كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ١

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٩

وقل هو الله أحد ، ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس وهو قائم ، ثم قال : « الله أكبر » وهو قائم ، ثم ركع وملا كفيه من ركبتيه (١) مفرجات ، ورد ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صب عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره ورد ركبتيه إلى خلفه ونصب عنقه وغمض عينيه (٢) ، ثم سبح ثلاثا بترتيل (٣) وقال : « سبحان ربي العظيم وبحمده » ثم استوى قائما ، فلما استمكن من القيام قال : « سمع الله لمن حمده » ثم كبر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه (٤) وسجد ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه فقال : « سبحان ربي الأعلى وبحمده » ثلاث مرات ، ولم يضع شيئا من بدنه على شئ منه ، وسجد على ثمانية أعظم : الجبهة والكفين وعيني الركبتين (٥) وأنامل إبهامي الرجلين والأنف. فهذه السبعة فرض ، ووضع الانف على الأرض سنة وهو الارغام (٦) ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى جالسا قال :

__________________

(١) أي ماسها بكلا كفيه ولم يكتف بوضع أطرافها. ( الوافي )

(٢) قوله « غمض عينيه » لا ينافي ما اشتهر بين الأصحاب من استحباب النظر إلى ما بين القدمين لان التغميض قول حماد لا قول الإمام (ع) وحكى ما رآه منه وحيث انه (ع) خفض طرفه في حال الركوع زعم حماد أنه غمض عينيه ، والناظر إلى ما بين القدمين يقرب صورته من صورة المغمض. والمصلى إذا خفض طرفه في حال القيام وقع نظره إلى محل سجدته و في حال الركوع إلى ما بين قدميه وفى حال السجود إلى طرفي أنفه وفى حال التشهد إلى حجره وهو من علامات الخشوع وأماراته.

(٣) الترتيل : التأني وتبيين الحروف ، وفى رواية عن أمير المؤمنين (ع) في قوله تعالى « ورتل القرآن ترتيلا » أنه حفظ الوقوف وأداء الحروف.

(٤) حيال الوجه محاذاته أي لم يرفع (ع) يديه بالتكبير أزيد من حيال وجهه.

(٥) عين الركبة ما يقال له بالفارسية ( كاسهء زانو ) والتثنية باعتبار الركبتين وقيل لكل من الركبتين عينان وهما نقرتان مقدمها عند الساق.

(٦) في الكافي ج ٣ ص ٣١٣ « وسجد على ثمانية أعظم : الكفين والركبتين وأنامل

٣٠١

الله أكبر « ثم قعد على جانبه الأيسر ووضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسر وقال : « استغفر الله ربي وأتوب إليه » ثم كبر وهو جالس وسجد الثانية ، وقال كما قال في الأولى ولم يستعن (١) بشئ من بدنه على شئ منه في ركوع ولا سجود ، وكان مجنحا (٢) ولم يضع ذراعيه على الأرض ، فصلى ركعتين على هذا ، ثم قال : يا حماد هكذا صل » (٣).

ولا تلتف ولا تعبث بيديك وأصابعك ، ولا تبزق عن يمينك ولا يسارك ولا بين يديك.

٩١٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إذا قمت إلى الصلاة فقل : اللهم إني أقدم إليك محمدا بين يدي حاجتي وأتوجه إليك به فاجعلني به وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين واجعل صلاتي به مقبولة ، وذنبي به مغفورا ، ودعائي به مستجابا ، إنك أنت الغفور الرحيم ».

فإذا قمت إلى الصلاة فلا تأت بها شبعا (٤) ولا متكاسلا ولا متناعسا (٥) ولا

__________________

ابهامي الرجلين والجبهة والأنف وقال : سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال : « وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا » وهي الجبهة والكفان والركبتان والابهامان ، ووضع الانف على الأرض سنة ».

(١) في بعض النسخ « لم يضع ».

(٢) التجنح : رفع الساعدين من الأرض متجافيا عن الجنبين ، معتمدا على الكفين ، كالجناحين.

(٣) الحديث في الكافي ج ٣ ص ٣١٢ وفى التهذيب ج ١ ص ١٥٧ إلى هنا ، و يمكن أن يكون الباقي من كلام المؤلف ـ رحمه‌الله ـ أمن تتمة الخبر ولم يذكراه وقد ذكره المؤلف في العلل.

(٤) الشبع : ضد الجوع. وفى بعض النسخ « سغبا » أي في حالة الجوع ، وفى بعضها « شعيا » ولعل المراد بالشعي كونه متفرق الخاطر ، وفى الصحاح : جاءت الخيل شواعى وشوايع أي متفرقة.

(٥) الكسل : التثاقل عن الامر ، والمتناعس هو الذي يأخذه النعاس وهو مقدمة النوم

٣٠٢

مستعجلا ، ولكن على سكون ووقار ، فإذا دخلت في صلاتك فعليك بالتخشع والاقبال على صلاتك فإن الله عزوجل يقول « والذين هم في صلاتهم خاشعون » ويقول « وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين » واستقبل القبلة بوجهك ، ولا تقلب وجهك عن القبلة فتفسد صلاتك ، وقم منتصبا فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من لم يقم صلبه فلا صلاة له » واخشع ببصرك ولا ترفعه إلى السماء ، وليكن نظرك إلى موضع سجودك ، واشغل قلبك بصلاتك فإنه لا يقبل من صلاتك إلا ما أقبلت عليه منها بقلبك ، حتى أنه ربما قبل من صلاة العبد ربعها أو ثلثها أو نصفها ، ولكن الله عزوجل يتمها للمؤمنين بالنوافل ، وليكن قيامك في الصلاة قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه ، وصل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعدها أبدا ، ولا تعبث بلحيتك ولا برأسك ولا بيديك ، ولا تفرقع أصابعك ، ولا تقدم رجلا على رجل ، وزاوج (١) بين قدميك واجعل بينهما قدر ثلاث أصابع إلى شبر ، ولا تتمطأ ولا تتثاءب (٢) ولا تضحك فان القهقهة تقطع الصلاة ، ولا تتورك فإن الله عزوجل قد عذب قوما على التورك ، كان أحدهم يضع يديه على وركيه من ملالة الصلاة ، ولا تكفر فإنما يصنع ذلك المجوس (٣) ، وأرسل يديك وضعهما على فخذيك قبالة ركبتيك فإنه أحرى أن تهتم بصلاتك ، ولا تشغل عنها نفسك فإنك إذا حركتها كان ذلك يلهيك ، ولا تستند إلى جدار إلا أن تكون مريضا ، ولا تلتفت عن يمينك ولا عن يسارك ، فإن التفت حتى ترى من خلفك فقد وجب عليك إعادة الصلاة ، وإن العبد إذا التفت في صلاة ناداه الله عزوجل فقال : عبدي إلى من تلتفت إلى من هو خير لك مني ، فإن التفت ثلاث مرات صرف الله عزوجل عنه نظره فلم ينظر إليه بعد ذلك أبدا ، ولا تنفخ في موضع سجودك فإذا

__________________

(١) فرقع الأصابع أي نقضها وغمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت ، وزاوج أي قارن.

(٢) التمطى : مد اليدين ، ما يقال له بالفارسية : ( خميازه ) والتثاؤب : فتح الفم و ما يقال له بالفارسية : ( دهان دره ).

(٣) التفكير وضع إحدى اليدين على الأخرى محاذيا للصدر في حال القيام.

٣٠٣

أردت النفخ فليكن قبل دخولك في الصلاة فإنه يكره ثلاث نفخات (١) في موضع السجود وعلى الرقي وعلى الطعام الحار ، ولا تبزق ولا تمخط ، فإن من حبس ريقه إجلالا لله تعالى في صلاته أورثه الله عزوجل صحة إلى الممات ، وارفع يديك بالتكبير (٢) إلى نحرك ولا تجاوز بكفيك أذنيك حيال خديك ثم ابسطهما بسطا وكبر ثلاث تكبيرات وقل « اللهم أنت الملك الحق المبين ، لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » ، ثم كبر تكبيرتين في ترسل (٣) ترفع بهما يديك وقل : « لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهدي من هديت ، عبدك وابن عبدك بين يديك ، منك وبك ولك وإليك ، لا ملجأ ولا منجا ولا مفر منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك وحنانيك (٤) ، سبحانك رب البيت الحرام » ثم كبر تكبيرتين وقل : « وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ، على ملة إبراهيم ودين محمد [ صلى‌الله‌عليه‌وآله ] ومنهاج علي ، حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم » وإن شئت كبرت سبع تكبيرات ولاء إلا أن الذي وصفناه

__________________

(١) أي يكره النفخ في ثلاثة مواضع. والرقى بالضم ـ جمع الرقية وهي معروفة.

(٢) لعل الباء بمعنى « مع » فيدل على أن ابتداء الرفع مع ابتداء التكبير وانتهاءه مع انتهائه مبسوط اليدين.

(٣) أي بتثبت وتأن وطمأنينة ، في النهاية « إذا أذنت فترسل » أي تأن ولا تعجل وترسل الرجل في كلامه ومشيه إذا لم يعجل وهو والترتيل سواء الا أن الأخير مستعمل في القراءة.

(٤) قوله « لبيك وسعديك » أي إقامة على طاعتك بعد إقامة ، ومساعدة على امتثال أمرك بعد مساعدة ، وقوله « والشر ليس إليك » أي ليس منسوبا إليك ولا صادرا عنك. والحنان بتخفيف النون : الرحمة ، و « سبحانك وحنانيك » أي أنزهك عما لا يليق بك تنزيها والحال أنى أسألك رحمة بعد رحمة ، أو أطلب ترحمك بعد ترحم ، وحنانك بعد حنان ، أو ترحم على مرة بعد مرة.

٣٠٤

تعبد. (١) وإنما جرت السنة في افتتاح الصلاة بسبع تكبيرات لما رواه زرارة :

٩١٧ ـ عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الصلاة وقد كان الحسين عليه‌السلام أبطأ عن الكلام حتى تخوفوا أنه لا يتكلم وأن يكون به خرس ، فخرج صلى‌الله‌عليه‌وآله به حاملا (٢) على عاتقه وصف الناس خلفه ، فأقامه على يمينه فافتتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصلاة فكبر الحسين عليه‌السلام ، فلما سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تكبيره عاد فكبر وكبر الحسين عليه‌السلام حتى كبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبع تكبيرات وكبر الحسين عليه‌السلام فجرت السنة بذلك ».

٩١٨ ـ وقد روى هشام بن الحكم ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام لذلك علة أخرى ، وهي « أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به إلى السماء قطع سبعة حجب فكبر عند كل حجاب تكبيرة فأوصله الله عزوجل بذلك إلى منتهى الكرامة ».

٩١٩ ـ وذكر الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام علة أخرى ، وهي « أنه إنما صارت التكبيرات في أول الصلاة سبعا لان أصل الصلاة ركعتان واستفتاحهما بسبع تكبيرات ، تكبيرة الافتتاح ، وتكبيرة الركوع ، وتكبيرتي السجدتين ، وتكبيرة الركوع في الثانية ، تكبيرتي السجدتين (٣) ، فإذا كبر الانسان في أول صلاة سبع

__________________

(١) لعل المراد بالتعبد الاقرار بالربوبية. ومن قوله : « فإذا قمت إلى الصلاة فلا تأت بها شبعا » إلى هنا غير معلوم لنا أكله من كلام الصادق (ع) أو جمعه المؤلف من كلماتهم المتفرقة في تضاعيف أخبارهم ، والمظنون عندي جدا أنه من كلامه ـ رحمه‌الله ـ أخذه من أخبار شتى ولا يسعنا تفكيكها وتخريجها.

(٢) في بعض النسخ « حامله » وهي بالنصب على الحالية حيث إن الإضافة اللفظية لا تفيد تعريفا ومعنى التعليل هنا أن ذلك صار سببا لشرع التكبيرات بإذن الله تعالى. ( مراد )

(٣) لعل المراد باستفتاح الركعتين بالسبع التكبيرات التي يستفتح بها كل فعل و لهذا لم يعد منها الأربع التي بعد الرفع من السجدات ( الوافي ) وقال الفاضل التفرشي : قوله « وتكبيرتي السجدتين » أي التكبيرتين اللتين شرع كل منهما لأجل سجدة وإن كان لكل سجدة تكبيرتان ، فالمقصود ذكر ما لأجله التكبير وهو سبعة ، ويمكن أن يراد باستفتاح الركعتين استفتاح أجزائهما فيكون لكل سجدة تكبيرة واحدة وحينئذ يحمل الاستفتاح على ظاهره وان احتيج إلى حذف مضاف.

٣٠٥

تكبيرات ثم نسي شيئا من تكبيرات الافتتاح من بعد أو سهى عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته ».

وهذه العلل كلها صحيحة وكثرة العلل للشئ تزيده تأكيدا ، ولا يدخل هذا في التناقض ، وقد يجزي في الافتتاح تكبيرة واحدة.

٩٢٠ ـ و « كان رسول الله الله عليه وآله وسلم أتم الناس صلاة وأوجزهم ، كان إذا دخل في صلاة قال : الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ».

٩٢١ ـ و « سأل رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : يا بن عم خير خلق الله تعالى ما معنى رفع يديك في التكبيرة الأولى؟ فقال عليه‌السلام : معناه الله أكبر الواحد الأحد الذي ليس كمثله شئ ، لا يلمس بالأخماس (١) ولا يدرك بالحواس ».

فإذا كبرت تكبيرة الافتتاح فاقرأ الحمد لله وسورة معها موسع عليك أي السور قرأت في فرائضك إلا أربع سور ، وهي سورة والضحى وألم نشرح لأنهما جميعا سورة واحدة ، ولايلاف وألم تر كيف لأنهما جميعا سورة واحدة ، فان قرأتهما كان قراءة الضحى وألم نشرح في ركعة واحدة ، ولايلاف وألم تر كيف في ركعة ، ولا تنفرد بواحدة من هذه الأربع السور في ركعة فريضة ، ولا تقرن بين سورتين في فريضة فأما في النافلة فاقرن ما شئت ، ولا تقرأ في الفريضة شيئا من العزائم الأربع وهي سورة سجدة لقمان ، و حم السجدة ، والنجم ، وسورة اقرأ باسم ربك.

ومن قرأ شيئا من العزائم الأربع (٢) فليسجد وليقل : « إلهي آمنا بما كفروا وعرفنا منك ما أنكروا ، وأجبناك إلى ما دعوا ، إلهي فالعفو العفو » ثم يرفع رأسه ويكبر.

٩٢٢ ـ وقد روي أنه يقول في سجدة العزائم « لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، سجدت لك يا رب تعبدا

__________________

(١) المراد بالأخماس الأصابع الخمس لان اختبار الملموسات بها غالبا. ( مراد )

(٢) أي في غير الصلاة ، أو في الصلاة سهوا. ( سلطان ).

٣٠٦

ورقا ، لا مستنكفا ولا مستكبرا ، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير » ثم يرفع رأسه ثم يكبر.

ومن سمع رجلا يقرأ العزائم فليسجد وإن كان على غير وضوء ، ويستحب أن يسجد الانسان في كل سورة فيها سجدة إلا أن الواجب في هذه العزائم الأربع.

وأفضل ما يقرأ في الصلاة في اليوم والليلة في الركعة الأولى الحمد وإنا أنزلناه وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد إلا في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة ، فان الأفضل أن يقرأ في الأولى منها الحمد وسور الجمعة ، وفي الثانية الحمد وسبح اسم وفي صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة ، وفي الثانية الحمد وسورة المنافقين ، وجايز أن يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة وصلاة الغداة والعصر بغير سورة الجمعة والمنافقين ، ولا يجوز أن يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة بغير سورة الجمعة والمنافقين ، فإن نسيتهما أو واحدة منهما في صلاة الظهر وقرأت غيرهما ثم ذكرت فارجع إلى سورة الجمعة والمنافقين (١) ما لم تقرأ نصف السورة (٢) فإن قرأت نصف السورة فتمم السورة واجعلهما ركعتي نافلة وسلم فيهما ، وأعد صلاتك بسورة الجمعة والمنافقين.

وقد رويت رخصة في القراءة في صلاة الظهر (٣) بغير سورة الجمعة والمنافقين لا استعملها ولا أفتي بها إلا في حال السفر والمرض وخيفة فوت حاجة.

وفي صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس في الركعة الأولى الحمد وهل أتى

__________________

(١) هذا إذا أمكن الرجوع كما إذا كان في الركعة الأولى وقد نسي قراءة الجمعة أو كان في الركعة الثانية فنسي قراءة المنافقين وكان قد قرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة ، أما إذا كان قد نسي قراءة الجمعة في الركعة الأولى وتذكر وهو في الركعة الثانية فلا يمكن الرجوع ، فمعنى قوله : « فان نسيتهما » فان نسيت كل واحدة منهما في موضعهما كما إذا نسي الجمعة في الركعة الأولى وتذكر قبل تجاوز النصف فيرجع ، ثم نسي المنافقين في الثانية وتذكر قبل تجاوز النصف أيضا. ( مراد )

(٢) راجع التهذيب ج ١ ص ٢٢٠.

(٣) يعني في يوم الجمعة. وراجع التهذيب ج ١ ص ٢٤٧.

٣٠٧

على الانسان ، وفي الثانية الحمد وهل أتيك حديث الغاشية ، فان من قرأهما في صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس وقاه الله شر اليومين.

وحكى من صحب الرضا عليه‌السلام إلى خراسان لما أشخص إليها أنه كان يقرأ في صلاته بالسور التي ذكرناها فلذلك اخترناها من بين السور بالذكر في هذا الكتاب.

واجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات ، واجهر بجميع القراءة في المغرب والعشاء الآخرة والغداة من غير أن تجهد نفسك أو ترفع صوتك شديدا ، وليكن ذلك وسطا لان الله عزوجل يقول : « ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ».

ولا تجهر بالقراءة في صلاة الظهر والعصر فان من جهر بالقراءة فيهما أو أخفى بالقراءة في المغرب والعشاء والغداة متعمدا فعليه إعادة صلاته فان فعل ذلك ناسيا فلا شئ عليه إلا يوم الجمعة في صلاة الظهر فإنه يجهر فيها.

وفي الركعتين الأخراوين بالتسبيح. (١)

٩٢٣ ـ وقال الرضا عليه‌السلام : « إنما جعل القراءة في الركعتين الأولتين والتسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما ما فرضه الله عزوجل من عنده ، وبين ما فرضه الله تعالى من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢).

__________________

(١) الظاهر أنه معطوف على قوله : « في الركعة الأولى » في قوله « وأفضل ما يقرأ في الصلاة في اليوم والليلة في الركعة الأولى الحمد ». ( سلطان )

(٢) ظاهر الصدوق ـ رحمه‌الله ـ تعين التسبيح مطلقا وذكر الخبر للاستشهاد ، و لما كانت الأخبار المتواترة مع الاجماع دالتين على التخيير بينهما فيحمل الخبر على أنه يتعين الحمد فيما فرضه الله ، ويجوز التسبيح فيما فرضه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا القدر كاف للفرق.

(م ت) وقال الفاضل التفرشي : يمكن حمله على جواز التفويض أي يفوض الله عزوجل بعض الأحكام إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد دل على ذلك أحاديث نقلت بعضها في أصول الفقه فيكون القسم الأول مما أوجبه الله تعالى والقسم الثاني مما فوض ايجابه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخير بين القراءة وبين التسبيح فمعنى جعل القراءة في الركعتين الأولتين تعيينها وجعل التسبيح في الأخيرتين التخيير بينه وبين القراءة فلا منافاة بين هذا الحديث وبين ما دل على التخيير.

٣٠٨

٩٢٤ ـ وسأل محمد بن عمران (١) أبا عبد الله عليه‌السلام فقال : « لأي علة يجهر في صلاة الجمعة وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة وسائر الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما؟ ولأي علة صار التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضل من القراءة؟ قال : لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به إلى السماء كان أول صلاة فرض الله عليه الظهر يوم الجمعة فأضاف الله عزوجل إليه الملائكة تصلي خلفه وأمر نبيه عليه‌السلام أن يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله (٢) ، ثم فرض الله عليه العصر ولم يضف إليه أحدا من الملائكة (٣) وأمره أن يخفي القراءة لأنه لم يكن وراءه أحد ، ثم فرض عليه المغرب وأضاف إليه الملائكة وأمره بالاجهار ، وكذلك العشاء الآخرة ، فلما كان قرب الفجر نزل ففرض الله عزوجل عليه الفجر وأمره بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة ، فلهذه العلة يجهر فيها ، وصار التسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله عز وجل فدهش ، فقال : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » ، فلذلك صار التسبيح أفضل من القراءة ».

٩٢٥ ـ وسأل يحيى بن أكثم القاضي أبا الحسن الأول عليه‌السلام (٤) « عن صلاة الفجر لم يجهر فيها بالقراءة وهي من صلوات النهار ، وإنما يجهر في صلاة الليل؟

__________________

(١) في بعض النسخ « محمد بن حمران » ، وفى علل الشرايع مسندا عن محمد بن حمزة.

(٢) تعليل للإضافة أو للجهر ، وقال الفاضل التفرشي : أي بنزول القرآن عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي بلغ في البلاغة إلى ما ليس في طوق البشر.

(٣) يعنى لأجل العصر لم يضف إليه أحدا. وظاهر هذا الحديث يخالف المشهور من أنه (ع) أسرى به ليلة ورجع في تلك الليلة سريعا. وقال سلطان العلماء ما حاصله أن الله أمره صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل أن يفعل الظهر والعصر لأجل أن يعلم كيف يفعلهما من باب التعليم.

(٤) كذا في جميع النسخ وهو وهم ولعل لفظ « الأول » زيد من النساخ فان يحيى ابن أكثم لم يدرك موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، والصواب « الثالث » (ع) كما في علل الشرايع. ويحيى هو القاضي المعروف ولاه هارون قضاء البصرة بعد ما عزل محمد بن عبد الله الأنصاري.

٣٠٩

فقال : لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يغلس (١) بها فقر بها من الليل ».

٩٢٦ ـ وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : « أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا ، وليكن محفوظا مدروسا فلا يضمحل ولا يجهل ، وإنما بدء بالحمد دون سائر السور لأنه ليس شئ من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد ، وذلك أن قوله عزوجل : « الحمد لله » إنما هو أداء لما أوجب الله عزوجل على خلقه من الشكر ، وشكر لما وفق عبده من الخير ، « رب العالمين » توحيد له وتحميد وإقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره ، « الرحمن الرحيم » استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه ، « مالك يوم الدين » إقرار له بالبعث و الحساب والمجازاة وإيجاب ملك الآخرة له كايجاب ملك الدنيا ، « إياك نعبد » رغبة وتقرب إلى الله تعالى ذكره وإخلاص له بالعمل دون غيره ، « إياك نستعين » استزادة من توفيقه وعبادته ، واستدامة لما أنعم الله عليه ونصره « اهدنا الصراط المستقيم » استرشاد لدينه ، واعتصام بحبله ، واستزادة في المعرفة لربه عزوجل ، « صراط الذين أنعمت عليهم » توكيد في السؤال والرغبة ، وذكر لما قد تقدم من نعمه على أوليائه ، ورغبة في مثل تلك النعم ، « غير المغضوب عليهم » استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه « ولا الضالين » اعتصام من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، فقد اجتمع فيه من جوامع الخير والحكمة من أمر الآخرة والدنيا ما لا يجمعه شئ من الأشياء ».

وذكر العلة التي (٣) من أجلها جعل الجهر في بعض الصلوات دون بعض ، أن الصلوات التي تجهر فيها إنما هي في أوقات مظلمة فوجب أن يجهر فيها ليعلم المار

__________________

(١) التغليس : السير بغلس ، والغلس ـ بفتحتين ـ : ظلمة آخر الليل.

(٢) في عيون الأخبار « وذلك أن قوله : الحمد لله ».

(٣) هذا مضمون رواية ابن شاذان لا لفظها.

٣١٠

أن هناك جماعة فإن أراد أن يصلي صلى لأنه إن لم ير جماعة علم ذلك من جهة السماع ، والصلاتان اللتان لا يجهر فيهما إنما هما بالنهار في أوقات مضيئة فهي من جهة الرؤية لا يحتاج فيهما إلى السماع.

فإذا قرأت (١) الحمد وسورة فكبر واحدة وأنت منتصب ثم اركع وضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى وضع راحتيك على ركبتيك ، وألقم أصابعك عين الركبة وفرجها ، ومد عنقك ويكون نظرك في الركوع ما بين قدميك (٢) إلى موضع سجودك.

٩٢٧ ـ و « سأل رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا ابن عم خير خلق الله عزوجل ما معنى مد عنقك في الركوع؟ فقال : تأويله آمنت بالله ولو ضربت عنقي ».

فإذا ركعت فقل « اللهم لك ركعت ولك خشعت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وأنت ربي ، خشع لك وجهي وسمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعصبي وعظامي ، وما أقلت الأرض (٣) مني لله رب العالمين » ثم قل : « سبحان ربي العظيم وبحمده » ثلاث مرات ، فإن قلتها خمسا فهو أحسن ، وإن قلتها سبعا فهو أفضل ، ويجزيك ثلاث تسبيحات تقول : « سبحان الله سبحان الله سبحان الله » وتسبيحة تامة تجزي للمريض والمستعجل (٤) ، ثم ارفع رأسك من الركوع وارفع

__________________

(١) هذا من كلام المؤلف ـ رحمه‌الله ـ وجاءت بمضمونه روايات تقدم بعضها.

(٢) في الكافي ج ٣ ص ٣١٩ هكذا « وليكن نظرك بين قدميك » وهكذا في التهذيب وليس فيهما « إلى موضع سجودك ».

(٣) في الكافي « وما أقلته قدماي غير مستنكف ومستكبر ولا مستحسر ، سبحان ربى ـ الخ » وأقله أي حمله ورفعه.

(٤) لعل المراد بالتسبيحة التامة « سبحان الله » فإنه تام لا يحتمل غير معناه ، بخلاف « سبحان ربى » عند الاكتفاء ، لان الرب عند الإضافة يحتمل غير المعنى المقصود ، كما يقال : رب الدار ، وحينئذ يكون موافقا لما في الشرايع من الحكم وإن كان مخالفا له في اطلاق التامة ، ويحتمل أن يراد بالتامة « سبحان ربى العظيم وبحمده » فيكون مذهبه مخالفا لمذهب المحقق في الشرايع. ( مراد )

٣١١

يديك واستو قائما (١) ثم قل « سمع الله لمن حمده والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم أهل الجبروت والكبرياء والعظمة » ويجزيك « سمع الله لمن حمده » (٢) ثم كبر واهو إلى السجود ، وضع يديك جميعا معا قبل ركبتيك.

٩٢٨ ـ وسأل طلحة السلمي أبا عبد الله عليه‌السلام « لأي علة توضع اليدان على الأرض في السجود قبل الركبتين؟ فقال : لان اليدين بهما مفتاح الصلاة ».

وإن كان بين يديك وبين الأرض ثوب في السجود فلا بأس ، وإن أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل.

٩٢٩ ـ وروى إسماعيل بن مسلم عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام أنه قال : « إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض لعل الله يدفع عنه الغل (٤) يوم القيامة ».

ويكون سجودك كما يتخوى البعير الضامر عند بروكه (٥) وتكون شبه المعلق

__________________

(١) يمكن أن يكون المراد رفع اليدين من الركبتين ( سلطان ) واستحباب الرفع لصحيحي ابن مسكان ومعاوية بن عمار المرويين في التهذيب ج ١ ص ١٥٥ قال معاوية : « رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام يرفع يديه إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ـ الحديث » والاخر عن أبي عبد الله (ع) قال : « في الرجل يرفع يده كلما أهوى للركوع والسجود وكلما رفع رأسه من ركوع أو سجود قال : هي العبودية ».

(٢) ضمن « سمع » معنى استجاب ( مراد ).

(٣) كذا في جميع النسخ التي عندي والظاهر تصحيفه للتشابه الخطى والصواب طلحة الشامي فان الألف إذا وصل بالميم يشبه « السلمي » وهو طلحة بن زيد الشامي بتري عامي له كتاب معتمد كما يظهر من فهرست الشيخ ـ رحمه‌الله ـ وطريق المؤلف إليه صحيح كما في الخلاصة.

(٤) في بعض النسخ « الغلل » ويمكن أن يكون المراد بالغل الجامعة التي تكون من الحديد ، أو العطش ففي القاموس : الغل والغلة ـ بضمهما ـ والغلل ـ محركة وكأمر ـ : العطش أو شدته أو حرارة الجوف.

(٥) خوى في سجوده تخوية : تجافى وفرج ما بين عضديه وجنبيه. وضمر الفرس من باب قعد : دق وقل لحمه. ( المصباح المنير ).

وفى الكافي باسناده عن الصادق (ع) قال : « كان على صلوات الله عليه إذا سجد يتخوى كما يتخوى البعير الضامر ـ يعنى بروكه ـ ».

٣١٢

لا يكون شئ من جسدك على شئ منه ، ويكون نظرك في السجود إلى طرف أنفك ، ولا تفترش ذراعيك كافتراش السبع ، ولكن اجنح بهما (١) ، وترغم بأنفك ، ويجزيك في موضع الجبهة من قصاص الشعر إلى الحاجبين مقدار درهم ، ومن لا يرغم بأنفه فلا صلاة له (٢) ، وتقول في سجودك : « اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، وعليك توكلت ، سجد لك وجهي وسمعي وبصري وشعري وبشري ومخي وعصبي وعظامي ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله رب العالمين » ثم تقول : « سبحان ربي الأعلى وبحمده » ثلاث مرات فان قلتها خمسا فهو أحسن وإن قلتها سبعا فهو أفضل ، ويجزيك ثلاث تسبيحات تقول : « سبحان الله سبحان الله سبحان الله » وتسبيحة تامة تجزي للمريض والمستعجل ، ثم ارفع رأسك من السجود واقبض يديك إليك قبضا ، فإذا تمكنت من الجلوس فارفع يديك بالتكبير وقل بين السجدتين : « اللهم اغفر لي وارحمني وأجرني (٣) واهدني وعافني واعف عني » ويجزيك « اللهم اغفر لي وارحمني » وارفع يديك وكبر (٤) و اسجد الثانية وقل فيها ما قلت في الأولى ، ولا بأس بالاقعاء (٥) فيما بين السجدتين ،

__________________

(١) الأصح « اجتنح بهما » على صيغة الامر من باب الافتعال ، قال في المغرب : التجنح والاجتناح هو أن يعتمد على راحتيه في السجود مجافيا لذراعيه غير مفترشهما.

(٢) ظاهره الوجوب وان أمكن حمله على نفى الكمال كما تقدم في خبر حماد « أن وضع الأنف على الأرض سنة ».

(٣) يمكن أن يكون من الاجر من الإجارة بمعنى الحفظ في الكنف ، وفى بعض النسخ « واجبرني » ( مراد ).

(٤) في بعض النسخ « وارفع يديك مكبرا ».

(٥) لا ينافي الكراهة وقد روى الكليني في الكافي ج ٣ ص ٣٢٦ باسناده عن أبي بصير عن الصادق (ع) قال : « لا تقع بين السجدتين اقعاء ».

٣١٣

ولا بأس به بين الأولى والثانية وبين الثالثة والرابعة (١) ولا يجوز الاقعاء في موضع التشهدين (٢) لان المقعي ليس بجالس إنما يكون بعضه قد جلس على بعضه فلا يصبر للدعاء والتشهد ، ومن أجلسه الامام في موضع يجب أن يقوم فيه فليتجاف (٣).

والسجود منتهى العبادة من ابن آدم لله تعالى ذكره وأقرب ما يكون العبد إلى الله عزوجل إذا كان في سجوده وذلك قوله عزوجل : « واسجد واقترب ».

٩٣٠ ـ و « سأل رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : له يا ابن عم خير خلق الله ما معنى السجدة الأولى؟ فقال : تأويلها » اللهم إنك منها خلقتنا « يعني من الأرض وتأويل رفع رأسك » ومنها أخرجتنا « و [ تأويل ] السجدة الثانية » وإليها تعيدنا « ورفع رأسك » ومنها تخرجنا تارة أخرى.

٩٣١ ـ وسأل أبو بصير أبا عبد الله عليه‌السلام « عن علة الصلاة كيف صارت ركعتين

__________________

(١) أي يجوز الاقعاء بين الركعتين اللتين ليس بينهما التشهد ( مراد ) أقول : الاقعاء في الصلاة هو أن يضع أليتيه على عقبيه وجلس على باطن أصابع رجليه بين السجدتين أو في حال التشهد وهذا تفسير الفقهاء. وفى اللغة أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره.

(٢) لما ورد النهى عنه في خبر زرارة عن أبي جعفر (ع) في الوسائل نقلا عن السرائر وفيه لفظة « لا ينبغي » المشعر بالكراهة ، وظاهر المؤلف الحرمة وان أمكن حمله على الكراهة الشديدة أو على صورة عدم الاستقرار. وكلام المؤلف مضمون خبر رواه في معاني الأخبار ص ٣٠٠ باسناده عن الصادق (ع) قال : « لا بأس بالاقعاء في الصلاة بين السجدتين وبين الركعة الأولى والثانية وبين الركعة الثالثة والرابعة وإذا أجلسك الامام في موضع يجب أن تقوم فيه فتجافى ، ولا يجوز الاقعاء في موضع التشهدين الا من علة ، لان المقعي ليس بجالس إنما جلس بعضه على بعض ».

(٣) يعنى أن المأموم إذا أدرك الامام في الركعة الثانية فيلزمه إذا جلس الامام للتشهد أن يتجافى عن الأرض بأن يجلس مقعيا لأنه أقرب إلى القيام.

٣١٤

وأربع سجدات (١)؟ قال : لان ركعة من قيام بركعتين من جلوس » (٢).

وإنما يقال في الركوع « سبحان ربي العظيم وبحمده » وفي السجود « سبحان ربي الأعلى وبحمده » لأنه :

٩٣٢ ـ « لما أنزل الله تبارك وتعالى : فسبح باسم ربك العظيم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجعلوها في ركوعكم ، فلما أنزل الله عزوجل » سبح اسم ربك الاعلى قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجعلوها في سجودكم (٣).

ثم ارفع رأسك من السجدة الثانية وتمكن من الأرض وارفع يديك وكبر ، ثم قم إلى الثانية فإذا اتكيت على يديك للقيام قلت « بحول الله وقوته أقوم وأقعد » فإذا قمت إلى الثانية قرأت الحمد وسورة وقنت بعد القراءة وقبل الركوع ، وإنما يستحب أن يقرأ في الأولى الحمد وإنا أنزلناه ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد لان إنا أنزلناه سورة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين (٤) فيجعلهم المصلي وسيلة إلى الله تعالى ذكره لأنه بهم وصل إلى معرفة الله تعالى. ويقرأ في الثانية سورة التوحيد لان الدعاء على أثره مستجاب فيستجاب بعده القنوت (٥)

__________________

(١) المراد بالركعتين الركوعين على الظاهر.

(٢) أي ثواب ركعة من قيام مثل ثواب ركعتين من جلوس فيكون الانحناء للعبادة قائما مثل انحنائين جالسا في الثواب ، وهذا ليس بقياس بل بيان للحكمين والتناسب ( مراد ) وقال سلطان العلماء : لعل السؤال عن علة زيادة عدد السجدة عن عدد الركعة فالجواب أن القيام يقوم مقام تكرارها ، ويشكل هذا في الصلاة جالسا الا أن يقال : إنه لما كان الأصل في الصلاة القيام صار كيفيتها جالسا تابعا لها قائما.

(٣) روى نحوه الشيخة في التهذيب ج ١ ص ٢٢٥ والمصنف في العلل.

(٤) باعتبار أنهم أكثر الأوقات يقرؤونها. ولا يخفى أن رواية حماد السابقة تدل على استحباب قراءة التوحيد في الأولى أيضا.

(٥) في بعض النسخ « فيستجاب على اثره القنوت ».

٣١٥

والقنوت سنة واجبة من تركها متعمدا في كل صلاة فلا صلاة له قال الله عزوجل : « وقوموا لله قانتين » يعني مطيعين داعين (١).

وأدنى ما يجزي من القنوت أنواع منها أن تقول : « رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز (٢) الأكرم » ومنها أن تقول : « سبحان من دانت له السماوات والأرض بالعبودية » ومنها أن تسبح ثلاث تسبيحات ، ولا بأس أن تدعو في قنوتك وركوعك وسجودك وقيامك وقعودك للدنيا والآخرة وتسمي حاجتك إن شئت.

٩٣٣ ـ وسأل الحلبي أبا عبد الله عليه‌السلام « عن القنوت فيه قول معلوم؟ فقال : أثن على ربك وصل على نبيك واستغفر لذنبك ».

٩٣٤ ـ وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « القنوت في كل ركعتين في التطوع والفريضة ».

٩٣٥ ـ وروى عنه زرارة أنه قال : « القنوت في كل الصلوات ».

وذكر شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه عن سعد بن عبد الله أنه كان يقول : لا يجوز الدعاء في القنوت بالفارسية ، وكان محمد بن الحسن الصفار يقول : إنه يجوز ، والذي أقول به إنه يجوز :

٩٣٦ ـ لقول أبي جعفر الثاني عليه‌السلام « لا بأس أن يتكلم الرجل في صلاة الفريضة بكل شئ يناجي به ربه عزوجل ».

__________________

(١) في المختلف : المشهور استحباب القنوت ، وقال ابن أبي عقيل من تركه عامدا بطلب صلاته وعليه الإعادة ، ومن تركه ساهيا لم يكن عليه شئ وقال أبو جعفر بن بابويه : « القنوت سنة واجبة من تركها متعمدا في كل صلاة فلا صلاة له » ثم قال بعد كلام طويل : احتج ابن بابويه بقوله تعالى : « وقوموا لله قانتين » والجواب المنع من إرادة صورة النزاع إذ ليس فيه دلالة على وجوب القنوت في الصلاة ، أقصى ما في الباب وجوب الامر بالقيام لله ان قلنا بوجوب المأمور به وكما يتناول الصلاة فكذا غيرها ، سلمنا وجوب القيام في الصلاة لكنها كما يحتمل وجوب القنوت يحتمل وجوب القيام حالة القنوت وهو الظاهر من مفهوم الآية وليست دلالة الآية على وجوب القيام الموصوف بالقنوت بأولى من دلالتها على تخصيص الوجوب بحالة القيام ، بل دلالتها على الثاني أولى لموافقته البراءة الأصيلة.

(٢) « أنت الأجل » خ ل.

٣١٦

ولو لم يرد هذا الخبر لكنت أجيزه بالخبر الذي روي :

٩٣٧ ـ عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : « كل شئ مطلق حتى يرد فيه نهي » (١). والنهي عن الدعاء بالفارسية في الصلاة غير موجود ، والحمد لله رب العالمين.

٩٣٨ ـ وقال الحلبي له : « أسمي الأئمة عليهم‌السلام في الصلاة؟ قال : أجملهم » (٢).

٩٣٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « كل ما ناجيت به ربك في الصلاة فليس بكلام » (٣)

٩٤٠ ـ وسأله منصور بن يونس بزرج « عن الرجل يتباكى في الصلاة المفروضة حتى يبكي ، فقال : قرة عين والله ، وقال عليه‌السلام : إذا كان ذلك فاذكرني عنده » (٤).

٩٤١ ـ وروي « أن البكاء على الميت يقطع الصلاة ، والبكاء لذكر الجنة والنار من أفضل الأعمال في الصلاة ».

وروي أنه ما من شئ إلا وله كيل أو وزن إلا البكاء من خشيه الله عزوجل فان القطرة منه تطفي بحارا من النيران ، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا. (٥)

__________________

(١) هذا الخبر يدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة وينافى القول بأن الأصل في الصلاة الحرمة.

(٢) ظاهره أنى أسميهم بأساميهم في الصلاة عليهم في التشهد كما اسمى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعنى « أجملهم » أي أذكرهم بأمر شامل لهم مثل « آل محمد » فيمكن أن يفهم منه وجوب الصلاة على آل محمد (ع). ( مراد )

(٣) أي فليس بكلام مخل بالصلاة. ( مراد )

(٤) « قرة عين » كناية عن السرور والفرح أي يوجبهما في الآخرة ، ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « قرة عيني في الصلاة » أي التباكي الذي يترتب عليه البكاء ينبغي أن يكون في الصلاة فيفهم منه معنى آخر لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غير ما هو المشهور ( مراد ) أقول : الطريق صحيح ، وهو منصور بن يونس القرشي مولاهم يكنى أبا يحيى من أصحاب الكاظم عليه‌السلام واقفي.

(٥) مضمون مأخوذ من الخبر الذي في ثواب الأعمال ص ٢٠٠ باسناده عن محمد ابن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « ما من شئ الا وله كيل ووزن الا الدموع فان القطرة منها تطفئ بحارا من نار ، وإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة فإذا فاضت حرمه الله على النار ، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا ».

٣١٧

٩٤٢ ـ و « كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين ، عين بكت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله ». (١)

٩٤٣ ـ وروي عن صفوان الجمال أنه قال : « صليت خلف أبي عبد الله عليه‌السلام أياما فكان يقنت في كل صلاة يجهر فيها أو لا يجهر » (٢).

٩٤٤ ـ وروي عن زرارة أنه قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « القنوت كله جهار ».

والقول (٣) في قنوت الفريضة في الأيام كلها إلا في الجمعة « اللهم إني أسألك لي ولوالدي ولولدي ولأهل بيتي وإخواني المؤمنين فيك اليقين والعفو والمعافاة و الرحمة والمغفرة والعافية في الدنيا والآخرة » فإذا فرغت من القنوت فركع واسجد فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية فتشهد وقل : « بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده و رسوله ، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة » (٤) ثم انهض إلى الثالثة (٥) وقل

__________________

(١) رواه في الخصال ص ٩٨ باسناده عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام رفعه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) أي سواء كانت الصلاة جهرية أو اخفاتية ، وفى بعض النسخ « يجهر فيها ولا يجهر فيها » وحينئذ ينبغي أن يقرء الفعلان على صيغة المعلوم أي يجهر أبو عبد الله (ع) في بعض تلك الصلوات ولا يجهر في بعضها ، ورد الجهر وعدمه إلى القنوت يحتاج إلى تأويل بعيد في ضمير « فيها » ويدفعه الحديث الآتي. ( مراد )

(٣) أي القول الكافي وهو اللهم ـ الخ ، إذ لا مانع لهذا القول في الجمعة ، وفيه انه قد مر في رواية الحلبي « اثن على ربك وصل على نبيك واستغفر لذنبك » وليس هذا القنوت جامعا لتلك الثلاثة. ( مراد )

(٤) المراد بين يدي الساعة كون تلك البشارة والانذار قريبا من القيامة. ( مراد )

(٥) ظاهره يدل على القول بعدم وجوب الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما نسب ذلك إلى المؤلف  ـ رحمه‌الله ـ ونقل عن المعتبر دعوى الاجماع على وجوبها ويجئ في آخر باب الفطرة في حديث أبي بصير وزرارة عن أبي عبد الله عليه‌السلام « ولا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله »

٣١٨

إذا اتكيت على يديك للقيام : « بحول الله وقوته أقوم وأقعد » وقل فالركعتين الأخيرتين إماما كنت أو غير إمام « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » ثلاث مرات وإن شئت قرأت في كل ركعة منها الحمد إلا أن التسبيح أفضل ، فإذا صليت الركعة الرابعة فتشهد وقل في تشهدك « بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله ، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، التحيات لله والصلوات الطيبات الطاهرات الزاكيات الناميات (١) الغاديات الرائحات المباركات الحسنات لله ، ما طاب وطهر وزكى وخلص ونمى فلله وما خبث فلغيره ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة. وأشهد أن الجنة حق وأن النار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأشهد أن ربي نعم الرب وأن محمدا نعم الرسول أرسل ، وأشهد أن ما على الرسول إلا البلاغ المبين ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين ، السلام على الأئمة الراشدين المهديين ، السلام على جميع أنبياء الله ورسله وملائكته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ».

ويجزيك في التشهد الشهادتان ، وهذا أفضل لأنها العبادة ثم تسلم وأنت مستقبل القبلة وتميل بعينك إلى يمينك إن كنت إماما ، وإن صليت وحدك قلت : « السلام عليكم » مرة واحدة وأنت مستقبل القبلة ، وتميل بأنفك إلى يمينك ، وإن كنت خلف إمام تأتم به فسلم تجاه القبلة واحدة ردا على الامام ، وتسلم على يمينك واحدة وعلى يسارك واحدة إلا أن لا يكون على يسارك إنسان فلا تسلم على يسارك إلا أن تكون

__________________

وقد يستدل بصحيحة زرارة المتقدمة في باب الاذان عن أبي جعفر عليه‌السلام. ( مراد ) أقول : ما قاله ـ رحمه‌الله ـ في حديث زرارة « وصل ـ الخ » كونه من كلام الإمام عليه‌السلام نوقش فيه كما أشرنا إليه وعلى فرض أنه من كلام الإمام عليه‌السلام كما هو مسلم عندنا لا يدل على جزئيتها للتشهد. ويحتمل أنه ـ رحمه‌الله ـ اكتفى بشهرتها عن ذكرها لكن ينافي ما سيأتي من قوله « ويجزيك في التشهد الشهادتان ».

(١) في بعض النسخ « الناعمات ».

٣١٩

بجنب الحائط فتسلم على يسارك (١) ولا تدع التسليم على يمينك كان على يمينك أحد أو لم يكن.

٩٤٥ ـ وقال رجل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : « يا ابن عم خير خلق الله ما معنى رفع رجلك اليمنى وطرحك اليسرى في التشهد؟ قال : تأويله « اللهم أمت الباطل وأقم الحق » ، قال : فما معنى قول الإمام : « السلام عليكم »؟ فقال : إن الامام يترجم عن الله عزوجل ويقول في ترجمته لأهل الجماعة : أمان لكم من عذاب الله يوم القيامة ».

فإذا سلمت رفعت يديك وكبرت ثلاثا وقلت : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شئ قدير » وسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام وهي أربع وثلاثون تكبيرة وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة (٢).

٩٤٦ ـ فإنه روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : « من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر [ الله ] له ».

٩٤٧ ـ وروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت (٣) حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها (٤) فأصابها من ذلك ضر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه (٥) من هذا العمل ، فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدت

__________________

(١) ما ذكره المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في كيفية السلام رواية رواها في العلل عن الفضل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل في باب العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة.

(٢) في بعض النسخ تقدم التحميد على التسبيح كما هو المشهور لكن يجئ ما يؤيد نسخة المتن.

(٣) مجلت يداها أي ظهر فيها المجل ، وهو ماء يكون بين الجلد واللحم من كثرة العمل الشاق والمجلة القشرة الرقيقة التي يجتمع فيها ماء من أثر العلم الشاق. وكسح ـ كمنع ـ كنس.

(٤) الدكنة لون يضرب إلى السواد ، وقد دكن الثوب يدكن دكنا. ( الصحاح )

(٥) أي شدة ما أنت فيه من التعب والمشقة.

٣٢٠