الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-428-1
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال :

من صلّى في اليوم الثالث من رجب اربع ركعات ، يقرء بعد الفاتحة :

( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ ، وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ، لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ، وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ. أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ) (١).

أعطاه الله من الأجر ما لا يصفه الواصفون (٢).

وروي ان اليوم الثالث من رجب كان مولد مولانا علي بن محمد الهادي عليه‌السلام.

فصل (٣٢)

فيما نذكره من عمل الليلة الرابعة من رجب

وجدناه في كتب العبادات مرويّاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلّى في اللّيلة الرابعة من رجب مائة ركعة بالحمد مرة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) مرّة ، وفي الثانية الحمد مرة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) مرة ، وهكذا كل الركعات ينزل من كل سماء ملك يكتبون ثوابها له إلى يوم القيامة وجاء ووجهه مثل القمر ليلة البدر ، ويعطيه كتابه بيمينه ويحاسبه حساباً يسيراً (٣).

__________________

(١) البقرة : ١٦٣ ـ ١٦٥.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٧.

(٣) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٢١

فصل (٣٣)

فيما نذكره من فضل صوم أربعة أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلّها ، من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال ، وأجير من عذاب القبر ، ويكتب له مثل أجور أولى الألباب التوابين الأوّابين وأعطى كتابه بيمينه في أَوائل العابدين (١).

فصل (٣٤)

فيما نذكره من عمل الليلة الخامسة من رجب

وجدنا ذلك في كتب الأسباب إلى رضاء مالك يوم الحساب مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

من صلّى في الليلة الخامسة من رجب ستّ ركعات بالحمد مرّة وخمساً وعشرين مرة ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) أعطاه الله ثواب أربعين نبيّاً وأربعين صدّيقاً وأربعين شهيداً ، ويمرّ على الصّراط كالبرق اللاّمع على فرس من النور (٢).

فصل (٣٥)

فيما نذكره من فضل صوم خمسة أيّام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقاً على الله تعالى ان يرضيه يوم القيامة

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٧٩ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ٢٦ ، عنهم البحار ٩٧ : ٢٧.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٢٢

ويبعثه يوم القيامة ووجهه كالقمر في ليلة البدر وكتب له عدد رمل عالج حسنات وادخل الجنّة بغير حساب ويقال : تمنّ على ربّك ما شئت (١).

فصل (٣٦)

فيما نذكره من عمل اللّيلة السادسة من رجب

وجدنا ذلك فيما وقفنا عليه عن النبي صلوات الله عليه قال :

ومن صلّى في اللّيلة السادسة من رجب ركعتين بالحمد مرة وآية الكرسي سبع مرّات ، ينادي مناد من السماء : يا عبد الله أنت وليّ الله حقّاً حقّاً ، ولك بكلّ حرف قرأت في هذه الصلاة شفاعة من المسلمين ، ولك سبعون ألف حسنة ، لكلّ حسنة عند الله أفضل من الجبال التي في الدنيا (٢).

فصل (٣٧)

فيما نذكره من فضل صوم ستّة أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب ستّة أيام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ أشدّ بياضا من نور الشمس وأعطى سوى ذلك نوراً يستضيء به أهل الجمع يوم القيامة ، وبعثه الله من الآمنين يوم القيامة حتّى يمرّ على الصراط بغير حساب ، ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم (٣).

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٧٩ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ٢٦ ، عنهم البحار ٩٧ : ٢٧.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٥.

(٣) ثواب الأعمال : ٧٩ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ٢٧ ، عنهم البحار ٩٧ : ٢٧.

٢٢٣

فصل (٣٨)

فيما نذكره من عمل الليلة السابعة من رجب

وجدنا ذلك فيما نظرناه ممّا يقرّب العبد إلى مولاه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

من صلّى في الليلة السابعة من رجب اربع ركعات ، بالحمد مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثلاث مرات و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ويصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الفراغ عشر مرات ، ويقول الباقيات الصالحات : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ولا إلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ اكْبَرُ ، عشر مرات ، اظلّه الله في ظل عرشه (١) ويعطيه ثواب من صام شهر رمضان ، واستغفرت له الملائكة حتّى يفرغ من هذه الصلاة ، ويستهل عليه النزع وضغطة القبر ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنّة وآمنه الله من الفزع الأكبر (٢).

فصل (٣٩)

فيما نذكره من فضل صوم سبعة أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه رضوان الله عليه في أماليه وثواب الأعمال بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صام من رجب سبعة أيّام ، فإنّ لجهنّم سبعة أبواب ، يغلق الله عنه لصوم كل يوم باباً من أبوابها وحرّم الله جسده على النار (٣).

فصل (٤٠)

فيما نذكره من عمل الليلة الثامنة من رجب

وجدنا ذلك في كتب الصلوات في الأوقات الصالحات ، مرويّاً عن النبي صلّى الله

__________________

(١) تحت العرش ( خ ل ).

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٣) ثواب الأعمال : ٧٩ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٧.

٢٢٤

عليه وآله قال :

ومن صلّى في الليلة الثامنة من رجب عشرين ركعة بالحمد مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) والفلق والناس ثلاث مرات ، أعطاه الله ثواب الشاكرين والصابرين ورفع اسمه في الصديقين ، وله بكلّ حرف أجر كلّ صديق وشهيد وكأنّما ختم القرآن في شهر رمضان ، فإذا خرج من قبره تلقّاه سبعون ملكاً يبشّرونه بالجنّة ويشيّعونه إليها (١).

فصل (٤١)

فيما نذكره من فضل صوم ثمانية أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتاب ثواب الأعمال وأماليه قال :

ومن صام من رجب ثمانية أيام فإن في الجنّة ثمانية أبواب ، يفتح الله له بصوم كل يوم باباً من أبوابها ، فيقال له : ادخل من أيّ الأبواب شئت (٢).

فصل (٤٢)

فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة من رجب

وجدنا ذلك فيما يوجد أمثاله فيه ممّا يقرب إلى إقبال الله جلّ جلاله ومراضيه مرويّاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صلّى في الليلة التاسعة ركعتين بالحمد مرة و ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) خمس مرات ، لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ويعطيه ثواب مائة حجة ومائة عمرة وينزّل عليه ألف ألف رحمة ويؤمنه من النار ، وان مات إلى ثمانين يوماً مات شهيداً (٣).

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٢) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٣) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٢٥

فصل (٤٣)

فيما نذكره من فضل صوم تسعة أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رضوان الله عليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتاب ثواب الأعمال وأماليه فقال : ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره وهو ينادي : لا إله إلا الله ، ولا يعرف وجهه دون الجنّة ، وخرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ لأهل الجمع ، حتّى يقول : هذا نبي مصطفى ، وانّ أدنى ما يعطى أن يدخل الجنّة بغير حساب (١).

فصل (٤٤)

فيما نذكره من عمل الليلة العاشرة من رجب

وجدنا ذلك في كتب أمثاله مما يدعو إلى الظفر برضا الله جلّ جلاله وإقباله ، مرويّاً عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلّى في الليلة العاشرة من رجب بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة ، بالحمد مرة وثلاث مرات ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، يرفع الله له قصراً على عامود من ياقوتة حمراء ، قالوا :

يا رسول الله وما ذلك العمود؟ قال : مثل ما بين المشرق والمغرب ، وفي ذلك العمود سبعمائة غرفة أوسع من الدنيا ، والغرف كلّها من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ، وفي ذلك القصر بيوت بعدد نجوم السماء ، وفيه ما لا يقدر بشراً ان يصفه (٢).

فصل (٤٥)

فيما نذكره من فضل صوم عشرة أيام من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ١٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤.

٢٢٦

بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله له جناحين أخضرين منظومين بالدر والياقوت ، يطير بهما على الصراط كالبرق الخاطف إلى الجنان ، ويبدّل الله سيئاته حسنات وكتب من المقرّبين القوّامين لله بالقسط ، وكأنه (١) عبد الله الف عام قائماً صابراً محتسباً (٢).

أقول : ووجدت في رواية بإسناد مذكور ان أشهر الحرم لله عزّ وجلّ في كلّ عام ، عاشر من كلّ شهر منها (٣) أمر ، فاليوم العاشر من ذي الحجّة يوم النحر ، واليوم العاشر من المحرم عاشوراء ، واليوم العاشر من رجب يمحو الله ما يشاء ويثبت ، ما قال في ذي القعدة.

قلت انا رأيت في كتاب جامع الدعوات لنصر بن يعقوب الدينوري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انّ ليلة عاشر ذي القعدة ينظر الله تعالى إلى عبده بالرحمة.

وروي ان يوم العاشر من رجب كان مولد مولانا الجواد عليه‌السلام.

فصل (٤٦)

فيما نذكره من عمل الليلة الحادية عشر من رجب

وجدنا ذلك في ديوان المراحم الواسعة والمكارم المتتابعة مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في الليلة الحادية عشر من رجب اثنتي عشرة ركعة بالحمد مرة واثنتي عشرة مرة آية الكرسي ، أعطاه الله ثواب من قرء التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكل كتاب أنزله الله تعالى على أنبيائه ، ونادى مناد من العرش : استأنف العمل فقد غفر الله (٤) لك (٥).

__________________

(١) كأنما ( خ ل ).

(٢) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٣) في كل عاشر من كل شهر منها ( خ ل ).

(٤) غفر لك ( خ ل ).

(٥) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤.

٢٢٧

فصل (٤٧)

فيما نذكره من فضل صوم أحد عشر يوما من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب أحد عشر يوماً لم يواف الله يوم القيامة عبداً أفضل منه الاّ من صام مثله أو زاد عليه (١).

فصل (٤٨)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الثانية عشر من رجب

وجدنا ذلك في ذخائر التّوسّل بالأعمال إلى مالك الآمال والإقبال ، مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلّى في الليلة الثانية عشر من رجب ركعتين ، بالحمد مرة و ( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ، رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ، رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) ، عشر مرات ، أعطاه الله ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وثواب عتق سبعين رقبة من بني إسماعيل ويعطيه الله سبعين رحمة (٢).

فصل (٤٩)

فيما نذكره من فضل صوم اثني عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه بإسناده في أماليه وكتاب ثواب

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٢٨

الأعمال بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب اثني عشر يوماً كسي يوم القيامة حلّتين خضراوتين من سندس وإستبرق ويحبر (١) بهما ، لو دلّيت حلّة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين مشرقها ومغربها ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك (٢).

فصل (٥٠)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الثالثة عشر والليالي البيض من رجب وشعبان وشهر رمضان

وجدنا ذلك في كتب نقل الآثار الدعاة إلى دار القرار ، مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلى في الليلة الثالثة عشر من رجب عشر ركعات في الأولى بالحمد مرة (٣) والعاديات مرة ، وفي الثانية بالحمد مرّة و ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) مرة والباقي كذلك ، غفر الله له ذنوبه وان كان عاقّاً لوالديه رضي الله سبحانه عنه ، وان منكراً ونكيراً لا يقربانه ولا يروعانه ، ويمرّ على الصراط كالبرق الخاطف ، ويعطي كتابه بيمينه ويثقّل ميزانه وأعطى في جنّة الفردوس ألف مدينة (٤).

وامّا ما نذكره في اللّيالي البيض : فهو إسناده من كتاب محمد بن علي الطرازي فقال ما هذا لفظه : أخبرهم أبو الحسين أحمد بن أحمد بن سعيد الكاتب رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن علي القياني ، قال : سمعت جدي ، يقول : سمعت أحمد بن أبي العيفاء ، يقول :

__________________

(١) حبرة حبرا : زينه وحبر الأمر فلاناً سرّه ، واحبره : أكرمه ونعمه وسرّه.

(٢) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٣) عشر ركعات بالحمد مرة ( خ ل ).

(٤) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٢٩

قال جعفر بن محمد صلوات الله عليه : أعطيت هذه الأمّة ثلاث أشهر لم يعطها أحد من الأمم ، رجب وشعبان وشهر رمضان ، وثلاث ليال لم يعط أحد مثلها : ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة وليلة خمس عشرة من كل شهر ، وأعطيت هذه الأمة ثلاث سور لم يعطها أحد من الأمم : يس و« تَبارَكَ الْمُلْكُ » و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فمن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع أفضل ما أعطيت هذه الأمّة.

فقيل : وكيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال : يصلّي كل ليلة من ليالي البيض من هذه الثلاثة الأشهر ، في الليلة الثالثة (١) عشر ركعتين ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور (٢) ، وفي الليلة الرابعة عشر اربع ركعات ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب ، وهذه الثلاث سور ، وفي الليلة الخامسة عشر ستّ ركعات ، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور ، فيجوز فضل هذه الأشهر الثلاثة ويغفر له كلّ ذنب سوى الشرك (٣).

فصل (٥١)

فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوتة خضراء في ظل العرش ، قوائمهما من الدر أوسع من الدنيا سبعمائة مرّة ، عليها صحائف الدّرّ أوسع من الدنيا سبعمائة مرة ، عليها صحائف الدر والياقوت ، في كلّ صحفة (٤) سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللّون اللّون ولا الريح الريح ، فيأكل منها والنّاس في شدّة

__________________

(١) في الأصل : الثانية عشر.

(٢) مرة هذه الثلاث السور ( خ ل ).

(٣) عنه الوسائل ٨ : ٢٥.

(٤) صحيفة ( خ ل ).

٢٣٠

شديدة وكرب عظيم (١).

وروي ان يوم ثالث عشر رجب كان مولد مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام في الكعبة قبل النبوّة باثني عشر سنة.

فصل (٥٢)

فيما نذكره من عمل اللّيلة الرابعة عشر من رجب ، غير ما ذكرناه

وجدنا ذلك في أوراق صحائف الدلالة على السّباق مرويّاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صلّى في الليلة الرابعة عشر من رجب ثلاثين ركعة بالحمد مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة ، وآخر الكهف ( قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ، والذي نفسي بيده لو كانت ذنوبه أكثر من نجوم السماء لم يخرج من صلاته الاّ وهو طاهر مطهّر ، وكأنّما قرء كل كتاب أنزله الله تعالى (٢).

فصل (٥٣)

فيما نذكره من فضل صوم أربعة عشر يوماً من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلوات الله عليه وآله ، قال : ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، من قصور الجنان التي بنيت بالدر والياقوت (٣).

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٣ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

(٣) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣١ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

٢٣١

فصل (٥٤)

فيما نذكره من عمل ليلة النصف من رجب ، غير ما قدمناه

وجدنا ذلك في الروايات الشاهدات للسعادات بالعبادات بإسناد محمد بن علي الطرازي ، فقال ما هذا لفظه :

أبو محمد عبد الله بن الحسين بن يعقوب الفارسي رضي‌الله‌عنه ببغداد ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر ، قال : حدثنا حمدان بن المعافى ، قال : حدثنا عبد الله بن نجران (١) ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله قال :

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام : تصلّي ليلة النصف من رجب اثنتي عشر ركعة ، تسلّم بين كلّ ركعتين ، تقرء في كلّ ركعة أمّ الكتاب اربع مرات وسورة الإخلاص أربعاً وسورة الفلق اربع مرات ، وسورة الناس اربع مرات وآية الكرسي أربع مرات ، و ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) اربع مرات ، ثم تشهد وتسلّم وتقول بعد الفراغ بعقب التسليم اربع مرات : اللهُ اللهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا اتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً ، ثم ادع بما أحببت (٢).

فصل (٥٥)

فيما نذكره ليلة النصف من رجب

وجدنا ذلك مرويّا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بما هذا لفظه ومقاله : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان ليلة النّصف من رجب أمر الله تعالى خزّان ديوان الخلائق وكتبة أعمالهم ، فيقول لهم : انظروا في ديوان عبادي وكلّ سيئة وجدتموها فامحوها وبدّلوها حسنات.

__________________

(١) عبد الله بن الرحمن ( خ ل ).

(٢) رواه الشيخ في مصباحه ٢ : ٨٠٦ ، عنه الوسائل ٨ : ٩٧.

٢٣٢

فصل (٥٦)

فيما نذكره من فضل أيام البيض من رجب ولياليها

وجدناه في المنقول عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : من صام ثلاثة أيام من رجب وقام لياليها في أوسطه ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة ، والذي بعثني بالحق انه لا يخرج من الدنيا إلاّ بالتوبة (١) النّصوح ، ويغفر له بكلّ يوم صامه سبعون كبيرة ، ويقضى له سبعون حاجة عند الفزع الأكبر ، وسبعون حاجة إذا دخل قبره ، وسبعون حاجة إذا خرج من قبره ، وسبعون حاجة إذا نصب الميزان ، وسبعون حاجة عند الصراط ، وكأنّما عتق بكل يوم يصومه سبعين من ولد إسماعيل ، وكأنّما ختم القرآن سبعين ألف مرة ، وكأنّما رابط في سبيل الله سبعين سنة ، وكأنّما بني سبعين قنطرة في سبيل الله ، وشفّع في سبعين من أهل بيته ممّن وجبت له النار ، وبني له في جنات الفردوس سبعون ألف مدينة ، في كل مدينة سبعون ألف قصر ، في كل قصر ألف حوراء ، ولكل حوراء سبعون ألف خادم.

وروينا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن الصادق عليه‌السلام قال : من صام أيام البيض من رجب كتب الله له بكلّ يوم صيام سنة وقيامها ، ووقف يوم القيامة موقف الآمنين (٢).

فصل (٥٧)

فيما نذكره من صلاة أخرى في ليلة النصف من رجب

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي بإسناده إلى داود بن سرحان عن الصادق عليه‌السلام قال : تصلّي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرة ركعة ، تقرء في كلّ ركعة الحمد وسورة ،

__________________

(١) على التوبة ( خ ل ).

(٢) مصباح المتهجد ٢ : ٨١٠.

٢٣٣

فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك الحمد والمعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسي أربع مرات ، وتقول بعد ذلك : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ـ اربع مرات ، ثم تقول : اللهُ اللهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، ما شاءَ اللهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (١).

فصل (٥٨)

فيما نذكره من صلاة في ليلة النصف أيضاً برواية أخرى

رأينا ذلك من جملة حديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بما معناه :

انّ من صلّى فيها ثلاثين ركعة بالحمد و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات لم يخرج من صلاته حتّى يعطى ثواب سبعين شهيداً ويجيء يوم القيامة ونوره يضيء لأهل الجمع ، كما بين مكة والمدينة ، وأعطاه الله براءة من النار وبراءة من النفاق ويرفع عنه عذاب القبر (٢).

صلاة ليلة النصف من رجب :

أقول : ووجدت في رواية بإسناد متصل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

من صلّى ليلة خمس عشر من رجب ثلاثين ركعة ، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، أعتقه الله من النار وكتب له بكلّ ركعة عبادة أربعين شهيداً وأعطاه الله بكلّ آية اثنى عشر نوراً وبني له بكلّ مرّة يقرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) اثنى عشر مدينة من مسك وعنبر ، وكتب الله له ثواب من صام وصلّى في ذلك الشهر من ذكر وأنثى ، فان مات ما بينه وبين السنة المقبلة مات شهيدا ووقي فتنة القبر.

فصل (٥٩)

فيما نذكره ممّا ينبغي في إحياء هذه الليلة والعناية بها والخاتمة لها

اعلم انّه إذا كانت هذه ليلة النّصف على ما أشرنا إليه ، ودلّنا الله جلّ جلاله عليه

__________________

(١) مصباح المتهجد : ٧٤٢ ، عنه الوسائل ٨ : ٩٧.

(٢) عنه الوسائل ٨ : ٩٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٤ عن مصباح الزائر.

٢٣٤

من عظيم فضلها وشرف محلّها ، فينبغي ان يكون المصدّق لله والرسول الموافق للإقبال والقبول على قدم المراقبة طول ليلة والاعتراف لله جلّ جلاله بالمنّة العظيمة في استصلاحه لخدمته وعبادته ، ويصحبها حضور القلب (١) بين يدي الربّ مشغول الخاطر والسرائر والظواهر بمجالسة مولاه ، مالك الأوائل والأواخر ، واجداً انس المحاضرة ولذّة المحاورة وشرف المجاورة.

وإذا قرب طلوع فجرها وطئ بساط برّها فيقبل على الله جلّ جلاله بالإخلاص ويسلّم عمله إلى من كان ضيفاً من أهل الاختصاص ، ويتوجّه بهم بالله العظيم وبمقامه (٢) الكريم في ان يتمّموا نقص أعماله ويعظّموا مقام إقباله ويظفروه بتمام آماله.

فصل (٦٠)

فيما نذكره من أسرار استقبال يوم النصف من رجب

اعلم انّ هذا اليوم فيه من الأسرار وإطلاق المبارّ وغنى أهل الأعمار وجبر أهل الانكسار ما قد تضمّنه صريح الاخبار ، فابسط عند استقباله كفّ التعرّض لمواهبه ونواله ، وأقبل بوجهه قلبك على عظمة ربك ، وانظر بعين بصيرتك إلى من رفع قدرك وأحضرك لسعادتك وأطلقك من عقال الذنوب وقيود العيوب ، وإذن لك في كلّ مطلوب وان تسأله جمع شملك بكلّ أمر محبوب واخلع لباس الكسالة ، وأفكر انّك بحضرة مالك الجلالة ، وعلى مائدة ضيافة صاحب الرسالة ، ولعلك لا تبلغ إلى سنة أخرى ويوم مثله ، فإيّاك أن تفرط فيما جعلك الله أهلاً أن تطلبه من فضله.

أقول : ورأيت في حديث بإسناد متّصل إلى ابن عباس قال :

قال آدم عليه‌السلام : يا رب أخبرني بأحبّ الأيام إليك وأحب الأوقات؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : يا آدم أحبّ الأوقات إلىّ يوم النصف من رجب ، يا آدم تقرب اليّ يوم النصف من رجب بقربان وضيافة وصيام ودعاء واستغفار وقول : لا إله إلاّ الله ،

__________________

(١) حضور العقل والقلب ( خ ل ).

(٢) يتوجه إليهم ( خ ) ، يتوجه إليه بهم بمقامه ( خ ل ).

٢٣٥

يا آدم انّي قضيت فيما قضيت وسطرت فيما سطرت انّي باعث من ولدك نبيّاً لا فظّ ولا غليظ ولا سخّاب (١) في الأسواق ، حليم رحيم كريم (٢) عظيم البركة ، أخصّه وأمّته بيوم النصف من رجب ، لا يسألوني فيه شيئاً إلاّ أعطيتهم ، ولا يستغفروني الاّ غفرت لهم ، ولا يسترزقوني الاّ رزقتهم ، ولا يستقيلوني الاّ اقلتهم ، ولا يسترحموني الاّ رحمتهم.

يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائماً ذاكراً خاشعاً حافظاً لفرجه متصدّقاً من ماله لم يكن له جزاء عندي إلاّ الجنّة ، يا آدم قل لولدك ان يحفظوا أنفسهم في رجب فإنّ الخطيئة فيه عظيمة.

فصل (٦١)

فيما نذكره من فضل زيارة الحسين عليه‌السلام يوم النصف من رجب

اعلم انّنا قد أردنا تقديمها في أول وظائف هذا اليوم السعيد لأنّنا رأينا موسمها مهملاً عند كثير من العبيد ، فأردنا الدلالة والتنبيه عليها والحثّ على المبادرة إليها.

فروينا بإسنادنا إلى الشيخ المعظّم محمد بن أحمد بن داود القمي بإسناده إلى الحسن بن محبوب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام : في أيّ شهر نزور الحسين عليه‌السلام؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان (٣).

وروينا بإسنادنا إلى محمد بن داود القمي أيضاً بإسناده في كتابه المسمّى بكتاب الزيارات والفضائل إلى أحمد بن هلال ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام أيّ الأوقات أفضل أن نزور فيه الحسين عليه‌السلام؟ قال :

__________________

(١) سخّاب : صيّاح.

(٢) عليم ( خ ل ).

(٣) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ١٨٢ ، عنه البحار ١٠١ : ٩٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ وفي مصباح المتهجد ٢ : ٨٠٧ ، المزار للمفيد : ٤٩.

٢٣٦

النصف من رجب والنصف من شعبان (١).

أقول : وحسبك تنبيهاً على تعظيم زيارة النصف من رجب انّها تضاف إلى زيارة النصف من شعبان ، وسيأتي في ثواب زيارة النصف من شعبان ما يدلّك على انّ زيارة النصف من رجب على غاية من علوّ الشأن.

أقول : وامّا ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا النصف من رجب المشار إليه ، فانّني لم أقف على لفظ متعيّن له إلى الآن ، فيزار بالزيارة المختصّة بشهر رجب التي قدّمناها في عمل أوّل ليلة منه ، ففيها بلاغ لهذا الميقات والأوان ، وان شاء فيزوره بالزيارات المرويّة لكلّ زمان أو لكلّ امام حيث كان.

فصل (٦٢)

فيما نذكره من صلاة عشر ركعات في نصف رجب

من رواية سلمان رضوان الله عليه عن النبي صلوات الله عليه وآله ، وهي :

وصلّ في وسط الشهر عشر ركعات تقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ثلاث مرات ، فإذا سلّمت فارفع يديك إلى السماء وقل : لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، إِلهاً واحِداً أَحَداً صَمَداً فَرْداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً. ثم امسح بهما وجهك (٢).

فصل (٦٣)

فيما نذكره من صلاة أربع ركعات يوم النصف من رجب ودعائها

مرويّة عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : دخل عدي بن ثابت الأنصاري على

__________________

(١) رواه في كامل الزيارات : ١٨٢ ، عنه البحار ١٠١ : ٩٠٧ ، و١٠ : ٣٦٤ ، والتهذيب ٢ : ١٦ ، مصباح المتهجد ٢ : ٨٠٧ ، الوسائل ١٠ : ٣٦٤ ، ١.

(٢) مصباح المتهجد ٢ : ٨١٤ ، عنه الوسائل ٨ : ٩٨.

٢٣٧

أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم النصف من رجب وهو يصلّي ، فلمّا اسمع حسّه أومئ بيده إلى خلفه ان وقف ، قال عدي : فوقفت فصلّى اربع ركعات لم أر أحداً صلاّها قبله ولا بعده ، فلمّا سلّم بسط يده وقال :

اللهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي ، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً ، وَلَوْ لا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكِينَ ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي ، وَلَوْ لا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ (١).

يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِئ الْبَرَكَةِ مِنْ مَواضِعِها ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ وَالرَّفْعَةِ (٢) ، فَاوْلِياءُهُ بِعِزَّةِ يَتَعَزَّزُونَ ، يا (٣) مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ (٤) عَلى أَعْناقِهِمْ ، فَهُمْ مِن سَطَواتِهِ خائِفُونَ.

أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ ، فَخَلَفْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ ، فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ.

قال : ثم تكلم بشيء خفي عنّي ثم التفت اليّ فقال : يا عدي أسمعت؟ قلت : نعم ، قال : احفظت؟ قلت : نعم ، قال : ويحك احفظه وأعربه فوالذي فلق الحبّة ونصب الكعبة وبرء النسمة ما هو عند أحد من أهل الأرض ولا دعا به مكروب الاّ نفس الله كربته.

ذكر صلاة أخرى في النصف من رجب :

وجدتها في عمل رجب بإسناد متّصل إلى النبي عليه‌السلام :

__________________

(١) المقبوحين ( خ ل ).

(٢) شمخ الجبل : علا وطال ، والرجل بأنفه : تكبر.

(٣) ويا ( خ ل ).

(٤) النير : الخشبة على عنق الثور بأداتها.

٢٣٨

ان من صلّى في النصف من رجب يوم خمسة عشر عند ارتفاع النهار خمسين ركعة ، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) مرة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) مرة ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيين ولا يعذب في القبر ويرفع عنه ضيق القبر وظلمته وقام من قبره ووجهه يتلألأ (١).

فصل (٦٤)

فيما نذكره من فضل صوم خمسة عشر يوما من رجب ، غير ما أسلفناه

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه في كتاب أماليه وثواب الأعمال بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً وقف يوم القيامة موقف الآمنين ولا يمرّ به ملك ولا نبي ولا رسول الاّ قالوا : طوبى لك أنت آمن مقرّب مشرف مغبوط محبور ساكن الجنّة (٢). (٣)

فصل (٦٥)

فيما نذكره من دعاء يوم النصف من رجب الموصوف بالإجابة

وما فيه من صفات الإنابة

اعلم أنّ هذا الدّعاء الّذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل ، معروف بدعاء أمّ داود ، وهي جدّتنا الصالحة المعروفة بأم خالد البربرية ، أمّ جدّنا داود بن الحسن بن الحسن ابن مولانا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته ، ثمّ ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي

__________________

(١) عنه الوسائل ٨ : ٩٧.

(٢) في المصادر : ساكن للجنان.

(٣) ثواب الأعمال : ٨٠ ، أمالي الصدوق : ٤٣٠ ، عنهما البحار ٩٧ : ٢٨.

٢٣٩

طالب الّذين قبض (١) عليهم ، وسيأتي شرح حال قبضها ولدها جدّنا داود ، وحديث الدعاء الّذي استجابه الله جلّ جلاله منها رضي‌الله‌عنها ، وجمع شملها به ، بعد بعد العهود.

فأما حديث أنّها أمّ داود جدّنا ، وأنّ اسمها أم خالد البربريّة كمل الله لها مراضيه الإلهيّة ، فإنّه معلوم عند العلماء ومتواتر بين الفضلاء.

منهم أبو نصر سهل بن عبد الله البخاري النسّابة فقال في كتاب سرّ أنساب العلويّين ما هذا لفظه : وأبو سليمان داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أمّه أمّ ولد تدعا أمّ خالد البربرية.

أقول : وكتب الأنساب وغيرها من الطرق العلية قد تضمّنت وصف ذلك على الوجوه المرضيّة.

وأما حديث أنّ جدّتنا هذه أمّ داود ، وهي صاحبة دعاء يوم النصف من رجب ، فهو أيضا من الأمور المعلومات عند العارفين بالأنساب والروايات ، ولكنّا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الأنساب في زمانه عليّ بن محمّد العمري تغمّده الله بغفرانه فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه :

وولد داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أمّه أمّ ولد ، وكانت امرأة صالحة ، وإليها ينسب دعاء أمّ داود.

قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيب الأنساب أيضاً ، ونقلته من خطّه عند ذكر جدّنا داود ما هذا لفظه : لامّ ولد ، إليها ينسب دعاء أمّ داود.

وقال ابن ميمون النسابة الواسطيّ في مشجّره إلى ذكر جدّتنا أمّ داود : أنّها تكنى أمّ خالد ، إليها يعزى دعاء أم داود.

وأما رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب :

فانّنا رويناه عن خلق كثير قد تضمّن ذكر أسمائهم كتاب الإجازات فيما يخصّني من الإجازات بطرقهم المؤتلفة والمختلفة.

__________________

(١) حبس ( خ ل ).

٢٤٠