بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فضول الحطام ، ولكن لنري المعالم من دينك ، ونظهر الاصلاح في بلادك ، ويأمن المظلومون من عبادك ، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك ، فانكم إلا تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم ، وعملوا في إطفاء نور نبيكم ، وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير (١).

٣٨ ـ ف : عن أبي جعفر الثانى عليه‌السلام قال : من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده (٢).

٣٩ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق باسناده عن جابر عن الباقر صلوات الله عليه قال : قال علي عليه الصلاة والسلام : أوحى الله تعالى جلت قدرته إلى شعيا [ شعيب ] عليه‌السلام إني مهلك من قومك مائة ألف : اربعين ألفا من شرارهم وستين الفا من خيارهم فقال عليه‌السلام : هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار. فقال : داهنوا أهل المعاصى فلم يغضبوا لغضبي.

٤٠ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سنان وابن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن ابى عبدالله عليه‌السلام أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أخبرنى ما افضل الاعمال؟ فقال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا؟ فقال : الامر بالمعروف والنهى عن المنكر (٣).

٤١ ـ ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : إنما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصى ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك ، إن الله جل وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا اليها وجدا رجلا يدعو الله و يتضرع إليه ، فقال أحدهما لصاحبه : أما ترى هذا الرجل الداعي؟ فقال له : رأيته ولكن أمضي لما أمرني به ربي ، فقال الآخر : ولكني لا أحدث شيئا حتى أرجع فعاد إلى ربه فقال : يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعو و

__________________

(١) تحف العقول ص ٢٤٠.

(٢) نفس المصدر ص ٤٧٩.

(٣) المحاسن ص ٢٩١.

٨١

يتضرع إليك فقال عزوجل : امض لما أمرتك فان ذلك رجل لم يتغير وجهه غضبا لى قط (١).

٤٢ ـ وأروي أن رجلا سأل العالم عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « قوا أنفسكم وأهليكم نارا » قال : يأمرهم بما أمرهم الله وينهاهم عما نهاهم الله فان أطاعوا كان قد وقاهم ، وإن عصوه كان قد قضى ما عليه (٢).

٤٣ ـ وروي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يخطب فعارضه رجل فقال يا أمير المؤمنين حدثنا عن ميت الاحياء فقطع الخطبة ثم قال : منكر للمنكر بقلبه ولسانه ويديه ، فخلال الخير حصلها كلها ، ومنكر للمنكر بقلبه ولسانه وتارك له بيده فخصلتان من خصال الخير. ومنكر للمنكر بقلبه وتارك بلسانه ويده فخلة من خلال الخير حاز ، وتارك للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك ميت الاحياء ، ثم عاد عليه‌السلام إلى خطبته (٣).

٤٤ ـ ونروي أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أخبرنى ما أفضل الاعمال؟ فقال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا؟ قال : ثم صلة الرحم ، قال : ثم ماذا؟ قال : الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فقال الرجل : فأي الاعمال ابغض إلى الله؟ قال : الشرك بالله ، قال : ثم ماذا؟ قال : قطيعة الرحم ، قال ثم ماذا؟ قال : الامر بالمنكر والنهي عن المعروف (٤).

٤٥ ـ ونروي أن صبيين توثبا على ديك فنتفاه فلم يدعا عليه ريشة وشيخ قائم يصلي لا يأمرهم ولا ينهاهم قال : فامر الله الارض فابتلعته (٥).

٤٦ ـ وأروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : انما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ ، أو جاهل فيتعلم وأما صاحب سيف وسوط فلا (٦).

٤٧ ـ نروي : حسب المؤمن عيبا إذا رأى منكرا أن لا يعلم من قلبه أنه له كاره (٧).

٤٨ ـ وأروي عن العالم عليه‌السلام أن الله قال : ويل للذيثن يجتلبون الدنيا بالدين

__________________

(١ ـ ٧) فقه الرضا ص ٥١.

٨٢

وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط منالناس ، وويل للذين إذا المؤمن فيهم يسير بالعدل يعتدون وعليه يجترون ولا يهتدون لاتيحن لهم فتنة يترك الحكيم فيهم حيرانا (١).

٤٩ ـ ونروي : من أعظم الناس حسرة يوم القيامة؟ قال : من وصف عدلا فخالفه إلى غيره (٢).

٥٠ ـ ونروي في قول الله تعالى « فكبكبوا فيها هم والغاون » قال : هم قوم وصفوا بألسنتهم عدلا ثم خالفوه إلى غيره ، فسئل عن معنى ذلك فقال : إذا وصف الانسان عدلا خالفه إلى غيره فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته (٣).

٥١ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : من لم ينسلخ عن هواجسه ، ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها ، ولم يهزم الشيطان ، ولم يدخل في كنف الله وأمان عصمته لا يصلح له الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما اظهر أمرا يكون حجة عليه ولا ينتفع الناس به قال الله عزوجل « أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم » ويقال له : يا خائن أتطالب خلقي بما خنت به نفسك وارخيت عنه عنانك (٤).

٥٢ ـ روي أن ثعلبة الخشنى سال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه الآية « يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم » فقال عليه‌السلام : وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، واصبر على ما اصابك حتى إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع أمر العامة ، وصاحب الامر بالمعروف يحتاج إلى أن يكون عالما بالحلال والحرام ، فارغا من خاصة نفسه عما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، ناصحا للخلق ، رحيما رفيقابهم ، داعيا لهم باللطف و

__________________

(١ ـ ٣) فقه الرضا ص ٥١.

(٤) مصباح الشريعة ص ٤٢ طبع طهران سنة ١٣٧٩ والاية في سورة البقرة : ٤٤.

٨٣

حسن البيان ، عارفا بتفاوت أخلاقهم ، لينزل كلا منزلته ، بصيرا بمكر النفس ، و مكائد الشيطان ، صابرا على ما يلحقه لا يكافيهم بها ولا يشكو منهم ، ولا يستعمل الحمية ولا يغتاظ لنفسه ، مجردا نيته لله مستعينا به ومبتغيا لوجهه ، فان خالفوه وجفوه صبر ، وإن وافقوه وقبلوامنه شكر ، مفوضا أمره إلى الله ناظرا إلى عيبه (١).

٥٣ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق ، والفعل حد الاخلاص ، فان مثل الواعظ والموعوظ كاليقظان والراقد فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفته ومعاصيه ، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد ، وأما السائر في مفاوز الاعتداء والخائض في مراتع الغي وترك الحياء باستحباب السمعة والرياء والشهرة والتصنع في الخلق المتزيي بزي الصالحين المظهر بكلامه عمارة باطنه ، وهو في الحقيقة خال عنها ، قد غمرتها وحشة حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع ، فما أفتنه بهواه واضل الناس بمقاله قال الله عزجل :  « لبئس المولى ولبئس العشير » وأما من عصمه الله بنور التأييد ، وحسن التوفيق وطهر قلبه من الدنس ، فلا يفارق المعرفة والتقى ، فيستمع الكلام من الاصل ويترك قائله كيف ما كان ، قالت الحكماء : خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين قال عيسى عليه‌السلام : جالسوا من تذكركم الله رؤيته ولقاؤه ، فضلا عن الكلام ، و لا تجالسوا من يوافقه ظاهركم ، ويخالفه باطنكم ، فان ذلك المدعي بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم ، فاذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤيته ولقاءه ومجالسته ولو ساعة ، فان ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته ، قوله لا يجاوز فعله ، وفعله لا يجاوز صدقه ، وصدقه لا ينازع ربه ، فجالسه بالحرمة ، وانتظر الرحمة والبركة ، واحذر لزوم الحجة عليك ، وراع وقته كيلا تلومه فتخسر ، وانظر إليه بعين فضل الله عليه ، وتخصيصه له ، وكرامته إياه (٢).

٥٥ ـ شى : عن يعقوب بن شعيب ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت « أتأمرون

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤٢ والاية في سورة المائدة : ١٠٥.

(٢) نفس المصدر ص ٤٩ بادنى تفاوت والاية في سورة الحج : ١٣٠.

٨٤

الناس بالبر وتنسون أنفسكم » قال : فوضع يده على حلقه قال : كالذابح نفسه (١).

٥٥ ـ وقال الحجال ، عن ابي إسحاق عمن ذكره « وتنسون أنفسكم » اي تتركون (٢).

٥٦ ـ شى : عن محمد بن الهيثم التميمي ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون » قال : أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم ، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم و أنسوا بهم (٣).

٥٧ ـ م : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أوحى الله فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل فأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفار والفجار فقال جبرئيل يا رب أخسف بهم إلا بفلان الزاهد؟ فيعرف ماذا يأمره الله به؟ فقال الله تعالى : بل اخسف بهم وبفلان قبلهم فسأل ربه ، فقال رب عرفني لم ذلك وهو زاهد عابد؟ قال : مكنت له واقدرته فهولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، وكان يتوفر على حبهم وفي غضبي لهم ، فقالوا : يا رسول الله فكيف بنا ونحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أوليعمكم الله بعذاب ثم قال : من رأى منكرا فلينكره بيده إن استطاع ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه ، فحسبه ان يعلم الله من قلبه إنه لذلك كاره (٤).

٥٨ ـ سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن ابن محمد عن الحارث بن المغيرة قال : لقيني أبوعبدالله عليه‌السلام في بعض طرق المدينة ليلا فقال لي : يا حارث ، فقلت :

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٣ والاية في سورة البقرة : ٤٤ وفيه (ابن اسحاق) بدل (ابي اسحاق).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٣٥ والاية في سورة المائدة : ٧٩.

(٤) لم نعثر عليه في المصدر المذكور رغم البحث عنه مكررا.

٨٥

نعم فقال : أما ليحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ، ثم مضى ، قال : ثم أتيته فاستأذنت عليه فقلت : جعلت فداك لم قلت : ليحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم فقد دخلني من ذلك أمر عظيم فقال لي : نعم ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهونه مما يدخل به علينا الاذى والعيب عند الناس أن تأتوه فتؤنبوه وتعظوه وتقولوا له قولا بليغا ، فقلت له : إذا لا يقبل منا ولا يطيعنا ، قال فقال : فاذا فاهجروه عند ذلك واجتنبوا مجالسته (١).

٥٩ ـ ين : علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن ابن فرقد ، عن ابي شيبة الزهري ، عن أحدهما عليهما‌السلام أنه قال : لا دين لمن لا يدين الله بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر (٢).

٦٠ ـ ين : النضر عن درست ، عن بعض أصحابه ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله ويتضرع إليه ، فقال أحدهما للآخر : أما ترى هذا الداعي فقال : قد رأيته ولكن أمضي لما أمرني به ربي فقال : ولكني لا أحدث شيئا حتى أرجع إلى ربي ، فعاد إلى الله تبارك وتعالى فقال : يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك ويتضرع إليك فقال : امض لما أمرتك فان ذلك رجل لم يتغير وجهه غضبا لي قط (٣).

٦١ ـ ين : النضر عن يحيى الحلبي ، عن ابن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله بعث إلى بني إسرائيل نبيا يقال له ارميا فقال : قل لهم : ما بلد بنفسه من كرام البلدان؟ وغرس فيه من كرام الغروس؟ ونقيته من كل غريبة

__________________

(١) السرائر ص ٤٨٨.

(٢) كتاب الزهد للحسين بن سعيد باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وفيه (ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف) (مخطوط).

(٣) كتاب الزهد للحسين بن سعيد باب الرياء والنفاق والعجب والكبر ص ٤٥ (مخطوط).

٨٦

فأخلف فأنبت خرنوبا؟ فضحكوا منه واستهزؤا به فشكاهم إلى الله ، فأوحى الله إليه أن قل لهم : إن البلد البيت المقدس والغرس بنوا إسرائيل نقيتهم من كل غريبة ونحيت عنهم كل جبار فأخلفوا فعملوا بمعاصي فلاسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم ، وإن بكوا لم أرحم بكاءهم ، وإن دعوا لم استجب دعاءهم فشلوا وفشلت أعمالهم لاخربنها مائة عام ثم لاعمرنها ، قال فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا : يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم ، فعاود لنا ربك فصام سبعا فلم يوح إليه فأكل أكلة ثم صام سبعا فلما كان اليوم الواحد والعشرون أوحى الله إإيه لترجعن عما تصنع أن تراجعني في أمر قد قشيته أولاردن وجهك على دبرك ، ثم أوحى إليه أن قل لهم : إنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، وسلط عليهم بخت نصر ففعل بهم ما قد بلغك (١).

أقول : قد مر في كتاب النبوة بأسانيد.

٦٢ ـ ين : علي بن النعمان عن داود بن ابي يزيد ، عن ابي شيبة الزهري عن أحدهما عليهم‌السلام قال : ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر (٢).

٦٣ ـ ين : عثمان بن عيسى ، عن فرات بن أحنف ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : ويل لمن بأمر بالمنكر وينهى عن المعروف (٣).

٦٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال : رفيق بما يأمر به ، رفيق فيما ينهى عنه ، عدل فيما يأمر به ، عدل فيما ينهى عنه ، عالم بما يأمر به ، عالم بما ينهى عنه (٤).

٦٥ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يشفع شفاعة حسنة أو

__________________

(١) كتاب الزهد للحسين بن سعيد باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ص ٨١ (مخطوط).

(٢ ـ ٣) نفس المصدر في نفس الباب ص ٨٣.

(٤) نوادر الراوندى ص ٢١.

٨٧

أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دل على خير أو اشار به فهو شريك ومن أمر بسوء أو دل عليه أو اشار به فهو شريك (١).

٦٦ ـ مجالس الشيخ : عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل شئ مشيتم إليه فقلتم : يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا أو تكف عنا ، فان فعل و إلا فاجتنبوه (٢).

٦٧ ـ ومنه بهذا الاسناد ، عن ابن وهبان ، عن علي بن حبشي ، عن العباس ابن محمد بن الحسين ، عن ابيه عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى ، عن الحسين ابن أبي غندر ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل فبينا هو يصلي وهو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين إذا أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك ، فأوحى الله إلى الارض أن سيخي بعبدي فساخت به الارض ، وهو يهوي في الدردور (٣) أبد الآبدين ودهر الداهرين (٤).

٦٨ ـ ومنه بهذا الاسناد ، عن الحسين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم فاذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرع إلى الله ويتعبد ، قال : فقال أحد الملكين للآخر : اني أعاود ربي في هذا الرجل وقال الآخر : بل تمضي لما أمرت ولا تعاود ربي فيما قد أمر به ، قال : فعاود الآخر ربه في ذلك فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه فيما أمره أن أهلكه معهم فقد حل به معهم سخطي إن هذا لم يتمعر وجهه قط غضبا لي ، والملك الذي عاود ربه

__________________

(١) نوادر الراوندى ص ٢١.

(٢) أمالى الشيخ الطوسى ج ٢ ص ٢٧٥.

(٣) الدردور : موضع ف ي البحر يجيش ماؤه فيخاف فيه الغرق.

(٤) أمالى الشيخ الطوسى ج ٢ ص ٢٨٢.

٨٨

فيما أمر سخط الله عليه فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه (١) ،

٦٩ ـ نهج البلاغه : روى ابن جرير الطبري في تاريخه ، عن عبدالرحمن ابن أبي ليلى الفقيه وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الاشعث إنه قال : فيما كان يحضض به الناس على الجهاد إني سمعت عليا رفع الله درجته في الصالحين واثابه ثواب الشهداء والصديقين يقول يوم لقينا أهل الشام : أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو افضل من صاحبه ، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي اصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين (٢).

٧٠ ـ وفي كلام له عليه‌السلام آخر يجري هذا المجرى : فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير ، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة ، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع اشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة ، ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء ، وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي ، وإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق ، وافضل ذلك كلمة عدل عند إمام جائر (٣).

٧١ ـ وعن أبي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إن أول ما تقلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ثم بالسنتكم ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه اسفله (٤).

٧٢ ـ وقال عليه‌السلام : إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلقان من خلق الله وإنهما لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق (٥).

__________________

(١) أمالى الشيخ الطوسى ج ص ٢٨٢ وفيه (يصعر) بدل (يتمعر).

(٢ ـ ٣) نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٤٣.

(٤) نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٤٤.

(٥) نهج البلاغة ج ٣ ص ٦٣ وفيه (الحلماء) بدل (الحكماء).

٨٩

٧٣ ـ نهج البلاغة : فان الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحكماء لترك التناهي (١).

٧٤ ـ نهج : في وصيته عليه‌السلام للحسن : وأمر بالمعروف تكن من أهله ، و أنكر المنكر بيدك ولسانك ، وباين من فعله بجهدك ، وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم (٢).

٧٥ ـ وقال في وصيته للحسنين عليهما‌السلام عند وفاته : وقولا بالحق ، واعملا للاجر وكونا للظالم خصما ، وللمظلوم عونا (٣).

ثم قال عليه‌السلام : الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم والسنتكم في سبيل الله ، لا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي عليكم اشراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم (٤).

٧٦ ـ كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي : عن محمد بن هشام المرادي عن عمر بن هشام ، عن ثابت ابي حمزة ، عن موسى ، عن شهر بن حوشب أن عليا عليه‌السلام قال لهم إنه لم يهلك من كان قبلكم من الامم إلا بحيث ما أتوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون والاحبار ، فلما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عمهم الله بعقوبة ، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم ، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق ، فان الامر ينزل من السماء إلى الارض ، كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في نفس أو أهل أو مال ، فاذا كان لاحدكم نقصان في ذلك يواري لاخيه عفوه ، فلا يكن له فتنة ، فان المرء المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت ، ويغري بها لئام الناس ، كان كالياسر الفالج

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٨٠.

(٢) نفس المصدر ج ٣ ص ٤٤.

(٣) نفس المصدر ج ٣ ص ٨٥.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٦ وفيه (شراركم).

٩٠

ينتظر أول فوزة من قداحه يوجب له بها المغنم ويذهب عنه بها المغرم فذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر إحدى الحسنيين إما داعي الله ، فما عند الله خير له وإما رزقا من الله واسع ، فاذا هو ذوأهل ومال ومعه حبسه ، المال والبنون حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لاقوام.

٧٧ ـ مشكاة الانوار : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أيها المؤمنون إن من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعا إليه ، وأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو افضل من صاحبه ، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي اصاب الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه التبيين (١).

٧٨ ـ وعن الباقر عليه‌السلام قال : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله (٢).

٧٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عالم لما يأمر به وتارك لما ينهى عنه ، عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى ، رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى (٣).

٨٠ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت رجلا من أمتي في المنام قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم وجعلاه من الملائكة (٤).

٨١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر (٥).

٨٢ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ، و لم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر ، قيل : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم وشر من ذلك ، فكيف بكم إذا أتيتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ، فقيل له : يا

__________________

(١) مشكاة الانوارص ٤٦ طبع النجف الحيدرية وفيه (اليقين) بدل (التبيين).

(٢ ـ ٥) نفس المصدر ص ٤٦ وأخرج الثانى الصدوق في الخصال ج ١ ص ٦٨.

٩١

رسول الله ويكون ذلك؟ قال : نعم وشر من ذلك ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا (١).

٨٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : لما نزلت هذه الآية « يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا » جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك (٢).

٨٤ ـ وقال الرضا عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا أمتي تواكلت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلتأذن بوقاع من الله تعالى (٣).

٨٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : حسب المؤمن غيرا إن راى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره (ط).

٨٦ ـ وعن غياث بن إبراهيم قال : كان أبوعبدالله عليه‌السلام إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا : اتقوا الله يرفع بها صوته (٥).

٨٧ ـ وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب مرضات الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذاما ، ومن آثر طاعة الله عزوجل بغضب الناس كفاه الله عزوجل عداوة كل عدو ، وحسد كل حاسد ، وبغي كل باغ ، وكان الله عزوجل له ناصرا وظهيرا (٦).

٨٨ ـ وعن مفضل بن زيد عن ابي عبدالله قال : قال : يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فاصابته بلية لم يؤجر عليها ولم يرزق الصبر عليها (٧).

٨٩ ـ وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله فوض إلى المؤمن أمره كله ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا أما تسمع الله يقول عزوجل « ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ، فان المؤمن أعز من الجبل

__________________

(١ ـ ٦) نفس المصدر ص ٤٧ وفي الاول فيه (أمرتم) بدل (أتيتم).

(٧) نفس المصدر ص ٤٨.

٩٢

يستقل منه بالمعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه بشئ (١).

٩٠ ـ وعن محمد بن عرفة قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم (٢).

٩١ ـ وعن مفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه ، قلت : بما يذل نفسه؟ قال : لا يدخل فيما يعتذر منه (٣).

٩٢ ـ وعن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الامة جميعا؟ قال : لا ، فقيل : ولم؟ قال : إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر ، لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا ، إلى اي من اي يقول : إلى الحق أم إلى الباطل؟ والدليل على ذلك من كتاب الله قول الله عزوجل « ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر » فهذا خاص غير عام كما قال الله  « ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون » ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قوم وهم يومئذ أمم مختلفة والامة واحد فصاعدا كما قال الله عزوجل  « إن إبراهيم كان أمة قانتا لله » يقول : مطيعا لله وليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا طاعة (٤).

٩٣ ـ قال مسعدة : وسمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وسئل عن الحديث الذي جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن افضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه؟ قال : هذا أن يأمره بعد معرفته وهو مع ذلك يقبل منه وإلا فلا (٥).

٩٤ ـ وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه الاسلام قال : أوحى الله تعالى إلى شعيب النبي عليه‌السلام إني معذب من قومك مائة الف أربعين ألفا من شرارهم وستين الفا من خيارهم فقال : يا رب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار؟ فأوحى الله عزوجل إليه داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي (٦).

__________________

(١ ـ ٥) نفس المصدر ص ٤٨.

(٦) نفس المصدر ص ٤٩.

٩٣

٩٥ وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء (١).

٩٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في كلام هذا ختامه : من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت الاحياء (٢).

٢

* (باب) *

* « (لزوم انكار المنكر وعدم الرضا بالمعصية) » *

* « (وان من رضى بفعل فهو كمن أتاه) » *

الايات : الشعراء : « قال إني لعملكم من القالين » (٣).

١ ـ شى : عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : في قول الله « قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلموهم إن كنتم صادقين » وقد علم أن هؤلاء لم يقتلوا ، ولكن فقد هواهم مع الذين قتلوا فسماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم لذلك الفعل (٤).

٢ ـ شى : عمر بن معمر قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لعن الله القدرية لعن الله الحرورية لعن الله المرجئة لعن الله المرجئة قال : قلت له : جعلت فداك كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرتين فقال : إن هؤلاء زعموا أن الذين قتلونا مؤمنين فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيمة أما تسمع لقول الله « الذين قالوا إن الله عهد الينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات إلى قوله : صادقين » قال : فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين

__________________

(١ ـ ٢) نفس المصدر ص ٤٩.

(٣) سورة الشعراء : ١٦٨.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠٨ والاية في سورة آل عمران : ١٨٣.

٩٤

القاتلين خمس مائة عام فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك (١).

٣ ـ شى : محمد بن هاشم عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية « قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين » وقد علم أن قالوا والله ما قتلنا ولا شهدنا ، قال : وإنما قيل لهم ابرؤا من قتلتهم فأبوا (٢).

٤ ـ شى : محمد بن الارقط عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال لي : تنزل الكوفة؟ قلت : نعم ، قال : فترون قتلة الحسين بين اظهركم؟ قال : قلت : جعلت فداك ما بقي منهم أحد ، قال : فاذا أنت لا ترى القاتل إلا من قتل أو من ولي القتل ألم تسمع إلى قول الله « قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين » فاي رسول الله قتل الذين كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بين اظهرهم ولم يكن بينه وبين عيسى رسول ، إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين (٣).

٥ ـ شى : عن أبي عمرو الزبيري ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الله في كتابه يحكي قول اليهود « إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان » الآية فقال : « لم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين » وإنما نزل هذا في قوم يهود وكانوا على عهد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقتلوا الانبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم ، وإنما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم أولئك القتلة فجعلهم الله منهم واضاف اليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولوهم (٤).

٦ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أيها الناس إنما يجمع الناس الرضا والسخط ، وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا قال سبحانه : « فعقروها فاصبحوا نادمين » فما كان إلا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الارض الخوارة ، أيها الناس من سلك الطريق

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠٨.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٠٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٢٠٩.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٥١ والاية في سورة البقرة : ٩١.

٩٥

الواضح ورد الماء ، ومن خالف وقع في التيه (١).

٧ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ، وعلى كل داخل في باطل إيمان ، إثم العمل به وإثم الرضا به (٢).

٨ ـ وقال عليه‌السلام لما اظفره الله تعالى باصحاب الجمل وقد قال له بعض اصحابه : وددت إن اخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك فقال عليه‌السلام : أهوى أخيك معنا؟ قال : نعم ، قال : فقد شهدنا ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الايمان (٣).

٣

* (باب) *

* « (النهى عن الجلوس مع أهل المعاصى) » *

* « (ومن يقول بغير الحق) » *

١ ـ شى : عن محمد بن الفضيل ، عن ابي الحسن الرضا عليه‌السلام في قول الله تعالى  « وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله » إلى قوله « إنكم إذا مثلهم » قال : إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده (٤).

٢ ـ شى : عن شعيب العقرقوفي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله  « وقد نزل عليكم في الكتاب » إلى قوله « إنكم إذا مثلهم » فقال : إنما عنى الله بهذا إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في الائمة فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان (٥).

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) نفس المصدر ج ٣ ص ١٩١.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٨١ والاية في سورة النساء : ١٤٠.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨٢.

٩٦

٣ ـ شى : عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها ، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت أختها فمنها أذناه اللتان يسمع بهما ففرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له فيما نهى الله عنه ، والاصغاء إلى ما سخط الله تعالى ، فقال في ذلك : « وقد نزل عليكم في الكتاب » إلى قوله « حتى يخوضوا في حديث غيره » ثم استثنى موضع النسيان فقال : « وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين » وقال :  « فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه » إلى قوله « أولي الالباب » وقال : « قد افلح المؤمنون الذينهم في صلواتهم خاشعون والذينهم عن اللغو معرضون » وقال تعالى : « وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه » وقال : « وإذا مروا باللغو مروا كراما » فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان ولا يصغى إلى ما لايحل وهو عمله وهو من الايمان (١).

٤

* باب *

* « (وجوب الهجرة وأحكامها) » *

الايات : النساء : « إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض ، قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأويهم جهنم وسائت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما » (٢).

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٨٢.

(٢) سورة النساء : ١٠٠٩٧.

٩٧

الانفال : « إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ، والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير * والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير * والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم » (١).

التوبة : « الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون » (٢) وقال تعالى : « الاعراب اشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم » (٣).

النحل : « والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوءنهم في الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون » (٤).

وقال تعالى : « ثم إن ربك للذين هاجروا منه بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم » (٥).

الحج : « والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين * ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم » (٦).

العنكبوت : « يا عبادي الذين آمنوا إن ارضي واسعة فاياي فاعبدون » (٧).

الزمر : « وأرض الله واسعة » (٨).

__________________

(١) سورة الانفال : ٧٢ ٧٥.

(٢) سورة التوبة : ٢٠.

(٣) سورة التوبة : ٩٧.

(٤) سورة النحل : ٤١.

(٥) سورة النحل : ١١٠.

(٦) سورة الحج : ٥٩٥٨.

(٧) سورة العنكبوت : ٥٦.

(٨) سورة الزمر : ١٠.

٩٨

١ ـ نهج البلاغه : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة : والهجرة قائمة على حدها الاول ، ما كان لله في أهل الارض حاجة من مستسر الائمة ومعلنها ، لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الارض ، فمن عرفها وأقربها فهو مهاجر (١).

٢ ـ وقال عليه‌السلام فيما كتبه إلى معاوية : وذكرت أن زائري في المهاجرين والانصار وقد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك (٢).

كتاب الغارات : لابراهيم الثقفي باسناده عن ابن نباته قال : قال علي عليه‌السلام في بعض خطبه : يقول الرجل هاجرت ولم يهاجر ، إنما المهاجرون الذين يهجرون السيئات ولم يأتوا بها.

[ ههنا تم المجلد الحادي والعشرون ]

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٢.

(٢) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٣٥.

لقد تم والحمد لله وحده ما اردنا تعليقه على هذا الجزء من بحار الانوار ، و نسأل المولى جل اسمه أن يوفقنا لاكمال باقى أجزائه انه ولى التوفيق.

٩٩

كتاب المزار

١٠٠