بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الماء ، الجنة تحت أطراف العوالي (١) إلى آخر ما مر في كتاب الفتن مشروحا.

٤٨ ـ ومنه : قال عليه‌السلام لما عزم على لقاء القوم بصفين : اللهم رب السقف المرفوع والجو المكفوف ، الذي جعلته مغيضا لليل والنهار ومجرى للشمس و القمر ومختلفا للنجوم السيارة ، وجعلت سكانه سبطا من ملائكتك لا يسأمون عن عبادتك ، ورب هذه الارض التي جعلتها قرارا للانام ومدرجا للهوام والانعام و ما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى ، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للارض أوتادا وللخلق اعتمادا ، إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة واعصمنا من الفتنة ، اين المانع للذمار والغاير عند نزول الحقايق من أهل الحفاظ ، العار وراءكم والجنة أمامكم (٢).

٤٨ ـ ومنه : ومن كلامه عليه‌السلام لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة : أيها الناس إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب حتى نهكتكم الحرب ، وقد والله أخذت منكم وتركت ، وهي لعدوكم أنهك ، لقد كنت أمس أميرا فاصبحت اليوم مأمورا وكنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا ، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون (٣).

٤٩ ـ ومنه : كان عليه‌السلام يقول إذا لقي العدو محاربا : اللهم إليك افضت القلوب ، ومدت الاعناق ، وشخصت الابصار ، ونقلت الاقدام ، وانصبت الابدان اللهم قد صرح مكنون الشنآن ، وجاشت مراجل الاضغان ، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا ، وكثرة عدونا ، وتشتت أهوائنا ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (٤).

٥٠ ـ وكان يقول عليه‌السلام لاصحابه عند الحرب : لا تشدن عليكم فرة بعدها كرة ، ولا جولة بعدها حملة ، وأعطوا السيوف حقوقها ، ووطؤا للجنوب مصارعها

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٤.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ١٠١.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٢١٢.

(٤) نفس المصدر ج ٣ ص ١٧.

٤١

واذ مروا أنفسكم على الطعن الدعسي والضرب الطلحفي وأميتوا الاصوات فانه اطرد للفشل (١).

٥١ ـ كتاب الغارات : لابراهيم بن محمد الثقفي باسناده ، عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض خطبه : يقول الرجل جاهدت ولم يجاهد ، إنما الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدو ، وقد تقاتل أقوام فيحبون القتال لا يريدون إلا الذكر والاجر ، وإن الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من يعرف و من لا يعرف ، ويجبن بطبيعته من الجبن فيسلم أباه وأمه إلى العدو ، وإنما المثال حتف من الحتوف ، وكل امرءي على ما قاتل عليه ، وإن الكلب ليقاتل دون أهله.

٥٢ ـ وعن ميسرة قال : قال علي عليه‌السلام : قاتلوا أهل الشام مع كل إمام بعدي.

٥٣ ـ مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي ، عن ابي الدنيا المعمر المغربي ، عن امير المؤمنين عليه‌السلام قال : الحرب خدعة (٢).

__________________

(١) نفس المصدر ج ٣ ص ١٧. شرح بعض الكلمات اللغوية في الاخبار المذكورة عن نهج البلاغة آنفا : (الناجذ) واحد النواجذ وهى أقص الاضراس وقيل كلها أو الانياب (تد) فعل أمر من وتديتد أى ثبتها ، (أنبى للسيوف عن الهام) أبعد تاثيرا فيها لان الانسان اذا عض على نواجذه تصلبت أعصابه وعضلاته المتصلة بالدماغ فتكون الهامة اصلب وأقوى على مقاومة السيف ، و (الهام) جمع هامة وهى الرأس ، (اللامة) الدرع والبيضة أو آلات الحرب واكمالها استيفاؤها (الخزر) محركة النظر كأنه من أحد الشقين (الشزر) الطعن في الجوانب يمينا وشمالا (السجح) بضمتين السهل اللين (كشيش الضباب) صوت احتكاك جلودها عند ازدحامها (أمور للاسنة) اى اشد فعلا للمور وهو الاضطراب الموجب للانزلاق و عدم النفوذ ، (لهاميم العرب) جمع لهميم الجواد السابق من الانسان والخيل (اذ مروا) اى وطنوا وحرضوا. (الطعن الدعسى) اسم من الدعس اى الطعن الشديد (والضرب الطلحفى) اى الضرب الشديد أو اشد الضرب.

(٢) لم نجدها في المصدر المذكور رغم البحث عنها مكررا نعم يوجد فيه قوله (ع)



٤٢

٥٤ ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم : العلة في تنحي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قريش ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نبي السيف ، والقتال لا يكون إلا بأعوان فتنحى حتى وجد أعوانا ثم غزاهم.

٤

* باب *

* « (الاسلحة وأدوات الحرب) ‌» *

الايات : الاعراف : « ولباس التقوى ذلك خير ‌» (١).

النحل : « وسرابيل تقيكم بأسكم ‌» (٢).

الانبياء : « وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ‌» (٣).

سبأ : « وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد ‌» (٤).

الحديد : « وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب لن الله قوي عزيز ‌» (٥).

٥

* باب *

* « (العهد والامان وشبهه) ‌» *

الايات : البقرة : « والموفون بعهدهم إذا عاهدوا » (٦).

النساء : « إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت

__________________

(الحرب خدعة » منسوبا إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له صلى‌الله‌عليه‌وآله مع نمام كاد الله له صلى‌الله‌عليه‌وآله في بنى قريظة وذلك في ج ١ ص ٢٦٧ كما هو صدر حديث يرويه أبوالبخترى في قرب الاسناد ص ٦٢ عن الصادق عليه‌السلام.

( ١) سورة الاعراف : ٢٦.

(٢) سورة النحل : ٨١.

(٣) سورة الانبياء : ٨٠.

(٤) سورة سبأ : ١١.

(٥) سورة الحديد : ٢٥.

(٦) سورة البقرة : ١٧٧.

٤٣

صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا * ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فان لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا ‌» (١).

المائدة : « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود » (٢)

الانفال : « الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون * فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين » (٣).

وقال تعالى : « وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم » (٤).

وقال سبحانه « وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق » (٥).

التوبة : « براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الارض اربعة اشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين » (٦). إلى قوله تعالى : « إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ‌» (٧). إلى قوله سبحانه « وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله

__________________

(١) سورة النساء : ٩١٩٠.

(٢) سورة المائدة : ١.

(٣) سورة الانفال : ٥٨٥٦.

(٤) سورة الانفال : ٦١.

(٥) سورة الانفال : ٧٢.

(٦) سورة التوبة : ٢١.

(٧) سورة التوبة : ٤.

٤٤

ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون * كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين * كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون » (١).

إلى قوله تعالى : « وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون » (٢).

١ ـ ل : جعفر بن علي ، عن جده الحسن بن علي بن المغيرة ، عن علي ابن حسان ، عن عمه عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا فشت أربعة ظهرت أربعة : إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل ، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية وإذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء ، وإذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين (٣).

٢ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن محمد ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن مالك بن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وجدت في كتاب علي عليه‌السلام إذا ظهر الزنا من بعدي ظهرت موتة الفجأة وإذا طففت المكائيل أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الحكم تعاونوا على الاثم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم ، وإذا قطعت الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم ثم تدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (٤).

__________________

(١) سورة التوبة : ١٠٨.

(٢) سورة التوبة : ١٤.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٦٥.

(٤) أمالى الشيخ الطوسى ج ١ ص ٢١٣ واخرجه الصدوق في أماليه ص ٣٠٨ و ثواب الاعمال ص ٢٢٥ بتفاوت في الجميع.

٤٥

٣ ـ ع (١) ما : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبوب عن ابن عطية ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة ، وإذا طففت المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها ، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعت الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار ، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فتدعو خيارهم فلا يستجاب لهم (٢).

٤ ـ مع : ماجيلويه ، عن محمد العطار عن الاشعري ، عن سهل ، عن ابن يزيد عن عبد ربه بن نافع ، عن الحباب بن موسى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من ولد في الاسلام حرا فهو عربي ، ومن كان له عهد فخفر في عهده فهو مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن دخل في الاسلام طوعا فهو مهاجر (٣).

٥ ـ ب : أبوالبختري ، عن الصادق ، عن ابيه عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام أجاز أمان عبده لاهل حصن وقال : هو من المسلمين (٤).

٦ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن البزنطي ، عن حماد بن عثمان عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بمنى في حجة الوداع في مسجد الخيف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، و النصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فان دعوتهم محيطة من ورائهم ، المسلمون

__________________

(١) علل الشرائع ص ٥٨٤.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢١٤٢١٣ إلى قوله : اذا نقضوا العهد.

(٣) معانى الاخبار ص ٤٠٥.

(٤) قرب الاسناد ص ٦٥.

٤٦

إخوة تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ، هم يد على من سواهم (١).

٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن يحيى بن عمران ، عن يوسف ، عن عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من آمن رجلا على دمه ثم قتله جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر (٢).

٨ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اعتصموا بالذمم في أوتادها (٣).

٩ ـ ومنه : في عهده عليه‌السلام للاشتر : ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا ، فان في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك ، وأمنا لبلادك ، ولكن الحذر كل الذر من عدوك بعد صلحه فان العدو ربما قارب ليتغفل ، فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن ، وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو البسته منك ذمة ، فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالامانة ، واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت ، فانه ليس من فرائض الله سبحانه شئ الناس عليه أشد اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر ، فلا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ، ولا تختلن عدوك فانه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي ، وقد جعل الله عهده وذمته أمنا افضاه بين العباد برحمته ، وحريما يسكنون إلى منعته ، ويستفيضون إلى جواره ، فلا إدغال ولا مد السة ولا خداع فيه ، ولا تعقد عقدا تجوز فيه العلل ، ولا تعولن على لحن قول بعد التأكيد والتوثقة ، ولا يدعونك ضيق أمر لزمك فيه عهد الله إلى طلب انفساخه بغير الحق ، فان صبرك على ضيق أمر ترجو انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته ، وأن تحيط بك فيه من الله طلبة ، فلا تستقبل فيها دنياك ولا آخرتك (٤).

١٠ ـ كتاب الاعمال المانعة من الجنة : للشيخ جعفر بن أحمد القمي

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٩٨.

(٢) ثواب الاعمال ص ٢٢٩ وفيه (لواء غدره).

(٣) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٩١.

(٤) نهج البلاغة ج ٣ ص ١١٧.

٤٧

روي عن المطلب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قتل رجلا من أهل الذمة حرم الله عليه الجنة التي توجد ريحها من مسيرة اثنى عشر عاما (١).

١١ ـ دعائم الاسلام : عن علي صلوات الله عليه أنه قال : والجهاد فرض على جميع المسلمين لقول الله « كتب عليكم القتال » فان قامت بالجهاد طائفة من المسلمين وسع سايرهم التخلف عنه ما لم يحتج الذين يلون الجهاد إلى المدد ، فان احتاجوا لزم الجميع أن يمدوهم حتى يكتفوا قال الله عزوجل « وما كان المؤمنون لينفروا كافة » وإن دهم أمر يحتاج فيه إلى جماعتهم نفروا كلهم ، قال الله عزوجل  « انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله » (٢).

١٢ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال في قول الله : « انفروا خفافا وثقالا » شبابا وشيوخا (٣).

١٣ ـ وعنه أنه سئل عن قول الله : « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم » هذا لكل من جاهد في سبيل الله أم لقوم دون قوم؟ فقال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام إنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سأله بعض أصحابه عن هذا فلم يجبه فأنزل الله عليه بعقب ذلك « التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين » فأبان الله بهذا صفة المؤمنين الذين اشترى منهم أموالهم وأنفسهم ، فمن أراد الجنة فليجاهد في سبيل الله على هذه الشرايط ، وإلا فهو في جملة من قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ينصر الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة (٤).

١٤ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه سئل عن الاعراب هل عليهم جهاد؟ قال : لا إلا أن ينزل بالاسلام أمر وأعوذ بالله أن يحتاج فيه إليهم ، وقال : وليس لهم

__________________

(١) كتاب الاعمال المانعة من دخول الجنة ص ٦٣.

(٢ ـ ٤) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤١.

٤٨

من الفئ ما لم يجاهدوا (١).

١٥ ـ وعن علي صلوات الله عليه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أحس من نفسه جبنا فلا يغز (٢).

١٦ ـ قال علي عليه‌السلام : ولا يحل للجبان أن يغزو لانه ينهزم سريعا ، و لكن لينظر ما كان يريد أن يغزو به فليجهز به غيره فان له مثل أجره ولا ينقص من أجره شئ (٣).

١٧ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : ليس على العبيد جهاد ما استغني عنهم ولا على النساء جهاد ، ولا على من لم يبلغ الحلم (٤).

١٨ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام أنه قال : إذا اجتمع للامام عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر وجب عليه القيام والتغيير (٥).

١٩ ـ وروينا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كل نعيم مسؤول عنه العبد إلا ما كان في سبيل الله (٦).

٢٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : اصل الاسلام الصلاة ، وفرعه الزكاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله (٧).

٢١ ـ وعن علي صلوات الله عليه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سافروا تصحوا واغزوا تغنموا ، وحجوا تستغنوا (٨).

٢٢ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه قال : للايمان اربعة اركان : الصبر واليقين والعدل والجهاد (٩).

٢٣ ـ وعن صلوات الله عليه أنه قال : جاهدوا في سبيل الله بأيديكم ، فان لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم ، فان لم تقدروا فجاهدوا بقلوبكم (١٠).

__________________

(١ ـ ٩) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٢.

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٣.

٤٩

٤٤ ـ وعنه عليه‌السلام أنه قال : عليكم بالجهاد في سبيل الله مع كل إمام عدل فان الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة (١).

٢٥ ـ وعنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ، والمجاهدون في سبيل الله قوادهم ، والرسل سادة أهل الجنة (٢).

٢٦ ـ وعنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله ، وأبخل الناس من بخل بالسلام (٣).

٢٧ ـ وعنه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما دعا موسى وهارون ربهما قال الله : قد أجبت دعوتكما ، ومن غزا في سبيلي استجيب له كما استجبت لكما إلى يوم القيامة (٤) :

٢٨ ـ وعنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من اغتاب غازيا في سبيل الله أو آذاه أو خلفه بسوء في أهله نصب له يوم القيامة علم غدر فيستفرغ حسناته ثم يركس في النار (٥).

٢٩ ـ وعنه عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دم في سبيل الله أو قطرة دمع في جوف الليل من خشية الله (٦).

٣٠ ـ وعنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ، وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل احد والديه (٧).

٣١ ـ وعنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : كل مؤمن من أمتي صديق و شهيد ويكرم الله بهذا السيف من شاء من خلقه ثم تلا « والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم » (٨).

٣٢ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال : كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون : عين سهرت في سبيل الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين

__________________

(١ ـ ٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٣ واخرج الاخير وهو السادس الشيخ المفيد في اماليه ص ٥ ذيل حديث.

(٧ ـ ٨) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٣.

٥٠

بكت من خشية الله (١)

٣٣ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال في قول الله عزوجل : « رضوا بان يكونوا مع الخوالف » قال : مع النساء (٢).

٣٤ ـ وعن زيد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام أنه قال في قول الله عزوجل :  « ولباس التقوى » قال : لباس التقوى السلاح في سبيل الله (٣).

٣٥ ـ وعن علي صلوات الله لعيه أنه قال : أول من جاهد في سبيل الله إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وآله أغارت الروم على ناحية فيها لوط عليه‌السلام فاسروه فبلغ ذلك إبراهيم صلى الله عليه فنفر فاستنقذه من أيديهم ، وهو أول من عمل الرايات عليه افضل السلام (٤).

٦

* باب *

* « (الجهاد في الحرم وفي الاشهر الحرم ومعنى) » *

* « (أشهر الحرم واشهر السياحة) » *

الايات : البقرة : « ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فان انتهوا فان الله غفور رحيم » (٥).

وقال تعالى : « الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين » (٦).

وقال تعالى : « يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله » (٧).

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٣.

(٢ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٤ وفى الثانى (لباس السلاح).

(٥) سورة البقرة : ١٩٢١٩١.

(٦) سورة البقرة : ١٩٤.

(٧) سورة البقرة : ٢١٧.

٥١

المائدة : « يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا » (١).

وقال تعالى : « جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام » (٢).

التوبة : « فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم » (٣).

وقال تعالى : « إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم » (٤).

إلى قوله تعالى : « إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين » (٥).

١ ـ ل : عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم : رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وذوالقعدة وذوالحجة والمحرم الخبر (٦).

٢ ـ ل : ماجليويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض » قال : المحرم وصفر وربيع الاول وربيع الآخر وجمادى الاولى وجمادى الاخرة ورجب وشعبان وشهر رمضان وشوال وذوالقعدة وذوالحجة

__________________

(١) سورة المائدة : ٣.

(٢) سورة المائدة : ٩٧.

(٣) سورة التوبة : ٥.

(٤) سورة التوبة : ٣٦.

(٥) سورة التوبة : ٣٧.

(٦) الخصال ج ٢ ص ٢٥٧.

٥٢

منها أربعة حرم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر (١).

٣ ـ فس : الاشهر الحرم : رجب مفرد وذوالقعدة وذوالحجة والمحرم متصلة حرم الله فيها القتال ويضاعف فيها الذنوب وكذلك الحسنات ، وأشهر السياحة معروفة « وهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر ، وهي التي أجل الله فيها المشركين في قوله « فسيحوا في الارض اربعة اشهر » واشهر الحج معروفة وهي شوال وذوالقعدة وذوالحجة (٢).

٤ ـ شى : عن العلاء بن الفضيل قال : سألته عن المشركين أيبتدئ بهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟ فقال : إذا كان المشركون ابتدؤوهم باستحلالهم ورأى المسلمون أنهم يظهرون عليهم فيه وذلك قوله : « الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص » (٣).

٥ ـ شى : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله : « فسيحوا في الارض اربعة أشهر ‌» قال : عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر (٤).

٦ ـ شى : عن جعفر بن محمد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة اسياف على مشركي العرب قال الله جل وجهه : « اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا » يعني فان آمنوا « فاخوانكم في الدين » لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام ولا يسبى لهم ذرية ومالهم فئ ‌» (٥).

٧ ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله « فاذا انسلخ الاشهر

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٦٠.

(٢) تفسير القمى ص ٢٦٥.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٨٦.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٧٥ والاية في سورة البقرة ١٩٤.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٧.

٥٣

الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم » قال : هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر (١).

٨ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت عنده قاعدا خلف المقام وهو محتب مستقبل القبلة فقال : النظر إليها عبادة ، وما خلق الله بقعة من الارض أحب إليه منها ثم أهوى بيده إلى الكعبة ولا أكرم عليه منها ، لها حرم الله الاشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات والارض ثلاثة أشهر متوالية وشهر مفرد للعمرة ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام : شوال وذوالقعدة وذوالحجة ورجب (٢).

٧

* باب *

* « (كيفية قسمة الغنائم وحكم أموال) » *

* « (المشركين والمخالفين والنواصب) » *

الايات : الانفال : « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه » الآية وقال تعالى : « فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم » (٣).

١ ـ ب : ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجعل للفارس ثلاثة اسهم وللراجل سهما (٤).

٢ ـ ب : بهذا الاسناد قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عمن أحدث حدثا أو آوى محدثا ما هو؟ فقال : من ابتدع بدعة في الاسلام أو مثل بغير حد أو من انتهب نهبة يرفع المسلمون إليها أبصارهم أو تدفع عن صاحب الحدث أو ينصره أو يعينه (٥).

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٧.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٨.

(٣) سورة الانفال : ٤١ و ٦٩.

(٤) قرب الاسناد ص ٤٢.

(٥) قرب الاسناد ص ٥٠.

٥٤

٣ ـ ب : أبوالبختري عن الصادق عن أبيه علي صلوات الله عليهم قال : إذا ولد المولود في أرض الحرب اسهم له (١).

٤ ـ ب : أبوالبختري عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كسى علي عليه‌السلام الناس بالكوفة ، فكان في الكسوة برنس خز فسأله إياه الحسن فأبى أن يعطيه إياه واسهم عليه بين المسلمين فصار لفتى من همدان فانقلب به الهمداني ، فقيل له : إن حسنا كان سأله أباه فمنعه إياه ، فارسل به الهمداني إلى الحسن عليه‌السلام فقبله (٢).

٥ ـ ل : ابن الوليد عن الصفار وسعد معا عن ابن عيسى والبرقي معا عن محمد البرقي عن محمد بن سنان ، عن ابي الجارود ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت خمسا لم يعطها احد قبلي ، جعلت لي الارض مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحل لي المغنم ، وأعطيت جوامع الكلم ، و أعطيت الشفاعة (٣).

أقول : قد مضى مثله بأسانيد في كتاب النبوة وعيره.

٦ ـ شى : عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول في الغنيمة : يخرج منها الخمس ويقسم ما بقي بين من قاتل عليه وولي ذلك ، ولنما الفئ و الانفال فهو خالص لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

٧ ـ شى : عن ابن الطيار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يخرج خمس الغنيمة ثم يقسم اربعة أخماس على من قاتل على ذلك أووليه (٥).

٣ ـ سر : محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس (٦).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٦٥.

(٢) نفس المصدر ص ٦٩.

(٣) الخصال ج ١ ص ٢٢٥

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦١.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦٢.

(٦) السرائر ص ٤٩٠ وكان الرمز في المتن (ير) لبصائر الدرجات ، وهو من سهو

القلم فيما نظن.

٥٥

٩ ـ سر : محمد بن علي عن أحمد بن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص ابن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس.

قال محمد بن إدريس : الناصب المعني في هذين الخبرين أهل الحرب لانهم ينصبون الحرب للمسلمين ، وإلا فلا يجوز أخذ مال مسلم ولا ذمي على وجه من الوجوه (١).

١٠ ـ ومحمد بن جرير الطبري غير التاريخي قال : لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيدا فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أكرموا كريم كل قوم ، فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الاسلام ولا بد من أن يكون لي منهم ذرية ، وأنا اشهد الله وأشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى.

فقال جميع بني هاشم : قد وهبنا حقنا أيضا لك يا أمير المؤمنين فقال : اللهم اشهد أنى قد أعتقت ما وهبوني لوجه الله.

فقال المهاجرون والانصار : قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهم اشهد أنهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته وأشهد أني قد أعتقتهم لوجهك.

فقال عمر : لم نقضت علي عزمي في الاعاجم ، وما الذي رغبك عن رأيي فيهم فأعاد عليه ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في إكرام الكرماء فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصني وساير ما لم يوهب لك فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللهم اشهد على ما قاله وعلى عتقي إياهم ، فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : هؤلاء لا يكرهن على ذلك ، ولكن يخيرن وما اخترنه عمل به ، فأشار إلى شهر بانويه بنت كسرى فخيرت ، وخوطبت من وراء

__________________

(١) السرائر ص ٤٩٠ وكان الرمز في المتن (سن) للمحاسن. وهو من سهو القلم فيما نظن.

٥٦

الحجاب والجمع حضور ، فقيل لها : من تختارين من خطابك؟ وهل أنت تريدين بعلا؟ فسكنت ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قد أرادت وبقي الاختيار فقال عمر : و ما علمك بارادتها البعل؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل؟ فان استحيت وسكتت جعلت إذنها صماتها ، وأمر بتزويجها ، وإن قالت لا ، لم تكره على ما تختاره ، وإن شهر بانويه اريت الخطاب فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهما‌السلام فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها ، وقالت بلغتها هذا إن كنت مخيرة وجعلت أمير المؤمنين وليها ، وتكلم حذيفة بالخطبة فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما اسمك؟ فقالت : شاه زنان بنت كسرى ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنت شهربانويه وأختك مرواريد بنت كسرى؟ قالت : آريه (١).

٨

* « باب » *

* « (فضل اعانة المجاهدين وذم ايذائهم) » *

١ ـ م : سئل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام عن النفقة في الجهاد إذا لزم أو استحب فقال : أما إذا لزم الجهاد بأن لا يكون بازاء الكافرين من ينوب عن ساير المسلمين فالنفقة هناك الدرهم بسبعمائة ألف ، فاما المستحب الذي هو قصد الرجل وقد ناب عليه من سبعة واستغنى عنه فالدرهم بسبعمائة حسنة ، كل حسنة خير من الدنيا وما فيها مائة ألف مرة (٢).

٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اغتاب غازيا أو آذاه أوخلفه في أهله بخلافة سوء نصب له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ويركس في النار (٣).

__________________

(١) دلائل الامامة ص ٨١ طبع النجف الحيدرية.

(٢) لم نعثر عليه في المصدر.

(٣) نوادر الراوندى ص ٢١.

٥٧

٩

* (باب) *

* « (أحكام الارضين) » *

١ ـ شى : عن عمار الساباطي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الارض لله يورثها من يشاء من عباده قال : فما كان لله فهو لرسوله ، وما كان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٢ ـ شى : عن ابي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب علي عليه‌السلام « أن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين » وأنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الارض ونحن المتقون ، والارض كلها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي وله ما أكل منها ، فان تركها وأخربها بعد ما عمرها فأخذها رجل من المسلمين بعده فعمرها وأحياها فهو أحق به من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الامام من اهل بيتي وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف ، فيحوزها ويمنعها ويخرجهم عنها كما حواها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنعها إلا ما كان في أيدي شيعتنا فانه يقاطعهم ويترك الارض في أيديهم (٢).

٣ ـ كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي قال : بعث اسامة بن زيد إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أن ابعث علي بعطائي فوالله لتعلم أنك لو كنت في فم اسد لدخلت معك ، فكتب إليه : إن هذا المال لمن جاهد عليه ، ولكن هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت.

٤ ـ ب : هارون عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالنزول على أهل الذمة ثلاثة أيام ، وقال : إذا قام قائمنا اضمحلت القطايع

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٥ والاية في سورة الاعراف : ١٢٨.

٥٨

فلا قطايع (١).

٥ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : سمعت أبي عليه‌السلام يقول : إن لي ارض خراج وقد ضقت بها (٢).

٦ ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : ذكر له الخراج وما سار به أهل بيته فقال : العشر ونصف العشر على من أسلم طوعا تركت ارضه بيده يؤخذ منه العشر ونصف العشر فيما عمر منها ، وما لم يعمر منها أخذه الوالي فقبله ممن يعمره وكان للمسلمين ، وليس فيما كان أقل من خمسة أو ساق شئ ، وما أخذ بالسيف فذلك للامام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخيبر قبل ارضها ونخلها ، والناس يقولون : لا تصلح قبالة الارض والنخل ، البياض أكثر من السواد وقد قبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر وعليهم في حصتهم العشر ونصف العشر (٣).

قال : وسمعته يقول : إن أهل الطائف اسلموا فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعل عليهم العشر ونصف العشر ، وأهل مكة كانوا اسراء فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أنتم الطلقاء (٤).

٧ ـ نهج البلاغة : من كلام له عليه‌السلام فيما رده من قطائع عثمان بن عفان : والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الاماء لرددته ، فان في العدل سعة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق (٥).

٨ ـ ومنه فيما كتب عليه‌السلام إلى قثم بن العباس : مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا فان الله سبحانه يقول : « سواء العاكف فيه والباد » فالعاكف المقيم به ، والبادي الذي يحج إليه من غير أهله (٦).

٩ ـ كتاب الغارات : لابراهيم بن محمد الثقفي ، عن أبي يحيى المدني ، عن

__________________

(١ ـ ٢) قرب الاسناد ص ٣٩.

(٣ ـ ٤) قرب الاسناد ص ١٧٠ بزيادة في آخرهما.

(٥) نهج البلاغة ج ١ ص ٤٢.

(٦) نهج البلاغة ج ٣ ص ٤٠.

٥٩

جويبر ، عن الضحاك بن مزاحم عن علي عليه‌السلام قال : كان خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يحبس شيئا لغد ، وكان أبوبكر يفعل وقد رأى عمر بن الخطاب في ذلك أن دون الدواوين وأخر المال من سنة إلى سنة ، وأما أنا فأصنع كما صنع خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : وكان علي عليه‌السلام يعطيهم من الجمعة إلى الجمعة ، وكان يقول :

* « (شعر) » *

هذا جناي وخياره فيه

إذ كل جان يده إلى فيه

١٠ ـ وفيه عن إبراهيم بن العباس ، عن ابن المبارك البجلي ، عن بكر بن عيسى ، عن عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه أنه قال : كنت عند علي عليه‌السلام فجآءه مال من الجبل فقام فقمنا معه حتى انتهى إلى خربند خزو حمالين فاجتمع إليه حتى ازدحموا عليه فأخذ حبالا فوصلها بيده وعقد بعضها إلى بعض ثم أدارها حول المتاع ثم قال : لا أحل لاحد أن يجاوز هذا الحبل ، قال : فقعدنا من وراء الحبل ودخل علي عليه‌السلام فقال : أين رؤوس الاسباع؟ فدخلوا عليه فجعلوا يحملون هذا الجوالق إلى هذا الجوالق وهذا إلى هذا حتى قسموه سبعة أجزاء ، قال : فوجد مع المتاع رغيفا فكسره سبع كسر ثم وضع على كل جزء كسرة ، ثم قال :

هذا جناي وخياره فيه

إذ كل جان يده إلى فيه

قال : ثم أقرع عليها فجعل كل رجل يدعو قومه ويحملون الجوالق (١).

١٠

* (باب النوادر) *

١ ـ ب : هارون عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تاركوا الحبشة ما تاركوكم فوالذي نفسي بيده لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين (٢).

__________________

(١) الجوالق : العدل من صوف أو شعر والكلمة معربة.

(٢) قرب الاسناد ص ٤٠ وفيه (ذو الشريعتين) والذي يؤيد ما في الاصل ما ورد في ٦١

٦٠