كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها

أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد ابن الجزّار القيرواني [ ابن الجزّار ]

كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها

المؤلف:

أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد ابن الجزّار القيرواني [ ابن الجزّار ]


المحقق: سلمان قطابة
الموضوع : الطّب
الناشر: دار الرشيد للنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٦٩

عليهم بعلمه وبخبرته ، ويحيلهم الى جالينوس.

ثم ينتقل الى ذكر أهمية المعدة ، فهي عضو أساسي يتعلق بها أعضاء كثيرة ، كما أن منفعتها للجسم كبيرة فهي التي تستقبل الطعام وتحيله الى كيموس.

ثم يدخل في تشريح المعدة وينقل عن جالينوس وصفها ، (وأحيل القاريء الى البحث عن تشريحها وفيزيولوجيتها).

ثم ينتقل الى وصف فيزيولوجية المعدة ، إذ يتصدى للقوى الأربعة للمعدة فيشرحها ببساطة وسهولة ويسر ووضوح.

وكان القدماء يعتقدون أن للمعدة قوة تجذب الطعام اليها ، فسمّوها القوة الجاذبة. ثم تقوم قوة أخرى بالامساك بالطعام أسموها : القوة الماسكة. وخلال ذلك تقوم قوة ثالثة بهضم الطعام أسموها : القوة الهاضمة. وأخيرا تدفع ما تبقى من الطعام قوة دافعة لينطلق في الاثنى عشر. ونسبوا حسب النظرية البقراطية ، لكل قوة صفات خاصة :

فالقوة الجاذبة : حارة يابسة.

والقوة الماسكة : باردة يابسة.

والقوة الدافعة : باردة رطبة.

والهاضمة : حارة رطبة.

فاذا كانت القوى هذه تعمل بشكلها الطبيعي كانت حالة الاعتدل أما إذا اضطربت فتنتج عن ذلك أمراض مختلفة أسبابها سوء المزاج وله عدة أشكال :

إما بطلان القوة.

أو نقصانها.

أو أن تكون على غير ما ينبغي لها.

ولنفرض أن القوة الجاذبة هي المصابة ، فاذا بطلت حصل : استرخاء المعدة ، وإذا نقصت : تعسر الجذب وظل زمنا طويلا ، وإذا كانت على غير

٦١

ما ينبغي : جذبت بتشنج واختلاع ورعشة وإذا أصيبت قوتان كانت الأعراض مزدوجة.

وينتج عن ذلك : تخلف الهضم ، أو سوؤه ، أو الحموضة ، أو القولنج ، أو زلق الأمعاء ، أو النفخ والقرقرة.

ولكي تحفظ هذه القوى على ما يلائمها فيجب الاعتماد على ثلاث : الأدوية ، والأغذية والأشربة. ومبدأ المعالجة هو مبدأ أبقراطي أي المعالجة بالضد ، فاذا ضعفت الجاذبة مثلا : يكون ضعفها عن افراط حرارة ملتهبة لذا تعالج : بالأشياء الباردة المقوية : كشراب الورد ، وربّ الحصرم مثلا ... والقوة الماسكة يعالج ضعفها بالأشياء القابضة اليابسة : كالورد والبلوط ... الخ ...

وفي فقرة أخرى (دلائل مزاج المعدة) يعتبر ابن الجزار ألم المعدة ناجما عن ثلاث أجناس : أما تغير المزاج : كأن يغلب أحد الأمزجة على الأخرى ، واما بسبب الأورام ـ والسدد ، واما من انحلال الفرد كحدوث القرحة أو السحج أي الجروح الخفيفة.

والواقع ، انه كلما قلنا آنفا ، لكل معدة مزاج. فالحارة المزاج تكون أسرع هضما ذات شهية أجود. أما الباردة فشهيتها للطعام أفضل من استمرائها له ، واليابسة : سريعة العطش وتأكل قليلا .. وهكذا.

فاذا تغير المزاج في حال المرض أصبح المريض يشتهي من الأطعمة ما هو ضد مزاج معدته. ويشدد ابن الجزار على العلاقة بين النفس والمعدة ، فيؤكد أنه إذا أصاب فم المعدة آفة ، فان النفس أيضا تصاب بالضرر ويذكر أن جالينوس ذكر أربعة أسباب لاختلاط الذهن الناجم عن اصابة فم المعدة.

وكان القدماء يولون فم المعدة أهمية كبرى فقد كانوا يعتقدون أنه على صلة بالدماغ عن طريق العصب السادس ، وان بينه وبين الطحال وعاء يسمح للسوداء بالعبور والانصباب في فم المعدة (الفؤاد) فتتهيج شهية الطعام (الشهوة).

٦٢

ثم ينتقل الى القول في القوى الطبيعية الأربعة. فيذكر ان جالينوس قد قال في كتابه « المزاج » : « ان مزاج كل واحد من الاعضاء ، أكثر ما يعرف بأفعال الأعضاء » أي يستدل على حال العضو من الصحة أو المرض بجودة عمله : فاذا كانت المعدة تستمرىء الطعام جيدا فهي معتدلة المزاج أي طبيعية. وإذا اضطرب الهضم معنى ذلك أنه حدث سوء مزاج لأسباب مختلفة. وفي « التدبير النافع لتغيير مزاج المعدة من الأدوية والأغذية والأشربة » وفي « القول في اصلاح المعدة » يتصدى للمعالجة ، وتكون بالضد. فيسخّن البارد ، ويبرّد الحار ، ويرطّب اليابس ، ـ وييبّس الرطب. ويستشهد بقول أبقراط : « الضد للضد أشفى ، والشكل للشكل أكفى » وقال : في فصل آخر « النظير للنظير والضد للضد ». كذلك هي الحال بالنسبة للمعالجة فمن كان سبب مرضه الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ الخ ... ثم يسرد قائمة طويلة لأدوية مركبة مختلفة من أقراص وشرابات ، ولخالخ ، واطريفلات ، بعضها مأخوذ عن ابن ماسويه ، والبعض الآخر من تأليفه هو وعددها كبير ويؤكد دوما أنه قد جربها وتأكد من نجاحها. ومن بينها ما يصفه بأنه « ملوكي طيب عطري مما ينبغي أن يستعمله السادة الأشراف » وبعدها تأتي الجملة التي يؤكد فيها أنه لو اقتصر الأطباء على واحدة من هذه الوصفات وعالجوا بها مرضاهم المصابين بأمراض ـ المعدة الناجمة عن البرد لكان في ذلك كفاية لما تعرّف عليه من نجاحها. ويذكر من طرق المعالجة : الحمّام ، ويصف كيفية استعماله بدقة.

وبعد ذلك الفصل العلاجي الطويل ينتقل الى القول في التدبير الحافظ لصحة المعدة « وهنا يدخل في الطب الوقائي لامراض المعدة فيؤكد على أنه يجب كبت الشهوة واللذائذ والنظر الى الطعام كأنه دواء يقصد منه المنفعة. ومن كثر طعامه ضعفت معدته وأصيبت بالتخم. وعلاجه ترك الطعام وهو يشتهيه ، وترك الشراب دون البلوغ الى حالة الاستقصاء ».

ويستشهد بقول جالينوس في كتاب ابيذيميا « تستدام الصحة بشيئين : بالامتناع عن الشبع ، وترك التكاسل عن التعب » ، و « ان ادمان الرياضة قبل الطعام من أبلغ الأشياء في حفظ الصحة » و « قال : غرضي في الطعام

٦٣

أن آكل لأحيا ، وغرض غيري في الطعام أن يحيا ليأكل ». ويؤكد على أن تغيير مواعيد الطعام مضر أيضا ، والانتقال يجب أن يكون تدريجيا. ثم يتحدث عن « القول في الأورام الحادثة في فم المعدة » وهنا تبدو لنا جليا الأهمية الكبرى التي كان القدماء يولونها لفم المعدة بحيث أن جالينوس قال : يجب أن يدخل فم المعدة في عدد ـ الحواس. لأن فيه حسا خاصا ، فاذا أصيب حدثت الأغراض التي تصيب شهية الطعام أي البطلان أو النقصان أو الفساد.

ويقول انه إذا كان الورم حارا ، أحس المريض بوجع شديد وحمّى وعطش شديد وحرقة مفرطة.

أما إذا كان باردا شعر المريض بثقل ووجع رخو من غير عطش ولا حرقة ، وحدث تغير في تواتر النفس بسبب قرب فؤاد المعدة من الحجاب الحاجز.

وقد تزداد الأعراض سوءا فتنتشر الى الكتفين والصدر والمنكبين ، وقد يزمن الورم حتى يقذف القيح منه. ثم ينتقل الى المعالجة فيصف عدة وصفات مختلفة وفي « القول في القروح المتولدة في المعدة » يقول أنه بعد أن يزمن الورم ويقذف القيح تتولد القروح بسبب سيلان القيح والصديد في خمل المعدة فتذهب الشهية ، ويجف الحلق والفم ، ويحصل جشأ دخاني منتن ، كذلك تنشأ القروح بسبب آخر هو افراط كيموس حاد وصفراوي على المعدة فيحرق خملها وتحصل قروح شبيهة بالقلاع. وإذا لم تعالج حصل زلق المعدة ، ثم يتحدث عن المعالجة بالأدوية والحمية.

وفي « القول في بطلان الشهوة للطعام » نجده يحدد المعنى المقصود وهو فقدان الشهية وغيابها كلية ، وان لهذا ثلاثة أسباب : فقدان حس فم المعدة وأسبابه أيضا ثلاثة : اما من الدماغ كما يحصل للمبرسمين ، أو اصابة العصب الذي يأتي الى المعدة من الروح السادس ، أو بسبب رباط أو معالجة جراحية. والسبب الثاني لفقدان الشهية : البلغم الزجاجي الذي يطفيء ببرده حر الغريزة المعينة للمعدة في الهضم. والثالث : كيموس حار أقصر الحموضة التي في المعدة المهيجة للشهية. ويصف أعراض كل اصابة ، وينتقل الى معالجتها.

٦٤

وبعدها يصف نوعا من اصابة شهية الطعام وهي : البوليمس أي ازدياد الشهية المفرط ويقول ان سببها البرودة إذا أفرطت على فم المعدة وتفاقمت فهي تخمد الحرارة الغريزية فتضعف الأعضاء فيسبب ذلك الغشى كثيرا ، والطريف أنه يؤكد أن من أحد أسبابها داء البولة (السكري).

أما أنواع الشهية الرديئة والغريبة فيكرس لها بحثا يقول أنها اشتهاء الأطعمة ـ الحريفية والعفصة والحامضة ، أو الفحم والطين وما شابه. ويقول أنها الشهية القبيحة ، وسببها اخلاط فاسدة. وأشهرها : الوحم عند المرأة الحامل ، والتدبير الكفيل بازالتها هو تناول المقيئات والحمية وو صفات خاصة.

أما الشهوة « الرديئة » فيخصص لها قولا فيقول فيه انه إذا تهيجت شهوة الطعام بافراط عندئذ تدعى الشهوة الكلبية ولها ثلاثة أسباب : سوء مزاج بارد وأما خلط حامض وأما لقلة الحرارة أو ضعف القوة الماسكة.

والسبب الحقيقي خلف كل هذا هو نفاذ الطعام بسرعة اما الى الجسم واما الى الأمعاء ومتى خلت المعدة من الطعام هاجت الشهوة.

ثم ينتقل الى التدبير النافع لهذه الشهوة الكلبية ، والمعالجة طبعا سببية وبالضد. ويذكر أن جالينوس قد أشفى الكثيرين من المرضى أصيبوا بها باسقائهم الخمر ذو الاسخان القوي الفوري.

ثم ينتقل الى حديث عن « بطلان شهوة الشرب للماء » وأسبابه ثلاثة أيضا : كثرة الرطوبة ، أو البرودة ، أو قلة حس المعدة. وعندئذ تعالج بما يناسب. وذلك بتنقية المعدة من الرطوبة اما بالقيء واما في رفق واما بالاسهال بالادوية التي تنقي المعدة ، ويذكر عددا من الجوارشنات المناسبة.

وينتقل الى الحديث عن « العطش المفرط » فيقول ان سببه ألم الأعضاء الباطنة خاصة فم المعدة ثم المعدة ثم المريء ثم الرئة ثم الكبد ثم المعاء المعروف بالصائم. وأسباب اصابة هذه الأعضاء هو سوء المزاج أو اضطرابه أو غلبة مزاج على آخر.

ويذكر أنه إذا التهبت الكليتان وضعفتا فلا يروى صاحب هذه العلة

٦٥

من الماء ولا يذهب عطشه ، ويقول أنه قد بين سببها وبيّنه وذكر معالجتها في كتابه « زاد المسافر ».

ثم يخصص قولا لمعالجة فرط العطش بطرق شتى ، وو صفات يؤكد أنه « اختبرناها وعلمنا سرعة نجحها ، وعظيم منفعتها ».

بعد ذلك يناقش « ماهية الفواق وصفته » ويقول نقلا عن جالينوس أنه حركة على غير ما ينبغي في البداية من القوة الدافعة وبعد ذلك من القوة الماسكة. ويفرق بين التهوّع والفواق : فالأول يستفرغ ما هو موجود في فضاء المعدة ، والثاني ما هو في جرم المعدة ، وأسبابه كثيرة منها الامتلاء ، أو الاستفراغ ، أو برد ، أو ريح ينفخ في المعدة. فالسبب الأول يحدث للمشايخ والمترفين والثاني يكون عن القيء الشديد والاسهال والحمى الحادة ، ويكون عند الشباب ومن يكثر من التعب والنصب.

ويذكر بقول أبقراط أن الفواق يعرض لتشنج في رأس المعدة والمريء.

وإذا كان البرد هو السبب فيكون من التعرض للبرد أو تناول الاشياء الباردة. وإذا شعر المريض بنفخ في المعدة والبطن وامتداد فيهما فيكون السبب من قبل الريح. أما إذا شعر بثقل في فم المعدة فمعناه اصابة في فم المعدة وهي ورم.

أما المعالجة فهي سببية وبالضد. فاذا كان السبب الامتلاء فالقيء والاسهال. وإذا كان البرد فالتسخين.

والعطاس جيد كما قال أبقراط. ثم يسرد وصفات طبية مختلفة منها ما يؤخذ عن طريق الفم ومنها ككمادة توضع على المعدة ، أو دهون.

وقد يسكن الفواق ، حسب جالينوس ، بحبس النفس ، والتثاؤب.

ونصل الى « القول في الجشأ الخارج عن الاعتدال » وهو الذي يصل الى حد دفع الأطعمة التي في المعدة ويمنعها من أن تنهضم ، فهو ناجم عن ريح هو نفسه ناجم عن ضعف المعدة هذا الضعف سببه سوء مزاج عارض. وله ثلاثة أسباب : افراط حر المعدة ، أو اجتماع المرة الصفراء فيها ، أو قوة الأطعمة حارة ، مثل العسل وما أشبه.

٦٦

وينتقل الى المعالجة بمختلف الأدوية والوصفات.

أما « العلة التي قال لها النافخة » فهي تعرض من خلط غير ناضج وبارد غليظ يتولد في المعدة وربما في الرأس.

ويقول أن الريح قد تخرج من الفم بالجشأ ومن ناحية المعقدة. وان لم تخرج سببت نفخا. وقد تكون ريحا حادثة من السوداء جافة قاصلة فتحدث ضررا عظيما في النفس : كالخوف والفزع الدائم وتوقع الموت ، لأن البخار من المرة السوداء يرتفع الى الدماغ قد يحدث الوسواس السوداوي.

أما الضرر في البدن الذي تحدثه : فهو منع القوة الهاضمة من تكميل الهضم وافسادها جوهر الغذاء. فيفسد الطعام والنضج يحدث ضعف المعدة ، ويفقد البدن التغذية. وعلاجها هو العناية بأسباب الهضم والاحتيال بكل حيلة في سلامة الغذاء في المعدة من الفساد ، وتناول ـ بالأغذية الرطبة. ويذكر بعد ذلك وصفات عديدة.

وأما « القيء والغثيان » فهما ناجمان عن حركة فم المعدة الذي يقذف ما يثقل عليه أو يلذعه مما يرد عليه من الأغذية والاخلاط الرديئة. أو بسبب اجتماع فضول بلغمانية أو مائية أو فضول مرارية أو ينصب اليها دم. والسبب هو ضعف المعدة الذي يسبب انصباب الفضول اليها. والسبب اخلاط ردية تلذع المعدة.

أما خروج الدم بالقيء فسببه انصداع عرق في المريء أو في المعدة أو تآكله أو انقطاعه. فاذا كان لون الدم أحمر صافيا فذلك دليل انقطاع عرق في المعدة. أما إذا كان لونه أسود فهو دليل على وجود قرحة في المعدة ، وانقطاع عرق في أسفل الكبد. وقد يكون مصدره الأمعاء ، إذا لم يجد مخرجا من الأسفل جال في لفائف الامعاء وخرج بالقيء مثل ما يعرض في القولنج المعروف ـ بالمستعاذ. وقد يكون السبب الحقن التي تسبب جرحا في الأمعاء.

وقد يعرض الغشي دون اقياء وبطلان شهية الطعام.

والمعالجة بالاشياء القابضة. ويجب ايقاف القيء لئلا يضعف المريض.

٦٧

فاذا كان المريض قويا نعالجه بما يقطع مادة ذلك الاختلاط من الأعضاء.

وإذا كان القيء من المرة الصفراء يأخذ العليل حقنة ملينة. أما إذا اضطر للفصد فيفصد الباسيليق في الذراع الأيمن. ثم يذكر عددا من الوصفات الطبية. وإذا كان الفصد متعذرا بسبب ضعف المريض أو تقدمه في السن أو الوقت والزمان عندئذ يحجم الكاهل أو في الساقين.

وفي استدعاء القيء نجده يؤكد أنه ليس مما ألفته الطبيعة فلا يستدعى إلا في حالات خاصة : كشرب شراب كثير على غير العادة ، أو تناول طعام كثير ، أو إذا عرضت في ثقل الجسد ، والكسل ، والندم والقشعريرة فانها تدل على الامتلاء.

ويستشهد بقول جالينوس ان القدماء أمروا بالقيء بعد الطعام مرة كل شهر ، وينبغي أن تعطى الأدوية على قدر الفضول المتبقية في المعدة.

ويذكر عدة وصفات لتسهيل القيء. وإذا سبب القيء ضعفا فيجب أن يعطى أدوية مقوّية للمعدة.

ثم ينتقل الى فصل يتطرق فيه الى الأسباب التي يفسد بها استمراء الطعام فيذكر أنها ثلاثة : علة القوة الهاضمة ، وفضول تجتمع في المعدة والثالث بسبب الأغذية. ويكرس فصلا للسبب الأول فيقول ان علة القوة الهاضمة قد تكون بدئية بسبب سوء المزاج ينكأ القوة ، أو أن يكون عرض لمرض (ورم في المعدة مثلا).

فاذا كان سوء المزاج حارا حدث : عطاس وحمى وفساد الطعام مع روائح منكرة.

أما إذا كان باردا : فلا حمى ولا عطش ، بل يحدث زلق الأمعاء.

أما السبب الثاني : تجتمع في المعدة مادة كيموس يتولد فيها من فضول الأغذية أو ينصب اليها من الرأس ومن بعض الأعضاء فتفسد الأطعمة لذلك ثم يتناول تحول الأطعمة في المعدة وطريقة مكافحتها ، واعادتها الى الأمر السوي. وينتقل الى « القول في فساد الاستمراء » ويقول انه قد يفسد الاستمراء من غير اصابة معدية ، وذلك فيما إذا كانت الآفة داخلة في الغذاء

٦٨

قبل دخوله المعدة ويقع فساد الاستمراء لاحدى أربع خصال : أما لكمية الغذاء ، أو لكيفيته ، أو الوقت الذي يتناوله الانسان ، أو المراتب في تناوله. ثم يشرح كل حالة من هذه الحالات وما ينجم عنها من أعراض.

ويقول ان الهضم الكامل يكون أثناء النوم ، وان قلة النوم قد تسبب فساد الاستمراء.

وأنه إذا حدث سوء هضم فان العضو الضعيف في الجسم هو الذي يتأثر من جراء ذلك فاذا كان الرأس هو الضعيف مثلا حدث سهر أو صرع أو جنون أو سباب أو وسواس سوداوي.

ثم ينتقل الى تدبير سوء الاستمراء وابطاء الهضم ، ويجب البحث عن السبب ومعالجته ويبدأ بعد ذلك بتفصيل أسباب سوء الاستمراء فيقول ان أولى الاسباب هو سوء مزاج القوة الهاضمة ويكون ذلك اما عرضا أو مرضا كورم المعدة وقد يكون سوء المزاج حارا أو باردا فتختلف بذلك الأعراض.

وفي « القول الثاني من أسباب فساد الاستمراء » وهذا السبب هو اجتماع كيموس فاسد في المعدة ، أما لفساده هو نفسه أو الانصباب مواد من الرأس ، فتستحيل الأطعمة الى الدخانية أو الحموضة. وسبب ذلك سوء المزاج ، فاذا كان باردا غالبا فيخرج الطعام بدون انهضام ، أو في القيء ، أما إذا كان حارا فيغلب القيء والعطش.

وفي القول الثالث ، والسبب هنا ناجم عن الغذاء نفسه بسبب كميته أو كيفيته أو وقت تناوله. وينجم ذلك نوم طويل واضطرابات معوية. ويشدد على أن المرض هو بسبب تناول طعام قبل أن ينهضم الطعام الذي أخذ قبله. وهنا تبدأ الصفحة / ١٨ / من نسخة الاسكوريال ثم ينتقل الى معالجة سوء الاستمراء وابطاء الهضم ، ويؤكد على وجوب البحث عن السبب حسب ما ذكر سابقا ثم يعالج.

ويدخل في تفاصيل علاجية مختلفة يستشهد خلالها بأقوال جالينوس وفولوبوس. ويؤكد على أن العشاء أفضل من الغذاء ، وأن الاغتسال بالماء البارد في زمن القيظ من أعون الأشياء للهضم.

٦٩

وهنا تنتهي نسخة المكتبة الظاهرية بينما تستمر نسخة الاسكوريال ، في تقديم وصفات كثيرة لمختلف أنواع الاصابات.

ثم يتحدث عن ضعف المعدة عن امساك الغذاء الوارد اليها ، فتخرج الأغذية بسرعة دون انهضام وهو ما يسمّى بزلق الأمعاء ، والسبب ضعف القوة الماسكة ، أو ضعف الهاضمة أو قروح في المعدة. وسبب الضعف هذا طبعا : سوء المزاج. باردا كان أم حارا. ويعالج بعد ذلك معالجة ضعف المعدة وزلقها ، والمعالجة كما هي دوما بالضد ، فاذا كان السبب حارا كان الدواء باردا وبالعكس. ثم ترد وصفات كثيرة من أقراص وجوارشنات وضمادات. حتى يصل الى الأغذية المفيدة والضارة للمعدة ، ويتعرض هنا لمختلف أنواع الأغذية كالفواكه والخضار ويصف نفعها ومضارها حسب كل مرض.

وينتهي الكتاب دون ذكر اسم الناسخ انما يذكر تاريخ النسخ وهو عام ٥٧٥ ه‍ / ١١٧٩ م.

وإذا ما قارنا هذا الكتاب بالمقالة الرابعة من كتاب زاد المسافر ، المكرسة لامراض جهاز الهضم من المريء الى الشرج ، وجدنا هذه المقالة مختصرة بالنسبة للكتاب. فهي مؤلفة من ثمانية عشر بابا في ذلك الباب الأخير المكرس « للدود والحيات المتولدة في الأمعاء » وتقع في / ٣٩ / ـ ورقة (من الورقة ١١٥ حتى الورقة ١٥٤) من مخطوطة المكتبة الوطنية في باريس المنقولة عن مخطوطة مكتبة دريسدن في ألمانيا الديموقراطية.

ونجد التعابير نفسها في الكتابين ، بل وأحيانا الاستشهادات والأسماء والجمل نفسها ، كذلك بعض من الوصفات. وبامكاننا اعتبار المقالة الرابعة مختصرا لكتاب المعدة. وربما وجد ابن الجزار بعد تأليفه كتابه الزاد ، أنه من الضروري تكريس كتاب خاص بأمراض المعدة ، لكثرة ـ اصابتها ، وتواتر أمراضها ، ولتوفر المراجع لديه ، وربما لسبب آخر خاص : هو محبته لهذا الفرع من الطب.

فنحن نعلم أن الطبيب الممارس العام يداوي علل كل الجسم ، ولكنه ومع الأيام يجد نفسه أميل الى فرع من فنه. بل منهم من يختص به فيشتهر وربما

٧٠

كان هذا هو حال ابن الجزار ، وكان هو الدافع الحقيقي له لتأليف الكتاب.

والمقارنة هذه تؤكد لنا على أن مخطوطة الظاهرية هي لابن الجزار مرة أخرى ، وتبين لنا مدى اتساع معلومات ابن الجزار وتعمقها مع الأيام.

وهكذا فكتاب « في المعدة وأمراضها ومداواتها » هو أول كتاب كرس لهذا الموضوع الهام ، وافتتاح اختصاص « أمراض جهاز الهضم » وهو تجميع ، وتدقيق ، وتصحيح ، واضافة ، للمعلومات الطبية المتعلقة بهذا الاختصاص في ذلك الزمان.

٧١
٧٢

تشريح وفيزيولوجيا المعدة

حسب مفاهيم الطب العربي

التشريح

الحد : المعدة هي عضو الهضم الأول.

الموقع : للمعدة فم أو فؤاد CARDIA ، وجرم ، ومخرج هو البواب ويقع في فم المعدة مقابل الذيل الخنجري (ذيل عظم القص أي APOPHYE XYPHOIDE هو مائل الى الجانب الأيسر ، لأن الكبد تشغل الجانب الأيمن.

أما جرم المعدة فهو موضوع على الصلب ، وقعرها مائل الى الجانب الأيمن.

الشكل : شكلها شبيه بأكرة متطاولة ، تبتدىء من ضيق وتنتهي الى سعة.

وهذا الشكل خاص بمعدة الانسان ، وان أنت توهمت قرعة مستديرة طويلة العنق يتصل بها من أسفلها عنق آخر كنت قد لاحظت هيئة المعدة ، ولها في هذا الموضع منفذ يسمى البواب ، وهو أضيق من منفذها الأعلى ، فحيث هي أوسع فمجراها اضيق ، وحيث هي أضيق فمجراها أوسع. وذلك أنه اذا احتوت المعدة على الطعام انضم وانغلق هذا المنفذ حتى لا يخرج منه شيء ولا الماء حتى يتم الهضم ثم ينفتح حتى يصير ما في المعدة الى الامعاء. واستدارتها من قدام ظاهرة ، ومن جهة الصلب مسطحة وهي مربوطة من هذه الجهة برباطات كثيرة سلسة. وهي مربوطة مع الفقار ومع غيره من الأحشاء ربطة وثيقة تمسكه.

٧٣

البنية : لها من داخل عصبانية (ألياف عضلية) طولانية موافقة لانتاج طبقة المرىء الداخلة. ولكن قوامها أصلب ، وانتساجها أضيق. وأبلغها في ذلك فمها ، ثم يقل فيها ذلك على التدريج الى أسفل حتى اذا كان قعرها وجد هناك جوهر لين لحمي.

وراء هذه الطبقة : طبقة اخرى ، ملتصقة بها ، التصاقا يوهم أنهما واحدة ذاهبة ورابا.

وأخرى : خارجة لحمية ذاهبة عرضا ، وتحيط بها بعد ذلك طبقة شبيهة بنسيج العنكبوت.

ولها بطانة (خمل) وهي غشاء ممتد الى آخر المعدة آتيا من الغشاء المجلل للفم. (٣)

التروية : تغتذي المعدة من وجوه ثلاثة (٣):

أحدها : بما يتحلل به الطعام ويعد فيها.

والثاني : بما يأتيها من غذاء في العروق المذكورة.

والثالث : بما ينصب اليها عند الجوع الشديد من الكبد دم أحمر نقي فيغذوها.

وتأتي الى المعدة عروق كبدية بعضها غير نافذة الى تجويفها ، وهي قليلة. وبعضها نافذة بفوهاتها مصاصة لصفو الكيلوس ، وهي اكثر من الأول. لأن الاورطي النازل يتفرع عنه شريانان يأتيان الحجاب الحاجز ويتفرقان يمنة ويسرة ، وبعد ذلك تتفرق شرايين عديدة في المعدة والطحال والكبد.

التعصيب : بواسطة الزوج السادس القحفي.

ينبت الزوج السادس من مؤخر الدماغ حيث طرفا الدرز اللامي. وقوامه أصلب مما قبله من أعصاب الدماغ وينقسم الى ثلاثة شعب متى برزت خارج القحف واحدة في عضل الحلق ، وثانية في أصل اللسان ، وثالثة للعضلة العريضة التي على الكتف. وينحدر في العنق ملاصقا للشريان السباتي ثم ينحدر الى أسفل ويجاور الحنجرة فيعطيها العصب الراجع. ثم اذا مر بالرئة تشعب منه شيء فيها ثم انه يخرق الحجاب وينحدر الى اسفل فاذا حاذى فم المعدة انبث معظمه وأعطاه حسابه. يكون الشعور بعوز الغذاء. ثم ان باقيه

٧٤

يتفرع في الأحشاء(٤).

وبهذا (أي العصب السادس) يكون الاحساس بشهوة الطعام ، وخص هذا العضو بهذه الشهوة ، وذلك لأن ما عداه من أعضاء البدن ينتهي جذبها اليه وهو لم يجذب من غيره. فاحتاج أن يكون له شعور بعوز الغذاء ليحث الانسان على طلبه. وصار عصبه دماغيا وليس نخاعيا مع أنه أقرب اليه وذلك لقوة حس الدماغ.

المجاورات : تقول بعض الكتب العربية نقلا عن جالينوس أن الكبد يحيط بالمعدة بزوائده الخمسة (فصوصه) كأصابع اليد ، الى اليمين. ويحدد بقراط عدد هذه الفصوص أيضا بخمسة. ونحن نعلم حاليا أن لها فصان فقط.

والجدير بالذكر أن المجوسي * يشك في قول الفاضلين فيقول بأن تشكل الكبد ليس واحدا عند كل الناس ، بل منهم من كبده تحتوي على فصين أو ثلاثة أما المرارة فلها مجريان : أحدهما يتصل بالكبد ، والآخر يمر الى أسفل فاذا قارب أواخر المعدة انقسم الى قسمين غير متساويين : أصغرهما يتصل بأسفل المعدة ، والأكبر بالمعي الاثني عشر. وربما كان العكس ، وصاحب هذه المعدة يشكو دوما من تهوع وغثيان.

والطحال الى يسار المعدة ، ويلي تقعيرها. يتصل به مجريان أحدهما يشارك به الكبد واتصاله بها من أسفلها ، فيه تنصب السوداء اليه.

والآخر متصل بفم المعدة وفيه تنصب السوداء اليه وتجويف هذا المجرى أضيق من تجويف الأول.

ويقوم الطحال بتنقية الدم من الخلط الأسود وخزنه الى وقت الحاجة لدفعه الى فم المعدة لأجل تنبيه شهوة الطعام.

____________________

(*) والمؤسف أنه ، وان أدرك خطأ جالينوس ، لكنه لم يجرؤ على تكذيبه كما فعل البغدادي ، اذ يقول : « والحس أقوى دليلا من السمع. فإن جالينوس وان كان في الدرجة العليا من التحري والتحفظ فيما يباشره ويحكيه فإن الحس أصدق منه » (كتاب الافادة والاعتبار ـ ص : ٧٤ من طبعة سلامة موسى).

٧٥

والطحال مائل الى الجهة اليسرى. وصار وضعه في الجانب الأيسر ، لأن هذا الجانب أقل شرفا من الأيمن.

ومن قدام يجاور المعدة : الثرب ، وهو يبتدئ عند فم المعدة وينتهي عند الامعاء ، وهو ملتحم بها. وفوق الثرب غشاء أي الصفاق (البريطوان) وفوقها المراق وعضلات البطن(٦).

ومن خلف : لحم الصلب.

ومن أسفل : الكليتان والمثانة.

ومن فوق : القلب عبر الحجاب الحاجز.

الفيزيولوجيا

ان للمعدة مثل باقي الأعضاء أربعة قوى(٧) :

قوة جاذبة : تجذب الطعام اليها وهي : حارة يابسة وتتناسب مع الطبقة الباطنة الطولية.

وقوة ماسكة : تمسك بالطعام فيها وهي : باردة يابسة وتتناسب مع الطبقة المؤربة.

وقوة هاضمة : تقوم بتحويل الطعام الى كيلوس وهي : حارة رطبة.

وقوة دافعة : تدفع بالكيلوس الى الأثني عشر وهي : باردة رطبة وتتناسب مع الطبقة الخارجة المستعرضة.

وتعمل هذه القوى بشكل متوازن منسجم وهي الحالة الطبيعية أي المعتدلة. واذا اضطربت نجم عن ذلك الأمراض المختلفة.

وفي المعدة عروق تمتص صفو الكيلوس لتذهب به الى الكبد. وتوجد عروق أخرى تمتص الكيلوس من الأثني عشر والمعي الدقيق لتذهب به الى الكبد أيضا وهذا هو الهضم الثاني.

ثم تمتص عروق أخرى ما تبقى من القولون والمستقيم وهو الهضم الثالث. تجتمع كل هذه العروق لتشكل وريد الباب (أو باب الكبد) وهو لا يحتوي دما(٨) وهو الذي يأتي بالكيلوس الى الكبد لينطبخ فيها ويتحول الى دم ليخرج منها بالوتين أو الأجوف ، الذي يتشعب ايضا في جرم الكبد الى

٧٦

شعب كثيرة تجذب الغذاء ثم يخرج من الكبد.

تشريح العرق المسمى بالباب (باب الكبد) :

ينقسم الجزء الذي يلي تقعير الكبد الى ثمانية أقسام(٩) :

اثنان صغيران ، وستة أعظم.

الصغيران : الأول : يتصل بالأثني عشر ، وقد يتشعب شعبا تتفرق في البانقراس.

الثاني : يتفرق في أسافل المعدة والبواب.

الستة الكبيرة : الأول : يأتي ناحية الطحال ، تذهب منه شعب الى البانقراس. ثم ينفذ في الطحال. ولكن قبلا ترجع منه شعبة تنقسم في الجانب الأيسر من المعدة لتغذوه.

وفي الطحال ينقسم الى صاعد ونازل :

الصاعد : شعبة منه تذهب لتغذية القسم العلوي من الطحال ، والباقي يبرز حتى حدبة المعدة وينقسم الى قسمين أحدهما يتفرق في ظاهر يسار المعدة ، والثاني يغور في فم المعدة لبعث الشهوة فيها.

النازل : يغذي النصف السفلي من الطحال.

الثالث : يتشعب حول المعي المستقيم ليمتص ما في الثقل.

الرابع : يتفرق كالشعر في يمين حدبة المعدة.

الخامس : يتفرق حول معي القولون.

السادس : يتفرق حول الصائم واللفائف الدقيقة المتصلة بالأعور.

المصادر

١ ـ ابن القف أبو الفرج : العمدة في الجراحة ـ طبعة حيدر أباد الدكن ج ١ ـ ص : ١١٠.

٢ ـ الرازي محمد أبو بكر بن زكريا : المنصوري ـ مخطوطة معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ـ ص :

٣٦.

٣ ـ ابن سينا الحسين بن عبد الله : القانون ـ طبعة بولاق ـ اوفست المثنى ببغداد ـ ج ٢ ـ ص : ٢٨٣.

٤ ـ المصدر رقم / ١ / ج ١ ـ ص : ٩٢.

٥ ـ الجوسي : علي بن عباس ـ الكتاب الملكي ـ طبعة بولاق ـ ١٨٨٢.

٦ ـ المصدر رقم ٣ ، ص : ٢٨٥.

٧ ـ ابن الجزّار أحمد بن ابراهيم : في المعدة وأمراضها ومداواتها ـ مخطوطة الظاهرية رقم طب ١٩ ـ ورقة ٢ وجه.

٨ ـ المصدر رقم ٢ ـ ص : ٣٧.

٩ ـ المصدر رقم ٣ ـ : ج ١ ـ ص : ٦٢.

٧٧

ـ رسم ملون لجهاز الهضم وجريان الدم

(بريشة المحقق مأخوذ عن رسم يزين احدى نسخ كتاب « القانون » لابن سينا المحفوظة في معهد الويلكم في لندن).

٧٨

يقول شاخت وبوزورث في كتابهما « تراث الاسلام » المترجم والمنشور في الكويت (القسم الثالث ، ص : ١٢٨ ـ ١٢٩) :

« وأخيرا لا بد لنا من أن نذكر مثالا فريدا لتأثير التراث الاسلامي على الغرب. ذلك أن مؤسس علم التشريح الحديث اندرياس فيساليوس Andreas Vesalius نشر عام ١٥٣٨ م « جداوله » التشريحية الستة كدراسة تمهيدية لمؤلفه الرئيسي المعروف باسم « الصنعة ») FABRICA (الذي كتبه عام ١٥٤٣ ، وقد ورد في النص اللاتيني لهذه الجداول عدد كبير من المصطلحات العربية ، والعبرية ، بل أن بعض المصطلحات كتبت بحروف عبرية ..

وهكذا حملت جداول فيساليوس التشريحية التراث العربي في الطب الى مطلع العصور الحديثة ».

٧٩

العنوان والصفحة الاولى لكتاب في الطب منسوب الى جالينوس ، مترجم من الاغريقية الى العربية. واسم المترجم العربي مكتوب بحروف عبرية ، والنسخة اللاتينية من عمل اندرياس فيساليوس (١٥٣٨) وتضم ست لوحات تشريحية. ويظهر في أيسر اللوحة : الكبد كمنتج للدم ، ويخرج منه كما يقول الرسم الشريان البابي بحسب تصور جالينوس ـ الرسمان الصغيران الى اليمين يمثلان الاعضاء التناسلية (الرسم العلوي للذكر والسفلي للأنثى).

لا حظ الشبه الشديد مع الصورة الملونة العربية.

٨٠