى آخر جمعة

__________________

(١) الظاهر أنه يتمنى أنه ليت له كل الدنيا ويصرفه في حجة واحدة ، أوليت له الدنيا بما فيها ويعطيها ويأخذ ثواب حجة في الآخرة. (م ت)

(٢) يمكن أن يكون على اللف والنشر المرتب ، أو كل واحد لكل واحد ويكون الاختلاف باختلاف الأشخاص كما سيذكر. (م ت)

(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٦٢ بهذا اللفظ مسندا عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعناه أنه لا يغفر له لكن يحفظ في أهله وماله فقط.

(٤) لم أجده.

(٥) مروى في الكافي ج ٤ ص ٢٥٩ مسندا عن جندب عن الصادق عليه‌السلام عن النبي (ص) قال « الحج جهاد الضعيف ، ثم وضع أبو عبد الله عليه‌السلام يده على صدر نفسه وقال : نحن الضعفاء ونحن الضعفاء » يعنى استضعفنا أهل الجور وأخذوا حقنا ولا يمكننا الجهاد فأبدلناه بالحج.

٢٢٦

تكون ، وكذلك إن ختمه في سائر الأيام » (١).

٢٢٥٧ ـ وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : « من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويرى منزله من الجنة » (٢).

٢٢٥٨ ـ و « تسبيحة بمكة تعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله عزوجل » (٣).

٢٢٥٩ ـ و « من صلى بمكة سبعين ركعة فقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية السخرة وآية الكرسي لم يمت إلا شهيدا ، والطاعم بمكة كالصائم فيما سواها ، وصيام يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها ، والماشي بمكة في عبادة الله عزوجل » (٤).

٢٢٦٠ ـ وقال الباقر أبو جعفر عليه‌السلام : « من جاور سنة بمكة غفر الله له ذنبه ولأهل بيته ولكل من استغفر له ولعشيرته ولجيرانه ذنوب تسع سنين وقد مضت و عصموا من كل سوء أربعين ومائة سنة ». والانصراف والرجوع أفضل من المجاورة (٥).

__________________

(١) رواه المصنف في ثواب الأعمال ص ١٢٥ والكليني في الكافي ج ٢ ص ٦١٢ مسندا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٢) رواه البرقي في المحاسن ص ٦٩ بسند مرسل عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٣) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٥٨١ مسندا عن خالد بن ماد القلانسي عن أبي ـ عبد الله عليه‌السلام رواه عن جده علي بن الحسين عليهما‌السلام في صدر الحديث المتقدم وفيه « تسبيحة بمكة أفضل من خراج العراقيين » ورواه البرقي في المحاسن ص ٦٨ مسندا عن أبي عبد الله عليه‌السلام كما في المتن.

(٤) الظاهر أن من قوله « ومن صلى بمكة » إلى ههنا تتمة رواية خالد بن ماد عن علي ابن الحسين عليهما‌السلام. والمراد بآية السخرة « ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض  ـ إلى قوله ـ : تبارك الله رب العالمين » وقيل : إلى قوله « ان رحمة الله قريب من المحسنين ».

(٥) روى الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٣٠ في الصحيح كالشيخ في التهذيب عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة ، قلت : كيف يصنع؟ قال : يتحول عنها » واعلم أن الفيض وسلطان العلماء ـ رحمهما‌الله ـ جعلا هذه الجملة تتمة لحديث الباقر عليه‌السلام وليس ببعيد.

٢٢٧

٢٢٦١ ـ و « النائم بمكة كالمتهجد في البلدان ». (١)

٢٢٦٢ ـ و « الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عزوجل » (٢).

٢٢٦٣ ـ و « من خلف حاجا في أهله بخير كان له كأجره حتى كأنه يستلم الأحجار ». (٣)

٢٢٦٤ ـ وقال علي بن الحسين عليه‌السلام : « يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج إذا قدموا فصافحوهم وعظموهم فإن ذلك يجب عليكم ، تشاركوهم في الاجر » (٤).

٢٢٦٥ ـ وقال عليه‌السلام : « بادروا بالسلام على الحاج والمعتمرين ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم الذنوب » (٥).

٢٢٦٦ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « وقروا الحاج والمعتمرين فإن ذلك واجب عليكم ».

٢٢٦٧ ـ و « من أماط أذى عن طريق مكة (٦) كتب الله عزوجل له حسنة ».

__________________

(١) مروى في المحاسن ص ٦٨ من حديث خالد بن ماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن علي بن الحسين عليهما‌السلام وفيه « كالمتشحط في البلدان ».

(٢) مروى في المحاسن ص ٦٨ بسند فيه ارسال عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام.

(٣) مروى في المحاسن ص ٧٠ من حديث خالد بن ماد عن علي بن الحسين عليهما‌السلام بأدنى اختلاف في اللفظ ، ورواه المصنف في عقاب الأعمال ص ٣٤٥ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قاله في خطبة طويلة له.

(٤) مروى في المحاسن ص ٧١ والكافي ج ٤ ص ٢٦٤ مسندا عن أبي عبد الله عن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، والخبر يدل على استحباب الاستبشار والتبسم وطلاقة الوجه والمصافحة والتعظيم لهم عند مجيئهم ، ويحتمل إلى انقضاء أربعة أشهر والأعم منه ومن الاستقبال والمعانقة والمبادرة بالسلام. (م ت)

(٥) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٥٦ بسند مرسل عن علي بن الحسين عليهما‌السلام.

(٦) أي كل ما يؤذى الناس من حجر أو شجر أو ضيق طريق وأمثال ذلك.

٢٢٨

وفى خبر آخر « من قبل الله منه حسنة لم يعذبه ». (١)

٢٢٦٨ ـ و « من مات محرما بعث يوم القيامة ملبيا بالحج مغفورا له » (٢).

٢٢٦٩ ـ و « من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة ». (٣)

٢٢٧٠ ـ و « من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين » (٤).

٢٢٧١ ـ و « من مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان » (٥).

٢٢٧٢ ـ و « من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر من بر الناس وفاجرهم » (٦).

٢٢٧٣ ـ و « ما من سفر أبلغ في لحم ولادم ولا جلد ولا شعر من سفر مكة ، وما من أحد يبلغه حتى تلحقه المشقة » (٧) وإن ثوابه على قدر مشقته.

* (نكت في حج الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين) *

٢٢٧٤ ـ قال أبو جعفر عليه‌السلام : « أتى آدم عليه‌السلام هذا البيت ألف أتية على قدميه منها سبعمائة حجة وثلاثمائة عمرة ، وكان يأتيه من ناحية الشام ، وكان يحج على ثور والمكان الذي يبيت فيه عليه‌السلام الحطيم ـ وهو ما بين باب البيت والحجر الأسود ـ وطاف

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٥٤٧ مع الخبر السابق كليهما في حديث عن الصادق عليه‌السلام.

(٢) كأنه مضمون رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام المروية في الكافي ج ٤ ص ٢٥٦ حيث قال : « الحاج والمعتمر في ضمان الله ، فان مات متوجها غفر الله له ذنوبه ، وان مات محرما بعثه الله ملبيا ـ الخ » وروى الخطيب في تاريخه مسندا عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من مات محرما حشر ملبيا ».

(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٦٣ مسندا عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٥٦ في ذيل خبر أبي بصير المتقدم.

(٥) لم أجده ، وفى المحاسن ص ٧٠ عن أبي عبد الله عليه‌السلام « من مات بين الحرمين بعثه الله في الآمنين ».

(٦) رواه البرقي في المحاسن ص ٧٢ باسناده عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه ـ السلام بأدنى اختلاف وكذا الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٥٨.

(٧) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٦٢ في الصحيح في هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام والظاهر أن الباقي من كلام المؤلف.

٢٢٩

آدم عليه‌السلام قبل أن ينظر حواء مائة عام ، وقال له جبرئيل عليه‌السلام : حياك الله و بياك (١) ـ يعني أضحكك الله ـ ».

٢٢٧٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « لما أفاض آدم عليه‌السلام من منى تلقته الملائكة بالأبطح فقالوا : يا آدم بر حجك (٢) أما إنا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام ».

٢٢٧٦ ـ و « نزل جبرئيل عليه‌السلام (٣) بمهاة من الجنة ـ وروي بياقوتة حمراء ـ فأدارها على رأس آدم وحلق رأسه بها » (٤).

٢٢٧٧ ـ وروي أنه « كان طول سفينة نوح عليه‌السلام ألفا ومائتي ذراع وعرضها مائة ذراع وطولها في السماء ثمانين ذراعا فركب فيها فطافت بالبيت سبعة أشواط وسعت بين الصفا والمروة سبعا ثم استوت على الجودي (٥) ».

٢٢٧٨ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام عن الذبيح من كان؟ فقال : إسماعيل عليه‌السلام لان الله عزوجل ذكر قصته في كتابه ، ثم قال : « وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ».

وقد اختلفت الروايات في الذبيح فمنها ما ورد بأنه إسماعيل ، ومنها ما ورد

__________________

(١) « حياك الله » أي أبقاك أو فرحك أو سلم عليك ، و « بياك » هو تابع حياك ، معناه أصلحك أو أضحكك. وفى بعض النسخ « حياك الله ولباك » أي أجاب تلبيتك وقبل حجتك ،

(٢) « بر » بفتح الباء وضمها وشد الراء ـ فهو مبرور من البر وهو الصلة والخير والاتساع في الاحسان وقيل : الحج المبرور مالا يخالطه شئ من المآثم وقيل هو المقبول المقابل بالبر و هو الثواب (الوافي) أقول : والمراد بحج الملائكة الطواف.

(٣) كما في الكافي ج ٤ ص ١٩٥. والمهاة : البلورة أو الدرة كما سيفسرها المؤلف.

(٤) روى الكليني ج ٤ ص ٢٦٥ مسندا عن علي بن محمد العلوي قال : « سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن آدم حيث حج بما حلق رأسه؟ فقال : نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام بياقوتة من الجنة فأمرها على رأسه فتناثر شعره ».

(٥) في الكافي ج ٤ ص ٢١٢ « كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء مائتين ذراعا فطافت ـ الخ ».

٢٣٠

بأنه إسحاق ، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها ، وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه ، وكان يصبر لأمر الله عزوجل ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم الله عزوجل ذلك من قبله فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك ، وقد ذكرت إسناد ذلك في كتاب النبوة متصلا بالصادق عليه‌السلام.

٢٢٧٩ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام « أين أراد إبراهيم عليه‌السلام أن يذبح ابنه؟ فقال : على الجمرة الوسطى ».

ولما أراد إبراهيم عليه‌السلام أن يذبح ابنه صلى الله عليهما قلب جبرئيل عليه‌السلام المدية واجتر الكبش من قبل ثبير (١) واجتر الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام و نودي من ميسرة مسجد الخيف : « أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم » يعني بكبش أملح يمشي في سواد ، ويأكل في سواد ، وينظر في سواد ، ويبعر في سواد ، ويبول في سواد ، أقرن فحل ، وكان يرتع في رياض الجنة أربعين عاما (٢).

قال مصنف هذا الكتاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ : لم أحب تطويل هذا الكتاب بذكر القصص لان قصدي كان بوضع هذا الكتاب على إيراد النكت وقد ذكرت القصص مشروحة في كتاب النبوة.

٢٢٨٠ ـ « وإن إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام حدا المسجد الحرام ما بين الصفا والمروة (٣) فكان الناس يحجون من مسجد الصفا » (٤).

__________________

(١) ثبير ـ كامير ـ جبل بمكة. وفى الكافي ج ٤ ص ٢٠ « واجتر الغلام من تحته و تناول جبرئيل الكبش من قلة ثيبر فوضعه تحته ».

(٢) كما في الكافي ج ٤ ص ٢٠٩ عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٣) في الكافي ج ٤ ص ٢٠٩ مسندا عن حماد بن عثمان عن الحسن بن نعمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام حدا المسجد الحرام بين الصفا والمروة.

(٤) لعل المراد الطواف أي يطوفون حول الكعبة إلى الصفا. والخبر في التهذيب ج ١ ص ٥٧٦ إلى هنا عن حماد عن الحسين بن نعيم عنه عليه‌السلام وهو الصواب.

٢٣١

٢٢٨١ ـ وقد روي « أن إبراهيم عليه‌السلام خط ما بين الحزورة إلى المسعى (١) ». وأول من كسا البيت إبراهيم عليه‌السلام (٢)

٢٢٨٢ ـ وروي « أن إبراهيم عليه‌السلام لما قضى مناسكه أمره الله عزوجل بالانصراف فانصرف ».

وماتت أم إسماعيل فدفنها في الحجر وحجر عليه لئلا يوطأ قبرها (٣).

وبقي إسماعيل عليه‌السلام وحده ، فلما كان من قابل أذن الله عزوجل لإبراهيم عليه‌السلام في الحج وبناء الكعبة وكانت العرب تحج البيت وكان ردما (٤) إلا أن قواعده معروفة.

وكان إسماعيل عليه‌السلام لما صدر الناس جمع الحجارة وطرحها في جوف الكعبة ، فلما قدم إبراهيم عليه‌السلام كشف هو وإسماعيل عنها فإذا هو حجر واحد أحمر ، فأوحى الله عزوجل إليه ضع بناءها عليه وأنزل عليه أربعة أملاك. فلما تم بناؤه قعد على كل ركن ثم نادى هلم إلى الحج هلم إلى الحج فلو ناداهم هلموا إلى الحج لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا ولكنه نادى إلى الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك داعي الله لبيك داعي الله ، فمن لبى مرة حج مرة ، ومن لبى عشرا حج عشرا حجج ، ومن لم يلب لم يحج (٥).

وكان إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام يضعان الحجارة ويرفعان لها القواعد والملائكة

__________________

(١) الحزورة وزان قسورة ـ موضع كان به سوق مكة بين الصفا والمروة قريب من موضع النخاسين وهو معروف أو عند باب الحناطين. وقوله « إلى المسعى » أي مبتدأ السعي هو الصفا.

(٢) سيأتي ما يدل على أن المراد أن إبراهيم عليه‌السلام أول من كسا البيت بالخصف وأن آدم عليه‌السلام أول من كساه وكساه بالشعر.

(٣) كما روى الكليني ج ٤ ص ٢١٠ باسناده عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) كما في الكافي ج ٤ ص ٢٠٣ ، والردم ما يسقط من الجدار المنهدم ، وردمت الثلمة ونحوها ردما سددتها. وفى مكة موضع يقال له الردم كأنه تسمية بالمصدر. (المصباح)

(٥) كما هو مروى عن أبي عبد الله عليه‌السلام في العلل ص ٤١٩ والكافي ج ٤ ص ٢٠٣.

٢٣٢

يناولونهما حتى تمت اثنا عشر ذراعا ، فلما انتهى إلى موضع الحجر ناداه أبو قبيس يا إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه ، وهيأ له بابين بابا يدخل منه وبابا يخرج منه وجعلا عليه عتبا وشريجا (١) من جريد على أبوابها.

وكانت الكعبة عريانة فصدر إبراهيم عليه‌السلام وقد سوى البيت وأقام إسماعيل عليه‌السلام فتزوج إسماعيل امرأة من العمالقة وخلى سبيلها ، وتزوج أخرى حميرية فكانت عاقلة فتأملت بابي البيت فقالت لإسماعيل عليه‌السلام : هلا تعلق على هذين البابين سترين سترا من ههنا وسترا من ههنا؟ فقال لها : نعم فعملت للبيت سترين طولهما اثنا عشر ذراعا فعلقهما إسماعيل عليه‌السلام على البابين فأعجبها ذلك فقالت : فهلا أحوك للكعبة ثيابا تسترها كلها فإن هذه الأحجار سمجة؟ فقال لها إسماعيل عليه‌السلام : بلى فأسرعت في ذلك وبعث إلى قومها تستغزلهم ، وإنما وقع استغزال النساء بعضهن من بعض لذلك فكلما فرغت من شقة علقتها ، فجاء الموسم وقد بقي وجه واحد من وجوه الكعبة فقالت لإسماعيل عليه‌السلام : كيف نصنع بهذا الوجه؟ فكسوه خصفا (٢) فلما جاء الموسم نظرت العرب إلى أمر أعجبهم فقالوا : ينبغي أن نهدي إلى عامر هذا البيت فمن ثم وقع الهدي ، فجعل يأتي الكعبة كل فخذ من العرب بشئ من ورق وغيره حتى اجتمع شئ كثير فنزعوا ذلك الخصف وأتموا الكسوة وعلقوا على البيت بابين.

ولم تكن الكعبة مسقفة فوضع إسماعيل فيها أعمدة مثل الأعمدة التي ترون من خشب ، وسقفها بالجرائد ، وسواها بالطين ، فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة ورأوا عمارتها فقالوا : ينبغي لعامر هذا البيت أن يزاد ، فلما كان من قابل جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل عليه‌السلام ما يصنع به ، فأوحى الله عزوجل إليه أن انحره وأطعمه الحاج.

__________________

(١) الشريج ما يضم من القصب ويجعل على الحوانيت كالأبواب. (المصباح)

(٢) الخصف شئ يعمل من الخوص والنخل. وقيل المراد به هنا الثياب الغلاظ جدا تشبيها.

٢٣٣

وانقطع ماء زمزم فشكى إسماعيل إلى إبراهيم عليهما‌السلام قلة الماء فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه‌السلام وأمره بالحفر فحفر هو وإسماعيل وجبرئيل عليهم‌السلام حتى ظهر ماؤها (١) وضرب في أربع زوايا البئر ، وقال في كل ضربة بسم الله ، فتفجرت بأربعة أعين فقال له جبرئيل عليه‌السلام : اشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة وأفض عليك من الماء ، وطف بهذا البيت فهذه سقيا سقاها الله تعالى لإسماعيل وولده (٢).

وأما قول الله عزوجل « فيه آيات بينات مقام إبراهيم » فأحدها أن إبراهيم عليه‌السلام حين قام على الحجر أثر قدماه فيه ، والثانية الحجر ، والثالثة منزل إسماعيل عليه‌السلام (٣).

٢٢٨٣ ـ وروي « أن موسى عليه‌السلام أحرم من رملة مصر (٤) وأنه مر في سبعين نبيا على صفائح الروحاء عليهم العباء القطوانية (٥) يقول : لبيك عبدك وابن عبديك لبيك ».

٢٢٨٤ ـ وروي في خبر آخر « أن موسى عليه‌السلام مر بصفائح الروحاء على جمل أحمر ، خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان وهو يقول : « لبيك يا كريم

__________________

(١) قال العلامة المجلسي في مرآة العقول : لعل ماء زمزم كان أول ظهوره بتحريك إسماعيل عليه‌السلام رجله على وجه الأرض ثم يبس فحفر إبراهيم عليه‌السلام في ذلك المكان حتى ظهر الماء ويحتمل أن يكون الحفر لازدياد الماء فيكون المراد بقوله عليه‌السلام « حتى ظهر ماؤها » أي ظهر ظهورا بينا بمعنى كثر.

(٢) راجع الكافي حديث كلثوم بن عبد المؤمن الحراني عن الصادق عليه‌السلام ج ٤ ص ٢٠٣ إلى ٢٠٥.

(٣) كما في الكافي ج ٤ ص ٢٢٣ مسندا عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) في المراصد : الرملة واحدة الرمل : مدينة بفلسطين ، كانت قصبتها ، وكانت رباطا للمسلمين وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا وهي كورة منها ـ انتهى ، وقال الجوهري : رملة مدينة بالشام ، وقال العلامة المجلسي يحتمل أن نسبتها إلى مصر لكونها في ناحيتها ، أو يكون في مصر أيضا رملة أخرى ـ انتهى. وقيل : موضع في طريق مصر.

(٥) الصفح الجانب ومن الجبل مضجعه والجمع صفاح ، والصفائح : حجارة عراض رقاق. (القاموس) ، والروحاء موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة. والقطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل.

٢٣٤

لبيك « ومر يونس بن متى عليه‌السلام بصفائح الروحاء وهو يقول لبيك كشاف الكرب العظام لبيك » ومر عيسى بن مريم عليهما‌السلام بصفائح الروحاء وهو يقول : « لبيك عبدك ابن أمتك ، لبيك » ومر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بصفائح الروحاء وهو يقول : « لبيك ذا المعارج لبيك » (١).

وكان موسى عليه‌السلام يلبي وتجيبه الجبال. (٢)

وسميت التلبية إجابة لأنه أجاب موسى عليه‌السلام ربه عزوجل وقال : لبيك (٣).

٢٢٨٥ ـ وروى زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إن سليمان عليه‌السلام قد حج البيت في الجن والإنس والطير والرياح وكسا البيت القباطي (٤) ».

٢٢٨٦ ـ وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « إن آدم عليه‌السلام هو الذي بنى البيت ووضع أساسه وأول من كساه الشعر ، وأول من حج إليه ، ثم كساه تبع بعد آدم عليه‌السلام الأنطاع (٥) ثم كساه إبراهيم عليه‌السلام الخصف ، وأول من كساه الثياب سليمان بن داود عليهما‌السلام كساه القباطي ».

٢٢٨٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « لما حج موسى عليه‌السلام نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال له موسى : يا جبرئيل ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة؟ قال : لا أدري حتى أرجع إلى ربي عزوجل ، فلما رجع قال الله عزوجل : يا جبرئيل ما

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٢١٣ من حديث هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٢) كما في العلل ص ٤١٨ رواه عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٣) في الكافي ج ٤ ص ٢١٤ باسناده عن زيد الشحام عمن رواه عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « حج موسى بن عمران عليه‌السلام ومعه سبعون نبيا من بني إسرائيل ، خطم إبلهم من ليف ، يلبون وتجيبهم الجبال ، وعلى موسى عباءتان قطوانيتان يقول : لبيك عبدك ابن عبدك ».

(٤) القباطي جمع القبطي منسوب إلى القبط ـ بالكسر ـ : ثوب يعمل في القبط و هي بلدة أو ناحية.

(٥) الأنطاع جمع نطع وهو بساط من الأديم.

٢٣٥

قال لك موسى؟ وهو أعلم بما قال ، قال : يا رب قال لي : ما لمن حج هذا البيت بلا نية صادقة ولا نفقة طيبة ، قال الله عزوجل : ارجع إليه وقل له : أهب له حقي وأرضي عنه خلقي ، قال : فقال : يا جبرئيل فما لمن حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة؟ قال : فرجع إلى الله تعالى فأوحى الله إليه قل له : أجعله في الرفيق الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك وفيقا ».

٢٢٨٨ ـ ونزلت المتعة (١) على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند المروة بعد فراغه من السعي (٢) فقال : يا أيها الناس هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لقعلت كما أمرتكم ولكني سقت الهدي (٣) وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ، فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني (٤) فقال : يا رسول الله علمتنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو للأبد؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا بل لابد الأبد ، وإن رجلا قام (٥) فقال : يا رسول الله نخرج حاجا ورؤوسنا تقطر (٦)

__________________

(١) راجع الكافي ج ٤ ص ٢٤٥ إلى ٢٤٧ رواه في الصحيح عن الصادق عليه‌السلام.

(٢) قال سلطان العلماء ـ رحمه‌الله : كان صلى‌الله‌عليه‌وآله محرما بالحج وهذه الواقعة قبل الوقوف بعرفات فالمراد بالسعي اما الندب فلا خلاف في جواز تقديمه وتقديم الطواف المندوب على الوقوفين إذا دخل المفرد والقارن مكة ، أو الواجب بناء على مذهب الأكثر من تقديم الطواف والسعي الواجب لهما على الوقوفين إذا دخلا مكة.

(٣) يعنى لو جاءني جبرئيل بحج التمتع وادخال العمرة في الحج قبل سياقي الهدى كما جاءني بعد ما سقت الهدى لصنعت مثل ما أمرتكم يعنى لتمتعت بالعمرة وما سقت الهدى.

(٤) هو سراقة بن مالك بن جعشم بن ملك بن عمرو بن مالك ينتهى نسبه إلى كنانة المدلجي يكنى أبا سفيان من مشاهير الصحابة وهو الذي لحق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين خرج مهاجرا إلى المدينة وقصته معروفة مشهورة وقد صحف في بعض النسخ « بسراقة بن مالك ابن خثعم ».

(٥) هو عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء كما صرح به في غير واحد من المصادر العامية كالصحاح.

(٦) أي من ماء غسل الجنابة.

٢٣٦

فقال : إنك لن تؤمن بهذا أبدا ، وكان علي عليه‌السلام باليمن فلما رجع وجد فاطمة عليها‌السلام قد أحلت فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستفتيا ومحرشا على فاطمة عليها‌السلام (١) ، فقال له : أنا أمرت الناس بذلك فبم أهللت (٢) أنت يا علي؟ فقال : إهلالا كإهلال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كن على إحرامك مثلي فأنت شريكي في هديي ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ساق معه مائة بدنة فجعل لعلي عليه‌السلام منها أربعا وثلاثين ولنفسه ستا وستين ونحرها كلها بيده ثم أخذ من كل بدنة جذوة (٣) وطبخها في قدر وأكلا منها وتحسيا من المرق (٤) فقال : قد أكلنا الآن منها جميعا ولم يعطيا الجزارين جلودها و لاجلالها ولا قلائدها ولكن تصدقا بها.

٢٢٨٩ ـ و « كان علي عليه‌السلام يفتخر على الصحابة ويقول : من فيكم مثلي وأنا شريك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هديه ، من فيكم مثلي وأنا الذي ذبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هديي بيده ».

٢٢٩٠ ـ وروي « أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غدا من منى في طريق ضب (٥) ورجع من بين المأزمين (٦) وكان عليه‌السلام إذا سلك طريقا لم يرجع فيه (٧) ».

٢٢٩١ ـ وروي « أنه عليه‌السلام حج عشرين حجة مستسرا وفي كلها يمر بالمأزمين

__________________

(١) في النهاية : ومنه حديث على في الحج « فذهبت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله محرشا على فاطمة عليها‌السلام » أراد بالتحريش ههنا ذكر ما يوجب عتابه لها.

(٢) أي بم أحرمت؟ بالحج أو العمرة.

(٣) الجذوة القطعة وهي مثلثة.

(٤) أي شربا المرق شيئا بعد شئ ، والحسوة ـ بالضم والفتح ـ : الجرعة من الشراب ملء الفم. وفى الكافي « وحسيا من مرقها ».

(٥) الضب بفتح المعجمة وشد الباء الموحدة ـ واحد ضباب : اسم الجبل الذي مسجد الخيف في أصله.

(٦) المأزم : كل طريق ضيق بين جبلين ، ومنه سمى الموضع الذي بين المشعر وبين عرفة مأزمين (الصحاح).

(٧) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٤٨ في الصحيح عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن (ع).

٢٣٧

فينزل ويبول (١) ».

واعتمر عليه‌السلام تسع عمر (٢) ولم يحج حجة الوداع إلا وقبلها حج.

٢٢٩٢ ـ وروى محمد بن أحمد السناني ، وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ، قالا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله ابن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي (٣) عن سليمان بن مهران قال : قلت لجعفر بن محمد عليهما‌السلام : كم حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فقال : عشرين حجة مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين فينزل فيبول ، فقلت له : يا ابن رسول الله ولم كان ينزل هناك فيبول؟ قال : لأنه موضع عبد فيه الأصنام ومنه اخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي عليه‌السلام من ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمر به فدفن عند باب بني شيبة فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك ، قال سليمان : فقلت : فكيف صار التكبير يذهب

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٤٤ في الحسن عن ابن أبي يعفور عن الصادق عليه‌السلام وفيه « عشر حجات » وفى الضعيف ج ٤ ص ٢٥٢ كما في المتن وروى في الموثق كالصحيح عن عمر بن يزيد عنه عليه‌السلام قال : « حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين حجة » وفى الموثق عن غياث بن إبراهيم عنه عليه‌السلام قال : « لم يحج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد قدومه المدينة الا واحدة وقد حج بمكة مع قومه حجات ». والظاهر أن المراد بالعشر بعد البعثة وبالعشرين ما يعم ما قبلها وما بعدها. وسبب الاستسرار النسئ الذي يعمله قريش.

(٢) لم نعثر على رواية تدل عليه ، وفى الكافي ج ٤ ص ٢٥١ « ثلاث عمر » ولعل ما في المتن تصحيف من النساخ حيث فسرت في الكافي عمرة الحديبية وعمرة القضاء ومن الجعرانة حين أقبل من الطائف وكلهن في ذي القعدة. وفى الخصال ص ٢٠٠ بسند عامي عن ابن عباس قال : « ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اعتمر أربع عمر : عمرة الحديبية ، وعمرة القضاء من قابل ، والثالثة من الجعرانة (يعنى حين منصرفه من غزوة الطائف) ، والرابعة التي مع حجته » ـ يعنى حجة الوداع ـ وهو غريب ، وسيأتي من المؤلف في باب العمرة في أشهر الحج حديث بأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله اعتمر ثلاث عمر متفرقات كلها في ذي القعدة.

(٣) في بعض النسخ « أبى الحسن القندي » والسند عامي.

٢٣٨

بالضغاط هناك (١)؟ قال : لان قول العبد : « الله أكبر » معناه الله أكبر من أن يكون مثل الأصنام المنحوتة والآلهة المعبودة دونه ، وأن إبليس في شياطينه يضيق على الحاج مسلكهم في ذلك الموضع فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعتهم الملائكة حتى يقعوا في اللجة الخضراء.

قلت : وكيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال : لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه (٢) فقلت : وكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال : ليصير بذلك موسما بسمة الآمنين ، ألا تسمع قول الله عزوجل يقول : « لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون » فقلت : فكيف صار وطأ المشعر الحرام عليه فريضة (٣)؟ قال : ليستوجب بذلك وطأ بحبوحة الجنة.

٢٢٩٣ ـ وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « الذي كان على بدن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناجية بن الخزاعي الأسلمي ، والذي حلق رأسه عليه‌السلام يوم الحديبية خراش بن أمية الخزاعي ، والذي حلق رأسه في حجته معمر بن عبد الله ابن حارث (٤) بن نصر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب فقيل له وهو يحلقه : يا معمر اذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في يدك (٥) قال : والله إني لأعده فضلا علي من الله عظيما ، و

__________________

(١) يدل على استحباب التكبير لرفع الضغاط بالازدحام.

(٢) يدل على استحباب دخول الكعبة للصرورة وعلى وجوب الحلق.

(٣) الظاهر أن المراد بالمشعر الحرام المسجد الذي على قزح أو أصل جبل قزح والمراد بوطئه أن يكون راجلا وان لم يكن حافيا فإن لم يمكنه فراكبا ببعيره كما سيجيئ.

(٤) في الكافي « الحراثة » مكان حارث ، وفى أسماء آباء معمر اختلاف راجع الإصابة وأسد الغابة وجمهرة أنساب العرب لابن حزم وتهذيب التهذيب وغيرها.

(٥) زاد في الكافي « وفى يدك الموسى » وقال الفيض ـ رحمه‌الله ـ كأن قريشا كنوا بما قالوا عن قدرة معمر على قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتمنوا أن لو كانوا مكانه فقتلوه ، وربما يوجد في بعض نسخ الكافي « أذى » بدل « أذن » والمعنى حينئذ أن ما يوجب الأذى

٢٣٩

كان معمر بن عبد الله يرجل شعره (١) عليه‌السلام (٢) وكان ثوبا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللذان أحرم فيهما يمانيين عبري وظفار (٣) وقطع التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة (٤) ».

٢٢٩٤ ـ و « قد أحرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ثوبي كرسف (٥) ».

٢٢٩٥ ـ وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طاف بالكعبة حتى إذا بلغ الركن اليماني رفع رأسه إلى الكعبة وقال : « الحمد لله الذي شرفك وعظمك ، والحمد لله الذي بعثني نبيا وجعل عليا إماما ، اللهم اهد له خيار خلقك ، وجنبه شرار خلقك (٦) ».

__________________

من شعر الرأس وشعثه منه صلى‌الله‌عليه‌وآله في يدك ، كأنه تعيير منهم إياه بهذا الفعل في حسبه ونسبه وهذا أوفق للجواب من الأول.

(١) في الكافي ج ٤ ص ٢٥٠ « يرحل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معمر ان الرحل الليلة لمسترخى » وهكذا في التهذيب ، وقال في الصحاح : رحلت البعير أرحله رحلا إذا شددت على ظهره الرحل. ويمكن أن يكون أصل نسخة الفقيه « يرحل بعيره » فصحف بيد النساخ لقرب الكتابة.

(٢) إلى هنا مروى في الكافي في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في باب حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع زيادة لم يذكرها المصنف ـ رحمه‌الله ـ.

(٣) العبر ـ بالكسر ـ : ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر ، واليه ينسب العبريون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ ، والظفار بفتح أوله والبناء على ـ الكسر كقطام وحذام ـ : مدينتان باليمن أحداهما قرب صنعاء ينسب إليها الجزع الظفاري ، بها كان مسكن ملوك حمير ، وقيل : ظفار مدينة صنعاء نفسها.

(المراصد)

(٤) إلى هنا من حديث معاوية بن عمار كما في الكافي ج ٤ ص ٣٣٩ و ٤٦٢ والظاهر أن المصنف أخذه من كتاب حج معاوية بن عمار رأسا ، لكن الكليني نقله بتقطيع في تضاعيف أبواب كتاب الحج في كل باب ما يناسبه.

(٥) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٣٣٩ بسند فيه ارسال عن بعض الأئمة عليهم‌السلام. ويمكن أن يكون من تتمة خبر معاوية بن عمار.

(٦) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١٠ بسند مرسل عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام.

٢٤٠