كتاب من لا يحضره الفقيه - المقدمة

كتاب من لا يحضره الفقيه - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٩٩

١
٢

كلمة المحشي

بسم الله الرحمن الرحيم

حمدا لك يا من أوضح السبيل لمعالم الاسلام ، وجعل السنة دليلا على الشرايع والأحكام ، وبعث رسوله في الأميين ، وأرسله إلى كافة الناس أجمعين ، وأنزل القرآن فيه تبيان كل شئ ، وأبلغ به الحجة ، وأنار للناس المحجة ، ثم أضاء لهم المصابيح بنبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصنوه وخليله علي عليه‌السلام وأولاده عيبات علم الملك العلام ، الذين هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، بهم عرفنا الله حدود الحلال والحرام والقربات ، وأنقذنا بهم من شفا جرف الهلكات ، لنحيا حياة طيبة سعيدة راقية ، وعن الذل والشقاء والدمار نائية ، ولئلا نعيش في الدنية ذليلا كالانعام المعملة ، والوحوش المهملة.

وصلاة على رسوله الأمين وعلى عترته أعلام الدين ، الذين فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا.

أما بعد فهذا « كتاب من لا يحضره الفقيه » المعروف صيته بحيث يستغني عن التنبيه ، يعرفه الخاص والعام الساذج والنبيه ، وكان كالبدر لا تناله أيدي مناوئيه ولا يكاد يعادله كتاب ويدانيه ، والسالك مهما سلك سبله وبواديه وأشرف على أدانيه وأقاصيه يلتجئ إلى معاقل عزه وصياصيه ، والباحث مهما سبح في أجواء بحره الطامي و اغترف من عذب ألفاظه ومعانيه يجد ضالته المنشودة ويرى فيه بغيته وأمانيه ، والمتحير في مختلف القول وهواديه يتعوذ بركنه الوثيق من الضلال ودواهيه ، ولو اطلع على ما

٣

في غضونه العالم الفقيه يقتصد في قوته ليقتنيه ، ويبيع شعاره ودثاره ليشتريه ، وطالب العلم العطاش إذا أخبر بعبابه الجياش حل بفناء قدسه ولا يجتويه ، والمتحري طريق الرشد والصواب يعتنق أحكامه بلا ارتياب ، والتائه في تيه السدر إذا عمي عليه المصدر أو الواقع في ضيق الحرج إن أراد الخروج وتعايا عليه المخرج فليلتمس النجاة بهداه وليقتبس من نوره وضياه.

فيا فوز من يهدى بنور هداه

ويا فخر من يعلو سواء سبيله

سيأكل عفوا من ثمار جنانه

وينهل يوم الحشر من سلسبيله

وصاحبه ذو منة يوم ظعنه

وسعدا يرى والله يوم مقيله

سيكلا حقا من حوادث يومه

ويحفظ صدقا من طوارق ليله

به يمس راق في معارج عزه

ويصبح باق في نعيم جميله

يتراءى للباحث في طي هذه الصحائف الكريمة الخالدة المنهج اللاحب ، والفقه المستدل ، والدليل الرصيف ، والرأي الجيد الحصيف ، والمذهب القويم ، و الصوب المستقيم والحكمة البالغة ، والبراهين الساطعة ، والقول البليغ ، والمنطق السليم والمعالم والمعارف ، والظرائف والطرائف ، والأنوار والأزهار ، والحكم والآثار ، كلها ترشد إلى مهيع الحق ، وتهدي إلى سواء السبيل.

والمؤلف ـ رضوان الله تعالى عليه ـ بجده الدائب ، وفكره الصائب ، وذهنه الوقاد ودرايته للرواية ، وبصيرته بعلم الرجال ، وسعة اطلاعه على الخفايا ، و قوة إدراكه للخبايا ، وتضلعه في الفقه والأحكام ، ومسائل الحلام والحرام ، وتبحره في الفن ، وتجنبه عن الوهم والظن صنف الكتاب فأجاد ، ودونه فأفاد ، أخذ العلم من معادنه ، واقتبس النور من مشكاته ومصابيحه ، مضى فيه على ضوء الحقيقة ، واتبع طريقة معبدة ، واقتدى بالأئمة الأطهار ، واهتدى بهدى النبي والآل ، واغترف من بحار علومهم ، واستنار برشدهم ، وتمسك بحبل ولائهم ، وما مشى إلا وراء ضوئهم.

ولقد حداني إلى إخراج الكتاب على الوجه الذي تراه ، وحبب إلي احتمال

٤

ما لقيت في سبيله من التعب ، وما تكيدني في إصداره من النصب أولا ترغيب مولاي الحجة الذي هو دليلي على المحجة : فرع الشجرة النبوية ، وثمرة الدوحة المباركة الأحمدية ، بطل العلم والفقه والنهى ، آية الزهد والتقى ، رجل البحث والتنقيب ، أستاذنا في التفسير ، سماحة الآية « السيد محمد كاظم الموسوي الگلپايگاني » أدام الله ظله على رؤوس الأقاصي والأداني حيث حثني على القيام بهذا المشروع في مجالس عدة وأمرني بالاقدام مرة بعد مرة ، فتأملت طويلا ، وارتأيت كثيرا فرأيت الامر خطيرا ، والبائع قصيرا ، فقلت في نفسي ما قال الشاعر ولنعم ما قال :

قبيح أن تبادر ثم تخطي

وترجع للتثبت دون عذر

فاعتذرت إلى جنابه بتعسر العمل وتوعر مسلكه وثقل كلفه ، وأنه فادح عبؤه يحتاج إلى عمر جديد ، وأمد بعيد ، وقلت : ها أنا ذا قد بلغت زهاء الخمسين ، واقترب الأجل ، وإن لم أكن من مجيئه على وجل ، لكن ذهبت منتي ، ونزعت قوتي ، ولم تبق إلا حشاشة نفسي ينتظر الداعي ، وصرت معرضا لحدوث الأوجاع والأدواء ، ومن كثرة المطالعة والمراجعة يكاد أن يذهب من العين الضياء ، فلم يقبل عذري ، ولم يصغ إلى قولي وخاطبني ويقول : ما بالك ادرعت بالأوهام ، وليس هذا شئ يحجمك عن الاقدام ، وما ذلك دأب الحازمين ، ولا هو من شيم العاملين.

ثم أكد الامر وبالغ في التأكيد ، ورغبني بأجمل الترغيب ، وحذرني عن التثبط والتأخير.

فكنت أغدو وأروح في فجوة الخيال ، وعاقني عن الاقدام تبلبل البال وتزاحم الاشغال : عذت تارة بالتسويف رعاية أمر لا يخفى على إخواني ، ولذت أخرى بقصر الباع خوف أن الامر مما يفوت مسافة إمكاني ، ومضت على ذلك شهور ، حتى ساقني الحظ السعيد يوما إلى ملاقاته فاستفسر عن طبع الكتاب وما يلزمه من تهيئ الأسباب فأعربت عما في خلدي وما كنت فيه من يأسي ، واستعفيت منه ، فطفق يشافهني بكلام فما أحلاه ، كلام بعث في قلبي بعوث النشاط ونفث في روعي روح الحياة ، كلام يعرب عن مكانته السامية في الولاء ، وتفانيه في محبة أهل البيت ، ويفصح عن شدة اشتياقه

٥

إلى ترويج حقايقهم واعتلاء كلمتهم عليهم‌السلام ، أطال الله حياته ووفقنا لامتثال أمره.

هذا أولا وهو العمدة ، وأما ثانيا فايماني القوي بعظمة الكتاب وأهمية موضوعه وذلك أن سعادة الانسان وحياته الروحية وقيمته في سوق الاعتبار إنما نيطت بأصول ودعائم ، ومعارف ومعالم ، ومن المتسالم عليه عند الكل أن المتكفل الوحيد بتلك الغايات بعد كتاب الله العزيز هو الحنيفية البيضاء الشريعة السهلة السمحة فإن بها تعرف مسالك الرشد وتوضح منهج الصواب وتتم مكارم الأخلاق وبها تبرز استعدادات الافراد ، ولا يتأتى شئ من ذلك بالمزاعم ، ولا يتطرق إليه بالفضول والأوهام.

ثم إني رأيت أن رجالات العلم من أي أمة كانوا أو مذهب أو شعب أو بيئة قد بذلوا مجهودات موفقة في سبيل رقيهم وانتشار مكاتيبهم على أجود وجه مستطاع ولا سيما أصولهم المذهبية ، ووجدت منشوراتهم الكثيرة جيدة الوضع ، قريبة المنال ، دانية القطوف ، قد جعلوها لكل طالب على طرف الثمام من غير أن ينوء أحدهم بحملها ، أو يشق عليه البحث فيها ، وكان أثر هذا المجهود إثبات ثقافتهم في العالم و ترويج مرامهم ومسلكهم ، سوى ما فيه من حفظ مآثرهم عن الضياع وصونها عن التبار والبوار ، فبالحري أن نكون نحن السابق في هذا المضمار ونقوم باحياء الكتب والآثار لأنا بالقيام بهذا الواجب أولى وكتبنا بالترويج والحفظ أجدر وأحرى ، ولا سيما مثل هذا الأثر ولو كان فيه بذل العمر وذهاب البصر. فلعلنا أن نكتب بهذا الاقدام صفحة جديدة في صفحات البر بأعلامنا الذين نعتز بهم ونفاخر العالم بما أسدوا إليه من حسنات.

وبالجملة كرت على ذلك شهور وأيام وبقي الشغف يرافقني رغبة باطنية ملحة يوما فيوما إلى أن قيض الله الفرصة وحقق الامل ، فانقلب الرغبة إلى الفعل وهو ولي التوفيق في إكمال الطلب وابتغاء الإرب.

فشمرت عن ساعد الجد وشرعت بتأييده سبحانه في المقصود وجمعت ما تيسر لي من الأصول ، والتمست الحواشي والشروح من العلماء والفحول ، فسارعوا إلى إرسال المخطوطات ـ أثابهم الله تعالى أفضل المثوبات ـ.

٦

فلما حصلت لي عدة من النسخ المخطوطة والشروح والحواشي الموجودة قابلت الكتاب على التي منها على المشايخ مقروءة ، وصححته على أوسع مدى مستطاع ، اعتمادا على النسخ المعتبرة الصحيحة التي آثار الصحة عليها صريحة ، وما يصلح للاعتماد ، وتصح عند الاختلاف للاستناد.

ثم رأيت أن أضبطها تحت شرح لطيف على منهج شريف يضبط ألفاظه ومبانيه ويبحث عن رواته ومعانيه ، بحيث يتوجه له النواظر ، وتطمئن إليه الخواطر ، ليكون رغيبة الراغب وبغية الطالب.

فزدت عليه تعليقات هامة رشيقة اقتطفتها مما كان عندي من الشروح كحاشية المولى مراد التفرشي ، وحاشية سلطان العلماء الحسيني الآملي ، وحاشية الشيخ محمد ابن الحسن حفيد زين الدين الشهيد ، وشرح المولى محمد تقي المجلسي ـ قدس الله أسرارهم ـ وغيرها من كل كتاب معتمد أو فقيه متبع ، واعتمدت على قول من دقق النظر وتعمق في الكلام وتبصر ، وعلى رأي من باحث عن السرائر وكشف عن وجوه المسائل النقاب الساتر ، لا على مذهب من تشبث بالظواهر ، واستدل على مشربه الفاتر.

وإلى الله أرفع أكف الضراعة أن يوزعني شكر ما منحني من الهداية والتوفيق وجنبني من الضلالة والغواية وكل ما لا يليق ، وأن ينسأ لي في الأجل إلى تمام العمل ، عسى أن أبذل لأبي جعفر الصدوق ـ رضي‌الله‌عنه ـ من الوفاء ، كفء ما بذل هو في تأليف الكتاب من الجهد.

علي أكبر الغفاري

١٣٩٢ ـ هـ ق ـ

٧

المؤلف وموجز من حياته

هو الشيخ الأجل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المشتهر بالصدوق ، أحد أعلام الدين في القرن الرابع ، قد أصفقت الأمة المسلمة على تقدمه وعلو رتبته وانطلقت ألسنتهم بالتبجيل له والتجليل.

عنونه الشيخ الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في الفهرست والرجال وقال : « كان محمد بن علي بن الحسين حافظا للأحاديث ، بصيرا بالفقه والرجال ، ناقدا للاخبار ، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه ».

وقال الرجالي الكبير أبو العباس النجاشي : « أبو جعفر نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ، وجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن ».

وأطراه ابن إدريس في السرائر ، وابن شهرآشوب في المعالم ، والمحقق الحلي في المعتبر وابن طاووس في إقبال الأعمال ، والعلامة في الخلاصة ، وابن داود في رجاله وزمرة كبيرة من رجالات العلم ـ كالخطيب في تاريخ بغداد والزركلي في الاعلام.

نشأ ـ رحمه‌الله ـ بقم فرحل إلى الري واسترآباد وجرجان ونيشابور ومشهد الرضا عليه‌السلام ومروالروذ وسرخس وإيلاق وسمرقند وفرغانة وبلخ من بلاد ما وراء النهر وهمدان وبغداد والكوفة وفيد ومكة والمدينة.

مشايخه والراوون عنه

أخذ عن جم غفير من المشايخ والحفاظ في أرجاء العالم تبلغ عددهم مائتين وستين شيخا من أئمة الحديث وغيرهم ، وروى عنه أكثر من عشرين رجلا من رواد العلم راجع مقدمة معاني الأخبار (١) تخبرك بأسمائهم ومواضع اخبارهم.

__________________

(١) طبع مكتبة الصدوق ص ٣٧ إلى ٧٢.

٨

كان والده علي بن الحسين ـ رحمهما‌الله ـ شيخ القميين وثقتهم في عصره وفقيههم ومتقدمهم في مصره مع أن بلدة قم يومئذ تعج بالأكابر والمحدثين ، وهو ـ قدس الله سره ـ مع مقامه العلمي ومرجعيته في تلك البدة وغيرها كان تاجرا له دكة في السوق يتجر فيها بزهد وعفاف وقناعة بكفاف ، وكان فقيها معتمدا له كتب ورسائل في فنون شتى ذكرها الطوسي والنجاشي ، وقال ابن النديم في الفهرست : « قرأت بخط ابنه محمد بن علي على ظهر جزء : « قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي وهي مائتا كتاب وكتبي وهي ثمانية عشر كتابا ». فبيته بيت العلم والفضل والزعامة الروحية.

والمؤلف ـ رضوان الله تعالى عليه ـ وليد هذا البيت وعقيد ذاك العز مع ما حباه الله سبحانه من حدة الذكاء ، وجودة الحفظ والفهم ، وكمال العقل.

عاش مع أبيه عشرين سنة قرأ عليه وأخذ عنه وعن غيره من علماء قم ، فبرع في العلم وفاق الاقران ، ثم غادرها إلى الري بالتماس من أهلها فسطع بها بدره وعلا صيته مع أنه في حداثة من سنه وباكورة من عمره ، فأقام بها مدة ثم استأذن الملك ركن ـ الدولة البويهي في زيارة مشهد الرضا سلام الله عليه فأذن له وسافر إليها ، ونزل بعد منصرفه نيشابور ـ وهي يومئذ تحف بالفطاحل ـ فاجتمع عليه العظماء والأكابر فأكبروا شأنه وتبركوا بقدومه وأقبلوا على استيضاح غرة فضله والاستصباح بأنواره فأفاد لهم بإثارة من علمه الغزير وأنموذج من فضله الكثير ، فبهر النواظر والاسماع ، وانعقد على شيخوخته وتقدمه الاجماع.

ولد ـ رحمه‌الله ـ بدعاء الصاحب عليه‌السلام كما نص عليه الاعلام وصدر فيه من ناحيته المقدسة بأنه فقيه خير مبارك (١) ، فما قيل فيه من جميل الكلام أو يكتب بالأقلام بعد هذا التوقيع فهو دون شأنه ومقامه. فان قال المولى المجلسي : « هو ركن من أكان الدين »

__________________

(١) الفوائد الرجالية ج ٣ ص ٢٩٣ ، وغيبة الطوسي ، وبحار الأنوار ، وكمال الدين طبع مكتبة الصدوق ص ٢ ٥٠.

٩

فليس بعجيب ، وإن كان الفقهاء نزلوا كلامه منزلة النص المنقول والخبر المأثور (١) فما كان بغريب ، وإني مهما تتبعت الكتب وتصفحت الأوراق لم أعثر على شئ يوجب الطعن فيه أو الغمز عليه.

نعم وجدت في بعض الكتب أن بعض أعدائنا المضلين المتأخرين جهل أو تجاهل وأبذى وتردى في هواه وقال في كلام له : « ابن مابويه الكذوب » (٢) والظاهر أن مراده مؤلفنا العبقري ، ولاغرو منه ومن أمثاله أرباب الأقلام المستأجرة ، الذين أسلسوا للعصبية المذهبية قيادهم.

وكأني بروحية الصدوق ـ طيب الله رمسه ـ يخاطبني ويقول :

رموني بالعيوب ملفقات

وقد علموا بأني لا اعاب

وإن مقام مثلي في الأعادي

مقام البدر تنبحه الكلاب

وإني لا تدنسني المخازي

وإني لا يروعني السباب

ولما لم يلاقوا في عيبا

كسوني من عيوبهم وعابوا

أو يقول كما قال الرومي البلخي بالفارسية :

مه فشاندنور وسگ عوعو كند

هر كسى برطينت خود ميتند

أو يخاطبه ويقول :

ما شير شكاران فضاى ملكوتيم

سيمرغ بدهشت نگرد بر مكس ما

ونحن وإن جمح بنا القلم في إيفاء المقام حقه لكن نضرب عن ذلك صفحا ولا نخاطبه إلا سلاما ، ونقول :

مقالة السوء إلى أهلها

أسرع من منحدر سائل

والصدوق ـ رضوان الله عليه ـ في مقام يعثر في مداه مقتفيه ، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه.

من كان فوق محل الشمس موضعه

فليس يرفعه شئ ولا يضع

__________________

(١) راجع البحار ج ١٠ ص ٤٠٥ الطبعة الحروفية.

(٢) كذا ، راجع السنة والشيعة ص ٥٧.

١٠

تآليفه القيمة

له ـ قدس‌سره ـ نحو من ثلاثمائة مصنف كما نص عليه شيخ الطائفة في الفهرست وعد منها أربعين كتابا. وبعدما أطراه الرجالي الكبير أبو العباس النجاشي المتوفى ٤٥٠ في رجاله ذكر نحو مائتين من كتبه وقال : « أخبرنا بجميعها وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس النجاشي » ـ ا هـ.

ومن المأسوف عليه أنه ضاع وباد واندرس أكثرها ، ومحيت وانطمست تسعة أعشارها ، وطواها الدهر طي السجل ومحا آثارها التي تسموا وتجل ، وطال على فقدها الأمد ، وتقضت على ضياعها المدد ، ومن أعظمها كتاب « مدينة العلم » الذي هو أكبر من هذا الكتاب كما صرح به الشيخ في الفهرست وابن شهرآشوب في المعالم (١).

ونقل العلامة الرازي في الذريعة ـ على المحكي ـ عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي أنه قال في درايته : « وأصولنا الخمسة : الكافي ، ومدينة العلم ، و من لا يحضره الفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار .. ».

والظاهر كون وجوده في زمانه ، ولكن باد فلا يبقى إلا اسمه ، وغاب وما كان يلوح إلا رسمه ، حتى أن العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ صرف أموالا جزيلة في طلبه وما ظفر به ، وقال العلامة الرازي (ره) في ذريعته « إن السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني بذل كثيرا من الأموال ولم يفز بلقائه ، وقال : نعم ينقل عنه ابن طاووس

__________________

(١) قال الشيخ ـ رحمه‌الله ـ بعد ذكر جملة من كتبه : « وكتاب مدينة العلم أكبر من من لا يحضره الفقيه ».

وقال ابن شهرآشوب في المعالم « ان مدينة العلم عشرة أجزاء » ومن لا يحضره الفقيه أربعة أجزاء.

١١

في فلاح السائل وغيره من كتبه وكذا الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي تلميذ المحقق في كتابه « الدر النظيم » وذكر السيد الثقة الأمين معين الدين الشامي الشقاقلي الحيدر آبادي للسيد عزيز ـ المجاز من الشيخ أحمد الجزائري ـ أنه توجد نسخة مدينة العلم عنده واستنسخ عنها نسختين أخريين وذكر أنه ليس مرتبا على الأبواب بل هو نظير روضة الكافي ».

وبالجملة فقد هذا الأثر النفيس القيم الكبير كأنه صعد به إلى السماء أو اختطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان بعيد ، وهذا من أعظم ما منينا به معاشر الامامية حيث أتى على كثير من كتبنا العلمية من صروف الدهر ما شاء الله وأخذتها أيدي الضياع والتبار ولم تنهض الهمة بنا للقيام بحفظها وتكثيرها ونشرها وترويجها فصارت هدفا للآفات ومعرضا للغارات.

وما بقي من هذه الثروة العلمية الطائلة إلا نزر يسير وهي مطمورة في زوايا المكتبات نسجت عليها عناكب النسيان ، ومجهولة في الخبايا تكررت عليها صروف الزمان و تدهور بها الليالي والأيام إلى أخناء الحدثان ، لم يطلع الأكثرون من أبناء العلم على وجودها ، ولا ينهض المطلعون لبذل المجهود في سبيلها والمطبوعة منها غار نجمها في ستار سخافة طبعها ، فآل الامر إلى أن جماعة من ذوي النفوس الغاشمة والأهداف المشؤومة تلهج أفواههم « بأن الشيعة ليس لها مؤلفات يستفيد بها خلفهم في شتى العلوم ، ولا جرم أنهم متطفلون على موائد غيرهم ، مستئلون من البعداء ، متكففون في علومهم ».

أقول : يؤيد هذه الهلجة الممقوتة اقبال أناس من الناشئين إلى ترجمة كتب هؤلاء البعداء ومنسوجاتهم المذهبية المزورة ، ومحبوكاتهم التي حبكت على نول الخيال ، وجودهم الجبارة في اقتنائها وترجمتها وطبعها وجعلها في متناول الشبان البسطاء من أبنائنا ، وهم غافلون عن مغبة هذا الامر ، ذاهلون عن أن وراء الأكمة نوايا سيئة ، ومعاول هدامة ، سوى ما فيه من بسط بعض

١٢

الآراء السخيفة ، والشناشن الافنة ، والعقليات الطائشة ، وما يجر علينا من الويلات.

وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، كأنه غلبت على عقولهم مباهج هؤلاء الناكبين عن الصراط وظواهر ألفاظهم المعجبة واستولت على قلوبهم فيتحرون الحقيقة وراء نارهم يزعمون أنها نور لقلة رشدهم يتطلبون في الماء جذوة نار ، ويطلبون الدرياق من فقم الأفاعي مع ما عندنا ببركة ولاء أهل البيت (ع) ـ الذين هم عيبة علم الله وموئل حكمه وجبال دينه ـ من كتب العلماء والفطاحل وأساطين المذهب ما تخضع له الأعناق ، وتخبت به القلوب ، وتصبو إليه النفوس فأين يتاه بهم وكيف يعمهون وعندهم أضعاف ما عند غيرهم أما ما يعلمون؟! ويحهم أفحسبوا أن الله عزوجل رفعهم ووضعنا ، وأعطاهم وحرمنا وأدخلهم في رحمته ومنعنا ، كلا ما هكذا الظن به.

كل هذه معره التغافل والتسامح ، والصفح عن الواجب المأمور به في حفظ الكيان وذنب التساهل وعدم العناية بشأن الكتب ولا سيما المخطوطات ، ونتاج الجموح عن تحمل المسؤولية أو إحساسها ، ولا أريد في هذا المقام أن أزعجك بتطويل الكلام بل أود أن تقف عند هذه الملاحظة حتى ترى بعيني الحقيقة ودقة النظر ما ينطوي عليه موقفنا وموقف تراثنا العلمي المذهبي من الخطر ، إذ نحن تقاعسنا عن بذل كل مجهود في هذا السبيل ، وليس بعيب لنا أن نواجه الحقائق أو نرى بعين الواقع ، فكم لنا من كتاب مخطوط نفيس ونحن بحاجة ماسة ألية تركناه في رفوف المكتبات مهجورا وفي هوة الاهمال مستورا ولم نسع خطوة في سبيل طبعه أو قدما لابرازه ونشره ، فبقي مكتوما مغفولا عنه لا يعلم به أحد ولا ينتفع به طالب كالسر المكتوم أو الكنز المدفون.

نعم غاية جهدنا أن نعتز في نوادي الفضلاء ونقول : نسخة الكتاب الفلاني في مكتبه فلان ونسخة له أخرى عند فلان ، ونفتخر ويفتخرون ، ونباهي ويباهون ، و نبتهج ويبتهجون وهو كما ترى جعجعة بلا طحن ، وجلجلة بلا مطر ، وهذا هو الحق المبين والحق أبلج فلا يحتاج إلى زيادة البراهين.

١٣

لكن نضرب لك مثالا واحدا يلمسك الحقيقة باليد ، وهو أن لجمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ، المشتهر بالعلامة الحلي ـ قدس الله روحه ـ كتابا سماه تذكرة الفقهاء ، وهو كتاب كريم كبير جدا في الفقه المقارن الاستدلالي ـ أعني الفقه على المذاهب الخمسة : الجعفري ، والحنبلي ، والحنفي ، والمالكي ، والشافعي وكان وافيا ببغية من جنح إلى الاطلاع على موارد الخلاف بين المذاهب ، وطبع مرة بالطبع الحجري على صوره مشوهة لا يرغب فيها دون أي تحقيق أو تصحيح ولم يقم أحد من العلماء إلى الان بتنميقه وترويجه فلذا ترك كأمثاله مجهولا مع شدة الحاجة إليه ، كرت عليه الأعوام والقرون وأهل العلم عنه منصرفون وكان نتيجة ذلك : تسرع الطلاب إلى اقتناء نسخ كتاب « الفقه على المذاهب الأربع » مع أنه لا يوفي بالغرض المقصود وهو صرف نقل الفتاوي كما هو المشهود وتجافى نفوس المحققين عن الطمأنينة إليه والثقة به فهو كالجدول الصغير ، وهيهات بين النهر الكبير والجدول الصغير ، نسأل الله تعالى أن يقيض رجالا للعناية بشأنه والقيام بطبعه ونشره ليستضئ الجيل الغابر بنوره كما تعطر الماضي بعبيره.

وهذا واحد من مئات بل ألوف ، علمه من كان ذا اطلاع ووقوف ، أيقظنا الله من هذه الغفلة العجيبة التي استحوذت على قلوبنا وتلك النومة العميقة التي استولت على مشاعرنا ، ونعتذر إلى القراء الكرام في هذا المقام إذ خرجت عن موضوع الكلام ، فتلك شقشقة هدرت ، وكلمة صدرت.

وفاته ومدفنه

توفي ـ رحمه‌الله ـ بالري سنة ٣٨١ الهجري القمري في العشر الثامن من عمره و قبره بالري في بستان عظيم ، بالقرب من قبر سيدنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني  ـ رضي‌الله‌عنه ـ وهو اليوم مشهور يزار ، له قبة عالية وقد جدد عمارتها السلطان فتح علي شاه قاجار ١٢٣٨ تقريبا بعد ما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس وثبتت للسلطان وأمرائه وأركان دولته ، ذكر تفصيلها جمع من الأعاظم كالخوانساري في الروضات ،

١٤

والتنكابني في قصص العلماء ، والمامقاني في تنقيح المقال ، والخراساني في منتخب التواريخ ، والقمي في الفوائد الرضوية وغيرهم في غيرها.

قال الخوانساري : ومن جملة كراماته التي قد ظهرت في هذه الاعصار ، وبصرت بها عيون جم غفير من اولي الابصار وأهالي الأمصار أنه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الري المخروبة ثلمة واشتقاق من طغيان المطر ، فلما فتشوها وتتبعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف ، فلما دخلوها وجدوا جثته الشريفة هناك مسجاة عارية غير بادية العورة ، جسيمة وسيمة على أظفاها أثر الخضاب ، وفي أطرافها أشباه الفتايل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب ، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتح علي شاه قاجار جد والد الملك زماننا هذا الناصر لدين الله خلد الله ملكه ودولته ، وذلك في حدود ثمان وثلاثين بعد المائتين والألف من الهجرة المطهرة تقريبا فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجللة لتشخيص هذه المرحلة ، وأرسل جماعة من أعيان البلدة وعلماءهم إلى داخل تلك السردابة بعد ما لم يروا امناء دولته العلية مصلحة في دخول الحضرة السلطانية ثمة بنفسه إلى أن انتهى الامر عنده من كثرة من دخل وأخبر إلى مرحلة عين اليقين ، فأمر بسد تلك الثلمة وتجديد عمارة تلك البقعة وتزيين الروضة المنورة بأحسن التعظيم وإني لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة ، وكان يحكيها أعاظم أساتيذنا الأقدمين من أعاظم رؤساء الدنيا والدين (١) ا هـ.

وقد ذكر المامقاني تلك الواقعة عن العدل الثقة الأمين السيد إبراهيم اللواساني الطهراني ـ قدس‌سره ـ (٢).

أقول : سمعت زميلنا الفاضل الحاج ميرزا محمد حسن الثقفي يحكي عن والده المعظم الفقيه البارع والحجة الورع الزاهد الحاج ميرزا محمد الثقفي دام ظله أنه نقل

__________________

(١) روضات الجنات : ٥٣٣.

(٢) تنقيح المقال ٣ : ١٥٣.

١٥

الواقعة عمن رأى جثمان الصدوق ـ رحمة الله ـ في تلك الأيام فالتمست من جنابه أن يكتب لي ذلك بخطه الشريف فتفصل بكتابته وأوردته ههنا بنصه وفصه :

صورة المكتوب :

بسمه تعالى شأنه : قد كان لوالدي رحمة الله تعالى خدام عديدة وكان أكبرهم سنا وأقربهم منزلة عنده شيخا موسوما بحاج مهدي وكان هو المتصدي لحفاظتي وتربيتي في صغري حال حياة والدي وبعد وفاته حتى صرت رشيدا بالغا وبلغ عمره حدود تسعين سنة وكان ملتزما بالعبادات حاضرا في الجماعات للصلاة وجيها بذلك عند الأئمة ، مقبولا في نظر العامة حتى أن العالم العامل الكامل استادي المدعو بميرزا كوچك الساوجي إمام جماعة مسجد الخان المروي ـ رحمه‌الله تعالى ـ عد له في بعض المرافعات للحاجة إلى تعديله ، وكان رحمه‌الله بي رؤوفا عطوفا يحدثني ويؤنسني وكنت أحبه وأستأنس به فقال لي يوما : خرجت في بعض الأيام السابقة قاصدا زيارة مرقد الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي ـ قدس‌سره ـ.

فلما حضرت عند مرقده الشريف رأيت عملة مشتغلين بحفر الأرض لتأسيس أساس البناء الجديد عليه لاندراس البناء القديم فبينما كنت أترحم له وأنظر إليهم إذ ظهر جسده الطيب الطاهر في فجوة من قبره مكشوفا وجهه إلى صدره فنظرنا إليه فوجدناه متلئلئا رطبا طريا ، في لحيته الشريفة أثر الخضاب كأنما دفن من حين فعجبنا كل العجب ، وأقبل الحاضرون بالسلام والصلاة عليه وأمر المتصدي لإقامة البناء وهو أحد من العلماء والسادات العظام بسد القبر وتأسيس أساس البناء فتفرقنا معتقدين بعظم شأن الصدوق وجلالة مقامه ومنزلته عند الله تعالى ضاعف الله قدره في الاسلام ونشر آثاره بين الأنام.

وأنا العبد الآبق الفقير الآثم محمد بن العلامة أبي الفضل بن المحقق أبي القاسم حشرهم الله مع مواليهم بفضله وإحسانه.

أقول : مقبرة أبيه معروف بقم المشرفة عليها قبة عالية يزوره الصالحون.

١٦

١٧

١٨

الأصول المعول عليها في تصحيح الكتاب

١ ـ نسخة العالم الرباني استاذنا الميرزا أبو الحسن الشعراني مد ظله العالي وهي نسخة نفيسة ثمينة جدا كاتبها عبد الله بن محمد شريف عبد الرب السمناني. وفي آخرها قبل المشيخة إجازة الشيخ العاملي بخطه الشريف لمحمد إبراهيم بن محمد نصير ـ وكتب هذا المجاز تمام حاشية المولى مراد التفرشي في النسخة وأورد بعض حواشي الشيخ محمد حفيد الشهيد ، وبعض حواشي سلطان العلماء الحسيني الآملي وكثيرا من شرح المولى محمد تقي المجلسي ـ رحمهم‌الله ـ وقليلا من حاشية المحقق الداماد  ـ قدس‌سره ـ ورمز إليها بـ ( م ح ق ). راجع الصورة الفتوغرافية الأولى.

٢ ـ نسخة نفيسة لخزانة كتب الشريف المعظم السيد محمد باقر السبزواري أستاذ كلية الإلهيات في جامعة طهران ـ دام ظله الوارف ـ تاريخها ١٠٧٤ الهجري القمري كاتبها ميرزا محمد الركاوندي. راجع الصورة الفتوغرافية الثانية.

٣ ـ نسخة مصححة للعالم البارع الأديب الشيخ نجم الدين حسن ( حسن زاده ) الآملي ـ أدام الله بقاءه ـ تاريخها ١٠٧٥ الهجري القمري ، كاتبها محمد صالح بن صفي الدين محمد ، عليها بعض حواشي سلطان العلماء والمولى مراد التفرشي بخط الكاتب المزبور. راجع الصورة الثالثة. ولمعظم له نسخة أخرى سيأتي ذكرها تحت رقم ١٠.

٤ ـ نسخة تفضل بارسالها العالم الألمعي المفضال الشيخ حسن المصطفوي التبريزي نزيل طهران ـ أدام الله حياته ـ تاريخها ١٠٣٠ الهجري القمري كاتبها أبو الحسن ، وقرأها بتمامه المولى خليل بن الغازي القزويني كما هو بخطه الشريف في هامش الكتاب وأرخ تاريخ فراغه منه ١٠٣٤. راجع الصورة الرابعة.

٥ ـ نسخة نفيسة مشحونة بالحواشي تفضل بارسالها المحقق المدقق البارع

١٩

الشريف السيد موسى الزنجاني المحترم ـ أدام الله بقاءه ـ والنسخة مصححة مقروءة على المولى محمد تقي المجلسي ـ رضوان الله عليه ـ تاريخها ١٠٥٧ ، كاتبها غير مذكور.

وهي من الكتب الموقوفة التي وقفها المرحوم المبرور الميرزا أبو طالب القمي ـ رحمه‌الله ـ على الطلاب بمحروسة قم المشرفة. راجع الصورة الخامسة.

٦ ـ نسخة ظريفة نفيسة لمكتبة الحجة مولانا المعظم الشيخ حسين مقدس نزيل المشهد الرضوي عليه‌السلام وهي في أربعة أجزاء ، موشحة بالحواشي الكثيرة العلمية جدا تاريخها ١١٠١ الهجري القمري ، كاتبها محمد صادق بن محمد يوسف المشهدي. راجع الصورة السادسة وللمعظم له نسخة أخرى يأتي ذكرها تحت رقم ١١.

٧ ـ نسخة ثمينة مصححة للفاضل الجليل محمد كاظم « مدير شانه چي » أستاذ كلية الإلهيات في جامعة مشهد الرضا عليه‌السلام ـ دام بقاؤه ـ كاتبها نور الدين ابن محب الدين أحمد الكازروني ، صححها وقابلها محمد خان بن محمد توسركاني وأروخ إتمام المقابلة ١٠٩٧. راجع الصورة السابعة.

٨ ـ نسخة أخرى لمعظم له مزينة بخط الفقيه المتكلم المحقق محمد باقر بن محمد مؤمن المشتهر بالمحقق السبزواري ـ قدس‌سره ـ قرأها عليه بعض تلاميذه كما رقم بخطه الشريف وأرخ الفراغ من النصف الأول منها منها ١٠٦٥. راجع الصورة الثامنة.

٩ ـ نسخة جيدة الخط لخزانة كتب العالم البارع المحقق الشريف السيد أبو الحسن المرتضوي الموسوي تاريخها ١٠٩٢ كاتبها محمد تقي بن أبي القاسم شهريار الشهميرزادي.

١٠ ـ نسخة عتيقة بدون التاريخ بخط نستعليق غير مذكور كاتبها ، تفضل بارسالها الشيخ نجم الدين الآملي المذكور سابقا وهذه النسخة ناقصة من آخرها وريقات ، وعلى ما هو الظاهر من خطها كتابتها قبل الألف.

١١ ـ نسخة مصححة لمكتبة المولى المعظم الحاج الشيخ حسين مقدس المذكور سابقا قابلها السيد فخر الدين محمد الموسوي المجاز من المولى أحمد بن حاج محمد التوني وقرأها عليه كما رقم في آخرها ، كاتبها محمد صالح بن حاج سرور ، تاريخها ٣ ١٠٧ هـ.

٢٠