موسوعة الأسئلة العقائديّة - ج ١

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة - ج ١

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-01-0
ISBN الدورة:
978-600-5213-00-3

الصفحات: ٥٧٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أعلام وكتب :

« بدر الدين ـ المغرب ... »

ابن أبي الحديد وكتابه في نظر السنّة :

س : قرأت في كتاب « دفاع عن السنّة » حديثاً مطوّلاً عن عمر بن الخطّاب ، في وصف علاقته بأبي بكر وأبي موسى الأشعري ، والمغيرة بن شعبة ، ونظراً لما يحمله هذا الخبر من الكلام الجديد على القارئ ، والذي يفضي إلى نتائج خطيرة ، والخبر جاء نقلاً عن « شرح نهج البلاغة » لابن أبي الحديد .

فسؤالي إذا سمحتم : هل المرجع المذكور معتمد لدى علماء أهل السنّة ؟

ج : نود إعلامك أوّلاً : إنّ أهل السنّة قد اتبعوا منهجاً عامّاً في تعديل الرجال وتجريحها ، وكان أهمّ أساس اعتمدوه في التجريح والتعديل ، هو رواية الراوي فضائل علي عليه‌السلام ومناقبه ، وجعلوا أساس ضعف الراوي وكذبه وتخليطه هو رواياته فضائل علي عليه‌السلام ، ولك أن تتابع مثلاً كتابي « الموضوعات » لابن الجوزي ، وكتاب « اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة » ، بل كتابي « تهذيب التهذيب » لابن حجر ، وكتاب « ميزان الاعتدال » للذهبي ، وأمثالها كثير ، تجد أنّ عمدة تضعيف الراوي ، هو روايته لفضائل علي عليه‌السلام ، ولعلّك إذا استقصيت كتب الجرح والتعديل لأخذك العجب في بنائهم التوثيقي ، وفي تجريحهم للشخص .

فمثلاً أحمد بن الأزهر النيسابوري ، بعد أن مدحه ابن حجر في « تهذيب التهذيب » ، ونقل توثيق المحدّثين له قال : « لما حدّث أبو الأزهر بحديث عبد

٣٠١

الرازق في الفضائل ، يعني عن معمّر عن الزهري ، عن عبيد الله بن عباس ، قال : نظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي رضي‌الله‌عنه فقال : « أنت سيّد في الدنيا سيّد في الآخرة » الحديث ، أخبر بذلك يحيى بن معين ، فبينما هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى : من هذا الكذّاب النيسابوري الذي يحدّث عن عبد الرازق بهذا الحديث ؟

فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسّم يحيى فقال : إمّا إنّك لست بكذّاب ، وتعجّب من سلامته وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث » (١) ، على أنّ هذا الراوي من أهل السنّة ، فاتهموه بالكذب لروايته الحديث ، ومثله عبد الرازق بن همام الحافظ الصنعاني ، صاحب « المصنّف » المعروف ، وهو من كبار أهل السنّة ، فإذا ذكروه قالوا : كان يتشيّع ، وقال أبو داود : وكان عبد الرازق يعرّض بمعاوية ، وقال العجلي : ثقة يتشيّع (٢) .

وهكذا هو ديدنهم في من يروي فضائل علي عليه‌السلام ، ولعلّ اختلافهم في تشيّع الحاكم النيسابوري ، وإصرار بعضهم على كونه شيعيّاً ، ليس بشيء إلّا لروايته فضائل علي عليه‌السلام ، وقد أغفلها الشيخان في صحيحيهما ، فمتى تجد من يذكر فضائل علي ومناقبه ، ويطعن على مخالفيه ، ويذكر معائبهم يوثّق ويأخذ بقوله ؟!

هذا هو حال ابن أبي الحديد المعتزلي ، فهم لا يعتبرونه لهذه العلّة التي عمّموها على كلّ من روى فضائل علي عليه‌السلام ، لذا قال الشعبي : ماذا لقينا من علي ؟ إن أحببناه ذهبت دنيانا ، وإن بغضناه ذهب ديننا .

فلا عليك ـ أيّها الأخ ـ بعد ذلك في اعتبار وعدم اعتبار الراوي ، أو الكتاب عند أهل السنّة ، بعد أن عرفت معيار جرحهم وتعديلهم .

______________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ١٠ .

(٢) المصدر السابق ٦ / ٢٨٠ .

٣٠٢

« إبراهيم عبد الله ـ البحرين ـ ... »

الاحتجاج بما ينقله ابن أبي الحديد والمسعودي :

س : هل يصحّ الاحتجاج على أهل السنّة ، بما أورده ابن أبي الحديد في شرحه للنهج ، وما أورده المسعودي في « مروج الذهب » ؟

حيث إنّ هذا الشيء قد حصل فعلاً في بعض المؤلّفات الكلامية والعقائدية ... وعلى الطرف الآخر هل يصحّ الاحتجاج على الإمامية بهذين الكتابين ؟

حيث أكثر البعض مثل : إحسان الهي ظهير ـ مع تدليسه بعض الحقائق ـ من الاحتجاج على الإمامية بهما ... .

ما هو مبدأ الاحتجاج على أهل السنّة بهما ، وعلى أيّ أساس احتجّ به ظهير ؟ ولكم جزيل الشكر .

ج : الثابت أنّ ابن أبي الحديد معتزلي المذهب في الأُصول ، وحنفي المذهب بالفروع ، ولذا يصحّ للإمامي أن يحتجّ بما يذكره في « شرح نهج البلاغة » على الطرف الآخر ، وأيضاً المسعودي صاحب « مروج الذهب » ، بالإضافة إلى ثناء القوم عليه ، ذكره السبكي في طبقاته (١) ، وعليه يصحّ للإمامية أن يحتجّوا بما يذكره على الطرف الآخر .

ولما ذكرناه حول الرجلين لا يكون ما يذكرانه حجّة للقوم على الشيعة الإمامية ، وإن كانا يعدّان من علماء التاريخ والأدب المعتدلين غير المتعصّبين فيما ينقلانه ويحكمان به .

« يحيى العسقلاني ـ السعودية »

البرقعي وكتابه كسر الصنم :

س : لقد سمعت حديثاً ، وقرأت في شبكات الوهّابية ، حول كتاب « كسر

______________________

(١) طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٢٣ .

٣٠٣

الصنم » لأبي الفضل البرقعي ، فمن هو هذا الرجل الذي نسبه القوم للتشيّع ؟ وهل تعرفونه ، وما هي منزلته العلمية ؟ أفيدونا جعلني الله فداكم .

ج : كان أبو الفضل البرقعي من أسرة عريقةٍ من أهالي قم ، وكان من جملة المحصّلين في الحوزة العلمية ، إلّا أنّه كان منذ شبابه خفيف العقل ، منحرف الفكر ، فترك الدراسة ، وذهب إلى طهران بدعوةٍ من بعض السفارات الأجنبية ، بواسطة بعض عملائها ، فجعلوا يروّجون له ، ويمدّونه بالأموال ، ويطبعون مقالاته ، حتّى أفتى كبار المراجع بضلالته ، وأوعزوا إلى الجهات الحكومية بإلقاء القبض عليه وتأديبه ، فانكشف حاله ، وافتضح أمره ، ومَقتَه الناس وطردوه ، فمات على تلك الحال ، وخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .

وإنّ حال البرقعي وأمثاله عند الشيعة الإمامية ، يشبه تماماً حال ابن تيمية وأتباعه عند أهل السنّة ، فقد وصف علماء السنّة ابن تيمية بخفّة العقل ، وكذلك وصفوا أتباعه بأنّهم خفاف العقول .

فقد خاطب الحافظ الذهبي ابن تيمية في رسالةٍ له إليه ـ مذكورة في المصادر السنّية ـ بقوله : « يا خيبة من اتبعك ، فانّه معرّض للزندقة والانحلال ... ، فهل معظم أتباعك إلّا مقيّد مربوط ، خفيف العقل ، أو عامّي كذّاب ، بليد الذهن ... » (١) .

وقال عنه الحافظ ابن حجر الهيثمي في « الفتاوى الحديثية » : « عبد خذله الله وأخزاه ، وأصمّه ، وأعماه » (٢) .

فحال البرقعي حال ابن تيمية ، والأخبار عن ضلاله ، وسوء حاله في الآخرة ليس إخباراً عن غيب ، بل هو على ضوء الموازين الشرعية ، وترك الجواب عمّا كتبه كالسكوت عن أباطيل ابن تيمية .

______________________

(١) السيف الصقيل : ٢١٨ .

(٢) المصدر السابق : ١٦٥ .

٣٠٤

ولا يخفى أنّ الطعن الصادر من العلماء في ابن تيمية ليس طعناً في عموم أهل السنّة ، أو كلّ علماء الشام ، فكيف يقال بأنّ الطعن في البرقعي طعن في علماء قم ؟ فإنّ هذا الكلام لا يصدر من عاقل فاهم !

ونحن نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لمعرفة الحقّ واتّباعه أينما كان .

« علي العلي ـ الكويت ـ ... »

الكتب الأربعة في نظر الأُصوليين والإخباريين :

س : ما مدى صحّة ما في الكتب الأربعة ؟

ج : تعتقد الشيعة أنّ الكتب الأربعة أوثق كتب الحديث ، وأمّا وجوب العمل بما فيها من الأخبار ، أو بكلّ ما رواه إمامي ، ودوّنه أصحاب الأخبار منهم ، فلم يقل به أحد من المحققّين ، ويشهد لذلك تنويعهم الأخبار على أقسام أربعة : الصحيح ، الحسن ، الموثّق ، الضعيف .

وهذا هو رأي الأُصوليين من علماء الشيعة ، بينما يرى الإخباريون من علماء الشيعة صحّة كلّ ما موجود في الكتب الأربعة ، بمعنى أنّ روايات الكتب الأربعة قطعية الصدور ، وهذا القول باطل من أصله ، إذ كيف يمكن دعوى القطع بصدور رواية رواها واحد عن واحد ؟ ولاسيّما أنّ في رواة الكتب الأربعة من هو معروف بالكذب والوضع .

« ... ـ ... ـ ... »

الكتب الفكرية والفكر الإسلامي :

س : ماذا تعني الكتب الفكرية ؟ وما المراد من الفكر ، والفكر الإسلامي بالذات ؟

ج : إنّ المراد من الفكر ـ في مورد السؤال ـ المواضيع التي تعتمد أساساً على الاستدلالات العقلية في قبال العلوم النقلية التي تتركّز في البحث عن النصوص القرآنية أو الحديثية .

٣٠٥

فالفكر الإسلامي يطلق على كافّة الأُسس الثقافية ، والعلوم العقلية التي تستمد جذورها من الكتاب أو السنّة ، مع محورية العقل في طريق الاستنتاج والاستنباط .

وعليه ، فالكتب الفكرية هي الكتب التي تبرز في هذا الاتجاه ، وتكون معظم مباحثها من نوع التعقّل والتعمّق في المواضيع الدينية .

« صادق ـ السعودية ـ ... »

ترجمة أنس بن مالك خادم النبيّ :

س : من هو أنس بن مالك الأنصاري ، خادم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ نريد معلومات كاملة عنه ، مع الشكر الجزيل ، رحمكم الله .

ج : إنّ أنس بن مالك الأنصاري ، خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحد أصحابه ، روى أحاديث كثيرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، منها مثلاً : حديث الطير … .

وكان أحد المنحرفين عن الإمام علي عليه‌السلام ، كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج ، حيث قال عند ذكر المنحرفين عن علي عليه‌السلام : « وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين ، أنّ عدّة من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن علي عليه‌السلام ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه ، وأعان أعداءه ، ميلاً مع الدنيا وإيثاراً للعاجلة ؛ فمنهم أنس بن مالك ، ناشد علي عليه‌السلام الناسَ في رَحَبة القصر ـ أو قال رحبة الجامع بالكوفة ـ : « أيّكم سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : مَن كنت مولاه فعلي مولاه » ؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم ، فقال له : « يا أنس ، ما يمنعك أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتَها » ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرتُ ونسيت ، فقال : « اللّهم إن كان كاذباً فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة » .

قال طلحة بن عمير : فو الله ، لقد رأيتُ الوَضَح به بعد ذلك أبيض بين عينيه » (١) .

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٤ و ١٩ / ٢١٧ .

٣٠٦

وفي رواية البلاذري : « قال علي على المنبر : « نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، إلّا قام فشهد » ، وتحت المنبر أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وجرير بن عبد الله ، فأعادها فلم يجبه أحد منهم .

فقال : « اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها ، فلا تخرجه من الدنيا حتّى تجعل به آية يعرف بها » .

قال أبو وائل : فبرص أنس ، وعمي البراء ، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته ، فأتى السراة فمات في بيت أُمّه بالسراة » (١) .

« خادم أهل البيت ـ السعودية ـ ... »

أنس من الذين كذبّوا على الرسول :

س : هل أنس خادم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان موالياً لأهل البيت ؟ ولماذا ؟

ج : إنّ أنس بن مالك خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ممّن كتم شهادته بحديث الغدير في الإمام علي عليه‌السلام ، فقال أنس : « كبرت سنّي ونسيت ، فقال علي : « إن كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة » ، فابتلي أنس بالبرص » (٢) .

وروي أيضاً عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أبو هريرة ، أنس بن مالك ، وامرأة » (٣) .

« أبو محمّد ـ البرازيل ـ ... »

ترجمة جون مولى أبي ذر :

س : من هو الذي يسمّى جون ؟ وكان في جيش الإمام الحسين عليه‌السلام ؟

______________________

(١) أنساب الأشراف : ١٥٦ .

(٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٤ و ١٩ / ٢١٧ ، أنساب الأشراف : ١٥٦ ، اختيار معرفة الرجال ١ / ٢٤٦ ، الغدير ١ / ١٩٠ .

(٣) الخصال : ١٩٠ .

٣٠٧

ج : جون بن حوي ، أسود اللون ، شيخ كبير السن ، من الموالي ، مولى أبي ذر الغفاري ، انضمّ إلى أهل البيت عليهم‌السلام بعد أبي ذر ، فكان مع الإمام الحسن عليه‌السلام ، ثمّ مع الإمام الحسين عليه‌السلام ، وصحبه في سفره من المدينة إلى مكّة ، ثمّ إلى العراق ، وقف يوم عاشوراء أمام الإمام الحسين عليه‌السلام يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين عليه‌السلام : « أنت في إذن منّي ، فإنّما تبعتنا للعافية ، فلا تبتل بطريقتنا » ، فقال : يا ابن رسول الله ، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ، وفي الشدّة أخذلكم ، والله أن ريحي لنتن ، وأنّ حسبي للئيم ، وأنّ لوني لأسود ، فتنفّس عليّ بالجنة ، فيطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيضّ وجهي ، لا والله ، لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، ثم برز وهو يقول :

كيف يرى الكفّار ضرب الأسود

بالسيف ضرباً عن بني محمّد

أذب عنهم باللسان واليد

أرجو به الجنّة يوم المورد

ثمّ قاتل حتّى قتل ، فوقف عليه الإمام الحسين عليه‌السلام فقال : « اللهم بيّض وجهه ، وطيّب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرّف بينه وبين محمّد وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله » .

وروى علماؤنا عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، أنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ، ليدفنوا القتلى ، وجدوا جوناً بعد أيّام تفوح منه رائحة المسك .

« أبو علي ـ عمان ـ ... »

ترجمة علي بن يقطين :

س : بعد التحية والسلام ، هل لكم أن تخبرونا بنبذة عن حياة الشخصية الإسلامية علي بن يقطين ؟

ج : علي بن يقطين بن موسى البغدادي ، كان ثقة وجليل القدر ، وله منزلة عظيمة عند الإمام الكاظم عليه‌السلام ، ولد سنة ١٢٠ هـ ، وقيل ١٢٤ هـ ، سكن بغداد ، وهو كوفي الأصل ، ومولى بني أسد .

٣٠٨

كان لأبيه منزلة سامية لدى الدولة العباسية أوّل أمرها ، حيث كان داعياً لهم ، فانتقلت هذه المنزلة له ، واتخذه الرشيد وزيراً ، وكان على صلة وثيقة بالإمام الكاظم عليه‌السلام ، يعمل بإرشاده على إغاثة المظلومين ، توفّي سنة ١٨٢ هـ ، وله كتب ، منها كتاب ما سئل عن الصادق عليه‌السلام من الملاحم ، وكتاب مناظرة الشاكّ بحضرته عليه‌السلام ، وله مسائل عن الإمام الكاظم عليه‌السلام .

وللمزيد من التعرّف على هذه الشخصية يمكنكم مراجعة كتاب « أعيان الشيعة » (١) ، و « معجم رجال الحديث » (٢) .

« أحمد محمّد الياسري ـ البحرين ـ ... »

حول تفسيري القمّي والعيّاشي :

س : ما مصداقية تفاسير القمّي والعيّاشي عند الشيعة ؟ ومن هما القمّي والعيّاشي ؟

وهل كلّ ما ورد من روايات في هذين التفسيرين صحيحة ؟ وخصوصاً أنّ أكثر ما يطعن في الشيعة من قبل خصومهم ، هي روايات من هذين التفسيرين ، وشكراً جزيلاً .

ج : أعلم أنّ الشيعة تعتقد بعدم وجود كتاب كلّ رواياته صحيحة من أوّله إلى آخره غير القرآن الكريم ، وكلّ الكتب سواه قابلة للبحث والنقاش ، وتجري على أسانيدها قواعد الجرح والتعديل .

وأمّا القمّي والعيّاشي فهما من أقطاب علماء الشيعة ، ومع هذا لا يمكننا الحكم بصحّة كتابيهما ، ففيهما الصحيح والضعيف ، وكلّ هذا يخضع إلى مباني الرجال ، وقوانين الجرح والتعديل ، لتمييز الصحيح من الضعيف ، وشأن هذين الكتابين شأن جميع كتب الشيعة .

______________________

(١) أعيان الشيعة ٨ / ٣٧١ .

(٢) معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٤٢ .

٣٠٩

« عبد الله ـ ... ـ ... »

روايات منتخب كنز العمّال :

س : ما هو رأيكم في كتاب منتخب كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ؟ وهل كلّ ما ورد فيه صحيح ؟ وما نسبة الصحّة فيه ؟

هناك مرويّات فيه بدون إسناد ، هل يعتدّ بها عند أصحابها ؟ باعتبار أنّ عدم إسنادها هو بمثابة إطلاقها إطلاق المسلّمات ، أم أنّ أمثال هذه المرويّات غير معتدّ بها ؟ وفّقكم الله إلى ما يرضاه .

ج : صاحب كتاب كنز العمّال هو الشيخ علي بن سلطان المتّقي الهندي ، ألّف كتاب كنز العمّال لأجل أن يجمع نصوص الأحاديث الواردة في مختلف الكتب ، والمنسوبة إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأيضاً ما نقل في مختلف الكتب عن الصحابة والآثار الواردة عنهم .

هذه الأحاديث والآثار رتّبها بترتيب خاصّ بحسب الحروف ، وبحسب الأبواب ، وأيضاً جعل عناوين الأبواب بحسب الحروف في ابتكار خاصّ ، وأسلوب معيّن ، ثمّ إنّ هذا الكتاب الكبير لخّصه وجعله تحت عنوان : « منتخب كنز العمّال » .

وعلى كلّ حال ، فإنّ قصد المؤلّف من تأليف هذا الكتاب ـ سواء الأصل أو المنتخب ـ إنّما كان لجمع الأحاديث ، وترتيبها بهذا الترتيب الخاصّ ، ولم يقصد تمييز الأحاديث الصحيحة عن غيرها ، فلذا كان كتابه جامعاً بين الغثّ والسمين .

وعلى كلّ محقّق يريد أن يأخذ بشيء من أحاديث هذا الكتاب وأمثاله ، فعليه أن يراجع السند ، ويطمئن بصحّة السند ، حتّى يتمكّن من الأخذ بذلك الحديث .

٣١٠

« محمّد علي الشحي ـ الإمارات ـ سنّي ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة »

سيرة موسى الموسوي :

س : ما رأيكم بموسى الموسوي صاحب كتاب الشيعة والتصحيح ؟

ج : إنّ موسى الموسوي الأصفهاني ، كان مذموماً منذ شبابه عند أقرانه وزملائه ، وعند العلماء ، لما يرون من تصرّفاته السيّئة ، وغير اللائقة لشخص عادي ، فضلاً عن سيّد معمّم ، ينتمي إلى أسرة مرجعية دينية ، وكان هذا سبباً في تحرّز الكثير منه ، ومن أفعاله الذي سبّب عزلة اجتماعية له ، ممّا أدى إلى انخراطه إلى عالم السياسة ، وتقلّباته المستمرّة فيه ، حفظاً لشخصيّته المنهارة مسبقاً أمام الجميع ، واستجلاباً لموارد ماليّة ، تمكّنه من الاستمرار في الحياة المادّية التافهة .

فتارةً كان يتّفق مع عناصر من الحكومة البهلوية في إيران ، حتّى إنّه قد أصبح في فترة خاصّة ، مندوباً في المجلس التشريعي الإيراني ، وأُخرى يرتدّ عليهم ، ويتعامل مع البعثيين في سبيل إطاحة الحكم الملكي فيها ، وثالثة يطمح في رئاسة الجمهورية في إيران بعد زوال الحكم الملكي ؛ وبما أنّ أحداً لم يول اهتماماً به وبما يراه انتهى أمره إلى أن يكون آلة إعلامية بيد أعداء الدين ، في سبيل كسر شوكة الشيعة ، باستخدامه انتسابه إلى المرجعية غطاءً ساتراً على أباطيله ، ومن ثمّ وفّرت الدوائر الاستعمارية له كافّة الإمكانيات المادّية في أحضانها ، كي يفرغ في الهجوم على معتقدات الشيعة إلى أن مات قبل سنين .

وعلى كلّ حال : فإنّ هذا الشخص شأنه شأن ابن نوح عليه‌السلام ، فكما أنّ هذا الأخير قد ضيّع انتماءه إلى بيت النبوّة والرسالة بعدم تبعيّته لها ، فهو أيضاً أضاع الانتساب إلى بيت السيادة والمرجعية ، بعدوله وانحرافه عن خطّها المستقيم .

وأمّا بالنسبة إلى التهم والمواضيع التي طرحها في كتابه فليست بجديد ، بل كلّها قد وردت كشبهات على لسان المخالفين ، وقد أُجيب عنها كراراً ومراراً ، بالتفصيل أو الإجمال .

٣١١

« يوسف إبراهيم الجمعة ـ الكويت ـ ... »

قرابة العباس ومسلم من النبيّ :

س : ماذا يقرب أبي الفضل العباس للرسول ، والإمام علي ؟ وكذلك ماذا يقرب مسلم بن عقيل للاثنين ؟

ج : إنّ أبا الفضل العباس ، ومسلم بن عقيل عليهما‌السلام من الشخصيات الإسلامية البارزة ، وورعهما وتقواهما ، ومواقفهما في نصرة الدين الحنيف ، ممّا لا يشك به أحد ، حتّى استشهدا في سبيل العقيدة ، ونصرة الدين ، وإعلاء كلمة لا إله إلّا الله .

وأمّا قرابتهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأبو الفضل العباس ، هو ابن الإمام علي عليه‌السلام ، الذي هو ابن عمّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومسلم هو ابن عقيل ، الذي هو أخو الإمام علي عليه‌السلام ، وابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً .

« محمّد ـ الإمارات ـ ... »

شخصية محمّد التيجاني :

س : ما هو رأيكم بمحمّد التيجاني ؟

ج : إنّ الدكتور التيجاني كان على مذهب أهل السنّة ، وثمّ بعد بحث وتحقيق ومراجعة أُمّهات المصادر اعتنق مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وتوصّل بالبحث العلمي إلى أن اتباع مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، والأخذ منهم هو طريق النجاة ، فركب سفينة النجاة ، وتمسّك بالثقلين .

وبعد استبصاره ألّف عدّة كتب ، منها : « ثمّ اهتديت » ، و « اسألوا أهل الذكر » ، و « لأكون مع الصادقين » ، و « الشيعة هم أهل السنّة » ، واهتدى الكثير بواسطة كتبه إلى الحقّ .

٣١٢

« أُمّ زينب ـ الإمارات ـ ... »

موقف الشيعة من المختار الثقفي :

س : أُودّ الاستفسار عن المختار بن يوسف الثقفي رضي‌الله‌عنه ، وما حقيقة ما يتردّد حوله من مزاعم ؟ وما موقف الأئمّة عليهم‌السلام منه ؟

ج : ذكر السيّد الخوئي قدس‌سره ترجمة المختار في كتابه « معجم رجال الحديث » ، فقال : ( والأخبار الواردة في حقّه على قسمين : مادحة وذامّة ، أمّا المادحة فهي متضافرة ، منها ... عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت ، حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين » ، وهذه الرواية صحيحة .

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « لا تسبّوا المختار فإنّه قتل قتلتنا ، وطلب بثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة » .

وعن عمر بن علي بن الحسين : أنّ علي بن الحسين عليهما‌السلام لمّا أتي برأس عبيد الله بن زياد ، ورأس عمر بن سعد قال : فخرّ ساجداً وقال : « الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً » ) (١) .

ثمّ ذكر السيّد الخوئي ثلاث روايات أُخرى في هذا المجال ، ثمّ ذكر بعض الروايات الذامّة وقال : « وهذه الروايات ضعيفة الإسناد جدّاً » .

ثمّ نقل قدس‌سره قول المجلسي في « بحار الأنوار » فقال : « وقال المجلسي قدس‌سره : قال جعفر بن نما : أعلم أنّ كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار ، ولا رؤية تنقلهم من رقدة الغفلة إلى الاستيقاظ ، ولو تدبّروا أقوال الأئمّة في مدح المختار لعلموا أنّه من السابقين المجاهدين ، الذين مدحهم الله تعالى جلّ جلاله في كتابه المبين ، ودعاء زين العابدين عليه‌السلام للمختار دليل واضح ، وبرهان لائح ، على أنّه عنده من المصطفين الأخيار ، ولو كان على غير

______________________

(١) معجم رجال الحديث ١٩ / ١٠٢ .

٣١٣

الطريقة المشكورة ، ويعلم أنّه مخالف له في اعتقاده ، لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ، ويقول فيه قولاً لا يستطاب ، وكان دعاؤه عليه‌السلام له عبثاً ، والإمام منزّه عن ذلك ، وقد أسلفنا من أقوال الأئمّة في مطاوي الكتاب تكرار مدحهم له ، ونهيهم عن ذمّه ما فيه غنية لذوي الأبصار ، وبغية لذوي الاعتبار ، وإنّما أعداؤه عملوا له مثالب ، ليباعدوه عن قلوب الشيعة ، كما عمل أعداء أمير المؤمنين عليه‌السلام له مساوي ، وهلك بها كثير ممّن حاد عن محبّته ، وحال عن طاعته ، فالولي له عليه‌السلام لم تغيّره الأوهام ، ولأباحته تلك الأحلام ، بل كشفت له عن فضله المكنون ، وعلمه المصون ، فعمل في قضية المختار ما عمل مع أبي الأئمّة الأطهار … » (١) .

والخلاصة : لم يكن المختار إلّا رجلاً أبلى في سبيل قضية أهل البيت عليهم‌السلام أحسن البلاء ، فعمل أعداؤه على محاربته ، من خلال وضع التهم والأكاذيب عليه ، ولما كان خصومه هم الغالبون ، وقد امتد نفوذهم بعده ، فمن الطبيعي أن تصاغ هذه الأكاذيب في روايات مسندة ، لتدخل التاريخ بوجه مشروع ، حين يكون منهج المؤرّخ هو جمع الأخبار ، دون التحقيق والتمحيص فيها ، أو بوجه غير مشروع ، حين تلتقي مع هوى المؤرّخ ، أو تعينه على نصرة الاتجاه الذي يميل إليه ، أو التنكيل بالاتجاه الذي يميل عنه .

« معاذ التل ـ الأردن ـ سنّي ـ ٣٢ سنة ـ طالب جامعة »

تعقيب على الجواب السابق :

تعليق على الجواب السابق : يتهم بعض المؤرّخين المختار الثقفي بأنّه كان طالب سلطة ، ويقولون بأنّ الناس لقّبته في ذلك الزمان بالكذّاب ، ولكن للمختار فضل عظيم ، فقد تعقّب قتلة الحسين ، وما عرف عن أحد شارك في

______________________

(١) بحار الأنوار ٤٥ / ٣٨٦ .

٣١٤

قتل الحسين إلّا أحضره وقتله ، وفي ذلك روايات وتفاصيل طويلة ، ثمّ قتل المجرم عبيد الله بن زياد ، بعد هزيمته في معركة عظيمة ، وأرسل رأسه لمحمّد بن الحنفية شقيق الحسين ، ولزين العابدين ، ويروى أنّه لما أحضر رأس ابن زياد دخلت حية سوداء من منخريه ، ثمّ خرجت من أنفه ، فعلت ذلك ثلاثاً والناس تنظر .

وقد أبلى المختار بلاء حسناً في تعقّب قتلة الحسين وآله ، إلى أن غدره مصعب ابن الزبير ، وقتله مع أنصاره ، ونعتقد أنّ في عمل المختار شفاء لصدور الناس الذين نقموا على قتلة ابن بنت رسول الله نقمة عظيمة .

« ... ـ الكويت ـ ... »

أبو مخنف شيعي ثقة :

س : ما هو الدليل على أنّ أبي مخنف لوط بن يحيى يعتبر من الرواة الثقات المعتمدين بمرويّاتهم ؟ مع العلم قد ضعّفه مثل الإمام الذهبي ، وقال عنه : إخباري لا يوثق به .

وابن عدي قال عنه : شيعي محترق ، ويحيى بن يحيى ليس بثقة .

ج : لقد ترجمه شيخ الرجاليين النجاشي ، حيث ترجمه وعبّر عنه ب : « شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه ... وصنّف كتباً كثيرة ... » (١) ، ذكر منها (٢٨) كتاباً .

وتابعه العلّامة في الخلاصة (٢) ، وابن داود في رجاله (٣) ، وغيرهم .

ثمّ الرجل بلا شبهة شيعي إمامي ، صرّح بتشيّعه جمع من العامّة ، منهم ابن عدي في « الكامل » قال : « وهو شيعي محترق » !! (٤) ، والذهبي في « تاريخ

______________________

(١) فهرست أسماء مصنّفي الشيعة : ٣٢٠ .

(٢) خلاصة الأقوال : ٢٣٣ .

(٣) رجال ابن داود : ١٥٧ .

(٤) الكامل في ضعفاء الرجال : ٦ / ٩٣ .

٣١٥

الإسلام » قال : « الرافضي الإخباري ، صاحب هاتيك التصانيف » (١) ، كما صرّح بذلك جلّ أصحابنا ، وجمع من مخالفينا ، فلا يتمّ إنكار ابن أبي الحديد لذلك في شرح النهج (٢) ، بل قال عنه في تنقيح المقال : « من الخرافات التي تعوّدت العامّة عليها في مذهبهم ، وفيما يرجع إليه ، كيف وقد صرّح جماعة منهم بتشيّعه ، بل جعل بعضهم تشيّعه سبباً لردّ روايته ، كما هي عادتهم غالباً ... والعجب العجاب أنّ ابن أبي الحديد نطق بما سمعت ، بعد أن روى أشعاراً في أنّ علياً عليه‌السلام وصيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : ذكر هذه الأشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل ، انتهى ، فإنّ نقله لتلك الأشعار شاهد لتشيّعه ، وإلّا لم يكن ليرويها ، كما هي عادة أهل السنّة غالباً » (٣) .

ثمّ إنّ كون الرجل شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه ـ شهادة من مثل النجاشي العظيم ـ يُعدّ بحقّ مدحاً معتدّاً به ، يثبت ـ لا أقلّ ـ حسنه واعتباره .

وأمّا ما نقلته عن الذهبي وابن عدي فغريب ، إذ صرف كون الرجل عندهم شيعيّاً كاف في سقوطه ، وعدم وثاقته ، وهذا من أمثال هؤلاء كاف لنا في مدحه ، ووثاقته واعتباره .. !! حيث علّلوا عدم وثاقته بتشيّعه !! لا بكذبه وفسقه وفجوره ، فتدبّر .

« ... ـ لبنان ـ ... »

البرسي وكتابه مشارق أنوار اليقين :

س : في البداية آجركم الله على هذه الصفحة المميّزة والمهمّة .

السؤال : من هو رجب البرسي ؟ وما صحّة كتابه مشارق أنوار اليقين عند

______________________

(١) تاريخ الإسلام حوادث ووفيات ١٤١ ـ ١٦٠ هـ : ٥٨١ .

(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ١٤٧ .

(٣) تنقيح المقال ٢ / ٤٤ .

٣١٦

مراجعنا الكرام ؟ ومن هم المراجع الذين ينقضون كلامه ؟ وما دليلهم ؟ وهل هناك من يتّهمه بالغلوّ ؟ وما دليلهم ؟ وشكراً .

ج : كتاب مشارق أنوار اليقين كسائر الكتب ، تخضع رواياته للبحث السندي ، والبحث في الدلالة ، ففيه الروايات الصحيحة السند ، وفيه الروايات الضعيفة السند .

وأمّا ما ورد في الكتاب من الاعتماد على أرقام معيّنة للحروف ، وطرق أُخرى لإثبات المطالب ، فإنّها وإن كانت لا تعتبر حجّة ودليلاً مستقلّاً ، إلّا أنّها قرائن تنفع في الاستدلال .

هذا ، ويمكنكم مراجعة كتاب « الغدير » للعلّامة الأميني (١) ، في ترجمته للبرسي في قسم شعراء الغدير ، حيث ذكر ترجمة الحافظ البرسي ، ودافع عنه ، وردّ من اتهمه بالغلوّ .

« ... ـ البحرين ـ ... »

الشيعة تتبرّأ من خالد وأفعاله :

س : ما موقف الشيعة من خالد بن الوليد ؟ ولقبه سيف الله المسلول ؟

ج : إنّ الشيعة لا تقول بعدالة جميع الصحابة ، إذ لم يرد دليل على كون جميع الصحابة عدول ، وعليه ، فحال الصحابة حال غيرهم في إجراء قواعد الجرح والتعديل عليهم ، فمن كان منهم على سنّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبقي على ذلك إلى أن توفّي ، فإنّ الشيعة وكلّ عاقل يقدّسونه ، ومن غيّر وبدّل فإنّه لا يستحقّ أيّ تقديس .

وأمّا خالد ، فإنّ الشيعة تتبرّأ منه ومن أفعاله ، وهنا نشير إلى بعض أفعاله من مصادر أهل السنّة ، وعليكم بمراجعة المصادر :

١ ـ غضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على خالد لمّا بعثه إلى بني جذيمة ، داعياً إلى الإسلام ،

______________________

(١) الغدير ٧ / ٣٣ .

٣١٧

ولم يبعثه مقاتلاً ، فقتل خالد بعضهم ، فقال النبيّ : « اللهم إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد » مرّتين (١) .

٢ ـ إنّ خالداً سبّ عمّاراً ، ومن سبّ عمّاراً ، سبّه الله .

إنّ خالداً عادى عمّاراً وابغضه ، ومن عادى عمّاراً وابغضه عاداه الله وأبغضه (٢) .

٣ ـ إنّ خالداً قتل مالك بن نويرة ، وهو مسلم ، ودخل بزوجته (٣) .

وإنّ خالداً بعدما أضرّ المسلمين أيّام كفره وجاهليته في وقعة أُحد ، وإن كان قد أسلم وقاتل الكفّار ، ولكن لم يكن قتاله عن تقوى وبصيرة في الدين ، بل كانت على طبق العادات الجاهلية ، وإعمال الأغراض الشخصية ، والشهوات النفسانية ، كما أنّ خالداً كان معروفاً بعدائه للإمام علي عليه‌السلام .

______________________

(١) صحيح البخاري ٤ / ٦٧ و ٥ / ١٠٧ و ٧ / ١٥٤ و ٨ / ١١٨ ، سنن النسائي ٨ / ٢٣٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ١١٥ ، فتح الباري ٦ / ١٩٦ و ٨ / ٤٦ و ١١ / ١٢٠ و ١٣ / ١٥٩ ، المصنّف للصنعاني ٥ / ٢٢٢ و ١٠ / ١٧٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٣ / ٤٧٤ ، صحيح ابن حبّان ١١ / ٥٤ ، كنز العمّال ١ / ٣١٧ ، الجامع لأحكام القرآن ٧ / ٢٢٤ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٤٨ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٤٨ ، الثقات ٢ / ٦٢ ، أُسد الغابة ٢ / ٩٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٦١ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٣٤٢ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٥٨ و ٦ / ٣٥٥ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤ / ٨٨٣ ، المحلّى ١٠ / ٣٦٨ ، نيل الأوطار ٨ / ٩ ، مسند أحمد ٢ / ١٥١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٥٩١ ، سبل الهدى والرشاد ٦ / ٢٠١ .

(٢) فضائل الصحابة : ٥٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٧٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١١٢ ، كنز العمّال ١٣ / ٥٣٣ ، جامع البيان ٥ / ٢٠٦ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٣٠ ، مسند أحمد ٤ / ٨٩ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٩١ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٩٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٣ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٥٥٦ ، تاريخ بغداد ١ / ١٦٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٣ / ٣٩٨ ، أُسد الغابة ٤ / ٤٥ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٥ ، الإصابة ٤ / ٤٧٤ .

(٣) فيض القدير ٣ / ٧٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٦ / ٢٧٤ ، أُسد الغابة ٢ / ٩٥ ، الإصابة ٢ / ٢١٨ و ٣ / ٣٩٢ و ٤ / ٣٢١ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٥٠٤ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٦٠ و ٦ / ٣٥٥ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٥٩٤ .

٣١٨

« إبراهيم عبد الكريم ـ النيجر ـ ... »

الشيعة تحتجّ بالبخاري على أهل السنّة :

س : بعد التحية الطيّبة ، أسأل الله أن يهدينا إلى الحقّ ، ويثبّتنا عليه بفضله وكرمه .

سؤالي هو : ما نقد الشيعة في البخاري وصحيحه .

ج : إنّ طلب الحقّ أمر ممدوح ، وعدم الاعتماد على الخصم في فهم التشيّع ، والاعتماد على كتب علماء الشيعة ، هو الطريق الوحيد لفهم مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

إنّ الشيعة تحتجّ بصحيح البخاري على أهل السنّة من باب الإلزام ، وإلّا فهو ليس حجّة عليهم ، وإنّما الشيعة لها طرقها الخاصّة في الرواية عن النبيّ وأهل البيت عليهم‌السلام .

« علي ـ السعودية ـ ... »

القفاري وكتابه أُصول مذهب الشيعة :

س : أُودّ أن أسألكم عن رأيكم في كتاب أُصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، لمؤلّفه ناصر بن عبد الله بن علي القفاري .

وأُودّ أن أعرف ردّكم على هذا الكتاب ، أرجو الإجابة عن سؤالي ؟

ج : إنّ نظرة أوّلية يلقيها الباحث على الكتاب ، توصله إلى أنّ الكتاب ليس تأليف فرد واحد ، بل هو تأليف لجنة شكّلت لهذا الأمر ، وذلك للاختلاف الفاحش في الأسلوب بين بحث وآخر ، بل وحتّى في طريقة أخذ النتائج .

هذا ، وإنّ الأُستاذ محمّد الحسيني ، كتب هوامش نقدية على هذا الكتاب ، نشرت في أعداد مجلّة « المنهاج » الصادرة في بيروت .

كما أنّ الدكتور فتح الله المحمّدي ، ألّف كتابه « سلامة القرآن من التحريف » في الردّ على بحث التحريف من كتاب القفاري .

٣١٩

هذا ، وقام الدكتور فتح الله المحمّدي أيضاً ، بتأليف كتاب اقتصر فيه على الأكاذيب والتدليس والافتراءات الموجودة في كتاب القفاري .

ومهما حاول القفاري واللجنة التي معه ، لإعطاء صورة موضوعية للكتاب ، إلّا أنّ الأكاذيب والقصّ في الأحاديث والتحريفات ـ كما هو ديدن الوهّابيون ، ولا يستطيعون أن يتخلّوا عنه ـ واضحة وجلية فيه .

« أُمّ محمّد ـ السعودية ـ ... »

الكتب التي فيها ردّ الشبهات :

س : أواجه كثير من الأسئلة في العقائد من بعض الزملاء السنّة ، وقد ساعدني الاطلاع على موقعكم الردّ على الكثير منها ، أثابكم الله على هذا العمل خير ثواب .

أرغب في الاطلاع على بعض الكتب ، لتساعدني في ردّ الشبهات عن مذهب أهل البيت ، فهلا نصحتموني ببعض الأسماء لهذه الكتب ؟ جزاكم الله خير الدنيا والآخرة .

ج : يمكنكم مراجعة كتاب « الغدير » للعلّامة الأميني قدس‌سره المجلّد الثالث ، حيث ردّ فيه على الكثير من الشبهات المطروحة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وكذلك ننصحكم بمراجعة كتاب « دلائل الصدق » للعلّامة المظفّر قدس‌سره ، وكتاب « المراجعات » للسيّد عبد الحسين شرف الدين قدس‌سره .

« محمّد إسماعيل ـ الكويت »

ترجمة أبي العلاء المعرّي :

س : ما هو مذهب أبو العلاء المعرّي ؟ ودمتم موفّقين .

ج : قال الذهبي : « أبو العلاء : هو الشيخ العلّامة ، شيخ الآداب ، أبو العلاء ، أحمد بن عبد الله بن سليمان ... القحطاني ، ثمّ التنوخي المعرّي الأعمى ، اللغوي ، الشاعر ، صاحب التصانيف السائرة ، والمتّهم في نحلته .

٣٢٠