كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ١

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

كتاب من لا يحضره الفقيه - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: علي اكبر الغفّاري
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٩

تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه ».

ولا باس بأن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة ، ولا بأس بأن يتدلك بالدقيق الملتوت بالزيت ، وليس فيما ينفع البدن إسراف ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن. (١)

٢٦٩ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أطلى واختضب بالحناء آمنه الله تعالى من ثلاث خصال : الجذام والبرص والآكلة إلى طلية مثلها ».

٢٧٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص ».

٢٧١ ـ وروي « أن من أطلى وتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفى الله عنه الفقر ».

٢٧٢ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « اختضبوا بالحناء فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر ، ويطيب الريح ، ويسكن الزوجة » (٣).

٢٧٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « الحناء يذهب بالسهك (٤) ويزيد في ماء الوجه ويطيب النكهة (٥) ويحسن الولد ».

ولا بأس أن يمس الرجل الخلوق (٦) في الحمام ، ويمسح به يده من شقاق يداويه (٧) ، ولا يستحب إدمانه ، ولا أن يرى أثره عليه.

__________________

(١) تدل على ذلك روايات راجع الكافي ج ٦ ص ٥٠٠ و ٥٠١.

(٢) الأثر ـ بفتحتين ، وبكسر الهمزة وسكون المثلثة ـ : ما بقي من رسم الشئ. يعنى استعمال الحناء بعد النورة أما من الجذام والبرص.

(٣) كذا في النسخ وفى الكافي أيضا وفى نسخة من الكتاب « الروعة ».

(٤) السهك ـ محركة ـ : ريح كريهة تجدها ممن عرق. ( القاموس )

(٥) النكهة : راحة الفم.

(٦) الخلوق : ضرب من الطيب مايع فيه صفرة. ( المغرب )

(٧) الشقاق ـ بضم الشين ـ : تشقق الجلد ، وهو من الأدواء كالسعال والزكام

١٢١

٢٧٤ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الخضاب هدى (١) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو من السنة.

٢٧٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « لا بأس بالخضاب كله ».

٢٧٦ ـ ودخل الحسن بن الجهم على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام وقد اختضب بالسواد فقال : « إن في الخضاب أجرا والخضاب والتهيئة (٢) مما يزيد الله عزوجل في عفة النساء ، ولقد تركت نساء العفة بترك أزواجهن التهيئة ، فقال له : بلغنا أن الحناء تزيد في الشيب ، فقال : أي شئ يزيد في الشيب؟ والشيب يزيد في كل يوم » (٣).

٢٧٧ ـ وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه‌السلام « عن الخضاب ، فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يختضب وهذا شعره عندنا ».

٢٧٨ ـ وروي « أنه عليه‌السلام كان في رأسه ولحيته سبع عشرة شيبة ».

٢٧٩ ـ و « كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والحسين بن علي وأبو جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام يختضبون بالكتم » (٤).

٢٨٠ ـ و « كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يختضب بالحناء والكتم ».

٢٨١ ـ قال الصادق عليه‌السلام : « الخضاب بالسواد انس للنساء ، ومهابة للعدو ».

__________________

والسلاق. وفى الكافي باسناده عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه‌السلام قال : « لا بأس أن تمس الخلوق في الحمام أو تمسح به يدلك تداوى به ولا أحب ادمانه » وفى بعض نسخ الفقيه « شفاف نداوته » أي من فضلها.

(١) في بعض النسخ « هدى إلى محمد » وضبط على صيغة المجهول ويكون حينئذ بمعنى اهدى ، ويمكن أن يكون هدى بالتخفيف وهدى على فعيل بمعنى هدية ( مراد ) ويمكن أن يقرء « هدى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله » بفتح الهاء وسكون الدال بدون « إلى » أي طريقة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيرته.

(٢) التهيئة : الزينة والتنظف في اللباس والجسد.

(٣) « الشيب يزيد في كل يوم » اما تكذيب للمشهور ، أو إشارة إلى أنه لا يمكن التحرز منه ، أو إلى أنه لا ينبغي الاعتناء به وترك أمر مستحب لأجله.

(٤) الكتم ـ بالفتح والتحريك ـ : نبات يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة.

١٢٢

٢٨٢ ـ وقال عليه‌السلام « في قول الله تعالى : « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة » قال : منه الخضاب بالسواد (١). وإن رجلا دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد صفر لحيته فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أحسن هذا ، ثم دخل عليه بعد هذا وقد أقنى بالحناء (٢) فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : هذا أحسن من ذاك ، ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد فضحك إليه فقال : هذا أحسن من ذاك وذاك » (٣).

٢٨٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة ، ولا ينبغي لها أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها بالحناء مسحا وإن كانت مسنة ».

٢٨٤ ـ وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : « إن الأظافير إذا أصابتها النورة غيرتها حتى أنها تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغييرها ».

وقد خضب الأئمة عليهم‌السلام بالوسمة ، والخضاب بالصفرة خضاب الايمان ، والاقناء (٤) خضاب الاسلام وبالسواد إسلام وإيمان ونور.

٢٨٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : « يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله عزوجل ، وفيه أربع عشرة خصلة يطرد الريح من الاذنين ، ويجلو البصر ، ويلين الخياشيم ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، ويذهب بالضنى (٥) ، ويقل وسوسة الشيطان ، وتفرح به الملائكة ، ويستبشر به المؤمن ،

__________________

(١) يمكن تخصيصه بالجندي لان الكفار يظنونهم شابا.

(٢) أي جعلها قانيا أي شديدة الحمرة.

(٣) تبسمه وضحك صلى‌الله‌عليه‌وآله اما باعتبار أنه فعل ما فعل لتحسينه إياه واما لاتيانه بالسنة واهتمامه بها فتبسمه وضحكه للايماء إلى أنه يسر برغبتهم إلى الطاعات وميلهم إليها.

(٤) ينافي ما مر تحت رقم ٢٨٢ ويقتضي أن يكون الصفرة خضاب الاسلام والاقناء خضاب الايمان.

(٥) الضنى : المرض والهزل والضعف وسوء الحال ، وفى الكافي ج ٦ ص ٤٨٢ « ويذهب بالغشيان » وفى بعض نسخه « يذهب بالغثيان ».

١٢٣

ويغيظ به الكافر ، وهو زينة وطيب ، ويستحي منه منكر ونكير ، وهو براءة له في قبره » (١).

٢٨٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إني لأحلق في كل جمعة فيما بين الطلية إلى الطلية ». (٢)

٢٨٧ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل : « احلق فإنه يزيد في جمالك ».

٢٨٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة لأعدائكم وجمال لكم ».

ومعنى هذا في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين وصف الخوارج فقال : « إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وعلامتهم التسبيد » (٣) وهو الحلق وترك التدهن (٤).

٢٨٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه ».

٢٩٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون ».

٢٩١ ـ وقال عليه‌السلام : « غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق ».

٢٩٢ ـ وفي خبر آخر قال عليه‌السلام « غسل الرأس بالخطمي نشرة » (٥).

__________________

(١) كذا والظاهر أن المعدود لا يطابق العدد. ورواه المصنف في الخصال أيضا هكذا ويمكن أن يعد الزينة والطيب اثنين ويؤيده ما في الكافي ج ٦ ص ٤٨٢ ففيه « وهو زينة ، وهو طيب ».

(٢) الظاهر أن المحذوف في « لا حلق » هو العانة. أو الرأس وهكذا في الآتي

(٣) التسبيد : حلق الرأس. سبد الشعر أي حلقه. وفى النهاية في حديث الخوارج « التسبيد فيهم فاش » هو الحلق واستيصال الشعر وقيل هو ترك التدهن وغسل الرأس وفى حديث آخر « سيماهم التحليق والتسبيد ». وفى أكثر النسخ « التسبيت » وفى المحكى عن المغرب السبت القطع ومنه سبت رأسه : حلقه.

(٤) يعنى الحلق بدون التدهن كالمثلة وهو التسبيد أو التسبيت الذي علامة الأعداء.

(٥) النشرة ـ بالضم ـ : رقية يعالج بها المجنون والمريض. ( القاموس )

١٢٤

٢٩٣ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « غسل الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينقي الأقذاء » (١).

٢٩٤ ـ و « إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اغتم فأمره جبرئيل عليه‌السلام أن يغسل رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى ».

٢٩٥ ـ وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا ».

٢٩٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « اغسلوا رؤوسكم بورق السدر فإنه قدسه كل ملك مقرب وكل نبي مرسل ، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما ، ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن لم يعص الله دخل الجنة ».

ومن غسل رجليه بعد خروجه من الحمام فلا بأس ، وإن لم يغسلهما فلا بأس.

٢٩٧ ـ و « خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام من الحمام فقال له رجل : طاب استحمامك ، فقال له : يا لكع وما تصنع بالاست ههنا (٢)؟ فقال : طاب حمامك ، قال : إذا طاب الحمام فما راحة البدن منه؟ فقال : طاب حميمك ، فقال : ويحك أما علمت أن الحميم العرق؟ قال له : كيف أقول؟ قال : قل : طاب ما طهر منك ، وطهر ما طاب منك » (٣).

٢٩٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك ، فقل : أنعم الله بالك ». (٤)

__________________

(١) الأقذاء جمع قذى مقصورا وهو ما يقع في العين.

(٢) اللكع عند العرب العبد ثم استعمل في الحمق والذم وقد يطلق على الصغير. وقوله « وما تصنع بالاست » أي لا مناسبة لحروف الطلب ههنا بعد الخروج من الحمام مع استهجان لفظ الاست بمعناه الاخر.

(٣) لعل المراد بالطهارة النظافة ، وبالطيبة : النزاهة من الذنوب.

(٤) أي سر الله قلبك.

١٢٥

٢٩٩ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الداء ثلاثة والدواء ثلاثة ، فأما الداء فالدم والمرة ، والبلغم. فدواء الدم الحجامة ، ودواء البلغم الحمام ، ودواء المرة المشي ». (١)

٣٠٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن : أكل القديد الغاب ، ودخول الحمام على البطنة (٢) ونكاح العجوز ». روي « الغشيان على الامتلاء ». (٣)

[ تقليم الأظفار وأخذ الشارب والمشط ] (٤)

٣٠١ ـ وروى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : « تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والجنون والبرص والعمى ، فإن لم تحتج فحكها حكا »

٣٠٢ ـ وفي خبر آخر : « فإن لم تحتج فأمر عليها السكين أو المقراض ».

٣٠٣ ـ روى عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « من أخذ من أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه : « بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم » لم تسقط منه قلامة ولا جزازة (٥) إلا كتب الله عزوجل له بها عتق نسمة (٦) ، ولم يمرض إلا مرضه الذي يموت فيه ».

__________________

(١) المرة ـ بكسر الميم ـ إحدى الطبائع الأربع. والظاهر أن المراد بالمرة هنا السوداء وإن كان غالب اطلاقه على الصفراء لان هيجان السوداء أضر وأحوج إلى المشي.

قال في بحر الجواهر : « قال الآملي : المرة في اللغة القوة والشدة أطلقت على الصفراء لأنها أقوى الاخلاط ، وعلى السوداء أيضا لأنها أشدها لاقتضائها الاستمساك والثبات والصلابة ».

والمشي ـ بفتح الميم وكسر الشين والياء المشددة ـ : الدواء المسهل لأنه يحمل شاربه على المشي والتردد إلى الخلاء يقال : شربت مشيا ومشوا. ( النهاية )

(٢) القديد : اللحم اليابس ، وغب اللحم وأغب فهو غاب ـ بشد الباء في الكل ـ إذا أنتن ( النهاية ) والبطنة : الامتلاء من الطعام.

(٣) الغشيان كناية عن الجماع أي الاتيان.

(٤) العنوان منا أضفناه للتسهيل.

(٥) القلامة ـ بضم القاف ـ ما سقط من الظفر ، والجزازة ما سقط من الشارب.

(٦) النسمة ـ محركة ـ : الانسان والمملوك ذكرا كان أو أنثى. ( القاموس )

١٢٦

٣٠٤ ـ وروي في خبر آخر أنه « من يقلم أظافيره يوم الجمعة يبدأ بخنصره من اليد اليسرى ويختم بخنصره من اليد اليمنى ».

٣٠٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام ».

٣٠٦ ـ وقال الحسين بن أبي العلا (١) للصادق عليه‌السلام : « ما ثواب من أخذ من شاربه وقلم أظفاره في كل يوم جمعة؟ قال : لا يزال مطهرا إلى الجمعة الأخرى ».

٣٠٧ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يطولن أحدكم شاربه فإن الشيطان يتخذه مجنا يستتر به » (٢).

٣٠٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تشعث أنامله (٣) ».

٣٠٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من قص أظفاره يوم الخميس وترك واحدا ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر ».

٣١٠ ـ وقال عبد الله بن أبي يعفور للصادق عليه‌السلام : « جعلت فداك يقال : ما استنزل الرزق بشئ مثل التعقيب فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فقال : أجل ولكن أخبرك بخير من ذلك أخذ الشارب وتقليم الأظافر يوم الجمعة ».

وتقليم الأظافر يوم الخميس يدفع الرمد.

٣١١ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « من أخذ من أظفاره كل يوم خميس لم يرمد ولده » (٤).

__________________

في الكافي عن الحسين ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : « ما ثواب. الحديث ».

(٢) في بعض النسخ « مخبأ يستتر به » وقد تقدم معناهما.

(٣) الشعث هو الانتشار والتفرق حول الأظفار ، وفى بعض النسخ « لم تسعف » وفى الصحاح السعف أيضا : التشعث حول الأظفار ، والتشعث : التفرق.

(٤) كذا ولعله تصحيف وفى الكافي باسناده عن أبي جعفر (ع) قال : « من أدمن أخذ أظفاره في كل خميس لم ترمد عينه ».

١٢٧

٣١٢ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس و أخذ من شاربه عوفي من وجع الضرس ووجع العين ».

٣١٣ ـ وقال موسى بن بكر للصادق عليه‌السلام : « إن أصحابنا يقولون : إنما أخذ الشارب والأظفار يوم الجمعة ، فقال : سبحان الله خذها إن شئت في يوم الجمعة وإن شئت في سائر الأيام ».

٣١٤ وقال ـ الصادق عليه‌السلام : « قصها إذا طالت ».

٣١٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « للرجال : قصوا أظافيركم ، وللنساء : اتركن من أظفاركن فإنه أزين لكن ».

٣١٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « يدفن الرجل أظافيره وشعره إذا أخذ منها و هي سنة (١) ».

٣١٧ ـ وروي « أن من السنة دفن الشعر والظفر والدم ».

٣١٨ ـ وسئل أبو الحسن الرضا عليه‌السلام « عن قول الله عزوجل : « خذوا زينتكم عند كل مسجد » ، قال : من ذلك التمشط عند كل صلاة » (٢).

٣١٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « مشط الرأس يذهب بالوباء ومشط اللحية يشد الأضراس ».

٣٢٠ ـ وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر المشط على صدرك فإنه يذهب بالهم والونا » (٣).

٣٢١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين يوما ».

ولا بأس بأمشاط العاج ، والمكاحل والمداهن (٤).

__________________

(١) تأنيث الضمير باعتبار الخبر أو باعتبار تعدد المدفون.

(٢) حمله بعضهم على استحباب المشط بعد كصلاة والظاهر أن المراد أخذ الزينة للدخول في الصلاة قبلها. ( مراد )

(٣) فبعض النسخ « الوباء ».

(٤) في الكافي ج ٦ ص ٤٨٩ باسناده عن القاسم بن الوليد قال : « سألت أبا عبد الله (ع)



١٢٨

٣٢٢ ـ وقال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « تمشطوا بالعاج فإنه يذهب بالوباء ».

٢٢٣ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « المشط (١) يذهب بالوباء » وهو الحمى.

وفي رواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي : « يذهب بالونا » وهو الضعف ، قال الله عزوجل : « ولا تنيا في ذكري » أي لا تضعفا.

٣٢٤ ـ وقال أبن الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : « ثلاث من عرفهن لم يدعهن : جز الشعر ، وتشمير الثوب ، ونكاح الإماء ».

٣٢٥ ـ قال الصادق عليه‌السلام : لبعض أصحابه : « استأصل شعرك يقل درنه و دواب وسخه (٢) ، وتغلظ رقبتك ، ويجلو بصرك ، ويستريح بدنك ».

٣٢٦ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه ».

٣٢٧ ـ وقال عليه‌السلام : « الشعر الحسن من كسوة الله تعالى فأكرموه ».

٣٢٨ ـ والصادق عليه‌السلام : « من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار ».

كان شعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفرة لم يبلغ الفرق. (٤)

__________________

عن عظام الفيل مداهنها وأمشاطها قال : لا بأس بها » والظاهر أنه أراد بعدم البأس الاستحباب كما قاله الفاضل التفرشي أي يستحب اتخاذ الأمشاط من العاج واتخاذ المكاحل والمداهن. وفى الصحاح : المكحلة ـ بضم الميم ـ التي فيها الحكل وهو أحد ما جاء على الضم من الأدوات وفيه المدهن ـ بضم الميم والهاء كقنفذ ـ : قارورة الدهن وهو أحد ما جاء على مفعل مما يستعمل من الأدوات ، والجمع مداهن ـ بفتح الميم وكسر الهاء ـ.

(١) زاد في الكافي « للرأس ».

(٢) الاستيصال القلع وكأن المراد هنا الحلق بحيث لا يبقى منه شئ وضمير الغائب في درنه وأمثاله راجع إلى الشعر باعتبار محله. وفى بعض النسخ « ودأبه » أي تعب تحمله وفى القاموس دأب في عمله ـ كمنع ـ جد وتعب.

(٣) تقدم مع بيانه. وقال المولى مراد التفرشي : ظاهره يدل على الوجوب بل كون تركه من الكبائر ويمكن حمله على ترك الفرق تهاونا بسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٤) يعنى كان شعره صلى‌الله‌عليه‌وآله يبلغ إلى شحمة الأذن ولم يكن طويلا حتى يمكن فرقه. ويفهم من الاخبار أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يطل شعر رأسه قط ولا غيره من الأنبياء وإنما وقع

١٢٩

٣٢٩ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « حفوا الشوارب واعفوا اللحى ، ولا تشبهوا باليهود ».

٣٣٠ ـ و « نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رجل طويل اللحية فقال : ما كان هذا لو هيأ من لحيته (١) فبلغ الرجل ذلك فهيأ من لحيته بين اللحيتين ، ثم دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآه قال : هكذا فافعلوا ».

٣٣١ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم ، وإنا نجز الشوارب ونعفي اللحى وهي الفطرة ».

٣٣٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما زاد من اللحية عن قبضة فهو في النار ».

٣٣٣ ـ وقال محمد بن مسلم : « رأيت أبا جعفر الباقر عليه‌السلام [ والحجام ] يأخذ من لحيته ، فقال : دورها ».

٣٣٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « تقبض بيدك على لحيتك وتجز ما فضل ».

٣٣٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الشيب في مقدم الرأس يمن ، وفي العارضين سخاء ، وفي الذوائب شجاعة ، وفي القفا شوم ».

٣٣٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « أول من شاب إبراهيم الخليل عليه‌السلام وإنه ثنى لحيته فرأى طاقة بيضاء ، فقال : يا جبرئيل ما هذا؟ فقال : هذا وقار ، فقال إبراهيم : اللهم زدني وقارا ».

٣٣٧ ـ وقال عليه‌السلام : « من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ».

٣٣٨ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الشيب نور فلا تنتفوه ».

__________________

منه مرة حين صد في الحديبية أمسك شعره ليحلقه في الحج. (م ت)

أقول : في الكافي ج ٦ ص ٤٨٥ باسناده عن أيوب بن هارون عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « قلت له : أكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يفرق شعره؟ قال : لا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا طال شعره كان إلى شحمة اذنه ».

(١) أي شئ يقع على هذا الرجل لو أصلح لحيته ، وهو ترغيب في الاصلاح ، بين اللحيتين أي طويلها وقصيرها. ( مراد )

١٣٠

٣٣٩ ـ وكان علي عليه‌السلام « لا يرى بجز الشيب بأسا ويكره نتفه ».

فالنهي عن نتف الشيب نهي كراهية لا نهي تحريم لان :

٣٤٠ ـ الصادق عليه‌السلام يقول : « لا بأس بجز الشمط (١) ونتفه ، وجزه أحب إلي من نتفه ».

فأخبارهم عليهم‌السلام لا تختلف في حالة واحدة لان مخرجها من عند الله تعالى ذكره ، وإنما تختلف بحسب اختلاف الأحوال.

٣٤١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « أربع من أخلاق الأنبياء عليهم‌السلام : التطيب ، والتنظيف بالموسى ، وحلق الجسد بالنورة ، وكثرة الطروقة ».

٣٤٢ ـ وقال عليه‌السلام : « قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس ، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة ».

باب

* ( غسل الميت ) *

٣٤٣ ـ قال الصادق عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو في النزع فقال له : قل : « لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين » فقالها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الحمد لله الذي أنقذه من النار » (٢).

وهذه الكمات هي كلمات الفرج.

٣٤٤ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « إنكم تلقنون موتاكم » لا إله إلا الله « عند

__________________

(١) مروى في الكافي مسندا والشمط ـ بالتحريك ـ : بياض شعر الرأس يخالطه سواد.

(٢) في بعض النسخ « استنقذه من النار » كما في الكافي.

١٣١

الموت ، ونحن نلقن موتانا محمد رسول الله » (١).

٣٤٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لقنوا موتاكم » لا إله إلا الله « فإن من كان آخر كلامه » لا إله إلا الله « دخل الجنة ».

٣٤٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « أعقل (٢) ما يكون المؤمن عند موته ».

٣٤٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « اعتقل لسان رجل من أهل المدينة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي مات فيه فدخل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : قل : «لا إله إلا الله» فلم يقدر عليه ، فأعاد عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يقدر عليه ، وعند رأس الرجل امرأة فقال لها : هل لهذا الرجل أم؟ فقالت : نعم يا رسول الله أنا أمه ، فقال لها : أفراضية أنت عنه أم لا؟ فقالت : لا بل ساخطة ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاني أحب أن ترضي عنه ، فقالت : قد رضيت عنه لرضاك يا رسول الله ، فقال له : قل : « لا إله إلا الله » فقال : لا إله إلا الله ، فقال : قل : « يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير ، إنك أنت العفو الغفور « فقالها ، فقال له : ماذا ترى؟ فقال : أرى أسودين قد دخلا علي ، قال : أعدها ، فأعادها ، فقال : ما [ ذا ] ترى؟ فقال : قد تباعدا عني ودخل أبيضان وخرج الأسودان ، فما أراهما ودنا الأبيضان مني الآن يأخذان بنفسي فمات من ساعته ».

٣٤٨ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام عن توجيه الميت فقال : « استقبل بباطن قدميه القبلة » (٣).

__________________

(١) أي من عندكم من العامة يكتفون في التلقين بالشهادة بالتوحيد ونحن نضم إليها الشهادة بالرسالة أو نكتفي بذلك لتضمنها شهادة التوحيد أيضا. ( مرآة العقول )

(٢) أي أشد اعتقالا للسان أو منعا وحبسا له ، والحاصل أن المؤمن وقت موته لخوفه من مقام ربه أعجز كلاما من كل وقت فينبغي للملقن أن لا يلح بالتلقين ولكن يتلطف فربما لا ينطلق لسان المريض فيشق عليه ذلك ويؤدى إلى استثقاله التلقين وكراهيته للكلمة ، أعاذنا الله من سوء الخاتمة. وفى بعض النسخ « أغفل ».

(٣) ظاهر هذا الخبر التوجيه بعد الموت وحمله الأكثر على حال الاحتضار وعلى هذا أريد بالميت المشرف على الموت وهو الظاهر من الخبر الآتي.

١٣٢

٣٤٩ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل من ولد عبد المطلب وهو في السوق (١) وقد وجه لغير القبلة فقال : وجهوه إلى القبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وأقبل الله عزوجل عليه بوجهه ، فلم يزل كذلك حتى يقبض ».

٣٥٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما من أحد يحضره الموت إلا وكل به إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى يخرج نفسه فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حتى يموتوا ».

٣٥١ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر خطبة خطبها : « من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ، ثم قال : إن السنة لكثيرة ، من تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه ثم قال : إن الشهر لكثير ومن تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ، ثم قال : إن الجمعة لكثيرة ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه ، ثم قال : وإن يوما لكثير ، ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ، ثم قال : وإن الساعة لكثيرة ومن تاب وقد بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه تاب الله عليه » (٢).

٣٥٢ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام « عن قول الله عزوجل » وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن « قال : ذاك إذا عاين أمر الآخرة ».

٣٥٣ ـ و « أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من أهل البادية له حشم وجمال فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل : « الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة » فقال : أما قوله تعالى : « لهم البشرى في الحياة

__________________

(١) السوق ـ بالفتح ـ : النزع.

(٢) المراد أنه يتوب الله عليه في الآخرة والأحاديث الدالة على عدم قبول توبة الناس المراد عدم قبولها في الدنيا عند حاكم الشرع فان التوبة لا يقبل عنده الا بعد الاستبراء وأقله أربعون يوما فارتفع التدافع. ( م ح ق )

١٣٣

الدنيا » فهي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه ، وأما قول الله عز وجل : « وفي الآخرة » فإنها بشارة المؤمن عند الموت يبشر بها عند موته إن الله قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك ».

٣٥٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « قيل لملك الموت عليه‌السلام : كيف تقبض الأرواح و بعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعة واحدة؟ فقال : أدعوها فتجيبني ، قال : فقال ملك الموت عليه‌السلام : إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما شاء والدنيا عندي كالدرهم في كف أحدكم يقلبه كيف يشاء ».

٣٥٥ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما يخرج مؤمن عن الدنيا إلا برضى منه ، وذلك أن الله تبارك وتعالى يكشف له الغطاء حتى ينظر إلى مكانه من الجنة وما أعد الله له فيها ، وتنصب له الدنيا كأحسن ما كانت له ثم يخير فيختار ما عند الله عزوجل ويقول : ما أصنع بالدنيا وبلائها ، فلقنوا موتاكم كلمات الفرج ».

٣٥٦ ـ وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : « لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته فقيل للصادق عليه‌السلام : بماذا كان ينفعه؟ قال : كان يلقنه ما أنتم عليه » (١).

٣٥٧ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن موت الفجأة تخفيف على المؤمن وراحة ، وأخذة أسف على الكافر » (٢).

٣٥٨ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « الموت كفارة كل مؤمن ».

٣٥٩ ـ وقال عليه‌السلام : « إن بين الدنيا والآخرة ألف عقبة أهونها وأيسرها الموت ».

٣٦٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا عند موته

__________________

(١) عكرمة مولى ابن عباس كان على طريقتنا ولا من أصحابنا وقيل يرى رأى الخوارج.

(٢) قوله « تخفيف على المؤمن » حيث خلص من سكرات الموت ومن وساوس الشيطان وبذلك لا يسقط من منزلته شئ بخلاف الكافر فان شدائد الموت بالنسبة إليه أسهل مما عليه بعده. ( مراد ). وقوله « أخذة أسف » أي أخذه غضب أو غضبان يقال : أسف يأسف أسفا فهو آسف إذا غضب. ( النهاية )

١٣٤

عن يمينه وعن شماله ليضله عما هو عليه ، فيأبى الله عزوجل ذلك وذلك قول الله تعالى « يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ».

٣٦١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام « في الميت تدمع عيناه عند الموت وإن ذلك عند معاينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيرى ما يسره ، ثم قال : أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عيناه ويضحك ».

٣٦٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إذا رأيت المؤمن قد شخص ببصره وسالت عينه اليسرى ، ورشح جبينه ، وتقلصت شفتاه ، وانتشر منخراه (١) ، فأي ذلك رأيت فحسبك به ». (٢)

٣٦٣ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « إن آية المؤمن إذا حضره الموت أن يبيض وجهه أشد من بياض لونه ، ويرشح جبينه ، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع فيكون ذلك آية خروج روحه ، وإن الكافر تخرج روحه سلا من شدقه كزبد البعير كما تخرج نفس الحمار ». (٣)

٣٦٤ ـ وروي « أن آخر طعم يجده الانسان عند موته طعم العنب ».

٣٦٥ ـ وسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « كيف يتوفى ملك الموت المؤمن؟ فقال : إن ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى فيقوم وأصحابه لا يدنو [ ن ] منه حتى يبدأه بالتسليم ويبشره بالجنة ».

٣٦٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إن المؤمن إذا حضره الموت وثقه ملك

__________________

(١) قلص وتقلص بمعنى انضم وانزوى ، يقال : قلصت شفته أي انزوت وتقبضت ـ والانتشار : الانبساط ، والمنخر : الانف. وفى بعض النسخ « وانتثر منخراه » ولعله تصحيف وفى الكافي « وانتشرت منخراه ».

(٢) أي حسبك بذلك دلالة على حسن حاله أو دلالة لايمانه أو لموته.

(٣) الشدق : جانب الفم ، وفى الكافي « تخرج نفسه سلا من شدقه كزبد البعير أو كما تخرج نفس البعير ».

١٣٥

الموت (١) فلو لا ذلك لم يستقر ».

وما من أحد يحضره الموت إلا مثل له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والحجج صلوات الله عليهم أجمعين حتى يراهم ، فإن كان مؤمنا يراهم بحيث يحب ، وإن كان غير مؤمن يراهم بحيث يكره ، وقال الله تبارك وتعالى : « فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ». (٢)

٣٦٧ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إنه إذا بلغت النفس الحلقوم أري مكانه من الجنة فيقول : ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلي بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل ».

٣٦٨ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « الله يتوفى الأنفس حين موتها » وعن قول الله عزوجل : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وعن قول الله عزوجل : الذين تتوفاهم الملائكة طيبين و « الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم » وعن قول الله عزوجل : « توفته رسلنا » وعن قوله عزوجل : « ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة » وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عزوجل فكيف هذا؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس ويبعثهم في حوائجه فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو ويتوفاها

__________________

(١) أي يثبته ويحفظه عن الاضطراب بالبشارة بما أعد الله له أو بإرائته الجنة ، أو وثقه بمشاهدته كما ترى أنه إذا رأى الشخص أسدا كأنه يوثق ولا يمكنه الحركة (م ت) وقال الفاضل التفرشي : لعل المراد أن ملك الموت يبشره بماله فيأمن. وأما جعله من الوثاق بمعنى الحبس بقرينة لم يستقر فغير مناسب بالنسبة إلى المؤمن ويمكن أن يراد أن ملك الموت يدفع عنه كيد الشيطان كما يجيئ عن قريب.

(٢) بقية الآية « فلو لا ان كنتم غيره مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين » و « لولا » للتخصيص والمخصص قوله « ترجعونها » بعد ذلك وهي بما في حيزه دليل جواب الشرط في قوله تعالى فيما بعد « ان كنتم صادقين » والمعنى انه ان كنتم صادقين في كونكم غير مملوكين مغلوبين فلو لا ترجعون الأرواح إلى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم. ( سلطان )

١٣٦

الله عزوجل من ملك الموت (١).

٣٦٩ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « إن ولي علي عليه‌السلام يراه في ثلاثة مواطن حيث يسره : عند الموت ، وعند الصراط ، وعند الحوض ».

وملك الموت يدفع الشيطان عن المحافظ على الصلاة ويلقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله في تلك الحالة العظيمة.

٣٧٠ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إن العبد إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ويقول : والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فماذا عندك (٢)؟ فيقول : خذ مني كفنك ، فيلتفت إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم لمحاميا فماذا عندكم؟ فيقولون نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها ، فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إنك كنت علي لثقيلا وإني كنت فيك لزاهدا فماذا عندك؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم حشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك » (٣).

__________________

(١) الضمير المنصوب يرجع إلى ما يتوفاه ملك الموت من الملائكة مع ما يتوفاه بنفسه فاسناده التوفي إلى الله عزوجل باعتبار رجوعه إليه بالآخرة ، والى ملك الموت باعتبار أنه يتوفى ما توفته الملائكة منهم ويتوفى بنفسه أيضا ، والى الملائكة المعبر بالرسل أيضا كما عبر عنهم بالملائكة باعتبار صدور التوفي منهم ابتداء بالنسبة إلى بعض النفوس ، وفى بعض النسخ « يتوفاهم الله عزوجل » وفى بعضها « يتوفاها الله عزوجل » والمال واحد. ( مراد ) وحاصل السؤال اشكالان أحدهما التدافع في ظاهر كلام الله تعالى حيث أسند تارة قبض كل الأنفس إليه تعالى وتارة إلى ملك الموت وتارة إلى الملائكة وتارة إلى الرسل ، والثاني أنه على تقدير تسليم أن المراد من الجميع واحد فكيف يتصور ذلك مع أنه يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصى؟ فأجاب عليه‌السلام بان استناد القبض إلى جماعة بلا واسطة والى بعض بالواسطة فيندفع الاشكالان فتدبر حق التدبير. ( سلطان ) (٢) الشحيح : البخيل جدا.

(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٣ ص ٢٣١ بزيادة بعد ذلك في نحو ٢٤ سطرا.

١٣٧

٣٧١ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع الله (١) عنه عذاب القبر ».

٣٧٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة أمن من ضغطة القبر ».

٣٧٣ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « ليلة الجمعة ليلة غراء ويومها يوم أزهر وليس على وجه الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقا من النار من يوم الجمعة ، ومن مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من عذاب القبر ، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار ».

٣٧٤ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « ما من ميت يحضره الوفاة إلا رد الله عزوجل عليه من بصره وسمعه وعقله (٢) آخذا للوصية أو تاركا وهي الراحة التي يقال لها : راحة الموت ».

وإذا حرك الانسان في حالة النزع يديه أو رجليه أو رأسه فلا يمنع من ذلك كما يفعل جهال الناس ، فإذا اشتد عليه نزع روحه حول إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه أو عليه. (٣) ولا يمس في تلك الحالة (٩) فإذا قضى نحبه فيجب (٥) أن يقال : « إنا لله وإنا إليه راجعون ».

٣٧٥ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام « لأي علة يغسل الميت؟ قال : تخرج منه النطفة التي خلق منها تخرج من عينيه أو من فيه ، وما يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار ».

٣٧٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من مات محرما بعثه الله ملبيا ».

__________________

(١) في بعض النسخ « دفع الله ».

(٢) حتى يوصى بوفاء الديون والعبادات وغيرها مما يريد.

(٣) كما روى الكليني في الكافي ج ٣ ص ١٢٥ عن أبي عبد الله (ع) قال : « إذا عسر على الميت موته ونزعه قرب إلى مصلاه الذي كان يصلى فيه ».

(٤) أي حالة الاشتداد بل يترك بحاله. ( مراد )

(٥) أي لا ينبغي تركه.

١٣٨

٣٧٧ ـ وقال عليه‌السلام : « من مات في أحد الحرمين (١) أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة ».

٣٧٨ ـ وقال عليه‌السلام : « المرأة إذا ماتت في نفاسها لم ينشر لها ديوان يوم القيامة ». (٢)

٣٧٩ ـ وقال عليه‌السلام : « موت الغريب شهادة ».

٣٨٠ ـ وقال عليه‌السلام « في قول الله عزوجل : « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت » فقال : من قدم إلى قدم » (٣).

٣٨١ ـ وقال عليه‌السلام : « إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله عزوجل فيها ، والباب الذي كان يصعد منه عمله ، وموضع سجوده ».

٣٨٢ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : « من عد غدا من أجله (٤) فقد أساء صحبة الموت ».

٣٨٣ ـ و «دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي لما بها (٥)، فقال لها : الرغم منا ما نرى بك يا خديجة (٦) فإذا قدمت على ضرائرك فأقرئهن السلام ، فقالت : من هن يا رسول الله؟ قال : مريم ابنة عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون

__________________

(١) يعنى مسجد الحرام ومسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) كناية عن أنها لا تحاسب لما طهرت بالمخاض أو بالنفاس عن الذنوب ، كما ورد في بعض الأحاديث.

(٣) أي لا يعلم أيكون موته في القدم الأولى أو الثانية أو ما بينهما.

(٤) أي من عمره.

(٥) أي في الحالة التي بها من النزع.

(٦) قوله « بالرغم منا » خبر قدم على المبتدأ وهو « ما نرى بك » لإفادة القصر أي ما نرى بك من المرض متلبسا بالرغم وخلاف المطلوب وهو خروجك ليس الا ذلك. وفى القاموس الرغم الكره ويثلث كالمرغمة ، رغمة ـ كعلمه ومنعه ـ : كرهه ، ويمكن أن يراد بالرغم خروجها من بينهم. وفى الصحاح : المراغمة : المغاضبة ، يقال : راغم فلان قومه إذا نابذهم وخرج عنهم. ( مراد )

١٣٩

قالت : بالرفاء يا رسول الله ». (١)

٣٨٤ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ضمنت لستة الجنة : رجل خرج بصدقة فمات فله الجنة ، ورجل خرج يعود مريضا فمات فله الجنة ، ورجل خرج مجاهدا في سبيل الله فمات فله الجنة ، ورجل خرج حاجا فمات فله الجنة ، ورجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة ، ورجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنة ». (٢)

٣٨٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « كرامة الميت تعجيله ». (٣)

٣٨٦ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا ألفين منكم رجلا مات له ميت ليلا فانتظر به الصبح ، ولا رجلا مات له ميت نهارا فانتظر به الليل ، لا تنتظروا بموتاكم طلوع الشمس ولا غروبها ، عجلوا بهم إلى مضاجعهم يرحمكم الله ، فقال الناس : وأنت يا رسول الله يرحمك الله ».

٣٨٧ ـ وقال أبو جعفر عليه‌السلام : كان فيما ناجى به موسى بن عمران عليه‌السلام ربه عزوجل أن قال : يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الاجر؟ قال : أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره ، قال : يا رب فما لمن غسل الموتى؟ قال : أغسله من ذنوبه

__________________

(١) في النهاية في الحديث « نهى أن يقال للمتزوج بالرفاء والبنين » الرفاء : الالتيام والاتفاق والبركة والنماء ، وهو من قولهم رفأت الثوب ـ ا ه أي يكون التزويج مباركا مقرونا بالألفة والالتيام فإنها كلمة يقال في الجاهلية في التهنئة للمتزوج. فكما قال النبي لها : « على ضرائرك » استعارة ، قالت في الجواب : بالرفاء متناسبا.

(٢) هذه الطائف الستة داخلة في قوله تعالى « ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ».

(٣) أي تعظيمه واكرامه بتعجيل أمور دفنه وتجهيزه ومنها اعلام المؤمنين بموته كما في الكافي باب أن الميت يؤذن به الناس.

(٤) بالفاء بمعنى الوجدان ، وفى بعض النسخ بالقاف وعلى كل منهما يحمل على الاخبار والانشاء.

١٤٠