الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-428-1
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٣

وهو دعاء جليل مشهور بين أهل الرّوايات ، وقد صار موسماً عظيماً في يوم النصف من رجب معروفاً بالإجابات وتفريج الكربات ، ووجدت في بعض طرق من يرويه زيادات ، وسوف أذكر أكمل روايته احتياطاً للظفر بفائدته.

فمن الرواة من يرفعه إلى مولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه ، ومنهم من يرويه عن أم داود جدّتنا رضوان الله عليها وعليه.

فمن الروايات في ذلك أنّ المنصور لمّا حبس عبد الله بن الحسن وجماعة من آل أبي طالب وقتل ولديه محمّداً وإبراهيم ، أخذ داود بن الحسن بن الحسن ـ وهو ابن داية أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله عليه ، لأنّ أمّ داود أرضعت الصّادق عليه‌السلام منها بلبن ولدها داود ـ وحمله مكبلاً بالحديد.

قالت أمّ داود : فغاب عنّي حينا بالعراق ولم أسمع له خبرا ، ولم أزل أدعو وأتضرّع إلى الله جلّ اسمه وأسأل إخواني من أهل الديانة والجدّ والاجتهاد أن يدعو الله تعالى لي وأنا في ذلك كلّه لا أرى في دعائي الإجابة.

فدخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليه يوماً أعوده من (١) علّة وجدها ، فسألته عن حاله ودعوت له فقال لي : يا أمّ داود! ما فعل داود ، وكنت قد أرضعته بلبنه؟ فقلت : يا سيّدي؟ وأين داود وقد فارقني منذ مدّة طويلة وهو محبوس بالعراق ، فقال : وأين أنت عن دعاء الاستفتاح ، وهو الدّعاء الّذي تفتح له أبواب السماء ، ويلقى صاحبه الإجابة من ساعته ، وليس لصاحبه عند الله تعالى جزاء إلاَّ الجنّة ، فقلت له : كيف ذلك يا ابن الصادقين؟

فقال لي : يا أمّ داود قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب ، وهو شهر مسموع فيه الدّعاء ، شهر الله الأصمّ ، فصومي الثلاثة الأيّام البيض ، وهو يوم الثالث عشر والرابع عشر ، والخامس عشر ، واغتسلي في يوم (٢) الخامس عشر وقت الزوال وصلّى الزوال ثماني

__________________

(١) في ( خ ل ).

(٢) اليوم ( خ ل ).

٢٤١

ركعات وفي إحدى الروايات : تحسّني (١) قنوتهنّ وركوعهنّ وسجودهن.

ثمّ صلّى الظهر وتركعين بعد الظهر ، وتقولين بعد الركعتين : يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ (٢) مائة مرّة ، ثمّ تصلّين بعد ذلك ثماني ركعات ـ وفي رواية أخرى : تقرءين في كلّ ركعة ، يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرّات ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وسورة الكوثر مرّة ـ ثمّ صلّى العصر.

ولتكن صلاتك في ثوب نظيف واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلّمك ، وفي رواية : وإذا فرغت من العصر فالبسي اطهر ثيابك ، واجلسي في بيت نظيف على حصير نظيف ، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يشغلك.

ثمّ استقبلي القبلة واقرئي الحمد مائة مرّة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة وآية الكرسي عشر مرّات ، ثم اقرئي سورة الأنعام وبني إسرائيل وسورة الكهف ولقمان ويس والصّافات ، وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان ، والفتح والواقعة وسورة الملك ون والقلم ، وإذا السّماء انشقّت وما بعدها إلى آخر القرآن ، وإن لم تحسني ذلك ولم تحسني قرائته من المصحف كرّرت ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ألف مرّة.

قال شيخنا المفيد : إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في يوم النصف من رجب أو لم تطق قراءة ذلك فلتقرء الحمد مائة مرّة وآية الكرسي عشر مرّات ثمّ تقرء الإخلاص ألف مرّة.

وأقول : ورأيت في بعض الروايات ، ويحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون على حال سفر أو في شيء من المهمات ، فيجزيه قراءة ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة.

ثمّ قال الصّادق عليه‌السلام في إحدى الروايات : فإذا فرغت من ذلك وأنت مستقبل القبلة فقولي :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، صَدَقَ اللهُ [ الْعَلِيُ ] (٣) الْعَظِيمُ ، الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ

__________________

(١) تحسنين ( خ ل ).

(٢) الطالبيين ( خ ل ).

(٣) من البحار.

٢٤٢

هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، الْحَلِيمُ (١) الْكَرِيمُ ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، الْبَصِيرُ الْخَبِيرُ ، شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، انَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرامُ ، وَأَنَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمَجْدُ ، وَلَكَ الْعِزُّ (٢) ، وَلَكَ الْقَهْرُ ، وَلَكَ النِّعْمَةُ ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ ، وَلَكَ الرَّحْمَةُ ، وَلَكَ الْمَهابَةُ ، وَلَكَ السُّلْطانُ ، وَلَكَ الْبَهاءُ ، وَلَكَ الامْتِنانُ ، وَلَكَ التَّسْبِيحُ ، وَلَكَ التَّقْدِيسُ ، وَلَكَ التَّهْلِيلُ ، وَلَكَ التَّكْبِيرُ ، وَلَكَ ما يُرى ، وَلَكَ ما لا يُرى ، وَلَكَ ما فَوْقَ السَّماواتِ الْعُلْى ، وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى ، وَلَكَ الْأَرَضُونَ السُّفْلى ، وَلَكَ الاخِرَةُ وَالأُولى ، وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرئِيلَ أَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ وَالْقَوِيِّ عَلى أَمْرِكَ ، وَالْمُطاعِ فِي سَماواتِكَ ، وَمَحالِّ كَراماتِكَ (٣) ، النَّاصِرِ لِأَوْلِيائِكَ (٤) الْمُدَمِّرِ لِأَعْدائِكَ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مِيكائِيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعِينِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافِيلَ حامِلِ (٥) عَرْشِكَ ، وَصاحِبِ الصُّورِ ، الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ وَالْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خِيفَتِكَ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى عِزْرائِيلَ مَلَكِ الرَّحْمَةِ (٦) ، الْمُوَكَّلِ عَلى عَبِيدِكَ وَإِمائِكَ ، الْمُطِيعِ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ ، قابِضِ أَرْواحِ جَمِيعِ خَلْقِكَ (٧) بِأَمْرِكَ.

__________________

(١) الحكيم ( خ ل ).

(٢) لك الفخر ( خ ل ).

(٣) المحتمل لكلماتك ( خ ل ).

(٤) الناصر لانبيائك ( خ ل ).

(٥) أحد حملة ( خ ل ).

(٦) في البحار : ملك الموت.

(٧) قابض أرواح عبادك ( خ ل ).

٢٤٣

اللهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ (١) الطَّاهِرِينَ ، وَعَلَى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ الطَّيِّبِينَ ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ وَخَزَنَةِ النيرانِ ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالْأَعْوانِ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتِكَ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّنا حَوَّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ الْمُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ (٢) ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الانْسِ ، الْمُتَرَدَّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدُسِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشيثَ وَإِدْرِيسَ ، وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ ، وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ، وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالْأَسْباطَ ، وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ ، وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ ، وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالْخِضْرَ وَذِي الْقَرْنَيْنِ ، وَيُونُسَ وَإِلْياسَ ، وَالْيَسَعَ وَذِي الْكِفْلِ ، وَطالُوتَ وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ ، وَزَكَرِيّا وَشَعْيا وَيَحْيى ، وَتُورَخَ وَمَتّى وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ ، وَدانِيالَ وَعُزَيْرٍ وَعِيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ ، وَالْحَوارِيِّينَ وَالْأَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةٍ وَ( لُقْمانَ ) (٣).

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ (٤) وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَوْصِياءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وَأَئِمَّةِ الْهُدى ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَبْدالِ وَالْأَوْتادِ وَالسُّيَّاحِ وَالْعُبَّادِ وَالْمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ ، وَأَهْلِ الْجِدِّ وَالاجْتِهادِ ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ ، وَأَجْزَلِ كَرامَاتِكَ ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً ، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَإِكْراماً (٥) ، حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَفاضِلِ الْمُقَرَّبِينَ.

__________________

(١) حملة عرشك ( خ ل ).

(٢) اللبس ( خ ل ).

(٣) ليس في بعض النسخ.

(٤) ترحمت ( خ ل ).

(٥) كرما ( خ ل ).

٢٤٤

اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اسَمِّ ، مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ ، وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلى أَرْواحِهِمْ (١) ، وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلى دُعائِكَ (٢) ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ ، وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ ، وَبِجُودِكَ إلى جُودِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ إلى رَحْمَتِكَ ، وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ.

وَأَسْأَلُكَ اللهُمَ (٣) بِكُلِّ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ ، مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ مَسْمُوعَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ ، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ.

يا اللهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَظِيمُ ، يا جَلِيلُ يا مُنِيلُ ، يا جَمِيلُ يا كَفِيلُ يا وَكِيلُ يا مُقِيلُ ، يا مُجِيرُ يا خَبِيرُ ، يا مُنِيرُ يا مُبِيرُ ، يا مَنِيعُ يا مُدِيلُ يا مُجِيلُ ، يا كَبِيرُ يا قَدِيرُ ، يا بَصِيرُ يا شَكُورُ ، يا بَرُّ يا طُهْرُ ، يا طاهِرُ يا قاهِرٌ ، يا ظاهِرٌ يا باطِنٌ.

يا ساتِرُ يا مُحِيطُ ، يا مُقْتَدِرُ يا حَفِيظُ ، يا مُجِيرُ يا قَرِيبُ ، يا وَدُودُ يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ ، يا مُبْدِئُ يا مُعِيدُ يا شَهِيدُ ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ ، يا قابِضُ يا باسِطُ ، يا هادِي يا مُرْسِلُ ، يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ ، يا مُعْطِي يا مانِعُ ، يا دافِعُ يا رافِعُ.

يا باقِي يا واقِي يا خَلاّقُ يا وَهّابُ يا تَوّابُ ، يا فَتّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ ، يا نَفّاعُ يا رَؤُوفُ يا عَطُوفُ ، يا كافِي يا شافِي ، يا مُعافِي يا مُكافِئ ، يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ ، يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ.

يا أَحَدُ يا صَمَدُ ، يا نُورُ يا مُدَبِّرُ ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا قُدُّوسُ ، يا ناصِرُ يا مُونِسُ ، يا باعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ ، يا بادِئُ (٤) يا مُتَعالِي ، يا مُصَوِّرُ يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ ، يا قائِمُ يا دائِمُ يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ يا جَوادُ يا بارِئُ ، يا بارُّ يا سارُّ ، يا عَدْلُ

__________________

(١) أجسادهم ( خ ل ).

(٢) طاعتك ( خ ل ).

(٣) بكرامتك ( خ ل ).

(٤) يا بارئ ( خ ل ).

٢٤٥

يا فاضِلُ يا دَيّانُ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ.

يا سَمِيعُ يا بَدِيعُ يا خَفِيرُ يا مُغَيِّرُ يا مُفْتِي (١) يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَدِيمُ (٢) ، يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ ، يا مُمِيتُ يا مُحْيِي ، يا رافِعُ (٣) يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ ، يا مُسَبِّبُ يا مُغِيثُ ، يا مُغْنِي يا مُقْنِي ، يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ (٤) ، يا شَدِيدُ يا غِياثُ يا عائِذُ يا قابِضُ.

وفي بعض الرّوايات : يا مُنِيبُ يا مُبِينُ يا طاهِرُ (٥) يا مُجِيبُ يا مُتَفَضِّلُ يا مُسْتَجِيبُ ، يا عادِلُ يا بَصِيرُ ، يا مُؤَمَّلُ يا مُسَدِّدُ (٦) ، يا أَوّابُ يا وافِي ، يا راشِدُ يا مَلِكُ يا رَبُّ ، يا مُعِزُّ يا مُذِلُّ ، يا ماجِدُ يا رازِقُ ، يا وَلِيُّ يا فاضِلُ يا سُبْحانُ.

يا مَنْ عَلى فَاسْتَعْلى ، فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا ، وَبَعُدَ فَنَأى ، وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى ، يا مَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ الْمَقادِيرُ ، يا مَنِ الْعَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَدِيرٌ.

يا مُرْسِلَ الرِّياحِ ، يا فالِقَ الإِصْباحِ ، يا باعِثَ الْأَرْواحِ ، يا ذَا الْجُودِ وَالسِّماحِ يا رادَّ ما قَدْ فاتَ ، يا ناشِرَ الْأَمْواتِ ، يا جامِعَ الشَّتاتِ ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ (٧) وَفاعِلَ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ (٨) وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ ، يا حَيُّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.

يا إِلهِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ

__________________

(١) يا مغني ( خ ل ).

(٢) يا كريم ( خ ل ).

(٣) يا نافع ( خ ل ).

(٤) يا حفيظ ( خ ل ).

(٥) يا ظاهر ( خ ل ).

(٦) يا رازق من يشاء بغير حساب.

(٧) كيف ما يشاء ( خ ل ).

(٨) وترحمت ( خ ل ).

٢٤٦

إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي ، وَانْفِرادِي وَوَحْدَتِي ، وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ.

أَدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ ، الذَّلِيلِ الْخاشِعِ ، الْخائِفِ الْمُشْفِقِ ، الْبائِسِ الْمَهِينِ الْحَقِيرِ ، الْجائِعِ الْفَقِيرِ ، الْعائِذِ الْمُسْتَجِيرِ ، الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ ، الْمُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ ، دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ ، وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ ، وَعَظُمَتْ فُجْعَتُهُ ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ ، بائِسٍ مِسْكِينٍ (١) ، بِكَ مُسْتَجِيرٍ.

اللهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِيكٌ وَأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ (٢) ، وَأَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الشَّهْرِ الْحَرامِ ، وَالْبَيْتِ الْحَرامِ وَالْبَلَدِ الْحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ ، وَالْمَشاعِرِ الْعِظامِ ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ.

يا مَنْ وَهَبَ لادَمَ شيثَ ، وَلِابْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ ، وَيا رادَّ مُوسى عَلى امِّهِ ، وَزائِدَ الْخِضْرِ فِي عِلْمِهِ ، وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ ، وَلِزَكَرِيّا يَحْيى ، وَلِمَرْيَمَ عِيسى ، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ ، وَيا كافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسى عَنْ والِدَتِهِ.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها ، وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ ، وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلِّ حَلْقَةِ ضِيقٍ (٣) بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي ، وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ ، وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ ، وَتُسَهِّلَ لِي كُلِّ عَسِيرٍ ، وَتَخْرُسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ (٤) ، وَتَكُفَّ عَنِّي كُلِّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي (٥) كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ ، وَتَمْنَعَ عَنِّي كُلَّ ظالِمٍ ، وَتَكْفِيَنِي كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ وَلَدِي (٦)

__________________

(١) مستكين ( خ ل ).

(٢) يكن ( خ ل ).

(٣) حلقة وضيق ( خ ل ).

(٤) بسوء ( خ ل ).

(٥) لي ( خ ل ).

(٦) وحاجتي وإخواني من المؤمنين والمؤمنات ووالدي ( خ ل ).

٢٤٧

وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ ، وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ.

يا مَنْ أَلْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدِينَ ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ ، وَأَذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرِينَ ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطِينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ (١) قَضاءَ حاجَتِي فِيما تَشاءُ.

ثمّ اسجدي على الأرض وعفّري خديك وقولي : « اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ ، فَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يا رَبِّ ».

واجتهدي أن تسحّ (٢) عيناك ولو بقدر رأس الذّبابة دموعاً ، فانّ ذلك علامة الإجابة (٣).

أقول : هذه سجدة إحدى الرّوايات ، وإذا كان موضع الإجابة ، وهو في محلّ السّجود ، فينبغي أن يستظهر في بلوغ المقصود ، بذكر ما رأيناه أو رويناه من اختلاف القول في سجدة هذه الدّعوات.

رواية أخرى في سجدة دعاء أمّ داود ، ما هذا لفظها : ثمّ اسجدي على الأرض وعفّري خدّيك وقولي : « اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ ، فَارْحَمْ ذُلِّي وَكَبْوَتِي لِحَرِّ وَجْهِي (٤) ، وَفَقْرِي (٥) وَفاقَتِي » ، واجتهدي في الدّعاء أن تسحّ عيناك ولو قدر رأس الإبرة فإنّ ذلك علامة الإجابة إن شاء الله.

رواية أخرى في سجدة هذا الدّعاء ما هذا لفظه : ثمّ اسجدي على الأرض وعفّري خدّيك وقولي :

« اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ ،

__________________

(١) تعجل ( خ ل ).

(٢) سح الماء : سال.

(٣) من علامات الإجابة ( خ ل ).

(٤) حر الوجه : ما أقبل عليك وبدا لك.

(٥) تفرّدي وفقري ( خ ل ).

٢٤٨

وَفَقْرِي وَفاقَتِي إِلَيْكَ ، وَارْحَمْ انْفِرادِي وَخُشُوعِي وَاجْتِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ ، اللهُمَّ بِكَ أَسْتَفْتِحُ وَبِكَ أَسْتَنْجِعُ وَبِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ (١) أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ.

اللهُمَّ سَهِّلْ لِي كُلَّ حُزُونَةٍ (٢) ، وَذَلِّلْ لِي كُلَّ صُعُوبَةٍ ، وَأَعْطِنِي مِنَ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو وَعافِنِي مِنَ الشَّرِّ ، وَاصْرِفْ عَنِّي السُّوءَ.

ثمّ قولي مائة مرّة : يا قاضِيَ حَوائِجِ الطَّالِبِينَ ، اقْضِ حاجَتِي بِلُطْفِكَ يا خَفِي الْأَلْطافِ ».

قال جعفر الصّادق عليه‌السلام : واجتهدي أن تسحّ عيناك ولو مقدار رأس الإبرة (٣) دموعاً ، فإنّه علامة إجابة هذا الدّعاء بحرقة القلب وانسكاب العبرة ، واحتفظي بما علّمتك.

رواية أخرى في سجدة هذا الدّعاء ما هذا لفظها : ثمّ اسجدي على الأرض وعفّري خديك ثمّ قولي في سجودك :

« اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَلَكَ صَلَّيْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَخُضُوعِي وَانْفِرادِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي وَكَبْوَتِي لِوَجْهِكَ وَإِلَيْكَ يا رَبِّ يا رَبِّ ».

واجتهدي أن تسحّ عيناك ولو بقدر رأس ذباب دموعاً ، فإنّ آية الإجابة لهذا الدّعاء حرقة القلب وانسكاب العبرة ، واحفظي ما علّمتك واحذري أن تعلّميه من يدعو به الباطل ، فانّ فيه اسم الله الأعظم الّذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطي ، فلو أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقاً والبحار من دونهما كان ذلك عند الله دون حاجتك لسهّل الله تعالى الوصول إلى ذلك ، ولو أنَّ الجنّ والإنس أعداؤك لكفاك الله مئونتهم وذلّل (٤) رقابهم.

__________________

(١) وآله ( خ ل ).

(٢) حزونتي ( خ ل ).

(٣) ذبابة ( خ ل ).

(٤) ذلل الله ( خ ل ).

٢٤٩

أقول : فإذا علمت ما ذكرنا من هذا الاحتياطات للعبادات والاستظهار في الرّوايات والسّجدات ، ولم يسمح عقلك بالخضوع ولا قلبك بالخشوع ، ولا عينك بالدّموع ، فاشتغل بالبكاء على قساوة قلبك ، وغفلتك عن ربّك وما أحاط بك من ذنبك ، عن الطمع في قضاء حاجتك الّتي ذكرتها في دعواتك ، وبادر رحمك الله إلى معالجة دائك وتحصيل شفائك ، فأنت مدنف المرض على شفاء وتب من كلّ ذنب ، واطلب العفو ممّن عوّدك أنّك إذا طلبت العفو منه عفى.

أقول : ونحن نذكر تمام رواية جدنا أمّ داود رضوان الله عليهما ليعلم كيفيّة تفصيل إحسان الله جلّ جلاله إليهما ، فلا تقنع لنفسك أن تكون معاملتك لله جلّ جلاله وإخلاصك له واختصاصك به والتوصّل في الظّفر برحمته وإجابته دون امرأة ، والنّساء رعايا للعقلاء ، والرّجال قوّامون على النساء ، وقبيح بالرئيس أن يكون دون واحد من رعيّته.

فقالت أمّ جدّنا داود رضوان الله عليه : فكتبت هذا الدّعاء وانصرفت ودخل شهر رجب وفعلت مثل ما أمرني به ـ تعني الصّادق عليه‌السلام ـ ثمّ رقدت تلك اللّيلة ، فلما كان في آخر اللّيل رأيت محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وكلّ من صلّيت عليهم من الملائكة والنّبيّين ، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم يقول (١) : يا أمّ داود أبشري وكلّ من ترين من إخوانك ـ وفي رواية أخرى : من أعوانك وإخوانك وكلّهم يشفعون لك ، ويبشّرونك بنجح حاجتك وأبشري فإنّ الله تعالى حفظك ويحفظ ولدك ويردّه عليك.

قالت : فانتبهت فما لبثت إلاّ قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجدّ المسرع العجل ، حتّى قدم عليّ داود ، فسألته عن حاله فقال : إِنّي كنت محبوسا في أضيق حبس وأثقل حديد ـ وفي رواية : وأثقل قيد ـ إلى يوم النّصف من رجب.

فلمّا كان اللّيل رأيت في منامي كأنّ الأرض قد قبضت لي ، فرأيتك على حصير صلاتك ، وحولك رجال رءوسهم في السّماء ، وأرجلهم في الأرض يسبّحون الله تعالى

__________________

(١) يقولون ( خ ل ).

٢٥٠

حولك ، فقال لي قائل منهم حسن الوجه ، نظيف الثوب ، طيّب الرائحة خلت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشر يا بن العجوزة الصّالحة ، فقد استجاب الله لأمّك فيك دعاءها.

فانتبهت ورسل المنصور على الباب ، فأدخلت عليه في جوف اللّيل فأمر بفكّ الحديد عنّي والإحسان إليّ وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، وحملت على نجيب وسوّقت بأشدّ السير وأسرعه ، حتّى دخلت المدينة ، قالت أمّ داود : فمضيت به إلى أبي عبد الله (١) عليه‌السلام ، فقال عليه‌السلام : إِنَّ المنصور رأى أمير المؤمنين عليّاً عليه‌السلام في المنام يقول له : أطلق ولدي وإلاّ ألقيتك في النّار ، ورأى كأنّ تحت قدميه النّار ، فاستيقظ وقد سقط في يديه فأطلقك يا داود.

قالت أمّ داود : فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : يا سيّدي أيدعى بهذا الدّعاء في غير رجب؟ قال : نعم ، يوم عرفة ، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتّى يغفر الله له ، وفي كلِّ شهر إذا أراد ذلك صام الأيّام البيض ودعا به في آخرها كما وصفت.

وفي روايتين : قال : نعم في يوم عرفة ، وفي كلّ يوم دعا ، فانّ الله يجيب إن شاء الله تعالى (٢).

فصل (٦٦)

فيما نذكره ممّا اشتمل عليه دعاء أمّ داود شرّفها الله بالعنايات من الآيات الظاهرات

اعلم انّ هذه الحكاية المشهورة والضّراعة المبرورة قد اشتملت على عدّة آيات ومعجزات وكرامات وعنايات :

فمن الآيات : ما ظهر من سرعة الإجابة على بساط الإنابة ، فهو في حكم الآية الباهرة لقدرة الله جلّ جلاله القاهرة والمعجزة لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتصديق رسالته

__________________

(١) الصادق ( خ ل ).

(٢) عنه بطوله البحار ٩٨ : ٣٩٧ ـ ٤٠٦ عنه بعضه البحار ٤٧ ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، نقله في البحار ٩٧ : ٤٢ ـ ٤٧ عن فضائل الأشهر الثلاثة : ٢٧ ، نقل دعاء أم داود مصباح الشيخ ٢ : ٨٠٧.

٢٥١

الطاهرة.

ومن المعجزات : أن سرعة إجابتها على مراها من حاجتها (١) فيه تصديق للقرآن الشريف بإجابة الداعي إذا دعاه وتصديق رسول الله (٢) صلوات الله عليه وآله الّذي أتى به القرآن ودعاه (٣) ورعاه.

ومن المعجزات : تعريف الصادق عن الله جلّ جلاله بأسرار الدعاء المشار إليه قبل إظهار إسراره وتصديق الله جلّ جلاله بما تفضّل به سبحانه من مبارّه ومسارّه.

ومن العنايات بجدّنا داود وأمّه جدّتنا رضوان الله جلّ جلاله عليهما وظهور توفيقهما والعناية بنا بطريقهما ، تعريف جدنا داود وهو بالعراق جواب دعاء والدته بالمدينة الشريفة في سرعة تلك الأوقات اللطيفة.

ومن العنايات بها : انّ هذا السرّ الإلهي المودع في هذا الاستفتاح كان مصونا عند أهل الفلاح ، حتّى وجد مولانا الصادق عليه‌السلام وأودّعه أمّنا أمّ داود رضوان الله عليها وعليه ، ووجدها أهلاً لا يذاع هذا السرّ لصدرها وبرهاناً على رفع قدرها وآية في صلاح أمرها وجبر كسرها.

ومن العنايات بها : انّ الله جلّ جلاله جعل جدّتنا أمّ داود أهلاً أن يظهر آياته على يديها وينسب معجزات رسوله (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله إليها.

ومن العنايات بها : ان أمّ موسى عليه‌السلام خصّها الله جلّ جلاله بالوحي إليها ووقفها من سلامة ولدها والشفقة عليه وعليها ، وقال جلّ جلاله ( إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها ) (٥) ، وما كانت لما ألقته في البحر قد علمت انّه حصل ولدها في يد الأعداء بل في وديعة ربها ، وأمّ داود لم تكن ممّن يحصل لها الانس بالوحي إليها ولا الثّقة

__________________

(١) حاجاتها ( خ ل ).

(٢) رسوله ( خ ل ).

(٣) وعاء ( خ ل ).

(٤) رسول الله ( خ ل ).

(٥) القصص : ١٠.

٢٥٢

بسلامة ولدها وإعادته عليها ، وربط الله جلّ جلاله على قلبها عند ظفر الأعداء بولدها وهو واحدها وقطعة كبدها.

أقول : وأمّ موسى عليه‌السلام أفضل من أمّ داود في غير هذه العنايات وأبلغ في السعادات لتخصيص الله جلّ جلاله بالوحي إليها ولقبولها وإلقاء ولدها إلى هول البحر بيديها ، ولأجل ولادتها لموسى عليه‌السلام العظيم الشّأن وصيانتها لاسرار الله تعالى في السّرّ والإعلان.

ومن العنايات بها : انّها لم يتشبّث (١) في تخليص ولدها العزيز عليها بأهل الدنيا المعظمين ، ولا بالذّلّ للملوك والسلاطين ، وقنعت بالله ربّ العالمين.

ومن العنايات بولدها وبها : قول مولانا علي عليه‌السلام عن جدّنا داود في المنام انّه ولده.

ومن العنايات به وبها : انّه قد كان مع جدّنا داود جماعة في الحبس من قومه صالحين فاختصّه بهذه (٢) الشّفاعة من دونهم أجمعين.

ومن العنايات بها : قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لولدها : يا بن العجوزة الصالحة ، وهذه شهادة منه صلوات الله عليه لها بالصلاح وسعادة صريحة واضحة راجحة ، وما قال عليه‌السلام بعد وفاته فهو كما قال في حياته ومن العنايات بها : ما رآها في المنام عقيب الدعاء بغير إهمال من صورة الملائكة والأنبياء والأولياء ومن بشّرها منهم بإجابة الدعاء والابتهال على وجه ما عرفت انّه جرى لغيرها مثله عند مثل تلك الحال.

ومن العنايات بها : انّ ابتداء ظهور هذه السنة الحسنة بطريقها يقتضي انّ كلّ من عمل بها وسلك سبيل توفيقها ثواب عمله في ميزانها ورافعاً عن (٣) علوّ شأنها.

ومن العنايات بها : انّ كلّ حاجة انقضت بهذه الدعوات مع استمرار الأوقات ،

__________________

(١) يتسبّب ( خ ل ).

(٢) فاختص ( خ ل ).

(٣) من ( خ ل ).

٢٥٣

فإنّها من جملة الآيات لله جلّ جلاله والمعجزات لرسوله صلوات الله عليه والكرامات للصادقين عليهم أفضل الصلوات ، فنور هذه المنيعة باق مع بقاء العاملين بها والموفقين لها.

ومن العنايات بها : انّه قد ظهر أدعية وسنن مأثورة على يد أمم كثيرة وذوي همم صغيرة وكبيرة ، ومع ذلك فلم يستمرّ الاهتمام بالعمل بها والقبول لها كما استمرّ العمل بهذا الدعاء على اختلاف الأوقات إلى هذه الغايات.

ومن العنايات بها : ان الملوك الّذين أطفئوا أَنواراً كثيرة من الأسرار والأخيار (١) ، لم يمكنهم الله جلّ جلاله من إطفاء أسرار هذا الدعاء ووفّق له من ينقله ويعمل به ولا يخاف كثرة الأعداء.

وروي ان يوم خامس عشر من رجب ، خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الشعب ، وانّ يوم خامس عشر من رجب عقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمولانا علي عليه‌السلام على مولاتنا فاطمة الزهراء عليه وعليهم‌السلام عقد النكاح باذن الله جلّ جلاله.

وفي هذا اليوم حوّلت القبلة من جهة بيت المقدس إلى الكعبة والنّاس في صلاة العصر إلى البيت الحرام.

فصل (٦٧)

فيما نذكره من عمل الليلة السادسة عشر من رجب

وجدناه في مواطن كثيرة التوفيق والترغيب في طاعة المالك الشفيق ، مرويّاً عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في اللّيلة السادسة عشر من شهر رجب ثلاثين ركعة بالحمد و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، لم يخرج من صلاته حتى يعطى ثواب سبعين شهيداً ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع كما بين مكة والمدينة ، وأعطاه الله براءة من النار

__________________

(١) سبل الأخيار ( خ ل ).

٢٥٤

وبراءة عن النفاق ويرفع عنه عذاب القبر (١).

فصل (٦٨)

فيما نذكره من فضل صوم ستّة عشر يوماً من شهر رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب ستّة عشر يوما كان في أَوائل من يركب على دوابّ من نور تطير بهم في عرضة الجنان إلى دار الرحمن (٢).

فصل (٦٩)

فيما نذكره من عمل الليلة السابعة عشر من رجب

وجدناه في طرق المراحم وموافق المكارم ، مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في اللّيلة السابعة عشر من رجب ثلاثين ركعة بالحمد مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، لم يخرج من صلاته حتى يعطى ثواب سبعين شهيداً ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع كما بين مكّة والمدينة ، وأعطاه الله براءة من النار وبراءة من النفاق ويرفع عنه عذاب القبر (٣).

فصل (٧٠)

فيما نذكره من فضل صوم سبعة عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضي‌الله‌عنه في أماليه وثواب الأعمال بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٢) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

(٣) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٥٥

ومن صام من رجب سبعة عشر يوما وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمرّ على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان تشيّعه الملائكة بالترحيب والتسليم (١).

فصل (٧١)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الثامنة عشر من رجب

وجدناه على طبق الضيافة وموائد الرحمة والرّأفة ، مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في اللّيلة الثامنة عشر من رجب ركعتين بالحمد مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والفلق والناس عشراً عشراً ، فإذا فرغ من صلاته قال الله لملائكته : لو كانت ذنوب هذا أكثر من ذنوب العشّارين لغفرتها له بهذه الصلاة ، وجعل الله بينه وبين النار ستّة خنادق ، بين كلّ خندق مثل ما بين السماء والأرض (٢).

فصل (٧٢)

فيما نذكره من فضل صوم ثمانية عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب ثمانية عشر يوماً ، زاحم إبراهيم الخليل عليه‌السلام في قبّته في قبّة (٣) الخلد على سرر الدرّ والياقوت (٤).

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٣) جنة ( خ ل ).

(٤) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

٢٥٦

فصل (٧٣)

فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة عشر من رجب

وجدنا ذلك في مذخور أوراق السرور ، مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ومن صلّى في الليلة التاسعة عشر من رجب اربع ركعات بالحمد مرة وآية الكرسي خمس عشرة مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرة ، أعطاه الله من الثواب مثل ما أعطى موسى عليه‌السلام وكان له بكل حرف ثواب شهيد ، ويبعث الله سبحانه إليه مع الملائكة ثلاث بشارات : الأولى لا يفضحه في الموقف ، الثّانية لا يحاسبه ، والثّالثة ادخل الجنّة بغير حساب ، وإذا وقف بين يدي الله تعالى يسلّم الله تعالى عليه ويقول له :

يا عبدي لا تخف ولا تحزن فانّي عنك راض والجنّة لك مباحة (١).

فصل (٧٤)

فيما نذكره من فضل صوم تسعة عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضي‌الله‌عنه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب تسعة عشر يوماً بني الله عزّ وجلّ له قصراً من لؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم وإبراهيم عليهما‌السلام في جنّة عدن يسلّم عليهما ويسلّمان عليه ، تكرمة لها وإيجاباً لحقّه ، وكتب له بكلّ يوم يصوم منه كصيام ألف عام (٢).

فصل (٧٥)

فيما نذكره من عمل الليلة العشرين من رجب

وجدناه في صدف جواهر اليوم الآخر ، مرويّا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٢) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

٢٥٧

ومن صلّى ليلة العشرين من رجب ركعتين بالحمد مرة وخمس مرات ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، يعطيه الله ثواب إبراهيم وموسى ويحيى وعيسى عليهم‌السلام ، ومن صلّى هذه الصلاة لا يصيبه شيء من الجنّ والإنس وينظر الله إليه بعين رحمته (١).

فصل (٧٦)

فيما نذكره من فضل صوم عشرين يوما من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب عشرين يوما فكأنّما عبد الله عشرين ألف عام (٢).

فصل (٧٧)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الحادية والعشرين من رجب

وجدناه في شجر ثمر الإقبال بالأعمال مرويّا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في الليلة الحادية والعشرين من رجب ستّ ركعات بالحمد مرة وسورة الكوثر عشر مرات و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، يأمر الله الملائكة الكرام الكاتبين الاّ يكتبوا عليه سيئة إلى سنة ، ويكتبون له الحسنات إلى ان يحول عليه الحول ، والذي نفسي بيده والذي بعثني بالحقّ نبيّا انّ من يحبّني ويحبّ الله فصلّى بهذه الصلاة ، وان كان يعجز عن القيام فيصلّي قاعدا فانّ الله يباهي به ملائكته ويقول : انّي قد غفرت له (٣).

فصل (٧٨)

فيما نذكره من فضل صوم أحد وعشرين يوما من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب ثواب

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٢) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

(٣) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٥٨

الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب أحد وعشرين يوما شفّعه الله يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، كلّهم من أهل الخطايا والذنوب (١).

فصل (٧٩)

فيما نذكره من عمل الليلة الثانية والعشرين من رجب

وجدناه في كتب فتح الأبواب إلى دار الثواب مرويّا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى الليلة الثانية والعشرين من رجب ثماني ركعات بالحمد مرة و ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) سبع مرات ، فإذا فرغ من الصلاة صلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر مرات واستغفر الله عزّ وجلّ عشر مرات ، فإذا فعل ذلك لم يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة ، ويكون موته على الإسلام ويكون له أجر سبعين نبيّا (٢).

فصل (٨٠)

فيما نذكره من فضل صوم اثنين وعشرين يوما من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوما نادى مناد من السماء : أبشر يا وليّ الله من الله بالكرامة العظيمة ومرافقة الّذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (٣).

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٣) ثواب الأعمال : ٨١ ، أمالي الصدوق : ٤٣٢ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٩.

٢٥٩

فصل (٨١)

فيما نذكره من فضل اليوم الثاني والعشرين من رجب وتأكيد صيامه

روينا ذلك بإسنادنا إلى شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب حدائق الرياض ، فقال عند ذكر رجب ما هذا لفظه :

اليوم الثاني والعشرون منه سنة ستّين من الهجرة أهلك الله أحد فراعنة هذه الأمّة معاوية بن أبي سفيان عليه اللعنة ، فيستحبّ صيامه شكرا لله على هلاكه.

فصل (٨٢)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الثالثة والعشرين من رجب

وجدناه في مناهل الجود الدّالة على مالك الوجود ، مرويّا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ومن صلّى في الليلة الثالثة والعشرين من رجب ركعتين بالحمد مرة وسورة والضّحى خمس مرّات ، أعطاه الله بكل حرف وبكل كافر وكافرة درجة في الجنّة وأعطاه الله ثواب سبعين حجّة وثواب من شيّع ألف جنازة وثواب من عاد ألف مريض وثواب من قضى ألف حاجة لمسلم (١).

فصل (٨٣)

فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة وعشرين يوما من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب ثلاثة وعشرين يوما نودي من السماء : طوبى لك يا عبد الله

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٦٠