الجامع المفردات الأدوية والأغذية

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]

الجامع المفردات الأدوية والأغذية

المؤلف:

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]


الموضوع : الطّب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢١١

دقيق وأغصان حمر وحمرتها قانية وورقه يكون قريب ثلاثة أضعاف ورق السذاب في العظم إذا فرك هذا الورق خرجت منه رطوبة شبيهة بالشراب وله شعب كثيرة مستقيمة الأطراف عليها زهر أصفر صغار وبزره في غلف شبيهة بغلف الخشخاش الأسود وعليه خطوط ، وإذا فرك هذا النبات فاحت منه رائحة الراتينج ، وبزره إذا سحق وشرب منه مقدار درهمين أسهل الطبع وأخرج المرارة ويبرئ خاصة عرق النسا وينبغي لمن أسهله هذا الدواء أن يتجرع بعد إسهاله جرعا من ماء ، وإذا تضمد به أبرأ حرق النار. جالينوس في ٦ : ثمرة النوعين جميعا تسهل البطن وأما ورقها فقوّته قوّة تجفف ويخلو قليلا ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يبرئ حرق النار ، وإذا طبخ بشراب قابض صار لذلك الشراب قوّة تأمل الجراحات العظيمة. ديسقوريدوس : وأما فورس ويسميه بعض الناس أوفاريقون فله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أريقي إلا أنه أصغر منه وفيه شيء من رطوبة تدبق باليد ولونه أحمر كالدم وطوله شبر (١) وهو طيب الطعم والرائحة ، وإذا شرب البزر أدر البول والطمث وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا ، وإذا شرب مع الفلفل نفع من الكزاز وقد يهيأ منه ومن الزيت مسوح نافع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وعرق النسا. لي : زعم إسحاق بن عمران أن الهيوفاريقون هو الفاشرا وهذا من أعظم الخطأ وقد ذكرت الفاشرا في الفاء وتابعه على ذلك جماعة منهم ابن الجزار في كتاب الإعتماد وغيره.

بديغورس : بدله إذا عدم وزنه من أصول الإذخر ونصف وزنه من عروق الكبر.

هيوفسطيذاس : منهم من زعم أنه لحية التيس أو عصارته ، وقد غلط وأخطأ وإنما هو نوع من طرابيث صغير يعرف بأبي سهلان ينبت في أصول شجرة لحية التيس وهو مذكور معه في اللام.

هيضمان : وهو الفجل البري وقد ذكرته في الفاء.

هيدبوا : هو الهال وقد ذكرته من قبل.

هيشر : هو الكنكير البري وقد ذكر في الكاف وفي كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي الهيشر هو إسم عربي لنبات شوكي ورأيته بين المدينة والبقيع وسألت عنه بعض الأعراب فسماه وعرفه وهو نبات طوله أصبع له ورق مشرف الجوانب مشوك حاد الشوك وساقه نحو من ذراع معقدة مشوكة وهو في رأس حرشفي الشكل لونه بين البياض والزرقة وطعمه طعم الحرشف سواء.

حرف الياء

ياسمين : لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. سليم بن حسان : هو نبات له عصي طوال مخرجها من أصل واحد ثم تتفرع إلى فروع ولها ساق فيها ورق شبيه بورق الخيزران إلا أن هذا ألين وأشد خضرة وله نور أبيض ذو أربع شرفات طيب الرائحة ويكون منه أصفر ورغم قوم أنه يكون منه أزرق. عيسى بن ماسه : هو صنفان أبيض وأصفر والأبيض أطيبها رائحة وأقواها حرارة ويبوسة. مسيح بن الحكم : وقوّته في الحرارة واليبوسة من أحر الدرجة الثانية أو من أول الثالثة. البصري : نافع للمشايخ ولمن كان مزاجه باردا صالح لوجع الرأس الحادث من البلغم والمرة السوداء الحادثة عن عفونة. الرازي : جيد لوجع الرأس الذي يكون عن برد أو رياح غليظة مقوّ للدماغ. إسحاق بن عمران : محلل للرطوبات البلغمية وهو نافع من اللقوة والشقيقة وإذا دق رطبا كان أو يابسا ووضع على الكلف أذهبه والأصفر منه محلل مسخن

__________________

١) نسخة وطوله نحو من شبرين.

٢٠١

لكل عضو بارد ونافع للمزكومين ومصدع للمحرورين ويصلح استعمال دهنه في الشتاء. الشريف : إذا أخذ زهره وسحق وشرب من مائه ثلاثة أيام كل يوم أوقية قطع نزف الأرحام مجرب ، وإذا سحق يابسا وذر على القروح نفعها وعلى الشعر سوده (١).

ياقوت : لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. أرسطوطاليس : وهو ثلاثة أجناس أصفر وأحمر وكحلي فأشرفها وأنفسها الأحمر وهو حجر إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسنا وحمرة فإن كانت فيه نكتة شديدة الحمرة وأدخل النار انبسطت فيه فسقته من تلك الحمرة وحسنته وإن كانت فيه نكتة سوداء نقص سوادها والأصفر أقل صبرا على النار من الأحمر والكحلي لا صبر له على النار البتة وجميع أنواع الياقوت لا تعمل فيه المبارد الفولاذ.

البصري : هو أجناس والأحمر أقرب إلى الحر من الأزرق لنقصانها والأبيض أبرد من الأزرق. أرسطو : من تقلد بحجر منه أو خاتما كان فصه منه وكان في بلد فيه طاعون أمن من ذلك. البصري : ذكر بعض الأطباء أن الياقوت ينفع من نزف الدم. الرازي في كتاب خواصه قال ابن ماسويه : يمنع جمود الدم إذا علق على من به ذلك. الشيخ الرئيس في كتابه في الأدوية القلبية : أما طبعه فيشبه أن يكون معتدلا وأما خاصيته في التفريح وتقوية القلب ومقاومة السموم فأمر عظيم ويشبه أن تكون هذه الخاصية قوة غير مقتصرة على جزء فيه بل فائضة منها كفيضانها من المغناطيس ولذلك يجذب الحديد من بعيد ومما يقنع في هذا الباب من أمر الياقوت أنه يبعد أن نقول أن حرارتنا الغريزية تفعل في الياقوت المشروب إحالة وتحليلا وتمزيجا لجوهره بجوهر البحار الروحي كما نقول في الزعفران وغيره ، وبالجملة فالياقوت يفعل في صورته ١عن الحار الغريزي ثم يحدث فيه فعله فإن جوهره كما يظهر جوهر بعيد عن الإنفعال فيشبه أن يكون فعل الحرارة الغريزية غير مؤثر في جوهره ولا في أعراضه اللازمة لجوهره ولكن في آنيته ومكانه العرضيين أما في آنيته فإن ينفذه مع الدم إلى ناحية القلب فيصير أقرب من المتفعل فيفعل فعله أقوى ، وأما في كيفيته فيما يسخنه ومن شأن السخونة أن تبرز الخواص وتنبه القوى فتصير مثل الكهرباء فإنه إذا قصر في جذب التبن حك حتى يسخن ، ثم قوبل به التبن حتى يجذبه فيشبه أن يكون غاية تأثير طبيعتنا في الياقوت أن يكون فعلها زيادة إفاضة لما تفيض منها طبعا وزيادة تقريب وما شهد به الأولون من تقريح الياقوت وإمساكه وخصوصا في الفم دليل على أنه ليس يحتاج في تفريحه إلى استحالة في جوهره وأعراضه اللازمة ولا إلى مماسة المنفعل عنه بل قوّته المقرحة فائضة عنه إلا أنا نقوي فعلها بالتسخين والتقريب كما في سائر الخواص ويشبه أن يكون يعين فعل هذه الخاصية ما فيه من التنوير بشفه وتعديله للمزاج.

يبروح : ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد ويقال له ريوقس أي الخسي لأن في ورقه مشاكلة لورق الخس إلا أنه أدق من ورقه وأصغر وهو زهم ثقيل الرائحة ينبسط على وجه الأرض وعند الورق ثمر شبيه بالغبيرا وهو اللفاح أصفر طيب الرائحة فيه حب شبيه بحب الكمثري ، وله أصول صالحة العظم إثنان أو ثلاثة يتصل بعضها ببعض ظاهرها أسود وباطنها أبيض وعليها قشر غليظ وهذا الصنف ليس له ساق ، والآخر يعرف بالذكر وهو أبيض يقال له موريون وله ورق بيض ملس كبار عراض شبيهة بورق السلق ولونه ولفاحه ضعف لفاح الصنف الأول ولونه كالزعفران طيب

__________________

١) في نسخة وعلى الشعر الأسود بيضه.

٢) في نسخة بعبدان نقول أن الياقوت ينفعل في صورته.

٢٠٢

الرائحة مع ثقل وتأكله الرعاة فيعرض لهم يسير سبات وله أصل شبيه بالأوّل إلا أنه أكبر منه وأشد بياضا ، وهذا الصنف ليس له ساق وقد تستخرج عصارة هذا الصنف وهو طري بأن يدق القشر ويصير تحت شيء ثقيل وينبغي أن تسحق العصارة وتخزن بعد أن تثخن وترفع في إناء من حزف وقد تستخرج عصارة لفاح هذا الصنف كما تستخرج عصارة قشر الأصل وعصارة اللفاح أضعف وقد يؤخذ قشر الأصل ويشد بخيط كتان ويعلق ويرفع. جالينوس في السابعة : قوّته البرودة وهي كثيرة فيه حتى أنه في الدرجة الثالثة منها وفيه مع هذا حرارة يسيرة فأما لفاحه ففيه رطوبة فهو لذلك يحدث السبات ، وأما قشرة أصله فقوية جدا وليست هي مبردة فقط بل ومجففة وأما نفس الأصل المستبطن العشرة فهو ضعيف.

ديسقوريدوس : ومن الناس من يأخذ الأصول ويطبخها بشراب إلى أن يذهب الثلث ويصفيه ويرفعه ويأخذ منه مقدار قوانوس ويستعمله للسهر وتسكين الأوجاع ، وإذا أحببت أن تبطل حس من احتاج إلى أن يقطع منه عضوا واحتاج إلى الكي فيشرب من هذا الدواء مقدار أويولوسين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن فيقيء بلغما ومرة صفراء كما يفعل الخربق وإن أخذ منها مقدار كثير قتل وقد تقع في أدوية العين والأدوية المسكنة للأوجاع والفرزجات الملينة ، وإن أخذ منها مقدار نصف أويولوس واحتمل أدر الطمث وأخرج الجنين ، وإذا جعلت في المقعدة منه فتيلة أنامت ، وقد يقال أن الأصل إذا طبخ مع العاج مقدار ست ساعات لينه وصيره سلس القياد لأي شكل أحب أن يتشكل به وورقه إذا كان طريا وتضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والأورام الجاسية والدبيلات والخنازير والخراجات ، وإذا دلك به البرص وما أشبهه دلكا شديدا خمسة أيام أو ستة ذهب به بلا أن يتقرح الموضع وقد يجفف الورق ويستعمل أيضا لما يستعمل فيه وهو رطب ، وإذا دق الأصل ناعما وخلط بخل أبرأ القروح من الحمرة ، وإذا خلط بالعسل أو بالزيت كان صالحا للسع الهوام ، وإذا خلط بالماء حلل الخنازير والخراجات ، وإذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل وقد يهيأ منه شراب يقشر الأصل بلا أن يطبخ ، وينبغي أنه إذا أحب أحد عمل هذا الشراب أن يأخذ من الشراب الحلو مقدار قنطريطس وهو في اليوناني إثنان وسبعون قسطا ويطرح عليه من قشر الأصل ثلاثة أمناء ويسقى منه ثلاثة قوالوسات من به حاجة إلى أن يقطع منه عضوا وإن يكوى فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسبات العارض له ولفاح هذا الأصل إذا أكل واستنشقت رائحته عرض لآكله ولمستنشقه سبات ، وكذا يعرض أيضا من عصارته إذا أكثر منه السكتة وبزر اللفاح إذا شرب نقى الرحم ، وإذا خلط بكرنب لم تمسه النار واحتمل قطع نزف الدم من الرحم وقد تستخرج الدمعة بأن يقور في الأرض قوّرات مستديرة وأن يجمع ما يسيل إليها من الرطوبة والعصارة أقوى من الدمعة وليس في كل حال وكل مكان يكون للأصول دمعة ويدل على ذلك التجربة ، وقد زعم بعض الناس في صنف آخر من المرنوس أنه ينبت في أماكن ظليلة ومغائر وله ورق شبيه باليبروح بيض إلا أن ورقه أصغر من ورقه وطول الورق نحو شبر ولونه أبيض وهو حوالي الأصل والأصل ليس أبيض طوله أكبر من شبر بقليل وهو في غلظ الإبهام ، وقد يقال أن هذا الأصل إذا شرب منه مقدار درخمي وأكل بالسويق أو بالخل (١) أو في بعض الطبيخ فإن

__________________

١) في نسخة أو بالخبز.

٢٠٣

الإنسان على ما زعموا إذا أكله أو شربه أسبت ويبقى في سباته على الحال التي كان عليها قبل أن يأكله نحو ثلاث ساعات أو أربع ساعات حتى لا يحس بشيء أصلا وقد يمتدّ نصف نهار ، وقد يستعمل الأطباء هذا الأصل إذا أرادوا أن يقطعوا عضوا أو يكووه ، ويقال أن هذا الأصل إذا شرب مع عنب الثعلب المعروف بالمجنن كان بادزهر له. بولس : ليس لهذا النوع من اليبروح ثمرة أصلا.

مسيح : اللقاح بارد فيه رطوبة فضلية نافع من السهر صالح لأصحاب المرة الصفراء محمود في شمه لا في أكله وقال مرة أخرى : اللفاح بارد إلا أن فيه فتورة يسيرة وفي لقاحه أيضا رطوبة يسيرة وهو يسدر وينوّم. الرازي : اللفاح بارد غير أنه يثقل الرأس ويسبت وإن أكل غثى وأسبت وربما قتل وقال في كتاب الحاوي : أخبرني بعض مشايخ الأطباء ببغداد أن جارية أكلت خمس لفاحات خرت مغشيا عليها واحمرّت وأن رجلا صب على رأسها ماء الثلج حتى أفاقت ، ورأيت من النساء من يشرب أصله للسمنة فيصرن كمن خرج من الحمام أو شرب شرابا كثيرا من حمرة الوجه والبدن وانتفاخهما. ابن ماسويه : اللفاح مسكن للصداع المتولد من الدم الحار والمرة مخدر إن أكل أو شم. ماسرجويه : إن أكثر من أكله عرض منه الإختناق وحمرة الوجه وذهاب العقل ، وينفع هؤلاء إن يسقوا سمنا وعسلا ودهنا ويتقيئوا.

أهرن القس : السابيرج هو اللفاح يهيج النعاس إذا شرب منه مقدار كثير أو أكل وإن أكثر منه قتل ، وعلاجه التقيؤ بماء الإفسنتين المطبوخ بالماء والعسل وأكل الفلفل وشرب الجندبادستر والسذاب والخردل. الرازي في كتاب إبدال الأدوية : وبدل السابيرخ إذا عدم وزنه من بزر البنج.

يبروح صنمي : مذكور في السين في رسم سراج القطرب.

يتوع : الرازي : اليتوع كل ما كان له لبن جار يقرح البدن كالسقمونيا والشبر مر واللاعية. ديسقوريدوس في الرابعة : طيومالص هو نبات يقال أنه سبعة أصناف منه صنف معروف بالذكر ويقال له حاراقياس ومنهم من سماه قرميطس وقد يسمونه مغاليطس وسموه أيضا قوبيوص ، ومنه صنف آخر معروف بالأنثى ويقال له قرسيطس ومعناه الشبيه بالآس وقد يسمى أيضا فارويطس ، ومنه صنف آخر يسمى مار اليوص ومعناه القريب من البحر ومن الناس من يسميه طينوسلس ومنهم من يسميه متقن ، ومنه صنف آخر يقال له أتلموسفرنيون ومعناه الناظر إلى الشمس ، ومنه صنف آخر يقال له قوباريساس ومعناه البروي ، ومنه صنف آخر يعرف بريدردس ، ومنه صنف آخر يعرف ملاطماموقا والصنف من اليتوع الأول له قضبان طولها أكبر من ذراع وفي لونها حمرة مملوءة من لبن حاد وورق على القضبان يشبه ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف القضبان جمة من قضبان دقاق شبيهة بقضبان الإذخر على أطرافها رؤوس إلى التجويف شبيهة بالصنف الذي يقال له نواليس ، وفي هذه الرؤوس ثمرة هذا النبات وينبت في أماكن خشنة ومواضع جبلية ولبنه إذا شرب منه أوثولوسين بخل ممزوج بالماء أسهل بلغما ومرة ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل وهيج القيء ، وقد يستخرج هذا اللبن في أوان القطاف بأن تجمع القضبان وتقطع وينبغي أن يميل رأس القضبان إذا قطعت في إناء ليسيل فيه اللبن ومنهم من يقطر منه على التين ثلاث قطرات على كل تينة ويجففه فما جف رفعه ، ومنهم

٢٠٤

من يأخذ دقيق الكرسنة فيعجنه به ويحببه حبا كأمثال الكرسنة وقد يؤخذ اللبن وحده ويسحق على صلاية ويجمع ويرفع ولا ينبغي أن يستخرج في وقت هبوب الرياح ولا ينبغي أن يقدم المستخرج يده إلى عينيه ، ويمسح بدنه قبله بشحم مذاب أو زيت مع شراب وخاصة الوجه والأنثيين والرقبة ، وإذا شرب خشن الحلق فلذلك ينبغي أن يجفف ويطلى الحب بموم أو بعسل منزوع الرغوة ثم يشرب ، وأما إن أخذ من التين الذي يقطر عليه اللبن اثنتين أو ثلاثا فشربت فإنها تكفي لما يحتاج إليه من الإسهال ، وهذا اللبن إذا أخذ طريا وخلط بالزيت ويلطخ به في الشمس حلق الشعر وصير النابت بعده أشقر خفيفا ثم بأخرة يسقط كله وقد يصير في ثقب الأضراس المتآكلة فيسكن وجعها ، وينبغي أن يسد فم الثقب بموم لئلا يسيل فيضر باللسان ، وإذا لطخ على الثآليل التي يقال لها أفروحوذونس والذي يعرض معها شبيه بدبيب النمل وعلى الثآليل المسماة بومس وعلى اللحم الناتئ الذي يقال له قومس وعلى القوابي أذهبها ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الخبيث الذي يقال له عبقرانا والنواصير ، وقد يجمع ثمر هذا في الخريف ويجفف في الشمس ويدق دقا خفيفا وينشف وينظف ويرفع هو والورق ، وإذا أخذ من الثمر والورق نصف أكسوثافن وشربا فعلا كما يفعل اللبن ومن الناس من يتخذ ورقه مع الشطرح باللبن والجبن الرطب ، وأصل هذا النبات إذا أخذ منه مسحوقا درخمي وطرح على شيء من الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب أسهل ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان ، وأما الصنف المعروف بالأنثى وهو الذي يسميه بعض الناس موسوطس ومارسطس فطبيعته شبيهة بطبيعة النبات الذي يقال له دقيوانداس وله ورق شبيه بورق الآس إلا أنه أكبر وورقه متين حادّ الأطراف مشوّكها وله عيدان مخرجها من الأصل طولها نحو شبر وله ثمر يأتي به في كل سنة شبيه بالجوز يلذع اللسان لذعا يسيرا وينبت في أماكن خشنة ، وقوّة لبن هذا الصنف وورقه وأصله وثمره شبيهة بقوّة الصنف الذي قبله والحال في خزن كل واحد منها كالذي قبله إلا أن ذاك أشدّ تهييجا للقيء ، وأما الثالث فينبت في بعض السواحل البحرية ، وله قضبان خمسة أو ستة طولها نحو شبر قائمة لونها إلى الحمرة ومخرجها من الأصل وعليها ورق صغار متراصف إلى الدقة مستطيل شبيه بورق الكتان وعلى أطراف القضبان رؤوس كثيفة متلززة مستديرة فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة مختلف اللون وله زهر أبيض ، وهذا النبات كما هو مع أصله ملآن من لبن واستعمال هذا الصنف وخزنه كحال الصنفين قبله ، والرابع له ورق شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أدق منها وأشد استدارة وله قضبان أربعة أو خمسة مخرجها من أصل واحد طولها شبر دقاق حمر مملوءة من لبن كثير وله رأس شبيه برأس الشبث وثمر كأنه موضوع في رؤوس وجمة هذا النبات تنتفل مع الشمس وأكثره ينبت في المدن والخرابات ولبنه وثمره يجمعان كما تقدم مثل ما يجمع لبن وثمر الأصناف التي ذكرنا وقوّتهما مثل قوتها إلا أنها ليست بقوية مثل قوّة لبن وثمر الأصناف الأخر ، والخامس له ساق طولها شبر أو أكثر لونه إلى الحمرة وورق مخرجه منه يشبه ورق شجرة الصنوبر التي تحمل قضم قريش إلا أنه أرخص منه وأطول وأدق وبالجملة أن ورقه يشبه ورق الصنف المذكور من الصنوبر في ابتداء نباته وهذا النبات أيضا ملآن من لبن وقوته شبيهة بقوّة الأصناف من اليتوع التي ذكرنا ، وأما الصنف النابت منه في الصخور وهو الذي يقال له

٢٠٥

ديدورودس فإنه كثير الأغصان كثير الورق ملآن من لبن ولون أغصانه إلى الحمرة ما هو وعلى أغصانه ورق شبيه بورق الآس دقيق وله ثمر شبيه بثمر الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراقياس وفعل هذا الصنف والحال في خزنه مثل الفعل والحال في خزن أصناف اليتوع التي ذكرنا ، وأما الصنف الذي يقال له بلاطيقا فإن ورقه شبيه بورق قلومس وأصله وورقه ولبنه تسهل كيموسا مائيا ، وإذا دق وطرح في الماء قتل السمك وكذا أصناف اليتوع التي ذكرناها قبل هذا الصنف تفعل ذلك أيضا. جالينوس في الثامنة : جميع أصناف اليتوع قوّتها الكثيرة حادة وفيها مع هذا مرارة وأقوى شيء فيها لبنها وبعده بزرها وورقها وفي أصولها أيضا شيء من هذه القوى التي ذكرنا وليس ذلك في الجميع مساويا فأصول اليتوع إذا طبخت بالخل أذهبت وجع الأسنان وشفته لا سيما الوجع الحادث في الأسنان المتآكلة ، فأما لبن اليتوع إذا طبخ بالخل فيذهب وجعها ولما كانت قوّته أشد وأظهر صار الناس يضعونه في جوف السن المأكول وأما سائر الفم فإن قرب منه موضع أحرقه على المكان وأحدث فيه قرحة ، ومن أجل ذلك قد ينبغي لنا إذا أدرنا أن نقطره في الموضع المأكول من السن أن نسده بشمع لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من الأشياء التي تسخن وتحرق ولذلك صار إذا طلي على مواضع الشعر حلقه ولكنه لشدة قوته يحتاج أن يخلط معه زيت فإن فعل ذلك مرارا كثيرة بطلت أصول الشعر ولم ينبت لأنها تحترق ويصير ذلك الموضع عديم الشعر وبهذه القوّة صارت تقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة والخيلان والتوت واللحم الزائد في الأظافير وتجلو القوابي والجرب لأن فيه قوّة تجلو لمكان مرارته وبسبب شدّة إسخانه قد يمكن أن يشفي القروح المتآكلة والمتعفنة والحمرة متى استعمله إنسان في وقت ينتفع به فيه وبالمقادير النافعة منه ، وبهذه القوة بعينها صار هذا اللبن يقلع الصلابة التي تكون حول النواصير وجميع هذه الأفعال التي يفعلها أيضا كمثل ما يفعلها ورقه وبزره إلا أنها أضعف من فعل اللبن وهذا الورق والبزر يستعملها الناس في صيد السمك لأنه يجتمع عليهما فإن أكلهما خر سكران فيطفو فوق الماء وأنواع اليتوع سبعة وأقوى أنواعه الأول المسمى حاراقياس وهو الذي يسميه قوم يتوع ذكر وبعده المسمى يتوع أنثى وهو الذي يسمى باليونانية قوسليطس ، ومعنى ذلك الشبيه بالآس والنوع الذي يكون بين الصخور هو أنواع الشحر ، ومن بعد هذه الأنواع في القوة النوع المسمى بوصير وفوريا أيضا ويساتو وتفسيره السروسي وبعده المسمى أيلتوسفرنيوس وقوة رماد أنواع اليتوع وماء رمادها كما ذكرنا. بولس : اليتوع يخلف المرة قريبا مما تخلفها عصارة قثاء الحمار والسقمونيا والذي يعطي من لبنه فوق أربع قطرات أو خمس فينبغي أن يعجن ذلك بالسويق حتى يبلغ سريعا وذلك أنه إن طال إمساكه في الفم جرح الفم واللسان وما حوله. حبيش بن الحسن : لبن اليتوع حاد حريف يقرب في الشبه من السقمونيا ومقدار الشربة منه إذا صلح من دانق إلى أربعة دوانيق ، وإذا طال مكثه نقص فعله وقل نفعه فإذا أصلح فقوم يأخذونه من شجره ويخلطونه بدقيق الشعير ، فإن أصبته على هذه الصفة وأردت إصلاحه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد أو اللوز أو البنفسج وإن أصبته على وجهه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد وأصلح ما يخلط به ويمزج من الأدوية الورد المطحون ورب السوس والصبر والتربد والهليلج

٢٠٦

والأفسنتين والعافث أو عصارتهما والملح الهندي والزعفران والنشاستج فإذا مزج بهذه الأدوية أو بعضها أصلح المزاج ونفع من حميات الربع وأسهل الماء الأصفر إسهالا نافعا ، وإذا سقي على وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج وهيج الوجه وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة وقلة الإستمراء للطعام. إسحاق بن عمران : ومن اليتوع صنف له ورق كالخطمي مزغب وقضبان دقاق معقدة شهب وغبر تشبه قضبان شجر القطن تعلو على الأرض نحو ذراعين ولها نوار قليل الحمرة مدوّر يشبه نوار اللبلاب وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف النبات جمة. الرازي : ومن أنواعه الكبوة وهذا أحد أنواع اليتوع ولا تخلو منها المزارع وهي حمراء الساق مدوّرة الورق تخرج لبنا كثيرا ويقرب فعلها من السقمونيا. الغافقي : هذا أحد أنواع اليتوع فعلا وكثير من الناس عندنا يسمونه المحمودة ورقة كورق البقلة الحمقاء وكورق الصنف المسمى ناظر الشمس إلا أن على ورقه زغبا يسير الدنا وهي متكاثفة على قضبان مدورة خارجه من أصل واحد ونباته بقرب الأنهار ومنه نوع آخر يسمى عندنا القلبوس وله قضبان خمسة أو ستة في غلظ الخنصر تعلو نحوا من ذراع لا ورق عليها إلا شيء رقيق جدا حادّ الأطراف مرصف بعضه على بعض فكانت جملة قضبانه شبيهة بالقبائل الموجودة على شجر الصنوبر الكبيرة ولونها أخضر مائل إلى الفرفيرية قليلا يشبه الحيات الصغار وله أصل دقيق ذو شعب ولونه أحمر غائر في الأرض وأكثر نباته بالرمل وبقرب البحر له لبن غزير وقوته كالسقمونيا وإسهاله كإسهاله وقد يسمى أيضا البصوص ، ومنه صنف آخر يشبه النبات المسمى بصريمة الجدي إلا أنه أصغر وألين وقضبانه بيض وله ثمر في أطرافه صلب يلتصق على الورق عسر القلع لونه إلى السواد في قدر حب الحنطة وكشكله ، ومن أنواعه أيضا القشر والماهودانة والحلتيتا والدلب والشبرم وغيرهما مما قد ذكرنا في سائر الحروف.

يحينذ : هو الأمصوح من مفردات الشريف وقد ذكرته في الألف أوّل الإسم مفتوحة بعدها حاء مهملة بعدها ياء ساكنة باثنين من تحتها ثم نون ثم ذال معجمة.

يخصص : إسم بربري عند عامة أفريقية للنوع العظيم من الكرفس المشرقي وهو الذي يستعمل أطباء عصرنا هذا بزره مكان النظراشاليون وليس به أوّل الإسم ياء مفتوحة ثم خاء معجمة ساكنة بعدها صادان مهملتان وقد ذكرناه مع أنواعه في الكاف.

يذره : هي بالذال المعجمة وهو إسم أندلسي للنبات المسمى باليونانية قسوس وقد ذكرته في القاف.

يذقه : أوله ياء مفتوحة بعدها ذال معجمة ساكنة ثم قاف مضمومة ثم هاء إسم لطيني للنوع الصغير من الخمان وقد ذكرته في الخاء المعجمة وهو المسمى باليونانية خياما أقطي.

يربوز : وهو المسمى الجربوز وهي البقلة اليمانية وقد ذكرت في الباء بواحدة.

يراع : هو القصب في اللغة وقد ذكرته من قبل في القاف.

يرامع : هو الهليون وقد ذكر في الهاء وهو الإسفيراج عند عامة المغرب والأندلس وقد صحفه قوم بالإسفيذاج وهو خطأ وصوابه بالراء.

يرنأ : هي الحناء في اللغة.

يربطورة : إسم لطيني وهي عجمية وباليونانية قوفادابن. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ساق رقيق يشبه النبات الذي يقال له حارانقون وهو الرازيانج وله جمة وافرة متكاثفة عند الأصل وزهر لونه أصفر وأصل أسود ثقيل الرائحة غليظ مملوء رطوبة وينبت في جبال مظللة بالشجر وقد يشرط الأصل بسكين وهو طري وتستخرج الرطوبة التي فيه وتوضع في ظل لأن قوتها تضعف في الشمس وفي وقت ما تطلع الرطوبة يعرض

٢٠٧

لمن يستولي ذلك صداع وظلمة البصر إلا أن يتقدم فيلطخ منخريه بدهن ورد ويضع على رأسه أيضا منه ، وإذا استخرجت الرطوبة من الأصل لم ينتفع به حينئذ وقد تستخرج أيضا رطوبة من الساق كما تستخرج عصارة أصل اليبروح إلا أن فعل العصارة أضعف من فعل الرطوبة المستخرجة بالشرط ، وفعلها في الأسنان إذا استعملها أسرع تحليلا وربما أصيبت صمغة لاصقة بالأرض والأصل والأغصان شبيهة بالكندر ، وأجود ما يكون من دمعة هذا النبات ما أتي به من البلاد التي يقال لها سردانيا ومن بلاد يقال لها سامورا وهي ثقيلة الرائحة في لونها حمرة تلذع اللسان في الذوق. جالينوس في الثامنة : أكثر ما يستعمل من هذا النبات أصله خاصة وقد يستعمل أيضا لبنه وعصارته وجميع هذه نوع واحد بعينه إلا أن لبنه أكثر قوة من الجميع وذلك أنه يسخن إسخانا شديدا جدا ويحلل ولهذا صار الناس يثقون منه بأنه ينفع من علل العصب وهو دواء نافع أيضا من العلل الحادثة في الصدر والرئة من قبل أخلاط لزجة إذا ورد داخل البدن بالشراب وإذا بخر به العليل واستنشق رائحة بخاره قطع ولطف ، وإذا وضع في المتآكل من الأسنان سكن وجعها من ساعته لتلطيفه وتسخينه وهي أيضا تشفي الطحال الصلب لأنه يقطع الأخلاط الغليظة ويحللها ويلطفها ، وأما أصله فيمكن أن يستعمل في هذه الوجوه كلها ، وإذا وضع على عظم تريد أن تسقط قشرته برأها منه وأسقطها سريعا لأنه يجفف تجفيفا قويا شديدا إلا أن هذا الأصل أقل إسخانا من لبنه وهو نافع أيضا للقروح الخبيثة الرديئة إذا جفف وسحق وذرّ عليها لأنه ينقيها ويملؤها ويدملها وهو يسخن في منتهى الدرجة الثالثة ويجفف في ابتدائها. ديسقوريدوس : دمعته إذا طلي بها الرأس بالخل ودهن الورد وافقت المرض الذي يقال له ليبرعس والذي يقال له قرانيطش والسدد والصرع المزمن والفالج العارض ببطلان بعض الأعضاء وحركتها وعرق النسا ومن كان به أسقسيموس ، وبالجملة إذا تمسح به بالخل والزيت وافق الأعصاب وقد يستنشق رائحتها للإختناق العارض من وجع الأرحام واللثات ، وإذا تدخن به طرد الهوام وإن خلط بدهن ورد وقطر في الأذن سكن أوجاعها ، وإذا جعلت في التآكل العارض للضرس نفعت من وجعه وإذا استعملت بالبيض كانت صالحة للسعال وتوافق عسر النفس والمغص وتلين الطبع تليينا رفيعا وتحلل أورام الطحال وتنفع من عسر الولادة منفعة عظيمة ، وإذا شربت نفعت من وجع المثانة والكلى والتمدد العارض فيها وقد تفتح فم الرحم وينتفع بالأصل في كل ما ينتفع فيه بالرطوبة إذا شرب طبيخه إلا أنه أضعف فعلا من الرطوبة ، وإذا دق الأصل وسحق ناعما وعولجت به القروح نقى وسخها وأخرج قشور العظام الخارجة منها وأدمل القروح العتيقة وقد يخلط بالقيروطات المسخنة والمراهم وينبغي أن يختار منه ما كان حديثا ليس بمتآكل صلبا ساطع الرائحة وقد تحلل رطوبته بلوز مر أو سذاب أو خبز حار ويستعمل في ماء يشرب. التجربتين : أصله يذهب كل رائحة منتنة من أي موضع كانت ولذلك ينفع من الوباء الحادث من الملاحم وينفع من ضروب الوباء كلها والروائح الصاعدة من أجسام الموتى ويسهل الطلق تبخيرا به الأنف وفي رائحته أكراب لنفوس أصحاب الأمزجة الضعيفة الحارة فيجب أن يجتنب تبخيرهم به أو يقرن به ما يدفع ذلك ، وإذا أحرق وخلط بالزفت والسمن وطليت به القروح في الرأس الرطبة واليابسة جففها ، وإذا قطرت سمتها المستخرجة

٢٠٨

بالنار في الآذان فتحت سددها أو فتحت سمعها وثقلها ، وإذا أحرق وعجن بخل نفع من السعفة ، وإذا استنشق دخانه نفع من النزلات منفعة بالغة وفتح سدد الخياشيم وجفف رطوبة الدماغ وينفع من جميع أنواع الوباء منفعة بالغة بإصلاحه الهواء ، وإذا سحق أصله وذر على الجراحات العسرة الإندمال من سوء مزاج حار رطب أدملها.

يربه شانه : ومعناه بعجمية الأندلس العشبة الصحيحة. الغافقي : هو نبات له ورق كذراع أو أكبر وغصنه دون الشبر وهو مشقق مشرف جعد أملس أخضر إلى السواد وله بريق وهو كبير نابت من الأصل وأطرافه منحنية مائلة إلى الأرض وله ساق خارجة بين الورق في قدر الإبهام طويلة جوفاء مدورة عليها ورق صغار من نصفها إلى أعلاها إلى الطول ما هي وفيها تشويك وفيما بينها غلف كثيرة بعضها فوق بعض في شكل مناقير البط عليها زهر فريري مائل إلى البياض وداخله ثمر كالبلوط مملوء رطوبة لزجة وله أصل طويل معقد رخو يشبه أصل الخطمي مملوء رطوبة إلى الحلاوة والمرارة القوية وقوة حرارته كقوة البهمن الأبيض ويزيد في الباه ويرد الرحم إذا نتأ ويبرئ من فسخ العضل ويخصب البدن ويدر البول وينفع من أوجاع الخاصرة والمثانة وبعضهم يسميه عشبة النجار ونباته بالرطب من الجبال والخنادق وقد يتخذه بعض الناس في البساتين والمنازل وقد يبيع شجار والأودلس أصل هذا على أنه البهمن الأبيض ويظنون أن قوته كقوته.

يربوع : الإسرائيلي : يغذو لحمه غذاء كثيرا ويلين البطن.

يشف : ويقال يشب. ديسقوريدوس في الخامسة : أما يبس زعم قوم أنه جنس من الزبرجد لونه شبيه بالدخان كأنه شيء مدخن ومنه ما لونه فيه عروق بيض صقيلة ويقال له أسطريوس ومعناه الكوكبي ومنه ما يقال له طرمينون ومعناه الشبيه في لونه بالحبة الخضراء وهو شبيه في لونه بالذي يقال له قالاس. جالينوس في السابعة : قد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيات كهذه الخاصية في هذا الحجر الأخضر منه وهي أنه ينفع المريء وفم المعدة إذا علق على الرقبة أو العضد فيكون فيه بالغا ، وقوم ينقشون عليه ذلك النقش الذي له شعاع على ما وصف ثاجاماسيوس وقد امتحنت أنا أياما كثيرة هذا الحجر وجربته واختبرته اختبارا بالغا وجعلت له طولا معتدلا لا يبلغ إلى فم المعدة فوجدته ينفع نفعا بليغا ليس دون ما إذا كان منقوشا عليه كما وصف ثاجاماسيوس. الغافقي : زعم قوم أن هذا الحجر هو الدهنج ، وزعم قوم أنه ياقوت حبشي ملون ويسمونه بالمشرق أبو قلمون وقوم يصحفونه فيقولون حجر البشذ وهو خطأ.

يعقوب : قيل هو ذكر الحجل عن الخليل بن أحمد والجمع يعاقيب وقد ذكرت الحل في الحاء.

يعضيد : قيل هو النبات المسمى باليونانية خندريلي وهو نوع من الهندبا وقد ذكرته في الخاء المعجمة. قال شيخنا أبو العباس النباتي : هو معروف عند العرب وصفته كأنواع البقلة التي تسمى عندنا بالأندلس بالسرالية إلا أنها مائلة إلى البياض قليلا وورقها فيما بين ورق الخس البري وورق السريس البري وسوقه قصار وارتفاعها كثير ومنه ما يشبه ورقه ورق الهندبا البستاني إلا أنه أصغر وأصلب وفيه بريق وحروف الورق مشرفة مشوكة لينة والزهر شديد الصفرة وطعمه مر بيسير قبض.

يغميصا : هو الريباس بالسريانية وقد ذكر في الراء.

يقطين : هو عند العامة القرع ومن اللغة يقال على كل شجرة لا تقوم على ساق كاللبلاب ونحوه.

يلنجوج : هو العود الهندي الذي يتبخر به وقد ذكر في العين المهملة.

يمام : هو طائر معروف وهو الشقنين

٢٠٩

وقد ذكر في الشين المعجمة.

ينبوت : هو خرنوب المعزى عند أهل الشام. أبو حنيفة : هو ضربان أحدهما هذا الشوك الصغار المسمى الخرنوب النبطي له ثمرة كأنها تفاحة فيها حب أحمر وهو عقول للبطن يتداوى به ، والآخر شجرة عظيمة كالتفاح ورقها أصغر من ورقه ولها ثمرة أصغر من الزعرور شديدة السواد يتداوى بها وهي شديدة الحلاوة ولها عجمة في الموازين وهي تشبه الينبوتة في كل شيء إلا أنها أصغر ثمرة وهي عالية كبيرة ، والأولى تنفرش على الأرض ولها شوك وقد يستوقدونه إذا لم يجدوا غيره. وقال في موضع آخر : هي الخرنوب النبطي وهذا الشوك الذي يستوقدونه يرتفع ذراعا وهو ذو أفنان وحمله أحمر خفيف كأنه تفاح وهو بشع لا يؤكل إلا في الجهد ويسمى القس وفيه حب صلب كحب الخرنوب الشامي إلا أنه أصغر منه. الرازي : هو بارد يابس يمنع الخلفة إذا شرب ماؤه. عيسى بن ماسه : الخرنوب النبطي ينبغي أن يكثر من أكله إذا أفرط الطمث. مجهول : قشر أصله يفتت الأسنان العتيقة ويسكن وجعها ويقلعها بلا حديد. لي : قد كثر اختلافهم فيه فمنهم من زعم أنه شوك القتاد وليس بصحيح لأن ذاك شجرة الكثيرا. الرازي في الحاوي : هو شجرة الحاج ولم يصب في ذلك لأن تلك هي العاقول وقد ذكرته في العين. وقال في الكافي : هو العوسج. وقال في موضع آخر : قيل هو الفوتيرا وهي الطباق بالعربية وقد ذكرته في الطاء ولذلك قال ديسقوريدوس وجالينوس : هو الفوتيرا والأصح قول أبي حنيفة وحده ولا يلتفت إلى قول غيره فيه.

ينتون : هو الثافسيا وقد قلت إنه الدواء المسمى بالبربرية أدرياس وقد ذكر في الثاء في رسم ثافسيا وغلط من قال إن الثافسيا هو صمغ السذاب الجبلي والبري.

ينق : هو الأنفحة بلغة أهل الأندلس وقد ذكرته في الألف.

ينشتاله : إسم لطيني بكسر الياء والنون بعدها أيضا والشين المعجمة الساكنة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة بعدها ألف ساكنة بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء وهو الأمصوح بالعربية وقد ذكرته في الألف.

يثمه : أبو العباس النباتي : هي معروفة بالقيروان وهي عندهم مختبرة في الجراحات وهي نبتة بيضاء ورقها أزغب ولها ورق فيما بين ورق لسان الحمل البري وورق أذن الغزالة إلا أنه أصفر يخرج من ورقها في الوسط ساق طولها شبر وأقل وأكبر في غلط المغزل. واللّه أعلم.

تم الكتاب بعون الملك الوهاب ، والحمد للّه

وحده والصلاة والسلام على من

لا نبي بعده وعلى آله وكل

ناسج على منواله

آمين

بعد حمد الله على آلائه والصلاة والسلام على خاتم انبيائه يقول المتوسل الى الله بالجاه الفاروقي ابراهيم عبد الغفار الدسوقي

ثم بعون الملك القهار طبع الكتاب الشهير بمفردات ابن البيطار بالمطبعة العامرة الزاهية الزاهرة المتوفرة دواعي مجدها المشرقة كواكب سعدها في ظل من تعطرت بثنائه الاندية

٢١٠

واخضرت بيمن طلعته الاودية سيد ولاة الانام بهجة الليالي والايام رب المثر الشهرة والمناقب الجمة الغزيرة صاحب الهمم القيصرية والمفاخر الكسروية من اجتمعت القلوب على وده واجمعت الملوك على انه البدر في سعده الفراقي بهممه الى كل مقام معتلى جناب امسعيل بن ابراهيم بن محمد علي لازالت الايام منيرة بطلعة وجوده والانام متمتعة بكرمه وجوده ولا برح متمتعا بوجود انجاله الكرام وأشباله الفخام لا سيما الوزير الشهر النبيل الاصيل من هو بأحاسن الثناء حقيق سعادة محمد باشا توفيق ثم الوزير صنو الكمال مظهر الجلال والجمال ثاني الانجال الكرام البهمة سعادة حسين كامل باشا ناظر الجهادية ثم سعادة ثالث الانجال من له في ميدان الفضل أفسح مجال حسن الصفات والاسم الحائز من الذكاء أوفر قسم من انتعش به البهاء انتعاشا دوالتلو حسن باشا مشمولا تصحيحه ونهذيبه وتنقيحه بحسب الامكان اذ لم يوجد منه نسختان فالمعذرة المعذرة لمن نظره بعين المغفرة بادارة من خاطبته المعالي باياك أعنى ناظر المطبعة والكاغذ خانه حسين بك حسني ونظارة وكيله القائم مقامه في سلوك جادة سبيله من عليه محاسن اخلاقه تئنى حضرة محمد

أفندي حسني وملاحظة ذي الرأي المسدّد حضرة أبي العينين أفندي أحمد وقد وافق تمام تمثيله وكمال طبعه وتشكيله اواخر ذي القعدة من سنة مائتين وألف واحدى وتسعين من هجرة خاتم المرسلين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وكل منتسب اليه من انجلى غسق الظلام ولاح في الافق بدر تمام

٢١١