بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

جرمى ، وما أخاف أن تظلمني ولكن أخاف سوء الحساب ، فانطر اليوم تقلبي على قبر عم نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله فبهما فكنى من النار ، ولا تخيب سعيي ، ولا يهونن عليك ابتهالي ، ولا تحجبن عنك صوتى ، ولا تقلبنى بغير حوائجي ، يا غياث كل مكروب ومحزون ، ويا مفرجا عن الملهوف الحيران الغريق المشرف على الهلكة ، فصل على محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة لا أشقى بعدها ابدا ، وارحم تضرعي وعبرتي و انفرادي ، فقد رجوت رضاك ، وتحريت الخير الذي لا يعطيه أحد سواك ، فلا ترد أملي ، اللهم إن تعاقب فمولى له القدرة على عبده وجزائه بسوء فعله فلا أخيبن اليوم ولا تصرفني بغير حاجتي ، ولا تخيبن شخوصي ووفادتي ، فقد أنفدت نفقتي وأتعبت بدني وقطعت المفازات وخلفت الاهل والمال وما خولتني ، وآثرت ما عندك على نفسي ، ولذت بقبر عم نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتقربت به ابتغاء مرضاتك ، فعد بحلمك على جهلي ، وبرأفتك على ذنبي ، فقد عظم جرمي برحمتك يا كريم يا كريم (١).

١٩ ـ ثم تأتي قبور الشهداء بأحد رضوان الله عليهم أجمعين فتزورهم فتقول : السلام على رسول الله ، السلام على نبي الله ، السلام على محمد بن عبدالله ، السلام على أهل بيته الطاهرين ، السلام عليكم ايها الشهداء المؤمنون ، السلام عليكم يا أهل بيت الايمان والتوحيد ، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار رسوله عليه وآله السلام ، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، أشهد أن الله اختاركم لدينه واصطفاكم لرسوله ، واشهد أنكم قد جاهدتم في الله حق جهاده وذببتم عن دين الله وعن نبيه وجدتم بأنفسكم دونه ، وأشهد أنكم قتلتم على منهاج رسول الله فجزاكم الله عن نبيه وعن الاسلام وأهله افضل الجزاء ، وعرفنا وجوهكم في محل رضوانه وموضع إكرامه ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أشهد أنكم حزب الله ، وأن من حاربكم فقد حارب الله الله ، وأنكم لمن المقربين الفائزين الذينهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فعلى من

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٣٠٢٩ والمزار الكبير ص ٢٥٢٤.

٢٢١

قتلكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، أتيتكم يا أهل التوحيد زائرا ، و بحقكم عارفا ، وبزيارتكم إلى الله متقربا ، وبما سبق من شريف الاعمال ومرضي الافعال عالما ، فعليكم سلام الله ورحمته وبركاته ، وعلى من قتلكم لعنة الله وغضبه وسخطه ، اللهم انفعني بزيارتهم وثبتني على قصدهم وتوفني على ما توفيتهم عليه واجمع بيني وبينهم في مستقر دار رحمتك ، أشهد أنكم لنا فرط ونحن بكم لاحقون.

وتقرأ سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر ما قدرت عليه وتصلي عند كل مزور ركعتين للزيارة وتنصرف إنشاء الله تعالى (١).

أقول : زيارتهم في يوم شهادتهم وهو سابع عشر شوال على المشهور أولى وأنسب ، ثم أقول : لا أدري لم لم يذكروا في كتبهم زيارة ابي طالب وعبدالمطلب وعبد مناف وخديجة رضي الله عنهم أجمعين مع أن لهم قبورا معروفة في مكة قريبا من الابطح ، وحالهم عند الشيعة معروفة في الفضل والكمال ولعلهم تركوها تقية وتستحب زيارتهم ولا سيما في الايام المختصة بهم كالسادس والعشرين من رجب يوم وفات ابي طالب ، والعاشر من ربيع الاول يوم وفات عبدالمطلب ، والسابع عشر من المحرم يوم انصراف اصحاب الفيل عن مكة في زمن خلافة عبدالمطلب و ظهور كرامته ، ويوم تزويج خديجة وقد مر.

ويستحب زيارة جعفر بن ابي طالب رضي الله عنهما بموته (٢) ويستحب زيارة الشهداء في بدر ، ويستحب زيارة ابي ذر رضي الله عنهما في الربذة قريبا من الصفراء على يمين الطريق للجائي من مكة إلى المدينة ، وأما آمنة وعبدالله رضي الله عنهما فلم نطلع على قبريهما.

٢٠ ـ قال مؤلف المزار الكبير : ينبغي أن يصلي في المساجد المعظمة إن تمكن من ذلك ويبتدئ منها بمسجد قبا وهو الذي اسس على التقوى ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) مصباح الزائر ص ٣١٣٠ والمزار الكبير ص ٢٦٢٥.

(٢) مؤتة : قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ، معجم البلدان ج ٨ ص ١٩٠.

٢٢٢

من أتى قبا فصلى ركعتين رجع بعمرة ، فاذا دخله صلى فيه ركعتين تحية المسجد فاذا فرغ من الصلاة سبح وقال : السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على معادن حكمة الله السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه ، السلام على الادلاء على الله ، السلام على المستقرين في مرضات الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن عرفهم فقد عرف ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، أشهد الله أني حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمك ، مؤمن بما آمنتم به كافر بما كفرتم به ، محقق لما حققتم ، مبطل لما ابطلتم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدوكم من الجن والانس ، وضاعف عليهم العذاب الاليم (١).

وتدعو فتقول : يا كائنا قبل كل شئ ، ويا كائنا بعد هلاك كل شئ ، لا يستتر عنه شئ ، ولا يشغله شئ عن شئ ، كيف تهتدي القلوب لصفتك ، أو تبلغ العقول نعتك ، وقد كنت قبل الواصفين من خلقك ، ولم ترك العيون بمشاهدة الابصار فتكون بالعيان موصوفا ، ولم تحط بك الاوهام فتوجد متكيفا محدودا ، حارت الابصار دونك فكلت الالسن عنك ، وعجزت الاوهام عن الاحاطة بك ، وغرقت الاذهان في نعت قدرتك ، وامتنعت عن الابصار رؤيتك ، وتعالت أزليتك ، وصار كل شئ خلقته حجة لك ، ومنتسبا إلى فعللت ، وصادرا عن صنعك ، فمن بين مبتدع يدل على إبداعك ، ومصور يشهد بتصويرك ، ومقدر ينبئ عن تقديرك ، ومدبر ينطق عن تدبيرك ، ومصنوع يومي إلى تاثيرك ، وأنت لكل جنس من مصنوعاتك ومبروآتك ومفطوراتك صانع وبارئ وفاطر ، لم تمارس في خلقك السموات والارض نصبا ، ولا في ابتداعك أجناس المخلوقين تعبا ، ولالك حال سبق حالا فتكون أولا قبل أن تكون آخرا ، وتكون ظاهرا قبل أن تكون باطنا ، أحاط

__________________

(١) المزار الكبير ص ٢٧٢٦.

٢٢٣

بكل شئ علمك ، وأحصى كل شئ عددا غيبك ، لست بمحدود فتدركك الابصار ولا بمتناه فتحويك الانظار ، ولا بجسم فتكشفك الاقدار ، ولا بمرأى فتحجبك الاستار ولم تشبه شيئا فيكون لك مثلا ، ولا كان معك شئ فتكون له ضدا ، ابتدأت الخلق لا من شئ كان من اصل يضاف إليه فعلك حتى تكون لمثاله محتذيا وعلى قدر هيئته مهيئا ، ولم يحدث لك إذ خلقته علما ولم تستفدبه عظمة ولا ملكا ، ولم تكون سماواتك وأرضك وأجناس خلقك لتشديد سلطانك ، ولا لخوف من زوال ونقصان ولا استعانة على ضد مكابر أوند مثاور ، ولا يؤدك حفظ ما خلقت ، ولا تدبير ما ذرأت ولا من عجزا كتفيت بما برأت ، ولا مسك لغوب فيما فطرت وبنيت وعليه قدرت ولادخلت عليك شبهة فيما أردت ، يا من تعالى عن الحدود ، وعن أقاويل المشبهة و الغلاة ، وإجبار العباد على المعاصي والاكتسابات ، ويا من تجلى لعقول الموحدين بالشواهد والدلالات ، ودل العباد على وجوده بالآيات البينات القاهرات ، أسألك أن تصلي على محمد عبدك المصطفى وحبيبك المجتبى نبي الرحمة والهدى ، وينبوع الحكمة والندى ، ومعدن الخشية والتقى ، سيد المرسلين وخاتم النبيين وافضل الاولين والآخرين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وافعل بنا ما أنت أهله يا ارحم الراحمين (١).

ويصلي في مشربة أم إبراهيم وهي مسكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قدر عليه ، ويصلي في مسجد الفضيخ فقد روي أنه الذي ردت فيه الشمس لامير المؤمنين عليه‌السلام لما نسام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره.

ومنها مسجد الاحزاب وهو مسجد الفتح وينوي في كل موضع من هذه المواضع ركعتين مندوبا قربة إلى الله تعالى.

فاذا فرغ من الصلاة فيه قال : يا صريح الكروبين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا مغيث المهمومين اكشف عني ضري وهمي وكربي وغمي كما كشفت عن نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله همه وكفيته هول عدوه ، واكفني ما أهمني من أمر

__________________

(١) المزار الكبير ص ٢٧٢٦ ومصباح الزائر ص ٣١.

٢٢٤

الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.

وتصلي في دار زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام ما قدرت ، وتصلي في دار جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ، وتصلي في مسجد سلمان الفارسي ره ، وتصلي في مسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو محاذي قبر حمزة عليه‌السلام ، وتصلي في مسجد المباهلة ما استطعت وتدعو فيه بما تحب وقد ذكرت الدعاء باسره في كتابي المعروف ببغية الطالب و إيضاح المناسك لمن هو راغب في الحج فمن أراده أخذه من هناك ففيه كفاية إن شاء الله تعالى (١).

وقال شيخنا الشهيد قدس الله روحه في الذكرى (٢) : من المساجد الشريفة مسجد الغدير وهو بقرب الجحفة جدرانه باقية إلى اليوم وهو مشهور بين وقد كان طريق الحج عليه غالبا.

٢١ ـ وروى حسان الجمال قال : حملت أبا عبدالله عليه‌السلام من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال : ذلك موضع قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم نظر في الجانب الآخر فقال : ذلك موضع فسطاط ابي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح فلما أن رأوه رافعا يده ، قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل بقوله تعالى « وإن يكاد الذين كفروا » إلى آخر السورة.

__________________

(١) المزار الكبير ص ٢٨٢٧ ومصباح الزائر ص ٣٢.

(٢) الذكرى للشهيد ص ١٥٥.

٢٢٥

ابواب

زيارة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وما يتبعها

١

* (باب) *

* « (فضل النجف وماء الفرات) » *

١ ـ ع : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن البطائني عن أبي بصير ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : إن النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح : « سآوي إلى جبل يعصمني من الماء » ولم يكن على وجه الارض جبل أعظم منه فأوحى الله عزوجل إليه يا جبل أيعتصم بك مني ، فتقطع قطعا إلى بلاد الشام وصار رملا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر بحرني ثم جف بعد ذلك فقيل : نى جف فسمى نيجف ، ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لانه كان أخف على السنتهم (١).

٢ ـ ع : ماجيلويه عن علي بن إبراهيم ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابي الجارود رفعه إلى علي صلوات الله عليه قال : إن إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وآله مر ببانقيا فكان يزلزل بها فبات بها فاصبح القوم ولم يزلزل بهم ، فقالوا : ما هذا وليس حدث؟ قالوا : نزل هيهنا شيخ ومعه غلام له ، قال : فأتوه فقالوا له : يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا فبات ولم يزلزل بهم فقالوا : اقم عندنا و نحن نجري عليك ما أحببت قال : لا ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يزلزل بكم

__________________

(١) علل الشرائع ص ٣١.

٢٢٦

قالوا : فهو لك قال : لا آخذه إلا بالشرى قالوا : فخذه بما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة فلذلك سمي بانقيا ، لان النعاج بالنطية نقيا قال : فقال له غلامه : يا خليل الرحمن ما تصنيع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع؟ فقال له : اسكت فان الله عزوجل يحشر من هذا الظهر سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم لكذا وكذا (١).

٣ ـ مع : المظفر العلوي عن ابن العياشي ، عن ابيه ، عن الحسين بن اشكيب ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن أحمد بن الحسن ، عن صدقة بن صدقة بن حسان ، عن مهران ابن ابي نصر ، عن يعقوب بن شعيب ، عن ابي سعيد الاسكاف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين » قال : الربوة الكوفة ، والقرار المسجد ، والعين الفرات (٢).

بيان : الضمير راجع إلى عيسى ومريم عليهما‌السلام ، وذهب المفسرون إلى أن الربوة ارض بيت المقدس فانها مرتفعة أو دمشق أو رملة فلسطين أو مصر وقالوا : ذات قرار اي مستقر من الارض منبسطة ، وقيل : ذات ثمار وزروع فان ساكنيها يستقرون فيها لاجلها. ويقال ماء معين ظاهر جار ، وما ورد في النص هو المعتمد.

٤ ـ مل : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن مهزيار ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير قال : دخل رجل من أهل الكوفة على أبي جعفر عليه‌السلام فقال عليه‌السلام له : أتغتسل من فراتكم في كل يوم مرة؟ قال : لا قال : ففي كل جمعة؟ قال : لا قال : ففي كل شهر؟ قال : لا قال : ففي كل سنة؟ قال : لا قال : فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : إنك لمحروم من الخير (٣).

٥ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام قال : الماء سيد شراب الدنيا والآخرة واربعة أنهار في الدنيا من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان : الفرات الماء ، والنيل العسل

__________________

(١) علل الشرائع ص ٥٨٥.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٧٣.

(٣) كامل الزيارات ص ٣٠ ضمن حديث.

٢٢٧

وسيحان الخمر ، وجيحان اللبن (١).

بيان : لعل المراد أن تلك الاسماء مشتركة بينها وبين أنهار الجنة وفضلها لكون التسمية بها من جهة الوحي والالهام ، ويحتمل أن يدخلها شئ من تلك الانهار التي في الجنة كما ورد في الفرات.

٦ ـ مل : عنه ، عن ابي جميلة ، عن سليمان بن هارون أنه سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من شرب من ماء الفرات وحنك به فهو محبنا أهل البيت (٢).

بيان : لعل الحكم متعلق بمجموع الشرب والتحنيك لا بكل منهما.

٧ ـ مل : باسناده عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود ، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : لو أن بيننا وبين الفرات كذا وكذا ميلا لذهبنا إليه (٣).

٨ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسن ، عن عيسى ابن عبدالله العمري ، عن ابيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام قال : الفرات سيد المياه في الدنيا والآخرة (٤).

٩ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ابن ميمون ، عن سليمان بن هارون العجلي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ما أظن احدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت ، وسألني كم بينك وبين الفرات؟ فأخبرته فقال : لو كنت عنده لاحببت أن آتيه طرفي النهار (٥).

١٠ ـ مل : علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن علي بن الحكم عن سليمان بن نهيك ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل ، « وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين » قال : الربوة نجف الكوفة ، والمعين الفرات (٦)

١١ ـ مل : محمد الحميري ، عن ابيه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عمن حدثه ، عن حنان ابن سدير ، عن أبيه ، عن حكيم بن جبير قال : سمعت علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول :

__________________

(١ ـ ٣) كامل الزيارات ص ٤٧.

(٤) نفس المصدر : ٤٨.

(٥ ـ ٦) المصدر السابق ص ٤٧.

٢٢٨

إن ملكا يهبط كل ليلة معه ثلاث مثاقيل مسك من مسك الجنة فيطرحها في الفرات وما من نهر في شرق ولا غرب أعظم بركة منه (١).

١٢ ـ مل : علي بن محمد بن قولويه ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن ابي عمير ، عن الحسن بن عثمان عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يقطر في الفرات كل يوم قطرات من الجنة (٢).

١٣ ـ مل : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد وعلي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلى ، عن عبدالله بن سليمان قال : لما قدم أبوعبدالله عليه‌السلام الكوفة في زمن أبي العباس فجاء على دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الكوفة ثم قال لغلامه : اسقني فأخذ كوز ملاح فغرف له به فأسقاه فشرب والماء يسيل من شدقيه على لحيته وثيابه ، ثم استزاده فزاده فحمد الله ، ثم قال : نهر ماء ما أعظم بركته ، أما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة ، أما لوعلم الناس ما فيه من البركة لضربوا الاخبية على حافتيه ، أما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذوعاهة إلا أبرئ (٣).

١٤ ـ مل : محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده علي بن مهزيار ، عن الحسن ابن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن عرفة ، عن ربعي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : شاطئ الواد الايمن الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات ، والبقعة المباركة هي كربلاء والشجرة هي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

بيان : لعل المراد أن بتوسط روح محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أوحى الله ما أوحى في هذا المكان وتشبيهه بالشجرة لتفرع أغصان الامامة منه واجتناء ثمرات العلوم منهم إلى آخر الدهر كما ورد في تفسير قوله تعالى « ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة » الآية.

١٥ ـ مل : ابي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما اظن أحدا يحنك بماء الفرات إلا كان لنا شيعة ، قال ابن ابي عمير : عن بعض أصحابنا قال : يجري في

__________________

(١ ـ ٤) نفس المصدر ص ٤٨.

٢٢٩

الفرات ميزابان من الجنة (١).

بيان : يمكن أن يكون الميزابان في بعض الاحيان والقطرات في بعضها ويمكن أن يكون الجاري في الميزابين قطرات.

١٦ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن حكيم بن جبير الاسدي قال : سمعت علي ابن الحسين عليه‌السلام يقول : إن الله يهبط ملكا كل ليلة معه ثلاث مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا ، وما من نهر في شرق الارض ولا غربها اعظم بركة منه (٢).

١٧ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن ثعلبة ابن ميمون ، عن سليمان بن هارون قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أظن احدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت (٣).

١٨ ـ مل : علي بن الحسين ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال عن ثعلبة الكوفي ، عن عبدالله بن الحجال ، عن غالب بن عثمان ، عن عقبة بن خالد قال : ذكر ابوعبدالله عليه‌السلام الفرات قال : أما انه من شيعة علي عليه‌السلام وما حنك به احد إلا أحبنا أهل البيت يعني ماء الفرات (٤).

١٩ ـ مل : أبي ، عن الحسن بن متيل ، عن عمران بن موسى ، عن الجاموراني ، عن ابن البطائني ، عن ابن عميرة ، عن صندل ، عن هارون بن خارجة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما أحد يشرب من ماء الفرات ويحنك به إذا ولد إلا أحبنا ، لان الفرات  نهر مؤمن (٥).

٢٠ ـ مل : باسناده عن الحسن بن علي بن ابي حمزة ، عن أبيه ، عن ابي بصير ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : نهران مؤمنان ونهران كافران ، نهران كافران نهر بلخ ودجلة والمؤمنان نيل مصر والفرات فحنكوا أولادكم بماء الفرات (٦).

بيان : قال الجزري (٧) في شرح هذا الحديث : جعلهما مؤمنين على

__________________

(١ ـ ٦) المصدر السابق ص ٤٩ بتفاوت في الاول.

(٧) النهاية ج ١ ص ٥٤.

٢٣٠

التشبيه لانهما يفيضان على الارض فيسقيان الحرث بلا مؤنة ، وجعل الآخرين كافرين لانهما لا يسقيان ولا ينتفع بهما إلا بمؤنة وكلفة ، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين ، وهذان في قلة النفع كالكافرين.

٢١ ـ حه : محمد بن علي بن الحسن العلوي في كتاب فضل الكوفة (١) باسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب قال : اشترى أمير المؤمنين عليه‌السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين الف درهم واشهد على شرائه ، قال : فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا؟ فقال : سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : كوفان كوفان يرد أولها على آخرها ، يحشر من ظهرها سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي (٢).

بيان : يرد أولها على آخرها بالتشديد على بناء المجهول كناية عن انتظامها وعمارتها ، أو إشارة إلى الرجعة فان أوائل هذه الامة الذين دفنوا فيها يردون إلى أواخرهم وهم القائم عليه‌السلام واصحابه ، أو بالتخفيف على بناء المعلوم بهذا المعنى الاخير ، ويحتمل على التقديرين أن يكون كنايه عن خرابها وحدوث الفتن فيها.

٢٢ ـ حه : نصير الدين الطوسي ، عن والده ، عن القطب الراوندي ، عن الشيخ ، عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ابن علي الجعفري ، عن محمد بن محمد بن الفضيل ابن بنت داود الرقي قال : قال الصادق عليه‌السلام : اربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله ، و الغري وكربلا وطوس (٣).

٢٣ ـ مل : أبي عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابي يحيى الواسطي ، عن ابي

__________________

(١) توجد نسخته مصورة بمكتبة الامام امير المؤمنين (ع) العامة في النجف.

(٢) فرحة الغرى ص ٩ وكان الرمز في المتن لكامل الزيارات.

(٣) فرحة الغرى ص ٢٨.

٢٣١

الحسن الحذاء قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن إلى جانبكم مقبرة يقال لها : براثا يحشر منها عشرون ومائة الف شهيد كشهداء بدر (١).

٢٤ ـ سن : عثمان بن عيسى رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن نهركم يصب فيه ميزابان من ميازيب الجنة ، وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : لو كان بيني وبينه أميال لاتيناه نستشفي به (٢).

٢٥ ـ شى : عن بدر بن خليل الاسدي ، عن رجل من أهل الشام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أول بقعة عبدالله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة (٣).

أقول : قال الشيخ الحسن بن ابي الحسن الديلمي في كتاب إرشاد القلوب : روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، ومحمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا (٤).

وروي أن امير المؤمنين عليه‌السلام نظر إلى ظهر الكوفة فقال : ما أحسن منظرك واطيب قعرك ، اللهم اجعل قبري بها.

ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت به الاخبار الصحيحة عن أهل البيت عليهم‌السلام (٥).

وروي عن القاضي بن بدر الهمداني الكوفي وكان رجلا صالحا قال : كنت في

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٣٠ وبراثا : محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وكان لها جامع مفرد تصلى فيه الشيعة ، وقد جرت على الجامع والمحلة أحوال وأهوال ، واليوم هو من جوامع بغداد المشهورة.

(٢) محاسن البرقى ص ٥٧٥.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٤.

(٤) ارشاد القلوب ج ٢ ص ٢٣٧ والحديث فيه عن ابن عباس.

(٥) ارشاد القلوب ج ٢ ص ٢٣٨.

٢٣٢

جامع الكوفة ذات ليلة وكانت ليلة مطيرة فدق باب مسلم جماعة ففتح لهم وذكر بعضهم أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها على الصفة التي تجاه مسلم بن عقيل عليه‌السلام ثم إن احدهم نعس فرأى في منامه قائلا يقول لآخر ما تبصره حتى نبصر هل لنا معه حساب؟ وينبغي أن نأخذه منه عجلا قبل أن يتعدى الرصافة فما يبقى لنا معه طريق ، فانتبه وحكى لهم المنام فقال : خذوه عجلا فأخذوه ومضوا به في الحال إلى المشهد الشريف (١).

وروى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي أنه رأى كل واحد من القبور التي في المشهد الشريف وظاهره قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها (٢).

وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغري فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف ، فاذا رجل قد أقبل من البرية راكب على ناقة وقدامه جنازة فحين راى عليا عليه‌السلام قصده حتى وصل إليه فسلم عليه فرد عليه‌السلام وقال : من أين؟ قال : من اليمن ، قال : وما هذه الجنازة التي معك؟ قال : جنازة أبي لادفنه في هذه الارض ، فقال علي : لم لادفنته في أرضكم؟ قال : أوصى بذلك ، وقال : إنه يدفن هناك رجل يدعى في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، فقال له عليه‌السلام : أتعرف ذلك الرجل؟ قال. لا ، قال : أنا والله ذلك الرجل ، انا والله ذلك الرجل ، أنا والله ذلك الرجل فادفن ، فقام ودفنه.

ومن خواص ذلك الحرم الشريف أن جميع المؤمنين يحشرون فيه (٣).

وروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : ما من مؤمن يموت في شرق الارض و غربها إلا وحشر الله روحه إلى وادي السلام.

وجاء في الاخبار والآثار أنه بين وادي النجف والكوفة كأني بهم قعود

__________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٣٨.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٢٣٨.

(٣) المصدر السابق ج ٢ ص ٢٣٨.

٢٣٣

يتحدثون على منابر من نور ، والاخبار في هذا المعنى كثيرة انتهى كلامه ره (١).

٢٦ ـ كا : علي بن محمد عنعلي بن الحسن ، عن الحسين بن راشد ، عن المرتجل بن معمر ، عن ذريح المحاربي ، عن عباية الاسدي ، عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لاقوام فقمت بقيامه حتى اعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي ، فقلت يا أمير المؤمنين إني قد اشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال : يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته قال : قلت : يا امير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال : نعم لو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون ، فقلت أجسام أم أرواح؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض إلاقيل لروحه : الحقي بوادي السلام ، وإنها لبقعة من جنة عدن (٢).

٢٧ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن الحسن بن علي ، عن احمد بن عمر رفعه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها فقال : ما تبالي حيث مامات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الارض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام فقلت له : وأين وادي السلام؟ قال : ظهر الكوفة أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون (٣).

أقول : روى سيد على بن عبدالحميد في كتاب الغيبة باسناده إلى الفضل ابن شاذان من اصل كتابه باسناده إلى الاصبغ ابن نباته قال : خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى ظهر الكوفة فلحقناه فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فقد مائت الجوانح مني علما ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، ثم مسح بيده على بطنه وقال : أعلاه علم وأسفله ثفل ، ثم مر حتى أتى الغريين فلحقناه وهو مستلقي على الارض بجسده ليس تحته ثوب ، فقال له قنبر : يا أمير المؤمنين الا

__________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٢٣٩.

(٢ ـ ٣) الكافى ج ٣ ص ٢٤٣.

٢٣٤

أبسط تحتك ثوبي؟ قال : لا هل هي إلا تربة مؤمن ومن أحمته في مجلسه فقال الاصبغ : تربة المؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما من أحمته بمجلسه؟ فقال : يا ابن نباته لو كشف لكم لالفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقا حلقا يتزاورن ويتحدثون إن في هذا الظهر روح كل مؤمن ، وبوادي برهوت روح كل كافر ، ثم ركب بغله وانتهى إلى المسجد فنظر إليه وكان بخزف ودنان وطين فقال : ويل لمن هدمك وويل لمن يستهدمك ، وويل لبانيك بالمطبوخ ، المغير قبلة نوح ، وطوبى لمن شهد هدمه مع القائم من أهل بيتي أولئك خير الامة مع ابرار العترة.

٢

* (باب) *

* « (موضع قبره صلوات الله عليه ، وموضع رأس) » *

* « (الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، ومن) » *

* « (دفن عنده من الانبياء عليهم‌السلام) » *

١ ـ حه : ذكر الفقيه صفي الدين ابن معدان في مزرا فقيهنا محمد بن علي بن الفضل وكان ثقة عينا صحيح الاعتقاد قال : أخذت هذه الزيارة من كتب عمومتي وكانت بخط عمي الحسين بن الفضل قال : حدثني الحسين بن محمد بن مصعب وأخبرني زيد ابن علي بن محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد بن مصعب ، عن ابن أبي الخطاب ، عن صفوان ابن يحيى ، عن صفوان الجمال أنه قال : خرجت مع الصادق عليه‌السلام من المدينة اريد الكوفة فلما جزنا بالحيرة قال : يا صفوان قلت : لبيك يا ابن رسول الله قال : تخرج المطايا إلى القائم وحد الطريق إلى الغري ، قال صفوان : فلما صرنا إلى قائم الغرى أخرج رشاء معه دقيقا قد عمل من الكنبار ثم أبعد من القائم مغربا خطا كثيرة ، ثم مد ذلك الرشاء حتى إذا انتهى إلى آخره وقف ثم ضرب بيده إلى الارض فأخرج منها كفا من تراب فشمه مليا ، ثم اقبل يمشي حتى وقف على موضع القبر الآن ، ثم ضرب بيده المباركة إلى التربة فقبض منها قبضة ثم شمها ثم شهق شهقة حتى ظننت

٢٣٥

أنه فارق الدنيا ، فلما افاق قال : ههنا واله مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثم خط تخطيطا فقلت : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مامنع الابرار من أهل البيت من إظهار مشهده؟ قال : حذرا من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه قال صفوان : فسألت الصادق أبا عبدالله عليه‌السلام كيف تزور أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال : يا صفوان إذا اردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين غسيلين أو جديدين ونل شيئا من الطيب فان لم تنل أجزاك ، فاذا خرجت من منزلك فقل : اللهم إني خرجت من منزلي ، وتمم الزيارة وتركتها لطولها (١).

٢ ـ قال : وذكر صاحب كتاب الانوار يرويها يوسف الكاتب ومعاوية بن عمار جميعا عن الصادق عليه‌السلام : إذا اردت الزيارة لقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتسل حيث منزلك وقل حين تعبره : اللهم اجعل سعيي مشكورا ، وذكر الزيارة تكون كراستين قطع الثمن أو أكثر من ذلك وآخرها : اللهم اختم لي بالسعادة و المغفرة والخيرة.

٣ ـ وذكر محمد بن المشهدي في مزاره أن الصادق عليه‌السلام علم لمحمد بن مسلم الثقفي هذه الزيارة وقال : إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام فاغتسل للزيارة و الس أنظف ثيابك وشم شيئا من الطيب وامش وعليك السكينة والوقار ، فاذا وصلت إلى باب السلام فاستقبل القبلة وكبر الله تعالى ثلاثين مرة وقل : السلام على رسول الله ، السلام على خيرة الله ، وذكر الزيارة بطولها (٢).

٤ ـ وذكر العم السعيد في مزاره أن الصادق عليه‌السلام زاربها علي بن ابي طالب يوم سابع عشر ربيع الاول ، وهي التي رواها محمد بن مسلم ولكني رأيت في الروايتين اختلافا كثيرا (٣).

توضيح : الكنبار بالكسر حبل ليف النار جيل.

اقول : هذا الخبر مشتمل على أسانيد ما سنورده من الزيارات ويدل على

__________________

(١) فرحة الغرى ص ٣٩.

(٢) المزار الكبير ص ٩٧٩٤.

(٣) مزار الشهيد ص ٣٠٢٧.

٢٣٦

أنها منقولة فلا تغفل.

٥ ـ حه : أبونعيم الحسن بن أحمد بن ميثم عن السكوني ، عن منصور بن حازم عن سليمان بن خالد ومحمد بن مسلم قالا : مضينا إلى الحيرة فاستاذنا ودخلنا إلى ابي عبدالله عليه‌السلام فجلسنا إليه وسألناه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : إذا خرجتم فجزتم الثوية والقائم وصرتم من النجف على غلوة أو غلوتين رأيتم ذكوات بيضا بينها قبر قد جرفه السيل ذاك قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : فغدونا من غد فجزنا الثوية والقائم وإذا ذكوات بيض فجئناها ، فاذا القبر كما وصف قد جرفه السيل فنزلنا فسلمنا وصلينا عنده ثم انصرفنا ، فلما كان من الغد غدونا إلى ابي عبدالله عليه‌السلام فوصفنا له فقال : اصبتم أصاب الله بكم الرشاد (١).

بيان : قال الفيروز آبادي (٢) الثوية كغنية أخفض علم بقدر قعدتك ، وقال الجزري (٣) فيه ذكر الثوية هي بضم الثاء وفتح الواو وتشديد الياء ويقال بفتح الثاء وكسر الواو موضع بالكوفة به قبر أبي موسى الاشعري والمغيرة بن شعبة انتهى ، والقائم : كأنه بناء أو اسطوانة بقرب الطريق ، والذكوة في اللغة الجمرة الملتهبة ، فيمكن أن يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبره عليه‌السلام شبهها لضيائها وتوقدها عند شروق الشمس عليها لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة ، ولا يبعد أن يكون تصحيف دكاوات جمع دكاء وهو التل الصغير ، وفي بعض النسخ الركوات بالراء المهملة فيحتمل أن يكون المراد بها غدرانا وحياضا كانت حوله.

٦ ـ حه : يحيى بن سعيد ، عن محمد بن ابي البركات ، عن الحسين بن رطبة عن ابي علي ابن شيخ الطائفة ، عن ابيه ، عن المفيد ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن بكران ، عن الحسن بن محمد الفرزدق ، عن حميد الحجال ، عن محمد بن حشيش عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أحمد بن عبدالله العامري ، عن أبي معمر الهلالي عن أبي قرة رجل من اصحاب زيد بن علي كان من الموالي وكنا نعده من الاخيار

__________________

(١) فرحة الغرى ص ٤٤.

(٢) القاموس ج ٤ ص ٣١٠.

(٣) النهاية ج ٢ ص ١٦٥.

٢٣٧

قال : انطلقت أنا وزيد بن علي نحو الجبانة فصلى ليلا طويلا ، ثم قال : يا أبا قرة حدثني اي موضع هذا؟ قال : فقلت : لا ندري قال : نحن قرب قبر أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، يا أبا قرة نحن في روضة من رياض الجنة (١).

٧ ـ حه : قرأت بخط السيد الشريف الفاضل ابي يعلى الجعفري ما صورته : حدث أحمد بن محمد بن سهل قال : كنت عند الحسن بن يحيى فجاءه أحمد بن عيسى ابن يحيى ابن أخيه فسأله وأنا اسمع فقال : تعرف في حديث قبر علي بن ابي طالب عليه‌السلام عن حديث صفوان الجمال؟ فقال : نعم أخبرني مولى لنا عن مولى لبني العباس قال : قال لي أبوجعفر المنصور : خذ معك معولا وزنبيلا وامض معي قال : فأخذت ما قال وذهبت معه ليلا حتى أتى الغرى فاذا بقبر فقال : احفر فحفرت حتى بلغت اللحد فقلت : هذا قبر قد ظهر ، فقال : طم ذلك ، هذا قبر علي عليه‌السلام إنما أردت أن أعلم ، وهذا لان المنصور يسمع بذلك عن أهل البيت عليهم‌السلام فاراد أن يستبري الحال فاتضحت (٢).

بيان : قوله عن حديث صفوان اي القبر الذي عرفه الناس وأخذوه من حديث صفوان حيث روى تعيين هذا الموضع.

٨ ـ حه : عبدالصمد بن أحمد ، عن الحافظ ، عن ابي الفرج ابن الجوزي ، عن إسماعيل بن أحمد السمرقندي ، عن أبي منصور ، عن عبدالعزيز العكبري ، عن الحسين بن بشران ، عن أبي الحسن الاشناني ، عن أبي بكر بن ابي الدنيا ونقلته من نسخة عتيقة عليها طبقات كثيرة وهي عندي :

قال : أخبرنا عمر ، عن عبدالله ، عن ابيه ، عن هشام بن محمد ، عن ابي بكر بن عياش قال : سألت أبا حصين والاعمش وغيرهم فقلت : أخبركم أحد أنه صلى على علي عليه‌السلام أو شهد دفنه؟ قالوا : لا ، فسألت أباك محمد بن السايب فقال : اخرج به ليلا وخرج به الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية عليهم‌السلام وعبدالله بن جعفر وعدة من أهل بيته فدفن في ظهر الكوفة ، فقلت لابيك : لم فعل به ذلك؟ قال : مخافة أن

__________________

(١) فرحة الغرى ص ٤٩.

(٢) نفس المصدر ص ٥١.

٢٣٨

تنبشه الخوارج وغيرهم (١).

بيان : لعل المراد بالطبقات الكواغذ التي اطبقت والزقت بها لاصلاح ما اندرس منها.

٩ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن بكار النقاش ، عن الحسين بن محمد الفزاري ، عن الحسن بن علي النخاس ، عن جعفر بن محمد الرماني ، عن يحيى الحماني ، عن محمد بن عبيد الطيالسي ، عن مختار التمار ، عن ابي مطر قال : لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين عليه‌السلام قال له الحسن : أقتله قال : لا ولكن احبسه فإذا مت فاقتلوه ، فإذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح (٢).

١٠ ـ وعنه : عن محمد بن بكران ، عن علي بن يعقوب ، عن علي بن الحسن عن أخيه ، عن أحمد بن محمد بن عمر الجرجاني ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، عن جده قال : سألت الحسن بن علي عليهما‌السلام أين دفنتم أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال : على شفير الجرف ومررنا به ليلا على مسجد الاشعث وقال : ادفنوني في قبر اخي هود (٣).

١١ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : ما سمعت من أشياخك؟ فقلت له : حدثنا صفوان بن مهران ، عن جدك أنه دفن بنجف الكوفة ، ورواه بعض اصحابنا ، عن يونس بن ظبيان بمثل هذا فقال : سمعت منه يذكر أنه دفن في مسجدكم بالكوفة فقلت له : جعلت فداك ، ايش لمن يصلى فيه من الفضل؟ فقال : كان جعفر عليه‌السلام يقول : له من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه عن يمينه وعن شماله وتجاه (٤).

بيان : قوله عليه‌السلام : سمعت منه أي من يونس بالواسطة وانما لم يبين عليه‌السلام الجواب تقية ، قوله : ثلاث مرار اي أشار عليه‌السلام إلى الجوانب الثلاثة مبينا أن له من الفضل ما يملا تلك الجوانب إلى السماء تشبيها للمعقول بالمحسوس.

__________________

(١) المصدر السابق ص ٥٤.

(٢) التهذيب ج ٦ ص ٣٣.

(٣) التهذيب ج ٦ ص ٣٤.

(٤) قرب الاسناد ص ١٦٢.

٢٣٩

١٢ ـ مل : أبي وأخي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن صفوان بن الجمال قال : كنت وعامر بن عبدالله ابن جذاعة الازدي ، فقال له عامر : إن الناس يزعمون أن امير المؤمنين عليه‌السلام دفن بالرحبة؟ فقال : لا ، قال : فأين دفن؟ قال : إنه لما مات احتمله الحسن فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة من الغري يمنة عن الحيرة فدفنه بين ذكوات بيض ، قال : فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه ثم أتيته فأخبرته فقال لي : اصبت رحمك الله ثلاث مرات (١).

١٣ ـ حة : عمي وأبوالقاسم بن سعيد معا ، عن الحسن الدربي ، عن محمد بن علي بن شهر آشوب ، عن شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن ابن عيسى مثله (٢).

١٤ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن ابي عمير ، عن الحسين بن الخلال ، عن جده قال : قلت للحسين بن علي صلوات الله عليهما : أين دفنتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه؟ فقال : خرجنا به ليلا حتى مررنا به على مسجد الاشعث حتى خرجنا إلى الظهر ناحية الغرى (٣).

١٥ ـ حة : ابن قولويه مثله (٤).

١٦ ـ مل : جماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن القاسم بن محمد ، عن عبدالله بن سنان قال : أتاني عمر بن يزيد فقال لي : اركب فركبت معه فمضينا حتى أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجه فركب معن ا ثم مضينا حتى أتينا الغرى فانتهينا إلى قبر فقال : انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت له : من أين علمت هذا؟ قال : أتيته مع أبي عبدالله عليه‌السلام حيث كان بالحيرة غير مرة وخبرني أنه قبره (٥).

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٣.

(٢) فرحة الغرى ص ٢٤.

(٣) كامل الزيارات ص ٣٣.

(٤) فرحة الغرى ص ١١.

(٥) كامل الزيارات ص ٣٤.

٢٤٠