الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-428-1
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٣

واتباع روح الحياة.

وابتدر (١) القوم إلى رأس طال ما قبّله محمد صلوات الله عليه وعظّمه ، يريدون ان يسفكوا بسيف ضلالهم دمه ، فذلّت رقاب الكتب المنزلة لهتك حرمتها وأعولت شرائع الدين بسفك دماء أئمّتها ، واشتدّ غضب الله جلّ جلاله وملائكته وأنبيائه وخاصّته عليهم ، وقدّم لهم من إنزال العذاب عليهم انّه سلبهما الألطاف وتركهم صمّاً وعمياً وبكما ، ونادى : يا أهل الأسماع ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي ) (٢) ( لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ) (٣).

فتقدّموا وأقدموا على التفريق بين رأس عظيم وجسد كريم يعزّ على الله وعلى رسوله وعلى خاصّته ان يقدم أحد من الخلائق على كسر حرمته وذهاب مهجته ، فمدّوا إليه يداً آباؤه الطاهرون بسطوها بعد الانقباض ، وأزالوا عنها يد ملوك الدنيا حتّى بلغوا لها نهايات الأغراض ، وجعلوا على نحره الشريف سيفا كان لجدّه وأبيه وله ، وفي أيديهم عارية مضمونة ، فسفكوا به دماء مصونة.

فكاد الإسلام ان يموت بمماته ، وكلّ ذي روح يختار الفناء لزوال حياته ، فتلقى روحه محمّد جدّه وأبوه وأمّه واخوه صلوات الله عليهم ، وقد ارحقها تعب الجهاد ، وأتعبها مقاساة أهل الفساد والعناد.

ففرش الله جلّ جلاله له فراش العنايات ، وبسط لها جدّه محمد صلوات الله عليه وآله بساط الكرامات ، واجتمعت أرواح الملإ الأعلى ، فمن بين معزّ لسيّد الأنبياء وباك لهذا الابتلاء ، وبين راحم للحرم الضعيفات ، ومتأسف على هتك الحرمات ودروس (٤) الآيات والدّلالات ، وشرع الأعداء في نهب بنات الرسول وحرم البتول ، ينزعون عنهنّ ملاحفهنّ وارديتهنّ ومقانعهنّ واستارهن.

__________________

(١) ابتدر القوم أمراً : بادر بعضهم بعضا إليه أيهم يسبق إليه.

(٢) الإملاء : الإمهال.

(٣) آل عمران : ١٧٨.

(٤) درس الشيء : ذهب أثره.

٦١

فعجز لسان الوجدان عن احتمال ذلك العدوان والطغيان ، وقامت قيامة العدل وسالت تعجيل يوم الفصل ، ونُكّست (١) اعلام الإسلام ، وأظلمت أَنوار الشرائع والأحكام ، وغضب لسان حال المصحف الكريم ، واعرض عن الإقبال على أهل الفعال الذميم.

حتّى فزعوا من نهب السبايا وجعلوهم في إسراء الرزايا وقالوا : لا بدّ من ان يداس (٢) ظهر النبوة والرسالة ، ويهان مقام الكرامة والجلالة ، بأن توطئ حوافر الخيل لذلك الظهر المعظّم ، وبلغوا من الإلحاد ما لم يعرف قبله فيما تقدم ، فوطئوا ظهراً كان لهم ظهراً ونصراً عند الملك الأرحم والمالك الأعظم ، وَتركوا تلك الأجساد عارية والأعضاء على التّراب بادية ، وكم لتلك الأجساد والأعضاء من يد عليهم بخاتم الأنبياء وبما اسبقوا عليهم من النعماء.

وحملوا رءوساً طالما رفعت رءوس كلّ مسلم بعد وضعها ، ووصلت الأسباب بينهم وبين الله بعد قطعها ، وجعلوها على رماح يبكي لسان حالها من حملهم عليها ، ويتطأطأ لهم رءوس تلك الرمال ، وتقبل الأرض بين يديها ، وتعتذر بلسان حالها أنّها مقهورة على هذا الاعتداء بيد الأعداء ، وتقول : طالما حملتموني بيد التكريم وسلكتم بي الصراط المستقيم ، فانّ اليوم أحملكم لئلاّ تكونوا على التراب ، وارفعكم عن انّ تنالكم يد بقايا الأحزاب ، فطافت الملائكة بذاك الرأس الكريم حتّى صار في موكب عظيم من التّعظيم ، وساروا بالحرم والنساء والصبيان على مطايا الكسر والذلّ والهوان.

فهل من باك يندب (٣) على الإسلام والايمان ، وهل من مواس لملوك الأزمان ، وهل من شاكّ لكفران الإحسان ، وهل من معين على النياحة (٤) والعويل ، وهل من جواد بالدّمع على القتيل ، وكيف يغني شقّ الجيوب عن شقّ القلوب لسفك دماء الأحبّة

__________________

(١) نكسّه : قلّبه على رأسه.

(٢) دس الشيء تحت التراب وفيه : ادخله فيه وأخفاه.

(٣) يبكي ( خ ل ).

(٤) النياحة : البكاء الشديد مع الأنين.

٦٢

بأرض الغربة وسلب مصونات الأبدان وتركها عارية بغير أكفان ، ومن ذا يتخلّف عن المساواة للملوك الهداة ، ومن يؤثّر ان يكون محمّد في مجلس العزاء مع الأنبياء والأولياء ، على مصابه بثمرة فؤاده بمخالفة مراده ، وبتلف ما جاء به من الشريعة ، وبما تجدد من الأمور الفظيعة ، ولا يشاركه في عزائه والبكاء على ذريّته وأبنائه.

وأيّ عين تبخل بدموعها المخزونة ، وأيّ قلوب لا تبكي ولا تحزن لهتك الوجوه المصونة ، وأي يد لا ترتفع نادية وشاكية ، وأي السنة لا تنطق بالواعية.

عباد الله تفكّروا (١) لو كان هذا قد جرى على أولادكم وأطفالكم ورجالكم وبناتكم وحرماتكم ، فانظروا ما كنتم صانعين وعاملين ، فلا يكن من يعزّ عليكم أعزّ ممّن يعزّ على سيد المرسلين ، ان كنتم تريدون ان تكونوا من أهل الوفاء لخاتم الأنبياء وان تسكنوا معه في دار البقاء ، فانّ كلّ من فارقه في مصائبه واحزانه ، كيف يرجوا ان يلقاه بإحسانه أو يسكن معه في دار رضوانه وامانه ، هيهات هيهات ان يشارك أيام الرخاء ، الاّ من واسى أيّام البلاء ، فلا يهن عندكم ما لم يهن على الله جلّ جلاله وخاصّته.

وكونوا رحمكم الله على أعظم موافقة الله عزّ وجلّ في غضبه لهتك حرمته ، وعلى أتمّ صفة من مشاركة رسوله صلوات الله عليه وآله فيما جرى عليه لسفك دماء ذريّته ، واطلبوا في اللّيل والنهار وفي الأسحار الأخذ بهذا الثأر ، والظفر بما وعد الصابرين والمجاهدين من المسارّ والمبارّ.

وأقول : أحسن الله عزاء محمّد صلوات الله عليه وعزاء كلّ من شاركه فيما جرت الحال عليه ، وأحسن عزاكم أيها الحاضرون ، وانّا لله وانّا إليه راجعون.

فصل (١٢)

فيما نذكره من فضل زيارة الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء

اعلم انّه إذا كان المقصود بزيارة الحسين عليه‌السلام في يوم عاشوراء بعد قتله

__________________

(١) افكروا ( خ ل ).

٦٣

وانتقاله إلى الشرف الذي لا يبلغ وضعي إليه ، فينبغي ان يكون هذه الزّيارة بعد العصر من اليوم المذكور ، فانّ قتله صلوات الله عليه وآله كان بعد الظهر بحكم المنقول المشهور.

وقد كنّا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر زيارتين له صلوات الله عليه في يوم عاشوراء ، وروينا فيها فضلاً جليلا وثواباً جزيلاً ، وسنذكر هنا زيارتين ، فيهما زيادات وفي إحداهما فضل عظيم في الرّوايات ، ونقدّم امامها حديثين في فضل زيارته في يوم عاشوراء.

روينا ذلك بإسنادنا إلى محمد بن داود القمي من كتابه كتاب الزيارات والفضائل بإسناده إلى محمد بن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : من زار قبر الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء عارفا بحقّه كان كمن زار الله عزّ وجلّ في عرشه (١).

وبإسنادنا أيضا إلى محمد بن داود بإسناده إلى حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من زار الحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء وجبت له الجنّة (٢).

ومن ذلك ما رواه عبد الله بن حماد الأنصاري في أصله في فضل زيارة الحسين صلوات الله عليه وآله ، ولم يذكر عاشوراء فقال ما لفظه : عن الحسين بن أبي حمزة قال :

خرجت في آخر زمن بني أميّة وأنا أريد قبر الحسين عليه‌السلام ، فانتهيت إلى الغاضريّة ، حتّى إذا نام النّاس اغتسلت ، ثم أقبلت أريد القبر ، حتّى إذا كنت على باب الحائر خرج اليّ رجل جميل الوجه طيب الريح شديد بياض الثياب ، فقال : انصرف فإنّك لا تصل ، فانصرفت إلى شاطئ الفرات ، فآنست به حتّى إذا كان نصف الليل اغتسلت ، ثمّ أقبلت أريد القبر.

فلمّا انتهيت إلى باب الحائر خرج إلى الرجل بعينه فقال : يا هذا انصرف فإنّك

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ١٠٥ ، رواه في التهذيب ٦ : ٥١ ، كامل الزيارات : ١٧٤ ، مصباح المتهجد ٢ : ٧٧١ ، المزار للمفيد : ٥٩ ، المزار الكبير : ١٤٣ ، مسار الشيعة : ٢٥.

أخرجه عن بعض المصادر : الوسائل ١٠ : ٣٧١ ، مستدرك الوسائل ٢ : ٢١١.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ١٠٥ ، رواه في كامل الزيارات : ١٧٣ ، التهذيب ٦ : ٥١ ، مصباح المتهجد ٢ : ٧٧٢ ، عنه مستدرك الوسائل ٢ : ٢١١ ، الوسائل ١٠ : ٣٧٢ ، أخرجه في مصباح الكفعمي : ٤٨٢.

٦٤

لا تصل ، فانصرفت ، فلمّا كان آخر اللّيل اغتسلت ، ثم أقبلت أريد القبر ، فلمّا انتهيت الى باب الحائر خرج إليّ ذلك الرجل فقال : يا هذا انك لا تصل ، فقلت : فلم لا أصل الى ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيّد شباب أهل الجنّة ، وقد جئت أمْشي من الكوفة ، وهي ليلة الجمعة ، وأخاف ان أصبح هاهنا وتقتلني مصلحة بني أميّة (١) ، فقال : انصرف فإنّك لا تصل ، فقلت : ولم لا أصل ، فقال : انّ موسى بن عمران استأذن ربّه في زيارة قبر الحسين عليه‌السلام فأذن له فأتاه ، وهو في سبعين ألف فانصرف ، فإذا عرجوا الى السماء فتعال.

فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات ، حتّى إذا طلع الفجر اغتسلت وجئت فدخلت فلم أر عنده أحداً ، فصلّيت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة (٢).

فصل (١٣)

فيما نذكره من ألفاظ الزيارة المنصوص عليها يوم عاشوراء

فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محمد الحضرمي ، عن عبد الله بن سنان قال :

دخلت على مولاي أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام يوم عاشوراء وهو متغيّر اللّون ودموعه تنحدر (٣) على خدّيه كالّلؤلؤ ، فقلت له : يا سيّدي ممّا بكاؤك ، لا أبكى الله عينيك ، فقال لي : اما علمت انّ في مثل هذا اليوم أصيب الحسين عليه‌السلام؟ فقلت : بلى يا سيدي وانّما أتيتك مقتبس منك فيه علما ومستفيد منك لتفيدني فيه ، قال : سل عمّا بدا لك وعمّا شئت.

فقلت : ما تقول يا سيّدي في صومه؟ قال : صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت ولا تجعله يوماً كاملاً ، ولكن أفطر بعد العصر بساعة ولو بشربة من ماء ، فانّ في

__________________

(١) أي جماعة يصلحون حال بني أمية.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٥٧.

(٣) الحدورة : سيلان العين بالدمع.

٦٥

ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء (١) عن آل الرسول عليه وعليهم‌السلام ، وانكشفت الملحمة (٢) عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا يعزّ (٣) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مصرعهم.

قال : ثم بكا بكاء شديدا حتى اخضلّت لحيته بالدّموع وقال : أتدري أيّ يوم كان ذلك اليوم؟ قلت : أنت اعلم به منّي يا مولاي ، قال :

انّ الله عزّ وجلّ خلق النّور يوم الجمعة في أوّل يوم من شهر رمضان ، وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء ، وجعل لكلّ منهما شرعة ومنهاجا ، يا عبد الله بن سنان أفضل ما تأتي به هذا اليوم ان تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتحلّ أزرارك وتكشف عن ذراعيك وعن ساقيك ، ثم تخرج إلى أرض مغفّرة حيث لا يراك أحداً وفي دارك حين يرتفع النّهار.

وتصلّي أربع ركعات تسلّم بين كلّ ركعتين ، تقرأ في الركعة الأولى سورة الحمد و ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ، وفي الثانية سورة الحمد و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وفي الثالثة سورة الحمد وسورة الأحزاب ، وفي الرابعة الحمد والمنافقين.

ثمّ تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر أبي عبد الله عليه‌السلام وتمثّل بين يديك مصرعه ، وتفرغ ذهنك وجميع بدنك وتجمع له عقلك ، ثم تلعن قاتله ألف مرّة يكتب لك بكلّ لعنة ألف حسنة ، ويمحى عنك ألف سيئة ، ويرفع لك ألف درجة في الجنّة ، ثم تسعى من الموضع الذي صلّيت فيه سبع مرّات ، وأنت تقول في كلّ مرّة من سعيك : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رِضا بِقَضاءِ اللهِ وَتَسْلِيماً لِأَمْرِهِ ـ سبع مرات ، وأنت في كلّ ذلك عليك الكآبة (٤) والحزن ثاكلاً (٥) حزينا متأسّفا.

فإذا فرغت من ذلك وقفت في موضعك الذي صلّيت فيه وقلت سبعين مرة :

__________________

(١) الهيجاء : الحرب.

(٢) الملحمة : الموقعة العظيمة.

(٣) يعزّ : يثقل.

(٤) كأب وكآبة : كان في غم وسوء حال وانكسار من حزن.

(٥) ثكل ابنه : فقده.

٦٦

اللهُمَّ عَذِّبِ الَّذِينَ حارَبُوا رُسُلَكَ وَشاقُّوكَ ، وَعَبَدُوا غَيْرَكَ وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَكَ ، وَالْعَنِ الْقادَةَ وَالأتْباعَ ، وَمَنْ كانَ مِنْهُمْ وَمَنْ رَضِيَ بِفِعْلِهِمْ لَعْناً كَثِيراً.

ثم تقول :

اللهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمُنافِقِينَ وَالْكُفّارَ وَالْجاحِدِينَ ، وَامْنُنْ عَلَيْهِمْ ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً ، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطاناً نَصِيراً.

ثم اقنت بعد الدعاء وقل في قنوتك :

اللهُمَّ إِنَّ الأُمَّةَ خالَفَتِ الْأَئِمَّةَ وَكَفَرُوا بِالْكَلِمَةِ ، وَأَقامُوا عَلَى الضَّلالَةِ وَالْكُفْرِ وَالرَّدى وَالْجَهالَةِ وَالْعمى ، وَهَجَرُوا الْكِتابَ الَّذِي أَمَرْتَ بِمَعْرِفَتِهِ ، وَالْوَصِيَّ الَّذِي أَمَرْتَ بِطاعَتِهِ ، فَأَماتُوا الْحَقَّ وَعَدَلُوا عَنِ الْقِسْطِ ، وَأَضَلُّوا الأُمَّةَ عَنِ الْحَقِّ وَخالَفُوا السُّنَّةَ ، وَبَدَّلُوا الْكِتابَ وَمَلَكُوا الأَحْزابَ ، وَكَفَرُوا بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِالْباطِلِ ، وَضَيَّعُوا الْحَقَّ وَأَضَلُّوا خَلْقَكَ ، وَقَتَلُوا أَوْلادَ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَخِيَرَةَ عِبادِكَ وَأصْفِياءَكَ ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَخَزَنَةَ سِرِّكَ ، وَمَنْ جَعَلْتَهُمْ الْحُكّامَ فِي سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ.

اللهُمَّ فَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ ، وَأَخْرِبْ دِيارَهُمْ ، وَاكْفُفْ سِلاحَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ ، وَأَلْقِ الاخْتِلافَ فِيما بَيْنَهُمْ ، وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الصّارِمِ (١) وَحَجَرِكَ الدَّامِغِ (٢) ، وَطَمِّهِمْ (٣) بِالْبَلاءِ طَمّاً ، وَارْمِهِمْ بِالْبَلاءِ رَمْياً ، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً شَدِيداً نُكْراً ، وَارْمِهِمْ بِالْغَلاءِ ، وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ الَّذِي أَخَذْتَ بِها أَعْداءَكَ ، وَأَهْلِكْهُمْ بِما أَهْلَكْتَهُمْ بِهِ ، اللهُمَّ وَخُذْهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَها أَلِيمٌ شَدِيدٌ.

__________________

(١) الصارم : السيف القاطع.

(٢) دمغه : شجّه.

(٣) طمّهم : ادفنهم.

٦٧

اللهُمَّ إِنَّ سُبُلَكَ ضائِعَةٌ ، وَأَحْكامَكَ مُعَطَّلَةٌ ، وَأَهْلَ نَبِيِّكَ فِي الارْضِ هائِمَةٌ (١) كَالْوَحْشِ السّائِمَةِ ، اللهُمَّ أَعْلِ الْحَقَّ وَاسْتَنْقِذِ الْخَلْقَ ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِالنَّجاةِ وَاهْدِنا لِلإيمانِ ، وَعَجِّلْ فَرَجَنا بِالْقائِمِ عليه‌السلام ، وَاجْعَلْهُ لَنا رِدْءاً ، وَاجْعَلْنا لَهُ رِفْداً.

اللهُمَّ وَأَهْلِكْ مَنْ جَعَلَ قَتْلَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ عِيداً ، وَاسْتَهَلَ (٢) فَرَحاً وَسُرُوراً ، وَخُذْ آخِرَهُمْ بِما أَخَذْتَ بِهِ أَوَّلَهُمْ ، اللهُمَّ اضْعِفِ الْبَلاءَ وَالْعَذابَ وَالتَّنْكِيلَ عَلَى الظَّالِمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَعَلى ظالِمِي آلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَزِدْهُمْ نَكالاً وَلَعْنَةً ، وَاهْلِكْ شِيعَتَهُمْ وَقادَتَهُمْ وَجَماعَتَهُمْ ، اللهُمَّ ارْحَمِ الْعِتْرَةِ الضّائِعَةِ الْمَقْتُولَةِ الذَّلِيلَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُبارَكَةِ.

اللهُمَّ اعْلِ كَلِمَتَهُمْ ، وَافْلِجْ حُجَّتَهُمْ (٣) ، وَثَبِّتْ قُلُوبَهُمْ وَقُلُوبَ شِيعَتِهِمْ عَلى مُوالاتِهِمْ ، وَانْصُرْهُمْ وَأَعِنْهُمْ وَصَبِّرْهُمْ عَلَى الأَذى فِي جَنْبِكَ ، وَاجْعَلْ لَهُمْ أَيّاماً مَشْهُوداً وَأَيّاماً مَعْلُومَةً ، كَما ضَمِنْتَ لِأَوْلِياءِكَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (٤).

اللهُمَّ اعِلْ كَلِمَتَهُمْ يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، فَانِّي عَبْدُكَ الْخائِفُ مِنْكَ وَالرَّاجِعُ إِلَيْكَ ، وَالسَّائِلُ لَدَيْكَ وَالْمُتَوَكِّلُ عَلَيْكَ ، وَاللاّجِئُ بِفِناءِكَ ، فَتَقَبَّلْ دُعائِي وَتَسْمَعْ نَجْوايَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَهَدَيْتَهُ ، وَقَبِلْتَ نُسُكَهُ وَانْتَجَبْتَهُ ،

__________________

(١) هائمة : متحيرة.

(٢) استهل وجهه : ظهر فيه السرور.

(٣) أفلج حجته : أظهر.

(٤) النور : ٥٥.

٦٨

بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ.

أَسْأَلُكَ يا اللهُ بِلا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ أَلاَّ تُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَالْأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ـ وتذكرهم واحدا واحداً بأسمائهم إلى القائم عليه‌السلام ـ وَأَدْخِلْنِي فِيما أَدْخَلْتَهُمْ فِيهِ وَأَخْرِجْنِي مِمّا أَخْرَجْتَهُمْ مِنْهُ.

ثمّ عفّر (١) خدّيك على الأرض وقل :

يا مَنْ يَحْكُمُ بِما يَشاءُ وَيَعْمَلُ ما يُرِيدُ ، أَنْتَ حَكَمْتَ فِي أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ما حَكَمْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْكُوراً ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ ، فَإِنَّكَ ضَمِنْتَ إِعْزازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّةِ ، وَتَكْثِيرَهُمْ بَعْدَ الْقِلَّةِ ، وَإِظْهارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ (٢) ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَسْأَلُكَ يا إِلهِي وَسَيِّدِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ أَنْ تُبَلِّغَنِي أَمَلِي وَتَشْكُرَ قَلِيلَ عَمَلِي ، وَأَنْ تَزِيدَ فِي أَيَّامِي ، وَتُبَلِّغَنِي ذلِكَ الْمَشْهَدَ ، وَتَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ دُعِيَ فَأَجابَ إِلى طاعَتِهِمْ وَمُوالاتِهِمْ ، وَأَرِنِي ذلِكَ قَرِيباً سَرِيعاً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وارفع رأسك إلى السماء فانّ ذلك أفضل من حجة وعمرة ، واعلم انّ الله عزّ وجلّ يعطي من صلى هذه الصلاة في ذلك اليوم ودعا بهذا الدعاء عشر خصال : منها انّ الله تعالى يوقيه من ميتة السوء ، ولا يعاون عليه عدوا إلى ان يموت ، ويوقيه من المكاره والفقر ويؤمنه الله من الجنون والجذام ، ويؤمن ولده من ذلك إلى أربع أعقاب ، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه سبيلاً ، قال : قلت :

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ حَقِّكُمْ وَأَداءِ مَا افْتَرَضَ لَكُمْ بِرَحْمَتِهِ وَمَنِّهِ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (٣).

__________________

(١) عفّره في التراب : مرّغه ودسّه فيه.

(٢) خمل ذكره وصوته : خفي.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٣٠٩ ـ ٣١٣ ، أورده في مصباح الزائر : ١٣٨ مصباح المتهجد ٢ : ٧٨٢ ، المزار الكبير : ١٥٨ و ...

٦٩

ذكر الزيارة في يوم عاشوراء من كتاب المختصر من المنتخب ، فقال ما هذا لفظه : ثمّ تتأهّب للزّيارة ، فتبدء فتغتسل وتلبس ثوبين طاهرين وتمشي حافيا إلى فوق سطحك أو فضاء من الأرض ، ثمّ تستقبل القبلة فتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ أَمِينِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ النَّبِيِّينَ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَأَفْضَلِ السَّابِقِينَ ، وَسِبْطِ خاتَمِ الْمُرْسَلِينَ ، وَكَيْفَ لا تَكُونَ كَذلِكَ سَيِّدِي ، وَأَنْتَ إِمامُ الْهُدى وَحَلِيفُ (١) التُّقى وَخامِسُ أَصْحابِ الْكِسَاءِ ، رُبِّيتَ فِي حِجْرِ الإِسْلامِ وَرُضِعْتَ مِنْ ثَدْيِ الإِيمانِ ، فَطِبْتَ حَيّاً وَمَيِّتاً.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِساحَتِكَ ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ مَعَكَ ، وَشَرَتْ نَفْسَها ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فِيكَ ، السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.

اشْهَدُ انْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَسْلِيماً ، عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ أَباكَ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ وَقائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، إِمامٌ افْتَرَضَ اللهُ طاعَتَهُ عَلى خَلْقِهِ ، وَكَذلِكَ أَخُوكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَكَذلِكَ أَنْتَ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِكَ.

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ

__________________

(١) الحليف : كل شيء لزم شيئا فلم يفارقه.

٧٠

الْمُنْكَرِ ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، حَتّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ مِنْ وَعْدِهِ ، فَاشْهِدُ اللهَ وَاشْهِدُكُمْ انِّي بِاللهِ مُؤْمِنٌ وَبِمُحَمَّدٍ مُصَدِّقٌ وَبِحَقِّكُمْ عارِفٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ما أَمَرَكُمْ بِهِ وَعَبَدْتُمُوهُ حَتّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ.

بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أَمَرَ بقَتْلِكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ شايَعَ عَلى ذلِكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَقَعَدُوا عَنْ نُصْرَتِكَ ، مِمَّنْ دَعاكَ فَأَجَبْتُهُ ، مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ ، فَقَدْ أَجابَكَ رَأْيِي وَهَوايَ ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ ، وَأَنَّ مَنْ خالَفَكَ عَلى ذلِكَ باطِلٌ ، فَيا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ، فَأَسْأَلُكَ يا سَيِّدِي أَنْ تَسْأَلَ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ فِي ذُنُوبِي ، وَأَنْ يُلْحِقَنِي بِكُمْ وَبِشِيعَتِكُمْ ، وَأَنْ يَأْذَنَ لَكُمْ فِي الشَّفاعَةِ وَأَنْ يُشَفِّعَكُمْ فِي ذُنُوبِي ، فَإِنَّهُ قالَ جَلَّ ذِكْرُهُ ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) (١).

صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَوْلادِكَ وَالْمَلائِكَةِ الْمُقِيمِينَ فِي حَرَمِكَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَعَلى الشُّهَداءِ الَّذِينَ اسْتَشْهَدُوا مَعَكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى وَلَدِكَ عَلِيِّ الاصْغَرِ الَّذِي فُجِعْتَ (٢) بِهِ.

ثم تقول :

اللهُمَّ إِنِّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ ، وَقَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ ، وَتَوَجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَتَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لِتَقْضِيَ عَنِّي مُفْتَرَضِي (٣) وَدَيْنِي ، وَتُفَرِّجَ غَمِّي وَتَجْعَلَ فَرَجِي مَوْصُولاً بِفَرَجِهِمْ.

__________________

(١) البقرة : ٢٥٥.

(٢) فجعه : أوجعه والفجع ان يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعذبه.

(٣) أي ما وجب على من الحقوق.

٧١

ثمّ امدد يديك حتى تُرى بياض إبطيك وقل :

يا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ لا تَهْتِكْ سِتْرِي ، وَلا تُبْدِ عَوْرَتِي ، وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، اللهُمَّ أَقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ رَضِيتَ عَمَلِي وَاسْتَجَبْتَ دَعْوَتِي ، يا اللهُ الْكَرِيمُ.

ثم تقول : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ.

ثم تبدأ وتقول :

السَّلامُ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ الزَّكِيِّ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، السَّلامُ عَلَى الرِّضا عَلِيِّ بْنِ مُوسى ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى الإِمامِ الْقائِمِ بِحَقِّ اللهِ وَحُجَّةِ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الرَّاشِدِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

ثم تصلي ست ركعات مثنى مثنى ، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرة ، وتقول بعد فراغك من ذلك :

اللهُمَّ يا اللهُ يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ ، يا سَمِيعُ يا عَلِيمُ يا عالِمُ ، يا كَبِيرُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا جَلِيلُ يا جَمِيلُ ، يا حَلِيمُ يا قَوِيُّ ، يا عَزِيزُ يا مُتَعَزِّزُ ، يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ ، يا جَبّارُ يا عَلِيُّ يا مُعِينُ ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا تَوَّابُ ، يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ يا مَعْبُودُ ، يا مَوْجُودُ ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا أَوَّلُ يا آخِرُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، وَيا ذَا الْعِزَّةِ وَالسُّلْطانِ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ يا اللهُ ، وَبِحَقِّ أَسْمائِكَ كُلِّها ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ وَضُرٍّ وَضِيقٍ أَنَا فِيهِ ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي وَتُبَلِّغَنِي امْنِيَّتِي وَتُسَهِّلَ لِي مَحَبَّتِي ، وَتُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي وَتُوصِلَنِي الى بُغْيَتِي سَرِيعاً عاجِلاً ، وَتُعْطِيَنِي سُؤْلِي وَمَسْأَلَتِي ، وَتَزِيدَنِي فَوْقَ

٧٢

رَغْبَتِي وَتَجْمَعَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ (١).

فصل (١٤)

فيما نذكره من زيارة الشهداء في يوم عاشوراء

رويناها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله عليه قال : حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عياش ، قال : حدثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي رحمه‌الله عليه ، قال : خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه‌الله ، وكنت حديث السنّ ، وكتبت استأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله عليه‌السلام وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم ، فخرج اليّ منه :

بسم الله الرحمن الرحيم ، إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم فقف عند رجلي الحسين عليه‌السلام ، وهو قبر علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فاستقبل القبلة بوجهك فانّ هناك حومة الشهداء عليهم‌السلام وأوم وأشر إلى علي بن الحسين عليه‌السلام وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ نَسْلِ (٢) خَيْرِ سَلِيلٍ مِنْ سُلالَةِ إِبْراهِيمَ الْخَلِيلِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيكَ ، إِذَ قالَ فِيكَ : قَتَلَ اللهُ قَوْماً قَتَلُوكَ ، يا بُنَيَّ ما أَجْرَأَهُمْ عَلَى الرَّحْمنِ وَعَلى انْتِهاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ ، عَلَى الدُّنْيا بَعْدَكَ الْعَفا (٣) ، كَأَنِّي بِكَ بَيْنَ يَدَيْهِ ماثِلاً وَلِلْكافِرِينَ قائِلاً :

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ

نَحْنُ وَبَيْتُ اللهِ أَوْلى بِالنَّبِيِ

أَطْعَنُكُمْ بِالرُّمْحِ حَتّى يَنْثَنِي

أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ أَحْمِي عَنْ أَبِي

ضَرْبَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَرَبِيِ

وَ اللهِ لا يَحْكُمُ فِينا ابْنُ الدَّعِيِ

حَتّى قَضَيْتَ نَحْبَكَ ، وَلَقِيتَ رَبَّكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلى بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ ،

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ٣١٣ ـ ٣١٦.

(٢) النسل : الولد.

(٣) العفا : اي درس لم يبق منها اثر.

٧٣

وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِهِ ، وَحُجَّتِهِ وَدِينِهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ وَأَمِينِهِ.

حَكَمَ اللهُ (١) عَلى قاتِلَكَ مُرَّةِ بْنِ مُنْقَذِ بْنِ النُّعْمانِ الْعَبْدِي ـ لَعَنَهُ اللهُ وَأَخْزاهُ ـ وَمَنْ شَرَكَهُ فِي قَتْلِكَ ، وَكانُوا عَلَيْكَ ظَهِيراً ، أَصْلاهُمُ (٢) اللهُ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً ، وَجَعَلَنَا اللهُ مِنْ مُلاقِيكَ (٣) وَمُرافِقِيكَ ، وَمُرافِقِي جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَمِّكَ وَأَخِيكَ ، وَأُمِّكَ الْمَظْلُومَةِ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْ أَعْدائِكَ اولِي الْجُحُودِ (٤) ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، الطِّفْلِ الرَّضِيعِ ، الْمَرْمِيِّ الصَّرِيعِ ، الْمُتَشَحِّطِ (٥) دَماً ، الْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ ، الْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حِجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اللهُ رامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كاهِلِ الْأَسَدِي وَذَوِيهِ.

السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مُبْلَى الْبَلاءِ ، وَالْمُنادِي بِالْوِلاءِ فِي عَرْصَةِ كَرْبَلاءِ ، الْمَضْرُوبِ مُقْبِلاً وَمُدْبِراً ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ هانِيَ بْنَ ثُبَيْت الْحَضْرَمِيِّ.

السَّلامُ عَلى أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، الْمُواسِي أَخاهُ بِنَفْسِهِ ، الآخِذُ لِغَدِهِ مِنْ أَمْسِهِ ، الْفادِي لَهُ ، الْواقِي السّاعِي إِلَيْهِ بِمائِهِ ، الْمَقْطُوعَةِ يَداهُ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلِيهِ (٦) يَزِيدَ بْنَ الرُّقادِ الْحَيْتِي (٧) وَحَكِيمَ بْنَ الطُّفَيْلِ الطَّائِي.

السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، الصّابِرِ بِنَفْسِهِ مُحْتَسِباً ، وَالنّائِي عَنِ الْأَوْطانِ مُغْتَرِباً ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلْقِتالِ ، الْمُسْتَقْدِمِ لِلنَّزالِ ، الْمَكْثُورِ (٨) بِالرِّجالِ ،

__________________

(١) حكم الله لك ( خ ل ).

(٢) اصلاه النار : ادخله إياها واثواه فيها.

(٣) موافقيك ( خ ل ).

(٤) وابرء إلى الله من قاتليك واسأل الله مرافقتك في دار الخلود ( خ ل ).

(٥) تشحّط بالدم : تضرّج به ، اضطرب فيه.

(٦) قاتله ( خ ل ).

(٧) في البحار : الجهني.

(٨) المكثور : الذي تكاثر عليه الناس فقهروه.

٧٤

لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ هانِيَ بْنَ ثُبَيْت الْحَضْرَمِي.

السَّلامُ عَلى عُثْمانَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، سُمِّيَ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، لَعَنَ اللهُ رامِيَهُ بِالسَّهْمِ خَوْلِيَ بْنَ يَزِيد الْأَصْبَحِيِّ الإيادِيَ (١) الدَّارِمِيَّ.

السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَتِيلِ الْأَيادِيِ (٢) الدَّارِمِيِّ لَعَنَهُ اللهُ وَضاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذابَ الْأَلِيمَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الصَّابِرِينَ.

السَّلامُ عَلى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الزَّكِيِّ الْوَلِيِّ ، الْمَرْمِيِّ بِالسَّهْمِ الرَّدِيِّ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَقَبَةِ الْغَنَوِيَّ.

السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الزَّكِيِّ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ وَرامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كاهِلٍ الْأَسَدِيَّ.

السَّلامُ عَلَى الْقاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ ، الْمَضْرُوبِ عَلى هامَتِهِ ، الْمَسْلُوبِ لأمَتُهُ (٣) ، حِينَ نادَى الْحُسَيْنَ عَمَّهُ ، فَجَلى عَلَيْهِ عَمُّهُ كَالصَّقْرِ ، وَهُوَ يَفْحَصُ (٤) بِرِجْلَيْهِ التُّرابَ ، وَالْحُسَيْنُ يَقُولُ : بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ ، وَمَنْ خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ جَدُّكَ وَأَبُوكَ.

ثُمَّ قالَ : عَزَّ وَاللهِ عَلى عَمِّكَ أَنْ تَدْعُوهُ فَلا يُجِيبُكَ ، أَوْ أَنْ يُجِيبَكَ وَأَنْتَ قَتِيلُ جَدِيلٌ فَلا يَنْفَعُكَ ، هذا وَاللهِ يَوْمٌ كَثُرَ واتِرُهُ (٥) وَقَلَّ ناصِرُهُ ، جَعَلَنِيَ اللهُ مَعَكُما يَوْمَ جَمْعِكُما ، وَبَوَّأَنِي مُبَوَّأَكُما ، وَلَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُرْوَة بْنِ نُفَيْل الْأَزْدِيَّ ، وَأَصْلاهُ جَحِيماً وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً أَلِيماً.

السَّلامُ عَلى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ الطَّيَّارِ فِي الْجِنانِ ، حَلِيفِ الإِيمانِ ، وَمُنازِلِ الْأَقْرانِ ، النَّاصِحِ لِلرَّحْمانِ ، التَّالِي لِلْمَثانِي وَالْقُرْآنِ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ

__________________

(١) الاباني ( خ ل ).

(٢) الاباني ( خ ل ).

(٣) اللأم : الدرع.

(٤) فحص التراب : قلبه وكشفه.

(٥) وتر فلاناً : أصابه بظلم أو مكروه.

٧٥

عَبْدَ اللهِ بْنِ قُطْبَة (١) الْبِهْبَهانِيَّ.

السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، الشّاهِدِ مَكانَ أَبِيهِ ، وَالتَّالِي لِأَخِيهِ ، وَواقِيةِ بِبَدَنِهِ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ عَامِرِ بْنَ نَهْشَل التَّمِيمِيَّ.

السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ عَقِيلِ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ وَرامِيَهُ بِشْرَ بْنَ خُوطٍ الْهَمْدانِيَّ ، السَّلامُ عَلى عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَقِيلٍ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ وَرامِيَهُ عُمَيْرَ بْنَ خالِدِ بْنِ أسَدِ الْجُهَنِيَ (٢).

السَّلامُ عَلَى الْقَتِيلِ بْنِ الْقَتِيلِ : عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَلَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ عامِرَ بْنِ صَعْصَعَة. وَقِيلَ : اسَدَ (٣) بْنَ مالِكٍ ، السَّلامُ عَلى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَلَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ وَرامِيَهُ عَمْرُو (٤) بْنَ صُبَيْحِ الصَّيْداوِيِّ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَلَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ لَقِيطَ بْنَ ناشِرِ الْجُهَنِيِّ.

السَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَعَنَ اللهُ قاتِلَهُ سُلَيْمانَ بْنِ عُوفِ الْحَضْرَمِيَّ. السَّلامُ عَلى قارِبٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى مُنْجِحٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ.

السَّلامُ عَلى مُسْلِمِ بْنِ عَوْسَجَةِ الْأَسَدِيِّ ، الْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الانْصِرافِ : أَنَحْنُ نُخَلِّي عَنْكَ ، وَبِمَ نَعْتَذِرُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَداءِ حَقِّكَ ، لا وَاللهِ حَتّى أَكْسِرَ فِي صُدُورِهِمْ رُمْحِي هذا ، وَأَضْرِبَهُمْ بِسَيْفِي ما ثَبَتَ قائِمةُ فِي يَدِي ، وَلا أُفارِقُكَ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي سِلاحٌ أُقاتِلُهُمْ بِهِ لَقَذَفْتُهُمْ بِالْحِجارَةِ ، وَلَمْ أُفارقْكَ حَتّى أَمُوتَ مَعَكَ ، وَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ شَرى نَفْسَهُ ، وَأَوَّلَ شَهِيدٍ شَهِدَ اللهُ (٥) وَقَضى نَحْبَهُ ، بِرَبِ (٦) الْكَعْبَةِ ، شَكَرَ اللهُ اسْتِقْدامَكَ وَمُواساتَكَ

__________________

(١) قطية ( خ ل ).

(٢) عمر ( خ ل ) ، في البحار : عثمان بن خالد بن أشيم.

(٣) أسيد ( خ ل ).

(٤) عمر ( خ ل ).

(٥) من شهد الله ( خ ل ).

(٦) في البحار : ورب.

٧٦

إِمامَكَ ، إِذا مَشى إِلَيْكَ وَأَنْتَ صَرِيعٌ ، فَقالَ : يَرْحَمُكَ اللهُ يا مُسْلِمَ بْنَ عَوْسَجَةِ ، وَقَرَأَ ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (١) ، لَعَنَ اللهُ الْمُشْتَرِكَيْنِ فِي قَتْلِكَ : عَبْدَ اللهِ الضَّبابِيَّ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ خَشْكارَةِ (٢) الْبَجَلِيّ (٣).

السَّلامُ عَلى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَنَفِيِّ ، الْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الانْصِرافِ : لا وَاللهِ لا نُخَلّيكَ حَتّى يَعْلَمَ اللهُ أَنّا قَدْ حَفِظْنا غَيْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله فِيكَ ، وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ احْرَقُ ثُمَّ أُذْرى ، وَيُفْعَلُ بِي ذلِكَ سَبْعِينَ مَرَّةً ما فارَقْتُكَ ، حَتّى أَلْقى حِمامِي (٤) دُونَكَ ، وَكَيْفَ لا افْعَلُ ذلِكَ وَإِنَّما هِيَ مَوْتَةٌ اوْ قَتْلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ بَعْدَها الْكَرامَةُ الَّتِي لَا انْقِضاءَ لَها ابَداً ، فَقَدْ لَقِيتَ حِمامَكَ ، وَواسَيْتَ إِمامَكَ ، وَلَقِيتَ مِنَ اللهِ الْكَرامَةَ فِي دارِ الْمَقامَةِ ، حَشَرَنَا اللهُ مَعَكُمْ فِي الْمُسْتَشْهَدِينَ ، وَرَزَقَنا مُرافَقَتَكُمْ فِي أَعْلى عِلِّيِّينَ.

السَّلامُ عَلى بِشْرِ (٥) بْنِ عُمَرَ الْحَضْرَمِيِّ ، شَكَرَ اللهُ لَكَ قَوْلَكَ (٦) لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ اذِنَ لَكَ فِي الانْصِرافِ : اكَلَتْنِي إِذَنْ السِّباعُ حَيّاً إِنْ فارَقْتُكَ وَاسْأَلُ عَنْكَ الرُّكْبانَ ، وَاخْذُلُكَ مَعَ قِلَّةِ الأَعْوانِ ، لا يَكُونُ هذا ابَداً.

السَّلامُ عَلى يَزِيد بْنِ حُصَيْنِ الْهَمْدانِيِّ الْمَشْرِقِيِ (٧) الْقارِي ، الْمُجَدِّلِ بِالْمَشْرَفِيِّ ، السَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ أَبِي كَعْبِ الأَنْصارِيِّ ، السَّلامُ عَلى نَعِيمِ بْنِ الْعِجْلانِ الأَنْصارِيِّ.

السَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ الْبَجَلِيِّ ، الْقائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي

__________________

(١) الأحزاب : ٢٣.

(٢) خسكارة ( خ ل ).

(٣) في بعض النسخ : ومسلم بن عبد الضباني ، وفي البحار : ومسلم بن عبد الله الضباني.

(٤) الحمام : كل ما قدر وقضى.

(٥) سعد ( خ ل ).

(٦) سعيك ( خ ل ).

(٧) المشرفي ( خ ل ).

٧٧

الانْصِرافِ : لا وَاللهِ لا يَكُونُ ذلِكَ ابَداً ، أَتْرُكُ ابْنَ رَسُولِ اللهِ أَسِيراً فِي يَدِ الأَعْداءِ وَانْجُو! لا أَرانِيَ اللهُ ذلِكَ الْيَوْمَ.

السَّلامُ عَلى عَمْرُو بْنَ (١) قُرْظَةِ الأَنْصارِيِّ ، السَّلامُ عَلى حَبِيبِ بْنِ مَظاهِرِ الأَسَدِيِّ ، السَّلامُ عَلَى الْحُرِّ بْنِ يَزِيد الرِّياحِيِّ.

السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرِ الْكَلْبِيِّ. السَّلامُ عَلى نافِعِ بْنِ هِلالِ بْنِ نافِعِ الْبَجَلِيِّ الْمُرادِيِّ.

السَّلامُ عَلى انَسَ بْنِ كاهِلِ الأَسَدِيِّ ، السَّلامُ عَلى قَيْسِ بْنِ مُسْهِرِ الصَّيْداوِيِّ ، السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ وَعَبْدِ الرَّحْمنِ ابْنَيْ عُرْوَة بْنِ حَرّاقِ الْغَفّارِيَّيْنِ.

السَّلامُ عَلى جُونِ (٢) بْنِ حَرِيٍّ مَوْلى ابِي ذَرِّ الْغفارِيِّ ، السَّلامُ عَلى شَبِيبِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ النَّهْشَلِي ، السَّلامُ عَلَى الْحَجّاجِ بْنِ يَزِيد السَّعْدِي ، السَّلامُ عَلى قاسِطٍ وَكَرْشِ (٣) ابْنَيْ ظُهَيْر (٤) التَّغْلِبِيَّيْنِ.

السَّلامُ عَلى كَنانَةِ بْنِ عَتِيقٍ ، السَّلامُ عَلى ضَرْغامَةِ بْنِ مالِكٍ ، السَّلامُ عَلى حَوِيِ (٥) بْنِ مالِكِ الضَّبُعِيِّ ، السَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ ضُبَيْعَة الضَّبُعِيِّ.

السَّلامُ عَلى زَيْدِ بْنِ ثُبَيْت الْقَيْسِيِّ ، السَّلامُ عَلى عَبْدِ اللهِ وَعُبَيْدِ اللهِ ابْنَيْ يَزِيد بْنِ ثُبَيْت (٦) الْقَيْسِيِّ.

السَّلامُ عَلى عامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ ، السَّلامُ عَلى قَعْنَبِ بْنِ عَمْرٍو التَّمْرِيِّ ، السَّلامُ عَلى سالِمٍ مَوْلى عامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ. السَّلامُ عَلى سَيْفِ بْنِ مالِكٍ.

السَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ بِشْرِ الْخَثْعَمِيِّ ، السَّلامُ عَلى زَيْدِ بْنِ (٧) مَعْقِلِ الْجُعْفِيِّ ،

__________________

(١) عمير ( خ ل ).

(٢) عون ( خ ل ).

(٣) كردوس ( خ ل ).

(٤) زهير ( خ ل ).

(٥) جوين ( خ ل ).

(٦) ثبيط ( خ ل ).

(٧) بدر ( خ ل ).

٧٨

السَّلامُ عَلَى الْحَجّاجِ بْنِ مَسْرُوقِ الْجُعْفِيِّ ، السَّلامُ عَلى مَسْعُودِ بْنِ الْحَجّاجِ وَابْنِهِ.

السَّلامُ عَلى مَجْمَعِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعائِذِي ، السَّلامُ عَلى عَمّارِ بْنِ حَسّانِ بْنِ شُرَيْحِ الطّائِي ، السَّلامُ عَلى حَيّانِ (١) بْنِ الْحارِثِ السَّلْمانِيِّ الْأَزْدِيِّ ، السَّلامُ عَلى جُنْدَبِ بْنِ حِجْرِ الْخَوْلانِيِّ.

السَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ خالِدِ الصَّيْداوِي ، السَّلامُ عَلى سَعِيدٍ مَوْلاهُ ، السَّلامُ عَلى يَزِيد بْنِ زِيادِ بْنِ الْمُهاجِرِ (٢) الْكنْدِيِّ ، السَّلامُ عَلى زاهِرٍ (٣) مَوْلى عَمْرِو بْنِ الْحمِقْ الْخُزاعِيِّ ، السَّلامُ عَلى جَبَلَةِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبانِيِّ ، السَّلامُ عَلى سالِمٍ مَوْلى ابْنِ الْمَدَنِيَّةِ الْكَلْبِي.

السَّلامُ عَلى اسْلَمِ بْنِ كَثِيرِ الْأَزدِيِّ الْأَعْرَجِ ، السَّلامُ عَلى زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمِ الأَزدِيِّ ، السَّلامُ عَلى قاسِمِ بْنِ حَبِيبِ الأَزدِيِّ ، السَّلامُ عَلى عُمَرَ بْنِ جُنْدَبِ (٤) الْحَضْرَمِيِّ.

السَّلامُ عَلى ابِي ثمامَةِ (٥) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّائِدِي ، السَّلامُ عَلى حَنْظَلَةَ بْنِ اسْعَدِ الشَّبامِي (٦) ، السَّلامُ عَلى عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْكَدِرِ الارْحَبِي ، السَّلامُ عَلى عَمّارِ (٧) بْنِ ابِي سَلامَةِ الْهَمْدانِيِّ.

السَّلامُ عَلى عابِسِ بْنِ شَبِيبِ الشَّاكِرِيِّ ، السَّلامُ عَلى شَوْذَبِ مَوْلى شاكِرٍ ، السَّلامُ عَلى شَبِيبِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ سَرِيعٍ ، السَّلامُ عَلى مالِكَ بْنِ عَبْدِ بْنِ سَرِيعٍ.

__________________

(١) في البحار : حباب.

(٢) المظاهر ( خ ل ).

(٣) زاهر ( خ ل ).

(٤) عمر بن الأحدوث ( خ ل ).

(٥) تمامة ( خ ل ).

(٦) الشيباني ( خ ل ) ، سعد ( خ ل ).

(٧) أبي عمار ( خ ل ).

٧٩

السَّلامُ عَلَى الْجَرِيحِ الْمَأْسُورِ سَوّارِ بْنِ ابِي حِمْيَرِ (١) الْفَهْمِيِّ الْهَمْدانِيِّ ، السَّلامُ عَلَى الْمُرَثَّثِ (٢) مَعَهُ عَمْرُو بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَنْدَعِيِّ.

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خَيْرَ أَنْصارٍ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، بَوَّأَكُمُ اللهُ مُبَوَّءَ الْأَبْرارِ ، اشْهَدُ لَقَدْ كَشَفَ اللهُ لَكُمُ الْغِطاءَ ، وَمَهَّدَ لَكُمُ الْوِطاءَ ، وَاجْزَلَ لَكُمُ الْعَطاءَ ، وَكُنْتُمْ عَنِ الْحَقِّ غَيْرَ بِطاءٍ ، وَانْتُمْ لَنا فُرَطاءُ ، وَنَحْنُ لَكُمْ خُلَطاءُ فِي دارِ الْبَقاءِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ (٣).

فصل (١٥)

فيما نذكره من فضل قراءة « قل هو الله أحد » في يوم عاشوراء

روي عن الصادق عليه‌السلام انّه قال : من قرأ يوم عاشوراء ألف مرة سورة الإخلاص ، نظر الرحمن إليه ، ومن نظر الرحمن إليه لم يعذّبه أبداً (٤).

أقول : لعلّ معنى نظر الرّحمن إليه ، أراد به نظر الرحمة للعبد والرضا عنه والشفقة عليه.

فصل (١٦)

فيما نذكره ممّا ينبغي ان يكون الإنسان عليه يوم عاشوراء من الأسباب التي تقرّبه إلى الله جلّ جلاله وإلى رسوله صلوات الله عليه وآله

اعلم انّا قد قدّمنا من آداب يوم عاشوراء والعبادات فيه ، ما فيه كفاية لمن اطّلع على معانيه وعمل فيها بما يقرّبه إلى الله جلّ جلاله ومراضيه ، ولكنّا نذكر في هذا الفصل ما يفتحه الله جلّ جلاله من زيادة استظهار لتحصيل السعادة ، فنقول :

__________________

(١) سوّار بن أبي خير ( خ ل ).

(٢) المرتّب ( خ ل ) ، أقول : المرثث بصيغة المفعول الذي حمل من المعركة رثيثاً ، أي جريحاً وبه رمق.

(٣) عنه البحار ٤٥ : ٦٤ ـ ٧٤ ، ١٠١ : ٢٦٩ ـ ٢٧٤ ، أورده في مصباح الزائر : ١٤٨ ـ ١٥١ ، المزار الكبير : ١٦٢ ـ ١٦٤.

(٤) عنه البحار ٩٨ : ٣٤٣.

٨٠