الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-428-1
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٣

فصل : فيما نذكره من فضل صوم خمسة وعشرين يوما من شعبان.

فصل : فيما نذكره من عمل الليلة السادسة والعشرين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من فضل صوم ستّة وعشرين يوما من شعبان.

فصل : فيما نذكره من عمل الليلة السابعة والعشرين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من فضل صوم سبعة وعشرين يوما من شعبان.

فصل : فيما نذكره من تأكيد صيام ثلاثة أيام من آخر شعبان.

فصل : فيما نذكره من عمل الليلة الثامنة والعشرين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من فضل صوم ثمانية وعشرين يوما من شعبان.

فصل : فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة والعشرين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من فضل صوم تسعة وعشرين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من عمل الليلة الثلاثين من شعبان.

فصل : فيما نذكره من فضل صوم يوم الثلاثين من شعبان.

فصل : فيما نذكره مما يختم به شهر شعبان.

واعلم انّ هذه الشّهور الّتي يأتي ذكر عبادتها وشرح خيراتها ، هي كالمراحل والمنازل من حيث خرج الإنسان من بطن أمّه إلى ان يصل إلى انقضاء أمر الدنيا الزائل ، وفي كلّ منزل منها مذ ارتضاه مولاه لتشريفه بتكليفه ذخائر وكنوز وجواهر ، بقدر ما تضمّنه النقل والشرع الظاهر والمسافة بعيدة إلى دار السعادة.

فمهما ظفر به المسافر من الذخائر ، فإنّه ما يستغني عن الزيادة ، فإنّ بين يدي المتشرّف بالتكليف مقام طويل تحت التراب لا يقدر فيه على خدمة السلطان الحساب ، وينقطع عنه شرف الوصلة بينه وبين مولاه أيّام كان يخدمه ويزداد من ذخائر رضاه.

ويفقد ذلك الانس الّذي كان يجده من حضرة القدس ولذّة الخطاب والجواب وحلاوة مجالسة العبد مع مالكه ربّ الأرباب ، ويعدم ما كان يرتاح له ويحنّ إليه من التشوّق الذي يجده المحبّ لمحبوبه إذا سافر للقدوم عليه ، ويخلع عنه خلع العزّة التي كان يقوى بها بمجاورة حياته وعقله وعناياته ، ويؤخذ منه بالغناء تاج الدّولة الّتي كان واليا

٢١

عليها بطاعة مولاه ومراقباته ، ويسلب كرامة الغنى وكثيرا من المنى بذهاب الاختيار الّذي كان وهبه مالك رقّه ، ويجد نفسه أسيرا بعد عتقه ويطوي صحائف عمل سعاداته الباقية ، ويعزل عن ديوان المعاملة للأبواب الإلهية العالية ، فاذكّر نفسي وغيري بفقدان هذه السّاعات ، واوصي باغتنام أوقات العنايات قبل حلول الحادثات ونوازل الملمّات (١).

وهذا شرح أبواب الشهور وما فيها من الخير المذخور ، ونبدأ بالإشارة إلى بعض تأويل ما ورد من الاختلاف في الاخبار هل أوّل السنة شهر رمضان أو شهر المحرم ، فنقول :

قد ذكرنا في الجزء السادس من الّذي سمّيناه كتاب المضمار السباق واللحاق بصوم شهر إطلاق الأرزاق وعتاق الأعناق ما معناه :

انّه يمكن ان يكون أوّل السنة في العبادات والطاعات شهر رمضان ، وان يكون أوّل السنة لتواريخ أهل الإسلام وتجدّدات العام شهر المحرم ، وقدّمنا هناك بعض الاخبار المختصّة بأنّ أوّل السّنة شهر رمضان (٢) ، وسيأتي في حديث عن الرضا عليه‌السلام في عمل أوّل يوم من محرّم يقتضي دعائه انّ أول السنة المحرم.

ورويت بعدة أسانيد قد ذكرتها في كتاب الإجازات إلى الطبري من تاريخه في سنة ستّة عشر من الهجرة ما هذا لفظه :

قال فيها كتب التاريخ في شهر ربيع الأول ، وقال : حدثني ابن أبي سيرة ، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن ابن المسيب قال : أوّل من كتب التّاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته ، فكتب لستة عشر من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : حدثنا الدراوردي ، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت سعيد بن المسيّب يقول : جمع عمر بن الخطاب الناس فسألهم أيّ يوم نكتب؟ فقال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : من يوم هاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وترك ارض الشرك ، فقبله

__________________

(١) الملمات جمع الملمة ، وهي حادثة الدهر.

(٢) شهر الصيام ( خ ل ).

٢٢

عمر. » (١)

أقول : هذا معاضد للتأويل الّذي ذكرناه ، ولا يسقط شيء من الأخبار المختلفة في أوّل السنة ، ويكون لكلّ وجه يختص بمعناه.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٤ : ٢٨ مع اختلاف.

٢٣
٢٤

الباب الأول

فيما نذكره ممّا يتعلّق بشهر المحرم وما فيه من حال معظم

وفيه فصول :

فصل (١)

فيما نذكره من شرف محلّه والتنبيه على ما جرى فيه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

اعلم انّ هذا شهر المحرّم كان في الجاهلية من جملة الزمان المعظّم يحرّمون فيه الابتداء بالحروب والقتال ، ويحترمونه ان يقع فيه ما يقع فيما دونه من سوء الأعمال والأقوال ، وجاء الإسلام شاهدا لهذا الشّهر بالتعظيم ، ودلّ فيه على العبادات الدّالة على ما يليق به من التّكريم.

فجرى فيه من انتهاك محارم الله جلّ جلاله والرسول الذي هداهم الله جلّ جلاله به إليه ودلّهم عليه ، من سفك دماء ذريّته العزيزين عليه ، ما لم يجر مثله في شيء من الأزمان ، وبالغ آل حرب وبنو أميّة في الاستقصاء على آل محمد صلوات الله عليه وآله وذهاب حرمة الإسلام والايمان.

وما وجدت في تاريخ سالف ولا حديث كفر متضاعف انّ قوما كانوا عاكفين على صورة حجر أو خشب يعبدونها بجهدهم ويطلبون من الحجر والخشب ما لا يقدر عليه من رفدهم ويخضعون لذلك الحجر والخشب ، وقد افتضحوا عند الألباب وصاروا من أعجب العجاب ، فحضر من دلّهم على أنّ الحجر والخشب لا ينفع من عبده ، ولا يدفع عمّن

٢٥

قصده ولا يدري لمن حمده أو جحده ، فلم يقبلوا من النّاصح الشفيق ، واجتهدوا في عداوته ومحاربته بكلّ طريق.

فاحتمل الناصح جهل المشفق عليه وتلافى (١) عداوته بالإحسان إليه ، حتّى أدّى الأمر إلى قهر هذا الضال الهالك ، وجذبه بغير اختياره إلى صواب المسالك.

فلمّا وقفه الناصح على صحيح المحجّة ، وعرّفه ما كان يجهله من الحجّة ، وأغناه بعد الفقر وجبره بعد الكسر ، وأعزّه بعد الذلّة ، وكثّره بعد القلة ، وأوطأه رقاب ملوك البلاد ، وأراه أبواب الظفر بسعادة الدنيا والمعاد ، قام ذاك الضّال عن الصواب الذي كان مفتضحا بعبادة الأحجار والأخشاب ومشابها للدّواب ، إلى ذريّة مولاه ، الّذي هداه وأحياه وأعتقه من رقّ الجهالة وأطلقه من أسر الضّلالة وبلغ به من السعادة ما لم يكن في حسابه.

فنازع هذا الناصح الشفيق ، الرفيق في ولده وفي ملكه ورئاسته وأسبابه ، وجذب عليهم سيفا كان للناصح في يديه ، وأطلق لسانه في ذرية ولاة المحسن إليه ، وسعى في التّقدم وأخذ ملكهم من أيديهم ، وسفك دمائهم ، وسبى ذريّتهم ونسائهم.

اما ترون هذا قبيحا في العقول السليمة وفضيعا في الآراء المستقيمة ، ويحكمون على فاعله بأنّه قد عاد على نحو ضلالة السالف ، وأوقع نفسه في المتألف وإلى الغدر والخيانة وسقوط المروّة والأمانة.

أفما كذا جرى لصاحب النبوة والوصية وولده مع من نازعهم في حقوق نبوته ورئاسته وهدايته ، فكيف صار الرعايا ملوكا لولد من حكّمهم في ملكه وساعين في استبعاد ولده أو هلكة أو إراقة دمه وسفكه.

تالله إنّ الألباب من هذا لنافرة غاية النفور ، وشاهدة انّ فاعله غير معذور.

أفترضون أن يصنع عبيدكم وغلمانكم وأتباعكم مع ذريتكم أو أقرب قرابتكم ، ما صنع عبيد محمّد وغلمانه واتباعه مع ذريته.

__________________

(١) تلقّى ( خ ل ).

٢٦

كيف اشتبه هذا الحال عليكم مع ظهور حجّته ، لقد بلينا معشر فروع النبوّة والرسالة بمنازعة أهل الضلالة والجهالة ، وعقولهم شاهدة لنا بقيام الحجّة عليهم وقلوبهم ، عارفة بأنّنا أصحاب الإحسان إليهم ، وكان يكفيهم ان يتذكّروا ما ذكرناه ، من انّهم كانوا عاكفين عبادة الأحجار والأخشاب ومفارقين لاولى الأبصار والألباب ، والمشابهين للانعام والدواب ، وأموات المعنى احياء الصورة ، ومصائبهم عظيمة كبيرة.

فأحيينا بنبوّتنا وهدايتنا منهم أرواحا ميتة بالغفلات ، وجمعنا بينهم وبين عقول تائهة في مسافات الجهالات ، وانطقنا منهم ألسنا خرسة بقيود الهدر ، وانتجينا منهم خواطر كانت عقيمة بالحصا ومساوية للتراب والمدر ، واخرجناهم من مطامير الضلالة ، وهديناهم إلى مالك الجلالة ، وسقناهم بعصا الاعذار والإنذار ، وسقيناهم بكأس المبارّ والمسارّ ، حتّى خلّصناهم من عار الاغترار وإخطار عذاب النار ، وأذعنت لنا ألبابهم انّنا ملوكها ، وانّ بنا استقام سبيلها وسلوكها.

فصاروا بعد هذا الرّق الذي حكم لنا عليهم بالعبوديّة ، منازعين لنا في شرف العنايات الإلهيّة والمقامات النبويّة ، ان كان القوم قد جحدوا وعاندوا فليردّوا علينا ما دعوناهم إليه ودللناهم عليه ، فليرجعوا إلى أصنامهم وقصور أحلامهم وفتور إفهامهم ، فان الأحجار والأخشاب موجودة ، وهي أربابهم الّتي كانت نواصيهم بها معقودة.

وتالله لو كانوا قد أجابوا داعي نبوّتنا في ابتدائه بغير قهر ولا هوان ، لكان لهم بعض الفضل في فوائد الإسلام والايمان ، ولكنّهم أضاعوا كلّ حقّ كان يمكن ان يملكوه أو سبق كان يتهيّأ لهم ان يدركوه ، بأنّهم ما اجابونا إلى نجاتهم من ضلالهم وخلاصهم من وبالهم الاّ بالقهر الّذي أعراهم من الفضيلة بالكليّة ، وجعلها بأجمعها حقّا للدعوة المحمّديّة والصفوة العلويّة.

فصل (٢) فيما نذكره من عمل أوّل ليلة المحرّم

اعلم ان المواساة لأئمّة الزمان وأصحاب الإحسان في السرور والأحزان ، من

٢٧

مهمّات أهل الصفاء وذوي الوفاء والمخلصين في الولاء ، وفي هذا العشر كان أكثر اجتماع الأعداء على قتل ذريّة سيد الأنبياء صلوات الله عليه وآله ، والتهجّم بذلك على كسر حرمة الله جلّ جلاله مالك الدنيا والآخرة ، وكسر حرمة رسوله عليه‌السلام صاحب النعم الباطنة والظاهرة ، وكسر حرمة الإسلام والمسلمين ولبس أثواب الحزن على فساد أمور الدنيا والدين.

فينبغي من أوّل ليلة من هذا الشهر ان يظهر على الوجوه والحركات والسكنات شعار آداب أهل المصائب المعظمات في كلّما يتقلب الإنسان فيه ، وان يقصد الإنسان بذلك إظهار موالاة أولياء الله ومعاداة أعاديه وتفصيل ذلك موجود في العقول ومشروح في المنقول.

أقول : فمن الأحاديث عن ائمّة المعقول الذي يصدّق فيها المنقول للمعقول ما رويناه بعدّة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه من أماليه بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا عليه‌السلام : ان المحرم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرمة في أمرنا.

انّ يوم الحسين أقرح جفوننا واسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء (١) ، وأورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فان البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام.

ثم قال : كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة (٢) تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام (٣).

__________________

(١) يا ارض كرب وبلاء أورثتنا ( خ ل ).

(٢) الكآبة : الحزن.

(٣) أمالي الصدوق : ١١١.

٢٨

ومن المنقول من أمالي محمد بن علي بن بابويه رضوان الله جلّ جلاله عليه ما رويناه أيضا بإسناده إلى الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يا بن شبيب أصائم أنت؟ فقلت لا ، فقال : ان هذا اليوم هو الذي دعا فيه زكريا عليه‌السلام ربّه عزّ وجلّ ، فقال ( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ) (١) ، فاستجاب الله له وأمر ملائكته فنادت : زكريا ، ( وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ : ( أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً ) ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزّ وجلّ استجاب له كما استجاب لزكريا عليه‌السلام.

ثم قال : يا بن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها صلوات الله عليه وآله ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نسائه وانتهبوا (٢) ثقله ، فلا غفر الله ذلك لهم ابدا.

يا بن شبيب ان كنت باكياً فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام فإنه (٣) ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض مشبهون ، ولقد بكت السماوات والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لينصروه ، فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث (٤) غبر إلى ان يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره وشعارهم : يا آل ثارات الحسين (٥).

يا بن شبيب لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام انّه لما قتل جدّي الحسين عليه‌السلام أمطرت السّماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين عليه‌السلام حتى يصير دموعك على خدّيك غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ، يا بن شبيب ان سرّك ان تلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب

__________________

(١) آل عمران : ٣٨.

(٢) النهب : الغارة.

(٣) فابك للحسين فإنه ( خ ل ).

(٤) الشعث ـ ككتف ـ المغبر الرأس ، الشعث ـ بالفتح ـ انتشار الأمر وخلله.

(٥) أصله يا آل ثارات ، حذفت الهمزة من الآل للتخفيف ، فصار يا لثارات.

٢٩

عليك فزر الحسين عليه‌السلام.

يا بن شبيب ان سرّك ان تسكن الغرف المبنيّة في الجنّة مع النبي وآله صلوات الله عليهم ، فالعن قتلة الحسين عليه‌السلام ، يا بن شبيب ان سرّك ان يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ، يا بن شبيب ان سرّك ان تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا عليك بولايتنا ، فلو انّ رجلا تولّى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة. (١)

أقول : ورأيت في الجزء الثاني من تاريخ نيشابور للحاكم في ترجمة الحسين بن بشير بن القاسم ، قال الحاكم : ان الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه اثر ، وهي بدعة ابتدعها قتلة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام.

وامّا عمل هذه الليلة ، وهي أول ليلة من المحرم من دعوات أو صلوات أو عبادات ، فانّا ذاكرون من ذلك ما يهدينا إليه الله جلّ جلاله ، فاتح أبواب العنايات والسعادات.

فمن ذلك ما ذكره صاحب كتاب المختصر من المنتخب ، فقال : الدعاء إذا رأيت الهلال كبّر الله تعالى ، فقل :

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ ، اللهُ لا إِلهَ الاّ هُوَ رَبُّ الْعالَمِينَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَخَلَقَكَ وَقَدَّرَ مَنازِلَكَ (٢) وَجَعَلَكَ آيَةً لِلْعالَمِينَ ، يُباهِي اللهُ بِكَ الْمَلائِكَةَ.

اللهُمَّ أَهلهُ عَلَيْنا بِالأَمْنِ وَالإِيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، وَالْغِبْطَةِ وَالسُّرُورِ وَالْبَهْجَةِ ، وَثَبِّتْنا عَلى طاعَتِكَ وَالْمُسارَعَةِ فِيما يُرْضِيكَ ، اللهُمَّ بارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا ، وَارْزُقْنا خَيْرَهُ وَبَرَكَتَهُ ، وَيُمْنَهُ وَعَوْنَهُ وَفَوْزَهُ ، وَاصْرِفْ عَنّا شَرَّهُ وَبَلاءَهُ وَفِتْنَتَهُ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الدُّعاء عند استهلال المحرّم وأوّل يوم منه ، تقول :

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١١٢ ، عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٩٩ ، عنهما البحار ٤٤ : ٢٨٦ ، ورواه ابن قولويه في كأم الزيارات : ١٠٥.

(٢) قدرك في منازلك ( خ ل ).

٣٠

اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِكَلِماتِكَ وَأَسْمائِكَ الْحُسْنى كُلِّها وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَجَمِيعِ عِبادِكَ الصّالِحِينَ ، ألاّ تُخَلِّيَنِي مِنْ رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، يا اللهُ يا رَحْمانَ الْمُؤْمِنِينَ.

يا واحِدُ يا حَيُّ ، يا أَوَّلُ يا آخِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا مَلِكُ يا غَنِيُّ يا مُحِيطُ ، يا سَمِيعُ يا عَلِيمُ يا عَلِيُّ يا شَهِيدُ ، يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ ، يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ ، يا عَزِيزُ يا قَهّارُ ، يا خالِقُ يا مُحْسِنُ ، يا مُنْعِمُ يا مَعْبُودُ ، يا قَدِيمُ يا دائِمُ.

يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ ، يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا سَمِيعُ يا عَلِيمُ ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ ، يا جَوادُ يا ماجِدُ ، يا قادِرُ يا مُقْتَدِرُ ، يا قاهِرُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا قابِضُ يا باسِطُ ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَفُوُّ يا رَؤُوفُ يا غَفُورُ.

ها أَنَا ذا صَغِيرٌ فِي قُدْرَتِكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، راغِبٌ إِلَيْكَ مَعَ كَثْرَةِ نِسْيانِي وَذُنُوبِي ، وَلَوْ لا سَعَةُ رَحْمَتِكَ وَلُطْفِكَ وَرَأْفَتِكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكِينَ.

يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بِفَقْرِي إِلى جَمِيلِ نَظَرِهِ وَسَعَةِ رَحْمَتِهِ ، أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها ما عَلِمْتُ مِنْها وَما لَمْ أَعْلَمْ ، وَبِحَقِّكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَبِقِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَإِبادِكَ وَخُلْدِكَ وَسَرْمَدِكَ ، وَكِبْرِيائِكَ وَجَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَشَأْنِكَ وَمَشِيَّتِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَرْحَمَنِي وَتَقَدَّسَنِي بِلَمَحاتِ حِنانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَرِضْوانِكَ ، وَتَعْصِمَنِي مِنْ كُلِّ ما نَهَيْتَنِي عَنْهُ ، وَتُوَفِّقَنِي لِما يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَتَجْبُرَنِي عَلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ وَأَحْبَبْتَهُ مِنِّي.

اللهُمَّ امْلَأْ قَلْبِي وَقارَ جَلالِكَ ، وَجَلالَ عَظَمَتِكَ وَكِبْرِيائِكَ ، وَأَعِنِّي عَلى جَمِيعِ أَعْدائِكَ وَأَعْدائِي يا خَيْرَ الْمالِكِينَ ، وَأَوْسَعَ الرَّازِقِينَ ، وَيا مُكَوِّرَ الدُّهُورِ ، وَيا مُبَدِّلَ الْأَزْمانِ ، وَيا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ ، يا مُدَبِّرَ الدُّوَلِ وَالأُمُورِ وَالْأَيّامِ.

أَنْتَ الْقَدِيمُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ ، وَالْمالِكُ الَّذِي لا يَزُولُ ، سُبْحانَكَ وَلَكَ الْحَمْدُ بِحَمْدِكَ وَحَوْلِكَ عَلى كُلِّ حَمْدٍ وَحَوْلٍ ، دائِماً مَعَ دَوامِكَ وَساطِعاً بِكِبْرِيائِكَ ،

٣١

أَنْتَ إِلهِي وَلِيُّ الْحامِدِينَ ، وَمَوْلَى الشّاكِرِينَ.

يا مَنْ مَزِيدُهُ بِغَيْرِ حِسابٍ ، وَيا مَنْ نِعَمُهُ لا تُجازى وَشُكْرُهُ لا يُسْتَقْصى (١) ، وَمُلْكُهُ لا يَبِيدُ ، وَأَيّامُهُ لا يُحْصى ، صِلْ أَيّامِي بِأَيّامِكَ مَغْفُوراً لِي مُحَرَّماً لَحْمِي وَدَمِي ، وَما وَهَبْتَ لِي مِنَ الْخَلْقِ وَالْحَياةِ وَالْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ عَلَى النّارِ ، يا جارَ الْمُسْتَجِيرِينَ ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، لِنَفْسِي وَدِينِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَجَسَدِي ، وَجَمِيعِ جَوارِحِي وَوالِدَيَّ وَأَهْلِي وَمالِي وَأَوْلادِي ، وَجَمِيعِ مَنْ يَعْنِينِي (٢) أَمْرُهُ وَسائِرِ ما مَلَكَتْ يَمِينِي عَلى جَمِيعِ مَنْ أَخافُهُ وَأَحْذَرُهُ ، بَرّاً وَبَحْراً مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَأَعَزُّ وَأَجَلُّ وَأَمْنَعُ مِمّا أَخافُ وَأَحْذَرُ ، عَزَّ جارُ اللهِ ، وَجَلَّ ثَناءُ اللهِ ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ.

اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي جِوارِكَ الَّذِي لا يُرامُ ، وَفِي حِماكَ الَّذِي لا يُسْتَباحُ وَلا يُذَلُّ ، وَفِي ذِمَّتِكَ الَّتِي لا تُخْفَرُ (٣) ، وَفِي مَنْعَتِكَ الَّتِي لا تُسْتَذَلُّ وَلا تُسْتَضامُ ، وَجارُ اللهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

اللهُمَّ يا كافِيَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ ، يا مَنْ لَيْسَ مِثْلُ كِفايَتِهِ شَيْءٌ ، اكْفِنِي كُلَّ شَيْءٍ حَتّى لا يَضُرَّنِي مَعَكَ شَيْءٌ ، وَاصْرِفْ عَنِّي الْهَمَّ وَالْحُزْنَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ (٤) الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، يا اللهُ يا كَرِيمُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَدْرَءُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدائِي وَكُلِّ مَنْ يُرِيدُنِي بِسُوءٍ (٥) ، وَأَعُوذُ

__________________

(١) في البحار : لا يقضى.

(٢) يعنيني : يهمني.

(٣) الخفر : الإجارة والحفظ ، والمعنى : ذمتك حافظ كل شيء فلا تحفظ ذمتك شيء.

(٤) بك ( خ ل ).

(٥) يريد بي سوء ( خ ل ).

٣٢

بِكَ مِنْ شَرِّهِمْ ، وَأَسْتَعِينُكَ عَلَيْهِمْ ، فَاكْفِنِيهِمْ بِما شِئْتَ وَكَيْفَ شِئْتَ وَمِنْ حَيْثُ شِئْتَ وَأَنّى شِئْتَ ، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا ، أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُما الْغالِبُونَ.

إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ، لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى ، إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً ، اخْسَؤا فِيها وَلا تُكَلِّمُونَ.

أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ بِعِزَّةِ اللهِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ مُمْتَنِعاً ، وَبِكَلِماتِ اللهِ التّامّاتِ كُلِّها مُحْتَرِزاً ، وَبِأَسْماءِ اللهِ الْحَسَنَةِ مُتَعَوِّذاً ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ مُوسى وَهارُونَ ، وَرَبِّ عِيسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفّى ، مِنْ شَرِّ الْمَرَدَةِ مِنَ الْجِنِّ وَالانْسِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ.

أَخَذْتُ سَمْعَ كُلِّ طاغٍ وَباغٍ وَعَدُوٍّ وَحاسِدٍ مِنَ الْجنِّ وَالانْسِ ، عَنِّي وَعَنْ أَوْلادِي وَأَهْلِي وَمالِي وَجَمِيعِ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ ، وَأَخَذْتُ سَمْعَ كُلِّ مُطالِبٍ وَبَصَرَهُ ، وَقُوَّتَهُ ، وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، وَلِسانَهُ وَشَعْرَهُ وَبَشَرَهُ وَجَمِيعَ جَوارِحِهِ بِسَمْعِ اللهِ ، وَأَخَذْتُ أَبْصارَهُمْ عَنِّي بِبَصَرِ اللهِ.

وَكَسَرْتُ قُوَّتَهُمْ عَنِّي بِقُوَّةِ اللهِ وَبِكَيْدِ اللهِ الْمَتِينِ ، فَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيَّ سُلْطانٌ وَلا سَبِيلٌ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ حِجابٌ مَسْتُورٌ ، بِسِتْرِ اللهِ وَسِتْرِ النُّبُوَّةِ الَّذِي احْتَجَبُوا بِهِ مِنْ سَطَواتِ الْفَراعِنَةِ ، فَسَتَرَهُمُ اللهُ بِهِ.

جَبْرَئِيلُ عَنْ أَيْمانِكُمْ ، وَمِيكائِيلُ عَنْ شَمائِلِكُمْ ، وَمُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ ، وَاللهُ جَلَّ وَعَزَّ عالٍ عَلَيْكُمْ ، وَمُحِيطٌ بِكُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيكُمْ وَمِنْ وَرائِكُمْ ، وَآخِذٌ بِنَواصِيكُمْ وَبِسَمْعِكُمْ وَأَبْصارِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ ، وَأَلْسِنَتِكُمْ وَقُواكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ، يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ شُرُورِكُمْ.

وَجَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ، شاهَتِ الْوُجُوهُ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ، طه حم لا يُبْصِرُونَ.

٣٣

اللهُمَّ يا مَنْ سِتْرُهُ لا يُرامُ ، وَيا مَنْ عَيْنُهُ لا تَنامُ ، اسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الَّذِي لا يُرامُ ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ مِنَ الآفاتِ كُلِّها ، حَسْبِيَ اللهُ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ ، حَسْبِيَ اللهُ الَّذِي يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ.

حَسْبِيَ الْخالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقِينَ ، حَسْبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِينَ ، حَسْبِيَ مَنْ لا يَمُنُّ مِمَّنْ يَمُنُّ ، حَسْبِيَ اللهُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ ، حَسْبِيَ اللهُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ.

حَسْبِيَ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، حَسْبِيَ اللهُ وَكَفَى ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا ، لَيْسَ وَراءَ اللهِ مُنْتَهى ، وَلا مِنَ اللهِ مَهْرَبٌ وَلا مَنْجا ، حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي جِوارِكَ الَّذِي لا يُرامُ ، وَفِي حِماكَ الَّذِي لا يُسْتَباحُ ، وَفِي ذِمَّتِكَ الَّتِي لا تُخْفَرُ ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لا يُرامُ ، وَأَدْخِلْنِي فِي عِزَّكَ الَّذِي لا يُضامُ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا رَحْمانُ.

اللهُمَّ يا اللهُ لا تُهْلِكْنِي وَأَنْتَ رَجائِي ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَما شاءَ اللهُ كانَ ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَجَلالِ وَجْهِهِ ، وَما وَعاهُ اللَّوْحُ مِنْ عِلْمِ اللهِ ، وَما سَتَرَتِ الْحُجُبُ مِنْ نُورِ بَهاءِ اللهِ.

اللهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ مُعِيلٌ فَقِيرٌ طالِبٌ حَوائِجَ قَضاؤُهُ بِيَدِكَ ، فَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ بِاسْمِكَ الْواحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْكَبِيرِ الْمُتَعالِ ، الَّذِي مَلَأَ الْأَرْكانَ كُلَّها حِفْظاً وَعِلْماً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَ يَوْمِي هذا وَأَوَّلَ شَهْرِي هذا وَأَوَّلَ سَنَتِي هذِهِ صَلاحاً ، وَأَوْسَطَ يَوْمِي هذا وَأَوْسَطَ شَهْرِي هذا وَأَوْسَطَ سَنَتِي هذِهِ فَلاحاً ، وَآخِرَ يَوْمِي هذا وَآخِرَ شَهْرِي هذا وَآخِرَ سَنَتِي هذِهِ نَجاحاً ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ.

اللهُمَّ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ ، وَهذِهِ السَّنَةِ وَيُمْنَهُما وَبَرَكَتَهُما ، وَارْزُقْنِي

٣٤

خَيْرَهُما وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُما ، وَارْزُقْنِي فِيهِما الصِّحَّةَ وَالسَّلامَةَ وَالْعافِيَةَ ، وَالاسْتِقامَةَ وَالسَّعَةَ وَالدَّعَةَ وَالْأَمْنَ ، وَالْكِفايَةَ وَالْحَراسَةَ وَالْكَلاءَةَ ، وَوَفِّقْنِي فِيهِما لِما يُرْضِيكَ عَنِّي.

وَبَلِّغْنِي فِيهِما امْنِيَّتِي ، وَسَهِّلْ لِي فِيهِما مَحَبَّتِي ، وَيَسِّرْ لِي فِيهِما مُرادِي ، وَأَوْصِلْنِي فِيهِما إِلى بُغْيَتِي (١) ، وَفَرِّجْ فِيهما غَمِّي ، وَاكْشِفْ فِيهِما ضُرِّي ، وَاقْضِ لِي فِيهِما دَيْنِي ، وَانْصُرْنِي فِيهِما عَلى أَعْدائِي وَحُسَّادِي ، وَاكْفِنِي فِيهِما أَمْرَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

اللهُمَّ يا رَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ مِنَ الْمَهالِكِ فَأَنْقِذْنِي ، وَعَنِ الذُّنُوبِ فَاصْرِفْنِي ، وَعَمّا لا يَصْلَحُ وَلا يُغْنِي فَجَنِّبْنِي.

اللهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ ، وَلا هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلا رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ ، وَلا عُسْراً إِلاَّ يَسَّرْتَهُ ، وَلا سُوءاً إِلاَّ صَرَفْتَهُ ، وَلا خَوْفاً إِلاَّ أَمَنْتَهُ ، وَلا رُعْباً إِلاَّ سَكَّنْتَهُ ، وَلا سُقْماً إِلاَّ شَفَيْتَهُ ، وَلا حاجَةً إِلاَّ أَتَيْتَ عَلى قَضائِها فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسَأْتُ فَأَحْسَنْتَ ، وَأَخْطَأْتُ فَتَفَضَّلْتَ ، لِلثِّقَةِ مِنِّي بِعَفْوِكَ وَالرَّجاءِ مِنِّي لِرَحْمَتِكَ ، اللهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ وَبِحَقِيقَةِ هذا الرَّجاءِ لَمّا كَشَفْتَ عَنِّي الْبَلاءَ وَجَعَلْتَ لِي مِنْهُ مَخْرَجاً وَمَنْجا بِقُدْرَتِكَ وَفَضْلِكَ.

اللهُمَّ أَنْتَ الْعالِمُ بِذُنُوبِنا فَاغْفِرْها ، وَبأُمُورِنا فَسَهِّلْها ، وَبِدُيُونِنا فَأَدِّها ، وَبِحَوائِجِنا فَاقْضِها بِقُدْرَتِكَ وَفَضْلِكَ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ، بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَما شاءَ اللهُ كانَ (٢).

__________________

(١) البغية : الحاجة.

(٢) العلي العظيم ما شاء الله كان ( خ ل ).

٣٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، عَلى نَفْسِي وَدِينِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَجَمِيعِ جَوارِحِي ، وَما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَلى والِدَيَّ مِنَ النَّارِ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَلى أهْلِي وَمالِي وَأَوْلادِي ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَلى جَمِيعِ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطانِي رَبِّي.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ افْتَتَحْتُ شَهْرِي هذا وَسَنَتِي هذِهِ وَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ وَلا حَوْلَ لِي وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَما شاءَ اللهُ كانَ ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً ، وَسُبْحانَ اللهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) ، ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ. )

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هذَا الْيَوْمِ وَمِنْ شَرِّ هذَا الشَّهْرِ وَمِنْ شَرِّ هذِهِ السَّنَةِ وَمِنْ شَرِّ ما بَعْدَها ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَعْدائِي أَنْ يَفْرُطُوا عَلَيَّ وَأَنْ يَطْغَوْا ، وَأُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي ، وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي.

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) لِنَفْسِي بِي ، وَمُحِيطٌ بِي وَبِمالِي وَوالِدَيَّ وَأَوْلادِي وَأَهْلِي وَجَمِيعِ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ ، وَكُلِّ شَيْءٍ هُوَ لِي ، وَكُلِّ شَيْءٍ مَعِي ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، وَاعْتَصَمْتُ بِعُرْوَةِ اللهِ الْوُثْقى الَّتِي لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.

اللهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ قَدْرِكَ فِي هذِهِ السَّنَةِ وَما بَعْدَها حُسْنَ عافِيَتِي وَسَعَةَ رِزْقِي ، وَاكْفِنِي اللهُمَّ الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَاعْصِمْنِي أَنْ أُخْطِئَ ، وَارْزُقْنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ السَّبُعِ

٣٦

وَالسّارِقِ وَالْحَيّاتِ وَالْعَقارِبِ وَالْجِنِّ وَالانْسِ وَالْوَحْشِ وَالطَّيْرِ وَالْهَوامٍ (١) ، قُلِ اللهُ.

وَجَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّها وَآياتِكَ الْمُحْكَماتِ مِنْ غَضَبِكَ ، وَمِنْ شَرِّ عِقابِكَ وَمِنْ شِرارِ عِبادِكَ وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَما شاءَ اللهُ كانَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَتَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَبِيَدِكَ مَفاتِيحُ الْخَيْرِ وَأَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ.

اللهُمَّ إِنْ كانَ ما أُرِيدُهُ وَيُرادُ بِي خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَعاقِبَةِ أَمْرِي ، فَيَسِّرْهُ لِي وَبارِكْ لِي فِيهِ وَاصْرِفْ عَنِّي الْأَذى فِيهِ ، وَإِنْ كانَ غَيْرُ ذلِكَ خَيْراً فَاصْرِفْنِي عَنْهُ إِلى ما هُوَ أَصْلَحُ لِي بَدَناً وَعافِيَةً فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَاقْصِدْنِي إِلَى الْخَيْرِ حَيْثُما كُنْتُ ، وَوَجِّهْنِي إِلَى الْخَيْرِ حَيْثُما تَوَجَّهْتُ بِرَحْمَتِكَ.

وَأَعْزِزْنِي اللهُمَّ بِما اسْتَعْزَزْتَ بِهِ مِنْ دُعائِي هذا ، وَأُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نِسْيانِي وَعَجَلَتِي بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَما شاءَ اللهُ كانَ.

اللهُمَّ ما حَلَفْتُ مِنْ حَلْفٍ أَوْ قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ ، فَمَشِيَّتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلِكَ كُلِّهِ ، ما شِئْتَ مِنْهُ كانَ وَما لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

اللهُمَّ ما حَلَفْتُ فِي يَوْمِي هذا أَوْ فِي شَهْرِي هذا أَوْ فِي سَنَتِي هذِهِ مِنْ حَلْفٍ ، أَوْ قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ فَلا تُؤاخِذْنِي بِهِ ، وَاجْعَلْنِي مِنْهُ فِي سَعَةٍ وَفِي اسْتِثْناءٍ ، وَلا تُؤاخِذْنِي بِسُوءِ عَمَلِي وَلا تَبْلُغْ بِي مَجْهُوداً.

__________________

(١) الهامة : كل ذات سم يقتل ، فامّا ما يسم ولا يقتل فهو السأمة.

٣٧

اللهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فِي يَوْمِي هذا أَوْ فِي شَهْرِي هذا أَوْ فِي سَنَتِي هذِهِ فَأَرِدْهُ بِهِ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَافْلُلْ (١) عَنِّي حَدَّ (٢) مَنْ نَصَبَ لِي حَدَّهُ ، وَأَطْفِ عَنِّي نارَ مَنْ أَضْرَمَ لِي وقُودها.

اللهُمَّ وَاكْفِنِي مَكْرَ الْمَكَرَةِ ، وَافْقَأْ عَنِّي أَعْيُنَ السَّحَرَةِ ، وَاعْصِمْنِي مِنْ ذلِكَ بِالسَّكِينَةِ ، وَأَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الْحَصِينَةَ ، وَأَلْزِمْنِي كَلِمَةَ التَّقْوى الَّتِي أَلْزَمْتَها الْمُتَّقِينَ.

اللهُمَّ وَاجْعَلْ دُعائِي خالِصاً لَكَ ، وَاجْعَلْنِي أَبْتَغِي بِهِ ما عِنْدَكَ وَلا تَجْعَلْنِي أَبْتَغِي بِهِ أَحَداً سِواكَ ، اللهُمَّ يا رَبِّ جَنِّبْنِي الْعِلَلَ وَالْهُمُومَ وَالْغُمُومَ ، وَالْأَحْزانَ وَالْأَمْراضَ وَالْأَسْقامَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ وَالْجُهْدَ ، وَالْبَلاءَ وَالتَّعَبَ وَالْعِناءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

اللهُمَّ أَلِنْ لِي أَعْدائِي وَمُعامِلِيَّ وَمُطالِبِيَّ وَما غَلُظَ عَلَيَّ مِنْ أُمُورِي كُلِّها ، كَما أَلَنْتَ الْحَدِيدَ لِداوُدَ عليه‌السلام ، اللهُمَّ وَذَلِّلْهُمْ لِي كَما ذَلَّلْتَ الْأَنْعامَ لِوَلَدِ آدَمَ عليه‌السلام ، اللهُمَّ وَسَخِّرْهُمْ لِي كَما سَخَّرْتَ الطَّيْرَ لِسُلَيْمانَ عليه‌السلام.

اللهُمَّ وَأَلْقِ عَلَيَّ مَحَبَّةً مِنْكَ كَما أَلْقَيْتَها عَلى مُوسى بْنِ عِمْرانَ عليه‌السلام ، وَزِدْ فِي جاهِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَقُوَّتِي ، وَارْدُدْ نَعْمَتَكَ عَلَيَّ ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَمُنايَ وَحَسِّنْ لِي خَلْقِي ، وَاجْعَلْنِي مَهُوباً مَرْهُوباً مَخُوفاً ، وَأَلْقِ لِي فِي قُلُوبِ أَعْدائِي وَمُعامِلِيَّ وَمُطالِبَيَّ ، الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْمَهابَةَ ، وَسَخِّرْهُمْ لِي بِقُدْرَتِكَ.

اللهُمَّ يا كافِيَ مُوسى عليه‌السلام فِرْعَوْنَ ، وَيا كافِيَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله الْأَحْزابَ ، وَيا كافِيَ إِبْراهِيمَ عليه‌السلام نارَ النَّمْرُودِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ

__________________

(١) الفلّة : الثلمة في سيف.

(٢) الحدّ : الحاجز بين الشيئين ومنتهى الشيء ومن كل شيء حدّته.

٣٨

وَآلِ مُحَمَّدٍ (١) وَاكْفِنِي كُلَّ ما أَخافُ وَأَحْذَرُ بِرَحْمَتِكَ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ.

اللهُمَّ يا دَلِيلَ الْمُتَحَيِّرِينَ ، وَيا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيا مُرَوِّحُ عَنِ الْمَغْمُومِينَ ، وَيا مُؤَدِّي عَنِ الْمَديُونِينَ ، وَيا إِلهَ الْعالَمِينَ ، فَرِّجْ كُرْبِي وَهَمِّي وَغَمِّي ، وَأَدِّ عَنِّي وَعَنْ كُلِّ مَدْيُونٍ ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَمُنايَ ، وَافْتَحْ لِي مِنْكَ بِخَيْرٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ.

اللهُمَّ يا رَجائِي وَعُدَّتِي لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي ، وَأَصْلِحْ شَأْنِي كُلَّهُ ، وَافْتَحْ لِي أَبْوابَ الرِّزْقِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَعْلَمُ ، وَمَنْ حَيْثُ أَرْجُو وَمِنْ حَيْثُ لا أَرْجُو ، وَارْزُقْنِي السَّلامَةَ وَالْعافِيَةَ وَالْبَرَكَةَ فِي جَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي ، وَخِرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي خِيَرَةً فِي عافِيَةٍ ، وَكُنْ لِي وَلِيّاً وَحافِظاً وَناصِراً وَلَقِّنِي حُجَّتِي.

اللهُمَّ وَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عِبادِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُهُ بِها ، فِي مالِهِ أَوْ سَمْعِهِ أَوْ بَصَرِهِ أَوْ قُوَّتِهِ ، وَلا أَسْتَطِيعُ رَدَّها عَلَيْهِ وَلا تَحِلَّتَها مِنْهُ ، فَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ أَنْ تَرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ ، ثُمَّ تَهِبَ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، يا وَهّابَ الْعَطايا وَالْخَيْرَ ، اللهُمَّ وَلا تُخْرِجْنِي مِنَ الدُّنْيا وَلا خَيْرَ فِي رَقَبَتِي تَبِعَةٌ (٢) وَلا ذَنْبٌ إِلاَّ وَقَدْ غَفَرْتَ ذلِكَ لِي بِكَرَمِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةِ عَلَى الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ يا رَبِّ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ قَلْباً سَلِيماً ، وَلِساناً صادِقاً وَيَقِيناً نافِعاً ، وَرِزْقاً دارّاً هَنِيئاً ، وَرَحْمَةً أَنالُ بِها شَرَفَ كَرامَتِكَ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعافِيَةَ عافِيَةً تَتْبَعُها عافِيَةٌ ، شافِيَةٌ كافِيَةٌ ، عافِيَةَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

__________________

(١) وآل محمد ( خ ل ).

(٢) التبعة : ما يتبع المال من نوائب الحقوق.

٣٩

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أَنْ تَكُونَ لِي سَنَداً وَمُسْتَنَداً ، وَعِماداً وَمُعْتَمَداً ، وَذُخْراً وَمُدَّخَراً ، وَلا تُخَيِّبْ أَمَلِي وَلا تَقْطَعْ رَجائِي ، وَلا تُجْهِدْ بَلائِي ، وَلا تُسِئْ قَضائِي ، وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي ، اللهُمَّ ارْضَ عَنِّي بِرِضاكَ ، وَعافِنِي مِنْ جَمِيعِ بَلْواكَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللهُ ، يا أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ ، يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ ، يا مُغْنِي الْبائِسِ الْفَقِيرِ ، يا مُغِيثَ الْمُمْتَهَنِ (١) الضَّرِيرِ ، يا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ (٢) الْأَسِيرِ ، يا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ ، يا قاصِمَ كُلِّ جَبّارٍ مُتَكَبِّرٍ ، يا مُحْيِيَ الْعِظامِ وَهِيَ رَمِيمٌ ، يا مَنْ لا نِدَّ لَهُ وَلا شَبِيهٌ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ (٣) ، وَأَسْأَلُكَ يا إِلهِي بِكُلِّ ما دَعَوْتُكَ بِهِ مِنْ هذا الدُّعاءِ ، وَبِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّها ، وَبِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، وَبِجَدِّكَ الْأَعْلى ، وَبِكَ فَلا شَيْءَ أَعْظَمُ مِنْكَ ، أَنْ تَغْفِرَ لَنا وَتَرْحَمَنا فَإِنّا إِلى رَحْمَتِكَ فُقَراءُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ، الْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، وَاجْمَعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْراتِ (٤) ، وَاكْفِنِي اللهُمَّ يا رَبِّ ما لا يَكْفِينِيهِ أَحَدٌ سِواكَ ، وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي.

وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَسَهِّلْ لِي مَحابِّي كُلِّها ، فِي يُسْرِ مِنْكَ وَعافِيَةٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ( العَلِيِّ الْعَظِيمِ ) (٥) ، ما شاءَ اللهُ كانَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِي وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً ، ما شاءَ اللهُ كانَ ،

__________________

(١) الممتهن : المحتقر المبتلى بالضرر.

(٢) الكبل : القيد الضخم.

(٣) وآل محمد ( خ ل ).

(٤) في الخيرات ( خ ل ).

(٥) ليس في بعض النسخ.

٤٠