فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٣

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
الطبعة: ٤
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٣٢
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية ابن خلف وعقبة بن أبى معيط ، وذكر السابع ولم أحفظ ، فو الذى بعث محمدا ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب ما لقى النبى وأصحابه من المشركين.

[ صحيح مسلم فى كتاب الجهاد والسير ] فى باب غزوة أحد ، روى بسنده عن أبى حازم إنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم أحد ، فقال : جرح وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة سلام اللّه عليها بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) تغسل الدم ، وكان على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة عليها السلام أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ، ثم رواه بطريق آخر عن أبى حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) فقال : أم واللّه إنى لأعرف من كان يغسل جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ومن كان يسكب الماء وبماذا دووي ، ثم ذكر نحو الحديث المتقدم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب حدثنا قتيبة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٢ ص ٣٠ ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلى فيه ركعتين ثم خرج فأتى فاطمة عليها السلام فبدأ بها قبل بيوت أزواجه فاستقبلته فاطمة عليها السلام وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكى ، فقال لها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : ما

١٦١

يبكيك؟ قالت : أراك قد شحب لونك ، فقال لها : يا فاطمة إن اللّه عز وجل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ حيث بلغ الليل.

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ١ ص ٧٧ ) وقال : أخرجه الطبرانى فى الكبير ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٨ ص ٢٦٢ ) وقال فيه : فقال : ما يبكيك؟ فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك فقال لها : لا تبكى فان اللّه عز وجل ( إلى آخره ).

[ ذخائر العقبى ص ٤٧ ] قال : عن على عليه السلام قال : كنا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حفر الخندق إذ جاءته فاطمة سلام اللّه عليها بكسرة من خبز فرفعتها اليه ، فقال : ما هذه يا فاطمة؟ قالت : من قرص اختبزته لابنىّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال : يا بنية أما إنها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث.

[ طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٢٤ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما ماتت رقية بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إلحقى بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية ، ثم ساق الحديث ( إلى أن قال ) فقعدت فاطمة عليها السلام على شفير القبر إلى جنب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعلت تبكى فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه.

١٦٢

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اذا سافر كان آخر عهده

بفاطمة عليها السلام وإذا قدم كان أول عهده بها

[ صحيح أبى داود ج ٢٦ ] فى باب ما جاء فى الانتفاع بالعاج ، روى بسنده عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة عليها السلام ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام الحديث ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٥ ص ٢٧٥ ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ١ ص ٢٦ ).

[ مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٤٨٩ ] روى بسنده عن ابن عمر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا خرج فى غزاة كان أول عهده بفاطمة عليها السلام ، ( أقول ) وذكره الذهبى أيضا فى التلخيص وهو مطبوع فى هامش المستدرك وقال فيه : كان إذا خرج فى غزاة كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام ، وإذا رجع كان أول عهده بها ، قال : ( الحديث ).

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن ابن عمر

١٦٣

إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة عليها السلام وإذا قدم من سفر كان أول الناس عهدا به فاطمة عليها السلام ثم رواه بطريق آخر وزاد فيه : فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبى وأمى.

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٥ ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة عليها السلام ثم يأتى أزواجه ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث أبى ثعلبة فى هذا المعنى بنحو أبسط ، رواه عنه مسندا أبو نعيم وغيره ، فراجعه.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٠٩ ] قال ما هذا لفظه : وأخرج أحمد وغيره ما حاصله إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر أتى فاطمة عليها السلام وأطال المكث عندها ، ففى مرة صنعت لها مسكين من ورق وقلادة وقرطين وستر باب بيتها ، فقدم صلى اللّه عليه وآله وسلم ودخل عليها ثم خرج ، وقد عرف الغضب فى وجهه حتى جلس على المنبر فظنت أنه إنما فعل ذلك لما رأى ما صنعته فأرسلت به اليه ليجعله فى سبيل اللّه فقال : فعلت فداها أبوها ـ ثلاث مرات ـ ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند اللّه فى الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، ثم قام فدخل صلى اللّه عليه وآله وسلم عليها ( قال ابن حجر ) زاد أحمد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر ثوبان أن يدفع ذلك إلى بعض أصحابه وبأن يشترى لها قلادة من عصب وسوارين من عاج ، وقال : إن هؤلاء أهل بيتى ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم فى حياتهم الدنيا.

١٦٤

باب

في قيام فاطمة عليها السلام بخدمة البيت وتعليم

النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها التسبيح

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب على بن أبى طالب عليه السلام ، روى بسنده عن على عليه السلام قال : إن فاطمة سلام اللّه عليها شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم سبى فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أخبرته عائشة بمجىء فاطمة ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدرى وقال : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين ، وتسبحا ثلاثا وثلاثين ، وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الخمس فى باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الذكر والدعاء فى باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه فى ( ج ٣٣ ) فى باب التسبيح عند النوم.

١٦٥

[ صحيح أبى داود ج ٣٣ ] فى باب التسبيح عند النوم ، روى بسنده عن أبى الورد بن ثمامة قال : قال على عليه السلام لابن أعبد : ألا أحدثك عنى وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ وكانت أحب أهله اليه ، وكانت عندى ، فجرّت بالرحى حتى أثرت بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرّ فسمعنا أن رقيقا أتى بهم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك فأتته فوجدت حداثا فاستحيت فرجعت ، فغدا علينا ونحن فى لفاعنا ١ فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها فى اللفاع حياء من أبيها ، فقال : ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد؟ فسكتت مرتين ، فقلت : أنا واللّه أحدثك يا رسول اللّه إن هذه جرّت عندى بالرحى حتى أثرت فى يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وبلغنا أنه أتاك رقيق أو خدم فقلت لها : سليه خادما ( قال أبو داود ) فذكر معنى حديث حكم ، ( أقول ) ويعنى بحديث حكم ما تقدم آنفا عن البخارى ومسلم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى ( إلى آخره ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٢ ص ٤١ ) مختصرا.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٢ ص ٤١ ] روى بسنده عن الزهرى قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى مجلت يدها وربا ٢ وأثر قطب الرحى فى يدها.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٥٠ ] روى بسنده عن

___________________

١ ـ اللفاع : الملحفة أو الكساء.

٢ ـ ربا : بالراء ثم الباء الموحدة بعد الألف ، أى انتفخ ولعل الصحيح ( ورما ).

١٦٦

أنس ابن مالك إن بلالا أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما حبسك؟ فقال : مررت بفاطمة عليها السلام وهى تطحن والصبى يبكى فقلت لها : إن شئت كفيتك الرحى وكفيتنى الصبى ، وإن شئت كفينك الصبى وكفيتنى الرحى ، فقالت : أنا أرفق بابنى منك ، فذاك حبسنى قال : فرحمتها رحمك اللّه.

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٩٥ ] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى على فاطمة سلام اللّه عليها كساء من أوبار الإبل وهى تطحن ، فبكى وقال : يا فاطمة أصبرى على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ونزلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قال : أخرجه ابن لال وابن مردويه وابن النجار والديلمى ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة والضحى ، وقال : أخرجه العسكرى فى المواعظ.

١٦٧

باب

في إعطاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

فدكا لفاطمة عليها السلام

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وآت ذا القربى حقه ) فى سورة الأسرى ، قال : وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال : لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فأعطاها فدكا ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) أقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فدكا. ( الهيثمى فى مجمعه ) ج ٧ ص ٤٩ قال عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة (ع) فأعطاها فدكا ( قال ) رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره الذهبى ايضا فى ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٢٢٨ وصححه ( المتقى فى كنز العمال ) ج ٢ ص ١٥٨ عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) قال النبى (ص) يا فاطمة لك فدك ( قال ) اخرجه الحاكم فى تاريخه وابن النجار.

١٦٨

باب

إن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى مشيتها مشية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : مرحبا بابنتى ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرّ اليها حديثا فبكت فقلت لها : لم تبكين؟ ثم أسر اليها حديثا فضحكت فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فسألتها ، فقالت : أسرّ إلي : جبريل كان يعارضنى القرآن كل سنة مرة وإنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى وإنك أول أهل بيتى لحافا بى فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك.

( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٦ ص ٢٨٢ ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٢ ص ٤٠ ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٢٢ ) وقال : سيدة نساء

١٦٩

العالمين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص ٣٤ ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين.

[ صحيح البخارى فى كتاب الاستئذان ] فى باب من ناجى بين يدى الناس ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : إنا كنا أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى ما تخطى مشيتها من مشية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما رآها رحّب بها وقال : مرحبا بابنتى ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية فاذا هى تضحك فقلت لها : أنا من بين نسائه خصك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سألتها عما سارها قالت : ما كنت لأفشى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سرّه ، فلما توفى قلت لها : عزمت عليك لما أخبرتينى؟ قالت : أما الآن فنعم ، فأخبرتنى قالت : أما حين سارنى فى الأمر الأول فانه أخبرنى إن جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضنى به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقى اللّه واصبرى فانى نعم السلف أنا لك قالت : فبكيت بكائى الذى رأيت ، فلما رأى جزعى سارنى الثانية قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، وزاد : إنك أول أهلى لحوقا بى ، ورواه ثانيا فى الباب المذكور بطريق آخر بغير زيادة ، ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى ذكر مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر الزيادة ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج ٦ ) فى أحاديث النساء وقال : سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٢ ص ٢٩ ) وقال أيضا : سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة ، ثم ذكر طرقا أخر عديدة لهذا الحديث ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل

١٧٠

الآثار ( ج ١ ص ٤٨ وص ٤٩ ) بطريقين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص ٣٤ ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين.

[ صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣٠٦ ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن حذيفة قال : سألتنى أمى متى عهدك؟ ـ تعنى بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ فقلت : ما لى به عهد منذ كذا وكذا فنالت منى فقلت لها : دعينى آتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأصلى معه المغرب وأسأله أن يستغفر لى ولك ، فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتى فقال : من هذا حذيفة؟ قلت : نعم ، قال : ما حاجتك غفر اللّه لك ولأمك؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرنى بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥١ ) بطريقين مختصرا واقتصر فيهما على ذكر فاطمة عليها السلام ، وقال فى الثانى منهما : هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٥ ص ٣٩١ ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٤ ص ١٩٠ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٧٤ ) ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٧ ) وقال : أخرجه الرويانى وابن حبان فى صحيحه عن حذيفة ( وفى ص ٢١٨ ) وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ( وفى ج ٧ ص ١٠٢ ) وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة ( وفى ص ١١١ ) واقتصر فيه على ذكر فاطمة عليها السلام وقال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال ـ وهو فى مرضه الذى توفى فيه ـ : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين؟ قال : هذا إسناد صحيح.

١٧١

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٢ ص ٤٢ ] روى بسنده عن عمران ابن حصين إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فانها تشتكى؟ قلت : بلى ، قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال : أدخل أنا ومن معى؟ قالت نعم ومن معك يا أبتاه ، فو اللّه ما عليّ إلا عباءة فقال لها : اصنعى بها كذا واصنعى بها كذا فعلمها كيف تستتر ، فقالت : واللّه ما على رأسى من خمار ، قال : فأخذ ملاءة كانت عليه فقال : اختمرى بها ، ثم أذنت لهما فدخلا ، فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت : إنى لوجعة وإنه ليزيدنى أنه ما لى طعام آكله ، قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت : يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك ، أما واللّه زوجتك سيدا فى الدنيا والآخرة ( أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٥٠ ) وزاد فى آخره : ولا يبغضه إلا منافق ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤٣ ) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى وذكر الزيادة.

[ حلية الأولياء أيضا ج ٢ ص ٤٢ ] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : جاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجلس فقال : إن فاطمة وجعة فقال : القوم لو عدناها ، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق قال : فنادى شدى عليك ثيابك فان القوم جاؤا يعودونك ، فقالت : يا نبى اللّه ما عليّ إلا عباءة ، قال : فأخذ رداءه فرمى به اليها من وراء الباب فقال : شدى بهذا رأسك ، فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا ، فقال القوم : تاللّه بنت نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم على هذا الحال ، قال : فالتفت فقال : أما إنها سيد النساء يوم القيامة.

[ خصائص النسائى ص ٣٤ ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما صبور النهار ، فلما كان العشى قال له قائلنا : يا رسول اللّه قد شق علينا لم نرك اليوم ، قال : إن ملكا من

١٧٢

السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فأخبرنى وبشرنى أن فاطمة بنتى سيدة نساء أمتى وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢٢١ ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن النجار عن أبى هريرة.

[ كنز العمال ج ٧ ص ١١١ ] قال : عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ فى مرضه الذى قبض فيه ـ قال : يا فاطمة يا بنتى أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تبكى وعائشة حاضرة ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بعد ذلك ساعة أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك فقالت عائشة : يا بنت رسول اللّه أخبرينى بما ذا ناجاك أبوك؟ قالت : أوشكت رأيته ناجانى على حال سرّ ثم ظننت أنى أخبر بسره وهو حى ، فشق ذلك على عائشة أن يكون سرّ دونها فلما قبضه اللّه اليه قالت عائشة لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا تخبرينى ذلك الخبر؟ قالت : أما الآن فنعم ، ناجانى فى المرة الأولى فأخبرنى إن جبريل كان يعارضه القرآن فى كل عام مرة وإنه عارضه القرآن العام مرتين وإنه اخبره إنه لم يكن نبى بعد نبى إلا عاش نصف عمر الذى كان قبله وإنه أخبرنى أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة ولا أرانى إلا ذاهب على رأس الستين ، فأبكانى ذلك ، وقال : يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكونى أدنى من امرئ صبرا ، ثم ناجانى فى المرة الأخرى فأخبرنى أنى أول أهله لحوقا به ، وقال : إنك سيدة نساء أهل الجنة ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٨٥ ] روى بسنده عن عائشة قالت لفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أبشرك إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخديجة بنت خويلد وآسية.

١٧٣

[ كنز العمال ج ٧ ص ١١١ ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : أخرجه البزار.

[ كنز العمال أيضا ج ٦ ص ١٥٣ ] ولفظه : أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلاما ، وأعلمهم علما ، فانك سيدة نساء أمتى كما سادت مريم قومها ، أما ترضين يا فاطمة؟ أن اللّه اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، قال : أخرجه الحاكم والطبرانى والخطيب.

[ ذخائر العقبى ص ٤٤ ] قال : وعن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أربع نسوة سيدات سادات عالمهن ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأفضلهن عالما فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه الحافظ الثقفى الاصبهانى ، ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران وقال : أخرجه ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٤٩٧ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أربعة خطوط ، ثم قال : أتدرون ما هذا؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : إن أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ( الحديث ) قال : هذا حديث صحيح الأسناد.

( أقول ) ورواه فى مواضع أخر أيضا من مستدركه بطرق أخر صحيحة عن ابن عباس ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص

١٧٤

٢٩٣ وص ٣١٦ وص ٣٢٢ ) بطرق عديدة عن ابن عباس ، ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٧٢٠ ) بطريقين ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ) فى سورة التحريم ، وقال : أخرجه الطبرانى ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٤٣٧ ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤٢ ) وقال : خرجه أحمد وأبو حاتم ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٨ ص ١٥٨ ) وذكر فى هذه الصفحة حديثا عن عائشة ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها وقال : أخرجه الطبرانى ، ( انتهى ) ورواه أبو عمرو أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٧٥٠ ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ٢٢٣ ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى ورجالهم رجال الصحيح ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٥٠ )

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٧٢٠ وص ٧٥٠ ] روى بطريقين عن أبى هريرة ـ واللفظ يطابق الموضع الأخير ـ قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ٢٢٣ ) والثعلبى أيضا فى قصص الأنبياء ( ص ٥١١ ) وقالا : حسبك من نساء العالمين ( إلى آخره ).

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢١٧ ] ولفظه : خير رجالكم علىّ وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة ، قال : أخرجه ابن عساكر

١٧٥

عن ابن مسعود ، ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج ٤ ص ٣٩١ ).

[ فيض القدير للمناوى ج ٣ ص ٤٣٢ ] فى المتن : خديجة خير نساء عالمها ، ومريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها ، قال : أخرجه الحارث بن أبى أسامة فى مسنده عن عروة بن الزبير.

[ تفسير ابن جرير ج ٣ ص ١٨٠ ] روى بسنده عن ثابت البنانى يحدث عن أنس بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح الترمذى ج ١ ص ٣١ ] فى فضل خديجة ، روى بسنده عن أنس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وآسية امرأة فرعون.

( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥٧ ) بطريقين ، قال فى ثانيهما : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٣ ص ١٣٥ ) ، وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٢ ص ٣٤٤ ) ، والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٥٠ ) ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج ٧ ص ١٨٤ وج ٩ ص ٤٠٤ ) بطريقين وقال فيهما : خير نساء العالمين أربع ( إلى آخره ) ، وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٤٣٧ ) وقال أيضا : خير نساء العالمين ( إلى آخره ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج ١٢ ص ٤٤١ ) عن الشعبى عن جابر مرفوعا ، وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٧٢٠ ) بطريقين قال فى أحدهما : خير نساء العالمين ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢٢٧ ) وقال : أخرجه ابن حبان عن أنس ، وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسيره الكبير فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ

١٧٦

قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران ذكره بتقديم وتأخير ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ ) إلى آخره ، وقال : أخرجه ابن المنذر وابن حبان.

[ تفسير ابن جرير الطبرى ج ٣ ص ١٨٠ ] روى بسنده عن قتادة قال : ذكر لنا أن نبى اللّه كان يقول : حسبك بمريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم من نساء العالمين.

[ تفسير ابن جرير أيضا ج ٣ ص ١٨٠ ] روى بسنده عن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( وَمَرْيَمَ اِبْنَتَ عِمْرٰانَ اَلَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا ) فى سورة التحريم ( وذكره العسقلانى ) ايضا فى فتح البارى ج ٧ ص ٢٥٨ وقال اخرجه الطبرانى واخرجه الثعلبى فى تفسيره.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران قال : وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه اصطفى على نساء العالمين أربعة ، آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران. وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

١٧٧

باب

في بعض كرامات فاطمة عليها السلام

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص ٥١٣ ] والزمخشرى فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً ) فى سورة آل عمران ، والسيوطى فى الدر المنثور فى ذيل تفسير الآية المذكورة نقلا عن أبى يعلى إنه أخرج عن جابر واللفظ للثعلبى ( قال ) أخبرنا عبد اللّه ابن حامد باسناده عن جابر بن عبد اللّه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف فى منازل أزواجه فلم يصب فى بيت أحد منهن شيئا فأتى فاطمة سلام اللّه عليها فقال : يا بنية هل عندك شىء آكل فانى جائع؟ فقالت : لا واللّه بأبى أنت وأمى فلما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من عندها بعثت اليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها ووضعته فى جفنة وغطت عليه وقالت : لأوثرن بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على نفسى ومن عندى وكانوا جميعا محتاجين إلى شيعة من طعام فبعثت حسنا وحسينا إلى جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فرجع اليها فقالت : بأبى أنت وأمى يا رسول اللّه قد أتانا اللّه بشىء فخبأته لك قال : فهلمى به فأتى به فكشفت عن الجفنة فاذا هى مملوة خبزا ولحما فلما نظرت اليه بهتت وعرفت أنها بركة من اللّه فحمدت اللّه

١٧٨

تعالى وصلت على نبيه فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت : هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : الحمد للّه الذى جعلك شبيهة بسيدة نساء بنى إسرائيل فانها كانت إذا رزقها اللّه رزقا حسنا فسئلت عنه قالت : ( هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ) فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى على عليه السلام فأتى فأكل الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجميع أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما هى ، قالت فاطمة عليها السلام : وأوسعت منها على جميع جيرانى وجعل اللّه فيها بركة وخيرا طويلا ، وكان أصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقى بركة من اللّه تعالى.

( أقول ) وقد تقدم نظير هذا الحديث بل هو أبسط من هذا فى فضائل على عليه السلام فى باب بعض كرامات على عليه السلام وفيه قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى وفاطمة عليهما السلام : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك فى المجرى الذى أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة فى المجرى الذى أجرى فيه مريم ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) إلى آخره.

١٧٩

باب

إن فاطمة عليها السلام صديقة وهي خيرة اللّه

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٢ ] قال : روى أبو سعيد فى شرف النبوة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا ، صهرا مثلى ولم أوت أنا مثلى ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتى ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبى مثلهما ، ولكنكم منى وأنا منكم.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ١ ص ٢٥٩ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علىّ حب اللّه ١ والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه.

____________________

١ ـ الحب : بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

١٨٠