الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٣

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-428-1
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٣

على منهج واحد كامل ، لابسين لخلع العصمة ومتوّجين بتاج الكرامة والفضائل ، منهم المهدي الّذي ينادي باسمه من السّماء وبلغ إلى ما لم يبلغ إليه أحد من الأنبياء.

ولئن جحد بعض هذا أهل الخلاف لقلّة مخالطتهم ومعرفتهم بما كانوا عليه عليهم‌السلام من الأوصاف ، فهيهات ان ينفعهم جحوداً انّ علمهم عليهم‌السلام من غير استاد معلوم ، وسبقهم إلى العلوم وفضلهم في المعقول والمنقول والمرسوم.

وقد قلنا انّنا ما نقدر على شرح فضل (١) مقدّس تلك الولادة وما فيها من السعادة ، واقتصرنا على ما ذكرناه ولئلاّ يبلغ الكتاب إلى حدّ يضجر من وقف على معناه.

فصل (١١)

فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه

أعلم انّنا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الإماميّة في وقت هذه الولادة المعظمة النبويّة ، وقلنا :

انّ الّذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على انّ ولادته المقدّسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت أَنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره ، وانّ صومه يعدل عند الله جلّ جلاله صيام سنة ، هكذا وجدت في بعض الروايات انّ صومه يعدل هذا المقدار من الأوقات.

فإن كان هذا الحديث ناشئاً عن نقل عنه صلوات الله عليه ، فربّما يكون له تأويل يعتمد عليه ، والاّ فالعقل والنقل يقتضيان ان يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار اليه على قدر تعظيم الله جلّ جلاله لهذا اليوم المقدس ، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه ، الاّ ان يكون معنى قولهم عليهم‌السلام : يعدل عند الله جلّ جلاله صيام سنة ، فيكون تلك السّنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه ، فهذا تأويل

__________________

(١) فضائل ( خ ل ).

١٢١

محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه.

وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه ، فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه :

السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلوات الله عليه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل ، وهو يوم شريف عظيم البركة ولم تزل الشيعة على قديم الأوقات تعظّمه وتعرف حقّه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه ، وقد روي عن أئمّة الهدى من آل محمد عليهم‌السلام انّهم قالوا من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول ، وهو يوم مولد سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتب الله له صيام سنة ، ويستحب فيه الصدقة والإلمام بمشاهد الأئمة عليهم‌السلام والتطوع بالخيرات وإدخال السرور على أهل الإيمان (١).

وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضيّة.

أقول : انّ الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل والذي أقوله انّه ينبغي ان يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل المقدّم على كل موجود من الخلائق المكمّل في السوابق والطرائق ، فمهما عملت فيه من الخيرات وعرفت فيه من المبرّات والمسرّات ، فالأمر أعظم منه ، وهيهات ان تعرف قدر هذا اليوم وانّ الظاهر العجز منه (٢).

فصل (١٢)

فيما نذكره من زيارة سيدنا رسول الله صلوات الله عليه في هذا اليوم من بعيد المكان ، وزيارة مولانا علي عليه‌السلام عند ضريحه الشريف مع الإمكان

فنقول : امّا زيارة سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهذا شرحها :

روي عنه صلوات الله عليه انّه قال : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر اليّ

__________________

(١) عنه البحار ٩٨ : ٣٥٨.

(٢) عنه ( خ ل ).

١٢٢

في حياتي ، فان لم تستطيعوا فابعثوا اليَّ بالسلام [ فإنه يبلغني ] (١).

وفي حديث عن الصادق عليه‌السلام وذكر زيارة النبي صلوات الله عليه وآله فقال : انّه يسمعك من قريب ويبلغه عنك من بعيد ، فإذا أردت ذلك فمثل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه وتكون على غسل ثم قم قائماً وقل وأنت متخيّل بقلبك مواجهته صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قل :

اشْهَدُ انْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَاشْهَدُ انَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَانَّهُ سَيِّدُ الأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَانَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَّيِّبِينَ (٢).

ثم قل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ (٣) اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِماً بِالْقِسْطِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ الْخَيْرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ (٤) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْهادِينَ الْمَهْدِيِّينَ.

السَّلامُ عَلى جَدِّكَ (٥) عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلى أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى

__________________

(١) رواه في كامل الزيارات : ١٤ ، والزيادة منه ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٤.

(٢) الطاهرين الطيبين ( خ ل ).

(٣) النجيب : الكريم الحسب.

(٤) السلام عليك يا نذير ( خ ل ).

(٥) السلام عليك وعلى جدك ( خ ل ).

١٢٣

أُمِّكَ (١) آمِنَةَ بِنْتِ وَهبٍ ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ (٢) عَبّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ السَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طالِبٍ ، [ السَّلامُ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرِ الطَّيّارِ فِي جِنانِ الْخُلْدِ ] (٣).

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا احْمَدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلَى الأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَالسّابِقَ فِي (٤) طاعَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَالْمُهَيْمِنَ (٥) عَلى رُسُلِهِ وَالْخاتِمَ لأَنْبِيائِهِ (٦) ، وَالشّاهِدَ عَلى خَلْقِهِ وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ ، وَالْمَكِينَ لَدَيْهِ ، وَالْمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ ، الْأَحْمَدَ مِنَ الْأَوْصافِ ، الْمُحَمَّدَ لِسائِرِ الأَشْرافِ الْكَرِيمَ (٧) عِنْدَ الرَّبِّ ، وَالْمُكَلِّمَ مِنْ وَراءِ الْحُجُبِ ، الْفائِزَ بِالسِّباقِ ، وَالْفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ.

تَسْلِيمَ عارِفٍ بحَقِّكَ ، مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ ، غَيْرَ مُنْكِرٍ (٨) مَا انْتَهى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ ، مُوقِنٍ بِالْمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ ، مُؤْمِنٍ بِالْكِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ ، مُحَلِّلٍ حَلالَكَ مُحَرِّمٍ حَرامَكَ.

اشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ ، انَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ ، وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَاحْتَمَلْتَ الأَذى فِي جَنْبِهِ ، وَدَعَوْتَ الى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ ، وَأَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٩) وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ.

__________________

(١) في البحار : وعلى أبيك عبد الله وعلى أمّك.

(٢) السلام عليك وعلى عمّك ( خ ل ).

(٣) من البحار.

(٤) في البحار : الى.

(٥) المهيمن : الشاهد.

(٦) الخاتم الأنبياء ( خ ل ).

(٧) الكليم ( خ ل ).

(٨) غير متكبر ( خ ل ).

(٩) على المؤمنين ( خ ل ).

١٢٤

فَبَلَغَ اللهُ بِكَ اشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ ، وَأَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَارْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ ، حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ ، وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ ، وَلا يَسْبِقُكَ سابِقٌ ، وَلا يَطْمَعُ فِي إِدْراكِكَ طامِعٌ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَنَوَّرَنا بِكَ م

.ِنَ الظُّلْمَةِ (١) ، فَجَزاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ مِنْ مَبْعُوث افْضَلَ ما جازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ ارْسَلَ إِلَيْهِ.

بِأَبِي انْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللهِ ، زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ اهْلَ بَيْتِكَ ، عارِفاً بِالْهُدى الَّذِي انْتَ عَلَيْهِ.

بِأَبِي انْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَاهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي أَنَا أُصَلّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَصَلّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ ، صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً ، لَا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ ، صَلَّى (٢) اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ كَما انْتُمْ اهْلُهُ.

ثم ابسط كفّيك وقل :

اللهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ ، وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِينَ وَعِبادِكَ الصّالِحِينَ ، وَاهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ (٣) وَنَجِيبِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ ، وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ ، وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ وَقائِدِ الْخَيْرِ

__________________

(١) الظلمات ( خ ل ).

(٢) وصلى الله ( خ ل ).

(٣) زيادة : مكينك ( خ ل ).

١٢٥

وَالْبَرَكَةِ ، وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِاذْنِكَ ، وَداعِيهِمْ الى دِينِكَ الْقَيِّمِ بِأَمْرِكَ.

أَوَّلِ النَّبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً ، الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الْفَضِيلَةِ لِلْمَنْزِلَةِ (١) الْجَلِيلَةِ ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ ، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطِيرَةِ ، وَاوْدَعْتَهُ الأَصْلابَ الطّاهِرَةَ ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها الَى الأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لُطْفاً مِنْكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ.

اذْ وَكَلْتَ لِصَوْنِهِ وَحَراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ ، عَيْناً عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مُدَانِسَ الْعَهْرِ (٢) ، وَمَعايِبَ السِّفاحِ ، حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ (٣) ، وَاحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ الْبِلادِ ، بِانْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأَسْتارِ ، وَالْبَسْتَ حَرَمَكَ فِيهِ حُلَلَ الأَنْوارِ.

اللهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَرِيمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعَظِيمَةِ ، صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفي بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وَقاتَلَ اهْلَ الْجُحُودِ عَلى تَوْحِيدِكَ ، وَقَطْعَ رَحِمَ الْكُفْرِ فِي إِعْزازِ دِينِكَ ، وَلَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوَى فِي مُجاهَدَةِ أَعْدائِكَ.

وَاوْجِبْ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ اوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ ، مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ ، فَضِيلَةً تَفُوقُ الْفَضائِلَ وَيَمْلِكُ الْجَزِيلَ بِها مِنْ نَوالِكَ ، فَلَقَدْ (٤) أَسَرَّ الْحَسْرَةَ وَاخْفَى الزَّفْرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ ، وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ (٥).

اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ ، صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ وَبَلِّغْهُمْ مِنَّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً ، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِمْ فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً ، انَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

ثمّ صلّ صلاة الزيارة ، وهي أربع ركعات تقرأ فيها ما شئت ، فإذا فرغت فسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقل :

__________________

(١) في البحار : والمنزلة.

(٢) العهر والسفاح : الزنا.

(٣) نواظر العباد : احداقهم وأبصارهم.

(٤) وقد ( خ ل ).

(٥) في البحار : مثل من وحيك.

١٢٦

اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (١) ، وَلَمْ احْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ.

اللهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً ، تائِباً مِنْ سَيِّئ عَمَلِي ، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي ، وَمُقِرّاً لَكَ بِها ، وَأَنْتَ اعْلَمُ بِها مِنِّي ، وَمُتَوَجِّهاً الَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَاجْعَلْنِي اللهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.

يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي انْتَ وَأُمِّي يا نَبِيَّ اللهِ ، يا سَيِّدَ خَلْقِ اللهِ ، انِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ الَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ، وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي ، وَيَقْضِيَ لِي حَوائِجِي ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي ، فَنِعْمَ الْمَسْئُولُ رَبِّي وَنِعْمَ الشَّفِيعُ انْتَ. يا مُحَمَّدُ ، عَلَيْكَ وَعَلى اهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ.

اللهُمَّ وَاوْجِبْ لِي مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّيِّبَ النَّافِعَ ، كَما اوْجَبْتَ لِمَنْ أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ ، فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عليه‌السلام فَغَفَرْتَ لَهُ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ وَقَدْ امَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ الَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ ، وَقَدْ امَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ ، وَإِنِّي لَمُقِرٌّ (٢) غَيْرُ مُنْكِرٍ وَتائِبٌ الَيْكَ مِمّا اقْتَرَفْتُ (٣) ، وَعائِذٌ بِكَ فِي هذَا الْمَقامِ مِمّا قَدَّمْتُ مِنَ الأَعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ الَيَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَاوْعَدْتَ عَلَيْها الْعِقابَ.

وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ انْ تُقِيمَنِي مَقامَ الْخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الأَسْتارُ وَتَبْدُو فِيهِ الأَسْرارُ وَالْفَضائِحُ ، وَتَرْعَدُ فِيهِ الْفَرائِصُ (٤) ، يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ ، يَوْمَ

__________________

(١) النساء : ٦٤.

(٢) مقر ( خ ل ).

(٣) اقترف : اكتسب.

(٤) الفريص : أوداج العنق ، الفريصة واحدته ، اللحمة بين الجنب والكتف لا تزال ترعد.

١٢٧

الافِكَةِ (١) ، يَوْمَ الازِفَةِ ، يَوْمَ التَّغابُنِ ، يَوْمَ الْفَصْلِ ، يَوْمَ الْجَزاءِ ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، يَوْمَ النَّفْخَةِ.

يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ ، تَتْبَعُها الرّادِفَةُ ، يَوْمَ النَّشْرِ ، يَوْمَ الْعَرْضِ ، ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَامِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ وَأَكْنافُ السَّماءِ ، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها ، يَوْمَ يُرَدُّونَ الَى اللهِ فَيُنَبِّؤُهُمْ بِما عَمِلُوا.

يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ، الاّ مَنْ رَحِمَ اللهُ انَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ، يَوْمَ يُرَدُّونَ الى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، يَوْمَ يُرَدُّونَ الَى اللهِ مَوْليهُمُ الْحَقُّ ، يَوْمَ يُخْرَجُونَ مِنَ الأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ الى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ، وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ ، مُهْطِعِينَ (٢) الَى الدّاعِ الَى اللهِ ، يَوْمَ الْواقِعَةِ ، يَوْمَ تَرُجُّ الْأَرْضُ رَجّاً ، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ ، وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ، وَلا يُسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ، يَوْمَ الشّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ ، يَوْمَ تَكُونُ الْمَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً.

اللهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هذَا الْيَوْمِ ، وَلا تُخْزِنِي فِي ذلِكَ الْمَوْقِفِ (٣) بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أَوْلِيائِكَ مُنْطَلِقِي ، وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَاهْلِ بَيْتِهِ عليهم‌السلام مَحْشَرِي ، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ موْرِدِي ، وَفِي الغُرِّ الْكِرامِ مَصْدَرِي ، وَاعْطِنِي كِتابِي بِيَمِينِي حَتّى افُوزَ بِحَسَناتِي ، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي ، وَتُيَسِّرَ بِي حِسابِي ، وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي ، وَامْضِيَ مَعَ الْفائِزِينَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحِينَ الى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ ، يا إِلهَ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ انْ تَفْضَحَنِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي ، اوْ أَنْ الْقَى الْخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي ، اوْ انْ تُظْهِرَ (٤) سَيِّئاتِي عَلى

__________________

(١) الافكة ـ كفرحة ـ السنة المجدبة.

(٢) هطع : أسرع مقبلا خائفاً.

(٣) في البحار : ارحم موقفي في ذلك اليوم ولا تخزني في ذلك اليوم.

(٤) تظهر فيه ( خ ل ).

١٢٨

حَسَناتِي ، اوْ انْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الْخَلائِقِ بِاسْمِي ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ ، السِّتْرَ السِّتْرَ.

اللهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ انْ يَكُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي مَواقِفِ الأَشْرارِ مَوْقِفِي ، اوْ فِي مَقامِ الأَشْقِياءِ مُقامِي ، وَإِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلًّا بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً الى مَنازِلِهِمْ ، فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ ، وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ الْمُتَّقِينَ الى جِنانِكَ (١) يا رَبَّ الْعالَمِينَ.

ثم ودّعه عليه‌السلام وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْبَشِيرُ النَّذِيرُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا السَّفِيرُ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ، اشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ انَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصلابِ الشّامِخَةِ وَالأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ (٢) ثِيابِها.

وَاشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ انِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ اهْلِ بَيْتِكَ ، مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ ، وَاشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ اهْلِ بَيْتِكَ اعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اهْلِ الدُّنْيا.

اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عليه‌السلام ، وَانْ تَوَفَّيْتَنِي فَانِّي اشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما اشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي ، انَّكَ انْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَانَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَانَّ الأَئِمَّةَ مِنْ اهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفاؤُكَ فِي عِبادِكَ ، وَاعْلامُكَ فِي بِلادِكَ وَخُزّانُ عِلْمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً مِنِّي وَسَلاماً ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ

__________________

(١) جنّاتك ( خ ل ).

(٢) ليلة مدلهمة : مظلمة.

١٢٩

وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، لا جَعَلَهُ (١) اللهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ (٢).

واما زيارة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام عند ضريحه الشريف :

فزر مولانا وسيدنا رسول الله ومولانا أمير المؤمنين علياً صلوات الله عليهما بالزيارة التي زارهما بها مولانا الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه وآله ، حيث حضر عند ضريح مولانا علي عليه‌السلام في يوم سابع عشر ربيع الأول ، مولد سيّدنا ومولانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّها فاضلة فيما أشار إليه.

رواها محمد بن مسلم الثقفي قال : إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتسل غسل الزيارة ، والبس أنظف ثيابك ، وشمّ شيئاً من الطيب ، امش وعليك السكينة والوقار ، وإذا وصلت إلى باب السلام فاستقبل القبلة وكبّر الله ثلاثين مرة وقل :

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، [ السَّلامُ عَلى ] (٣) خِيَرَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ السِّراجِ الْمُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، [ السَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطّاهِرِ ، السَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزّاهِرِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيِّدِ ، السَّلامُ عَلى ابِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ] (٤) ، السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللهِ الْمُرْسَلِينَ وَعِبادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِظِينَ الْحافِّينَ (٥) بِهذَا الْحَرَمِ وَبِهَذَا الضَّرِيحِ (٦) اللاّئِذِينَ بِهِ.

ثمّ ادن من القبر وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الأَوْصياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِمادَ الأتْقِياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الأَوْلِياءِ (٧) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَداءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا آيَةَ اللهِ

__________________

(١) ولا جعله الله ، لا تجعله الله ( خ ل ).

(٢) روي زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من البعيد ، المصنف في مصباح الزائر ٣٤ ـ ٣٦ ، الشهيد في مزاره : ٢ ـ ٦ ، عنهما البحار ١٠٠ : ١٨٣ ـ ١٨٦.

(٣) من البحار.

(٤) من البحار.

(٥) في البحار : ملائكة الله الحافين.

(٦) لهذا الحرم وهذه الضريح ( خ ل ).

(٧) عماد الأولياء ( خ ل ).

١٣٠

الْعُظْمى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خامِسَ اهْلِ الْعَباءِ (١) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ (٢) الأتْقِياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الأَوْلِياءِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْمُوَحِّدِينَ النُّجَباءِ ، [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَ الإخِلاّءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الأَئِمَّةِ الأُمَناءِ ] (٣) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْحَوْضِ وَ[ حامِلَ ] (٤) اللِّواءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَلَظى (٥) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ شَرُفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَحْرَ الْعُلُومِ وَكَهْفَ الْفُقَراءِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّماءِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ ، وَكانَ شُهُودُهُ الْمَلائِكَةَ (٦) الْأَصْفِياءَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الضِّياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الْحِباءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خَيْرِ الأَنْبِياءِ وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ عِنْدَ مُبارَزَةِ الأَعْداءِ (٧).

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى (٨) شَمْعُونَ الصَّفا ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ انْجَى اللهُ سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَخِيهِ حَيْثُ الْتَطَمَ الْماءُ حَوْلَها وَطَمى (٩).

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تابَ اللهُ بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلى آدَمَ إِذْ غَوى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجى وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَوى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخاطِبَ الثُّعْبانِ وَذِئْبِ الْفَلا (١٠).

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ

__________________

(١) المحجلين : هم الذين على أعضاء وضوئهم أثره تشبيهاً لهم بالفرس الذي كان ناصيته ويداه ورجليه بيضاء.

(٢) من البحار.

(٣) من البحار.

(٤) النار اللظى ( خ ل ).

(٥) السفرة ( خ ل ).

(٦) في البحار : خاتم الأنبياء ووقاه بنفسه عند مبارزة الأعداء.

(٧) المساماة : المطاولة والمفاخرة ، من السموّ بمعنى العلو والرفقة.

(٨) طمى الماء إذا ارتفع بأمواجه.

(٩) في البحار : تأخر.

(١٠) الفلا : المفازة التي لا ماء فيها.

١٣١

اللهِ عَلى ( مَنْ كَفَرَ وَأَنَابَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ ) (١) ذَوِي الأَلْبابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيزانَ يَوْمِ (٢) الْحِسابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْحُكْمِ (٣) النّاطِقِ بِالصَّوابِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِي الْمِحْرابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ بِهِ فِي يَوْمِ الأَحْزابِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اخْلَصَ لِلَّهِ الْوَحْدانِيَّةَ وَأَنَابَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قالِعَ بابَ خَيْبَرَ الصَّيْخُودَ مِنَ الصَّلاَّبِ (٤) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الأَنامِ الَى الْمَبِيتِ (٥) عَلى فِراشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجابَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مَآبٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الدِّينِ وَيا سَيِّدَ السَّاداتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمُعْجِزاتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ نَزَلَتْ فِي فَضْلِهِ سُورَةُ بَراءَهٍ وَالْعادِياتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماءِ عَلَى السُّرادِقاتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْعَجائِبِ وَالآياتِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ الْغَزَواتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخْبِراً بِما (٦) غَبَرَ وَما هُوَ آتٍ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَواتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتِمَ الْحِصى وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلاتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الْوَغا (٧) مَلائِكَةُ السَّماواتِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ

__________________

(١) ليس في بعض النسخ.

(٢) الحكمة ( خ ل ).

(٣) في البحار : يا قاتل خيبر وقالع الباب ، أقول : الصيخود : الشديد.

(٤) في البحار : للمبيت.

(٥) عصمة الدين ( خ ل ).

(٦) يا من هو مخبر ( خ ل ).

(٧) الوغى : الحرب.

١٣٢

الصَّدَقاتِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الْأَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السّاداتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِىَ الْمَبْعُوثِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ (١) وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُتَّقِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَلْجَأَ (٢) الْمَكْرُوبِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْبَراهِينَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا طه وَيس ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ الْمَتِينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ بِخاتَمِهِ فِي صَلاتِهِ عَلَى الْمِسْكِينِ (٣) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَلِيبِ (٤) وَمُظْهِرَ الْماءِ الْمَعِينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ النّاظِرَةِ فِي الْعالَمِينَ وَيَدَهُ الْباسِطَةُ وَلِسانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ فِي بَرِيَّتِهِ اجْمَعِينَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ ، وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَصاحِبَ لِواءِ الْحَمْدِ وَساقِي أَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا يَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ وَوالِدَ الأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ الْمُضِيءِ وَجَنْبِهِ الْقَوِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ.

السَّلامُ عَلَى الإِمامِ التَقِيِّ الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ ، السَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ ، السَّلامُ عَلَى الإِمامِ ابِي الْحَسَنِ عَلِيِّ ، السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الْهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى ، وَاعْلامِ التُّقى وَمَنارِ الْهُدى وَذَوِي النُّهى ، وَكَهْفِ الْوَرى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ، وَالْحُجَّةِ عَلى اهْلِ الدُّنْيا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

السَّلامُ عَلى نُورِ الأَنْوارِ وَحُجَجِ الْجَبَّارِ ، وَوَالِدِ الأَئِمَّةِ الأَطْهارِ ، وَقَسِيمِ

__________________

(١) يا وارث خير موروث ( خ ل ).

(٢) في البحار : غياث.

(٣) للمسكين ( خ ل ).

(٤) عن القليب ( خ ل ) ، أقول : القليب : البئر.

١٣٣

الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، الْمُخْبِرِ عَنِ الآثارِ ، الْمُدَمِّرِ عَلَى الْكُفَّارِ ، مُسْتَنْقِذِ (١) الشِّيعَةِ الْمُخْلِصِينَ مِنْ عَظِيمِ الْأَوْزارِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ (٢) ابْنَةِ الْمُخْتارِ ، الْمَوْلُودِ فِي الْبَيْتِ ذِي الأَسْتارِ ، الْمُرَوِّجِ فِي السَّماءِ بِالْبَرَّةِ الطّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ ابْنَةِ خَيْرِ الأَطْهارِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

السَّلامُ عَلَى النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ، وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ ، السَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ الانْوَرِ وَضِيائِهِ الازْهَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَحُجَّتَهُ وَخاصَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ.

اشْهَدُ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ لَقَدْ (٣) جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ ، وَشَرَعْتَ أَحْكامَهُ ، وَاقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَامَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ صابِراً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللهِ عَظِيمَ الاجْرِ ، حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ مَقامِكَ ، وَأَزالَكَ عَنْ مَراتِبِكَ (٤) ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، انَا الَى اللهِ مِنْ أَعْدائِكَ بَراءٌ.

ثم انكبّ على القبر فقبّله وقل :

اشْهَدُ انَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي وَتَشْهَدُ مَقامِي ، وَاشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ بِالْبَلاغِ وَالأَداءِ ، يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ اللهِ يا أَمِينَ اللهِ انَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ اثْقَلَتْ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي مِنَ الرُّقادِ وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ أَحْشائِي ، وَقَدْ هَرَبْتُ مِنْها الَى اللهِ وَالَيْكَ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ ، وَاسْتَرْعاكَ امْرَ خَلْقِهِ ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ ، وَمُوالاتِكَ بِمُوالاتِهِ ، كُنْ لِي [ الَى اللهِ ] (٥) شَفِيعاً ، وَمِنَ النّارِ

__________________

(١) ومستنقذ ( خ ل ).

(٢) التقية السيدة ( خ ل ).

(٣) في البحار : أشهد انك يا ولي الله وحجته لقد.

(٤) مرامك ( خ ل ) ، وفي البحار : فلعن الله من دفعك عن حقك وأزالك عن مقامك.

(٥) من البحار.

١٣٤

مُجِيراً ، وَعَلى الدَّهْرِ ظَهِيراً (١).

ثم انكبّ على القبر فقبّله وقل :

يا وَلِيَّ اللهِ ، يا حُجَّةَ اللهِ ، يا بابَ اللهِ (٢) انَا زائِرُكَ وَاللاّئِذُ بِقَبْرِكَ ، النّازِلُ بِفِنائِكَ ، وَالْمُنِيخُ رَحْلَهُ فِي جَوارِكَ ، اسْأَلُكَ انْ تَشْفَعَ لِي الَى اللهِ فِي قَضاءِ حاجَتِي وَنُجْحِ طَلِبَتِي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ (٣) ، فَانَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ الْجاهُ الْعَظِيمُ وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ ، فَاجْعَلْنِي يا مَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَادْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ.

وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَعَلَى الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، وَتمجّد وابتهل إلى الله جلت عظمته وألحّ في الدعاء بما أحببت ان شاء الله تعالى (٤).

ذكر الوداع لمولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه :

أقول : انّني لم أجد لهذه الزيارة وداعاً يختصّ بها فاعتمد عليه ، فيودّع بوداع بعض زياراته العامة صلوات الله عليه ، وهو :

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَاقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامُ ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جاءَ بِهِ وَدَعا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْهِ ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُ ، اللهُمَّ لا تَحْرِمْنا ثَوابَ مَزارِهِ وَارْزُقْنا الْعَوْدَ ، وَانْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَانِّي اشْهَدُ فِي مَماتِي بِما شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي ، اشْهَدُ انَّهُمْ اعْلامُ الْهُدى وَنُجُومُ الْعُلى وَالْقَدَرُ الْبالِغُ ما بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ ، اشْهَدُ انَّ مَنْ رَدَّ ذلِكَ هُوَ فِي دَرَكِ الْجَحِيمِ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ـ وتسمى الأئمة واحداً واحدا ـ وَانْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ وِفادَتِهِ وَالانْقِضاءِ مِنْ زِيارَتِهِ ، وَانْ جَعَلْتَهُ

__________________

(١) في البحار : وعلى العدوّ نصيراً.

(٢) باب حطة الله ( خ ل ).

(٣) في البحار : يسألك أن تشفع له إلى الله في قضاء حاجتي ونجح طلبته في الدنيا والآخرة.

(٤) رواه الشهيد في مزاره : ٢٧ ـ ٣٠ ، وفي مزار الكبير : ٦٢ مع اختلافات ، عنهما البحار ١٠٠ : ٣٧٣ ـ ٣٧٧.

١٣٥

فَاجْعَلْنِي مَعَ هؤُلاءِ الأَئِمَّةِ الْهُداةِ ، اللهُمَّ ذَلِّلْ قَلْبِي بِالطَّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالْمُوالاةِ وَحُسْنِ الْمُوازَرَةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالتَّسْلِيمِ ، حَتّى يَسْتَكْمِلَ بِذلِكَ طاعَتَكَ وَيَبْلُغَ بِها مَرْضاتِكَ وَيَسْتَوْجِبَ بِها ثَوابَكَ بِرَحْمَتِكَ.

اللهُمَّ انِّي اشْهِدُكَ بِالْوِلايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ وَأَنْبِياءُكَ وَمَلائِكَتُكَ ، وَاشْهِدُكَ بِالْبَرائَةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ انْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ وَأَنْبِياءُكَ وَمَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَالسَّفَرَةُ الأَبْرارُ.

اللهُمَّ وَفِّقْنِي لِكُلِّ مَقامٍ مَحْمُودٍ وَاقْلِبْنِي مِنْ هذَا الْحَرَمِ بِخَيْرٍ مَوْجُودٍ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تاجَ الأَوْصِياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الأَحْكامِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ (١).

اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ الْمُبارَكِينَ ، وَزُوّارِهِ الْمُخْلِصِينَ وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ وَمَوالِيهِ النّاصِحِينَ وَأَنْصارِهِ الْمُكَرَّمِينَ وَأَصْحابِهِ الْمُؤَيِّدِينَ ، وَاجْعَلْنِي اكْرَمَ وافِدٍ وَافْضَلَ وارِدٍ وَانْبَلَ قاصِدٍ فِي هذَا الْحَرَمِ الْكَرِيمِ وَالْمَقامِ الْعَظِيمِ وَالْمَورِدِ النَّبِيلِ وَالْمَنْهَلِ الْجَلِيلِ ، الَّذِي اوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرانَكَ وَرَحْمَتَكَ.

وَاشْهِدُ اللهَ وَمَنْ حَضَرَ مِنْ مَلائِكَتِهِ فِي هذَا الْحَرَمِ الّذِي هُمْ بِهِ مُحْدِقُونَ حافُّونَ انَّ مَنْ سَكَنَ رَمْسَهُ وَحَلَّ ضَرِيحَهُ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ صِدِّيقٌ مُنْتَجَبٌ وَوَصِيٌّ مُرْتَضى ، واهاً لَكَ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمَّتْ نُوراً (٢) مِنَ الْخَيْرِ وَشَهاباً مِنَ النُّورِ ، وَيَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ وَإِبْلاغَ الْحُجَّةِ.

انَا أَبْرَءُ الَى اللهِ مِنْ قاتِلِيكَ وَظالِمِيكَ وَالنّاصِبِينَ لَكَ وَالْمُعِينِينَ عَلَيْكَ وَالْمُحارِبِينَ لَكَ ، وَأُوَدِّعُكَ يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وِداعَ الْمَحْزُونِ لِفِراقِكَ الْمُكْتَئِبِ بِالزَّوالِ عَنْ حَرَمِكَ الْمُتَفَجِّعِ عَلَيْكَ ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ وَلا مِنْ زِيارَتِنا لَكَ ، انَّهُ (٣) سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

__________________

(١) يا ركن المقام ( خ ل ).

(٢) ضمنت ( خ ل ).

(٣) انك ( خ ل ).

١٣٦

فصل (١٣)

فيما نذكره من عمل زائد على الزيارة في يوم السابع عشر من ربيع الأول

أشرف أيام البشارة

وجدنا ذلك في كتب الأعمال الصالحات ، وذخائر المهمات والدعوات الراجحات ، وهو أنّه يصلّي عند ارتفاع نهار يوم السابع عشر من ربيع الأوَّل ركعتين ، يقرأ في كلِّ ركعة منهما الفاتحة مرَّة و« انّا أَنْزَلْناهُ » عشر مرّات ، والإخلاص عشر مرّات ، ثمّ تجلس في مصلاّك وتقول :

اللهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لا تَمُوتُ ، وَخالِقٌ لا تُغْلَبُ (١) ، وَبَدِيءٌ لا تَنْفَدُ ، وَقَرِيبٌ لا تَبْعَدُ ، وَقادِرٌ لا تُضادُّ ، وَغافِرٌ لا تَظْلِمُ ، وَصَمَدٌ لا تُطْعَمُ ، وَقَيُّومٌ لا تَنامُ ، وَعالِمُ لا تُعَلَّمُ ، وَقَوِيٌّ لا تَضْعُفُ ، وَعَظِيمٌ لا تُوصَفُ ، وَوَفِيٌّ لا تَخْلِفُ ، وَغَنِيٌّ لا تَفْتَقِرُ.

وَحَكِيمٌ لا تَجُورُ ، وَمَنِيعٌ لا تُقْهَرُ ، وَمَعْرُوفٌ لا تُنْكَرُ ، وَوَكِيلٌ لا تَخْفى ، وَغالِبٌ لا تُغْلَبُ ، وَفَرْدٌ لا تَسْتَشِيرُ ، وَوَهّابٌ لا تَمَلُّ ، وَسَرِيعٌ لا تَذْهَلُ ، وَجَوادٌ لا تَبْخَلُ وَعَزِيزٌ لا تُذِلُّ ، وَحافِظٌ لا تَغْفَلُ ، وَقائِمٌ لا تَزُولُ ، وَمُحْتَجِبٌ لا تُرى ، وَدائِمٌ لا تَفْنى ، وَباقٍ لا تَبْلى ، وَواحِدٌ لا تَشْتَبِهُ ، وَمُقْتَدِرٌ لا تُنازَعُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، أَنْ تُحْيِيَنِي ما عَلِمْتَ الْحَياةَ خَيْراً لِي ، وَأَنْ تَتَوَفّانِي إِذا كانَتِ الْوَفاةُ خَيْراً لِي ، وَأَسْأَلُكَ الْخَشْيَةَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، وَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضا ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيماً لا تَنْفَدُ ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضا بَعْدَ الْقَضاءِ.

وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ آمِينَ رَبَ (٢) الْعالَمِينَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ الْكَرِيمِ وَفَضْلِكَ الْعَظِيمِ أَنْ

__________________

(١) خالق لا تخلق وفائق لا تغلب ( خ ل ).

(٢) يا رب ( خ ل ).

١٣٧

تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي يا لَطِيفُ ، الْطُفْ لِي فِي كُلِّ ما تُحِبُّ وَتَرْضى.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْراتِ ، وَتَرْكَ الْمُنْكَراتِ ، وَحُبَّ الْمَساكِينَ ، وَمُخالِطَةَ الصّالِحِينَ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَإِذا أرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً فَتَقِينِي غَيْرَ مَفْتُونٍ ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إلى حُبِّكَ.

اللهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله حَبِيبِكَ ، وَبِحَقِّ إبْراهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ ، وَبِحَقِّ مُوسى كَلِيمِكَ ، وَبِحَقِّ عِيسى رُوحِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْراهِيمَ وَتَوْراةِ مُوسى وَانْجِيلِ عِيسى وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ ، وَبِحَقِّ كُلِّ قَضاءٍ قَضَيْتَهُ ، وَبِكُلِّ سائِلٍ أَعْطَيْتَهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي اسْتَقَرَّ (١) بِها عَرْشُكَ.

فَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي وَضَعْتَها عَلَى النَّارِ فَاسْتَنارَتْ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي وَضَعْتَها عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي وَضَعْتَها عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي وَضَعْتَها عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي مَلَأَ أَرْكانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطّاهِرِ الْمُبارَكِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَأَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمَبْلَغِ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، وَبِأَسْمائِكَ الْعِظامِ ، وَجَدِّكَ الْأَعْلى ، وَكَلِماتِكَ التّامّاتِ ، أَنْ تَرْزُقَنا حِفْظَ الْقُرْآنِ ، وَالْعَمَلَ بِهِ وَالطَّاعَةَ لَكَ ، وَالْعَمَلَ الصّالِحَ ، وَأَنْ تَثْبُتَ ذلِكَ فِي أَسْماعِنا وَأَبْصارِنا ، وَأَنْ تَخْلُطَ ذلِكَ بِلَحْمِي وَدَمِي وَمُخِّي وَشَحْمِي وَعِظامِي ، وَأَنْ تَسْتَعْمِلَ بِذلِكَ بَدَنِي وَقُوَّتِي ، فَإِنَّهُ لا يَقْوى عَلى ذلِكَ إلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ.

يا اللهُ الْواحِدُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ (٢) ، يا اللهُ الْخالِقُ الْبارِيءُ الْمُصَوِّرُ ، يا اللهُ الْباعِثُ

__________________

(١) استقلّ ( خ ل ).

(٢) المقدس ( خ ل ).

١٣٨

الْوارِثُ ، يا اللهُ الْفَتَّاحُ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ يا اللهُ الْمَلِكُ الْقادِرُ الْمُقْتَدِرُ ، اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي انَّكَ أَنْتَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُ ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (١) ، فَأَسْأَلُكَ يا اللهُ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ فَأَوْجَبْتَ لَهُ الْجَنَّةَ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ شيثُ بْنُ آدَمَ فَجَعَلْتَهُ وَصِيَّ أَبِيهِ بَعْدَهُ ، أَنْ تَسْتَجِيبَ دُعاءَنا وَأَنْ تَرْزُقَنا إنْفاذَ كُلِّ وَصِيَّةٍ لِأَحَدٍ عِنْدَنا ، وَأَنْ تُقَدِّمَ وَصِيَّتَنا إَمامَنا ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ إِدْرِيسُ فَرَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِيّاً ، أَنْ تَرْفَعَنا إِلى أَحَبِّ الْبِقاعِ إِلَيْكَ ، وَتَمُنَّ عَلَيْنا بِمَرْضاتِكَ ، وَتُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ نُوحٌ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَرْقِ ، وَأَهْلَكْتَ الْقَوْمَ الظّالِمِينَ ، انْ تُنَجِّينا مِمّا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْبَلاءِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ هُودٌ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الرِّيحِ الْعَقِيمِ أَنْ تُنَجِّينا مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَعَذابِهِما.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ صالِحٌ فَنَجَّيْتُهُ مِنْ خِزْيِ يَوْمَئِذٍ أَنْ تُنَجَّينا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَعَذابِهِما ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ لُوطٌ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْمُؤْتَفِكَةِ وَالْمَطَرِ السُّوءِ أَنْ تُنَجِّيَنا مِنْ مَخازِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ شُعَيْبٌ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الظُّلَّةِ أَنْ تُنَجِّيَنا مِنَ الْعَذابِ إِلى رُوحِكَ وَرَحْمَتِكَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ إِبْراهِيمُ فَجَعَلْتَ النّارَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً أَنْ تُخَلِّصَنا كَما (٢) خَلَّصْتَهُ ، وَأَنْ تَجْعَلَ ما نَحْنُ فِيهِ بَرْداً وَسَلاماً كَما جَعَلْتَها عَلَيْهِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ إِسماعِيلُ عِنْدَ الْعَطَشِ ، وَأَخْرَجْتَ مِنْ زَمْزَمَ الْماءَ الرَّوِيَّ أَنْ تَجْعَلَ مَخْرَجَنا إلى خَيْرٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَنَا الْمالَ الْواسِعَ بِرَحْمَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَوَلَدَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ أَنْ تُخَلِّصَنا وَتَجْمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَ أَوْلادِنا وَأَهالِينا.

__________________

(١) الغافر : ٦٠.

(٢) مما ( خ ل ).

١٣٩

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يُوسُفُ فَأَخْرَجْتَهُ مِنَ السِّجْنِ أَنْ تُخْرِجَنا مِنَ السِّجْنِ وَتُمَلِّكَنا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيْنا ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ الْأَسْباطُ فَتُبْتَ عَلَيْهِمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ أَنْبِياءَ أَنْ تَتُوبَ عَلَيْنا ، وَتَرْزُقَنا طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ وَالْخَلاصَ مِمّا نَحْنُ فِيهِ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ فَقالَ : « رَبِ ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (١) ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَكَشَفْتَ عَنْهُ ضُرَّهُ ، (٢) وَرَدَدْتَ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْكَ وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَقُولُ كَما قالَ : « رَبِ ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ، فَاسْتَجِبْ لَنا وَارْحَمْنا وَخَلِّصْنا وَرُدَّ عَلَيْنا أَهْلَنا وَما لَنا وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةَ مِنْكَ وَاجْعَلْنا مِنَ الْعابِدِينَ لَكَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى وَهارُونَ فَقُلْتَ عَزَزْتَ مِنْ قائِلٍ : ( قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما ) (٣) ، أَنْ تَسْتَجِيبَ دُعاءَنَا وَتُنْجِيَنا كَما نَجَّيْتَهُما ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُدُ فَغَفَرْتَ ذَنْبَهُ وَتُبْتَ عَلَيْهِ أَنْ تَغْفِرَ ذَنْبِي وَتَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَرَدَتْ عَلَيْهِ مُلْكَهُ وَأَمْكَنْتَهُ مِنْ عَدُوِّهِ وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِنَّ وَالانْسَ وَالطَّيْرَ ، أَنْ تُخَلِّصَنا مِنْ عَدُوِّنا ، وَتَرُدَّ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ ، وَتَسْتَخْرِجَ لَنا مِنْ أَيْدِيهِمْ حَقَّنا ، وَتُخَلِّصَنا مِنْهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ عَلى عَرْشِ مَلَكَةِ سَبا أَنْ تَحْمِلَ إِلَيْهِ ، فَاذْ هُوَ مُسْتَقِرٌّ عِنْدَهُ ، أَنْ تَحْمِلَنا مِنْ عامِنا هذا إلى بَيْتِكَ الْحَرامِ حُجّاجاً وَزُوّاراً لِقَبْرِ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) الأنبياء : ٨٣.

(٢) ما به من ضر ( خ ل ).

(٣) يونس : ٨٩.

١٤٠