نهاية الأفكار ونزهة الأبصار

عبدالله بن قاسم الحريري الأشبيلي البغدادي

نهاية الأفكار ونزهة الأبصار

المؤلف:

عبدالله بن قاسم الحريري الأشبيلي البغدادي


المحقق: الدكتور حازم البكري
الموضوع : الطّب
الناشر: دار الرشيد للنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٣

الاسباب الممرضة الا أنا اخرنا ذكرها ] (٢٦٥) فيستفاد من هذا القول ما فات من السالف. والصحة هي اعتدال الامزجة والتراكيب. فالهواء متى خرج عن طبعه الخاص به اما الى الحر واما الى البرد او الى الرطوبة أو الى اليبس كان سببا للضرر. فان الهواء الحار فوق ما هو عليه من الحرارة يحدث (٢٦٦) في العين سوء مزاج حار وتكدر الى غيره من الامراض الحارة.

والباردة تحدث سوء مزاج بارد. وربما احدثت رمدا. والرطب يكثر فيا القذى (٢٦٧) والدموع لا سيما هي رطبة في نفس الامر. واليابس خاصة ان كان معه غبار (٢٦٨) احدث جربا ودمعة لاضراره بالعصب وتجفيفه المواد الصالحة. فالرطوبة تخرج على سبيل العصر لانضغاطها من يبسه بما احدث من القبض في التجاويف (٢٦٩) التي فيها اعضاء العين فتخرج دمعة. وان كان معتدلا على حاله الطبيعية كان سببا لتعديل مزاج العين وتعديل الروح الباصر وحفظ الصحة. واحداثها (٢٧٠) اذا كان زوالها بسبب رداءته.

فاما ما يؤكل ويشرب ان استعمل كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب كان سببا لنمو الاعضاء القابلة للنمو وتقوية العين

_________________

٢٦٥) في الاصل : (فهذه متى قدرت كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب أحدثت الصحة وحفظها. وبالضد اذا قدرت المرض وحفظته) ، وفي رأينا ان الجملة يجب أن تكون () اذا لم تقدر أحدثت المرض وحفظته. والجملة بين القوسين موجودة في الهامش بخط المؤلف ومؤشر عليها.

٢٦٦) في الاصل : فان الهوا الحاد فوق ما هو عليه من الحرارة يحلن في العين سو مزاج.

٢٦٧) في الاصل : القذا ـ بالالف الممدوده ـ

٢٦٨) في الاصل : ان كان معه عنارا احدث حربا.

٢٦٩) في الاصل : في التجايف.

٢٧٠) في الاصل : واحدثها اذا كان رذالها بسبب رداته.

١٢١

وحفظ رطوبتها الغريزية (٢٧١) وسببا لتقوية الروح الباصر. وبدلا مما يحلل من العين ومتى كان على خلاف ذلك احدث المرض وحفظه. اما في الكمية : فان كان كثيرا فتضعف القوى عن هضمه فتتولد منه فضلات. وان كان قليلا لم يخلف بدل ما تحلل ، فاختلت لذلك الاخلاط (٢٧٢) ، وسخن المزاج فينبغي ان يكون معتدلا فيما بين الكثرة والقلة في كل انسان بحسب ما يقتضيه حاله. وكذلك الماء ، فان شرب الماء الكثير والنبيذ الكثير يفجج (٢٧٣) الطعام ويضعف الهضم. والقليل لا ينفذه في مجاري الغذاء التي ينبغي أن يسلكها. واما في الكيفية فان يكون الطعام يولد خلطا صالحا. فان لم يكن كذلك ضره الماء وساير ما يشرب كذلك.

واما في الوقت : فاذا استعمل وقت الحاجة نفع. واذا استعمل قبل اشتهاء الطعام لم تسغه (٢٧٤) الاعضاء كما ينبغي وتولد فضلات.

واما في الترتيب كالحركة بعده والنوم عقبه اذا لم يأخذ في الانهضام وادخال الطعام على طعام قبل ان ينهضم الاول.

واما الحركة والسكون : فمتى كانت الحركة باعتدال كانت سببا لتنشيط القوى وذهاب الحام (٢٧٥) من العين وهضم ما فيها وتحليل ما

_________________

٢٧١) في الاصل : وحفظ رطوباتها العريزة.

٢٧٢) في الاصل : فاحتدت لذلك الاحلاط

٢٧٣) في الاصل : يعجج وهو يريد (يفجج) الطعام أي يترك فجوات بين الكتله الطعاميه في الامعاء

٢٧٤) في الاصل : واذا استعمل قبل اشتها الطعام لم تسغه الاعضاء كما ينعي والفعل ساغ لازم ومتعد. ويقال ساغ الشراب سوغا وسواغا ، سهل مدخله وسغيته ولم تسغه الاعضاء أي لم تسهل دخوله (انظر القاموس المحيط).

٢٧٥) في الاصل : وذهاب الخام من العين

والحام هو الارق والتعب. واحتمت عينه اي ارقت من غير وجع (انظر المعجم الوسيط).

١٢٢

ينبغي ان ينتقص عنها. واما اذا جاوزت الاعتدال كانت سببا للحرارة. وقد يفرط فيكون سببا للبرودة. وكما قلنا قبل بكثرة التحليل تنفتح المسالك فيسهل تحليل الروح وتجف العين أيضا. والسكون الدائم أيضا مما يكثر الحام في العين ويزيد الاخلاط ويسدد المسام ويغلظ الروح المعتدل فيستجم (٢٧٦) له القوى النفسانية وتستريح العين وتقوى افعالها.

واما النوم واليقظة : فان النوم الكثير يسرع الهضم فيكثر لذلك ارتقاء البخار فيغلظ الروح النفساني. وكذلك السهر الدائم فانه مما يحلل الروح ويضعفه ويضعف البصر. والنوم المعتدل تستجم له النفس فيكون سببا.

واما الاحتقان والاستفراغ : اما الاستفراغ الكثير فانه يضر العين ويضعف البصر لما ينقص من المواد. والاحتقان الكثير لما يكثر من البخارات يضعف البصر ويضر العين. والاعتدال يحفظ الصحة ويحدثها.

واما الاحداث النفسانية : فلا شك ان الغم والهم مما يحمي مزاج القلب فيكون سببا لترقي بخار دخاني الى العين فيحدث فيها سوء مزاج (٢٧٧) حار يابس واما ما يوقيها (٢٧٨) من الآفات : فينبغي ان تصان من الاشياء المؤذية كالغبار والدخان والاهوية الحارة والعجاج والرياح

_________________

٢٧٦) في الاصل : ويخلط الروح المعتدل يستحم له القوى النفسابنت. وقد يتكرر الخطأ في كتابة كلمة يستجم واستجمام. حيث يكتبها يستحم وبدون تنقيط احيانا

٢٧٧) في الاصل : منحلت فيها سو مزاح جار ياس ويحمى مزاج القلب اي يزيد حرارته

٢٧٨) في الاصل : واما ما يوقها.

١٢٣

الباردة السمومية. ولا يديم التحديق الى شيء لا سيما ان كان من الاعمال الدقيقة.

واعلم ان ما على العين اضر من البكاء. وينبغي ان لا يطيل نومه على القفا. والاستكثار من الجماع اضر شيء بالعين. وكذلك الاستكثار من السكر والتملي من الطعام والنوم على الامتلاء وجميع الاغذية والاشربة الغليظة المبخرات الى الرأس كالبصل والثوم وكل ما يجفف (٢٧٩) كثيرا كالاكثار من الاشياء المالحة والمبخرة بخارا غليظا كالكرنب.

واما الاشياء الضارة بالبصر كالجماع المفرط والنظر الى الضوء والى الاشياء البيضاء وقراءة الدقيق من الخط (٢٨٠). [ ويجب على من به ضعف البصر ان يصبر الى ان ينهضم الطعام ثم ينام. وكل امتلاء يضره وكل معكر للدم يضره مثل الحلو والمالح والحريف. والقيء يضره لانه يحرك مواد الدماغ ويدفعها الى العين ] (٢٨١). فان دعت الحاجة اليه ينبغي ان يكون برفق لانه قد ينتفع به من جهة انه ينقي المعدة. وكثرة الفصد وخصوصا (٢٨٢) الحجامة المتوالية تضر العين. فاما الاغذية مما يؤذي فم المعدة.

والباذروج اكلا والزيتون النضيج (٢٨٣) والجبن المقدد والسمك مضر يضعف البصر جدا لتوليده الرطوبات الغريبة لا سيما المالح منه. واما الاشياء النافعة للعين والحافظة لصحتها والمقوية لها ، فالأكحال

_________________

٢٧٩) في الاصل : وكل ما يحفف كثيرا

٢٨٠) في الاصل : والنطو الي الضو والي الاشيا البيض وقرأه الدقيق من الخط.

٢٨١) في الاصل : الجمله المحصوره بين القوسين فيها بعض الكلمات غير مقروءة جيدا مثل : امتلآ يصر وكل مصر الدم (وهو يقصد وكل امتلاء يضره وكل معكر للدم) وقد نقلنا الجملة مصححة.

٢٨٢) في الاصل : ولره الفصد وخصوصيا

٢٨٣) في الاصل : والرننون النصيح

١٢٤

المتخذة من الاثمد والتوتيا المربى بماء المرزنجوش والرازيانج (٢٨٤). والاكتحال بماء الرازيانج جيد على الدوام. وبرود الرمانين بشحميهما ينضجان في التنور مع العسل الصافي ويكحل العين بهذا الدواء.

صفة برود يحفظ الصحة

ويحد البصر. يسمى جلاء عيون النقاشين (٢٨٥)

يؤخذ رمان حلو ورمان حامض في الغاية. فيعصران بشحمهما ويجعل ماء كل واحد منهما في اناء من زجاج ويسد رأسهما بصمامة جيدا ثم يجعلان في الشمس من اول حزيران الى آب (٢٨٦). ويصفى كل شهر من الثقل ثم يخلط ما صفى منهما ويجمعان ويؤخذ نصف رطل منهما (٢٨٧) وفلفل وصبر ودار فلفل ونوشادر من كل واحد نصف

_________________

٢٨٤) في الاصل : فالاكحال المتحده من الانهد والتوتا المرى بما المرونجوس والداريانح. ان الكتاب المخطوط (كما ذكرناه سابقا) هو بخط المؤلف نفسه. وان النسخه هذه هي الوحيدة. وقد عانينا مشقة عظيمة في قراءتها وحل رموزها. وما ذلك الا لان المؤلف قد اعتاد الاهمال في كتابته وعدم الاهتمام بتنقيط الكلمات وعدم وضع الهمزة ، مما يجعل الكلمة غير مقروءة. وهذا ما اشرنا اليه كثيرا في الهوامش.

٢٨٥) جاء في التذكرة ص ٣٢٣ في الحاشيه : البرود كل دواء مبرد. واكثر ما يستعمل في ادوية العين. والبرود هذا المسمى جلاعيون النقاشين ، سماه في التذكره برود النقاشين

٢٨٦) في الاصل : من اول حزيران الى اب. ولكن جاء في تذكرة الكحالين ص ٣٣٢ : من اول حزيران الى اخراب.

٢٨٧) في الاصل : ويوءخذ نصف رطل منهما وفلفل وصبر ودار فلفل ... الخ.

ولكن جاء في التذكره ص ٣٢٤ : يوءخذ لكل نصف رطل منهما صبر وفلفل ودار فلفل ... الخ

١٢٥

درهم (٢٨٨) ، ينعم بسحق الادوية وتطرح فيه وترفع. وكلما عتق كان اجود. وهو عجيب النفع ، يحفظ الصحة ويقوى العين ويحد البصر ، وبالجملة فكلما تذكره في الاقرباذين (٢٨٩) من الادوية المركبة النافعة في حفظ صحة العين.

ومما يجلو البصر الغوص في الماء وفتح العين في داخله. واذا كان الماء معينا وكان صافيا كان ابلغ. فهذا ما أمكن ذكره وهو تمام القول في الجزء الاول. فلننتقل الى الجزء الثاني من الادوية المفردة والقوانين التي تتعلق بها.

_________________

٢٨٨) في الاصل : من كل واحد نصف درهم. ولكن جاء في التذكره ص ٣٢٤ : من كل واحد زنة درهم.

٢٨٩) في الاصل : الانقرابادين.

١٢٦

الجزء الثاني من النهاية في الكحل (١)

وهو قسمان

القسم الاول من الجزء الثاني

في اجناس الادوية المفردة وانواعها وافعالها

وهو اربعة فصول

الفصل الاول من القسم الاول :

فى ابتداء القول فى الادوية المفردة والطريق فى معرفتها

في ابتداء القول في الادوية المفردة والطريق في معرفتها يبنى (٢) الكحل على الادوية ومعرفة قواها وافعالها وخواصها ومعرفة الجيد والرديء منها ومعرفة ذلك مما حصلت بطول الزمان والتجارب والامتحان والالهام من اللّه تعالى للحيوان كاستعمال الحيات الحك في أعينها باصول الرازيانج الرطب اذا خرجت في الربيع من مأواها وابصارها مظلمة. وكثير من الحيوان يرعاه لاجل ذلك (٣).

والناس في ذلك على قسمين : اهل التجارب واهل القياس. فالتجربة تفيد بعد شرايط (٤) والقياس غير موثوق به كوثوق التجربة.

_________________

١) جاء العنوان في فهرست الكتاب : الجزء الثاني في الادوية المفرده واجناسها وقواها وافعالها الخاصة بالعين ولكن العنوان هو ما ذكرناه هنا ويقصد الجزء الثاني من فهرست الكتاب.

٢) في الاصل : مبني الكحل. والكحل يريد به علم الكحاله اي طب العيون

٣) يريد ان الكثير من الحيوانات ترعى الرازيانج لجلاء عيونها (انظر رازيانج في القسم الثاني من هذا الجزء).

٤) يريد بالشرايط : الشروط التي يجب توفرها لتحقيق التجربة.

١٢٧

والكحال ليس عليه ان يبرهن على كون الدواء حارا او باردا (٥) او رطبا او يابسا. [ ولا من أي الاجزاء تركب بل يتسلم ذلك من الطبيب ] كما يتسلم الطبيب من صاحب العلم الطبيعي ما يتسلمه من ذلك. بل عليه ان يعلم اجناس الادوية المفردة والمركبة وانواعها المستعملة في علاج العين. وها انا ذاكر من ذلك ما يليق ذكره بهذا الكتاب.

الفصل الثاني من القسم الاول من الجزء الثاني

في اجناس الادوية المفردة وطبقاتها

اعلم ان أدوية العين منها مفردة ومنها مركبة. فالمركبة نذكرها اخرا. واما المفردة فهي مركبة تركيبا ثانيا (٦). وامتزاج اول مع ما انها مفردة في الصورة (٧). فنقول منها حيوانية ومنها معدنية ومنها نباتية. فالحيوانية بعضها من أعضاء الحيوان كالقرون وجندبادستر. وبعضها من رطوباتها كالمرارات والالبان وبياض البيض. وبعضها ما ينفصل عنه كبعر الضب ولبن الخفاش المعروف بالشيزرق.

واما النباتية فمنها عصارات كالحضض ومنها ثمر كالفلفل ومنها زهر كالجلنار ومنها ورق كالسادج الهندي (٨) ، ومنها خشب كالدار

_________________

٥) الدواء الحار : هو الدواء المنبه او المهيج او المحمر او المنفط او الكاوي والدواء البارد : هو الدواء المرخي او المرطب او المبرد

٦) في الاصل : تركيبا ثانيا. ولعله يريد تركيبا ثابتا

٧) يقصد بهذا ان الادوية مفردة باسمائها ولكنها مركبة من عدة مواد اخرى كالحوامض واشباه القلويات في دواء مفرد. مثل الافيون الذي هو مفرد مع انه تمتزج فيه عدة اشباه قلويات كالمورفين والهيروئين والبابفرين وغيرها. ومع ان هذه الاشباه قلويات لم تكن معروفة في عهد الموءلف. لكنه علم ذلك كما علم غيره من العلماء بالتجربه والقياس وبدون الرجوع الى المختبرات طبعا.

٨) في الاصل : كالسادح الهندي.

١٢٨

الصيني (٩) ومنها عروق كالماميران والورس ومنها قشور كالسليخة.

واما المعدنيات فالتونيا والنوشادر ، والشادنج والزرنيخ والملح والبورق.

وبالجملة فاجناس الادوية على اربع طبقات :

الطبقة الاولى : يقال دواء مسخن ملطف محلل جال (١٠) مفتح منضج جاذب اكال معفن كاو.

والطبقة الثانية : مبرد مقو رادع مغلظ مخدر مفجج.

والطبقة الثالثة : مرطب عسال موسخ للقروح مزلق مملس.

والطبقة الرابعة : مجفف عاصر قابض مسدد مغري مدمل منبت للحم خاتم.

فلنذكر الان كل جنس بما يخصه في كل طبقة.

فاما المسخن من الادوية التي في الطبقة الاولى : هو الدواء الذي يجعل العين أسخن مما كانت عليه كالفلفل.

والملطف : هو الذي يجعل قوام المادة ارق بحرارة معتدلة كما الرازيانج والنانخواه والسليخة.

والمحلل : هو الدواء الذي من شأنه ان يفرق الخلط ويخرجه عن موضعه الذي اشتبك فيه جزءا بعد جزء (١١) لقوة حرارته مثل الجندبادستر.

_________________

٩) في الاصل : ومنها حشب كالدارصيني. ومن المعروف ان المستعمل ، هو لحاء وقشور لجذع شجر خاص. وجاء في الاصل ايضا : ومنها قشور كالسليخه. ولكن جاء في المقالات ص ١٥٨ ومنها خشب مثل السليخه والدار صيني وعيدان البطباط

١٠) في الاصل : مجلل خال

١١) في الاصل : هو الدوا الذي من شأنه ان يفرق الخلط وبحزجه عن موضعه البني اشتد فيه حزا بعد جزو.

١٢٩

والجالي : هو الدواء الذي من شأنه ان يجرد الرطوبات اللزجة والجامدة عن فوهات المسام في سطح العين حتى يبعدها عنها. وهي تنقسم الى قسمين : منها لطيفة ليست بقوية الجلاء وتصلح للاثر الذي ليس بغليظ كالقليميا والكندر وقرن الايل والصبر. والقليميا معتدل بين الحر والبرد وهو ييسر الجلاء. فلذلك هو موافق لانبات اللحم في القروح. ومنها شديد الجلاء ويصلح للظفرة والبياض الغليظ لانها تلطفها (١٢) وتجلوها كتوبال النحاس والزنجار والقلقطار والنوشادر والنحاس المحرق وهذه لذّاعة.

والمفتح : هو الدواء الذي يحرك (١٣) المادة الموافقة في داخل تجويف منافذ العين الى خارج لتبقي المجاري مفتوحة. كالحلتيت والسكبينح والفربيون (١٤) والوج والدار صيني.

والجاذب : هو الدواء الذى يحرك الى الموضع الذي تلاقيه المادة وذلك للطافته كالمر.

والاكّال (١٥) : هو الذي يبلغ من تحليله وتقريحه ان ينقص من جوهر اللحم. مثل الزنجار.

والمعفن : وهو الدواء الذى يفسد مزاج الروح الواصل الى العين ومزاج رطبتها بالتحليل حتى لا يصلح ان يكون جزءا للعين ولا يبلغ ان يحرقه أو يأكله ويحلل رطوبته بل يبقى فيه رطوبة فاسدة يعمل فيه غير الحرارة الغريزية هذا كالزرنيخ.

_________________

١٢) في الاصل : ومنها شديد الجلا ويصلح للظفره والبياض العليط لانها ملطفها وجاء في التذكره ص ٥٠ : ومنها شديدة الجلاء وتصلح للظفره والاثر الغليظ لانها تلطفها وتجلوها

١٣) في الاصل : هو الدوا الذي يحرل

١٤) في الاصل : كالحلتيت والسكبيخ والعرنفون والدخ.

١٥) في الاصل : واللكال هو الدوا

١٣٠

والكاوي : هو الدواء الذي يحرق الجلد احراقا مجففا ويعقد عليه خشك‌ريشه (١٦) كالزاج والقلقطار.

واما الادوية التي في الطبقة الثانية فمنها :

المبرد : وهو معروف (١٧).

والقوي : وهو الدواء الذي يعدل قوام العين لمزاجها حتى يمتنع من قبول الفضول المنصبة اليها والآفات الواردة كالطين الارمني.

والرادع : هو مضاد الجاذب. وهو الدواء الذي من شأنه لبرده ان يحدث في العين بردا فيكيفّها ويضيق مسامها ويكثر حرارتها الجاذبة ويمنع السائل اليها بتخثيره كالتوتيا

والمخدّر : هو الدواء البارد الذي يبلغ من تبريده العين الى ان يحل جوهر الروح الحاملة اليه قوة الحركة والحس ويجعله باردا في مزاجه غليظا في جوهره ، فلا تستعمله القوى النفسانية مثل الافيون والبنج.

_________________

١٦) الخشكريشه : هي منطقة محدودة من نسيج الجلد عديمة الحياة كالقشرة الباقية على الجرح بعد اندماله فهي خالية من الاوعية لا تلبث ان تجف وتسقط وتدعى Escarre. وغالبا ما تترك تحتها ندبة تدعى Ciatrise

١٧) يريد به الدواء الذي يهديء وجع العين ويجفف ويقبض ويحفظ صحة العين كالشادنج (التذكرة ص ٣٦٦) وهو بهذا يريد تصنيف قوى الادويه. فمنها اوائل وثواني وثوالث. فالاوائل اربعة : الحار والبارد والرطب واليابس. فما في الدرجة الاولى. هو ما غير البدن عن الاعتدال الا انه لم يغيره تغييرا بينا فيحتاج في تغييره الى برهان. وما في الدرجه الثانية هو ما غيره تغييرا بينا ليس بشديد. وما في الدرجه الثالثه هو ما غيره تغييرا شديدا ليس بمفسد. وما في الدرجه الرابعه هو ما غيره تغييرا مفسدا وعلى هذا صنفوا الادويه وسجلوها. فقالوا حار يابس في اول الرابعة (للشب). وقالوا عن العسل حار يابس في الثانية .. الخ. ـ انظر المقالات ص ١٥٢ والتذكره ص ٣٦٦ ـ ٣٦٩ ـ وهم يريدون بذلك أجناس الادوية. وقد صنفها مؤلفنا كغيره الى أربعة أصناف أيضا فقال الطبقة الاولى والثانيه والثالثه والرابعه. وكان يقول كذلك ايضا بارد في الاولى حار في الثانيه مثلا ليبين طبيعة الدواء. وهكذا.

١٣١

[ واما الادوية التي في الطبقة الثالثة ] (١٨) : فمنها المرطب وهو معروف.

والعسّال : وهو الدواء الذي يجلو (١٩) لا من قوة فاعلة فيه ، بل بقوة منفعلة تعينها الحركة. فان السائل اللطيف اذا جرى على فوهات العروق ، ألان برطوبته الفضول وازالها بسيلانه مثل الماء القراح ، واللبن الحليب ورقيق بياض البيض.

والمملس : هو الدواء اللزج الذي من شأنه ان ينبسط على سطح العين انبساطا املس ، فيصير ظاهرها أملس مستوى الخشونة وان يسيل اليه رطوبة فتبسطه هذا الانبساط (٢٠). ويحتاج اليه في مثل الجرب في الاجفان.

واما الادوية التي في الطبقة الرابعة. فمنها :

المجفف : وهو الدواء الذي تعنى الرطوبات بتحليله ولطفه كقانصة الحبارى (٢١).

_________________

١٨) الجملة بين القوسين غير منقوطة بالاصل .. ونعود ونكرر بأن الموءلف ـ رحمه الله ـ اعتاد في نسخته المخطوطه والتي نقوم بتحقيقها ، نقول اعتاد عدم الاهتمام بتنقيط الكلمات فكثيرا ما تصادفنا كلمات من غير تنقيط نقف محتارين تجاهها. فاما انها يمكن قراءتها بعدة اوجه او لا يمكن قراءتها البتة. فنرجع الى اصل الجملة للاستدلال على الكلمة. وكذلك فقد كان الموءلف لا يهتم بذكر الهمزة وخاصة اذا كانت في اخر الكلمة مثل كلمة الدواء والسماء حيث يكتبها الدوا والسما. وكلمة ينبىء يكتبها ينبي وهكذا

١٩) في الاصل : وهو الدوا الذي يجلوا (وربما توهم المؤلف بأن يجلو تكتب بواو الجماعة).

٢٠) في الاصل : فيصير طاهرها ، ملس منشوي الحشونه وان يسل اليه رطوبه تبسط هذا الانبساط

٢١) جاء في التذكرة ص ٣٧٥ : كقانصة حبارى وهي حارة يابسة فيها جلاء لآثار القرنية محللة للماء النازل في العين.

١٣٢

والقابض : هو الدواء الذي يحدث في العين فصل حركة اجزاء الى اجتماع يتكاثف في وضعها تفسد له المجاري كالتوتيا (٢٢).

والعاصر : هو الدواء الذي يبلغ من تقبيضه وجمعه اجزاء العين الى ان تضطر الرطوبات الرقيقة المقيمة في محلها الى الانضغاط والانفصال ، كالاهليلج.

والمسدّد : هو الدواء الذي ينحبس لكثافته او ليبوسته أو لتفرقه في المنافذ (٢٣) فيحدث فيها السدّة.

والمغذي : هو الدواء الذي فيه رطوبة يسيرة لزجة تلتصق بها على الفوهات (٢٤) فتسدها فتحبس السائل من العين ، كالصمغ العربي (٢٥). وكل لزج سيال مزلق اذا فعلت فيه النار صار مغريا سادا حابسا.

والمدمّل : هو الدواء الذي يجفف ويكثف الرطوبة بين سطحي تفرق الاتصال المتجاورين حتى يصير الى التغرية واللزوجة ، فيلتصق احدهما بالاخر كدم الاخوين (٢٦) والصبر.

والمنبت للحم : هو الدواء الذي يحيل الدم الوارد على الجراحة لحما لتعديله مزاجه وعقده اياه بالتجفيف.

والخاتم : هو الدواء المجفف الذي يجفف سطح الجراحة حتى

_________________

٢٢) هكذا في الاصل : ولعله يريد به جمع الاجزاء المتفرقه على القرنية من كثافات وجمعها في محل واحد

٢٣) في الاصل : هو الدوا الذي يتحلس لكافته او ليبوسته او لتعريبه في للنافذ.

٢٤) في الاصل : فتسددها.

٢٥) في الاصل : كالصمغ الغرى

٢٦) دم الاخوين ويسمى العندم او البقم. وهو عصارة صمغية متجمدة حمراء اللون تستحصل من شجرة ذات جذعين تنبت في جزيره سقطرى في البحر العربي جنوب اليمن الجنوبية.

١٣٣

تصير خشكريشة (٢٧) عليه تكنّه من الآفات ، الى ان ينبت الجلد الطبيعي. وهو كل دواء مجفف بلا لذع.

الفصل الثالث منه

في احكام تعرض للادوية من خارج فتغيرها

قد تتغير أحكام الادوية وافعالها بما يعرض لها ، كالحرق بالنار ، والغسل بالماء ، والطبخ ، والسحق المفرط ، والجرش ، والاجماد في البرد ، والتسخين في الشمس ، والوضع في جوار ادوية اخرى. فان من الادوية ما تتغير أحكامها بمجاورة غيرها. فنقول ان من الادوية ما اذا سحق أفضل (٢٨) سحق تغيرت قوته كالنشا والصموغ اكثرها بهذه الصفة. وتحليل الصموغ أوفق من سحقها. واكثر الادوية التي تسحق تبطل بعض افعالها. الا انك تحتاج في أدوية العين الى افضل سحق لانها ليست لطيفة الجواهر غالبا. فلا تبطل قواها. والادوية الكثيفة يجب سحقها بليغا حتى يبلغ في اجزاء العين مبلغا يمكنها ان تؤثر فيه لا سيما واكثرها حجرية. والعين عضو لطيف قوي الحس وهي كالبسد واللؤلؤ والشاذنج (٢٩).

واما حكم الاحراق : فان من الادوية ما يحرق لينقص من قوته ، ومنها ما يحرق ليزاد في قوته. وجميع الادوية الحارة اللطيفة الجواهر أو معتدلتها ، فانها اذا أحرقت انتقص من حرها وحدتها بما يتحلل.

_________________

٢٧) في الاصل : حتى يصير خسكيرشه عليه مكنه

٢٨) في الاصل جاءت جملة (فضل سحق) في حاشية الصفحة. (وفضل سحق) معناها السحق الزائد. فقد جاء في المعجم الوسيط : فضل الشيء فضلا : ما زاد على الحاجه.

٢٩) في الاصل : والعين عصو لطيف قوى الخس وهي كالسبد والولو والساذنج

١٣٤

منها الناري المستكن منها مثل الزجاج والقلقطار (٣٠).

واما الادوية التي جواهرها كثيفة وقوتها غير حادة. والدواء يحرق اما ليكسر من حدته كالزاج واما ليلطف جوهره كالنورة.

واما حكم الغسل : فان من الادوية ما يغسل ليلطف جوهره كالنورة المغسولة ، فانها تصير معتدلة. ومنها ما ليس الغرض منه تبريدا فقط بل التمكن من تصغير اجزائه وترطيبه كالتوتيا اذا سحق في الماء. ومنه ما يغسل ليفارقه قوة فلا تزاد مثل الاستقصار (٣١) في غسل الحجر الارمني واللازورد والسادنج حتى يفارق القوة التي لا تزاد.

واما ما يترك بمحاذاة الشمس لينشف رطوباتها فقد تربى الادوية بعصارات ، وتجعل في الشمس ، وتتخلخل الرطوبة العصارية التي في اجزاء الادوية.

واما الجمود : فتزداد بردا ان كان بارد الجوهر او تنقص حرارته ان كان حارا.

واعلم ان أدوية العين قد تكسب بالمجاورة كيفيات غريبة من ملاصقات أدوية اخرى. فان الاوفروبيون والحلنيت (٣٢) والجندبادستر

_________________

٣٠) الزجاج والقلقطار والزاج ايضا : مواد معدنيه محرقه تدعى Vitriol. فالقلقطار يطلق عليه Burnt ـ Yellow ـ Vitriol او كبريتات الحديد. كما يطلق على القلقنت Blue Vitriol اي كبريتات النحاس ـ انظر المقالات ص ٢٢٠ ـ. وكلمة Vitriol اسم عام لحامض الكبريتيك لدى تفاعله باحد المعادن ـ انظر قاموس Blakies Concise

٣١) في الاصل : ولا تزد مثل الاستقصا من غسل الحجر الارمني. ويريد بقوله ـ الاستقصار ـ اي الغسل بقوة بحيث تزول قوته الشديدة وتخف ـ القاموس المحيط ـ

٣٢) كلمة الافريتون ، جاءت في المقالات ص ٢٠٩ باسم الافربيون Resin Of Euphroionbiur وفي التذكرة ص ٢٧١ جاءت فربيون وكلمة الحلتيت جاءت في المقالات ص ٢١٢ باسم الجلتيت

١٣٥

والمسك اذا جاورها اكثر الادوية الباردة ، فان برودتها تنقص وربما صارت حارة لاكتسابها منها ، وكذلك كثير من الادوية الحارة المجاورة للأفيون والكافور والصندل ، تقل حرارتها لاكتسابها منها ، والحاجة الى ذلك لئلا توضع الادوية مع غير جنسها.

واما الممازجة : فقد تقوى تارة بممازجتها وتارة تنقص افعالها ، وتارة تصلح كيفيتها. فاما ما يقوى بممازجته (٣٣) كالمسك اذا خالط أدوية العين. واما ما ينقص فعله بممازجته اذا خالط ما له كيفية مع دواء له ضد تلك الكيفية كالافيون والجندبادستر (٣٤). واما ما يصلح ويكسر سورة (٣٥) الآخر كالزنجار اذا خلط مع الاسفيداج.

الفصل الرابع

في اختيار (٣٦) الادوية وادخارها

ما كان من الادوية حيوانيا ، فأفضل ذلك ما يتخذ من حيوان شاب في زمن الربيع. ويختار الاصح جسما والأتمّ اعضاء ، وان ينزع ما يؤخذ منها بعد ذبحه ، ولا يؤخذ (٣٧) من الميت بعلة طارئة. فان ذلك رديء. وما كان من الادوية نباتيا فمنها اوراق ومنها بذور ومنها اصول وقضبان ومنها زهر ومنها صموغ على ما ذكرنا. فما كان ورقا فينبغي (٣٨) ان يؤخذ بعد استكماله قبل تغير لونه ، لا مما سقط منها ، فان ذلك لا يكون فيه قوة. والبذور يجب (٣٩) ان تلتقط بعد ان

_________________

٣٣) في الاصل : فأما ما يقوى بممارجه كجللسك إذا خالط.

٣٤) في الاصل : كالافيون والجبندستر

٣٥) سورة الاخر أي حدّة (أو قوة) الاخر.

٣٦) في الاصل : فى احتيار

٣٧) في الاصل : وان ينزع ما يأخذ منها بعد ذبحه ولا يأخذ من المنبت بعله طاريه.

٣٨) في الاصل : مينعي

٣٩) في الاصل : والبذور فيجب ان تلتقط

١٣٦

يستحكم جرمها وتنتفي عنها (٤٠) الفجاجية والمائية. والاصول تؤخذ كلما تريد ان تسقط الاوراق (٤١). واما الزهر ، فيجب ان يجتنى وقد ادرك ، ولم يأخذ في الذبول (٤٢). واما الثمار فيجب ان تجتنى بعد اتمام ادراكها وقبل استعدادها للسقوط. واما ما يؤخذ جميعه فينبغي ان يكون على غضاضة (٤٣) وقت ما يدرك بذره.

واما ما كان من المعادن فيؤخذ اجودها كالقلقديس (٤٤) (وأجوده القبرصي) والزاج الكرماني. وتكون خالية من الممازجات التي ليست من جنسها. وينبغي ان تكون على افضل ما ينبغي ان تكون عليه اعني من اللون المعهود الخاص بها والرائحة والطعم. فهذا ما ذكر حذاق الاطباء وهي القوانين التي اختارها الشيخ الرئيس سيد المحققين (٤٥) في هذه الصناعة. فلننتقل الى كلام في افعالها الخاصة بالعين.

_________________

٤٠) في الاصل : وتنعش عنها النحاجبه

٤١) في الاصل : والاصول توءخذ كما تريد ان تسقط الاوراق

٤٢) في الاصل : فيجب ان يجتنى وقد ادركت ولم يوءخذ في الذيول.

٤٣) في الاصل : فينبغي ان يكون على عضاضة. جاء في المعجم الوسيط : غض النبات : صار طريا ناظرا. فهو غض وغضيض. ويريد بقوله : ان يؤخذ جميع النبات ولا يزال طريا وقبل ان يجف تماما.

٤٤) في الاصل : كالقلديس. والقلقديس هو كبريتات الزنك ـ (انظر المقالات ص ٢٢١).

٤٥) الرئيس الشيخ هو الشيخ أبو علي بن سينا الطبيب والفيلسوف المعروف.

١٣٧

القسم الثاني من الجزء الثاني

في افعال الادوية المفردة الخاصة بالعين

نذكر افعال الادوية على الاختصار من غير ان نبين اوصافها في غير العين بل نقتصر على ما قبل فيما تنتفع فيها العين لئلا يطول الكتاب. وقد رتبته على حروف المعجم (أ ب ج‍ د ...) الى اخرها ، ليسهل اخذها. وذكرت بعض ما يضر العين استعماله ليجتنب. ودرجته في جملة الادوية واللّه الموفق.

(حرف الالف)

أنزروت (٤٧) : صمغ شجرة شائكة. حار في الثانية يابس في الاولى.

ينفع من الرمد ومن نوازل العين ، وخصوصا المربى بلبن الأتن. ويخرج القذى من العين.

اثمد (٤٨) : وهو جوهر الاسرب الميت. وقوته شبيهة بقوة الرصاص المحرق. واجوده الصفايحي الذي لفتاته بريق. ولا يخالطه

_________________

٤٦) نلاحظ بين آونة واخرى بعض الهوامش والتعليقات منها بخط المؤلف في اعتقادنا ، ومنها يغير خطه. ومنها مقروءة ومنها غير مقروءة.

فقد جاء في الصفحة السابقة ـ مجاورا للعنوان الفصل الرابع ـ هامشا نظنه بغير خط المؤلف فيه ـ احسان ما احد من المعدن والنباب والحيوان في الادويه للعين وهو اجود ما في الكتاب ـ ونظنه يريد ان يقول ـ احسن ما اخذ من المعدن ... الخ.

وفي هذه الصفحة مجاورا للعنوان القسم الثاني ، هناك ثلاث هوامش بخط يختلف أحدها عن الثاني وهي حتما بغير خط المؤلف. اولها غير مقروء. والثاني (ما السذاب وما الرازيانج) ثم كلمات غير مقروءة. والثالث (ذكر المفردات الحيوان والنبات والمعدن النافعه في العين).

٤٧) الأنزروت : ويدعى طبيا ـ الصمغ الفارسي

Persian gum of Astragalus

ـ مقالات ص ٢٠٩ ـ. وفي التذكرة ص ٣٤٧. جاء (حار يابس جيد للرمص) ويريد به القذى. Discharge

٤٨) الاثمد : واسمه Stibium ـ مقالات ص ٢٠٩ ـ

١٣٨

شيء غريب ووسخ. وطبعه بارد في الاولى يابس في الثانية. يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها. وينفع من الموسرج (٤٩) ، ويقوي شعر الاجفان ويجفف ويقبض ويقوي العين ويدمل القروح.

اسارون (٥٠) : حار يابس في الثانية. وقيل ان يبسه اقل من حرارته.

ينفع من غلظ القرنية.

آس : بارد يابس. وفيه حرارة لطيفة ، قابض ، وقبضه اكثر من برده.

ويسكن الرمد والجحوظ. واذا طبخ مع سويق الشعير أبرأ اورام العين. ورماده يدخل في أدوية الظفرة.

أشق (٥١) : حار في الثانية يابس في الاولى ، يلين خشونة الاجفان والجرب ويجلو البياض وينفع رطوبات العين وينقع بخل نظيف ويدعك بالدستج (٥٢) حتى يتحلل. ويعمل على الشعيرة والدمل في الجفن فيحللها.

اكليل الملك (٥٣) : يحلل الاورام ضمادا وينضجها. وفيه قبض وطبعه حار يابس.

_________________

٤٩) في الاصل : ـ الموسرج. وقد سبق ان قلنا انه فتق في القرنيه لبروز جزء من القزحية في الانثقاب الجزئي (راجع تعليقنا رقم ١٨٠ من الجزء الاول).

٥٠) اسارون : واسمه لاتيني ـ Asarum) Asarabacca)

٥١) اشق : واسمه ـ) Gum Ammoniac (ـ. جاء في التذكره ص ٣٤٨ : حار في الثانية يلين ويحلل غلظ الاجفان.

٥٢) الدستج : كلمة معربة عن دستى وهي البارق (القاموس المحيط) وهي انية خاصة تستعمل لدى العطارين لمزج الادوية.

٥٣) اكليل الملك : واسمه Melilotos. وهو حشيشة ذات ورق مدور ومدرهم ـ اي غامقه ـ اخضر واغصان دقاق جدا مخلخلة الورق له زهر اصفر صغير مدور يخلفه مزاود دقاق مدورة كأسورة الصبيان الصغار منها حب صغير مدور أصغر من حب الخردل (جامع مفردات الغافقي تحقيق ما يرهوف ص ٢٥).

١٣٩

آنسون (٥٤) : قال جالينوس : حار في الثانية ، ينفع من السبل العتيق.

وعصارته رطبة ، يقطر في العين لابتداء الماء.

افسنتين (٥٥) : حار في الاولى ، يابس في الثانية ، ينفع من الرمد العتيق خصوصا البطيء منه اذا ضمدت به العين. وان اتخذ منه ضمادا بالمنحج (٥٦) سكن ضربات العين وورمها. وينفع عن الودقة فيها.

اقاقيا (٥٧) : عصارة القرظ. اجوده الطيب الرائحة ، الاخضر الضارب الى السواد الرزين الصلب ، وهو بارد في الثانية يابس في الثالثة. واذا غسل نقص يبسه. يمنع المواد والسيلان من الانصباب الى العين ويقوي البصر ويلطفه. ولا يصلح للعين منه الا المصري. ويسكن الرمد ، ويقلل الحمرة التي تعرض فيها. ويدخل في أدوية الظفرة.

_________________

٥٣) ويعد من الادوية المدرّة ـ مقالات ص ١٥٧ ـ أي كما يستعمل للعين

٥٤) آنسون : واسمه Anisum. ذو رائحه عطرية وطعم مر. وانفع ما فيه بذوره وهو حريف مدر مهيج للجماع ، ترياق لسموم الهوام (قاموس Blackies Concise) ، (مفردات الغافقي ص ٢٦ رقم ٣٢). يستعمل للمجاري البولية.

٥٥) في الاصل : خصوصا البطىء منه اذا ضمد تحت العين ـ افسنتين : ويسمى Absinthe. وهو نبات عطري مر. يستعمل منه زهرة.

٥٦) في الاصل : وان اتحد منه ضمادا بالمينختج سكر ضرمان العين. جاء في المنحج في القانون ج ٣ ص ٤١٦. فذكر ابن سينا شياف المنحج كما ذكر تركيبه. وقال : ويضاف اليه الافسنتين فيسكن الوجع من يومه.

٥٧) افاقيا : ويسمى Acacia. وجاء اسمه في المقالات ص ٢٠٨ فسماه قاقيا

١٤٠