كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ٢

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك وتعالى بذبحها وهم أذينونة وأخوه ميذونة وابن أخيه وابنته وامرأته. (١)

وإنما يجزي الجذع من الضأن في الأضحية ولا يجزي الجذع من المعز لان الجذع من الضأن يلقح والجذع من المعز لا يلقح (٢).

وإنما يجوز للرجل أن يدفع الضحية إلى من يسلخها بجلدها لان الله عزوجل قال : « فكلوا منها وأطعموا » والجلد لا يؤكل ولا يطعم ولا يجوز ذلك في الهدي (٣).

ولم يبت أمير المؤمنين عليه‌السلام بمكة بعد أن هاجر منها حتى قبض لأنه كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها (٤) [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله].

باب

* (فضائل الحج) *

قال الله تبارك وتعالى : « ففروا إلى الله » يعني حجوا إلى الله (٥).

٢١٣٧ ـ و « من اتخذ محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله

__________________

(١) راجع الخصال ص ٢٩٢ رواية الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليه‌السلام وفيه « الذين أمروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة » وهو خلاف ما رواه هنا. ثم الكل خلاف ما في الكتاب. راجع لتفصيله الاخبار الداخلية ج ٢ ص ٢٥١.

(٢) راجع الكافي ج ٤ ص ٤٨٩ روى ما يدل عليه بسند ضعيف عن حماد بن عثمان عن الصادق (ع) وأورده المصنف في العلل بسند صحيح.

(٣) روى المصنف في العلل ص ٤٣٩ باسناد حسن عن صفوان بن يحيى عن أبي إبراهيم عليه‌السلام ما يدل على ذلك ، والضحية ـ على فعلية ـ والأضحية بمعنى واحد.

(٤) روى ما يدل عليه في العلل ص ٤٥٢ باسناده عن جعفر بن عقبة عن أبي الحسن عليه‌السلام وزاد « فكان يصلى العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها ».

(٥) كما في الكافي ج ٤ ص ٢٥٦ عن الباقر عليه‌السلام.

٢٠١

عزوجل ». (١)

ويقال : حج فلان أي أفلج (٢) ، والحج القصد إلى بيت الله عزوجل لخدمته على ما أمر به من قضاء المناسك.

٢١٣٨ ـ وروى الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن محمد بن قيس قال :  « سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يحدث الناس بمكة قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني وإن شئتما فاسألاني قالا : بل تخبرنا أنت يا رسول الله ، فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنت يا أخا الأنصار فإنك من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة؟ قال : نعم ، قال : أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك ومالك فيهما فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك ، فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك بلفظه ، فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك ، فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك ، فهذا لك في وضوئك (٣). فإذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت أم الكتاب وما تيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت غفر لك كل ذنب فيما بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٨١ مسندا عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٢) في بعض النسخ « أي فلج » أي فاز. وهذا الكلام مضمون خبر رواه المصنف في العلل ص ٤١١ عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٣) إلى هنا رواه الكليني في الكافي ج ٣ ص ٧١.

٢٠٢

وأما أنت يا أخا الأنصار فإنك جئت تسألني عن حجك وعمرتك ومالك فيهما من الثواب فاعلم أنك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك وقلت : بسم الله ومضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله عزوجل لك حسنة ، ومحا عنك سيئة ، فإذا أحرمت ولبيت كتب الله تعالى لك في كل تلبية عشر حسنات ، ومحا عنك عشر سيئات ، فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذكر يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده ، فإذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة ، وإذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله عزوجل مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة ، وإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر لغفرها الله لك ، فإذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات فيما تستقبل من عمرك ، فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك ، فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك ، فإذا طفت بالبيت أسبوعا للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك كريم على كتفيك فقال : أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين عشرين ومائة يوم ».

٢١٣٩ ـ وروي « أن بني إسرائيل كانت إذا قربت القربان تخرج نار فتأكل قربان من قبل منه ، وإن الله تبارك وتعالى جعل الاحرام مكان القربان » (١).

٢١٤٠ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « ما من مهل يهل في التلبية إلا أهل من عن يمينه من شئ إلى مقطع التراب ، وعن يساره إلى مقطع التراب ، وقال له الملكان : أبشر يا عبد الله ، وما يبشر الله عبدا إلا بالجنة » (٢).

__________________

(١) رواه في العلل ص ٤١٥ مسندا عن أبي المغرا عن الصادق (ع).

(٢) روى نحوه الترمذي وابن ماجة والبيهقي والحاكم كلهم من رواية سهل بن سعد عن النبي (ص).

٢٠٣

٢١٤١ ـ و « من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار ، وبراءة من النفاق » (١).

ومن انتهى إلى الحرم فنزل واغتسل وأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا تواضعا لله عزوجل محا الله عنه مائة ألف سيئة ، وكتب الله له مائة ألف حسنة ، وبنى [الله] له مائة ألف درجة ، وقضى له مائة ألف حاجة (٢).

ومن دخل مكة بسكينة [ووقار] غفر الله له ذنبه ، وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر (٣).

ومن دخل المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع غفر الله له (٤).

ومن نظر إلى الكعبة عارفا بحقها غفر الله له ذنوبه وكفى ما أهمه (٥).

٢١٤٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من نظر إلى الكعبة عارفا (٦) فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه كلها وكفاه هم الدنيا والآخرة ».

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٣٣٧ مسندا عن أبي جعفر عليه‌السلام رفعه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه « ألف ألفي ملك ».

(٢) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٣٩٨ باسناده عن أبان بن تغلب قال : « كنت مع أبي عبد الله (ع) مزامله فيما بين مكة والمدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه ثم دخل الحرم حافيا فصنعت مثل ما صنع فقال : يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا لله محا الله عنه ـ الخ ».

(٣) في الكافي ج ٤ ص ٤٠١ مسندا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : « من دخلها بسكينة غفر له ذنبه قلت كيف يدخلها بسكينة؟ قال : يدخل غير متكبر ولا متجبر ».

(٤) رواه الكليني ج ٤ ص ٤٠١ في حديثين عن إسحاق ومعاوية ابني عمار عن أبي عبد الله (ع).

(٥) راجع الكافي ج ٤ ص ٢٣٩ باب فضل النظر إلى الكعبة.

(٦) مروى في الكافي ج ٤ ص ٢٤١ وفيه « من نظر إلى الكعبة بمعرفة ـ الخ ».

٢٠٤

٢١٤٣ ـ وروي « أن من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة وتمحى عنه سيئة حتى يصرف ببصره عنها » (١).

٢١٤٤ ـ وروي « أن النظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى الوالدين عبادة ، والنظر في المصحف من غير قراءة عبادة (٢) والنظر إلى وجه العالم عبادة ، والنظر إلى آل محمد عليهم‌السلام عبادة ».

٢١٤٥ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « النظر إلى علي عليه‌السلام عبادة ».

٢١٤٦ ـ وفي خبر آخر قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ذكر علي عليه‌السلام عبادة ».

٢١٤٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرءا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ، والكبر هو أن يجهل الحق ويطعن على أهله ، ومن فعل ذلك فقد نازع الله رداءه » (٣).

٢١٤٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « في قول الله عزوجل : « ومن دخله كان آمنا » قال : من أم هذا البيت (٤) وهو يعلم أنه البيت الذي أمر الله به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة ».

وروي : أن من جنى جناية ثم لجأ إلى الحرم لم يقم عليه الحد ، ولا يطعم ولا يشرب ولا يسقى ولا يؤوى (٥) حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد ، فإن

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٤٠ عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٢) راجع الكافي ج ٤ ص ٢٤٠ وفيه « والنظر إلى الامام عبادة ».

(٣) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٤٥٣ والكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٥٢ ، و فيهما بعد قوله « ولدته أمه » ثم قرأ « فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى » قلت ما الكبر قال : قال رسول الله (ص) ان أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق « قلت : ما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال : يجهل الحق ويطعن على أهله ـ الخ ».

(٤) رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٥٤٥ باسناده عن عبد الخالق الصيقل. وقوله « من أم هذا البيت » أي قصده حاجا أو معتمرا مع الايمان. ولعل ذلك تأويل الآية وما ورد من أن المراد دخول الحرم والبيت فتفسيرها.

(٥) في أكثر النسخ « ولا يؤذى ».

٢٠٥

أتى ما يوجب الحد في الحرم اخذ به في الحرم لأنه لم ير للحرم حرمة (١).

٢١٤٩ ـ وقال عليه‌السلام : « دخول الكعبة (٢) دخول في رحمة الله ، والخروج منها خروج من الذنوب ، معصوم فيما بقي من عمره ، مغفور له ما سلف من ذنوبه ».

٢١٥٠ ـ وقال عليه‌السلام : « من دخل الكعبة بسكينة وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر غفر له ».

٢١٥١ ـ و « من قدم حاجا فطاف بالبيت وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة ، ومحا عنه سبعين ألف سيئة ، ورفع له سبعين ألف درجة ، وشفعه في سبعين ألف حاجة ، وكتب له عتق سبعين ألف رقبة ، قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم » (٣).

٢١٥٢ ـ وفي خبر آخر (٤) هذا الثواب « لمن طاف بالبيت حتى تزول الشمس

__________________

(١) روى الكليني في الصحيح عن معاوية بن عمار قال : « سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل قتل رجلا في الحل ثم دخل الحرم؟ فقال : لا يقتل ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع ولا يؤوى حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد ، قلت : فما تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق؟ قال : يقام عليه الحد في الحرم صاغرا انه لم ير للحرم حرمة ـ الحديث » ،

(٢) في الكافي ج ٤ ص ٥٢٧ والتهذيب ج ١ ص ٥٣٣ مسندا عن عبد الله القداح عن أبيه قال : « سألته عن دخول الكعبة؟ قال : الدخول فيها دخول في رحمة الله ـ الخبر ».

(٣) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١١ عن العدة عن البرقي باسناده عن علي بن ميمون الصائغ « قال : قدم رجل على علي بن الحسين عليهما‌السلام فقال : قدمت حاجا؟ فقال : نعم ، فقال : أتدري ما للحاج؟ قال : لا ، قال من قدم حاجا ـ الحديث ». ولعل علي بن الحسين تصحيف و الصواب أبى الحسن (ع) لكونه في المحاسن عنه (ع) وأيضا رواه المصنف في ثواب الأعمال مسندا عن محمد بن مسلم عن أبي الحسن (ع).

(٤) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١٢ عن أبي الحسن (ع) في حديث قال : « قال رسول الله (ص) ما من طائف يطوف بهذا البيت حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه ، حافيا يقارب بين خطاه ويغض بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذى أحدا ولا يقطع ذكر الله عزوجل عن لسانه الا كتب الله له بكل خطوة سبعين ألف حسنة ، ومحا عنه سبعين ألف سيئة ، ورفع

٢٠٦

حاسرا عن رأسه حافيا ، يقارب بين خطاه ويغض بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحدا ، ولا يقطع ذكر الله عزوجل عن لسانه ».

٢١٥٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إن لله عزوجل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة ، منها ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين » (١).

٢١٥٤ ـ وروي « أن من طاف بالبيت خرج من ذنوبه » (٢).

٢١٥٥ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « من صلى عند المقام ركعتين عدلتا عتق ست نسمات ».

٢١٥٦ ـ « وطواف قبل الحج أفضل من سبعين طوافا بعد الحج » (٣).

٢١٥٧ ـ و « من أقام بمكة سنة فالطواف أفضل له من الصلاة ، ومن أقام سنتين خلط من ذا وذا ، ومن أقام ثلاث سنين كانت الصلاة أفضل له » (٤).

٢١٥٨ ـ وروي أن « الطواف لغير أهل مكة أفضل من الصلاة ، والصلاة لأهل مكة أفضل » (٥).

__________________

له سبعين ألف درجة وأعتق عنه سبعين ألف رقبة ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم ، وشفع في سبعين من أهل بيته ، وقضيت له سبعون ألف حاجة ان شاء فعالجه وان شاء فأجله ».

(١) رواه في ثواب الأعمال مسندا ورواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٤٠.

(٢) روى المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في ثواب الأعمال ص ٧١ باسناده عن جميل عن أبي عبد الله (ع) قال : « قال رسول الله (ص) : ان الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ـ إلى أن قال ـ وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، وإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه ، وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، فعد رسول الله (ص) كذا كذا موطنا كلها يخرجه من ذنوبه ثم قال : فأنى لك ان تبلغ ما بلغ الحاج ».

(٣) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١٢ بهذا اللفظ مسندا عن ابن القداح عن أبي عبد الله (ع)

(٤) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١٢ في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ع).

(٥) رواه الكليني ج ٤ ص ٤١٢ بسند حسن كالصحيح عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢٠٧

ومن كان مع قوم وحفظ عليهم رحلهم حتى يطوفوا أو يسعوا كان أعظمهم أجرا (١).

٢١٥٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « قضاء حاجة المؤمن أفضل من الطواف وطواف وطواف ـ حتى عد عشرا ـ » (٢).

٢١٦٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة » (٣).

٢١٦١ ـ وقال عليه‌السلام : فيه باب من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح. (٤)

٢١٦٢ ـ و « فيه نهر من الجنة يلقى فيه أعمال العباد » (٥).

٢١٦٣ ـ وروي أنه « يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه » (٦).

٢١٦٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ماء زمزم شفاء لما شرب له ».

٢١٦٥ ـ وروي « أنه من روي من ماء زمزم أحدث له به شفاء ، وصرف عنه داء ».

٢١٦٦ ـ و « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة » (٧).

٢١٦٧ ـ وروي « أن الحاج إذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ».

٢١٦٨ ـ وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : « الساعي بين الصفا والمروة تشفع له

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٥٤٥ في الحسن كالصحيح عن ابن أبي عمير عن إسماعيل الخثعمي قال. « قلت لأبي عبد الله (ع) : انا إذا قدمنا مكة ذهب أصحابنا يطوفون ويتركوني احفظ متاعهم قال : أنت أعظمهم أجرا ».

(٢) رواه الكليني ج ٢ ص ١٩٤ ذيل حديث مسند عن إسحاق بن عمار ، وفى حديث آخر عن أبان بن تغلب عنه عليه‌السلام.

(٣) مروى مسندا في الكافي ج ٤ ص ٤٠٩.

(٤) رواه الكليني ج ٤ ص ٤٠٩.

(٥) رواه المصنف في العلل ص ٤٢٤.

(٦) رواه المصنف في العلل ص ٤٢٤ في حديث.

(٧) استهدى الشئ أي طلب أن يهدى إليه.

٢٠٨

الملائكة فتشفع فيه بالايجاب ».

٢١٦٩ ـ وروي أن « من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا و المروة » (١).

٢١٧٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم فافعل فإنه أفضل بقعة على وجه الأرض ».

والحطيم ما بين باب البيت والحجر الأسود وهو الموضع الذي فيه تاب الله عزوجل على آدم عليه‌السلام ، وبعده الصلاة في الحجر أفضل ، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام ، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة ، وما قرب من البيت فهو أفضل (٢) إلا أنه لا يجوز لك أن تصلي ركعتي طواف النساء وغيره إلا خلف المقام حيث هو الساعة.

٢١٧١ ـ و « من صلى في المسجد الحرام صلاة واحدة قبل الله عزوجل منه كل صلاة صلاها وكل صلاة يصليها إلى أن يموت » (٣).

٢١٧٢ ـ و « الصلاة فيه بمائة ألف صلاة ». (٤)

٢١٧٣ ـ و « إذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل الله عزوجل إن أردتم أن أرضى فقد رضيت ». (٥)

٢١٧٤ ـ وروي أنه « إذا أخذ الناس منازلهم بمنى ناداهم مناد : لو تعلمون بفناء من حللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة ». (٦)

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٤٣٣ بسند مرفوع عن أبي عبد الله (ع).

(٢) راجع الكافي ج ٤ ص ٥٢٥ باب الصلاة في المسجد الحرام وأفضل بقعة فيه.

(٣) تقدم تحت رقم ٦٨١ في خبر أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع).

(٤) تقدم تحت رقم ٦٨٠ في خبر خالد بن ماد عن الصادق (ع).

(٥) رواه الكليني بلفظه باسناده عن داود بن أبي يزيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام ج ٤ ص ٢٦٢.

(٦) في الكافي ج ٤ ص ٢٦٣ في الحسن كالصحيح عن معاوية بن عمار عن الصادق

٢٠٩

٢١٧٥ ـ وروي « أن الجبار جل جلاله يقول : إن عبدا أحسنت إليه وأجملت إليه فلم يزرني في هذا المكان في كل خمس سنين لمحروم ». (١)

٢١٧٦ ـ وقد « صلى في مسجد الخيف ـ بمنى ـ سبعمائة نبي. » (٢)

٢١٧٧ ـ و « كان مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد ، وفوقها إلى القبلة نحو ثلاثين ذراعا ، [و] عن يمينها وعن يسارها وخلفها نحو ذلك ». (٣)

٢١٧٨ ـ و « من صلى في مسجد منى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن سبح الله في مسجد منى مائة تسبيحة كتب الله عزوجل له أجر عتق رقبة ، ومن هلل الله فيه مائة مرة عدلت إحياء نسمة ، ومن حمد الله عزوجل فيه مائة مرة عدلت أجر خراج العراقين في سبيل الله عزوجل » (٤).

٢١٧٩ ـ و « الحاج إذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه » (٥).

٢١٨٠ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له ، فأما البر فيستجاب له في آخرته ودنياه ، وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه ».

__________________

عليه‌السلام ، والخلف ـ محركة ـ : العوض يعنى عوض ما أنفقتم وهو ناظر إلى قوله تعالى « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه ».

(١) في الكافي ج ٤ ص ٢٧٨ عن ذريح المحاربي عن الصادق (ع) قال : « من مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربه وهو موسر انه لمحروم » ، ورواية حمران عن الباقر (ع) قال : « ان لله مناديا ينادى أي عبد أحسن الله إليه وأوسع عليه في رزقه فلم يفد إليه في كل خمسة أعوام مرة ليطلب نوافله ان ذلك لمحروم » والمراد بالنوافل زوائد رحمته وعطاياه سبحانه.

(٢) تقدم بلفظه تحت رقم ٦٨٨ في حديث جابر عن أبي جعفر (ع).

(٣) تقدم تحت رقم ٦٩٠ ، ورواه الكليني ج ٤ ص ٥١٩ باسناده عن معاوية بن عمار عن الصادق (ع).

(٤) تقدم نحوه تحت رقم ٦٨٩ عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٥) رواه جميل عن الصادق عليه‌السلام وتقدم جزء منه تحت رقم ٢١٥٤ وسيأتي بعضه.

٢١٠

٢١٨١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما من رجل من أهل كورة وقف بعرفة من المؤمنين إلا غفر الله لأهل تلك الكورة من المؤمنين (١) وما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين إلا غفر الله لأهل ذلك البيت من المؤمنين ».

٢١٨٢ ـ و « سمع علي بن الحسين عليهما‌السلام يوم عرفة سائلا يسأل الناس فقال له : ويحك أغير الله تسأل في هذا اليوم؟ إنه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا » (٢).

٢١٨٣ ـ و « كان أبو جعفر عليه‌السلام إذا كان يوم عرفة لم يرد سائلا ». (٣)

ومن أعتق عبدا له عشية يوم عرفة فإنه يجزي عن العبد حجة الاسلام (٤) ، ويكتب للسيد أجران ثواب العتق وثواب الحج.

وروي في العبد إذا أعتق يوم عرفة أنه إذا أدرك أحد الموقفين فقد أدرك الحج. (٥)

وأعظم الناس جرما من أهل عرفات الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له (٦) يعني الذي يقنط من رحمة الله عزوجل.

__________________

(١) الكورة ـ بالضم ـ المدينة والناحية.

(٢) أي يرجى من فضل الله لمن يكون حملا في هذا اليوم في هذا الموضع أن يجعل سعيدا وان كتب عليه شقاوته كما سيجئ أنه يكتب عليه في بطن أمه سعيد أو شقى فكيف تسأل من الناس شيئا ولك لسان يمكنك الطلب من الله تعالى.

(٣) وإن كان الأولى بالنظر إلى السائل أن لا يسأل فالأولى بالنظر إلى المسؤول ان لا يرده لكراهة الرد مطلقا لا سيما في ذلك اليوم. (م ت)

(٤) مضمون ما رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٢٧٦ باسناده عن السراد عن شهاب عن أبي عبد الله عليه‌السلام « في رجل أعتق عشية عرفه عبدا له أيجزي عن العبد حجة الاسلام قال : نعم ـ الحديث » وسيجيئ إن شاء الله.

(٥) سيجيئ خبره على وجهه إن شاء الله تعالى.

(٦) روى الكليني في الكافي ج ٤ ص ٥٤١ في الحسن كالصحيح عن بعض الأصحاب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « سأله رجل في المسجد الحرام من أعظم الناس وزرا فقال

٢١١

٢١٨٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إذا كان عشية عرفة بعث الله عزوجل ملكين يتصفحان وجوه الناس فإذا فقدا رجلا قد عود نفسه الحج ، قال أحدهما لصاحبه : يا فلان ما فعل فلان؟ قال : فيقول : الله أعلم ، قال : فيقول أحدهما : اللهم إن كان حبسه عن الحج فقر فأغنه ، وإن كان حبسه دين فاقض عنه دينه ، وإن كان حبسه مرض فاشفه ، وإن كان حبسه موت فاغفر له وارحمه ».

٢١٨٥ ـ وقال عليه‌السلام : « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف مثله. وإذا دعا لنفسه كانت له واحدة ، فمائة ألف مضمونة خير من واحدة لا يدرى يستجاب له أم لا » (١).

٢١٨٦ ـ و « من دعا لأربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه استجيب له فيهم وفي نفسه ». (٢)

٢١٨٧ ـ و « من مر بين مأزمي منى غير مستكبر غفر الله له ذنوبه ». (٣)

٢١٨٨ ـ و « إن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين ، لهم دوي كدوي النحل يقول الله عزوجل : أنا ربكم وأنتم عبادي أديتم حقي وحق علي أن أستجيب لكم فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه ويغفر لمن أراد

__________________

من يقف بهذين الموقفين عرفة والمزدلفة وسعى بين هذين الجبلين ثم طاف بهذا البيت وصلى خلف مقام إبراهيم (ع) ثم قال في نفسه أو ظن أن الله لا يغفر له فهو من أعظم الناس وزرا ». وقوله « يعنى » تفسير الصدوق ـ رحمه‌الله ـ لا مضمون الرواية.

(١) روى الكليني ج ٢ ص ٥٠٨ نحوه عن عبد الله بن جندب عن موسى بن جعفر عليها السلام في حديث.

(٢) روى المؤلف في الصحيح أيضا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « من قدم أربعين رجلا من إخوانه فدعا لهم ثم دعا لنفسه استجيب له فيهم وفى نفسه ».

(٣) الظاهر أن المراد بهما مضيق مكة إلى منى ومضيق منى إلى عرفات وهو المزدلفة ويحتمل أن يكون المراد به المشعر فقط كما فهمه الأصحاب ويطلقون عليه في كتبهم ، والأول أوفق بكلام أهل اللغة (م ت) أقول : في القاموس المأزم ويقال له : المأزمان : مضيق بين جمع وعرفة ، وآخر بين مكة ومنى.

٢١٢

أن يعفر له » (١).

فإذا ازدحم الناس فلم يقدروا على أن يتقدموا ولا يتأخروا كبروا فإن التكبير يذهب بالضغاط (٢).

٢١٨٩ ـ و « الحاج إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه » (٣).

والوقوف بعرفة سنة ، وبالمشعر فريضة. (٤)

وما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك ، أو مشي في بر الوالدين أو ذي ـ رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلام ، أو رجل أطعم من صالح نسكه ثم دعا إلى بقيته جيرانه من اليتامى وأهل المسكنة والمملوك وتعاهد الاسراء. (٥)

٢١٩٠ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط ». (٦)

٢١٩١ ـ وجاءت أم سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : « يا رسول الله يحضر الأضحى وليس عندي ثمن الأضحية فأستقرض وأضحي؟ فقال : استقرضي [وضحي] فإنه دين مقضي ». (٧)

__________________

(١) روى الكليني في باب ليلة المزدلفة والوقوف بالمشعر في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أنه قال : « ان استطعت أن تحيى تلك الليلة فافعل فإنه بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين ، لهم دوي كدوي النحل يقول الله تعالى أنا ربكم ـ إلى قوله ـ. يغفر له ».

(٢) سيأتي الكلام فيه.

(٣) جزء من خبر جميل بن دراج الذي تقدم في الهامش.

(٤) الوقوف بعرفة ظهر وجوبه من السنة ، وبالمشعر من الكتاب قوله تعالى « فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ».

(٥) هذه الأعمال مطلوبة يوم النحر مطلقا وان لم يكن بمنى. (م ت)

(٦) أي اختاروا الفارهة الجيدة منها غير المعيوبة ، ورواه المؤلف في العلل ص ٤٣٨ بسند قوى عن موسى بن جعفر عليه‌السلام رفعه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٧) رواه في العلل ص ٤٤٠ بالسند الذي تقدم للخبر السابق.

٢١٣

٢١٩٢ ـ و « يغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها ». (١)

٢١٩٣ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « إنما استحسنوا إشعار البدن لان أول قطرة تقطر من دمها يغفر الله له على ذلك ». (٢)

٢١٩٤ ـ و « من كف بصره ولسانه ويده أيام التشريق كتب الله عزوجل له مثل حج [من] قابل ». (٣)

٢١٩٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « رمي الجمار ذخر يوم القيامة ». (٤)

٢١٩٦ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الحاج إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ».

٢١٩٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من رمى الجمار يحط عنه بكل حصاة كبيرة موبقة ، وإذا رماها المؤمن التقفها الملك (٥) ، وإذا رماها الكافر قال الشيطان : بإستك ما رميت ». (٦)

٢١٩٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إن المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثم دفنه جاء يوم القيامة وكل شعرة لها لسان طلق تلبي باسم صاحبها ».

٢١٩٩ ـ و « استغفر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة ». (٧)

__________________

(١) رواه في العلل ص ٤٤٠ مسندا عن شريح بن هاني ، عن أمير المؤمنين (ع).

(٢) رواه باسناده عن جابر الجعفي عنه عليه‌السلام في العلل ص ٤٣٤.

(٣) يشبه أن يكون خبرا مأثورا بلفظه ولم أجده ، نعم روى ابن حبان في الثواب و البيهقي في شعب الايمان عن الفضل بن العباس عن النبي (ص) قال : من « حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة » كما في الجامع الصغير.

(٤) كما في رواية معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في الكافي ج ٤ ص ٢٦١.

(٥) في المحاسن ص ٦٧ مسندا والتقف الشئ : تناولها بسرعة. والموبقة : المهلكة.

(٦) أي أنت من حزبي ومع ذلك ترمانى بالجمرة. والخبر رواه الكليني ج ٤ ص ٤٨٠ مسندا عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام إلى قوله « موبقة ».

(٧) روى الشيخ ـ رحمه‌الله ـ في التهذيب ج ١ ص ٥١٦ في الصحيح عن حريز عن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية : اللهم اغفر للمحلقين مرتين ، قيل : وللمقصرين؟ قال :

٢١٤

٢٢٠٠ ـ وروي « أن من حلق رأسه بمنى كان له بكل شعرة نور يوم القيامة ». (١)

ولا يجوز للصرورة أن يقصر ، وعليه الحلق. (٢)

٢٢٠١ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام « عن قول الله عزوجل : « فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه » قال : يرجع مغفورا لا ذنب له ».

٢٢٠٢ ـ وروي « يخرج من ذنوبه كنحو ما ولدته أمه ». (٣)

٢٢٠٣ ـ وقال عليه‌السلام : « لا يزال العبد في حد الطائف بالكعبة ما دام شعر الحلق عليه ». (٤)

٢٢٠٤ ـ وروي « أن الحاج من حين يخرج من منزلة حتى يرجع بمنزلة الطائف بالكعبة ». (٥)

__________________

للمقصرين ، وفى الصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « استغفر رسول الله (ص) للمحلقين ثلاث مرات ». وروى مثله مسلم في صحيحه.

(١) في الكافي ج ٤ ص ٢٦١ مسندا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة ».

(٢) سيجيئ أخباره وحكمه إن شاء الله تعالى.

(٣) روى الكليني ج ٤ ص ٢٥٢ في الصحيح عن عبد الاعلى قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « كان أبى يقول : من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرءا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ثم قرأ » فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى « قلت ما الكبر الحديث ».

(٤) أي عليه الشعر الذي نبت بعد الحلق بمنى ، وروى الكليني في الحسن كالصحيح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « لا يزال العبد في حد الطواف بالكعبة ما دام حلق الرأس عليه » أي إذا حلق رأسه بمنى فان له ثواب الطائف بالكعبة إلى حلق آخر ».

(٥) يمكن أن يكون مأخوذا مما رواه الكليني ج ٤ ص ٤٢٨ في الحسن كالصحيح عن زياد القندي قال : « قلت لأبي الحسن عليه‌السلام جعلت فداك انى أكون في المسجد الحرام

٢١٥

٢٢٠٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من حج حجة الاسلام فقد حل عقدة من النار من عنقه ، ومن حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت ، ومن حج ثلاث حجج متوالية ، ثم حج أو لم يحج فهو بمنزلة مدمن الحج » (١).

٢٢٠٦ ـ وروى « أن من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبدا » (٢).

٢٢٠٧ ـ و « أيما بعير حج عليه ثلاث سنين جعل من نعم الجنة ». وروي « سبع سنين ». (٣)

٢٢٠٨ ـ وقال الرضا عليه‌السلام : « من حج بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عزوجل بالثمن ، ولم يسأله من أين اكتسب ماله من حلال أو حرام » (٤).

__________________

وأنظر إلى الناس يطوفون بالبيت وأنا قاعد فأغتم لذلك ، فقال : يا زياد لا عليك ، فان المؤمن إذا خرج من بيته يؤم الحج لا يزال في طواف وسعى حتى يرجع ».

(١) مدمن الحج هو الذي إذا وجد سبيلا إلى الحج حج كما أن مدمن الخمر هو الذي إذا وجد الخمر شربه ، رواه الكليني باسناده عن فضيل بن يسار عن أحدهما عليهما‌السلام في ج ٤ ص ٥٤٢ ، ومن قوله « ومن حج حجتين إلى قوله » مدمن الحج رواه المصنف مسندا في الخصال ص ٦٠ وص ١١٧ من حديث صفوان بن مهران وحريز بن عبد الله.

(٢) رواه المصنف في الخصال ص ١١٧ باسناده عن صفوان بن مهران عن الصادق عليه‌السلام.

(٣) روى المؤلف في ثواب الأعمال ص ٧٤ في حديث عن يونس بن يعقوب عن علي ابن الحسين عليهما‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج الا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله ».

(٤) نقله المؤلف مسندا في العيون وقال : يعنى بذلك أنه لم يسأله عما وقع في ماله من الشبهة ، ويرضى عنه خصماءه بالعوض ، ونقل الفيض ـ رحمه‌الله ـ هذا الكلام في الوافي وقال : لعل ذلك بشرط التوبة وعدم معرفة أصحاب المال بأعيانهم ليرده عليهم ـ انتهى.

أقول : في طريق الرواية سلمة بن الخطاب وهو ضعيف ، وأحمد بن علي وهو مجهول والديلمي أعني الحسن بن علي وهو مهمل ولقد روى المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في الفقيه كما سيجيئ وقال : روى عن الأئمة عليهم‌السلام انهم قالوا : « من حج بمال حرام نودي عند التلبية : لا لبيك عبدي ولا سعديك »

٢١٦

٢٢٠٩ ـ و « من حج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا ، وإذا مات صور الله عزوجل الحجج التي حج في صورة حسنة أحسن ما يكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبره حتى يبعثه الله عزوجل من قبره ويكون ثواب تلك الصلاة له واعلم أن الركعة من تلك الصلاة تعدل ألف ركعة من صلاة الآدميين » (١).

٢٢١٠ ـ و « من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا ، ومن حج عشر حجج لم يحاسبه الله أبدا ، ومن حج عشرين حجة لم ير جهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها » (٢).

٢٢١١ ـ و « من حج أربعين حجة قيل له : اشفع فيمن أحببت ويفتح له باب من أبواب الجنة يدخل منه هو ومن يشفع له ». (٣)

٢٢١٢ ـ و « من حج خمسين حجة بنى له مدينة في جنة عدن فيها ألف قصر ، في كل قصر ألف حوراء من حور العين ، وألف زوجة ، ويجعل من رفقاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة ». (٤)

٢٢١٣ ـ و « من حج أكثر من خمسين حجة كان كمن حج خمسين حجة مع محمد والأوصياء صلوات الله عليهم ، وكان ممن يزوره الله عزوجل كل جمعة

__________________

وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة والإصبهاني في الترغيب عن أسلم العدوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء : لبيك وسعديك ، زادك حلال وراحلتك حلال ، وحجك مبرور غير مأزور ، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ، ناداه مناد من السماء : لا لبيك ولا سعديك ، زادك حرام ، وحجك مأزور غير مبرور ».

(١) رواه في الخصال ص ٢١٥ من حديث منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع).

(٢) رواه أيضا في الخصال ص ٢٨٣ و ٤٤٥ و ٥١٦ من حديث أبي بكر الحضرمي عن الصادق عليه‌السلام.

(٣) رواه في الخصال ص ٥٤٨ من حديث أبي يحيى زكريا الموصلي كوكب الدم عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

(٤) رواه في الخصال ص ٥٧١ من حديث هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (ع).

٢١٧

وهو من يدخل جنة عدن التي خلقها الله عزوجل بيده ولم ترها عين ، ولم يطلع عليها مخلوق ، وما من أحد يكثر الحج إلا بنى الله عزوجل له بكل حجة مدينة في الجنة فيها غرف ، في كل غرفة منها حوراء من حور العين ، مع كل حوراء ثلاثمائة جارية ، لم ينظر الناس إلى مثلهن حسنا وجمالا » (١).

٢٢١٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من حج سنة وسنة لا فهو ممن أدمن الحج ».

٢٢١٥ ـ وقال إسحاق بن عمار قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : « إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي ، فقال : وقد عزمت على ذلك؟ قلت : نعم [قد عزمت على ذلك] فقال : إن فعلت ذلك فأيقن بكثرة المال ـ أو أبشر بكثرة المال ـ ».

٢٢١٦ ـ وروي أنه « ما تقرب عبد إلى الله عزوجل بشئ أحب إليه من المشي إلى بيته الحرام على القدمين ، وإن الحجة الواحدة تعدل سبعين حجة ، و من مشى عن جمله كتب الله له ثواب ما بين مشيه وركوبه ، والحاج إذا انقطع شسع نعله كتب الله له ثواب ما بين مشيه حافيا إلى متنعل » (٢).

٢٢١٧ ـ « والحج راكبا أفضل منه ماشيا ، لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حج راكبا » (٣).

__________________

(١) لم أجده في مظانه والظاهر أنه خبر مأثور بلفظه مثل ما تقدم.

(٢) الظاهر إلى هنا خبر واحد كما في الوسائل ولم أجده مسنده في المصادر التي عندي.

(٣) روى الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٥٨٣ في الموثق عن رفاعة وابن بكير جميعا عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه « سئل عن الحج ماشيا أفضل أو راكبا ، فقال : بل راكبا ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حج راكبا » ورواه الكليني ج ٤ ص ٤٥٦.

ويمكن الجمع بوجوه الأول أن يحمل أخبار المشي من مكة لافعال الحج كما يظهر من صحيحة رفاعة قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن مشى الحسن عليه‌السلام من مكة أو المدينة قال : من مكة ، وسألته إذا زرت البيت أركب أو أمشى فقال : كان الحسن عليه‌السلام يزور راكبا » (الكافي ج ٤ ص ٤٥٦).

الثاني أن يحمل أخبار المشي على من لم يضعفه عن الدعاء والعبادة والركوب على

٢١٨

والجمع ما بين الخبرين في هذا المعنى :

٢٠١٨ ـ ما رواه أبو بصير عن الصادق عليه‌السلام أنه سأله « عن المشي أفضل أو الركوب؟ فقال : إذا كان الرجل موسرا فمشى ليكون أقل لنفقته فالركوب أفضل ».

٢٢١٩ ـ و « كان الحسين بن علي عليهما‌السلام يمشي وتساق معه المحامل و الرحال ».

٢٢٢٠ ـ و « جاء رجل (١) إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام فقال : قد آثرت الحج على الجهاد ، وقد قال الله عزوجل : « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ـ إلى آخرها » فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : فاقرأ ما بعدها فقال : « التائبون العابدون الحامدون ـ إلى أن بلغ آخر الآية » فقال : إذا رأيت هؤلاء فالجهاد معهم يؤمئذ أفضل من الحج ». وروي أنه عليه‌السلام : قرأ « التائبين العابدين ـ إلى آخر الآية ».

٢٢٢١ ـ و « من حج يريد به وجه الله عزوجل لا يريد به رياء ولا سمعة غفر الله له البتة ». (٢)

٢٢٢٢ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أراد دنيا وآخرة فليؤم هذا البيت ».

__________________

غيره كما يظهر من صحيحة سيف التمار قال : « قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انا كنا نحج مشاة فبلغنا عنك شئ فما ترى؟ قال : ان الناس ليحجون مشاة ويركبون ، قلت : ليس عن ذلك أسألك ، قال : فعن أي شئ سألت؟ قلت : أيهما أحب إليك أن نصنع؟ قال : تركبون أحب إلى ، فان ذلك أقوى لكم على الدعاء والعبادة » الكافي ج ٤ ص ٤٥٦.

الثالث أن يحمل أخبار الركوب على ما إذا أخذ معه مركبا يتخذه لحاجته وضرورته والمشي على المشي معه كما يظهر من قوله عليه‌السلام فيما يأتي رقم ٢٢١٩.

(١) الرجل هو عباد البصري الصوفي والخبر رواه الكليني والشيخ ـ رحمهما‌الله ـ.

(٢) رواه المصنف في ثواب الأعمال ص ٧٤ من حديث سيف التمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢١٩

٢٢٢٣ ـ و « من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره » (١).

٢٢٢٤ ـ و « من خرج من مكة وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله ودنا عذابه ». (٢)

٢٢٢٥ ـ وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : « ترون هذا الجبل ـ ثافلا ـ إن يزيد ابن معاوية لما رجع من حجه مرتحلا إلى الشام أنشأ يقول :

إذا تركنا ثافلا يمينا

فلن نعود بعده سنينا

للحج والعمرة ما بقينا

فأماته الله عزوجل قبل أجله » (٣).

٢٢٢٦ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « ما من عبد يؤثر على الحج حاجة من حوائج الدنيا إلا نظر إلى المحلقين قد انصرفوا قبل أن تقضى له تلك الحاجة ». (٤)

٢٢٢٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما تخلف رجل من الحج إلا بذنب (٥) وما يعفو الله عزوجل أكثر ».

٢٢٢٨ ـ و « سئل » عن قول الله عزوجل : « فأصدق وأكن من الصالحين » قال : أصدق من الصدقة ، وأكن من الصالحين أي أحج.

٢٢٢٩ ـ وقال الرضا عليه‌السلام : « العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما ».

٢٢٣٠ ـ وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « الحجة ثوابها الجنة ، والعمرة كفارة كل ذنب » وأفضل العمرة رجب (٦).

__________________

(١) رواه الكليني ج ٤ ص ٢٨١ باسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٢) رواه الكليني أيضا ج ٤ ص ٢٧٠ باسناده عن الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله عليه‌السلام وفيه « لا يريد العود ».

(٣) ذكر هذا الخبر لبيان الشاهد على تعجيل عذاب من لا ينوى العود.

(٤) « على الحج » أي حجة الاسلام. وهذا مجرب.

(٥) أي ذلك التخلف بسبب ذنب اكتسبه.

(٦) ستجيئ الاخبار في ذلك إن شاء الله.

٢٢٠