فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
الطبعة: ٤
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٣٢
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

باب

إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر ما بقى منها وقال أقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من كل بعير حذية (١) من لحم ثم اجعلها فى قدر واحدة حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل ، ( أقول ) وقد روى هاهنا فى هذا المعنى روايات كثيرة قد اقتصرنا من بينها على ما ذكر.

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى سورة الكوثر ، قال : روى إنه عليه السّلام أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبى جهل فى أنفه برة (٢) من

____________________

١ ـ الحذية : القطعة.

٢ ـ قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( برة ) ما نصه : « فى حديث ابن عباس أهدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جملا كان لأبى جهل فى أنفه برة من فضة يغيظ بذلك المشركين : البرة حلقة تجعل فى لحم الألف وربما كانت من شعر »

٦١

ذهب فنحر هو عليه السلام حتى أعيى ثم أمر عليا عليه السلام بذلك وكانت النوق يزدحمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أخذ علىّ السكين تباعدت منه.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣١ ] روى بسنده عن جابر إن البدن التى نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كانت مائة بدنة نحر بيده ثلاثا وستين ونحر على عليه السلام ما غبر ، وأمر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر ثم شربا من مرقها ( أقول ) ويؤيد الجزء الأخير من هذا الحديث ما ذكره السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( فَكُلُوا مِنْهٰا وَأَطْعِمُوا اَلْبٰائِسَ اَلْفَقِيرَ ) فى سورة الحج قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال : نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل جزور بضعة فجعلت فى قدر فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام من اللحم وحسوا من المرق ( قال ) قال سفيان : لأن اللّه يقول : فكلوا منها.

[ سنن البيهقى ج ٥ ص ٦ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه حديثا طويلا فى حج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فى أواخره : ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا عليه السلام فنحر ما غبر ، ـ يقول ما بقى ـ وأشركه فى هديه ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ( الحديث ) وروى أيضا مثل ذلك فى ( ص ١٣٣ ).

[ سنن البيهقى ج ٥ ص ٢٣٨ ] روى بسنده عن غرفة بن الحارث الكندى قال : شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة

____________________

فهي بضم الباء للوحدة والراء المشددة المفتوحة ثم الهاء.

٦٢

الوداع وأتي بالبدن فقال : أدعوا لى أبا حسن فدعى له على عليه السلام ، فقال له : خذ بأسفل الحربة وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن ، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا عليه السلام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٧ القسم ٢ ص ١٤٥ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ١٦٩ ).

٦٣

باب

إن عليا عليه السّلام أوصاه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

أن يضحي عنه بعد وفاته

[ صحيح أبى داود ] فى الجزء الثامن عشر فى باب الأضحية عن الميت روى بسنده عن حنش قال : رأيت عليا عليه السلام يضحى بكبشين فقلت : ما هذا؟ فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصانى أن أضحى عنه فأنا أضحى عنه ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١٥٠ ) وفى غير هذا الموضع أيضا.

[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٢٩ ] روى بسنده عن حنش قال : ضحى على عليه السلام بكبشين كبش عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكبش عن نفسه ، وقال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أضحى عنه فأنا أضحى أبدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

٦٤

باب

إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٦٧ ] روى بسنده عن عبد خير عن على عليه السلام قال : لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقسمت ( أو حلفت ) أن لا أضع ردائى عن ظهرى حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائى عن ظهرى حتى جمعت القرآن (١).

___________________

١ ـ جاء فى فهرست ابن النديم الطبعة الثانية بمصر ( ص ٤٧ ) ما هذا نصه : « قال ابن المنادى : حدثنى الحسن بن العباس قال : أخبرت عن عبد الرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن على عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فأقسم إنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ، وكان المصحف عند أهل جعفر ، ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه اللّه مصحفا قد سقط منه أوراق بخط على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف ». ( أنظر كتاب تأسيس الشيعة ( ص ٣١٦ ) طبع بغداد لسيدنا الحجة السيد حسن الصدر الكاظمى رحمه اللّه ).

٦٥

باب

إن عليا عليه السّلام تغدره الامة بعد

النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصيبه جهد وبلاء

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن أبى إدريس الأودى عن على عليه السلام قال : إن مما عهد إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بى بعده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج ١١ ص ٢١٦ ) وقال فيه : إن الأمة ستغدر بك من بعدى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٧٣ ) وقال فيه : إن الأمة ستغدرنى من بعده ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة والحارث والبزار والحاكم والعقيلى والبيهقى فى الدلائل.

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٢ ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٧ ) وقال : أخرجه الدار قطنى

٦٦

فى الأفراد والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[ الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣٧ ) قال : وعن ثعلبة أنه قال ـ أى على عليه السلام ـ على المنبر : واللّه إنه لعهد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الأمى إلى أن الأمة ستغدر بى ، قال : رواه البزار.

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى : أما إنك ستلقى بعدى جهدا قال : فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص ١٨٨ ] ولفظه : يا علىّ إنك سقبلى بعدى فلا تقاتلن ، قال : أخرجه أبو يعلى ، ( أقول ) ومقتضى الجمع بين هذا الحديث وبين ما تقدم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ المروى بطرق عديدة إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله أو ما تقدم من أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين كما روى ذلك بطرق عديدة أيضا ـ هو النهى عن القتال من بعده بلافصل إما لقلة الناصر أو لمخافة أن يرتد الناس عن دينهم لقرب عهدهم بالجاهلية أو لغير ذلك من موانع القتال وأما بعد وجدان الناصر أو بعد ارتفاع الموانع فلابد من القتال.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٦٦ ] روى بسنده عن أبى برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلى عهدا فى علىّ فقلت : يا رب بيّنه لى فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن عليا راية الهدى وإمام أوليائى ونور من أطاعنى وهو الكلمة التى ألزمتها المتقين من أحبه أحبنى ومن أبغضه أبغضنى فبشره بذلك فجاء على عليه السلام فبشرته فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفى قبضته فان

٦٧

يعذبنى فبذنبى وإن يتم لى الذى بشرتنى به فاللّه أولى بى قال : قلت : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشىء لم يخص به أحدا من أصحابى فقلت : يا رب أخى وصاحبى فقال : إن هذا شىء قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به.

٦٨

باب

في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام

[ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٩٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن أحمد ابن كثير وأحمد بن زهير بسنديهما ، عن أبى عثمان النهدى ، عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها قال لك فى الجنة خير منها حتى مررت بسبع حدائق ( قال ) وقال أحمد بن زهير : بتسع حدائق كل ذلك أقول له ويقول : لك فى الجنة خير منها ( قال ) ثم جذبنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبكى فقلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور رجال عليك لن يبدوها لك إلا من بعدى ، فقلت : بسلامة من دينى قال : نعم بسلامة من دينك.

[ كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٨ ] قال : عن على عليه السلام بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آخذ بيدى ونحن نمشى فى بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة قال : لك فى الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول : لك فى الجنة أحسن منها ، فلما خلا له الطريق

٦٩

اعتنقنى ثم أجهش باكيا قلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدى قلت : يا رسول اللّه فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) أخرجه البزار وأبو يعلى وأبو الشيخ فى كتاب القطع والسرقة وابن الجوزى وابن النجار فى تاريخه ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٠ ) باختصار وقال : أخرجه أحمد فى المناقب ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٣٩ ) باختصار زائد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١١٨ ] قال : وعن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام فى حشان (١) المدينة فمررنا بحديقة فقال على عليه السلام : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه فقال : حديقتك فى الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه ، قلت : ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدونى ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) ثم إن هاهنا حديثا يناسب صدر الأحاديث المتقدمة وهو ما ذكره المحب الطبرى فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٠ ) قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يا علىّ إن لك فى الجنة ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم.

____________________

١ ـ الحشان : بكسر الحاء والنون فى آخره جمع حش وهو البستان.

٧٠

باب

إن عليا عليه السّلام أمره النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

في المنام أن يدعو عليهم

[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٤ ] قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : وأتيته سحرا ـ أى أتى أباه ـ فجلست اليه فقال : إنى بت الليلة أوقظ أهلى فملكتنى عيناى وأنا جالس فسنح لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود (١) واللدد فقال لى : أدع اللّه عليهم فقلت : اللهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم شرا منى ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٣٦ ).

[ أسد الغابة ج ٤ ص ٣٦ ] روى بسنده عن أبى عبد الرحمن السلمى قال : قال لى الحسين بن على عليهما السلام : قال لى على عليه السلام : سنح لى الليلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى منامى فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود واللدد ، قال : أدع عليهم قلت : اللهم أبدلنى بهم من هو خير لى منهم وأبدلهم بى من هو

_________________

١ ـ الأود التعب وللشقة واللدد الخصومة الشديدة.

٧١

شر منى فخرج فضربه الرجل ، قال ابن الأثير : كذا فى هذه الرواية الحسين بن على ( عليهما السلام ) وإنما هو الحسن.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] قال : وقال أبو عبد الرحمن السلمى أتيت الحسن بن على عليهما السلام فى دار أبيه وكان يقرأ عليّ وذلك فى اليوم الذى قتل فيه على عليه السلام فقال لى : إنه سمع أباه فى ذلك السحر يقول له : يا بنى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى هذه الليلة فى نومة نمتها فقلت : يا رسول اللّه ماذا لقبت من أمتك من الأود واللدد فقال : أدع اللّه عليهم فقلت : اللهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم بى من هو شر منى ، ثم انتبه وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة فخرج فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته فى الطاق ، وأما الآخر فضربه فى رأسه وذلك فى صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٤٥ ) عن الحسن البصرى وقال : أخرجه أبو عمرو والقلعى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤١١ ) قال : عن الحسن أو الحسين ( عليهما السلام ) إن عليا عليه السلام قال : لقينى حبيبى ـ يعنى فى المنام ـ نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فشكوت اليه ما لقيت من أهل العراق بعده فوعدنى الراحة منهم إلى قريب فما لبث إلا ثلاثا ( قال ) أخرجه العدنى.

٧٢

باب

في اخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل علي

عليه السّلام وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٢ ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال الحاكم : صحيح.

[ الاستيعاب ج ٢ ص ٦٨١ ] روى بسنده عن ابن أبى فضالة قال : خرجت مع أبى إلى على بن أبى طالب عليه السلام بينبع عائدا له وكان مريضا ثقيلا يخاف عليه فقال له أبى : ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت؟ لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك ، وكان أبو فضالة ممن شهد بدرا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له على عليه السلام : لست ميتا من وجعى هذا إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمّر ثم تخضب هذه من هذه ـ يعنى لحيته من هامته ـ ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١٠٢ ) وقال فى آخره : وقتل

٧٣

أبو فضالة مع على عليه السلام يوم صفين وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٣ ) وقال : أخرجه ابن الضحاك.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج ١ ص ٢٣ ] روى بسنده عن زبيد بن وهب قال : جاء رأس الخوارج إلى على عليه السلام فقال : إتق اللّه فانك ميت فقال : لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ولكنى مقتول من ضربة من هذه تخضب هذه وأشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣٧ ] قال : وعن عائشة قالت : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم التزم عليا عليه السلام وقبّله ويقول : بأبى الوحيد الشهيد ( قال ) رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ٧٤ ) وقال : أخرجه أبو يعلى وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ١٥٧ ) وقال : أخرجه أبو يعلى عن عائشة.

[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ ] ولفظه : إن هذا لن يموت حتى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا قاله لعلى عليه السلام ( قال ) أخرجه الدار قطنى فى الأفراد وابن عساكر عن أنس ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٣٩٨ ] قال : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : إنك مستخلف مقتول وإن هذه مخضوبة من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : خطبنا على عليه السلام فقال : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه قال : قال الناس : فاعلمنا من

٧٤

هو واللّه لنبيرن عترته قال : أنشدكم باللّه أن يقتل غير قاتلى ( الحديث ).

[ الطبقات ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن نبل بنت بدر عن زوجها قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ.

[ الطبقات أيضا لابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٣ ] روى بسنده عن أم جعفر سرية على عليه السلام قالت : إنى لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال : واها لك لتخضبن بدم قالت : فأصيب يوم الجمعة.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] قال : روى الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة الحمانى أنه سمع على بن أبى طالب عليه السّلام يقول : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه ـ يعنى لحيته ـ من دم هذا ـ يعنى رأسه ـ.

( أقول ) هذه جملة من الأخبار التى جاءت فى إخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل على عليه السلام وإخبار على عليه السلام عن قتل نفسه وأما بقيتها فستأتى فى باب قاتل على عليه السلام أشقاها ، فانتظر.

٧٥

باب

إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله

والى الليلة التي قتل بها

[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن محمد بن سيرين قال على بن أبى طالب عليه السلام للمرادى :

أريد حياته ويريد قتلى

عذيرك من خليلك من مرادى

[ أقول ] ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٤٧٠ ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] روى بسنده عن سكين ابن عبد العزيز العبدى أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا عليه السلام فحمله ثم قال :

أريد حياته ويريد قتلى

عذيرى من خليلى من مرادى

أما إن هذا قاتلى ، قيل : فما يمنعك منه؟ قال : إنه لم يقتلنى بعد ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٤٥ ) وزاد فى آخره : وقيل له : إن ابن ملجم يسم سيفه وقال : إنه

٧٦

سيقتلك به قتلة يتحدث بها العرب ، فبعث اليه وقال : لم تسم سيفك؟ قال : لعدوى وعدوك فخلى عنه وقال : ما قتلنى بعد ، قال : أخرجه أبو عمرو.

[ كنز العمال ج ٦ ص ٤١٢ ] قال : عن معاوية بن جوين الحضرمى قال : عرض على على عليه السلام الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه ( أو قال نسبه ) فانتمى إلى غير أبيه فقال له : كذبت حتى انتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حدثنى أن قاتلى شبه اليهود وهو يهود فامضه ( قال ) أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٨٠ ] قال : فلما كانت الليلة التى قتل فى صبيحتها أكثر الخروج ـ يعنى عليا عليه السلام ـ والنظر إلى السماء وجعل يقول : واللّه ما كذبت ولا كذبت وأنها الليلة التى وعدت فلما خرج وقت السحر ضربه ابن ملجم الضربة الموعود بها ( الخ ).

٧٧

باب

إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز

في وجهه قبل أن يخرج فيقتل

[ أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٥ ] روى بسنده عن الحسن بن كثير عن أبيه قال : خرج على عليه السلام لصلاة الفجر فاستقبله الإوز (١) يصحن فى وجهه قال : فجعلنا فطردهن عنه فقال : دعوهن فانهن نوائح وخرج فأصيب ( قال ) ابن الأثير وهذا يدل على أنه عليه السلام علم السنة والشهر والليلة التى يقتل فيها واللّه أعلم ( انتهى ) ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤١٣ ) وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٤٥ ] قال : وعن الحسين بن كثير عن أبيه ـ وكان قد أدرك عليا عليه السلام ـ قال : فخرج على عليه السلام إلى الفجر فأقبل الإوز يصحن فى وجهه فطردوهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فضربه ابن ملجم ، قلت له : يا أمير المؤمنين خل بيننا

____________________

١ ـ الإوز : بكسر الهمزة وتشديد الزاى ، جمع إوزة وهو طائر مائى ويقال له ( الوزة ) ـ فارسية.( المنجد)

٧٨

وبين مراد فلا تقوم لهم ثاغية ولا راغية أبدا ، قال : لا ولكن إحبسوا الرجل فان أنامت فاقتلوه ، وإن أعش فالجروح قصاص ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) فى المثل المشهور ( ماله ثاغية ولا راغية ) الثاغية النعجة والناغية الناقة ، أى ليس له شىء.

٧٩

باب

إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٣ ] روى بسنده عن سلمة بن أبى الطفيل ـ قال : أظنه عن أبيه ـ عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن لك كنزا فى الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبعن النظرة نظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١٥٩ ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ٢ ص ٣٥٠ ) وفى شرح معانى الآثار ( ج ٢ ص ٨ ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مشكل الآثار للطحاوى ج ٢ ص ٣٥٠ ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : قام على عليه السلام على المنبر فقال : سلونى قبل أن تفقدونى ولن تسألوا بعدى مثلى ، فقام اليه ابن الكواء فقال : ما كان ذو القرنين ملكا كان أم نبيا؟ فقال : لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عبدا صالحا أحب اللّه فأحبه وناصح اللّه فنصحه ، ضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه اللّه عز وجل ، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله.

٨٠