الجامع المفردات الأدوية والأغذية - ج ١

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]

الجامع المفردات الأدوية والأغذية - ج ١

المؤلف:

ضياء الدين عبد الله بن أحمد الأندلسي المالقي [ ابن بيطار ]


الموضوع : الطّب
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٧٩

مزاجه ومال إلى الصفراوية فهو يعدله ببرده وينقيه بما فيه من الطبيعة الإسهالية. غيره : مسهل للأخلاط المحترقة ويذهب بالحكة شرباً وينفع من القلاع تمضمضاً به وينفع من الخفقان الحاد السبب وحبه يستعمل مع أدوية الجبر.

تمساح : الشريف : حيوان معروف يكون في الأنهار الكبار وفي النيل كثيراً ويوجد في نهر مهران وقد يوجد في بلاد السودان وهي الورل النيلي : ابن زهر : إن كل حيوان يحرك فكه الأسفل ما خلا التمساح فإنه يحرك فكه الأعلى دون الأسفل وشحم التمساح إذا عرك وعجن بالسمن وجعل فيه فتيلة وأسرج في نهر أو أجمة لم تصح ضفادعها ما دامت تقد وإن طيف بجلد التمساح حول قرية ثم علق على سطح دهليزها لم يقع البرد في تلك القرية وإذا عض التمساح إنساناً ثم وضع على موضعه شحم التمساح برىء من ساعته وإن لطخت بشحمه جبهة كبش نطاح نفر كل كبش يناطحه وهرب منه ومرارته يكتحل بها للبياض في العين فيذهب به وكبده يبخر بها المجنون فيبرأ وزبل التمساح يزيل البياض من العين الحديث والقديم وإن قلعت عيناه وهو حي وعلقت على من به الجذام أوقفه ولم يزد عليه فإن علقت شيئاً من أسنانه التي من الجانب الأيمن على رجل زاد في جماعه وعينه اليمنى لمن يشتكي عينه اليمنى وعينه اليسرى لمن يشتكي عينه اليسرى. الشريف : وشحمه إذا ديف بدهن ورد نفع من وجع القلب والكليتين وزاد في الباه وإذا أخذ دم التمساح وخلط معه هليلج وأملج وطلي به الوضح غير لونه وإذا طلي به على الجبهة والصدغين نفع من وجع الشقيقة وإذا أكل لحمه أسفيذباجا سفن أبدان النحفاء وشحمه إذا ضمد به موضع عضته شفاها ولحمه غليظ رديء الكيموس ، وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن الوجعة نفعها ، وإذا أدمن قطوره في الأذن نفع من الصمم. ابن زهر : وإذا دهن به صاحب حمى الربع سكنت عنه.

تمتم : هو السماق وسنذكره في حرف السين.

تملول : هو القنابري وسنذكره في القاف.

تنين البحر : جالينوس : في ١١ : زعموا أنه إذا وضع على لسعة العقرب نفع منها. ديسقوريدوس في الثانية : إذا انشق وهو حي ووضع على الموضع الذي يضربه بحمته ألحمه وأبرأه.

تنبول : ابن جلجل : تنبول ورق شجرة عظيمة تستعمله أهل الهند استعمالاًً شديداً يمضغونه كل صباح يحمر الشفاه ويطيب النكهة ويفرح القلب ومزاجه الحد المعتدل.

تنكار : إسحاق بن عمران : هو من أجناس الملح يوجد فيه طعم البورق ويشوبه شيء من مرارة ، وهو حار يابس لطيف ينفع من تآكل الأسنان والأضراس ويقتل دودها ويسكن ضرباتها ويجلوهما وذلك أن له جلاء ويستعمله الصاغة أكثر من غيرهم وذلك أنه يعين على سبك الذهب ويلينه ويسبكه في رفق ولا يحمل النار على جسم الذهب إذا كان معه.

تنوم : أبو العباس الحافظ : هو معروف عند عرب البقيع وغيرهم من أرض الحجاز وهو النوع الصغير من الطرنسولي الذي عندنا بالأندلس إلا أن بياض ذلك أشد وثمره أصلب وأغصانه أضخم واللازوردية فيه موجودة كما هي موجودة عندنا وأكثر. لي : هذا النوع الصغير من النبات المعروف بالسريانية صامريوما وسيأتي ذكره في حرف الصاد.

تنوب : وهو الصنوبر الصغير الذي يحمل وضم قريش وسنذكره في الصاد.

تن : التاء المنقوطة باثنتين من فوقها بعدها نون. الشريف : هو حوت ينشأ في البحر المظلم ويدخل في بحر الشام في أول شهر مايو وهو أيار ويصاد بالشباك وهو حوت كبير سمين يملح ويرفع وينادم به ذكره ، ديسقوريدوس : في المقالة الثانية وسماه باليونانية

١٤١

أومل طارنجس ، قال وأهل الشام تسميه التنه إذا أكل لحمه مملوحاً نفع من نهشة فرطس وهي الحية المقرنة وينبغي للمنهوشين أن يأكلوا منه الكثير ويشربون عليه الشراب ثم يتقيؤونه مرة بعد مرة والقيء به موافق للمبلغمين والمرطوبين وقد يؤكل بدلاً من الأشياء الحريفة وقد يضمد به مملوحاً لعضة الكلب الكلب فينتفع به ويصح أن يستعمل في تقطيع البلغم كما تستعمل الأشياء الحريفة.

توت : جالينوس في السابعة : هذه الشجرة إذا كانت نضيجة فهي تطلق البطن وما لم ينضج منها فإنه إذا جفف صار دواء يحبس البطن حبساً شديداً حتى إنه يصلح لقروح الأمعاء والاستطلاق ولجميع العلل التي هي من جنس التحلب ويخلط بعد أن يسحق مع الأطعمة كما يخلط السماق وإن أحب إنسان أن يشربه شربة مع الماء أو مع الشراب وأما عصارة التوت المدرك فالأمر فيها أنها نافعة جدًا لأدواء الفم وليس في الناس أحد لا يعرفه وكذا أيضاً قد علم الناس أن رب التوت يصلح لأشياء أخر كثيرة مما يحتاج فيها إلى القبض اليسير وأما التوت الذي لم يدرك ففيه مع القبض حموضة أيضاً وجميع شجرة التوت قوتها في أجزائها كلها قوة منقبة مركبة من القوة الحابسة المانعة من القوة المطلقة المسهلة والأكثر في لحاء أصل هذه الشجرة وقضبانها فهما وسط بين هذين الفعلين جميعاً. ديسقوريدوس في الأولى : يلين البطن ويفسد المعدة سريعاً وهو رديء للمعدة وعصارته أيضاً تفعل مثل ما يفعل الثمر وإذا طبخت في إناء من نحاس أو شمست فيه كانت أشد قبضاً وإن خلط بها شيء يسير من عسل كان صالحاً يمنع المواد من التحلب إلى الأعضاء والقروح الخبيثة والورم الحار العارض في العضل الذي عن جانبي الحنك وجنبتي اللسان وإذا صب فيه شب يماني وعفص وسك ومر وزعفران وثمر الطرفاء والصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا وكندر اشتدت قوته وقد يجفف التوت الرطب الغض ويدق ويستعمل في الطعام بدل السماق وينفع الذين بهم إسهال مزمن وقشر أصل التوت إذا طبخ بالماء وشرب أسهل البطن وأخرج حب القرع ونفع من شرب الدواء القتال الذي يقال له أقوسطن وهو خانق التمر وورق التوت إذا دق وسحق وخلط به زيت بعد أن يسحق وتضمد به أبرأ حرق النار وإذا طبخ مع ورق الكرم وورق شجرة التين الأسود بماء المطر سود الشعر ، وإذا شرب من عصارة الورق قدر أوقية ونصف نفع من نهشة الرتيلاء وطبيخ القشر والورق إذا تمضمض به نفع من نهشة الرتيلاء ورافق وجع الأسنان وقد يستخرج من شجرة التوت دمعة في أول الحصاد بأن يحفر على أصول الشجرة ويشرط وبترك يومه وإذا كان من الغد وحدث على الموضع المشروط دمعة جامدة وهذه الدمعة تصلح لوجع الأسنان وتحلل الجراحات وتسهل البطن. غيره : عصارة التوت الغض تنفع من لذع الهوام. الشريف : إذا طبخ من لحاء أصول التوت ثمانية دراهم مع ثلاث أواقي تين في رطل ماء إلى أن ينقص النصف منه ثم يعرك باليد ويصفى ثم يشرب منه نصف رطل فإنه يسهل خلطاً سوداوياً وإذا حك ببعض توته عند ما يحمر شقاق الكعبين والشقاق الذي يكون بين الأصابع نفع منه وحيا وورق التوت اليابس والغض إذا سحق وخلط بعسل وضمد به في الحمام على الكف أزاله وحيا. سفيان الأندلسي : وورقه إذا درس ورطب بخل وتلطخ به في الحمام نفع من الشمري ونقى الأوساخ من البدن والرأس وسائر البدن أيضاً وطبيخ قشر أصله ينفع من أوجاع الظهر المتولدة عن الخام بإحداره إياه. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : أما الحلو منه فيسخن

١٤٢

قليلاً وينفخ ويلطخ المعدة ويصدع المحرورين وينبغي أن يشرب عليه هؤلاء السكنجبين الحامض وأما من كان يتأذى بأذاه ولطخه ولم يكن حار المزاج وتسرع إليه الحمى فليأخذ عليه قطعة من الكموني أو يشرب عليه رطلاً من شراب قوي صرف وأما الشامي الحامض والمر فإنه يقمع الصفراء ويطفئ حدة الدم ولطخه للمعدة كلطخ الحلو ، ولا يحتاج المحرورون إلى إصلاحه ، وخاصة إذا اتفق لهم تعب وعطش وأما المبرودون فليشربوا عليه الشراب وليأخذوا عليه الجوارشنات ولا يأكلوا عليه الأطعمة الحامضة والغليظة كما وصفنا.

توت وحشي : هو العليق وسنذكره في العين.

تودري : ويقال تودرنج أيضاً ، وهو البقل المعروف باللبسان. قال أبو حنيفة : امتجاره قال : وسمعت أعرابياً يقول الجارة ويسقط الميم ولا أدري هل هو من الأول أم لا ويقال امتجاره بكسر الميم وفتحها. وقال حنين : هو الدواء المسمى باليونانية أرق سمن ونحن معتبون حنيناً في ذلك وهذا النبت يعرف ببيت المقلص وإعماله بالإمتجارة وأما الشيخ الرئيس وصاحب المنهاج تغلطا فيه غلطاً فاحشاً وتقولا في الماهية على ديسقوريدوس ما لم يقله فيه ثم إنهما نسبا إلى هذا الدواء منفعة دواء آخر وهو الذي ذكره ديسقوريدوس في الثالثة وسماه باليونانية أرقنين وقد ذكرته في الألف فتأمله هناك والتودري في الكتاب الحاوي هو الحية. ديسقوريدوس في الثانية : أروسهن يزرع في المدن وينبت بالبساتين والخرابات وله ورق شبيه بورق الجرجير البري وأغصان دقاق وزهر أصفر وعلى طرف الأغصان غلف شبيهة في شكلها بالقرون دقيقة مثل غلف الحلبة فيها بزر صغار شبيهة ببزر الحرف لجذع اللسان. جالينوس في السادسة : بزر هذا النبات كما أن طعمه شبيه بطعم الحرف كذا قوّته شبيهة بقوّته فهو ملهب فمتى احتيج إلى استعماله في اللعوق فينبغي أن ينقع في الماء ويغليه أو يصره في صرة ويصيرها في عجين ويشويه وهو إذا خلط في اللعوق نفع لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة التي تصعد من الصدور الرثة وينفع الأورام الصلبة التي تحدث في أصول الآذان والصلاة المزمنة التي تكون في الثديين والأنثيين. ديسقوريدوس : وإذا خلط في العسل ولعق كان صالحاً للصدر الذي تسيل إليه المواد والقيح إذا كان فيه السعال وقد ينتفع به من اليرقان وعرق النسا والأورام الصلبة والأدوية القتالة وإذا خلط بالماء وتضمد به نفع من السرطان الباطن والأورام العارضة في أصول الآذان وينفع اللوزتين وأورام الوعاء الذي فيه الخصية والثدي وبالجملة هو مسخن ملطف وإذا أنقع بالماء أو غلي وشد في خرقة ووضع في عجين وشوي سهل على لاعقه.

توتيا : ابن واقد : منها ما يكون في المعادن ومنها ما يكون في الأتانين التي يسبك فيها النحاس كما يكون الإقليميا وهو المسمى باليونانية بمقولس وأما المعدنية فهي ثلاثة أجناس فمنها بيضاء ومنها إلى الخضرة ومنها إلى الصفرة مشرب بحمرة ومعادنها على سواحل بحر الهند والسند وأجودها البيضاء التي يراها الناظر كان عليها ملحاً وبعدها الصفراء فإما الخضراء فإن فيها جروشة وهي مثقبة ويؤتى بها من الصين والبيضاء ألطف أجناسها والخضراء أغلظها وأما التي تكون في الأتانين فقال ديسقوريدوس في الخامسة : بمقولس وهو التوتيا الفرق بينه وبين يسودنون في النوع لا في الجنس ولون يسودنون إلى السواد ما هو أثقل من بمقولس وأكثر ذلك يوجد فيه نماش وشعر وتراب لأنه إنما هو كناسة والأتانين والمواضع التي يخلص فيها النحاس وأشباه ذلك من المواضع التي يسبك فيها دائماً أو في الأكثر فإن منها النحاس وأما بمقولس فإنه أبيض خفيف هش جداً حتى إنه

١٤٣

يمكن أن يقف في الهواء والبمقولس صنفان أحدهما شديد البياض خفيف جداً والآخر دونه في ذلك وقد يكون البمقولس إذا أخذ إقليميا مسحوق فذر ذراً متواتراً على النحاس في تصفيته وإنما يفعل ذلك بالقليميا لنجود التصفية ويرتفع من ذلك الإقليميا الدخان متكاثفاً وليس يكون البمقولس إذا أخذ قليميا فقط لكن بغير ذلك بأن يعمل من القليميا بلا تصفية نحاس يدعو إلى ذلك وإنما نخبرك بصفة عمله على هذه الجهة الثانية يهيأ أتون في بيت ذي سقفين ويكون في أعلى الأتون خرق وسط في السعة يحاذي كوة في البيت السفلى ويبنى بجنب هذا البيت بيت آخر يكون فيه بيت الصانع وإرقاقه وباقي آلته ويثقب فيه إلا الأتون ثقب دقيق لينفخ فيه ويكون للأتون باب معتدل السعة لإدخال ما ينبغي وإخراجه ويصير في الأتون فحم ويلهب عليه ثم يقف الصانع ومعه قليميا مسحوق ويلقي في البوطقة قليلاً قليلاً ويلقى الفحم إذا احتيج إلى ذلك ولا يزال يفعل كذلك إلى أن ينفذ ما يريد من القليميا فالقليميا يبخر وما كان من بخاره لطيفاً خفيفاً يصعد إلى الغرفة يلتصق بسقفها وحيطانها وفي أول الأمر يشبه النفاخات الحادثة في الماء ، وإذا كثر وأدام البخار المتصاعد صار كأنه كباب الصوف وما كان منه غليظاً ثقيلاً رسب في الأسفل واستقر في الأرض ووقع بعضه على الأتون وبعضه في أسفل البيت الذي فيه الأتون وهذا الضرب من التوتيا يسمى بسودريون وهو دون الصنف الآخر اللطيف لما في هذا من الأرضية والوسخ ، ومن الناس من يظن أن التوتيا إنما يعمل على هذه الجهة فقط وأجود ما يكون من التوتيا ما كان منه من قبرس وما كان من قبرس إذا خلط بالخل فاحت منه رائحة النحاس وكان لونه شبيهاً بلون الهواء وينبغي لممتحن التوتيا أن يتفقد هذه الأشياء التي ذكرناها فإنه قد يغشه قوم بالغراء المتخذ من جلود البقر وقد يغش أيضاً بتراب البحر وبالتين القح محرقاً ويابساً وبأشياء تشبه هذه وتعرف المغشوش من التوتيا هين وذلك لأن المغشوش إذا امتحن بالأشياء التي ذكرناها لم يوجد فيه إلا واحد مما ذكرنا وقد تغسل التوتيا على هذه الصفة يؤخذ التوتيا مسحوقاً منخولاً يابساً أو مخلوطاً بماء فيصر في خرقة لا صفيقة ولا متخلخلة بل تدلى الصرة في ماء المطر في إجانة وتحرك في الماء فما كان من التوتيا رقيقاً لطيفاً خرج في الماء وما كان منه غليظاً قد شابه وسخ أو قماش بقي في الصرة ثم يترك في الماء حتى يستقر وإذا استقر في الماء صب الماء في إناء آخر فما كان بقي أسفله من رمل رمى به ثم يترك الماء حتى يصفو ثم يصفى ويصب أيضاً على التوتيا ماء آخر ويحرك ثم يفعل به كما فعل أولاً إلى أن لا يبقى ثم يأخذه ويمرسه بالماء مرساً جيداً ويصيره في قوام العسل ويصير في خرقة ويعلق بالخرقة في الإناء الذي يريد أن يصفيه فيه ويصفي منه ما أمكن ثم يشد الخرقة شداً مسترخياً لتهون التصفية ثم يصب عليه ماء كثيراً ويركه فما يطفو على الصوفة جمعته بصدفة والشيء الذي يطفو هو زبد وتوعيه في إناء جديد من خزف ثم تحرك الذي يبقى تحريكاً رقيقاً وتفرغه في إناء آخر وما كان في أسفله من رمل ترمى به وتفعل ذلك مراراً كثيرة إلىِ أن لا يبقى فيه من الرمل شيء ومن الناس من يأخذ التوتيا كما هو غير مسحوق فيلقيه قليلاً قليلاً على الماء ويرمي ما كان فيه من رمل راسب في أسفل الإناء وما كان من شعر أو قماش يطفو فيفصل التوتيا من الشيء الذي يطفو لخفته ومن الشيء الذي يرسب فيجمعه ويصيره في صلاية ويغسله كما يغسل القليميا ، وقد

١٤٤

يغسل أيضاً التوتياء بخمر البلد الذي يقال له حموش التي لم يخالطها شيء من ماء البحر على الجهات التي ذكرناها من العسل والتوتياء الذي يغسل بالخمر هو أشد قبضاً من الذي يغسل بالماء وقوة التوتياء قابضة مبردة تملأ القروح لحماً منتناً مقوية مغرية مجففة تجفيفاً يسيراً وإن أراد أن يشوي التوتياء فليسحقه ناعماً ويعجنه بماء ويعمل منه أقراصاً ويضعفه في فخار ويوضع الفخار على جمر صغار قليلة وتقلب الأقراص تقليباً دائماً إلى أن تجف وتجمد ، وينبغي أن تعلم أنه قد يكون أيضاً توتيا من الذهب والفضة والرصاص وأن الذي يعمل من الرصاص هو في الجودة يضاهي التوتياء القبرسي ولأنه في كثير من الأحايين قد يحتاج إلى التوتياء ولا توجد وقد كنا نعرف أدوية تقوم مقامها رأينا أن نخبر ما هي وكيف يتخذ ورق الآس مع ثمره وزهره بغضاضته فيصير في قدر من طين ويكون على القدر غطاء فيه ثقب كثيرة ويصير في أتون يعمل فيه الفخار ، وإذا أنضج الطين وصار فخاراً فليخرج ما في القدر ويصير أيضاً في قدرٍ من طين ويدخل القدر في أتون ويترك فيه إلى أن ينضج ويصير فخاراً ما فيه ويغسل ويستعمل وقد يؤخذ أيضاً أغصان الزيتون فيفعل بها ما يعمل بالآس ولتكن الأغصان من شجر زيتون بري فإن لم يحضر فليكن من زيتون بستاني وكذا أيضاً يفعل بالسفرجل بعد أن يقطع ويخرج حبه وبالعفص وبالخرنوب وبالتوت الغض الأبيض المجفف في الشمس وبأغصان شجرة المصطكي وبأغصان الحبة الخضراء وبزهر الكرم وزهر العوسج الطري وبأغصان الشجرة التي يقال لها بقسيس وهو الشمشار وبأغصان الشجرة التي يقال لها بسودبنوس مع زهرها. ومن الناس من يأخذ أغصان شجرة التين فيجففها في الشمس ويستعملها مثل ما وصفنا ومنهم من يستعمل الغراء المتخذ من جلود البقر ومنهم من يستعمل على الصفة التي ذكرنا الصوف غير المغسول وقد غمس في زيت أو عسل. جالينوس في التاسعة : التوتياء إذا غسل صار منه دواء أشد تجفيفاً من كل شيء مجفف من غير أن يلذع فهو لذلك موافق نافع للقروح السرطانية ولغيرها من القروح الخبيثة وقد يخلط أيضاً في الشيافات التي يعالج بها العين إذا كان ينحدر إليها شيء من المواد وفي الأدوية التي يداوي بها النفاخات والقروح الحادثة في العين أو في المذاكير والعانة وقال في الميامر : التوتياء المغسولة شأنها أن تجفف الرطوبات السائلة إلى العين وتمنعها من النفوذ والمرور في نفس طبقات العين. الرازي : التوتياء جيدة لتقوية العين قاطعة للصنان وبدلها إذا عدم وزنها من الشادنا ونصف وزنها من التوبال.

توبال : ديسقوريدوس في الخامسة : ما كان منه من النحاس في الأتون وفي الغيران التي يقلع منها النحاس الأحمر بقبرس وما كان منه في المعادن القبرسية فهو جيد وهو ثخين ويقال له أمثيطس وأما توبال النحاس الأبيض فإنه رقيق ضعيف القوة ونحن نرد هذا الصنف من التوبال ونختار منه ما كان منه لونه براقاً ثخيناً وفي لونه حمرة وإذا رش عليه الخل تزنجر والتوبال يقبض ويعصر ويلطف ويعفن ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار ويدمل القروح وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل كيموساً مائياً ونفع من الحر لأنه ينزل الماء ومن الناس من يسقيه بعد أن يعجنه بدقيق الحنطة ويعمل منه حباً ويسقى منه وقد يقع في أخلاط أدوية العين ويجفف القروح الحادثة في العين ويحلل الخشونة العارضة في الجفون وقد يغسل على هذه الصفة ينقى منه نصف من ويلقى في صلاية مجوفة ويصب عليه من ماء المطر ويحرك تحريكاً

١٤٥

شديداً حتى يرسب التوبال وتطفو أوساخه ثم يعزل ما صفي ويصب على التوبال من ماء المطر مقدار قوانوس واحد ثم يدلك على الصلابة بالراحة دلكاً شديداً فإذا بدت تظهر منه لزوجة يصب عليه من الماء قليل قليل مقدار ست قوانوسات ويدلك دلكاً شديداً ثم يؤخذ التوبال فيدلك على جانب الصلاية دلكاً شديداً ثم يعصر من الماء ويؤخذ ماؤه ويصير في حق من نحاس أحمر فإن هذا الماء إنما هو قلب التوبال ولطيفه وقوته والذي يصلح للاستعمال في أدوية العين فأما باقيه فإنه ضعيف القوة وينبغي أن يؤخذ أيضاً فيغسل ثانية ويدلك حتى لا يبقى فيه شيء من لزوجة ثم يغطى الباقي بخرقة ويترك يومين ولا يحرك وبعد يومين يصب عليه الماء ويجفف ويصير في حق من نحاس أحمر ومن الناس من يغسل التوبال كما يغسل القليميا ويرفعه. جالينوس في التاسعة : قوة تربال النحاس لطيفة ألطف من قوة النحاس المحرق وألطف أيضاً من قشور النحاس ولذلك أيضاً صار خفيفاً بأن يكون الشياف الذي يقع فيه التوبال يجلو ويقلع ويحلل من الأجفان الخشونة الكثيرة التي يقال لها باليونانية سوقوسس وأما توبال الشايرقان وهو قشر الاسطام فإن قوَته شبيهة بقوة توبال النحاس وغسله مثل غسله وخزنه مثل خزنه إلا أنه في إسهال البطن أضعف من توبال النحاس. ابن سرانيون : توبال النحاس القبرسي إذا أخذ منه نصف مثقال وسحق وخلط مع علك الأنباط مثقال واحد وعمل منه حب أسهل البلغم بقوّة قال ويجب أن يعطى منه مثقال ونصف مع ماء العسل ويجب أن يتحسى بعده قليل خل لئلا يقذفه.

تين : جالينوس في الثامنة : أما التين اليابس فقوّته حارة في الدرجة الأولى عند انقضائها وفي الثانية عند مبدئها وله لطافة وبهاتين الخصلتين صار يفي بإنضاج الأورام الصلبة وتحليلها ، وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل وينبغي إذا قصدت باستعمالك إياه الإنضاج أن تخلط معه دقيق الحنطة وإذا قصدت به التحليل أن تخلط معه دقيق الشعير وإن أردت أمراً وسطاً من هذين فاخلط معه خبزاً وقد ينبغي أن تعلم أن التين اللحم أكثر إنضاجاً وما هو منه كان في طعمه حدة وحرافة فهو أكثر إمكاناً للجلاء والتحليل وأما الماء الذي يطبخ فيه التين طبخاً كثيراً فإنه يصير شبيهاً بالعسل في قوامه وقوّته معاً وأما التين الطري الذي يؤكل فقوّته ضعيفة بسبب ما يخالطه من الرطوبة والنوعان جميعاً من التين أعني الرطب واليابس يطلقان البطن وأما التين البري فقوته حادّة محللة وكذا الحال في التين البستاني إذا لم يكن ينضج وذلك لأنّ فيه بعد من لبن شجرة التين ومزاج هذه الشجرة حار لطيف كما قد يدل على ذلك وهي عليه وعصارة ورقها فإن كل واحد من هذين يسخن إسخاناً شديداً ولذلك صار كل واحد منهما مع ما يلذع ويجلو جلاء قوياً وقد يحدث في البدن قروحاً ويفتح أفواه العروق التي في المقعدة ويقلع الثآليل المعروفة بالخيلان وينثرها نثراً وهو مع هذا يسهل البطن فأما لبن الشجرة البرية من شجر التين وعصارة ورقها فهما في كل شيء من الخصال أقوى من لبن شجرة التين البستاني وعصارة ورقها وأما قضبان شجرة التين فلها من الحرارة ولطافة المزاج ما يبلغ بها إلى أنها إذا طبخت مع لحم البقر الصلب هرأته. وقال في التين البري في المقالة السابعة : قوّة هذا التين حادة محللة وذلك بسبب ما فيه من اللبن الذي هو في جميع أجزاء هذه الشجرة عامة ومتى طبخ هذا التين حلل الأورام الصلبة ، ومتى وضع غير مطبوخ قلع الخيلان والبثور. ديسقوريدوس في الأولى : ما كان من التين طرياً نضيجاً فإنه رديء للمعدة يسهل البطن فإذا

١٤٦

أسهل كان إسهاله هين الانقطاع ويجلب العرق ويقطع العطش ويسكن الحرارة واليابس منه مغذ مسخن معطش مشذخ ملين للبطن ليس بموافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويوافق الحلق وقصبة الرئة والمثانة والكلي ومن به ربو والذين تغيرت ألوانهم من أمراض مزمنة والذين يصرعون والمجانين وإذا طبخ بالزوفا وشرب طبيخه نقى الفضول من الصدر وقد يوافق السعال المزمن والأوجاع المزمنة العارضة للرئة ، وإذا دق مع نطرون وقرطم وأكل لين البطن ، وإذا تغرغر بطبيخه وافق الأورام الحارة العارضة في قصبة الرئة والعضل الذي عن جنبتي اللسان ، وقد يطبخ معه دقيق شعير ويستعمل في ضمار الأوجاع مع حلبة أو حشيش الشعير ، وقد يعمل منه مع السداب حقنة للمغص ، وإذا طبخ ولحق وتضمد به حلل الجسا والخنازير والأورام العارضة في أصول الأذنين ويلين الدماميل وينضج الأورام التي يقال لها فوحيلا ولا سيما إن خلط به الأرساء ، والنطرون أو النورة وإن دق غير مطبوخ مع الأدوية التي ذكرنا فعل ذلك أيضاً ، وإذا استعمل مع قشر الرمان أبرأ الداحس ، وإذا استعمل مع القلقنت أبرأ قروح الساقين الخبيثة العسرة البرء التي يسيل منها الموادّ ، وإذا طبخ بالشراب وخلط مع إفسنتين ودقيق الشعير وافق المحبونين ، وإذا حرق وخلط بموم مداف بزيت عذب أبرأ الشقاق العارض من البرد ، وإذا دق وخلط بخردل مسحوق بالماء وصير في الآذان أبرأ دويها وحكتها ولبن التين البري والبستاني يجمد اللبن مثل الأنفحة ويذيب الجامد مثل الخل ويقرح الأبدان ويفتح أفواه العروق ، وإذا شرب بلوز مسحوق أسهل البطن ولين صلابة الرحم ، وإذا احتمل بصفرة البيض وبالموم من البلاد التي يقال لها طربى (٢) نقى الرحم وأدر الطمث وقد يعمل منه ضماد نافع للمنقرسين إذا خلط به دقيق الحلبة ، وإذا خلط بسويق جلا الجرب المتقرح وغير المتقرح والقوباء والكلف والبهق ونفع من لسعة العقرب إذا قطر على اللسعة ومن غير العقرب من ذوات السموم ، ومن عضة الكلب ، وإذا صير في صوفة وجعل في المواضع المأكولة من الأسنان سكن وجعها ، وإذا وضع مع شحم حوالي الثآليل التي تسمى مرميقيا قلعها ، وقد تفعل عصارة الأغصان من التين البري ذلك إذا جرى فيه الماء ولم يظهر الورق فيها بعد فإنها تدق وتعصر وتجفف عصارتها في ظل ، وقد يستعمل لبن التين والعصارة في الأدوية المحرقة ، وإذا طبخت الأغصان مع لحم البقر أنضجته سريعاً ، وإذا حرك اللبن في طبخه بها حتى يتجبن كان ماء الجبن أطلق للبطن ، والتين الفج إذا طبخ وتضمد به لين العقد والخنازير ، وإذا لم يطبخ وخلط به نطرون ودقيق وتضمد به قطع الثآليل التي تسمى مرميقيا ، والورق أيضاً يفعل ذلك والتين الفج إذا تضمد به بخل وملح أبرأ القروح الرطبة التي تكون في الرأس والشرى ، وقد تدلك به الجفون الخشنة المشققة ، وقد يضمد به البهق الأبيض بورق التين الأسود والثمر بأغصانه ، وقد يصلح التين الفج إذا خلط بعسل لعضة الكلب الكلب ، والقروح التي تسيل منها رطوبة شبيهة بالعسل ، وإذا خلط معه ورق الخشخاش البري أخرج كسور العظام ، وإذا خلط به موم حلل الحماميل ، وإذا تضمد به مع كرسنة وشراب وافق عضة موغالي. ابن ماسويه : التين الرطب أقل حرارة ويبساً من اليابس وهو أحمد الفاكهة ، وإن كانت كلها تولد خلطاً غليطاً لرطوبتها ملين للطبيعة يغذو البدن غذاء معتدلاً ويجلو المثانة والكلي ويخرج ما فيها من الفضول وليس شيء من الفاكهة

١٤٧

أغذى منه ويتولد منه في البدن ما ليس بمستحصف ولا رخو بل معتدل بين ذلك وهو أقل الفاكهة نفخاً ، وينبغي أن يجتنب أكله وأكل جميع الفواكه فجاً إلا بعد نضجها وهو جلاء للكبد والطحال والرطب أحمد من اليابس والأبيض أصلح للأكل من الأسود والأسود للأدوية أحمد من الأبيض ، وإن أكله آكل بالمري نقى الخلط البلغمي العارض في المعدة وإن كرهه كاره بالمري فليشرب بعده سكنجبيناً سكرياً. الرازي في دفع مضار الأغذية : اليابس منه جيد للمبرودين ولوجع الظهر وتقطير البول ويسخن الكلى وينعظ ويخرج ما في الصدور والرئة ويلين البطن ويدفع الفضول المعفنة في المسام حتى أن كثيراً ما يتولد في مدمن آكله القمل الكثير ، ولذلك ينبغي إذا أحدث فيه ذلك أن يحمن التعرق في الحمام ودلك البدن فيه بالبورق ودقيق الحمص ويبدل الثياب عن قريب ، وإذا أخذ بالجوز المقشر من قشره كان غذاء حميداً مطلقاً للبطن كاسراً للرياح نافعاً لمن يعتاده القولنج ووجع الظهر والورك وأجوده أنضجه ، وأحلاه وأعسله ، وأما الفج الحشف منه فإنه أكثر نفخاً وأعسر خروجاً من البطن. غيره : يقوي على حبس البول ويفتح مجاري الغذاء إذا أكل على الريق وخاصة مع الجوز والرطب صنه جيد الخلط مخصب للبدن ولحمه سريع التحلل وإدمانه يورث الحكة وليس بجيد للأسنان ويلين البطن إذا أكل قبل الطعام ويغذو غذاء صالحاً ويزيد في اللحم إذا أديم أكله ويسكن القوة الغضبية التي في القلب ويكسر منها لخاصية فيه. ابن سينا : هو غير موافق لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء. الشريف : إذا طبخ منه حفنة مع مثله حلبة حتى يتهرأ ثم يصفى ماؤهما ويمزجا بمثلهما عسلاً منزوع الرغوة ويطبخ الكل ويهيأ منه لعوق ينفع من الربو والسعال اليابس ، وإذا أنفع منه رطل في خل خمر ثقيف تسعة أيام ، ثم ضمد به الطحال وأمر العليل بأكل أربع تينات منه في كل يوم يفعل ذلك أكلاً وضماداً فإنه عجيب في تحليل صلابته وجساه. لي : أما ابن واقد لما تكلم في التين أضاف إلى القول فيه القول على دواء آخر يشارك التين في الإسمية في اليونانية فقط وهو يعتقد أنهما شيء واحد ، وهذا توهم منه ، وسيأتي ذلك في حرف الخاء المعجمة في ترجمة خاماسوقي.

حرف الثاء

ثافسيا : يسمى بالبربرية أدرياس وأخطأ من جعله صمغ السذاب. ديسقوريدوس في الرابعة : استخرج هذا الدواء من ثافسيس الجزيرة لأنه يظن أنه أوّل ما وجد بها وهو نبات جملته شبيهة بورق النبات الذي يقال له مارابون وعلى أطرافه في كل شعبة أكلة شبيهة بأكلة الشبث فيها زهر وبزر إلى العرض ما هو شبيه ببزر النبات المسمى برنفس وهو الكلخ غير أنه أصغر منه وأصل أبيض كبير غليظ القشر حريف وقد يستخرج منه دمعة بأن يحفر حوله ويشق قشره أو بأن يحفر فيه حفرة مستديرة وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية ، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة ، وقد تستخرج وتغطى الحفرة لتبقى الدمعة نقية ، وفي اليوم الثاني يؤخذ ما اجتمع من الرطوبة ، وقد تستخرج عصارة الأصل بأن يدق ويعصر لحينه (٢) بلولب ويذر ويجفف في إناء خزف ثخين ومن الناس من يعتصر الورق مع الأصل ، وهذه العصارة ضعيفة القوة والفرق بينهما أن عصارة الأصل أشدّ زهومة وأنها تبقى لدنة وأما العصارة التي قد خالطها عصارة الورق فإنها تجفف وتتثقب بما عرض لها من التآكل وينبغي لمن أراد أن يستخرج الدمعة أن لا يفعل ذلك في يوم ريح ، ولكن في هدوّ منها فإن الوجه يتورم ورماً شديداً ويتنفط ما كان من البدن مكشوفاً

_________________

(٢) نخـ بخشبة.

١٤٨

لحدّة البخار ، فينبغي أن يتقدّم في تلطيخ المواضع المكشوفة من البدن بقيروطي رطبة سائلة قابضة. جالينوس في السادسة ، قوة هذا النبات حادة تسخن إسخاناً بيناً قوياً مع شيء من الرطوبة فهو بذلك يجتذب من عمق البدن جذباً عنيفاً قوياً ويحلل ما يجتذبه ، ولكنه يفعل ذلك بعد مدة طويلة بسبب ما فيه من الرطوبة الفضلية التي ليست باليسيرة ولسبب هذه الرطوبة صار الينتون يفسد سريعاً. ديسقوريدوس : وقوة قشر الأصل وعصارته ودمعته مقيئة مسهلة إذا شرب كل واحد منهما بالشراب المسمى مالقراطن ، وقد يعطى من قشر الأصل مقدار أربع أثولوسات مع ثلاث درخميات من بزر الشبث ، ويعطى من العصارة ثلاثة أتولوسات ومن الدمعة درخمي واحد ، لأنه إن أعطي أكثر منها أضر بآخذه ، والإسهال بها يوافق الذين بهم النسمة ووجع الجنب المزمن ، ويعين على نفث الفضول ، وقد يصير في الأطعمة ويعطى منه الذين يعسر عليهم القيء والدمعة والقشر من القوة على إحالة المزاج أشدّ من قوة سائر الأدوية التي تشبهها في القوة إذا احتجنا أن نجتذب شيئاً من عمق البدن أو نهيىء لشيء سبيلاً لننقله من موضع إلى موضع آخر ولذلك إذا لطخت الدمعة أو دلك القشر وهو رطب على داء الثعلب أنبت فيه الشعر ، وقد يخلط القشر وهو مسحوق أو العصارة بأجزاء متساوية من الكندر والموم ويستعمل لكمنة الدم والآثار الباذناجنية في اللون فيذهبه ، وينبغي أن لا يترك أكثر من ساعتين ، ولكن يقلع ثم بعد ذلك يكسد الموضع بماء بحري سخن ، وقد يقلعان الكلف والعصارة إذا خلطت بالعسل قلعت الجرب المتقرح إذا خلط بالكبريت ولطخ على الخراجات فجرها وقد ينتفع به إذا استعمل لطوخا للجنب الذي يعرض له وجع مزمن وهكذا الركبة والقدم ووجع المفاصل. الشريف : قوّة أصله تفسد بعد سنة أو أقل وإذا قطع صغاراً وقلي في سمن حتى يأخذ قوته وطلي بالسمن بعد أن يصفى الدواء عنه على الأعضاء الباردة سخنها وإن طلي على الأعضاء الوجعة سكن وجعها ويذهب وجع المفاصل ، وإذا وضع من السمن الذي طبخ فيه في حساء المحرورين والمفلوجين نفعهم ولا يعدله في ذلك دواء آخر ، وأصل الثافسيا إذا دق وخلط بدقيق شعير وهيئ منه ضماد نفع من اللحم المتقطع ومن الحسوس الصدرية. جالينوس في الميامر : فإن لم تجده فاستعمل مكانه في داء الثعلب الحرف.

ثاليبطون : هو كزبرة الحبشة. ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق الكزبرة إلا أن في ورق هذا النبات شيئاً من رطوبة تدبق باليد وساق صغير عليه الورق وإذا دق هذا الورق دقاً ناعماً وتضمد به أدمل القروح العتيقة وأكثر ما ينبت في الصحاري وقوته تجفف بلا لذع فهو لذلك يدمل القروح المزمنة. لي : زعم بعضهم أن هذا الدواء هو الرقعة المطلبية (٣) وليس كذلك وسيأتي ذكرها في

ثاقب الحجر : هو البسفايج وقد ذكر في الباء.

ثجير : ديسقوريدوس : وثجير العنب قد ينزع ويخزن ويعمل منه مخلوط بالملح ضماداً للأورام الحارة والأورام الصلبة وأورام الثدي وطبيخ ثجير العنب إذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن وسيلان الرطوبات المزمنة العارضة من الرحم وقد تجلس النساء فيه وتحتقن به في أرحامهن ، وحب العنب الذي يجتمع من الثجير قابض جيد للمعدة ، وإذا قلي وسحق وشرب كما يشرب السويق وافق قرحة الأمعاء والإسهال المزمن واسترخاء المعدة. سفيان الأندلسي : وأما ثجير العصفر وهو الذي يرمى به من بعد

_________________

(٣) نخـ اللطينية.

١٤٩

أخذ تمام الصبغ منه إذا عجن بخل وطليت به الحمرة نفع منها وحلل ورم الكبد الحار.

ثدي : لحمه رخو شبيه بالغدد سنذكره في رسم ضرع.

ثعلب : بعض علمائنا : جلده حار أشدّ حرارة وإسخاناً من سائر الجلود التي تلبس لإفراط حرارتها ويبسها ولذلك صار لبسها موافقاً للمرطوبي المزاج ولمن كان الغالب عليه البرد وما كثر شعره منها كان أقوى إسخاناً وهو إلى أن يستعمل فيما يتغطى به الرأس أقرب منه إلى أن يلبسوه ، وأشرف أصنافها الثعلب الجزري الأبيض ، وبالجملة فإن فرو الثعلب فيه فضل حرارة وهو من لباس النساء والمشايخ والمبلغمين لأن حرارته مفرطة غير معتدلة تجذب رطوبات البدن ولا تصلح للمحرورين. وقال الرازي : السمور يتلو الثعلب في الحرارة. ابن سينا : وإذا طبخ الثعلب في الماء وطليت به المفاصل الوجعة نفع منها نفعاً عجيباً جدًا وكذا الزيت الذي يطبخ فيه حياً بل هذا أقوى جدًا ويجب أن يطيل الجلوس فيه ، والأجود أن يكون بعد الاستفراغ والتنقية لئلا يجذب بقوة حدته وتحليله خلطاً إلى المفاصل ، وإذا استفرغ البدن بعد ذلك أيضاً لم ينجلب إلى المفاصل شيء وإن عاود كان خفيفاً وكذا شحم الثعلب ربما جذب شيئاً أكثر مما يحلل ، وقد يطبخ في الزيت حياً ويطبخ فيه مذبوحاً فأيهما استعمل حلل ما في المفاصل. غيره : الزيت الذي يطبخ فيه الثعلب نافع من التعقد والصلابة التي تعرض من وجع المفاصل. ديسقوريدوس : ورئة الثعلب إن جففت وسحقت وشربت نفعت من الربو والسعال ، وشحمه نافع لمن يشتكي أذنه ووجعها ومن الربو والسعال وشحمه إذا أذيب وقطر في الأذن سكن وجعها ، وإذا أمسك في الفم سكن وجع الأسنان. وقال في الشحوم أنه يصلح لوجع العين والأذن أعني شحم الثعلب. الشريف : ويشرب منها لذلك وزن مثقال بماء وعسل في كل مرة وإذا خلطت مع قشر البيض المحروق وذلك بها داء الثعلب نفع منه مجرب ، ومرارته إذا أذيبت بأشق وماء كرفس أجزاء متساوية وسعط به في أنف من بدا به الجاذم في كل عشرة أيام سعطة واحدة نفع ذلك منفعة بليغة ، وإذا أمسك إنسان سن ثعلب في يده أمن من أن تنبح عليه الكلاب وزعموا أنه إن علق في برج حمام لم يبق فيه طير واحد ، وشحمه إذا أذيب بزيت إنفاق ودهن به النقرس ووجع المفاصل نفعه ، وإذا أذيب شحمه وقطر في الأذان حاراً وأديم ذلك نفع من الصمم العارض لها ويشفي جميع أوجاع الآذان وإن دهنت به الأطراف لم يصبها الخصر في الأسفار. خواص ابن زهر : زعموا أنه إذا طلي به سوط أو عود وجعل في أحد زوايا البيت فإن البراغيث يجتمعن عليه.

ثقسا : هو بالعربية الحرف المعروف بالرشاد وسيأتي ذكره في الحاء.

ثلب : الشريف : ذكره ابن وحشية بالعربية وهو نبات ينبت بنفسه في شطوط الأنهار ويقرب المياه ، وله ورق مستطيل كأنه ورق الأزادرخت يرتفع مقدار قامتين وخشبه يشبه خشب لحية التيس حار يابس إذا جفف ورقه ودق وغلف به الشعر منع سقوطه وحسن قوته وإذا علقت عروقه على الخد نفع ذلك من وجع الضرس الغير المتآكل وسكن وجعه وإذا ضمد بورقه الورم السوداوي الجاسي سكنه ولينه وإذا دق ورقه مع خمر وضمد به الورم السرطاني حلله وأذهب جساءه ، ويوافق الذين بهم الوسواس السوداوي إذا ضمد به اليافوخ ، وينبغي أن لا يترك أكثر من أربعة وعشرين ساعة ثم بنى وربما أزال الوسواس البتة.

ثلج وجليد : ابن سينا : رديء للمشايخ ولمن يتولد فيه الأخلاط الباردة وهو مسكن

١٥٠

لوجع الأسنان الحارة وهو ضار للعصب لحقنه البخارات الحارة الحادثة فيها وحبسه إياها عن التحليل ويضر المعدة خصوصاً للذين يتولد فيهم أخلاط باردة والثلج قد يعطش بجمعه الحرارة. جالينوس : في الأدوية المقابلة للأدواء إذا أكل الثلج وشرب ماؤه نفع من العلق الناشب في الحلق. غيره : يهيج السعال ويجود الهضم. الرازي : فأما الجمد فيفضل بعضه على بعض بحسب فضل الماء الذي كان منه فيكون الكائن منه عن الماء الذي هو أجود أجود وعن الماء الذي هو أردأ أردأ. ابن ماسويه : والماء المبرد بالثلج أحمد من الثلج فمن ألح على شربه فليدمن دخول الحمام ويتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس ويشرب النبيذ العتيق.

ثلج صيني : هو البارود المعروف بزهرة حجر أسوس ، وقد ذكر له في الألف التي بعدها سين مهملة.

ثلثان : هو عنب الثعلب ، وسنذكره في حرف العين إن شاء اللّه.

ثمام : أبو العباس الحافظ : هو معروف بالديار المصرية وما والاها وهو كثير ببلاد الحجاز ، ورأيت بعض أهل البلاد يستعمله في علاج العين لإزالة البياض وهو من المرعى وهيئة ورقه على هيئة ورق الزرع وقضبانه ذات كعوب ككعوب قصب الزرع إلا أنها مصمتة وهي أرق وأطول وورقه كذلك وينبت متدوحاً وأصوله لحمية متشعبة ويخرج سنابل على شكل سنابل الدخن البري وطعمه كله حلو وسنابله مسدّدة.

ثمنش : أوله ثاء مضمومة ثم ميم ساكنة بعدها نون مضمومة ثم شين معجمة وهو اسم يوناني لما كان من النبات بين الشجر والحشيش.

ثوم : ديسقوريدوس في الثانية : منه بستاني ويوجد بمصر ورءوسه واحدة لا تنقسم إلى الأجزاء التي تسمى الأسنان أبيض اللون ومنه بري ويقال له أوقيوسقردين أي ثوم الحية ويسمى الجنس من الثوم ذي الأسنان أغليس. جالينوس : الثوم يسخن ويجفف في الدرجة ، فأما النبات الذي يسمى ثوم الحية فهو ثوم بري وهو أقوى من البستاني كمثل ما عليه جميع النبات البري. ديسقوريدوس : وقوة الثوم حارة مسخنة مخرجة للنفخ من البطن محرقة للبطن مجففة للمعدة محدثة للعطش محرقة للجلد ، وإذا أكل أخرج الدود الذي يقال له حب القرع ، وأدر البول وإذا أخذه من نهشه أفعى أو الحية التي يقال لها أمرويس ويشرب بعده الشراب شرباً دائماً أو سحق بالشراب وشرب لم يعد له شيء في المنفعة وقد يتضمد به أيضاً فيفعل ذلك ، وإذا أكل نفع من عضة الكلب الكلب وأكله موافق لمن تغير عليه الماء ، وإذا أكل نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً صفى الحلق وسكن السعال المزمن ، وإذا شرب بطبيخ الفودنج الجبلي قتل القمل والصيبان ، وإذا أحرق وعجن بالعسل أبرأ الدم العارض تحت العين الذي يتغير منه اللون ، وإذا فعل به ذلك أيضاً وزيد في خلطه دهن البان ولطخ به داء الثعلب أبرأ منه وإذا خلط بالملح والزيت أبرأ البثر ، وإذا خلط بالعسل والبورق أبرأ البثور اللبنية والقوابي وقروح الرأس الرطبة والنحالة والبهق والجرب المتقرح ، وإذا طبخ مع خشب الصنوبر والكندر وأمسك طبيخه في الفم خفف وجع الأسنان ، وإذا خلط بورق التين والكمون وعمل منه ضماد نفع لعضة الحيوان المسمى موغالي وطبيخ ورقه مع الساق إذا جلس فيه النساء أدر الطمث وأخرج المشيمة وقد يفعل ذلك أيضاً إذا تدخن به والخلط المعمول منه ومن الزيتون الأسود الذي يقال له نطوطون إذا أكل أدر البول وفتح أفواه العروق وهو نافع للمحبونين. الدمشقي : هو نافع من تآكل الأضراس بقطع الأخلاط الغليظة غير نفاخ نافع من

١٥١

القولنج إذا كان عن رباح غليظة وحصر الطبيعة. جالينوس : في حيلة البرء الثوم يحلل الرياح أكثر من كل شيء يحلله ولا يعطش وبعض الناس يتوهمون أنه يعطش وذلك لقلة خبرهم به وهو نافع لأهل البلدان الباردة حتى أنهم إن منعوا عنه عظم الضرر لهم وهو جيد لوجع الأمعاء إذا لم يكن مع حمى ، وقال في كتاب مجهول أنه جيد لقروح الرئة جدًّا. وقال جالينوس : في ٨ من في ابتدائها : أن الثوم في الشتاء سبب لمنافع عظيمة وذلك أنه يسخن الأخلاط الباردة ويقطع الغليظة اللزجة التي تغلب في الشتاء على البدن. وقال بقراط في كتاب ماء الشعير : هو محرك للريح في البطن والسخونة في الصدر والثفل في الرأس والعين ويهيج على آكله كل مرض يعرض له قبل ذلك وأفضل ما فيه أنه يدر البول. غيره : لأنه شديد التجفيف فلذلك يضعف البصر. وقال الرازي في الحاوي : وحكى حنين عن بقراط في الأغذية أن الثوم يطلق البطن ويدر البول جيد للبطن رديء للعين لأنه يجفف ولذلك يضعف البصر ، وحكى عن ديسقوريدوس أن الثوم يجفف المنيّ ، وأحسب أن الذي قال ديسقوريدوس مجفف للمعدة غلطوا به أنه مجفف للمنيّ. سندهشار الهندي : جيد للرياح والنسيان والربو والسعال والطحال والخاصرة والديدان ويكثر المنيّ وهو جيد لمن قل منيه من كثرة الجماع وهو رديء للبواسير والزحير وانطلاق البطن والخنازير وأصحاب الدق والحبالى والمرضعات ، وفي كتاب شرك الهندي أن الثوم جيد لتفجير الدبيلة والقولنج وعرق النسا ، وإذا أريد تفجير الدماميل طبخ بالماء واللبن حتى ينحل وينصب الماء ثم يؤخذ فإنه ينفع أيضاً من السلع والحميات العتيقة وقروح الرئة ووجع المعدة. وقال قسطس في الفلاحة : جيد لوجع المفاصل والنقرس أكلاً. وقال روفس : يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويضر البصر لأنه يخرق صفافات العين ورطوباتها ويكدر البصر. وقال مرة أخرى : الثوم رديء للأذن والرأس والرئة والكلي وإن كان في بعض المواضع وجع هيجه. قال حنين : سبب هذا كله حرافته. وقال روفس في موضع آخر : يولد الرياح والحديث أفضل في إدرار البول وتليين البطن وإخراج الدود. وقال ابن ماسويه : وخاصيته قطع العطش العارض من البلغم اللزج أو المالح المتولد في المعدة لتحليله إياه وتجفيفه له مسخن للمعدة الباردة الرطبة وإن شوي بالنار ووضع على الضرس المأكول ودلكت به الأسنان الوجعة من الرطوبة والريح أذهب ما فيها من الوجع ومص ورق الينتون الطري وهو السذاب والتمضمض بعده بالنبيذ الريحاني يقطع رائحته وهو يقوم مقام الترياق في لسع الهوام الباردة والأوجاع الباردة وإصلاحه للمحرورين بسلقه بماء وملح قليل ثم يخرج ثم يطجن بدهن اللوز ويؤكل ويشرب على أثره ماء الرمان المز. الرازي في كتاب المنصوري : الثوم رديء في البلدان والأبدان والأزمان الحارة صالح في أضدادها. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية : الثوم يسخن البدن إسخاناً قوياً إلا أنه ليس بطويل اللبث ولا يحمى بل كان إسخانه شبيهاً بالغريزي ، فهذه أفضل خلة فيه ويحل الرياح ويفشها أكثر من كل غذاء حتى أنه يمنع تولد القولنج الريحي إذا أكل ، وينفع من وجع الظهر والورك العتيق وليس صعوده إلى الرأس ببخار كثير كصعود البصل ولا يضر بالعين كمضرته ويحمر اللون ويرقق الدم ويلطف الأغذية الغليظة كالكشكية والمضيرة فيقل لذلك غلظها ونفخها. ابن سينا : الثوم كله فعله في الباء فإنه بشدة تجفيفه وتحليله

١٥٢

قد يضر فإن طبخ بالماء حتى انحلت فيه حدته لم يبعد أن يكون ما يبقى منه في مسلوقه قليل الحرارة لا يجفف ويتولد منه مادة للمني وأن يجعل المواد البلغمية في الأمزاج البلغمية رياحاً ولا يقدر على تفشيتها ، وإذا انحلت في العروق رياحاً لم يبعد أن يعين شهوة الباه. سفيان الأندلسي : إذا درس الثوم وكسرت حدته بأحد الشحوم وضمدت به الخراجات المترهلة والمتورمة حسن مزاجها ويحلل ورمها سواء كانت حديثة أو قديمة ، وإذا قلي في الدهن وأعيد عليه مراراً نفع من جمود الدم في الأطراف ومن الشقاق المتولد عن البرد وإذا شرب هذا الدهن نفع من أوجاع المعدة ومن القولنج البلغمي ومن السحج المتولد عن خلط لزج ، وكذا إذا طلي به ، وإذا قلي في السمن كان في السحج أنجع وليؤكل جرم الثوم مع الدهن الذي يقلى فيه ، وإذا طلي بجرمه أو بدهنه قروح الرأس المنتنة جففها وإذا درس وتحسى منه بالخل وتغرغر به وضمد به قتل العلق المتلعق بالحلق ، وإذا أكل نفع لسعه العقرب والأفعى والرتيلا وعضة الكلب الكلب منفعة قوية وهو قاطع للعطش البلغمي اللزج المالح المتولد عن سدد في الماساريقا أو بلغم لزج أو مالح متصل بجرم المعدة ويمنع من إلقاء الماء المشروب لها ولجرمها ويولد العطش في الأجسام المحرورة ، وهو بالجملة حافظ لصحة المبرودين جداً وللشيوخ مقو لحرارتهم الغريزية طارد للرياح الغليظة إلا أنه يؤذي الدماغ بما يصعد إليه من البخارات فيكسر حدته بالدهن وبالطبخ ، وبالجملة بإزالة حرافته كيف صنع ذلك ، وإذا خالط الجوز والتين نفع من جميع ما ذكرناه وكان تألف الطباع له أكثر والإدمان على أكله يمنع تولد الدود في الجوف وينفع من تقطير البول للشيوخ ، وينفع الدهن الذي يقلى فيه من وجع الأسنان وجرمه إذا طبخ وأخذ كما هو نفع من السعال البارد ، وكذا إذا تحسى في أحد الأحساء النافعة من السعال كحسو النخالة وما أشبهه. إسحاق بن عمران : وإذا دق وخلط بجندبادستر وعجنا بزيت عتيق وعمل منه ضماد وحمل على لسعة العقرب جذب السم إِلى خارج وأبطل فعله ، وإذا دق وعجن بالخل ووضع على الأعضاء التي فيها رطوبة مجتمعة غليظة فإنه يلطفها ويحلل ورمها إذا كان ذلك من الرطوبة والبرد وأكل جرم الثوم يولد مراراً صفر حاداً لذاعاً يخرج إلى السواد بسرعة وخصوصاً في محروري المزاج.

ثوم بري : يقال على ثوم الحية المقدم ذكره وفي مفردات جالينوس على الدواء الآخر الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه أسقردين وهي الحشيشة الثومية عند شجاري الأندلس ويسمونه أيضاً المطر قال وحافظ الأجساد وحافظ الموتى أيضاً وقد ذكرته في الشين المعجمة في رسم شقرديون فتأمله هناك ولقد غلط كثير من المصنفين في هذا الدواء لما تكلموا في الثوم فإنهم يتوهمون أن هذا الدواء هو ثوم الحية فيأخذون منافعه وقواه ويضيفونها إلى القول في الثوم على أنه ثوم الحية وهو غلط منهم.

ثوم كراثي : يذكر مع الكراث.

ثومش : وهو اسم الحاشا باليونانية وسأذكره في الحاء.

ثومالا : هو الميثان وسنذكره في الميم.

ثيل : هو النجم بالعربية والنجيل والنجير أيضاً معروف. ديسقوريدوس في المقالة الرابعة : اغرسطس هو نبات معروف له أغصان ذات عقد طعمه حلو وله ورق طوال حافة الأطراف صلبة مثل ورق الصعتر من القصب يعتلفه البقر وسائر المواشي. جالينوس : في : أصل هذا النبات يؤكل ما دام طرياً وهو حلو مسيخ الطعم وفيه أيضاً شيء من الحرافة مع شيء من القبض يسير ونفس الحشيشة إذا ذاقها الإنسان وجدها

١٥٣

مسيخة الطعم وهذه أشياء يعلم منها أن أصله بارد يابس باعتدال ولذلك صار يحمل الجراحات الطرية ما دامت بدمها فأما نفس الحشيشة فمتى اتخذ منها ضماد فإن ذلك الضماد مبرد ولكن تبريده ما يكون قوياً وهي في الرطوبة واليبوسة متوسطة وأما أصلها فهو لذاع لطيف قليلاً ومن شأنه تفتيت الحصاة متى طبخ وشرب ماؤه. ديسقوريدوس : وأصل هذا النبات إذا دق ناعماً وسحق وتضمد به ألحم الجراحات وإذا شرب طبيخه كان صالحاً للمغص وعسر البول والقروح العارضة في المثانة وتفتت الحصاة ومنه صنف يسمى فالامغرسطس وهو نبات ورقه وأغصانه وعروقه أكثر من ورق وأغصان وعروق أغرسطس وأدل وإذا أكلته المواشي قتلها وخاصة النابت منه بالبلاد التي يقال لها بابل في الطريق وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها فرسيوس فهو أكثر أغصاناً من غيره من أغرسطس وله ورق شبيه بورق اللبلاب وزهر أبيض طيب الرائحة وثمر صغار ينتفع به وعروق خمسة أو ستة في غلظ أصبع بيض لينة حلوة منتنة وإذا أخرجت عصارتها وطبخت بشراب أو عسل كل واحد منهما مساو لها في المقدار ونصف جزء من المر وثلث جزء من الفلفل ومثله من الكندر كان دواء نافعاً جداً للعين ، وينبغي أن يخزن في حق نحاس وطبيخ الأصل يفعل ما تفعل الأصول وبزر هذا النبات يدر البول إدراراً شديدا أو يقطع القيء والإسهال. جالينوس : بزر هذا يدر البول ويجفف التحلب إلى المعدة والأمعاء لأن قوته قوة مجففة لطيفة لها قبض يسير. ديسقوريدوس : وأما أغرسطس النابت بالبلاد التي يقال لها قليقيا فإن البقر إذا أكلته تورمت بأكلها ويحضر العرب قشرها إلى القاهرة فيبيعونه أخبرني بذلك شيخ يبيع الأصداف وغيرها في طريق باب القنطرة وأخبرني عز الدين العبيدي أن وزن نصف درهم منه إذا جعل في سفقية على نار فحم وجعلت السفقية في هاون وقعد عليه من قد استنزفه الدم من تليين البواسير قطع الدم جربت ذلك في امرأة دفعة واحدة فقطع عنها الدم لكنها شكت حرقة بها وذكر المجرب أن ذلك يستعمل ثلاث دفعات بدرهم ونصف وإن أخذ لينه ويسحق ويدهن المخرج بدهن بنفسج ويضمد بها أو بدله الأخضر من البيض المشوي مع دهن ورد نفع.

حرف الجيم

جاوشير : ديسقوريدوس في الثالثة : كثيراً ما ينبت في البلاد التي يقال لها سوطيا وبالمدينة التي يقال لها فرفينس من البلاد التي يقال لها أرقاما وقد يغرس في البساتين لقلة صمغة الشجرة ولها ورق خشن قريب من الأرض شديد الخضرة شبيه بورق التين في شكله مستدير مشرف ذو خمس شرف ولها ساق شبيه بالقنا طويلة وعليها زغب شبيه بالغبار أبيض وورق صغار جداً وعلى طرفها إكليل شبيه بإكليل الشبت وزهر أصفر وبزر طيب الرائحة حاد وله عروق متشعبة من أصل واحد بيض ثقيلة الرائحة عليها قشر غليظ مر الطعم وقد ينبت أيضاً في المكان الذي يقال له موقا من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وقد تستخرج صمغة هذا النبات بأن يشقق الأصل في حد ثان ظهور الساق ولون الصمغة أبيض فإذا جف كان لون ظاهرها إلى لون الزعفران ويجمع ما يسيل من الصمغة في ورق مفروش في حفائر في الأرض فإذا جفت أخذت ، وقد يشقق أيضاً الساق في أيام الحصاد ويجمع ما يسيل من الصمغة على

١٥٤

ما وصفنا وأجود ما يكون من الأصول البيض فيها الجافة المستوية التي ليست بمتسخة ولا متآكلة تحذي اللسان عند الذوق عطرة الرائحة وأجود ما يكون من ثمره ما كان منه على الساق فإنّ الموجود منه على العشب غير موافق وأجود ما يكون من صمغة هذا النبات أشدها مرارة أبيض الباطن ولون ظاهره إلى الزعفران يدبق باليد هين الإنفراك وإذا ديف بالخل إنداف سريعاً ثقيل الرائحة وأما ما كان منه أسود فرديء وما كان منه ليناً فرديء أيضاً لأنه يغش بوسق وموم ويمتحن بأن يدلك في الماء بالأصابع فإنّ الخالص منه ينداف ويصير بمنزلة اللبن. جالينوس في ٨ : منافع لبن الجاوشير كثيرة لأنه يسخن ويلين ويحلل فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثالثة وأمّا أصل نبات الجاوشير فهو دواء يجفف ويسخن لكنه في ذلك أقل من الجاوشير نفسه وفي اللحاء أيضاً شيء من قوّة الجلاء ونحن نستعمله أيضاً في مداواة العظام العارية ومداواة الجراحات الخبيثة لأنّ ما كان هذا سبيله من الأدوية فشأنه أن يبني اللحم في الجراحات بنياناً بليغاً وذلك أنه يجلو ويجفف ولا يسخن إسخاناً قوياً وهذه خصال كلها يحتاج إليها الدواء المنبت للحم وأما ثمرة هذا النبات فهي ثمرة حارة فهي لذلك تدر الطمث. ديسقوريدوس : وقوة الصمغة مسخنة ملينة ملطفة ولذلك إذا سقي بماء القراطن أو بشراب يوافق النافض والحميات الدائرة ووهن العضل وأطرافها من الضرب وما يصدمها وأوجاع الجنب وما يصدمها والمغص والسعال ويقطر البول ويجرب المثانة وإذا أديف بالعسل واحتمل أدر الطمث وقتل الجنين ويحلل النفخ العارض في الرحم وصلابته ويلطخ على عرق النسا ويقع في أخلاط الأدهان للاعياء وأدوية الصداع ويقلع حب النار الفارسية وإذا تضمد به مع الزيت وافق المنقرسين وإذا جعل في تآكل الأسنان سكن وجعها وإذا اكتحل به أحد البصر وإذا خلط بزفت كان مرهماً نافعاً جداً لعضة الكلب الكلب وأصله إذا حك واحتملته المرأة أحدر الجنين وهو صالح للقروح المزمنة وإذا سحق وتضمد به معجوناً بعسل كان صالحاً للعظام العارية وثمره إذا شرب مع الأفسنتين أدر الطمث وإذا شرب مع الزراوند وافق لسعة الهوام وإذا شرب بالشراب نفع من وجع الأرحام الذي يعرض فيه الاختناق. ابن ماسويه : خاصة الجاوشير النفع مما ينفع منه الأشق في الإسهال والشربة منه ما بين نصف مثقال إلى مثقال بعد إيقاعه في المطبوخ. حبيش : رائحته حادة شديدة وينفع من الجراحات إذا وقع في المراهم ويسهل الطبيعة إذا خلط بالأدوية المسهلة وينفع من الفولنج الذي يكون من البرد ويخرج الرياح من الجوف ويقطع الخام الغليظ ويحلل أوجاع المفاصل. اختبارات حنين : ينفع من تصيبه الرعدة عقيب الجماع أيضاً إذا سقي منه وزن نصف درهم بأوقية من ماء موزنجوش مطبوخ ويفعل ذلك ثلاثة أيام. ابن سينا : قال بعضهم أنه رديء للعصب ويشبه أن يكون العصب الصحيح دون المرطوب وينفع من الصرع وأم الصبيان. ابن الجزار : وإذا كان الولد ميتاً من ثلاثة أشهرأو أربعة فيؤخذ الجاوشير ويعمل منه فتيلة وتحملها المرأة فإنها تلقيه سريعاً. التجربتين : ينفع من جميع أدواء الرحم مشروباً ما لم يكن معها حمى ويسهل الطبيعة بأخلاط بلغمية ويسخن مع إسهاله تسخيناً ظاهراً وينفع من جميع الأمراض الباردة من خلط كان أو ريح غليظة وينفع من الفالج والسكتة والخدر والقولنج البلغمي والريحي بكثرة

١٥٥

ما يغشى الرياح وإذا حقن به الرحم جففها ونفع من أورامها الصلبة وإذا دهن به نفع من الحميات الباردة والنضيجة ومن النافض. الرازي : وبدله إذا عدم وزنه من لبن التين. وقال ابن الجزار : وبدله وزنه من العنة. ابن سينا : وأظن أن الأشق قريب منه.

جاروس : ابن واقد : هو عند جميع الأطباء صنف من الدخن صغير الحب شديد القبض أغبر اللون وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه غير أنّ أبا حنيفة الدينوري خاصة من بينهم قد قال : إن الدخن جنسان أحدهما زلايل وقاص والآخر أجرش. قال : والجاورس فارسي والدخن عربي. جالينوس في المقالة السابعة : هذا يبرد في الدرجة الأولى ، ويجفف أما في أول الثالثة أو في آخر الثانية وفيه مع هذا أيضاً لطافة يسيرة ، فلما كان مزاجه وقوامه هذا القوام والمزاج صار متى تناوله الإنسان على أنه طعام غذى البدن غذاء يسيراً أقل من غذاء جميع أنواع الحبوب وحبس البطن ومتى تعالج به الإنسان من خارج بأن يجعل في كيس أو صرة ويكمد به نفع غاية المنفعة لمن يحتاج إلى تكميد يجفف من غير أن يلذع ، وإذا ضمد به أيضاً فمن شأنه أن يجفف إلا أنه يتفتت وينفرك بالضماد المتخذ منه وعسيراً ما يلذع. ديسقوريدوس في الثانية : كيجروس هو أقل غذاء من سائر الحبوب التي يعمل منها الخبز وإذا عمل منه خبز وهيئ منه ما يشبه الحشيشة عقل البطن وأدر البول ، وإذا قلي وتكمد به حاراً نفع من المغص وغيره من الأوجاع. بولس : له قوّة مجففة مع ما فيه من القبض ولهذا يستعمل في أنواع الشق الذي في الحجاب. ابن ماسة : الجاورس إذا طبخ مع اللبن واتخذ من دقيقه حساء وصير معه شيء من الشحوم غذى البدن غذاء صالحاً وهو أفضل من الدخن وأغذى وأسرع انهضاماً وأقل حبساً للطبيعة. الإسرائيلي : الدم المتولد عنه قليل جاف غير محمود إلا أنه لبيسه صار مقوياً للمعدة ولسائر الأعضاء. الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الجاورس والدخن والذرة فإنها عاقلة للطبيعة مجففة للبدن ولذلك ينتفع بها حيث يراد عقل الطبيعة وتجفيفها البدن ويمكن أن يغذى بها المستسقون والمترهلون ويدفع عقلها للبطن بأكلها مع الدسم الكثير وتليينها للبدن بتعهد الحمام والتمرخ بالدهن وشرب الشراب الكثير المزاج وأكل الأشياء الحلوة الدسمة.

جار النهر : ديسقوريدوس في الرابعة : بوطاموغيطن سمي بهذا الاسم لأنه يكون في المواضع التي فيها المياه والآجام وهو ورق شبيه بورق السلق ظاهر على الماء ظهوراً يسيراً وعليه زغب. جالينوس في ٨ : هذا يبرد ويقبض على مثال ما تفعل عصا الراعي إلا أنه أغلظ جوهراً منها. ديسقوريدوس : وهو يبرد ويقبض ويوافق الحكة والقروح العتيقة والخبيثة.

جاسوس : هو الخشخاش الزبدي ، وسنذكره في الخاء مع أنواعه.

جادي : بالدال والذال معاً وهو الزعفران وسنذكره في الزاي.

جاركون : هي البسباسة من الحاوي وقد ذكرتها في حرف الباء.

جاسة : اسم بالديار المصرية للباقلي القبطي وقد ذكر في الباء.

جامسة : أول الاسم جيم مفتوحة بعدها ألف ثم ميم مكسورة بعدها سين مهملة ثم هاء.

جاموس : التميمي : لحمه من أغلظ اللحوم وأردئها كيموساً وأبطئها إنهضاماً وأثقلها على المعدة وهي في الطبع باردة يابسة بالإضافة إلى اللحمان الحارة وهي في طبع لحوم النعائم والنسورة وزعم قوم إن القدر إذا طبخت بلحوم الجواميس وتركت ليلة تولد فيها حيوان مثال القدر يركب وجهها ولا علم لي بحقيقة ذلك. غيره : وظلفه إذا أحرق وسحق

١٥٦

وشرب نفع من الصرع وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب جداً.

جبن : جالينوس في العاشرة : أما الجبن فإنه لبن ينعقد ويجمد ويصير جبناً وليس جميع الألبان تجمد وتقبل التجبين وإنما يتجبن من اللبن ما كان الغلظ عليه أغلب فيسهل عند ذلك انعقاده ومفارقته للماء عند صنعته والزبدية في ألبان البقر أغلب ، فإذا جمد اللبن من غير أن يميل عند زبده صار جبناً دسماً ، وقد رأيت من جبن البقر شيئاً يسيل منه الدسم من كثرته فيه ، وإذا عتق هذا الجبن صار شديد الحراقة ويستدل على ذلك بطعمه ورائحته.

قال المؤلف : ولما انتهى جالينوس إلى هذا الموضع أورد كلاماً عجيباً في تجربة جربها في الجبن بنفسه ظهر له نحجها أوردها الآن عنه ورأيت التميمي قال فيه قولاً لا أدري من أين أخذه ولا عمن نقله ولا أعلم وجه صوابه ، وأنا أبدأ بكلام التميمي ، فأورده وأتلوه بكلام جالينوس ليعتمد عليه ويرفض ما سواه. قال التميمي ما هذا نصه : وإن طبخ عتيق الجبن مع لحم الخنزير الهرم المعتق في الملح ولحم الإبل حتى ينضج جميع ذلك ثم ضمدت به الأورام الغليظة المتولدة في المفاصل الكائن منها التعقد والاستحجار حللها وأزالها وكذلك يفعل إن دق في الهاون مع كرعان الخنازير والمر الأحمر والأملج والموم ودهن الناردين حتى يصير بمثابة المراهم ، ثم ضمدت به المفاصل ذات الأورام الصلبة المستحجرة حللها وأزالها. قال المؤلف : هذا نص كلام التميمي وهو كلام لم أسمعه عن قديم ولا محدث سواه ، ولا أعلم هل هو شيء نقله عن غيره أم هل سمع عن جالينوس كلاماً في هذا المعنى فنقله على غير جهته وأنا أورد ما قاله جالينوس في ذلك بنصه ليعتمد عليه ويطرح مما سواه ، فإنّ الفاضل جالينوس هو الذي اخترع العلاج بالجبن لهذا المرض المذكور وجربه فصح له على ما سنبينه عنه ، ولم يشاركه أحد فيه أعني لم يفعله قبله فنقله

عنه جالينوس ولا أبصر فعله عند التجربة فزاد غيره فيه ، ودل بذلك دلالة بينة على أنّ العدول عما نص عليه جالينوس بزيادة أو نقصان إما وهم في النقل أو افتيات في الصناعة عليه. قال جالينوس : وإني قد ركنت مرة على جبن جاؤوني به على أنه حريف من رائحته فقط ، وكان كذلك فرفضت الاغتذاء به غير أن الخادم والغلمان تناولوا منه شيئاً ورفع الخازن منه بقية فأحرزه عنده حيناً ، ثم جاءني يوماً يؤامرني فيه أيعطيه ذا الحاجة ممن يغتذي به ومن أحبّ أكله من الخدم أم يحبسه؟ فأمرته أن يحضر ما كان عنده منه فجاءني به وقطع بعضه فإذا هو صحيح لم يتآكل ولم يتولد فيه عود ولا عفونة ، واتفق في ذلك الوقت والجبن بين يدي أن قوماً جاؤوني بعليل وبه وجع المفاصل محمول في محفة لا يستطيع التقلب ولا يقدر على الحركة ، فلما رأيته أمرت بعض الخدم فجاءوني بساق خنزير ثم أمرتهم بطبخه فطبخ بماء طبخاً بليغاً وصفي ذلك المرق وجاؤوني به فأمرت بذلك الجبن فقطع منه قطع كثيرة وجعل في صلاية وصبوا عليه ذلك المرق وسحقوه سحقاً ناعماً حتى صار مثل المرهم ، ووضعته على مفاصل ذلك الرجل فانتفع به منفعة عجيبة ، وذلك أن جلده تشقق من تلقاء نفسه وسال منه صديد مائي وخف به وجعه ، فلما رأى ذلك المريض منفعته وقد فنى ما كان عندنا نحن من الجبن حصل مثل ذلك الجبن في عتقه وحرافته ودام على استعماله حتى برىء من علته ووصفه لعدة من المرضى ممن كان به وجع المفاصل فتعالجوا به منه مثل علاجه فبرؤوا برءاً تاماً ، فهذا ما جربناه نحن في فعل الجبن فوجدناه نافعاً وحمدنا فعله.

قال : وأمّا الجبن الحديث فقوّته

١٥٧

مخالفة لقوّة العتيق وقد استعملته أنا في بعض القرى بأن وضعت منه على جرح بعضهم بأن سحقته ثم غلوته بورق البقلة التي يقال له حماض السواقي فبرىء جرح ذلك الرجل لأنه لم يكن خبيثاً ، وإنما جعلت ورق تلك البقلة لحضورها في ذلك الوقت ، وإن استعملت أنت بدلها ورق الكرم أو ورق السلق أو الدلب أجزأك. وقال في الأغذية : الجبن يكتسب من الأنفحة حدة وتذهب مائية اللبن عنه ، وإذا عتق كان حادًا جداً ولذلك يعطش وهو مولد للحصا ، وما لم يكن من الجبن عتيقاً فهو أقل رداءة من غيره ، وأفضل الجبن الحديث وخاصة المتخذ من لبن حامض وهو ألذ من غيره وأجود للمعدة وأقلها عسر انهضام وبطء نفوذ وليس رديء الخلط ، لكن غليظه وهذا أمر يذم من كل جبن. ديسقوريدوس في الثانية : يبردس الجبن الرطب إذا أكل بلا ملح كان مغذياً طيب الطعم جيداً للمعدة هين السلوك إلى الأعضاء ، ويزيد في اللحم ويلين البطن تلييناً معتدلاً ، وإذا طبخ وعصر وشوي عقل البطن ، وإذا ضمدت به العين نفع من أورامها الحارة ومن اللون العارض تحت العين والجبن الحديث المملوح أقل غذاء من الجبن الرطب ، والذي لا ملح فيه ولا عمل في النقصان من اللحم وهو رديء ومؤذ للأمعاء ، والعتيق يعقل البطن وماؤه للكلاب يغذوهم جداً ، والذي يقال له أقاقي وهو جبن يعمل من لبن الخيل وهو زهم كثير الغذاء شبيه في تغذيته بجبن البقر ومن الناس من يسمي أنفحة الخيل أقاقي. روقس : الجبن يولد البلغم ويلهب البطن ويعطش ويحدث جشاء حامضاً ، وإن انهضم كثر غذاؤه والمتخذ منه بالنار أفضل من المتخذ بالأنفحة والحديث أجود من العتيق والمشوي خير من النيء وأنواعه كلها مضرة رديئة ومضرة الرطب منه أسهل وينفع من شرب المرداسنج. ابن سينا : طريه بارد رطب في الثانية ومملوحة العتيق حار يابس فيها ، وفي الإقط من دون الأجبان قوة محللة وهو المتخذ من الرائب وأفضل الأجبان المتوسط بين العلوكة والهشاشة فإنهما كلاهما رديئان وما كان عديم الطعم والمائل إلى الحلاوة واللذة المعتدل الملح الذي لا يبقى في الجشاء كثيراً والمتخذ من الحامض أفضلها ، والملطفات تزيده شراً لأنها تنفنه وتبذرقه ، وجبن الماعز الذي يرعى الملطفات خير من جبن الذي يرعى مثل الثيل والجلبان وفيه جلاء والرطب غاذ مسمن ويؤكل بعده العسل والعتيق حاد جلاء منق وخلطه مراري ، والمملوح غير العتيق بين بين وعتيقة جيد للقروح الرديئة والجراحات وطريه للجراحات الخفيفة الطرية فإن الطري أقوى في ذلك ويمنع تورمها الجبن العتيق المملوح مهزل والطري منه المطبوخ بالطلاء في قشر الرمان حتى يذهب الطلاء يمنع تشنج الوجه ، وإذا طبخ الجبن في الماء وسقيت منه المرضعة كثر لبنها ، وقد يسحق المشوي منه ويحقن به مع دهن ورد وزيت فينفع من قيام الأعراس. ابن مامويه : وأغلظ الجبن ما اتخذ من لبن البقر والجواميس ويتلوه في الغلظ ما اتخذ من لبن النعاج فمن آثر أكله فليعمله بالصعتر والنعنع ثم يأكله ، وإن أكل بعده عسلاً كان معيناً على هضمه. ابن الصائغ : الطري منه غذاء جيد لمن حسن هضمه في معدته ، وإذا لم ينهضم تولد عنه غلظ وأخلاط فاسدة وسدد. الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الجبن الرطب فبطيء النزول والهضم مذهب لشهوة الطعام وضرره بالمحرورين والملتهبين أقل ، فأما المبرودون والمبلغمون فلا يسلمون من ضرره إذا أدمنوا وهو يولد القولنج الرديء المسمى ايلاوس ، والرياح الغليظة ، ولذلك ينبغي

١٥٨

أن يأكله هؤلاء مع العسل فإن أكل بالتمر كان أكثر غذاءاً لأنه لا ينزل به ولا يلطفه كما يلطفه العسل ، ولا ينبغي أن يؤكل بعده شيء من الأطعمة بثة حتى ينزل ويحدث جوع صادق ولا يؤكل يومئذ حصرمية ولا باردة ولا شيئاً من الفواكه الرطبة أبداً.

جبسين : إسحاق بن عمران : الجبسين هو الجص والجص هو الجبسين وهو حجر رخو براق منه أبيض وأحمر وممتزج بينهما ويسمى بأفريقية جبس الفرانين وهو من الأبدان الحجرية الأرضية. جالينوس في التاسعة : للجبسين القوة العامة الموجودة في جميع الأجسام الأرضية والحجارة وهي التي قلنا أن هذه الأجسام تجفف ولها قوة أخرى تغري وتسدد وتلحج ، وذلك أن يتصل بعضه ببعض بسرعة ويجمد ويصلب إذا هو أنقع بالماء ، ولهذا صار يخلط مع الأدوية اليابسة التي تنفع من انفجار الدم لأنه إن استعمل وحده مفرداً صار عند ما يجمد صلباً حجرياً وبهذا السبب رأيت أنا أن أخلطه مع بياض البيض الرقيق الذي يستعمل في مداواة العين وخلطت معه غبار الرحى المجتمع من دقيق الحنطة على حيطان بيوت الرحى ، وينبغي أن يؤخذ الضماد المتخذة على هذه الصفة في وبر الأرنب البري أو في شيء آخر لين على ذلك المثال ، وإذا أحرق الجبسين فليس يكون من للزوجة على مثال ما كان عليه قبل ذلك ولكنه يكون في اللطافة والتجفيف أكثر منه إذا لم يحرق ويكون أيضاً مانعاً دافعاً ولا سيما إذا عجن بالخل. ديسقوريدوس في الرابعة : له قوة قابضة مغرية تقطع نزف الدم وتمنع العرق وإذا شرب قتل بالخنق. مسيح بن الحكم : وقوته في البرودة واليبوسة من الدرجة الرابعة. إسحاق بن عمران : إذا عجن بالخل وطلى على الرأس حبس الرعاف. ابن سينا : يطلى به على الجبهة أو يغلف به الرأس ليحبس الرعاف لا سيما مع الطين الأرمني والعدس وهيوقسطيداس بماء الآس وقليل جل ويخلط ببياض البيض لئلا يتحجر ويوضع على الرمد الدموي. ديسقوريدوس : وإذا شرب تحجر في البطن وعرض منه خناق ، ولذلك ينبغي أن يستعمل في علاج من شرب ما يستعمل في علاج من شرب الفطر. ابن الجزار : في السمائم من شربه عرض له يبس شديد في الفم وخناق وجحوظ العينين مع سبات فإن لم يتدارك بالعلاج هلك.

جبره : قيل إنها الدواء المسمى باليونانية أولسطيون ، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها واو.

جثجاث : أبو العباس النباتي : هو اسم عربي معروف مشهور أول ما رأيته بساحل نيل مصر في أعلاه في صحاريه بمقربة من ضيعة هناك تسمى شاهور وهي على طريق الطرانة بين الحلفاء نابتاً أشبه ما يكون به الجعدة البيضاء متدوحاً أغصانه دقاق متشعبة في طرفها زهر أقحواني الشكل ذو أسنان في أعلاه فلطحة يسيرة طعمه إلى المرارة ما هو فيه يسير حرافة ترعاه الإبل كثيراً وبعض الرعاة سماه لي ورأيته بعد في أماكن كثيرة. غيره : ماء طبيخه ينفع من المغص ويسخن الأحشاء ويطرد الرياح وهو حار يابس.

جحدب الغافقي : إذا أحرق في قدر وذرّ رماده على الأكلة نفعها.

جدوار ابن سينا : في الأدوية القلبية : هو من المفرحات القوية والمقويات العظيمة وهو أجل ترياق للبيش ولدغ الأفعى وليست حرارته مفرطة فلذلك مع أنه ترياق هو أيضاً مفرح مقو وهو خشبة تشبه الزراوند وينبت مع البيش وأي بيش جاوره لم يفرع ولم يثمر. ابن سمحون : ولو لا قول من قال من الأطباء أن البيش نوع من السنبل وأنه لا ينبت إلا ببلد هلاهل من أرض الصين لما شككت في أن الطوارة هي البيش وفي أن الانتلة

١٥٩

هي الجدوار لاشتباههما في الشكل والفعل. لي : قد ذكرت الانتلة والطوارة في حرف الألف فتأمله هناك. الرازي في كتاب أبدال الأدوية : ويدل الجدوار إذا عدم وزنه ثلاث مرات من الزرنباد.

جرجير : هو كثير الوجود اليوم بثغر الإسكندرية وهو مزعرع ويسمونه بقلة عائشة. الفلاحة : هو صنفان بستاني وبري وكل واحد منهما صنفان فأحد صنفي البستاني عريض الورق فستقي اللون ناقص الحرافة رخص طيب ، والثاني ورقه رقاق فيها تشريف ودخول في جوانبها كبير شديد الحرافة محتمل يستعمل بزره في الطبيخ ، وإذا أخذ من البري والبستاني في آذار ودقا جميعاً في هاون وبسط على صحائف حتى يجف ثم ردّ إلى الهاون وصب عليه شيء من اللبن وذر عليه شيء من سحيق بزره شيئاً بعد شيء وخلط حتى يتعجن ، وعملت منه أقراص وجففت في الظل فإن هذه الأقراص تخزن وتستعمل في الطعام فيكون طيباً جداً ، وأمّا البري فهو صنفان أحدهما يشبه ورقه ورق الخردل شديد الحرافة يجمع في حزيران. الغافقي : الجرجير البري هو الانبهقان وهو صنفان : أحدهما يسمى الخرسا ويسميه بعض الناس خردلاً برياً وهو شجر يقوم على ساق خضراء لها ورق كورق الفجل شديدة الحرافة يؤكل مع البقل ، والصنف الآخر له زهر أحمر. ديسقوريدوس في الثانية : أوريمن زهر الجرجير البستاني إذا أدمن أكله حرك شهوة الجماع وبزره يفعل ذلك ويدر البول ويهضم الطعام ويلين البطن ، وقد يستعمل بزره أيضاً في أبزار الطبيخ وقد يعجنونه بلبن ويعملونه أقراصاً ليبقى زماناً طويلاً ويخزنونه وقد يكون أيضاً جرجير بري في غربي بلاد الخوز يستعمل أهلها بزره مكان الخردل وهو أشد إدرار للبول وأشد حرافة من البستاني بكثير. جالينوس في أغذيته : الجرجير يسخن إسخاناً بيناً أعني في الدرجة الثانية ولذلك صار لا يسهل على الناس أكله وحده دون أن يخلطوا معه ورق الخس وقد وثق الناس منه أيضاً بأنه يولد المني ويهيج شهوة الجماع إلا أنه يصدع ولا سيما إذا أكل وحده. الرازي في دفع مضار الأغذية : الجرجير يسخن وينفخ ويهيج الأنعاظ ويصدع ويثقل الرأس ويسدر ويظلم البصر فإن أكل بالخل وشرب عليه السكنجبين قل تبخيره إلى الرأس وذهب عنه ما يهيج من الإنعاظ وليس مع حرارته بموافق لمن يعتريه النفخ والرياح لأنه على كل حال منفخ. ابن ماسويه : ينبغي أن يؤكل مع الخس والهندبا والبقلة الحمقاء إن كان الآكل له محروراً. التميمي : إن أكل على الريق نفع من ذفر الإبطين ونتنهما. الطبري : وإذا أخذ بزر الجرجير وسحق وطلي على الكلف في الوجه أذهبه ، وإذا دق وصير على البيض النيميرشت بدل الملح هيج الجماع. ابن سينا : والجرجير بمرارة البقر لآثار القروح وبزره أو ماؤه بعسل للنمش والبهق الأسود وهو مدر للبن ، وإذا أكل وحده وشرب عليه الشراب الريحاني فهو ترياق لعضة ابن عرس. غيره : والأقراص المعمولة منه إذا طلي بها مدافة بالخل وشيء من خل نفت الآثار السود من الوجه والبدن وجلتها ، وإذا شرب بزره يسكنجبين وماء حار قيأ بلغماً ، والجرجير رديء للرأس ويرى أحلاماً رديئة ويهيج الدم ويسهل انصباب المواد إلى المواضع المتهيئة لذلك. مجهول : وبزر الجرجير إذا دق وعجن بمرارة البقر وضمد به تشقق الأظفار فإنه يبرئه. الفلاحة : الجرجير إذا دق وعصر ماؤه في أصل شجرة رمان حامض أبدله حلاوة. الرازي في كتاب أبدال الأدوية : وبدل بزر الجرجير إذا عدم بزر الجزر. وقال بعض الأطباء

١٦٠