رحلتي من الظلمات إلى النّور

السيد عبد الكريم هاشمي نجاد

رحلتي من الظلمات إلى النّور

المؤلف:

السيد عبد الكريم هاشمي نجاد


المترجم: علاء رضائي
الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦١
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

المجتمع ، مثل :

( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١).

ومثل هذه التعابير كثيرة في آيات القران والروايات الاسلامية ، وفي جميعها اعتبر « العلماء » فئة خاصة تقع عليها مسؤولية جسمية في المجتمع. اذن ، لا شك في وجود فئة معيّنة في الامة الاسلامية باسم « الروحانيون » او بالتعبير الاسلامي « العلماء ».

من المنظار الاسلامي

ان ظاهرة التخصص امر طبيعي في العلم ( خصوصاً في عالمنا المعاصر ) ، وهذا التخصص يرفع من مستوىٰ الاعمال ويجعلها متّقنة ودقيقة للغاية ، كما انه لا يمكن لاحد ان يتخصص في اكثر من مجالين كأقصىٰ شيء. وفلسفة هذا التقسيم والتخصيص واضحة ايضاً ، لان تطور العلوم واتّساعها يجعل من الصعب علىٰ الشخص الإلمام بجميع العلوم ، مثل : الطب والنهدسة والفيزياء والكيمياء والزراعة والخياطة والتجارة ... الخ.

اذن لا بدّ ان يقسم المجتمع الىٰ فئات ومجموعات مختلفة في تخصصها واعمالها ، ولهذا تجد ظهور مختلف الفئات علىٰ مدىٰ آلاف السنين

________________

(١) سورة فاطر : ٢٨.

٤٢١

من تاريخ البشرية ، مع ان هذه التقسيمات اصبحت اكثر بروزاً في عصرنا الحاضر وادقّ من الناحية العلمية ، اذن وفيما يتعلق بالدين والايديولوجية الاسلامية فنحن بحاجة الىٰ فئة متخصصة في معارفه وعلومه التي تشمل جميع مجالات الحياة ، ومن خلال هذه الفئة نستطيع توجيه وقيادة المجتمع أيديولوجياً ، وضمان المتطلبات الحياتية للأمة ، لانه وكما هو الحال مع سائر المواضيع التي يحتاجها المجتمع ، لا يستطيع كل شخص ان يجتهد بنفسه في المسائل الاسلامية ويتبحّر فيها.

اصدقائي الاعزاء !

ومع الاخذ بما قلته من ضرورة التخصص في العلوم باعتبارها ضرورة عصرية تتطلبها سعة العلوم وتعقيدات الحياة ، فان المسائل الدينية والايديولوجية ايضاً تحتاج الىٰ اشخاص مختصين بالمعارف الدينية ومتفقهين فيها وهؤلاء هم « الروحانيون » او حسب التعبير الاسلامي « العلماء » ، ولكن كيف قبلتم بوجود متخصصين في جميع الفروع ، مثل : الطب والهندسة والاقتصاد والاجتماع والقانون ... واعتبرتموه ضرورة لابد منها ، بينما عندما وصل الامر الىٰ المعارف والعلوم الاسلامية تساءلتم عن فلسفة ظهور هذه الفئة التي تسمىٰ بـ « العلماء » ؟

بيضاوي : الفارق بين الاسلام والمجالات التي ذكرتها مثل الطب ، هو ان الدين يخص جميع الناس.

الشيخ : ايّها السيد بيضاوي ، أليس الطب ايضاً لجميع الناس والكل

٤٢٢

بحاجة اليه ؟! وما هو وجه التمايز في ذلك بين الدين والمجالات الاخرىٰ ؟! وكون الدين لكل الناس ، لا يعني ان كل الناس يستطيعون ان يلمّوا بجميع جوانبه ويطعلوا علىٰ كل معارفه ، وبحيث يمكنهم تقديم اجوبة لكل ما يواجههم في حياتهم من تساؤلات دينية لان هذا الامر غير ممكناً. ولهذا ظهرت الحاجة الىٰ فئة خاصة في المجتمع الاسلامي متخصصة في المعارف الاسلامية تسمىٰ بـ « الروحانيين » او « العلماء ».

الاساس هو التخصص العلمي لا الملابس

ولابدّ هنا من التذكير بهذه النقطة ، وهي ان البحث عن الروحانيين يستهدف تخصصهم العلمي بعنوان فئة معيّنة في المسائل الاسلامية وننظر فيه الىٰ ملابسهم ، وهذا ما امر به القرآن من تفقه مجموعة من الاشخاص في الدين ، وما املته الضرورات الاجتماعية والعلمية ، بهذا الشكل ظهرت شريحة الروحانيون او العلماء ، اما الملابس فهي قضية عرضية وليست في القضايا الاسلامية ، لكنهم حساسون من ملابس العلماء ، لانه وكما يعبر عن ذلك الدكتور شريعتي ، هذه الحساسية تشبه الحالات النفسية التي تعاني منها المرأة الحامل.

أي انه نوع من الشعور الفردي ، لا علاقة لنا به.

٤٢٣

ملابس الروحانيين

اصدقائي الاعزاء !

اساس بحثنا حول العلماء ، هو التخصّص العلمي الذي يمتلكوه في المسائل الاسلامية وليست الملابس ولكن هناك حقيقة اُخرىٰ تواجهنا وهي الحساسية من نوع ملابسهم ، لانه :

اولاً ـ اذا كان الآخرون احراراً في اختيار ملابسهم وتراهم احياناً يجعلون الغرب قدوتهم في ذلك ، فلماذا نسلب هذا الحق من العلماء ، ونطالبهم بعدم لبس العمامة والجبة والعباءة ؟!

وكونهم يلبسون ما يرونه مناسباً لهم ، فقد جعلوا الرسول الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة المعصومين عليهم‌السلام اسوتهم في الملابس ، لانه وحسب الوثائق التاريخية والاسلامية ، ليس هناك شك من انهم كانوا يلبسون العمامة والعباءة والملابس الطويلة ، ومع ذلك فالعلماء احرار في اختيار نوع ملابسهم ، والنموذج الذي اختاروه هي تلك الملابس المحلية التي كان يرتدي مثلها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة المعصومون عليهم‌السلام من بعده ، وقد ذكرناها بأنها محلية لانه ليست في الاسلام ملابس خاصة.

ثانياً ـ موضع امتلاك كل مجموعة متخصصة نوع محدد من الملابس ، هي قضية مطروحة في عالمنا الحاضر ، وهذا الامر يسهّل وصول الناس لهم ، كالاطباء والممرضين الذين يرتدون لون محدد من الملابس ، لذلك يمكن لمراجعي المستشفيات التعرف عليهم ببساطة ، وهكذا بالنسبة للعلماء فزيّهم

٤٢٤

المعروف يسهل عملية رجوع الناس اليهم لمعرفة احكام الشريعة.

ثالثاً ـ وجود زيّ خاص ، وبالخصوص في عصرنا الحاضر ، يعد حائلاً امام تلبس كل مخادع ومتمايل بثياب العلماء ، ولو حذف هذا الزي ، فان عملية ادعاء كل خائن ومزيف بأنه من العلماء والروحانيين ، ولأزداد عدد المنحرفين والمزيفين بين فئة العلماء ـ مع وجود قلتهم حالياً ـ فلماذا كل هذا التحسس من زيّ العلماء ، مما ينتهي الىٰ نتائج لا تحمد عواقبها.

الروحاني الحقيقي

حسن ، الطالب الجامعي : يا عمّ ! كلامك حول العلماء منطقي تماماً ، ونحن نقبله ابتداءً ، ولكن هل انت تدافع عن جميع الروحانيين ؟! في حين ان اكثرهم يعانون من نقاط ضعف كثيرة وفي بعض الاحيان اضروا بالاسلام كثيراً.

الشيخ : أبداً ، انا لا ادافع عن العلماء بشكل مطلق ، لان هذا العمل لا يرتضيه الاسلام ولا قادته ، كما لا يقبل به العقل والمنطق السليم.

وما اقصده هنا هو بيان هذه الحقيقة وهي : ان انتقاد الروحانيين بشكل عام وكلّي بعيد عن المنطق والانصاف ، وهنا أيضاً ذكر مقولة للدكتور علي شريعتي ، حيث يقول في احدىٰ خطاباته :

« المستقلّون فكرياً ، والذين يصدرون الاحكام بعد بحث وتمحيص يعلمون جيداً الدور الذي لعبه العلماء والدين والمسجد والبازار في انتفاضات

٤٢٥

وثورات القرن الاخير ، ولابدّ ان تعلموا انه انه لا يوجد في الاسلام جهاز روحاني موحّد كما هو الحال في المسيحية ، حتىٰ يمكن الحكم عليه بشكل عام ، بل العلماء في الاسلام ، هم نخبة طبيعية من الجماهير والمجتمع ، ولكل واحد منهم شخصيته المستقلة ، لذا لا يوجد في الاسلام طبقة موحّدة ومنظّمة باسم « الروحانية » ، فالحديث عنها والحكم عليها ، لا يكون إلّا بسبب الجهل بها.

وعلىٰ الرغم من وجود اشخاص منحطّين ، وحتىٰ عملاء للسلطة بينهم ، إلّا انه ليس من المنطق مقارنتهم بتشكيلات الروحانية المسيحية الوسطىٰ » (١).

نعم ، هناك حقيقة قائمة وهي ان العلماء تيار استمر علىٰ مدىٰ تاريخ الاسلام وسيبقىٰ مستمراً ، وان الذي يريد مهاجمته بشكل عام دون تمييز ، يكون قد انحرف وزلّ عن الطريق القويم ، كما ان المدافعين عنهم دون قيد او شرط مخطئون أيضاً ، مع ان القرآن والروايات امتدحت العلماء والروحانيين وحظوا بتفضيل من قبل الله عزّ وجلّ.

لكن تبقىٰ هذه الحقيقة في الاسلام ، وهو ان قيمة العالم ومكانته تكون في تحمله لمسؤولياته الجسمية والوفاء بعهده والتزاماته امام الله عزّ وجل ، فلو انحرف عن هذا الطريق سيكون من اسوء الناس ، كما يقول امير المؤمنين الامام علي عليه‌السلام :

« العلماء اُمناء الله علىٰ حلاله وحرامه مالم يأتوا أبواب السلاطين ».

________________

(١) « القاسطين والمارقين والناكثين » : ٢٤١.

٤٢٦

أو ما حدد الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله من وظيفة للعلماء وهي مكافحة البدع والقوانين الباطلة ، من خلال توعية الناس وارشادهم ، ثم اضاف :

« إذا ظهرت البدع فعلىٰ العالم ان يظهر علمه وإلّا فعليه لعنة الله ».

وعندما سُئِل الامام علي عليه‌السلام : مَن خير الخلق بعد ائمة الهدىٰ عليهم‌السلام ؟

قال : العلماء اذا صلحوا.

قيل : فمن شرار خلق الله بعد ابليس ؟

قال : العلماء اذا فسدوا (١).

أو كما يقول القرآن الكريم :

( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (٢).

ومع الأخذ بهذه الحقائق والعديد من النماذج الاسلامية الاُخرىٰ فيما يتعلق بموضوع بحثناً ، لا يمكن لي ولا لأي مسلم مطّلع علىٰ الاسلام واحكامه ، ان يدافع عن الروحانيين بشكل مطلق لأنّ مثل هذا العمل لم يقم به أي مدافع علىٰ الاسلام ، ولا يقبل به المنطق والعقل أيضاً.

والعلماء الشيعة علىٰ قسمين ( رغم انه لا يمكن مقارنتهم بعلماء اهل السنة ) :

________________

(١) تفسير البرهان : ١ / ١١٨.

(٢) سورة البقرة : ١٥٩.

٤٢٧

القسم الاول :

رسالي وملتزم ومسؤول ومجاهد ، يقف علىٰ الدوام بوجه الطغاة وينصر المظلومين ، وهؤلاء هم الذين نذروا حياتهم للمحرومين وفي سبيل الله ، ومن اجل ارشاد الناس الىٰ الله ، فدخلوا السجون ، وتحمّلوا التعذيب وصعوبات كثيرة ، وارتقىٰ بعضهم اعواد المشانق ونال الشهادة ، وهؤلاء هم المنادون بالحق والوارثون للانبياء ، فهم العلماء والروحانيون الذين يمتدحهم القرآن الكريم والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام في الآيات والاحاديث ، وهم الذين يقول فيهم أمير المؤمنين علي عليه‌السلام :

« وما اخذ الله علىٰ العلماء ان لا يقاروا علىٰ كظة ظالم ولا سغب مظلوم » (١).

أجل ، هؤلاء هم العلماء والروحانيون الحقيقيون ، الذين يجدر بي وبغيري ان ندافع عنهم.

القسم الثاني :

وهم الأقلية التي نست وظيفتها ومسؤوليتها ، وباعت دينها بدنياها ، اولئك الذين نسوا مكانتهم عند الله والناس ووقفوا بجانب الجبابرة أو هيّئوا الأرضية لتعدّي الجبابرة والظلمة علىٰ حقوق الناس والقانون من خلال حيادهم ووقوفهم موقف المتفرّج على ما يحدث في المجتمع.

________________

(١) نهج البلاغة.

٤٢٨

هؤلاء لا يجدر بنا ان نسمّيهم علماء أو روحانيون ، وليست لهم أية كرامة او مكانة جليلة ، بل هم من الذين شخّصهم الحديث النبوي الشريف ، « رأوا الفتنة ولم يظهروا علمهم ، فعليهم لعنة الله ».

اغلبية أم اقلية ؟

حسن ، الطالب الجامعي : نشكرك علىٰ بيانكم الجميل والمنطقي ، ولكن ، هل لكم ان تقولوا لنا رأيكم في الاغلبية منهم ؟

الشيخ : برأيي ان الاغلبية تقريباً هي ضمن الاتجاه الصحيح او قريبة منه ، لان اكثر الروحانيون هم من طلاب الحوزة المضحّين والاتقياء ، الذين يعيشون ظروفاً معيشية صعبة ( مقارنة بالاخوة طلاب الجامعات ) ـ علىٰ الرغم من ان حقوق الفئتين « الحوزويين والجامعيين » مهدورة كباقي فئات المجتمع ـ.

واكثر الطلبة الحوزويين يفتقدون ابسط لوازم الدراسة من المدارس نفسها حتىٰ الاقسام الداخلية والامكانيات الرياضية واماكن النزهة المكتبات ، لكنهم علىٰ الرغم من ذلك جادون في دراستهم وطلبهم للعلم وبناء شخصيتهم الروحية لكي يتحملوا في المستقبل مسؤوليتهم الجسمية ( التي يشعر بها ويعيها العديد منهم ).

وما عدىٰ هذه الاغلبية ، هناك بين الروحانيين الآخرين ، خاصة الوعاظ منهم ، عدد لا بأس به ممن يأخذ علىٰ عاتقه مسؤولية تربية الناس وارشادهم فكرياً.

٤٢٩

ولكن ، بني حسن ، أنت طالب جامعي ، وعندما نقول : « وعاظ » أو « علماء رساليون » تتصور مستوىٰ معين من الفكر ، وكأن جميع الناس في هذا البلد طلاب جامعين مثلك ، في حين ان هذه التصور خاطئ ؛ لانه يجب ان لا ننسىٰ وجود نسبة كبيرة واكثرية محرومة وفقيرة في بلادنا ، وهؤلاء يحتاجون الىٰ لغة اخرىٰ في الخطاب ، غير لغة المثقفين والجامعيين ، هؤلاء بحاجة الىٰ من يخاطبهم بلسانهم ، والروحانيون يمتلكون هذه القدرة في الخطاب لانهم من ابناء هذا الشعب المحروم وقريبون منه ، ولان شعبنا متدين يسمع لحديث اهل الدين والعلماء ، لان الدين عنده متأصّل في الاعماق ، فلماذا ننسىٰ هذه الاغلبية المحرومة ونتركها فريسة للأعلام والتضليل الاستكباري الكافر.

ان نجاح اية حركة ثورية او اصلاحية هي رهن نفوذ افكارهم وعقائدها في الجماهير الحقيقية وتحريكها ، فليس هناك شك في ضرورة الاستفادة من هذه القوة الجماهير الجبابرة لخدمة الاسلام والمسلمين المحرومين ، فهل يستطيع العلماء الذين يتكلمون بلغة المثقفين والجامعيين القيام بهذه المهمة ؟! وهل تستطيع تلك الجماهير المسلمة القروية فهم ما يقوله اولئك العلماء الذين يتحدثون بلغة النخبة ؟ طبعاً لا ، اذن ، ومن اجل توعية تلك الجماهير التي جعلتها سياسات المستعمر متخلّفة فكرياً ، لابدّ م الاستفادة من روحانيين يتكلمون لغة بسيطة وليسوا من الطراز الأول ، وهؤلاء الروحانيون هم الذين يمدون جسور العلاقة مع تلك الجماهير المليونية وتوجههم نحو مسيرة الكلمال.

أجل يا بني العزيز حسن ، لا تنسىٰ ان شعبنا ليس جميعه طلاب

٤٣٠

جامعات ، كما ان العلماء الذين يستطيعون مخاطبتهم بلغتهم ليسوا اولئك العلماء الذين يؤمنون في التكامل مع الجامعيين ومتطلباتهم الايديولوجية.

وعلىٰ هذا الاساس فإن عدداً قليلاً من الروحانيين ، لا يؤمنون بأي عمل ، أو انهم يقومون بدور سلبي ، مخالف لما اوجبته عليهم الرسالة ، وهؤلاء الاقلية كما يعبّر عنهم الامام العسكري عليه‌السلام : « هم اضرّ علىٰ ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة والعذاب علىٰ الحسين بن علي عليه‌السلام واصحابه » (١).

دور العلماء في حركة الانسان التكاملية

بيضاوي : ايّها الشيخ ، مع اننا فهمنا من خلال كلامكم دور العلماء والمسؤولية الملقاة علىٰ عاتقهم ، لكنني اود ان اتعرّف علىٰ الخدمات التي قدموها والالتزامات التي انجزوها.

الشيخ : ان دور العلماء الحقيقيين يمكن تلخيصه بأن طريقهم طريق الانبياء ومسؤولياتهم تجاه الناس هي من نفس نوع مسؤولية الانبياء ، اي ان مسؤوليتهم هي ارشاد وقيادة المجتمع نحو الله والتكامل وتعبئة الناس للتطور وتطبيق النظام التوحيدي الذي تضمن فيه العدالة والمساواة والنمو الفكري والعلمي والثقافي ، والاستفادة العادلة من جميع الامكانيات والقدرات الالهية والمصادر الطبيعية لجميع البشر.

بعبارة اخرىٰ تحريك الجتمع لتكامل شامل ، مادي ومعنوي وعلمي

________________

(١) تفسير البرهان : ١ / ١١٨.

٤٣١

وانساني ، ولانه من الطبيعي ان يصطدموا في هذا المسير مع قوىٰ مستبدة وموانع ، كان من الضروري ان يعبئوا جميع الامكانيات والطاقات لازالة هذه الموانع الشيطانية والاستمرار في المسيرة ، وبهذا الشكل تكون مسؤولية العلماء الاساسية هي توعية الناس وترشيدهم لاقامة نظام الهي وحكومة اسلامية تضمن للجميع امكانيات التعالي والرقي من خلال القسط والعدل الاسلامي ، وكذلك محاربة الحكومات المستبدة والطاغوتية من اجل اجتثاثها وارساء اسس نظام اسلامي عادل علىٰ انقاضها.

حسن ، الطالب الجامعي : هذه المسؤولية التي رأيتموها للعلماء ، هي من اسمىٰ الاعمال التي يقوم بها العالم ويسعىٰ اليها ، ولكن هل هناك من العلماء من قام بخطوات حقيقية في هذا الطريق ؟

الشيخ : تاريخ العلماء علىٰ مدىٰ قرون يثبت ذلك.

اصدقائي الاعزاء !

الكلام عن العلماء الحقيقيين والدور الذي قاموا به ، يدعونا الىٰ العودة للتاريخ ، ومن هناك يمكننا فهم قيمة التضحيات التي قدموها في سبيل الاهداف الكبرىٰ والانسانية وفي سبيل مسيرة التكامل التي حدد معالمها الانبياء ، لان تاريخ كفاح ومقارعة « علماء الشيعة » للجبابرة في عصرهم ومن اجل اقامة الحكم الاسلامي يعود الىٰ ما بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة ، ولان أباذر والمقداد وسلمان وعمار ومن تلاهم من امثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق وسعيد بن جبير من شهداء الاسلام الاوائل ، جميعهم من علماء

٤٣٢

الاسلام ، ولم يكونوا مسلمين عاديين.

أجل ان تاريخ علماء الشيعة الحقيقيين ، هو طريق يمرّ بين النار والدماء ومستمر هكذا الىٰ الآن ، ولو اردنا حساب عدد شهداء الاسلام من العلماء الشيعة ( دون الذين سقطوا في فترة حياة الائمة عليهم‌السلام ) لتجاوز عددهم المئات ، وفي ذلك يمكنكم الرجوع الىٰ كتاب « شهداء الفضيلة » للعلامة الاميني رحمه‌الله ، الذي ذكر فيه بالتفصيل شهداء علماء الشيعة علىٰ مدىٰ التاريخ ، مع انه اختار فقط كبار العلماء الذين كانوا يجارون علماء عصره ، ولو اضفنا الىٰ ذلك سائر طلاب العلوم الدينية والفضلاء الذين سقطوا شهداء في مواجهات مع قوىٰ البغي ، لأرتفع العدد كثيراً جداً.

الحفاظ علىٰ مصادر الثقافة الاسلامية

ان اهم ما قام به علماء الشيعة علىٰ مدىٰ تاريخهم هو حفظهم وصيانتهم بأحسن وجه لتراث الشيعة الثقافي والمصادر الاولية للأيديولوجية الاسلامية ، وقد استطاع علماء الشيعة جمع مصادر التشريع الاسلامية الاساسية ( باستثناء القرآن ) والحفاظ عليها ، ويُعد نهج البلاغة واحداً منها. وبتأمّل بسيط لأمكانيات ذلك العصر والوسائل المتاحة في السفر والتنقل بالاضافة الىٰ الضغوطات التي كان يواجهها علماء الشيعة من اخوانهم السنّة وحكوماتهم ، لعرفنا قيمة ما انجزه علماء الشيعة الكبار الاوائل ، والجهد الذي بذلوه لحفظ التراث الاسلامي الصحيح ، من خلال جمع وتأليف اهم الكتب الحديثية والفقهية والتفسيرية والعقائدية مثل : اصول الكافي ، وفروع الكافي

٤٣٣

ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومئات الكتب الاُخرىٰ ، وأن الفضل الذي جعلنا اليوم نمتلك العديد من الكتب التي تتناول مختلف المسائل الاسلامية يعود الىٰ تلك المصادر الأوّلية التي جمعها وكتبها وحفظها اولئك العلماء الافاضل ، الذين بذلوا جهوداً جبارة في تأليفها وتحمّلوا صعوبات جمّة في حفظها الآن.

أليس من غير الانصاف ، ان نتساءل ونحن نرىٰ ما تركوه لنا من تراث : ما الذي فعله العلماء لنشر ثقافة الاسلام الاصلية ؟! في حين انه لا يعلم ان كل ما يكتب اليوم وينتشر ما هو إلّا اقتباس واستنباط من تلك المصادر الأولية التي جمعها وألفها وحفظها علماء الاسلام اولئك.

فأحدىٰ الاساطير تقول ان سمكة كانت تسبح وسط الماء وهي تقول : « من قال ان السمكة لا تستطيع ان تعيش خارج الماء » ؟ أو مثل الشخص الذي يقوم بطبخ مواد أوّلية جمعها آخرون بعناء من اماكن بعيدة ونائية وبعد ان يشعر بنشوة اللذة ينسىٰ اولئك الذين هيّئوا له تلك المواد ويتجاهلهم ! فالذين يقفون من العلماء مثل هذه المواقف يفقدون لصفة الانصاف والعدل ، وللأسف الشديد تلاحظ هذه الصفة حالياً بيننا ، فبعض الاشخاص ومن خلال بعض الخدمات التي يقدمونها ، يقومون بتجاهل خدمات الآخرين وانجازاتهم ، في حين ان القرآن يأمر المسلمين الجدد باحترام المسلمين الاوائل واعطاءهم حق السبق في الايمان والسعي لتحقيق الاهداف الربانية ، يقول القرآن في هذا الصدد :

( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) (١)

________________

(١) سورة الحشر : ١٠.

٤٣٤

العلماء والحركات الثورية

من أهم الاصعدة التي يبرز فيها دور العلماء والرساليون هي الحركات الثورية في المنطقة الاسلامية ، للحد الذي يمكن القول ، انه ليست هناك ثورة في البلدان الاسلامية ، إلّا وكان للعلماء الحقيقيين فيها دور القيادة ، او ادوار حساسة ومهمة جداً ، وهذه حقيقة يمكن دركها من خلال الرجوع الىٰ تاريخ البلدان الاسلامية سواءً في آسيا او افريقياً.

ولإثبات هذه الحقيقية ، ليست هناك حاجة للرجوع الىٰ القرون الاولىٰ من التاريخ الاسلامي ، بل نستقرىء تاريخنا المعاصر وبالتحديد القرن الذي نعيش فيه ، فهناك ، فهناك شخصيات علمائية ثورية كثيرة ظهرت في هذا القرن وتولت قيادة ثورات وانتفاضات عظيمة في تاريخنا السياسي المعاصر ، مثل آية الله الميرزا الشيرازي الكبير ، قائد ثورة التنباك ، والسيد جمال الدين الاسد آبادي ( الافغاني ) وآية الله الشيخ محمد تقي الشيرازي الذي اصدر فتوىٰ الجهاد ضد الانجليز في العراق ، بالاضافة الىٰ العديد من العلماء والمجتهدين الذين توجهوا بأنفسهم الىٰ ساحات القتال آنذاك حتىٰ حصلوا علىٰ استقلال العراق ، وآية الله السيد شرف الدين العاملي ، قائد الشيعة في حروب استقلال في لبنان ، والذي كان يشارك في القتال بنفسه ، حتىٰ ان احد ابناءه استشهد في احدىٰ المعارك التي كان يقودها هو ، او الميرزا كوچك خان الذي قادر ثورة الغابة في منطقة جيلان في ايران ، او العلماء الذين قادوا ثورة الدستور سنة ١٩٠٦ و ... الخ حتىٰ يصل الامر الىٰ شمس هذا العصر الساطعة

٤٣٥

والشخص الذي لا يمكن معرفة قيمة تحركه الثوري والاسلامي إلّا بمرور الزمان وكذلك الشخصيات الاخرىٰ التي سارت خلفه في هذه الثورة الاسلامية المباركة منذ البداية.

أجل ، لقد كانت الروحانية الحقيقية هي الركن الذي تستند اليه الجماهير المسلمة او المحرومة في مقارعتها للأنظمة الجائرة ، فكان العلماء هم المدافعون عن القانون الالهي والمسلمين علىٰ مدىٰ التاريخ الاسلامي ، ونظراً لسعة مجال البحث وعدم امكانية سرد مختصر لكل الثورات والانتفاضات التي قادها العلماء ، لذلك سنكتفي بملخص لقصة التنباك.

فتوىٰ تحريم التنباك

قامت حكومة الملك ناصر الدين شاه القاجاري ، الظالمة والمستبدة في سنة ١٨٩٠ بأعطاء امتياز احتكار في بيع وشراء التنباك لشركة بريطانية بأسم جي. اف طالبوت (١) ، وهذا العقد الذي وقع في ٩ آيار من نفس السنة في السفارة البريطانية بطهران ، كان في الحقيقة وثيقة لتسلط الاجانب علىٰ الشعب الايراني اقتصادياً وسياسياً ، وبواسطة هذه الوثيقة كانت بريطانيا تستطيع بسط سيطرتها علىٰ جميع الاراضي الزراعية ، وبالاضافة الىٰ عشرات المفاسد السياسية والاقتصادية والثقافية ، وكان بامكانها اجراء سياسة المحصول الواحد بالتدريج ، وبهذه الطريقة يتهيء الوضع لسلطة المستعمر علىٰ البلاد بشكل عام.

________________

(١) G. F.Talbot.

٤٣٦

وفي تلك الظروف الحساسة ، قام المرجع آية الله الشيرازي الكبير ، باصدار فتواه التاريخية ، بعد ان أحسّ بالخطر المحدق وادرك مسؤوليته الجسمية في درء الخطر ، فحرّم استعمال التنباك ، لقد استطاع الشيرازي الكبير ان يقلب المعادلة سطر واحد ، فلم يعد استعمال التنباك محضوراً في المدن الايرانية جميعها ، بل وصل الامر الىٰ بيت الملك نفسه الىٰ نسائه وخدمه ، وكانوا يقولون له بصراحة ان استعمال التنباك حرام.

لقد كانت الحركة التي قام بها المرجع الشيرازي مباغتة للملك ناصر الدين شاه ، واسياده البريطانيين إلى الحدّ الذي اذهلتهم ، فحاولوا بشتىٰ الطرق مواجهتها ، فتارة بالتطميع وتارة بالتهديد ، ولقد طلب الشاه مراراً من المرحوم آية الله الاشتياني قائد الحركة في طهران ان يستعمل ( النارجيلة ) لكي ينقض عملياً فتوىٰ المرجع الشيرازي ، لكنه لم يستسلم امام تهديد وتطميع الشاه ! وقال : « لن استعمل التنباك إلّا ان يفتي الميرزا الشيرازي بذلك » ، فاظطر ناصر الدين شاه في النهاية الىٰ الغاء ذلك العقد ، وعاد للناس مرّة ثانية الحق في زرع وبيع وشراء التنباك ، وقد دفعت الدولة مبلغ نصف ميلون جنيه استرليني من اموال الشعب المسكين ، كغرامة مالية لشركة طالبوت (١).

وحول فتوىٰ تحريم التنباك ، يقول احد الكتاب المشهورين :

في القرن التاسع عشر ، كانت البلاد الاسلامية تعيش حالة ثورة عامة وغير منظمة ضد الاستعمار والتسلط الغربي ، وكانت هذه الثورات جماهيرية وبقيادة العلماء المسلمين ، ففي ايران قامت ثورة التنباك التي لا زلنا لا نعرف

________________

(١) ثورة ايران ، تأليف ادوارد براون.

٤٣٧

قيمتها الحقيقية ! لقد بدأت هذه الثورة بفتوىٰ قصيرة من الميرزا حسن الشيرازي ، وكان اصدار تلك الفتوى بتأثير رسالة السيد جمال الدين التي بعث بها الىٰ المرجع الشيرازي وحذره فيها من ان القضية ليست مجرد تنباك ، فهؤلاء اي البريطانيين ـ لا يريدون تنباكنا فقط ، بل يريدون عزتنا واستقلالنا ووجودنا واصالتنا ! لقد شيّدوا في طهران بناية للشركة ، انظروا اليها ! فلماذا هذا الحصار الكبير والحيطان التي يبلغ ارتفاعها عدة امتار ؟ فالتنباك لا يحتاج الىٰ مثل هذه القلاع ، والحقيقة ان هذه قواعد سياسية وعسكرية وليست مجرد شركات.

لقد احسّ الميرزا الشيرازي بالمسؤولية ، فأعلن فتواه ... انظروا كيف ان الدين والدينا لا يقبلان الفصل في الاسلام ! وانه لا يمكن اساساً التفريق بينها ، وكيف ان الاستعمار نجح في القاء تلك الاكذوبة في افواهنا ، وكيف قام بعض المثقفين بترديدها دون وعي ، يتصورون انهم يقومون بدور المثقفين الاوروبيين مقابل الكنيسة ، غافلين من هذا القياس مع الفارق.

أمّا فتوىٰ الشيرازي الكبير ، فهذا نصّها :

« من الآن استعمال التنباك بأي نحو كان في حكم محاربة امام الزمان عج » !

الامير كامران ميرزا ولي العهد ووزير الحرب ( الدفاع ) يقول لاحد غلمانه : جئني بالنارجيلة ! .. لكن الغلام لا يطيع ! فيطلب ذلك من زوجته ، إلّا انها هي الاخرىٰ تمتنع ! لقد حطم حرم الملك في يوم واحد جميع ادوات استعمال التنباك ، علىٰ اساس فتوىٰ المرجع الشيرازي ! ألم تكن المقاومة السلبية التي قام بها غاندي بعد ذلك بتأثير وايحاء من هذه الحركة ؟ لقد كانت حركة الميرزا الشيرازي ضد الاستعمار الاقتصادي الذي دخل ايران بواسطة

٤٣٨

شركة رجي ( شبيهة بشركة الهند الشرقية في شبه القارة الهندية ) ، حركة مقاومة سلبية ، فلم يقاتل احد ولا قام شخص بعمل ، والعمل الوحيد الذي قاموا به هو انهم لم يستعملوا التنباك واضربوا عنه ، هذه الحركة اجتثت اول نبتة استعمارية غرسوها وارادوا لها ان تتأصّل في عمق ارضنا ، وقد صرفوا الملايين لكي يسيطروا بالتدريج علىٰ اسواقنا وثرواتنا ، ورأيتم كيف ان فتوىٰ مختصرة قلبت المعادلة ووعت الناس وافهمت الاجنبني بحراجة موقفة ، وفي ذلك الوقت لم يكن شعبنا مثقفاً ؟

وبعد هذه الثورة قام غاندي بحركة المقاومة السلبية ضد المنتوجات البريطانية في الهند ، في جميع انحاء الهند ، فاستطاع شل حركة الاستعمار البريطاني ، وبذلك فقدت بريطانيا تلك المنطقة الغنية بمصادرها وهي في ذروة قوتها.

فالاستعمار يستمر بالحياة وينمو عندما يكون اهل المناطق المستعمرة مستهلكين لبضاعة ومنتوجاته ، ولو قام هؤلاء ، ولم يبقوا علىٰ بضائعهم ، لمات الاستعمار ، فالمستعمرون قاموا في البداية بتشويه حضارتنا ومن ثم صعدوا علىٰ اكتافنا (١).

العلماء الرساليون في جميع الجبهات

ومن خلال ذلك التوضيح الذي قدمناه ، تبين ان الروحانيين الرساليين

________________

(١) « اقبال » : ٥٩.

٤٣٩

فقط ، هم الذين سجلوا حضروهم علىٰ جميع الميادين والجبهات : الايديولوجية والثقافية والاسلامية وفي مجال الهداية وفي مجال جمع وصياغة المصادر الاسلامية في التشريع وفي مجال مقارعة الظلمة والمستعمرين ، وفي حروب الاستقلال التي خاضتها اغلب البلدان الاسلامية ، وفي النهاية من اجل تطبيق النظام التوحيدي والحكومة الاسلامية في المجتمع ، ولم يكن حضورهم في هذه الميادين والجبهات عادياً بل كانوا القادة والطليعة في التحرك.

ولقد استطاع العلماء الرساليون حفظ ونشر المعتقدات الاسلامية علىٰ مدىٰ كل هذه القرون ونقل هذا التراث الفكري والعقائدي من نسل الىٰ آخر ، بحيث لا يشك اي انسان منصف بأن العلماء الرساليين هم الذين كانوا السبب في بقاء الاسلام وعلومه وثقافته بعد زمن الائمة المعصومين عليهم‌السلام وحتىٰ يومنا الحاضر ، فكانوا من جهة يحرسون الثقافة الاسلامية ويحافظون عليها ، ومن جهة اخرىٰ يردون علىٰ الافتراءات والاباطيل التي ينشرها الآخرون ضد الاسلام والتشيع ، فكتبوا في ذلك مئات الكتب واقاموا عشرات المحاججات والمناظرات ( واكثرها موجود لحد الآن ) ، وقد نُشر بعضها علىٰ يد بعض الكتاب المعاصرين فتلقفها الناس وتصوروا انها حديثة ومن ابداعات هؤلاء الناشرين !

والعجيب ان بعضهم كان يتساءل عما يفعله العلماء وما قدموه للاسلام ؟! لانهم غير مطلعين علىٰ ان ما وصل اليهم هو ببركة اقلام وجهود العلماء وليس غيرهم.

٤٤٠