كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها

أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد ابن الجزّار القيرواني [ ابن الجزّار ]

كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها

المؤلف:

أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد ابن الجزّار القيرواني [ ابن الجزّار ]


المحقق: سلمان قطابة
الموضوع : الطّب
الناشر: دار الرشيد للنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٦٩

صنوف في العلل ، فكلما أجبتهم لم يفقهوا قولي. فقلت لهم : انما أنتم بقر وليس معكم من الانسانية إلاّ الاسم. فبلغ الخبر أبي عبد الله فلما دخلت عليه قال لي : تقابل اخواننا المؤمنين من كتامة بما لا يجب وبالله الكريم ، لو لا أن عذرك بأنك جاهل بحقهم ، وبقدر ما صار اليهم من معرفة الحق وأهل الحق لأضربن عنقك ».

والذي أعتقده أن الحكاية هذه أيضا من اختلاق الاسرائيلي الذي ربما فكر في أهل كتامة ما قاله ، ولكنه لم يقله ، إذ لا يعقل أن يقوم بذلك وهو غريب مصري ، بين قوم من الأشداء البطاشين المتنفذين.

ولكن القصة هذه تصف مقدار الجهل والتفاهة اللتين كانتا سائدتين في بلاط امراء الفاطميين وحاشيتهم ، كما أن ذكر ابن الجزّار لهذه القصة بالذات يؤكد على أن نظرته الى أولئك الناس كانت مثيلة لنظرة أستاذه ، فلا عجب وهو رجل العلم والفضيلة أن ينزوي ويبتعد عن تلك المجتمعات.

وتروي حادثة تؤكد وجهة نظري هذه ذكرها ابن جلجل (٣٠)وعنه أخذها ابن أبي أصيبعة(٣١) « قال الذي حدثني : فكنت عنده ضحوة نهار إذ أقبل رسول النعمان القاضي بكتاب شكره فيه على ما تولى من علاج ابنه ، ومعه منديل بكسوة ، وثلاثمائة مثقال. فقرأ الكتاب وجاوبه شاكرا ولم يقبض المال ولا الكسوة ، فقلت له : يا أبا جعفر رزق ساقه الله اليك. قال لي : والله لا كان لرجال معد قبلي نعمة ».

كذلك إذا عدنا الى مقدمات كتبه وجدناها تختلف عن العادة المتبعة من قبل المؤلفين في ذلك الزمان. فلقد اعتاد هؤلاء اهداء كتبهم الى الأمراء والسلاطين مع سيل من المديح ، كذلك فقد كان بعضهم يمتدح نفسه شارحا الصعوبات التي لاقاها في جمع تلك المعلومات وتصنيفها الخ ...

أما ابن الجزار فلا نجد عنده شيئا من هذا.

إذ يبدأ كتابه « سياسة الصبيان وتدبيرهم » (٣٢)هكذا : « باسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال أبو جعفر أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد : ان معرفة سياسة الصبيان وتدبيرهم باب عظيم الخطر ، جليل القدر .. ».

٢١

ويبدأ كتابه « في المعدة وأمراضها ومداواتها » (٣٣)هكذا : « كتاب في المعدة ألفه للسيد الأمير ولي عهد المسلمين بن أمير المؤمنين عبده أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد المتطبب. قد علم خاصة الناس وكثير من عامتهم أن أكثر الناس فضلا وأعظمهم قدرا ، أظهرهم للخير فعلا ، وأسبغهم على الناس نعما ، وأن أسعد الناس طرا جدا وأوفرهم حظا من صرف رأيه وهمته ولطيف عنايته الى الاجتهاد .... ».

وكلمته هذه كأنما تعتذر عن الاهداء الى الأمير ، واصراره على أن القيمة الكبرى تعود الى من يعمل في الاجتهاد فكره وأنه يضع رتبة العلم فوق كل المراتب.

ويزيد عجبنا واعجابنا إذا ما علمنا أن السلاطين الفاطميين كانوا يحبطون أنفسهم بهالة قدسية حرصوا على تعظيمها من ذلك قول المعز في رسالة وجهها الى الحسن الأعصم القرمطي(٣٤) « أنا كلمات الله الأزليات ، وأسماؤه التامات ، وأنواره الشعشعانيات ، وأعلامه النيرات ، ومصابيحه البينات وبدائعه المنشئآت ، وآياته الباهرات ... » كما كان الخلفاء يلقبون بألماب كثيرة منها : امام ، وصاحب الزمان ، وسلطان ، والشريف القاضي ، وكانوا يقرنون اسم الله سبحانه وتعالى بأسمائهم فنجد : المعز لدين الله ، العزيز بالله ... ».

وكان يفحص مرضاه ، وقد أقام غلاما في سقيفة أقامها على باب داره ، وكان الغلام يدعى رشيقا ، وهو من الأسماء المستعملة بكثرة في العائلات التونسية في ذلك الزمان ، فكان بعد أن يفحص المريض يكتب له الوصفة فيدفعها المريض الى رشيق الذي أعد بين يديه جميع الدهانات والأشربة والأدوية فيعطيه الأدوية حسب الوصفة ويقبض الأتعاب. وذلك تنزها من قبل ابن الجزار أن يأخذ من أحد شيئا.

ولا بد أن من اتصف بهذه الصفات أن يعطف على الفقراء وأن يهتم بهم ويطببهم مجانا في أكثر الأحيان ، ودليلنا أنه كرس للفقراء كتابا خاصا أسماه « طب الفقراء » وقال عنه ياقوت(٣٥) « وكان له معروف كثير ، وأدوية يفرقها على الفقراء ».

٢٢

ولا نعلم إذا تزوج وأنجب أولادا أم لا؟ والأغلب أنه لم يفعل شأنه شأن كبار العلماء كابن سينا والرازي وابن النفيس وغيرهم. وربما بسبب كثرة مرضاه ، فقد كسب مالا جيدا استطاع به أن يؤمن لنفسه حياة رغيدة بدليل أنه كان يذهب كل صيف للاستجمام في الموناستير الواقعة على شاطيء المتوسط والمشهورة بلطف مناخها ووجود رابطة فيها كانت مكانا للعباد والزهاد.

واقتنى الكثير من الكتب حتى وجد في بيته بعد وفاته ، على حد قول ابن جلجل (٣٦)، خمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها ، ووجد لديه أربعة وعشرون ألف دينار.

ولا شك أن في هذه الأرقام بعض المبالغة ، كما هي العادة لدى المؤرخين القدامى بشكل عام ، ولكنها تدلنا على مدى مبلغ غناه ، ومبلغ زهده في قلة صرف المال ، ومبلغ اهتمامه بالعلم وباقتناء الكتب.

ولعل زهده نابع عن ايمانه وعن يقينه بتفاهة الحياة الدنيا يدلنا على ذلك كتابه « رسالة الى بعض اخوانه في الاستهانة بالموت ».

أما مؤلفاته فتدل على سعة ثقافته ، وعلو باعه في ميادين كثيرة إذ تناول الى جانب المواضيع الطبية مواضيع أخرى : كالفلسفية ككتابه « رسالة في النفس وذكر اختلاف الاوائل فيها » وفي التاريخ ككتاب « التعريف بصحيح التاريخ » ، وكتاب « أخبار الدولة » .. وفي الثقافة العامة ككتاب « الفصول في سائر العلوم والبلاغات » وكتاب « نصائح الأبرار » أما كتبه الطبية فمنها ما يلفت النظر بشكل خاص :

أولها : رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه.

ولا بد أنها كانت ذات قيمة ومن المؤسف أنها لم تصلنا ، لأن القليل من المؤلفين العرب من تعرض الى هذا الموضوع.

وكان الرازي قد كتب مقالة في العلة التي من أجلها يعرض الزكام لأبي زيد البلخي في فصل الربيع عند شمه الورود(٣٧). فهل لها علاقة برسالة الرازي؟.

٢٣

كذلك فله كتاب « في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها » وهو موضوع كتاب الرازي « ما الفارق ، أو الفروق ، أو كلام في الفروق بين الأمراض »(٣٨).

ومما يلفت النظر في قائمة مؤلفاته كتاب « مجريات الطب » (ولعله نفسه كتاب : المختبرات المذكور في القائمة) والعنوان يذكرنا بعنوان كتاب الرازي : « التجارب أو جراب المجربات »(٣٩).

ولا نستطيع الجزم في العلاقة بين الاثنين بسبب فقدان كتب ابن الجزار. ولكن هذا يؤكد الاتصال الذي كان قائما بين الشرق والغرب.

وهنا يطرح السؤال نفسه أيضا عن العلاقة بين الاثنين خاصة وأن الرازي توفي عام ٣١٣ ه‍ / ٩٢٥ م أي ربما قبل ولادة ابن الجزار أو بعدها بقليل. وسنتعرض لباقي مؤلفاته الطبية في فصل خاص.

ولا بد لعالم كابن الجزار ، بلغ ذلك الشأن ، وذلك المقام أن يكون له تلامذة وأن تجاوز شهرته حدود بلاده ومن تلامذته الذين اشتهروا حتى استحقوا أن يذكر ابن جلجل أسماءهم في طبقاته : أبو حفص عمر بن بريق(٤٠) الذي قصد القيروان وظل فيها ستة أشهر تتلمذ على يدي ابن الجزار ، وهو الذي أدخل الى الأندلس كتاب « زاد المسافر » وخدم الناصر عبد الرحمن (٣٠٠ ـ ٣٥٠ ه‍).

أما شهرته فقد جاوزت حدود بلاده بدليل أن التميمي (أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحكيم المقدسي ثم المصري التميمي)(٤١) المتوفى حوالي عام ٣٧٠ ه‍ / ٩٨٠ م وكان معاصرا لابن الجزار ، ذكره في كتابه الشهير « المرشد ».

ويقول لوسيان لوكلير(٤٢) « كتاب المرشد ، نسيه ابن أبي أصيبعة ، مع أنه كتاب ذو قيمة كبرى ... ويعالج الفصل الرابع عشر موضوع الأحجار ونجد فيه ذكرا لابن الجزّار ، مما يبرهن على شيئين : ان هذا المؤلف ربما كتب رسالة عن الأحجار ، وان المصنفين نسوا ذكره ، وانه كانت توجد علاقات ما بين المغرب والمشرق ، إذ كان ابن الجزّار معاصرا للتميمي ».

٢٤

ويذكره ابن البيطار(٤٣) في مواضع عديدة من كتابه بل ويستشهد بكلمة من كتاب ابن الجزار « عجائب البلدان ».

أما كتبه الأخرى وخاصة التاريخية منها فقد أخذ عنها الكثيرون أمثال : ابن أبي أصيبعة وياقوت الحموي ، والقاضي عياض ، والمقريزي ، وأبو عبيد البكري(٤٤).

وقد كرس علي بن رضوان (٩٨٦ ـ ١٠٦٧ م) فصلا خاصا(٤٥) من كتابه « في دفع مضار الأبدان عن أرض مصر » للرد على كتاب « في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه » وهو الفصل الخامس وعنوانه « في أن أكثر ما أعطاه ابن الجزّار في الباب الأول من كتابه أن العلة في مرض الذين وفدوا من المغرب الى مصر هو كثرة اختلاف هواء مصر ».

٢٥

المصادر

١ ـ حسن حسني عبد الوهاب ورقات عن الحضارة العربية بافريقية التونسية ـ مكتبة المنار ـ تونس ١٩٧٢ ـ ج‍ ١ ـ ص : ٢٤٠ / ج ١ ـ ص : ٢٣٣ ـ ٢٤٤.

٢ ـ ابن عذارى المراكشي : كتاب البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ـ تحقيق ومراجعة : ج‍. س. كولان و. ليفي بروفنسال ـ دار الثقافة / بيروت ـ ج‍ ١ ص : ٢٣٧.

٣ ـ الاندلسي صاعد : طبقات الأمم عن المصدر رقم ٢٣ ص : ٢٢.

٤ ـ ابن جلجل ، أبو داوود سليمان بن حسان الأندلسي : طبقات الأطباء ، والحكماء تحقيق : فؤاد سعيد ـ مطبعة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية القاهرة ـ ١٩٥٥ ـ ص : ٨٨.

٥ ـ ابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء في طبقات الأطباء ـ شرح وتحقيق : د. نزار رضا ـ منشورات مكتبة الحياة ـ بيروت ١٩٦٥ ـ ص : ٤٨١.

٦ ـ الحموي ياقوت : معجم الأدباء ـ مطبوعات دار المأمون ـ مكتبة عيسى البابي الحلبي ـ القاهرة ـ ش : ١٣٧.

٧ ـ الصفدي صلاح الدين خليل بن ايبك : كتاب الوافي بالوفيات ـ فيسبادن ـ بيروت ١٩٧٢. ج : ٦ ـ ص : ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

٨ ـ حاجي خليفة : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ـ ١٩٤١ ـ ص : ٧٠.

٩ ـ Lucien LECLERC : Histoire de Ia medecine Arabe ـ Tome I. P. ٤١٣

١٠ ـ G. Sarton : Introduction to the history of Science Rebert Krieger Publishing company ـ Hutington P : ٦٨٢ N. Y. ١٩٧٥.

١١ ـ G. Brokelmann : Geschichte der Arabischen Litteratur. Tome ١ ـ P. ٢٧٤.

١٢ ـ Fud Sezgin : Geschichte des Arabichen Schrifttums : Leiden,E. J. Brill.

١٣ ـ المرجع رقم ١ ـ ش : ٣٠٦ ـ ٣١٢.

١٤ ـ المقريزي تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي : كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار دار صادر ـ بيروت ـ طبعة جديدة بالاوفست ، ص : ١٣٢ ـ ١٣٣.

١٥ ـ الجزري ابن الأثير أبو الحسن علي بن أبي الكرم : الكامل في التاريخ ـ المكتبة التجارية الكبرى ـ مطبعة الاستقامة ـ القاهرة.

١٦ ـ المرجع رقم ٩ ـ ص : ٤١٣.

١٧ ـ د. حسن ابراهيم حسن : تاريخ الدولة الفاطمية ، مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة ـ الطبعة الثانية ـ ١٩٥٨ ـ ص : ٩٢.

١٨ ـ د. الجاسر محمد طه : التحذير والانعاش في تاريخ الطب عند العرب ـ مجموعة أبحاث للندوة العالمية الاولى لتاريخ العلوم عند العراب ـ معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ـ مطبعة الجامعة ١٩٧٧ ـ ص : ٦٢١.

٢٦

١٩ ـ المرجع رقم ٤ ـ ص : ١٠٧.

٢٠ ـ الدكتور سلمان قطاية : مخطوطات الطب والصيدلة في المكتبات العامة بحلب ـ معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ـ المطبعة الحديثة بحلب ١٩٧٦ ـ ص : ٣٢١.

٢١ ـ المرجع رقم ٤ ـ ص : ٨٨.

٢٢ ـ القاضي ابن خلكان : كتاب وفيات الأعيان وأنباء الزمان ـ المطبعة الميمنية بمصر ـ القاهرة أحمد البابي الحلبي ـ ١٣١٠ ه‍. ج‍ ١ ـ ص : ٥١٤ ـ ٥١٥.

٢٣ ـ ابن الجزّار القيرواني : سياسة الصبيان وتدبيرهم ـ تحقيق وتقديم : د. محمد الحبيب الهيلة ـ الدار التونسية للنشر ـ تونس ـ ١٩٦٨. ص : ٣٤.

٢٤ ـ المصدر رقم ٤.

٢٥ ـ المالكي أبو بكر عبد الله بن أبي عبد الله : كتاب رياض النفوس ص : ٣٣.

٢٦ ـ المصدر رقم ١ ، ص : ٣٠٩.

٢٧ ـ المصدر رقم ٤.

٢٨ ـ المصدر رقم ٦ ، ص : ١٣٦.

٢٩ ـ المصدر رقم ٥ ، ص : ٤٨٠.

٣٠ ـ المصدر رقم ٤.

٣١ ـ المصدر رقم ٥.

٣٢ ـ المصدر رقم ٣٢ ، ص : ٥٧.

٣٣ ـ مخطوط المكتبة الطاهرية رقم الورقة ١ ظهر.

٣٤ ـ المصدر رقم ١٧ ، ص : ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

٣٥ ـ المصدر رقم ٦ ، ص : ١٣٧.

٣٦ ـ المصدر رقم ٤ ، ص : ٨٩.

٣٧ ـ فريدرون. ر. هاوود. سلمان قطاية : تقرير الرازي حول الزكام المزمن عند تفتح الورد ـ مجلة تاريخ العلوم العربية ـ معهد التراث العلمي العربي مجلد : ١ ، عدد أيار ـ ١٩٧٧ ص : ٥٧ ـ ٦٣.

٣٨ ـ الرازي أبو بكر : ما الفارق ، أو الفروق ، أو كلام في الفروق بين الأمراض ، ـ تحقيق : د. سلمان قطاية ـ معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب مطبعة الجامعة ـ ١٩٧٨.

٣٩ ـ Dr. A. Z. ISKANDAR : A Catalogue of Arabic Manuscripts on Medecine and Science ـ The ـ Welcome Institut of the History of Medecine : London ١٩٦٧ ـ Pp ١١٦ ـ ١١٧ ..

٤٠ ـ المصدر رقم ٤ ، ص : ١٠٧.

٤١ ـ المصدر رقم ٢٠.

٤٢ ـ المصدر رقم ٩ ، ج‍ : ١ ـ ص : ٣٨٠.

٤٣ ـ ابن البيطار : الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ج‍ : ٢ ـ ص : ١٦٧.

٤٤ ـ المرجع رقم ١ ، ص : ٣٢٢.

٤٥ ـ ابن رضوان علي : « كتاب في دفع مضار الأبدان عن أرض مصر » مخطوط دار الكتب في القاهرة رقم : ١٠١ ط.

٢٧
٢٨

مؤلفات ابن الجزّار

٢٩
٣٠

مؤلفاته

ذكر منها ابن أبي أصيبعة (١) ٢٧ كتابا ، تناقلها من بعده الكثيرون أمثال حاجي خليفة (٢) ولقد أضاف البعض عليها مما وجدوه هنا وهناك في الكتب المختلفة بحيث بلغ عددها عند حسن حسني عبد الوهاب(٣) : ٣٧ ، وعند محمد الحبيب هيلة (٤): ٤٤. نسرد منها ما وصل الينا معتمدين في ذلك على قائمة فؤاد سيزكين(١٠) :

١ ـ كتاب اعتماد الأدوية المفردة ، وهو من الكتب المفردة ، وهو من الكتب المشهورة في الغرب جدا ، وقد ترجمه الى اللاتينية اسطفان السرقسطي Stephanus de Gaesaruguste تحت عنوان :

Liber Frduciae de simplicibus Medicinis وترجم مرة أخرى الى اللاتينية والى العبرية.

وكان قسطنطين الافريقي قد انتحله لنفسه ، وكان شتاين شنايدر أول من اكتشف هذه السرقة. وكان اسمه Liber de Gradibus والكتاب هو نفسه ما عدا العنوان فقد تغيّر.

المخطوطات العربية المتبقية موجودة في :

مكتبة أياصوفيا تحت الرقم : ٣٥٦٤ (المقالات الثلاث الأولى اما الرابعة فهي غير موجودة اعتبارا من الورقة ١٤٠ وما يليها. منسوخ عام ٥٣٩ هجرية).

في مكتبة لورانس في فلوراسنا (تحت الرقم : ٣٧٤١٢٥٦) الورقة ١٩٠ وما يليها ، القرن السادس للهجرة).

المتحف البريطاني في لندن رقم ٤ / ٣٨٣٢ (قطعة واحدة ، الورقات : ٤١ ـ ٥٧ ، عام ١٠٨١ هجرية).

٣١

مكتبة الجزائر تحت الرقم ٣ / ١٨٣٦ (الورقات ١١٣ ـ ٢١٦ ، القرن العاشر للهجرة).

وورد في كاتالوج الأب سباط الحلبي أن لدى(٧) عائلة الجراح بحلب نسخة أيضا. وكان الأب سباط قد كتب قائمته هذه في الثلاثينات ، وكان معظم ما ذكره في حوزة العائلات الحلبية المسيحية ، الاّ أن غالبية المخطوطات هذه لم تعد موجودة في حلب ، على ما نعلم ، لأسباب عدة : اما لأن تجار الكتب قد باعوها للاجانب مباشرة أو عن طريق بيروت ، بعد اغراء أصحابها ، واما أنها أهديت لبعض رجال الدين الذين أهدوها بدورهم الى بعض المكتبات الدينية في لبنان * ، أو على الأكثر الى مكتبة الفاتيكان حبا في التقرب من كبار المسؤولين فيه طمعا في الترفيع والحوز على الرتب والألقاب.

وهكذا فلم تبق في حلب من الكتب في المكتبات المسيحية الطائفية الاّ المكتبة المارونية لأن مؤسسها المطران جرمانوس فرحات أوقفها وقفا مؤبدا على كنيسة مار الياس بحلب(٨).

ومهما يكن من أمر فاعتقد أنه لا يزال في حلب وفي حوزة العائلات المسيحية والمسلمة بشكل خاص مخطوطات كثيرة ، ولكن أصحابها لا يصرحون بها اما خيفة أن تضع الدولة يدها عليها فتصادرها أو تمنع خروجها من القطر ، أو رغبة في الحفاظ عليها كذكرى من الآباء والأجداد ، أو طمعا ببيعها الى الأجانب بأسعار فاحشة اذا ما اضطرتهم الظروف الى احتياج المال ، ولقد اطلعت شخصيا على بعض منها.

ومكتبة الرباط تحت الرقم ١١٢١.

وفي الظاهرية بدمشق كتاب يحمل اسم « طبائع العقاقير على مذهب ابن الجزّار » ورقمه طب : ٣٢. وهو عبارة عن قسم من المقالة الرابعة يبدأ بالورقة ٧٦ (نسخ عام ٧١ ه‍) (٩).

عدا عن اهتمام الكتاب بالعلوم الطبيعية فهو يهتم أيضا بالناحية اللغوية

____________________

(*) امثال مكتبة دير الشرفة والمكتبة الشرقية ببيروت.

٣٢

وذكر المترادفات وأسماء العقار بعدة لغات(١٠).

٢ ـ زاد المسافر وقوت الحاضر :

ترجمة قسطنطين الافريقي تحت اسم : Viaticum Peregrinantis وسبق أن ذكرنا ما قاله قسطنطين في مقدمة الكتاب من واجب الحذر من المقلدين والمنتحلين.

وترجم الكتاب الى العبرية عام ١١٢٤ م. ثم أعيدت ترجمته الى العبرية أيضا عام ١٢٥٩ من قبل ابن طيبون تحت عنوان : زيدات هاديراخيم.

ويقول أولمان(١١) « وهو الكتاب الذي تمتع بشهرة كبيرة في الشرق والغرب ، والغريب أنه (أي الكتاب بالنص العربي) غير محقق بعد ... وكان قد أعد ليكون كتيبا ملازما للمسافر يستعمله عند وقوعه في الأمراض وعدم وجود طبيب » *.

المخطوطات العربية :

ازمير مكتبة ميللي رقم ٢٦٦٣٦ / ٤٧٠ / ٥٠ (عدد الورقات ١٧٥ سنة النسخ ٩٧٢ ه‍).

دريسدن ٢٠٩ ، كوبنهاجن ١٠٩ (١٨٤ ورقة) البودلية ٣٠٢ (١٩١ ورقة سنة ٧٣٨ ه‍) باريس ٢٨٨٤ (نسخة حديثة لمخطوطة دريسدن) الجزائر ١٧٤٦ (الورقات ١ ـ ٧٥ ، القرن العاشر هجري) تشستربيتي ٥٢٢٤ (٥٠ ـ ٨٨ ، ١٠٥٤ ه‍).

المكتبة الطبية العسكرية في كليفلاند ١ / ٩٢ (١١٥٤ ه‍) القاهرة ٣٧ طب مخزن ٣٧ م (من ١ ـ ٣٩ ، القرن الحادي عشر هجري) ، طهران مكتبة ماليك ٤٤٨٧ (٩٩٤ ه‍) الرباط ١٧١٨ (١ ـ ٢٢٢) حضرموت (١١٥٨ ه‍) الاسكوريال ١ / ٨٥٢(١٢).

ويعتقد سيزكين واولمان أن ابن الجزّار اعتمد على كتاب روفوس

____________________

(*) يرمز الأطباء المعرب للحياة بالسفر وللقوى بالزاد الذي على الانسان أن يحتفظ به بشكل جيد حتى نهاية حياته. ونعتقد أن عنوان كتاب ابن الجزّار جاء من هذا المعنى بالاضافة الى السفر الاعتيادي. (انظر خاتمة كتاب تقويم الابدان لابن جزلة والفصل الأخير من كتاب غنى ومنى للقمري).

٣٣

الافسي Rufus d\'Ephese وطبع الكتاب بترجمة اللاتينية مرتين.

ونشرت بعض من أقسامه في دراسات كثيرة(١٣).

وذكر أولمان(١٤) أنه يحتوي على الأجزاء التالية :

الكتاب الأول : أمراض الرأس.

الكتاب الثاني : أمراض العنق.

الكتاب الثالث : أمراض أعضاء التنفس.

الكتاب الرابع : أمراض المعدة والأحشاء.

الكتاب الخامس : أمراض الكبد والكلية.

الكتاب السادس : أمراض الأعضاء التناسلية.

الكتاب السابع : أمراض الجلد.

٣ ـ طب الفقراء والمساكين : توجد المخطوطات العربية في المكتبات التالية : الغوطا رقم ٢٠٣٤ (الورقات ١ ـ ٢٦) الاسكوريال ٢ / ٨٥٧ (الورقات ٦١ ـ ١٠١ ، ٩٠٧ ه‍) بورصة هاراجي ١ / ١١٢٦ (١ ـ ٤٨ ـ ٨٠٥ ه‍) كامبريدج رقم : ١٢ / ١٠٢١. الورقات ١ ـ ٢٦ ، ١١٢١ ه‍) باريس ٣٠٣٨ (الورقات ١ ـ ٥٤) بغداد ، متاف ٢١٠٣ (١٤ ورقة القرن الثاني عشر للهجرة) الرباط كتاني ٩٣٨ (٨٢ ـ ١٣٤ ، ١١٢٨ ه‍) مجموعة د. حداد (بيروت) (١٥).

٤ ـ كتاب ابدال العقاقير :

الاسكوريال ٥ / ٨٩٥ (الورقات ٦١ ـ ٦٣) ، ودار الكتب المصرية القاهرة بعنوان : بدل العقاقير.

٥ ـ « كتاب « المعدة » ، أو « في المعدة » أو « في المعدة وأمراضها ومداواتها : الاسكوريال ٤ / ٨٥٢ (الورقات ٦٨ ـ ٨٩ ، ٥٧٥ ه‍) المكتبة الظاهرية طب ٩٩ (١٣٩ ورقة ، ٦٩٥ ه‍). المتحف العراقي ببغداد ١٠٣(١٦). وهذا خطأ لمخطوطة هي : طب الفقراء والمساكين.

وقد اقتبس الزهراوي وغيره من هذه المقالة في علاجهم الأمراض المعدة(١٧).

٣٤

٦ ـ كتاب سياسة الصبيان وتدبيرهم :

البندقية مكتبة مارسيانا رقم ٢٤٠ ، وفي مكتبة الاسكوريال القديمة : مجموعة من أقوال الأوائل في سياسة الأطفال.

والكتاب محقق على نسخة البندقية فقط ومنشور في تونس عن الدار التونسية للنشر عام ١٩٦٨ ، تحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة.

٧ ـ طب المشايخ وحفظ صحتهم :

خزانة أحمد خيري ـ البحيرة مصر ـ وتوجد في دار الكتب المصرية نسخة مصورة عنه رقم ل طب ٥٦٣٦.

٨ ـ كتاب في فنون الطب والعطر :

انقرة صائب ٥١٤٣ (١٨ ورقة ، القرن الثامن هجري) مكتبة وهبي ١٤٨١ (٦٢ ورقة ، ١٣٢٢ ه‍).

٩ ـ كتاب الخواص :

ذكره ابن أبي أصيبعة (١٨)، وهو محفوظ في ترجمته اللاتينية والعبرية ، ويبحث هذا الكتاب في الأدوية التي تسمى بالنوعية Specifiques والتي نسميها الآن الودية Sympathiques وذلك لأن تأثيرها ذو ميزة خاصة وغير واردة في النظرية العامة للأمراض والعلاجات.

١٠ ـ مداواة النسيان وطرق تقوية الذاكرة :

وهو كتاب موجز موجه الى السلطان ، وموجود في ترجمته العبرية (٢٠)ومن الصعب التأكد من عنوانه الأصلي. وموجود بترجمته اللاتينية(٢١).

ويقول عنه شيبيرجرت(٢٢) « ان هذه الدراسة القصيرة والتي يستشهد فيها الكاتب بمؤلف غير معروف حول الماليخوليا ، هامة جدا بعلاقتها بالترجمة اللاتينية ، وقد نشرها قسطنطين الأفريقي وانتحلها لنفسه ».

١١ ـ كتاب البغية أو كتاب في الأدوية المركبة :

جاء ذكره في فهرس الأب سباط (٢٣)وأنه ملك الجراح.

١٢ ـ كتاب في الكلى والحصى :

٣٥

أشار اليه ابن الجزار في كتابه سياسة الصبيان وتدبيرهم. وتوجد منه نسخة في المكتبة البودلية باكسفورد تحت رقم ٥٧٩ (٢٤) ويبدو أن معها أيضا نسخة من كتاب في الماليخوليا.

المؤلفات المفقودة التي لم يصل منها الينا سوى أسمائها وقد أخذناها عن مجمل المصادر المذكورة في نهاية البحث ، ونكتفي بتعدادها دون شرح خاص بها :

١ ـ الأحجار.

٢ ـ أخبار الدولة ، أو تاريخ الدولة.

٣ ـ أسباب الوفاة.

٤ ـ أصول الطب.

٥ ـ البلغة في حفظ الصحة.

٦ ـ التعريف بصحيح التاريخ.

٧ ـ رسالة في الأدوية.

٨ ـ رسالة الى بعض اخوانه في الاستهانة بالموت.

٩ ـ رسالة في التحذير من اخراج الدم من غير حاجة دعت الى اخراجه.

١٠ ـ رسالة في المقعدة وأوجاعها.

١٢ ـ رسالة في النفس وذكر اختلاف الأوائل فيها.

١٣ ـ رسالة في النوم واليقظة.

١٤ ـ زاد المسافرين في علاج الفقراء والمساكين (ولعله جزء من زاد المسافر).

١٥ ـ طبقات القضاة.

١٦ ـ عجائب القضاة.

١٦ ـ عجائب البلدان.

١٧ ـ العدة لطول المدة.

١٨ ـ الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها.

١٩ ـ الفصول في سائر العلوم والبلاغات.

٣٦

٢٠ ـ قوت المقيم.

٢١ ـ كتاب السموم.

٢٢ ـ مجريات الطب.

٢٣ ـ المختبرات.

لعلها كتاب واحد ذو علاقة مع كتاب الرازي.

٢٤ ـ مغازي افريقية.

٢٥ ـ مقالة في السجذام وأسبابه وعلاجه ترجمة قسطنطين تحت اسم :

De elephantiasis وانتحله لنفسه (٢٥).

٢٦ ـ مقالة في الحمامات.

٢٧ ـ المكلل في الأدب.

٢٨ ـ نصائح الابرار.

٢٩ ـ النصح.

٣٠ ـ كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه.

٣٧

المصادر

١ ـ ابن أبي اصيبعة : عيون الأنباء في طبقات الأطباء ـ شرح وتحقيق : د. نزار رضا ـ منشورات دار مكتبة الحياة ـ بيروت ١٩٦٥ ، ص : ٤٨٢.

٢ ـ حاجي خليفة : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ١٩٤١ ـ ص : ٧٠.

٣ ـ عبد الوهاب حسن حسني : ورقات عن الحضارة العربية بأفريقية التونسية ـ مكتبة المنار ـ تونس ـ ١٩٧٢ ـ ج‍ ١ ، ص : ٢٤٤.

٤ ـ د. الحبيب الهيلة محمد : سياسة الصبيان وتدبيرهم ـ لابن الجزار القيرواني ـ الدار التونسية للنشر ـ تونس ـ ١٩٦٨ ـ ص : ٣٦ ـ ٥٠.

٥ ـ Fusd Sezgin : Geschichte der Arabischen Schrifttums Leiben ـ E. J. Brill ـ ١ ,PP ٣٠٤ ـ ٣٠٧

٦ ـ المصدر رقم ٥ ، ص : ٣٠٤.

٧ ـ R. P Paul Sbath : Al ـ Fihrils le Caire ١٩٣٨.

Imprimerie A. Chark Lere partie P. ٧٦ NO; ٦١٧.

٨ ـ د. سلمان قطاية : المكتبات في حلب (ضياع المخطوطات) مجلة عاديات حلب ـ معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ـ الكتاب الثاني ـ ١٩٧٦ ـ ص : ١٧٠ ـ ٢٠٥.

٩ ـ د. سامي خلف حمارنة : فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية (الطب والصيدلة) مجمع اللغة العربية بدمشق ـ ص : ٤٤٤.

١٠ ـ المصدر رقم ٥ ، ص : ٣٠٥.

١١ ـ Ulmann Manfred :

Der Medizine in Islam Leiden ـ Brill ـ ١٩٧٠. P. ١٧٤.

١٢ ـ المصدر رقم ٩ ، ص : ١٣٣.

١٣ ـ المصدر رقم ٥ ، ص : ٣٠٥.

١٤ ـ المصدر رقم ١١ ، حاشية الصفحة : ١٤٧.

١٥ ـ المصدر رقم ٩ ، ص : ١٣٣.

١٦ ـ المصدر رقم ٤ ، ص : ٤٤. وهذا خطأ لأن المخطوطة هذه هي طب الفقراء والمساكين.

١٧ ـ المصدر رقم ٩ ، ص : ٢٥٦.

١٨ ـ المصدر رقم ١ ، ص : ٤٨٢.

٢٠ ـ المصدر رقم ٥ ، ص : ٣٠٦ : رقم : ١٠.

٢١ ـ G. Brockelmann : Geschichte der Arabischen Litteratur. Tome I ـ P ٢٧٥ SI. P : ٤٢٤.

٢٢ ـ Schipperges.

٢٣ ـ المصدر رقم ٧ ، ص : ٧٦ رقم : ٦١٨.

٢٤ ـ المصدر رقم ٢١ ص : ٢٧٥ رقم : ٦.

٢٥ ـ المصدر رقم ٥ ص : ٣٠٧ ـ الملاحظة في آخر البحث.

٣٨

القيروان ومدرستها الطبيّة

٣٩
٤٠