بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

(ابواب)

*«‌( الجهاد والمرابطة وما يتعلق بذلك من المطالب )»*

١

*(باب)*

*«‌( وجوب الجهاد وفضله )»*

الايات : البقرة : « ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ‌» (١).

وقال تعالى : «‌ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل » (٢) وقال : «‌ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الالذين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين » (٣).

وقال : «‌ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد » (٤) وقال : «‌ كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعصى ان بكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون » (٥) وقال تعالى :

__________________

(١) سورة البقرة ١٥٤.

(٢) سورة البقرة : ١٩٠ ـ ١٩١.

(٣) سورة البقرة : ١٩٣.

(٤) سورة البقرة : ٢٠٧.

(٥) سورة البقرة : ٢١٦.

١

« إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله » (١) وقال تعالى : « وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم » (٢) وقال تعالى : « قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين » (٣) وقال تعالى « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين » (٤) وقال تعالى : « لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي » (٥).

آل عمران : وقال تعالى : « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين » (٦) وقال : « وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكريم * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ‌» (٧) وقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم إذا ضربوا في الارض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير * ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون * ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون » (٨) وقال تعالى : « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتيهم الله من فضله ويسبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة

__________________

(١) سورة البقرة ٢١٨.

(٢) سورة البقرة : ٢٤٤.

(٣) سورة البقرة : ٢٤٩.

(٤) سورة البقرة : ٢٥١.

(٥) سورة البقرة : ٢٥٦.

(٦) سورة آل عمران : ١٤٢.

(٧) سورة آل عمران : ١٤٨١٤٦.

(٨) سورة آل عمران : ١٥٧١٥٦.

٢

من الله وفضل وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين » (١) وقال تعالى : « فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيآتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب » (٢).

النساء : « يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا » (٣) وقال تعالى : « فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحيوة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما » (٤). إلى قوله « الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا » (٥) وقال تعالى :  « لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ولا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة و رحمة وكان الله غفورا رحيما » (٦).

المائدة : « وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون » (٧) وقال تعالى : « يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم » (٨).

الانفال : « وما النصر إلا من عند الله » (٩) وقال سبحانه : « فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى » (١٠) وقال تعالى : « وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون

__________________

(١) سورة آل عمران : ١٧١ ـ ١٦٩.

(٢) سورة آل عمران : ١٩٦.

(٣) سورة النساء : ٧١.

(٤) سورة النساء : ٧٤.

(٥) سورة النساء : ٧٦.

(٦) سورة النساء : ٩٦٩٥

(٧) سورة المائدة : ٣٥.

(٨) سورة المائدة : ٥٤

(٩) سورة الانفال : ١٠.

(١٠) سورة الانفال : ١٧.

٣

بصير » (١).

التوبة : « قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم » (٢) وقال تعالى : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم » (٣) وقال تعالى :  « وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة » (٤) وقال سبحانه : « يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الارض أرضيتم بالحيوة الدنيا من الآخرة فما متاع الحيوة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا إليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير » (٥).

إلى قوله تعالى : « انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون » (٦) إلى قوله سبحانه : « قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون » (٧) إلى قوله تعالى « فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون » (٨) إلى قوله تعالى : « لكن الرسول

__________________

(١) سورة الانفال : ٤٠.

(٢) سورة التوبة : ١٥١٤.

(٣) سورة التوبة : ٢٢١٩.

(٤) سورة التوبة : ٣٦.

(٥) سورة التوبة : ٤١٤٠.

(٦) سورة التوبة : ٤٢.

(٧) سورة التوبة : ٥٢.

(٨) سورة التوبة : ٨١.

٤

والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون * أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم » (١) وقال تعالى : « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين » (٢) إلى قوله سبحانه : « ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفهسم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين * ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون * وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقه منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين » (٣).

الحج : « اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز » (٤).

العنكبوت : « ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين » (٥).

__________________

(١) سورة التوبة : ١١٢١١١.

(٢) سورة التوبة : ١٢١١٢٠.

(٣) سورة التوبة : ١٢٣.

(٤) سورة الحج : ٤٠٣٩.

(٥) سورة العنكبوت : ٦.

٥

محمد : « ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين  قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم * يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم » (١) وقال تعالى :  « فاذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف » (٢) وقال : « و لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم » (٣) وقال تعالى : « فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم » (٤).

الفتح : « ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما » (٥) ،

الحجرات : « إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون » (٦).

الصف : « إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص » (٧) وقال تعالى : « يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين * يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين » (٨).

__________________

(١) سورة محمد : ٧٤.

(٢) سورة محمد : ٢١٢٠.

(٣) سورة محمد : ٣١.

(٤) سورة محمد : ٣٧.

(٥) سورة الفتح : ٤.

(٦) سورة الحجرات : ٥.

(٧) سورة الصف : ٤.

(٨) سورة الصف : ١٤١٠.

٦

١ ـ الهداية : الجهاد فريضة واجبة من الله عزوجل على خلقه بالنفس والمال مع إمام عادل ، فمن لم يقدر على الجهاد معه بالنفس والمال فليخرج بماله من يجاهد عنه ، ومن لم يقدر على المال وكان قويا ليست له علة تمنعه فعليه أن يجاهد بنفسه.

والجهاد على أربعة أوجه : فجهادان فرض ، وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض وجهاد سنة.

فأما أحد الفرضين فمجاهدة نفسه عن معاصي الله وهو من اعظم الجهاد ، و مجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ، وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض ، فان مجاهدة العدو فرض على جميع الامة ولو تركت الجهاد لاتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام أن يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم ، وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الاعمال لانه إحياء سنة (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عملوها من غير أن ينتقص من أجورهم شئ (٢).

وقد روي أن الكاد على عياله من حلال كالمجاهد في سبيل الله (٣).

وروي أن جهاد المرأة حسن التبعل (٤).

وروي أن الحج جهاد كل ضعيف (٥).

٢ ـ نهج البلاغة : من خطبة لامير المؤمنين عليه‌السلام أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ، ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ، فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشملة البلاء ، وديث

__________________

(١) الهداية ص ١١.

(٢ ـ ٥) نفس المصدر ص ١٢ بتفاوت يسير.

٧

بالصغار والقماء (١) وضرب على قلبه بالاسداد واديل (٢) الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف. إلى آخر ما مر في كتاب الفتن (٣).

٣ ـ لى : علي بن عيسى ، عن علي بن محمد ماجيلويه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عو زيد بن علي ، عن ابيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام : فان في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ومن اسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ذوات أجنحة لا تروث ولا تبول ، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاؤا : فيقول الذي أسفل منهم : يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة؟ فيقول الله جل جلاله : إنهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون ويصومون النهار ولا يع أكلون. ويجاهدون العدو ولا يجبنون ، ويتصدقون ولا يبخلون (٤).

٤ ـ لى : عن الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أشرف الموت قتل الشهادة (٥).

٥ ـ لى : بالاسناد المتقدم ، عن البرقي ، عن ابيه ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن جبرئيل عليه‌السلام أخبرني بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي قال : يا محمد من غزا غزوة في سبيل الله من أمتك فما اصابته قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة يوم القيامة (٦).

٦ ـ لى : وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : للجنة باب يقال له : باب المجاهدين ، يمضون إليه فاذا هو مفتوح وهم متقلدون سيوفهم والجمع في

__________________

(١) القماء : الذل والقمئ الذليل الصغير.

(٢) اديل. بمعنى تحول ومنه التداول ، والمقصود غلب عليه ، ومنه الادالة بمعنى الغلبة.

(٣) نهج البلاغة محمد عبده ج ١ ص ٦٣.

(٤) أمالى الصدوق ص ٢٩١ وفيه (عتاق) بدل (بلق).

(٥) لم نعثر عليه في مظانه.

(٦) أمالى الصدوق ص ٥٧٧.

٨

الموقف والملائكة ترحب بهم ، فمن ترك الجهاد البسه الله ذلا في نفسه وفقرا في معيشته ، ومحقا في دينه ، إن الله تبارك وتعالى أعز أمتي بسنابك خيلها و مراكز رماحها (١).

٧ ـ لى : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبة وهو شريكه في باب غزوته (٢).

أقول : روى في ثو هذا الخبر والخبرين اللذين هما قبله ، عن ابيه ، عن سعد ، عن البرقي (٣).

٨ ـ ثو : ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيول الغزاة هي خيولهم في الجنة (٤).

٩ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن أبي همام ، عن محمد بن غزوان ، عن السكوني مثله (٥).

١٠ ـ ثو (٦) لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الخير كله في السيف ، وتحت ظل السيف ، ولا يقيم الناس إلا السيف ، والسيوف مقاليد الجنة والنار (٧).

١١ ـ ب : أبوالبختر ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام أنه قال : القتل قتلان ، قتل كفارة وقتل درجة ، والقتال : قتالان : قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا ، وقتال الفئة الباغية حتى يفيؤا (٨).

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٥٧٧.

(٢) نفس المصدر ٥٧٨.

(٣) ثواب الاعمال ص ١٧٢.

(٤) لم نجده بهذا السند في (ثو) ولكنه موجود في أمالى الصدوق ص ٥٧٨ ولعل الاشتباه في الرمز من سهو النساخ.

(٥) ثواب ثواب الاعمال ص ١٧٢.

(٦) نفس المصدر ص ١٧٢.

(٧) أمالى الصدوق ص ٥٧٨.

(٨) قرب الاسناد ص ٦٢.

٩

١٢ ـ ل ، أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابي البختري مثله (١).

١٣ ـ ع (٢) ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله إلا الدين فانه لا كفارة له إلا اداؤه أو يقضي صاحبه أو يعفو الذي له الحق (٣).

١٤ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن همام ، عن ابن غزوان ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فوق كل بربر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ، فاذا قتل في سبيل الله عزوجل فليس فوقه بر ، وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل أحد والديه فاذا قتل احدهما فليس فوق عقوق (٤).

١٥ ـ كتاب الغايات : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذكر مثله (٥).

١٦ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن ابي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : مامن قطرة أحب إلى الله عزوجل من قطرتين قطرة دم في سبيل الله ، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عزوجل (٦).

١٧ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله ابن سنان قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء : كظم الغيظ ، والصبر على السيوف لله عزوجل ، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله عزوجل (٧).

١٨ ـ ل : الخليل ، عن أبي القاسم البغوي ، عن علي بن الجعد ، عن شعبة

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٣٩.

(٢) علل الشرائع ص ٥٢٨.

(٣) لم نجده في مظانه.

(٤) الخصال ج ١ ص ٨.

(٥) الغايات ص ٨٤.

(٦) الخصال ج ١ ص ٣١ ذيل حديث.

(٧) الخصال ج ١ ص ٥٣.

١٠

عن الوليد بن الغيزان ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبدالله بن مسعود قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أي الاعمال أحب إلى الله عزوجل؟ قال : الصلاة لوقتها ، قلت : ثم اي شئ؟ قال : بر الوالدين : قلت : ثم اي شئ؟ قال : الجهاد في سبيل الله عزوجل ، قال فحدثني بهذا ولو استزدته لزادني (١).

١٩ ـ ل : بهذا الاسناد ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل الصلاة والبر والجهاد (٢).

٢٠ ـ مع (٣) ل : في خبر أبي ذر أنه سال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اي الاعمال أحب إلى الله عزوجل؟ فقال : إيمان بالله ، وجهاد في سبيله ، قال : قلت : فأي الجهاد أفضل؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه في سبيل الله (٤).

٢١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : افضل الاعمال عند الله عزوجل إيمان لا شك فيه ، وغزو لا غلول فيه ، وحج مبرور ، وأول من يدخل الجنة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف ذو عبادة (٥).

أقول : قد مضى خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنخيلة في هذا المعنى مع تفسيره في أبواب تاريخه عليه‌السلام.

٢٢ ـ ما : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : الموت طالب ومطلوب لا يعجزه المقيم ولا يفوته الهارب ، فقدموا ولا تتكلوا ، فانه ليس عن الموت محيص ، إنكم إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس أهون

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٧ والصواب في سنده الوليد بن العيزار بن حريث وهو مترجم في كتب العامة.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٢٢.

(٣) لم نجده في مظانه.

(٤) الخصال ج ٢ ص ٣٠٠ ضمن حديث طويل.

(٥) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٨ بتفاوت وزيادة في آخره وأخرجه المفيد في أماليه ص ٥٤ وليس فيه (شهيد).

١١

من موت على فراش (!).

٢٣ ـ ما : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام افضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيل الله ، الخبر (٢).

٢٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيشفعهم : الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء (٣).

٢٥ ـ ثو أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اغتاب مؤمنا غازيا أو آذاه أوخلفه في أهله بسوء نصب عمله يوم القيامة ليستغرق حسناته ، ثم يركس في النار ركسا إذا كان الغازي في طاعة الله عزوجل (٤).

٢٦ ـ سن : أبي رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء : كظم الغيظ ، والصبر على السيوف لله عزوجل ، و رجل أشرف على مال حرام فتركه لله (٥).

٢٧ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : بينما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يخطب الناس ويحضهم على الجهاد إذ قام اليه شاب فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله؟ فقال علي عليه‌السلام : كنت رديف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ناقته العضباء ونحن قافلون من غزوة ذات السلاسل فسألته عما سألتني عنه فقال : إن الغزاة إذا هموا بالغز وكتب الله لهم براءة من النار ، فاذا تجهزوا لغزهم باهى الله تعالى بهم الملائكة ، فاذا ودعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان والبيوت ويخرجون من ذنوبهم كما تخرج الحية من سلخها ، ويوكل الله عزوجل بهم بكل رجل منهم أربعين ألف ملك

__________________

(١) أمالى الشيخ الطوسي ج ١ ص ٢٢٠.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٢٠.

(٣) قرب الاسناد ص ٣١ وأخرجه الصدوق في الخصال ج ١ ص ١٠٢.

(٤) ثواب الاعمال ص ٢٢٩.

(٥) المحاسن ص ٦.

١٢

يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، ولا يعمل حسنة إلا ضعفت له ويكتب له كل يوم عبادة ألف رجل يعبدون الله ألف سنة كل سنة ثلاث مائة وستون يوما ، واليوم مثل عمر الدنيا ، وإذا صاروا بحضرة عدوهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله لياهم ، فاذا برزوا لعدوهم واشرعت الاسنة وفوقت السهام وتقدم الرجل إلى الرجل حفتهم الملائكة بأجنحتهم ويدعون الله لهم بالنصر والتثبيت ، فينادي مناد : الجنة تحت ظلال السيوف ، فتكون الطعنة و الضربة على الشهيد أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف ، وإذا زال الشهيد عن فرسه بطعنة أو ضربة لم يصل إلى الارض حتى يبعث الله عزوجل زوجته من الحور العين فتبشره بما أعد الله له من الكرامة ، فاذا وصل إلى الارض تقول له : مرحبا بالروح الطيبة التي أخرجت من البدن الطيب ، أبشر فان لك مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ويقول الله عزوجل : أنا خليفته في أهله ومن ارضاهم فقد أرضاني ومن أسخطهم فقد أسخطني ، ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش ، ويعطي الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس [ ما بين صنعاء والشام يملا نورها ما بين الخافقين في كل غرفة سبعون بابا على كل باب ] سبعون مصراعا من ذهب على كل باب ستور مسبلة ، في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب قوائمها الدر والزبرجد موصولة بقضبان من زمرد على كل سرير اربعون فرشا غلظ كل فراش اربعون ذراعا ، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا ، فقال الشاب : يا أمير المؤمنين أخبرني عن العربة؟ قال : هي الغنجة الرضية المرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون ألف و وصيفة صفر الحلي بيض الوجوه عليهم تيجان اللؤلؤ ، على رقابهم المناديل بأيديهم الاكوبة والاباريق ، وإذا كان يوم القيامة يخرج من قبره شاهرا سيفه تشخب أوداجه دما ، اللون لون الدم والرائحة المسك يخطو في عرصة القيامة.

فوالذي نفسي بيده لو كان الانبياء على طريقهم لترجلوا لهم لما يرون من

١٣

بهائم حتى يأتوا إلى موائد من الجواهر فيقعدون عليها ، ويشفع الرجل منهم سبعين ألفا من أهل بيته وجيرته ، حتى أن الجارين يختصمان أيهما اقرب فيقعدون معه ومع إبراهيم على مائدة الخلد فينظرون إلى الله تعالى في كل بكرة وعشية (١).

٢٨ ـ شا : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : الموت طالب حثيث ، ومطلوب لا يعجزه المقيم ، ولا يفوته الهارب ، فاقدموا ولا تتكلوا ، فانه ليس عن الموت محيص إنكم إن لا تقتلوا تموتوا ، والذي نفس علي بيده لالف ضربة بالسيف على الرأس أيسر من موتة على فراش (٢).

٢٩ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أتى رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إني راغب نشيط في الجهاد قال : فجاهد في سبيل الله فانك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق ، ولن مت فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله ، هذا تفسير « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا » (٣).

٣٠ ـ شى : عن أبي الجارود ، عن زيد بن علي في قول الله : « واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا » قال : السيف (٤).

٣١ ـ ين : فضالة ، عن الحسين بن عثمان ، عن رجل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دم في سبيل الله أو قطرة من دموع عين في سواد الليل من خشية الله ، وما من قدم أحب إلى الله

__________________

(١) صحيفة الامام الرضا (ع) ص ٢٨٢٦ الطبعة الثانية بمطبعة المعاهد بمصر سنة ١٣٤٠ ، بتفاوت وما بين القوسين زيادة من المصدر ، وفيه النظر إلى الله أى النظر إلى كرامة الله وقد سبق في هامش بعض الاحاديث أنه تعالى ليس بجسم وامتناع رؤيته وان الاحاديث التي توهم ذلك ان لم يمكن تفسيرها بما لا يتنافى مع الضرورى من الدين فهو من الاخبار المدسوسة ، فراجع.

(٢) الارشاد ص ١٢٧.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠٦ والاية في آل عمران : ١٦٩.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٣١٥ والاية في الاسراء : ٨٠.

١٤

من خطوة إلى ذي رحم ، أو خطوة يتم بها زحفا في سبيل الله ، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ أو جرعة ترد بها العبد مصيبته (١).

٣٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فوق كل بر برا حتى يقتل الرجل شهيدا في سبيل الله ، وفوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه (٢).

٣٣ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيول الغزاة في الدنيا هي خيولهم في الجنة (٣).

٣٤ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ، والمجاهدون في الله تعالى قواد أهل الجنة ، والرسل سادات أهل الجنة (٤).

٣٥ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعا موسى وأمن هارون و أمنت الملائكة فقال الله سبحانه : استقيما فقد أجيبت دعوتكما ، ومن غزافي سبيلي استجبت له إلى يوم القيامة (٥).

٣٦ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسؤل عنه يوم القيامة إلا ما كان في سبيل الله تعالى (٦).

٣٧ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبخل الناس من بخل بالسلام ، وأجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله (٧).

٣٨ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصي أمتي بخمس بالسمع والطاعة والهجرة والجهاد والجماعة ، ومن دعا بدعاء الجاهلية فله حثوة من حثي جهنم (٨).

__________________

(١) كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي في باب البكاء من خشية الله نسخة مخطوطة في مكتبتى.

(٢) نوادر الراوندى ص ٥.

(٣) نفس المصدر ص ١٥.

(٤) نفس المصدر ص ١٩ ٢٠.

(٥ ـ ٧) نفس المصدر ص ٢٠.

(٨) نفس المصدر ص ٢١.

١٥

٣٩ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أول من قاتل في سبيل الله إبراهيم الخليل عليه‌السلام حيث أسرت الروم لوطا عليه‌السلام فنفر إبراهيم عليه‌السلام واستنقذه من أيديهم (١).

٢

« (باب) ‌»

* (أقسام الجهاد وشرائطه وآدابه) *

الايات : الحجرات : « وإن من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين » (٢).

١ ـ فس : أبي ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة اسياف : ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم  « فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا » وسيف منها ملفوف ، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه إلينا ، فأما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله عزوجل « اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا » يعني آمنوا  « فاخوانكم في الدين » فهولاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام وأموالهم وذراريهم سبي على ما سبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانه سبي وعفا وقبل الفداء.

والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله جل ثناؤه « وقولوا للناس حسنا » نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله : « قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم

__________________

(١) نفس المصدر ص ٢٣.

(٢) سورة الحجرات : ٩.

١٦

الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون » فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل ومالهم وذراريهم سبي فاذا قبلوا الجزية حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم وحلت لنا مناكحتهم ، ومن كان منهم في دار الحرب حل لناسبيهم وأموالهم ولم يحل لنا نكاحهم ولم يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام.

والسيف الثالث على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر قال الله جل ثناؤه في أول السورة الذي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم قال :  « فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد » يعني بعد السبي منهم « وإما فداء » يعني المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام ، فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في الحرب.

وأما السيف الملفوف فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله عزوجل :  « وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله » فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وإن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من هو؟ فقال : خاصف النعل يعني يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقال عمار بن ياسر : قاتلت تحت هذه الراية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتى بلغوا بناسعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل فكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما كانت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة ، فانه لم يسب لهم ذرية وقال : من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن دخل دار ابي سفيان فهو آمن ، وكذلك قال أمير المؤمنين عليه‌السلام فيهم يوم البصرة : لا تسبوا لهم ذرية ، ولا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبرا ، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

١٧

وأما السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله « النفس بالنفس والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له » فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا ، فهذه السيوف التي بعث الله بها نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن جحدها أوجحد واحدا منها أو شيئا من سيرتها وأحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حفص مثله (٢).

٣ ـ ف : مرسلا مثله (٣).

٤ ـ ج : لقي عباد البصري ، علي بن الحسين عليه‌السلام في طريق مكة فقال له : يا علي بن الحسين! تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وإن الله عزوجل يقول : « إن الله اشترى من المؤمنين أنفهسم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون » إلى قوله : « وبشر المؤمنين » فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج (٤).

٥ ـ فس : أبي ، عن بعض رجاله قال : لقي الزهري علي بن الحسين عليه‌السلام في طريق الحج وساق الحديث إلى آخر ما نقلنا (٥).

٦ ـ ج : عبدالكريم بن عتبة الهاشمي قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطا وحفص ابن سالم وأناس من روسائهم ، وذلك حين قتل الوليد واختلف أهل الشام بينهم فتكلموا فأكثروا وخبطوا فأطالوا فقال لهم أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام : إنكم قد أكثرتم علي واطلتم فاسندوا أمركم إلى رجل منكم فليتكلم بحجتكم وليوجز فاسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فأبلغ وأطال فكان فيما قال ، أن قال : قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله بعضهم ببعض وشتت أمورهم فنظرنا فوجدنا رجلا له

__________________

(١) تفسير علي بن ابراهيم ص ٦٤٠ بتفاوت وأخرجه الكلينى في الكافى ج ٥ ص ١٠ والشيخ في التهذيب ج ٦ ص ١٣٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٨٩.

(٣) تحف العقول ص ٢٩٦.

(٤) الاحتجاج ج ٢ ص ٤٤.

(٥) تفسير علي بن ابراهيم ص ٢٦١ والاية في سورة التوبة ١١١.

١٨

دين وعقل ومروة ومعدن للخلاقة وهو محمد بن عبدالله بن الحسن فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ثم نظهر أمرنا معه وندعو الناس إليه فمن بايعه كنا معه وكان منا ومن اعتزلنا كففنا عنه ، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه ونرده إلى الحق وأهل ، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فانه لا غناء بنا عن مثلك لفضلك وكثرة شيعتك فلما فرغ ـ.

قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أكلكم على مثل ما قال عمرو؟ قالوا : نعم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : إنما نسخط إذا عصي الله ، فاذا أطيع الله رضينا ، أخبرني يا عمرو لو أن الامة قلدتك أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤنة فقيل لك : ولها من شئت! من كنت تولي؟ قال : كنت أجعلها شورى بين المسلمين قال : بين كلهم؟ قال : نعم ، قال : بين فقهائهم وخيارهم؟ قال : نعم ، قال : قريش و غيرهم؟ قال : نعم قال : العرب والعجم؟ قال : نعم قال : أخبرني يا عمرو أتتولى أبا بكر وعمر أو تتبرء منها؟ قال : أتولاهما ، قال : يا عمر وإن كنت رجلا تتبرء منهما فانه يجوز لك الخلاف عليهما ، وإن كنت تتولاهما فقد خالفتهما ، قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحدا ، ثم ردها أبوبكر عليه ولم يشاور أحدا ، ثم جعلها عمر شورى بين ستة فأخرج منها الانصار غير أولئك الستة من قريش ، ثم أوصى الناس فيهم بشئ مما أراك ترضى به أنت ولا اصحابك ، قال : وما صنع؟ قال : أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة ايام وأن يتشاوروا أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إلا ابن عمر يشاورونه وليس له من الامر شئ ، وأوصى من بحضرته من المهاجرين والانصار إن مضت ثلاثة ايام قبل أن يفرغوا ويبايعوا أن تضرب أعناق الستة جميعا ، وإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة ايام وخالف إثنان أن يضرب أعنقا الاثنين افترضون بذا فيما تجعلون من الشورى في المسلمين؟ قالوا : لا ، قال : يا عمرو دع ذا أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو إليه ثم اجتمعت لكم الامة ولم يختلف عليكم فيها رجلان فأفضيتم إلى المشركين الذين لم يسلموا ولم يؤدوا الجزية كان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون بسيرة رسول الله

١٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله في المشركين في حربهم ، قالوا : نعم ، قال : فتصنعون ماذا؟ قالوا : ندعوهم إلى الاسلام فان أبوا دعوناهم إلى الجزية ، قال : وإن كانوا مجوسا وأهل كتاب؟ قالوا : وإن كانوا مجوسا وأهل كتاب ، قال : وإن كانوا أهل الاوثان وعبدة النيران والبهايم وليسوا بأهل كتاب؟ قالوا : سواء قال : فأخبرني عن القرآآ أتقرأة؟ قال : نعم قال : اقرأ « قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون » قال : فاستثنى الله عزوجل واشترط من الذين أوتوا الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء؟ قال نعم قال عليه‌السلام : عمن أخذت هذا؟ قال : سمعت الناس يقولونه ، قال : فدع ذا فانهم إن أبوالجزية فقاتلتهم وظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة؟ قال : أخرج الخمس وأقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليها قال : تقسمه بين جميع من قاتل عليها؟ قال : نعم ، قال : فقد خالفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في فعله وفي سيرته وبيني وبينك فيها فقهاء أهل المدينة ومشيختهم فسلهم فانهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما صالح الاعراب على أن يدعهم في ديارهم وأن لا يهاجروا على أنه إن دهمه من عدوه داهم فيستنفرهم فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصيب ، وأنت تقول بين جميعهم فقد خالفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سيرته في المشركين ، ودع ذا ما تقول في الصدقة؟ قال : فقرأ عليه هذه الآية « إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها » إلى آخرها ، قال : نعم فكيف تقسم بينهم؟ قال : أقسمها على ثمانية أجزاء فأعطي كل جزء من الثمانية جزءا قال عليه‌السلام : إن كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف رجلا واحدا ورجلين وثلاثة جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف؟ قال : نعم ، قال : وما تصنع بين صدقات أهل الحضر وأهل البوادي فتجعلهم فيها سواء؟ قال : نعم قال : فخالفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل ما أتى به في سيرته ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم صدقة البوادي في أهل البوادي ، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ، ولا يقسمه بينهم بالسوية إنما يقسم على قدر ما يحضره منهم وعلى ما يرى ، وعلى قدر ما يحضره

٢٠